logo
اليمن تعود إلى العهد الإمامي.. استلام وتسليم بين عبدالملك الحوثي والإمام حميد الدين

اليمن تعود إلى العهد الإمامي.. استلام وتسليم بين عبدالملك الحوثي والإمام حميد الدين

اليمن الآن٠٨-٠٥-٢٠٢٥

اليمن تعود إلى العهد الإمامي.. استلام وتسليم بين عبدالملك الحوثي والإمام حميد الدين
في مشهد يعيد إلى الأذهان مآسي العهد الإمامي الذي أسقطته ثورة 26 سبتمبر 1962، تعيش اليمن اليوم فصولًا مأساوية جديدة بعد أن دمرت ميليشيا الحوثي البنية التحتية الحيوية في البلاد، وعلى رأسها مطار صنعاء، محطات الكهرباء، الموانئ، ومصانع الإسمنت، من خلال استدعاء العدو الصهيوني والطيران الامريكي، لتدخل البلاد رسميًا في نفق مظلم يعيدها عشرات السنين إلى الوراء
.
فمنذ سيطرة عصابة الحوثي المسلحة على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات في سبتمبر 2014، بدأت عملية منهجية لضرب مؤسسات الدولة المدنية والخدمية، وتحويلها إلى أدوات جباية وتمكين طائفي، حيث فُرّغت المؤسسات من كوادرها وتم استبدالهم بمشرفين حوثيين لا يحملون مؤهلات سوى الولاء للمليشيات.
أحد أبرز تجليات العودة إلى الماضي، هو الانهيار الشامل لمنظومة الكهرباء الوطنية، والتي كانت – رغم ضعفها – تمثل شريان حياة للمواطن اليمني، لا سيما في المدن الكبرى. اليوم، باتت الكهرباء ترفًا محصورًا بيد "المشرفين الحوثيين"، الذين يملكون مولدات تجارية خاصة، يبيعون الكيلو وات الواحد بسعر يفوق السعر الحكومي مرتين أو أكثر، في استغلال فجّ لمعاناة المواطنين.
عودة بنظام "العُزلة والجِباية"
يرى مراقبون أن زعيمها عبدالملك الحوثي لا يختلف كثيرًا عن الإمام أحمد حميد الدين الذي حكم اليمن بنظام استبدادي عزله عن العالم، حيث يتبع الحوثي أسلوبًا مماثلًا في الحكم يقوم على تجهيل الشعب، إقصاء الكفاءات، وتكريس الطائفية. بل يمكن القول إن ما يجري اليوم هو "استلام وتسليم" للبلاد من الإمام أحمد إلى "معتوه صعدة"- كما يسميه خصومه- دون أي اعتبار للدستور أو إرادة الشعب.
ويؤكد المواطنون في مناطق سيطرة الحوثي أن البلاد لم تشهد في تاريخها الحديث انحدارًا بهذا المستوى، حيث بات المواطن يفتقد لأبسط مقومات الحياة: كهرباء، ماء، صحة، تعليم. فيما تزداد ثروات القيادات الحوثية الذين باتوا يملكون شبكات واسعة من المولدات التجارية ومحطات الوقود ووسائل الجباية القسرية.
تدمير ممنهج باسم "الثورة"
تشير تقارير محلية ودولية إلى أن ميليشيا الحوثي تعمّدت تعطيل مطار صنعاء لأهداف تتجاوز المعارك العسكرية، إذ إن المطار كان متنفسًا لليمنيين وساحة للتواصل مع العالم. كذلك تم تعطيل وتفجير مصانع الإسمنت – خاصة في عمران – التي كانت رافدًا اقتصاديًا مهمًا، ما أدى إلى تسريح آلاف العمال وركود اقتصادي كارثي.
وتلفت تقارير اقتصادية إلى أن الحوثيين – بدلاً من إصلاح البنية التحتية – حوّلوا الأزمة إلى فرصة، فأسسوا شركات خاصة للطاقة والاتصالات والتموين الغذائي، لتصبّ الأرباح في جيوب القادة والمشرفين، بينما يتضور غالبية الشعب جوعًا.
اليمن بحاجة إلى ثورة تصحيح
في ظل هذه الظروف المأساوية، يتساءل اليمنيون: إلى متى سيظل هذا العبث قائمًا؟ وهل آن الأوان لثورة جديدة، تقتلع الامامة الجديدة كما اقتلعتهم عام 1962، وتعيد لليمن جمهوريتها المختطفة؟
ما يجري في اليمن ليس صراعًا سياسيًا فحسب، بل صراع وجودي بين مشروع الدولة ومشروع السلالة، بين مستقبل واعد لأجيال اليمن، وماضٍ كهنوتي يحاول العودة على أنقاض الجمهورية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

التحالف الإسلامي يحتضن احتفال اليمن بالعيد الوطني الـ35
التحالف الإسلامي يحتضن احتفال اليمن بالعيد الوطني الـ35

اليمن الآن

timeمنذ 33 دقائق

  • اليمن الآن

التحالف الإسلامي يحتضن احتفال اليمن بالعيد الوطني الـ35

نظّم ممثلو الجمهورية اليمنية في التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، احتفالاً بمناسبة العيد الوطني الـ35 للجمهورية اليمنية (22 مايو)، وذلك في مقر التحالف بالعاصمة السعودية الرياض. ووفقا لوكالة الانباء الرسمية سبأ، انطلق الحفل بعزف النشيد الوطني للمملكة العربية السعودية، تلاه النشيد الوطني للجمهورية اليمنية، بحضور اللواء الطيار الركن عبدالله القرشي، مساعد القائد العسكري للتحالف، إلى جانب ممثلي الدول الأعضاء. وألقى رئيس وفد اليمن في التحالف، اللواء الركن توفيق القيز، كلمة أكد فيها أهمية الوحدة اليمنية التي تحققت في 22 مايو 1990، واعتبرها محطة مفصلية أعادت لليمن مكانته الاستراتيجية ووحدته بعد نضال طويل. وتناول القيز في كلمته التحديات التي واجهتها اليمن خلال السنوات الماضية، وفي مقدمتها انقلاب ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، مشيراً إلى ما تسببت به من تