
قاسم: لبنان لن يكون ملحقاً بـ"إسرائيل"... ولن نقبل أن نسلّم سلاحنا لها على الدولة حزم الأمر في الحماية وإعادة الإعمار... أوقفوا العدوان ثم خدوا منا أفضل نقاش وتجاوب
الشعب اللبناني بكامله معرّض لخطر وجودي
من "إسرائيل" و "داعش " والولايات المتحدة
- سلاح المقاومة لتقوية لبنان.. والاحتلال ينتظر نزعه ليتوسّع
- كل دعوة لنزع السلاح في هذه المرحلة هي دعوة لنزع القوة المواجهة لـ "إسرائيل"
- باراك يأتي بالتهويل والتهديد لخلق مشكلة لبنانية
أكد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أنّ المبعوث الأميركي توم برّاك، "فوجئ بموقف لبناني وطني موحّد من الرؤساء الثلاثة، يقضي بوقف العدوان الإسرائيلي قبل الحديث بأيّ أمر آخر"، بعد أن "جاء بالتهويل والتهديد بضمّ لبنان إلى سوريا وبتوسيع العدوان".
كلام الشيخ نعيم قاسم جاء خلال المهرجان التكريمي الذي أقامه حزب الله بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائد الجهادي الشهيد السيد فؤاد شكر (السيد محسن)، وذلك في قاعة الشهيد السيد محمد باقر الصدر- ثانوية الإمام المهدي (عج)- الحدت.
وأضاف الشيخ قاسم أنّ الرؤساء "يريدون إعمار لبنان، ولذلك لا يمكنهم أن يوافقوا على تسليم قوته"، في حين "يريد الأميركي أخذها منه لمصلحة "إسرائيل"، ويكذب بأنّه يريد مساعدته".
وشدّد على أنّ برّاك يريد سلاح حزب الله "من أجل "إسرائيل، لا من أجل ضبط الوضع الأمني في لبنان، وعلى أنّ هذا السلاح هو لمقاومة "إسرائيل"، وهو قوة لبنان"، مذكّراً بأنّ الحزب "أبدى استعداده سابقاً لمناقشة كيف يكون هذا السلاح ضمن استراتيجية وطنية".
كما حذّر من أنّ "كل من يطالب بتسليم السلاح اليوم ، يطالب بتسليمه إلى إسرائيل"، مشدّداً أيضاً على أنّ حزب الله "لن يقبل ذلك، وعلى أنّ لبنان لن يكون ملحقاً بإسرائيل، لو اجتمعت الدنيا كلها، ولن نقبل أن يؤخذ رهينة ما دام فينا نفس حيّ".
"الاحتلال ينتظر نزع السلاح ليتوسّع"
وأوضح أنّ اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان "كان فيه مكسب لنا و للإسرائيلي، وهذا أمر طبيعي في أي اتفاق".
وإذ أشار إلى أنّ الاتفاق "حقّق الأمن في المستوطنات الشمالية"، فإنّه تساءل: "ولكن، هل تحقق الأمن في لبنان"؟
في هذا الإطار، اشار قاسم الى "أنّ كلّ ما يحصل من استهدافات واعتداءات واغتيالات وضرب للمباني، هو ضمن المشروع التوسّعي للاحتلال الإسرائيلي، بحيث إنّ الاحتلال ليس متوقّفاً عند النقاط الخمس المحتلة، بل ينتظر نزع سلاح المقاومة ليتوسّع ويبني مستوطناته".
وأكد أنّ المقاومة "أعطت الدولة كل ما يمكن أن يقوّيها"، موضحاً أنّ سلاحها هو "لتقوية الدولة، لا إضعافها"، وسأل "ولكن هل يحقّ للدولة أن تقول إنّني لا أستطيع الدفاع عنكم، وأعطونا الأسلحة لنضعها في المحرقة الإسرائيلية"؟
وتابع: "نحن ساعدنا الدولة على تنفيذ الاتفاق، وقولوا لمن يربط وقف إطلاق النار بسحب السلاح إنّ مسألة السلاح شأن داخلي".
"السلاح ليس أَوْلى من إعادة الإعمار"
وأكد أنّ السلاح "ليس أولى من إعادة الإعمار ووقف العدوان"، متوجّهاً إلى من يطالبون بنزع سلاح حزب الله بالقول: "أنتم أوقفوا العدوان، امنعوا الطيران من الجو، أعيدوا الأسرى، فلتنسحب "إسرائيل" من الأراضي التي احتلتها. دعونا نرَ إن كان هذا المشهد سيستقر. بعد ذلك، خذوا منّا أفضل نقاش، وخذوا منّا تجاوباً على أفضل أنواع التجاوب."
وأضاف أنّ على الدولة أن "تقوم بواجبها لإعادة الإعمار، ولو كانت الولايات المتحدة تمنع ذلك، وتضغط على الدول العربية، فعلى الدولة اللبنانية إيجاد أي وسيلة، ولو من موازنتها". ودعاها إلى "أن تحزم أمرها أكثر في ما يتعلّق بوقف العدوان وإعادة الإعمار"، مخاطباً الداخل اللبناني: "تعالوا نرفع شعار فلنخرج إسرائيل بوحدتنا ولنبن وطننا".
وجدّد الأمين العام لحزب الله تحذيره من أنّ "الشعب اللبناني بكامله معرّض لخطر وجودي من "إسرائيل" و "داعش "والولايات المتحدة"، وذلك تحت مسمى الشرق الأوسط الجديد".
وأشار إلى أنّ المقاومة "بدأت لتسدّ عجزاً من الجيش، وهي دعامة له لتكون ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة فعّالةً غير شكلية"، مضيفاً أنّها "أثبتت أنّها دعامة أساسية من دعائم بناء الدولة".
وأوضح أنّ حزب الله يسير في مسارين: "الأول بتحرير الأرض من العدو، والثاني ببناء الدولة، عبر تمثيل الناس، وحتى تنهض الدولة بأبنائها"، مشدّداً على أنّه "لا يغلّب أحدهما على الآخر".
كما أكد أنّ "هذه المقاومة لا تزال موجودةً بكلّ أبعادها السياسية والاجتماعية"، مشيراً إلى أنّ هذا الأمر "دليل على قوة المقاومة، وهو ما يدفع الاحتلال الإسرائيلي إلى انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار".
ولفت إلى "أنّ ثمة خيارين في لبنان، أحدهما خيار السيادة والاستقلال والتحرير، والآخر يتمثّل في الوصاية والاستعباد والاحتلال"، مؤكداً: "بين الخيارين، نحن مع السيادة والاستقلال والتحرير".
الولايات المتحدة و"إسرائيل" تمارسان
الإجرام المنظّم في قطاع غزة
إضافةً إلى ما يتعلّق بلبنان وحزب الله، تطرّق الشيخ قاسم إلى حرب الإبادة التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، مؤكداً أنّ "الولايات المتحدة و"إسرائيل" تمارسان الإجرام المنظّم يومياً في القطاع".
وشدّد على "وجوب أن يقف العالم وقفةً واحدةً في وجه "إسرائيل"، لوقف هذا الطغيان الذي يؤثّر في البشرية كلّها".
الشهيد شكر كان بمنزلة
رئيس الأركان خلال الإسناد"
أما في ما يتعلق بالمناسبة، فلفت الشيخ قاسم إلى أنَّ السيد شكر "كان يتميز بفكر استراتيجي، وقد نال ما أحب إلَّا أنَّ شهادته لن تنال من عزيمتنا"، مشيرًا إلى أنّه "قاد مجموعة من الإخوة عددهم 10 سمَّوا أنفسهم مجموعة الميثاق قبل عام 1982، وتعاهدوا على مواجهة "إسرائيل"، وأن يكونوا في المواقع الأمامية... ومنذ 35 سنة بعد أن استشهد تاسع مجاهد من مجموعة الميثاق ظلَّ السيد فؤاد شكر ينتظر الشهادة".
وأشار إلى أنَّ "السيد فؤاد شكر كان عاشقًا للإمام الخميني، وبعد وفاته كان مسلِّمًا ومؤمنًا بقيادة الإمام الخامنئي"، و "كان من الرعيل الأول المؤسس، وكان أول قائد عسكري للمقاومة، وقاد مواجهات كفرا وياطر إثر اغتيال الشهيد السيد عباس الموسوي، وقاد مجموعة من المجاهدين بعد أن قرر حزب الله إرسال مجموعة إلى البوسنة".
وأكّد أنّ "السيد محسن من الأساسيين الذين عملوا لتحرير الجنوب ونصر تموز، وبقي حينذاك في غرفة العلميات 33 يوما دون أن يغادرها"، كما أنَّه أسس "الوحدة البحرية في حزب الله، وشارك وتابع ملف الاستشهاديين، ومنهم الشهيد الشيخ أسعد برو".
وأوضح الشيخ قاسم أنَّ "السيد محسن كان بمنزلة رئيس الأركان في معركة الإسناد، وكان على تواصل دائم مع سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله إلى حين شهادته"، مضيفًا "كان للسيد محسن وعي ديني وسياسي، وخصوصًا في السنوات العشر الأخيرة، حيث عمل على تحصيل ديني أعمق، وكان ارتباطه مميزًا بالسيدة الزهراء والإمام الحسين عليهما السلام، وكان حاضرا بين الناس؛ خصوصا في مجالس العزاء واللطم".
إلى ذلك، قال الأمين العام لحزب الله: "نستذكر الشهيد القائد إسماعيل هنية الذي استطاع أن يرفع القضية الفلسطينية إلى مصاف القضية الأولى في العالم".
تحية الى جورج عبد الله
ووجّه أيضاً التحية إلى الأسير المناضل المحرّر جورج عبد الله، "الذي وقف شامخاً لـ41 عاماً ورفض أن يوقّع ورقة بالتخلّي عن أفكاره من أجل بضعة أعوام"، مؤكداً أنّه "جزء لا يتجزأ من تجربة المقاومة المتنوّعة التي تجتمع عند تحرير الأرض وحفظ الكرامة".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون 24
منذ 44 دقائق
- ليبانون 24
بلبلة بشأن إنهاء مهمة برّاك واحتمال زيارة أورتاغوس للبنان
تتجه الانظار الى الجلسة التي سيعقدها مجلس الوزراء الثلاثاء للنظر في مسألة «تنفيذ البيان الوزاري للحكومة في شقه المتعلق ببسط سيادة الدولة على كل اراضيها بقواها الذاتية حصراً، وبالترتيبات الخاصة بوقف الاعمال العدائية لشهر تشرين الثاني (2024). وفيما كانَ لبنان منشغلاً بورقة المبعوث الأميركي توم برّاك، فوجئت القوى السياسية بالمعلومات المسرّبة عن انتهاء مهمته في لبنان، علماً أنه «أبلغ المعنيين في زيارته الأخيرة إلى بيروت أنه قد لا يعود مجدّداً، وهو ما جرى تفسيره بانتهاء المهلة المعطاة للبنان لاتخاذ خطوات عملانية». وفور انتشار الخبر، بدأت التساؤلات عن البديل الذي سيحل مكان برّاك، وسطَ كلام عن إمكانية أن يتولى السفير الأميركي الجديد في بيروت المهمة، أو عودة مورغان أورتاغوس. وتشغل اورتاغوس الان منصب مساعدة المندوبة الاميركية في مجلس الامن الدولي السفيرة السابقة في لبنان دوروثي شيا.ولتاريخه لم يتسلم ميشال عيسى منصبه كسفير للولايات المتحدة لدى لبنان، بعد ما كان قد ادلى بافادته امام جلسة استماع للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ. وذكرت «الأخبار» أن «قرار إعادة تكليف أورتاغوس صدر منذ يومين، لكنّ السفارة في بيروت لم تتبلّغ به بعد». وقالت مصادر مطّلعة على الجو الأميركي إن «إزاحة برّاك تتصل بشخصيته فهو لم يقدّم تجربة جيدة في إدارة الملف، لكنّ أبرز الأسباب يعود إلى كون مسؤولين في الإدارة الأميركية يعتبرون أن برّاك ضعيف ». وأضافت المصادر أن «اللوبي اللبناني الموجود في الولايات المتحدة الأميركية لعب دوراً كبيراً في إزاحة برّاك، خصوصاً بعد كلامه عن ضمّ لبنان إلى بلاد الشام»، معتبرين أن «هذا الكلام يخدم حزب الله ويضرّ بأصدقاء الولايات المتحدة الأميركية في بيروت، الذين أُحرجوا من هذه التصريحات التي تضرب كل خطابهم عن السيادة وضمانة الولايات المتحدة الأميركية لحماية الاستقرار في لبنان». وكتبت" النهار":كان ينقص المشهد اللبناني المشدود والحذر عشية أسبوع يطل فيه لبنان على استحقاقين متعاقبين الأول احياء الذكرى الخامسة لانفجار مرفأ بيروت الاثنين المقبل بكل ما يحمله من شجون والثاني انعقاد مجلس الوزراء في جلسة مفصلية مطروح عليها ملف حصرية السلاح ، ان تتواتر تسريبات ومعلومات متضاربة حول تغيير متجدد للموفد الأميركي إلى لبنان بما زاد في غموض وآفاق الحقبة المقبلة . ذلك ان التبديل السريع الذي حصل سابقا للموفدة الأميركية الأولى في ولاية الرئيس دونالد ترامب إلى لبنان مورغان اورتاغوس كشف آنذاك عن ترددات غير ايجابية احدثتها اورتاغوس باسلوبها المتشدد الحاد مع انها كانت خير معبر عن جوهر موقف ادارتها من الواقع اللبناني . واذا كانت التسريبات صحيحة امس عن اتجاه إلى تبديل توم براك بعد ثلاث زيارات له لبيروت وإبلاغه السلطة اللبنانية ورقة أفكار واقتراحات وتلقيه رد الرؤساء الثلاثة عليها ، فان ذلك سيعني امرا ثابتا هو اتجاه واشنطن إلى مزيد من التشدد وليس العكس بعدما اثار الرد اللبناني مزيدا من تراجع الثقة الأميركية بمسار السلطة اللبنانية لنزع سلاح "حزب الله". وتناقضت التقارير الإعلامية حول خبر مصير براك كموفد إلى لبنان فنقلت محطة "الحدث "عن الخارجية الأميركية ان "لا صحة للأنباء عن إنهاء مهمة الموفد توم برّاك إلى لبنان . وكانت تقارير لبنانية إعلامية افادت بأن السفير الاميركي توم باراك لم يعد مكلفا بالعمل على الملف اللبناني وبأن الإدارة الاميركية ستكلف مورغان أورتاغوس مجدداً للعمل على هذا الملف. لكن محطة " سكاي نيوز" افادت ان المبعوث الأميركي توم براك أبلغ المسؤولين اللبنانيين في زيارته الأخيرة إلى بيروت بأنها زيارته الأخيرة وان الاتجاه هو إلى إناطة الملف اللبناني إلى السفير الأميركي المعيّن حديثا ميشال عيسى وهو من أصول لبنانية . وأفادت تقارير ديبلوماسية إضافية لاحقا ان لا صحة لنزع ملف لبنان من براك لأنه كان مكلفا فقط بنقل الرسالة الأميركية إلى السلطة اللبنانية وان لا حاجة إلى موفدين مادام عمل السفيرة في بيروت على افضل وجه وسيكون على عاتق السفير المسمى الجديد اكمال المهمات بعد تثبيت تعيينه في أيلول المقبل . وكابت" نداء الوطن":واعتبرت مصادر دبلوماسية أن ما يُشاع عن إقالته من ملف لبنان غير دقيقة، إذ إنه لم يكن يومًا مسؤولًا رسميًا عن ملف لبنان، بل كان De Facto Envoy إلى لبنان لتسليم الرسائل الأميركية إلى الجانب اللبناني خصوصًا تلك المتعلقة بنزع سلاح "حزب الله" وضبط الحدود والإصلاحات المالية. وأكدت أوساط واشنطن أن برّاك لا يزال في منصبه كسفير للولايات المتحدة إلى تركيا والمبعوث الرئاسي الأميركي إلى سوريا. أما بالنسبة إلى مورغان أورتاغوس، فتقول المصادر إنها لم تترك منصبها في وزارة الخارجية ولا ابتعدت عن ملفات الشرق الأوسط ولبنان، ولكنها انتقلت إلى الأمم المتحدة لمعاونة السفيرة دوروثي شيا، القائمة بأعمال ممثل الولايات المتحدة في الأمم المتحدة. وأورتاغوس تضطلع بالعديد من الملفات منها ملفات المنطقة في الأمم المتحدة والتي يتصدرها ملفّا قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان "اليونيفيل" وقوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك بين سوريا وإسرائيل "أندوف". وفي بيروت، وتعليقًا على خبر استبدال براك، أشارت مصادر سياسية مطلعة إلى أن الأمر يخص الإدارة الأميركية ولا يمكن أخذه إلا بالشق التقني الإداري الأميركي. ولفتت المصادر إلى أن من أورتاغوس إلى براك الموقف الأميركي لم يتبدل، بل بالعكس زاد تشددًا، وبالتالي خطوة الاستبدال لن تؤدي إلى أي تغيير في السياسة الأميركية خصوصًا أن هذه التغييرات تحصل في عهد ترامب، ولم يحصل تغيير في الإدارة الأميركية العليا أي انتقال الحكم من جمهوري إلى ديمقراطي أو العكس. وكتبت" اللواء": مع ان الاطراف الرسمية تفاجأت بخبر عودة اورتاغوس، لكن مصادر دبلوماسية اعتبرت ان هذا التغيير لن يؤثر أي شيء، ما دام الموقف تجري دراسته، في الخارجية الاميركية.. وهو موقف متفق عليه، لا سيما لجهة ورقة المقترحات التي قدمها براك للمسؤولين اللبنانيين. وجاءت هذه التطورات، في الوقت الي كشف فيه النقاب عن ان الموفد الأميركي (السفير في تركيا) طوم براك انتهت مهمته في لبنان، وان السفيرة السابقة التي تولت المهمة مورغان اورتاغوس ستعود لتولي الملف اللبناني.


الديار
منذ 6 ساعات
- الديار
لماذا فتحت سوريا باب موسكو مجدداً؟
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب بلورت العلاقات السوفياتية/ الروسية - السورية على مر تاريخها منذ العام 1944، الذي شهد اعتراف الإتحاد السوفياتي باستقلال سوريا، نموذجا جيدا وفاعلا لتلك العلاقات، التي يمكن لها أن تقوم ما بين دولة متوسطة الحجم والقدرات، وبين دولة عظمى كانت تؤدي حتى العام 1989 دور القطب الثاني في النظام الدولي، الذي حل في أعقاب وضع الحرب العالمية الثانية لأوزارها عام 1945 . وعلى مدى سبعين عاما امتدت ما بين 1944 - 2014 استطاعت دمشق أن تحافظ على نوع من استقلالية القرار، حيال حليف كان يشكل مصدر إسناد أول لجيشها بالسلاح والعتاد، بالرغم من الحمولات التي يفرضها هكذا أمر على أي كيان أو منظومة، ويشكل أيضا « مظلة» سياسية يمكن لها أن تقي من « حرارة» اللهيب، الناجم عن محاولات اقتحام» الحصن» الدمشقي، الذي شكل بعد اتفاقات» كامب ديفيد» 1977 و 1979، عقبة في وجه مشاريع ومخططات، ظلت تراوح في مكانها لعقود بمفاعيل عديدة، كان من أبرزها الرفض السوري لمهر توقيعه عليها . لكن من المؤكد أن ثمة تحولات كانت قد جرت على تلك العلاقة ما بعد أيلول 2015، الذي شهد انطلاق عملية» عاصفة السوخوي» الروسية في سوريا، و هي في المجمل كانت من النوع « الخادش» لاستقلالية القرار، وصولا إلى « الإطباق» عليه تماما، حتى بات ورقة مساومة بيد موسكو، تعرضها متى وكيفما تشاء، والشاهد هو أن نظام بشار الأسد ما كان له أن يسقط، لولا قرار موسكو بعرض» الورقة» في سوق التداول الدولي . فرض الإسناد الروسي لنظام الأسد حالا من» الجفاء» المبرر بين موسكو وبين دمشق- الشرع، وعلى الرغم من المحاولات الروسية المتعددة لكسر تلك الحال، فإن القيادة السورية ظلت تتمترس عند هذه الأخيرة بمفاعيل عديدة، أبرزها الضغوط الغربية والأوروبية على وجه التحديد، التي كانت تجهد لإخراج موسكو من المنطقة، الأمر الذي يساعد في كبح الجماح الروسي الماضي في تمدده الأوكراني نحو خلق توازنات في القارة العجوز تختلف جذريا عن تلك التي كانت سائدة منذ العام 1991، ومنها الآثار التي يمكن للتقارب مع موسكو أن يخلفها على حاضنة النظام الراهن، التي تكيل لها اتهامات تبدأ عند محاولة الإبقاء على جروحها نازفة، ولا تنتهي عند القيام بأعمال القتل وارتكاب» المجازر» ضد المدنيين. ولذا فإن محاولات» كسر الجليد» المتراكم على طريق موسكو - دمشق لم تنجح في غضون الأشهر السبعة المنصرمة، بدءا من زيارة نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف لدمشق أواخر شهر كانون ثاني المنصرم، مرورا بمخابرة الرئيس الروسي لنظيره السوري في 12 شباط الفائت، والتي تضمنت» تهنئته» باستلام « مهام الرئاسة في سوريا»، وفقا لما ذكرته وكالة» سانا» الرسمية، ثم وصولا إلى دعوة وزير الخارجية الروسي لنظيره السوري في شهر أيار الفائت لزيارة موسكو، الأمر الذي تجاهلته القيادة السورية، قبل أن تقرر تغيير مواقفها على بعد نحو ثلاثة أشهر من الدعوة . فما الذي تغير حتى قررت دمشق تنفيذ هذا « الإنزال» السياسي - العسكري - الأمني على موسكو ؟ الراجح هو أن المياه الراكدة كانت قد تحركت بمفاعيل «اسرائيلية»- تركية، من دون أن يعني الأمر وجود تنسيق ثنائي بهدف تحريكها، لكن تقاطع الأهداف عن بُعد يبدو ملحوظا بين الطرفين، وهذا ما يبرزه توقيت» الإنزال» الذي حدث قبيل اجتماعين، هما على درجة عالية من الأهمية بالنسبة لدمشق، وكذلك بالنسبة لـ«تل أبيب» وأنقرة كل على حدى: - الأول هو الاجتماع الذي ستحتضنه العاصمة الإذربيجانية باكو، والذي سيضم وزير الخارجية السوري إلى وزير الشؤون الاستراتيجية «الإسرائيلي» رون ديرمر، وهو يمثل حلقة في سلسلة اجتماعات كانت قد تناوبت باكو مع باريس على استضافة طرفيها، بغرض التوصل إلى اتفاق أمني نهائي، يكون من شأنه تهدئة المخاوف السورية، التي كانت قد بلغت ذروتها منتصف شهر تموز الفائت، عندما وصلت النار «الإسرائيلية» حدودا غير مسبوقة في تاريخ الصراع بين البلدين . - الثاني الذي سيجمع ما بين حكومة دمشق وقيادة» قوات سوريا الديمقراطية - قسد»، والرامي الى إيجاد الآليات المرضية للطرفين، لتنفيذ اتفاق» 10 آذار» الموقع ما بين الشرع ومظلوم عبدي، والمرجح هو أن الثنائي المحرك للمياه الراكدة، كان قد وجد في تفعيل الدور الروسي الذي يمكن له تذليل بعض العقبات في تلك المحطتين، أمرا لا ضير فيه حتى ولو قاد الأمر في النهاية إلى إعادة بعض الزخم للدور الروسي، وهو الأمر الذي افتقده هذا الأخير بفعل «زلزال» 8 كانون الاول المنصرم . فموسكو الراغبة في الحفاظ على موطئ قدم في مياه المتوسط الدافئة، ترتبط بعلاقة وثيقة مع «تل أبيب»، والمؤكد أن محطة 8 كانون الاول كانت قد عززت «المعزز» بين الاثنين، وهذا مفيد لحلحلة الخلاف حول الترتيبات الأمنية بين دمشق و «تل أبيب»، والعلاقة مع «قسد» كانت قد تعززت أيضا ما بعد الأسد، عبر إنشاء قاعدة» القامشلي» العسكرية، التي رأى فيها العديد على أنها بديل حاضر لـ «حميميم»، في حال انتفت شروط بقائها، وهذا يساعد أنقرة في حلحلة المواقف الكردية، التي تحار اليوم على أي أرضية يجب أن تقف . دمشق الحائرة في خضم تلاطم الأمواج المحيطة بسفينتها من كل حدب وصوب، والتي ينقصها « الحليف» الموثوق به، إذ لطالما كان من المؤكد هو ان الولايات المتحدة لا تستطيع لاعتبارات عديدة احتلال ذلك الموقع، وجل ما تريده أمران: أمن «اسرائيل»، ثم المضي في تشبيكات اقتصادية واستثمارية تكون خادمة في النهاية لذاك الأمن . ولربما ارتأت دمشق أن العمل على تثقيل الدور الروسي وفق الضوابط المتاحة، أمر قد يخفف من الضغوط الواقعة عليها عشية استحقاقين كبيرين : أولاهما اللقاء الذي سيجمع ما بين الشرع ونظيره الأميركي في واشنطن في شهر أيلول المقبل، والذي من المقدر له أن يفضي إلى توقيع» الإتفاق الأمني الدائم بين دمشق و»تل أبيب» . وثانيهما اللقاء الذي سيجمع ما بين الشرع أيضا وفلاديمير بوتين في شهر تشرين الأول المقبل في موسكو على هامش القمة الروسية - العربية، والذي من المتوقع أن يفضي إلى توقيع اتفاق من شأنه تحديد طبيعة الوجود العسكري الروسي في سوريا، والذي لا يزال تصنيفه حتى الآن على انه الوحيد الشرعي في سوريا، وحجمه، ثم الأدوار المنوطة به، خصوصا أن موسكو دفعت في شهر آذار الفائت ببادرة «حسن نية»، عندما انكفأت قواتها المرابطة في الساحل عن القيام بأي دور، حتى ولو كان يندرج في إطار « فض النزاع»، أو محاولة إطفاء النار التي امتدت لأربعة أيام، فيما تباشيرها كانت تشير إلى إمكان تمديد إقامتها لفترات أطول . ثم ماذا ينفع دوام « الحقد» الذي سبق لفلاديمير لينين، زعيم الثورة السوفياتية، أن وصفه على أنه» أسوأ موجه في السياسة»؟


الشرق الجزائرية
منذ 6 ساعات
- الشرق الجزائرية
افرام حذّر من إعصار جيوسياسيّ: لتسليم السلاح قبل فوات الأوان
أعلن رئيس المجلس التنفيذيّ لـ»مشروع وطن الإنسان»، النائب نعمة افرام، أن «المرحلة دقيقة وخطرة إلى حدّ الاستثنائيّة، ولم يعد يصحّ مقاربتها بالأشهر بل بالمئويّات، إذ دخلنا عمليًّا في المئويّة الثانية من عمر الكيان اللبنانيّ، وبتنا نشعر كأنّ صلاحيّة خارطة الشرق الأوسط بأسرها تشارف على نهايتها». وحذّر من أن «الشرق بأسره يعيش في إعصار إعادة رسم خارطته الجيوسياسيّة وهو أمر مخيف، وقد رصدناه في «مشروع وطن الإنسان» قبل سنتين عند حصول الترانسفير القسريّ للأرمن من ناغورني كاراباخ. فتجارب الترانسفير الجماعيّ كانت من أبرز سمات الحرب العالميّة الأولى، واليوم نشعر وكأنّ هذا الملف فُتح من جديد. الإعصار آتٍ، ونرى تجلّياته في المأساة المستمرّة في غزّة، كما في تصويت الكنيست الإسرائيليّ الأخير بخصوص الضفّة الغربيّة». أضاف افرام: «ما يجري في غزّة غير مقبول، بل مُرعب، وهو بمثابة إنذار مبكر للبنان، إذ لا تُرسم خرائط جديدة إلاّ من خلال إزهاق الكثير من الدماء. من هنا، تأتي الدعوة إلى العقلانيّة، وتحديدًا إلى حزب الله في مسألة السلاح، لأنّ استمرار الواقع الحالي لم يعد يُحتمل، والسلاح بات يشكّل تهديدًا وجوديًّا للكيان اللبنانيّ، في زمن يتطلّب أقصى درجات الحكمة والوعي والبصيرة. فإذا رفض حزب الله تسليم سلاحه، فذلك يعني أنه ما عاد يريد بقاء لبنان، وهنا سندخل في مراحل صعبة جدًّا». وفي موقف داعم لمؤسّسات الدولة، قال افرام: «نقف إلى جانب رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والدولة المركزيّة التي تشكّل الضمانة الحقيقيّة للكيان. لكنّ الموقف صعب للغاية، والرئيسان عون وسلام يواجهان تحدّيًا دوليًّا متعاظمًا، خاصة في ظلّ تلميحات طرحت مؤخرًا عن احتمال توكيل الملف اللبناني ّإلى أطراف إقليميّة». ونوّه افرام بالتشكيلات القضائيّة الأخيرة، معتبرا أنها «شكلت قفزة نوعية بالمقارنة مع ما كان سائدا في الماضي، لا سيما من حيث نوعية الأسماء المطروحة». كما أشاد بإقرار قانون تنظيم القضاء العدليّ واستقلاله بعد سنوات طويلة من الإنتظار، كما بقانون اصلاح القطاع المصرفي، وبخطوة رفع الحصانات عن الوزراء والنوّاب، بوصفها مدخلًا ضروريًّا لتمكين القضاء من أداء دوره الكامل في المساءلة والمحاسبة. وأشار إلى تقدّمه، إلى جانب عدد من النواب، باقتراح قانون لإلغاء المادة التي تحصر تمثيل المغتربين بستة نواب فقط، معتبرًا أن هذا التحديد لم يعد واقعيًّا ولا عادلاً، إذ بات أكثر من 30% من اللبنانيين المُدرَجين على لوائح الشطب من المغتربين. ورأى أن إقصاء المغتربين عن ممارسة حقّهم الانتخابيّ الكامل يشكّل خطرًا فادحًا، واصفًا الأمر بـ»المعيب»، إذ «نحن أهل وفاء»، بحسب تعبيره، «ونعيش اليوم بفضل دعمهم المتواصل». وأضاف: «المغتربون هم محرّك اقتصاديّ رئيسيّ للبلاد، وإن استُبعِدوا اليوم، فقد يُقدمون بعد سنوات على التخلّي عن جنسياتهم اللبنانيّة». وحذّر إفرام، بصفته رئيسًا سابقًا للمؤسّسة المارونيّة للانتشار، في ظلّ الإبقاء على القانون الانتخابيّ القائم، من فقدان المنتشرين كلّ رغبة باقية لديهم باستعادة جنسيّتهم من جهّة أو بالتواصل البنيويّ مع وطنهم الأم من جهّة أخرى، منبّهاً من أن تفاقم هذا الملف قد يشكّل خطرا على الانتخابات النيابيّة ككل.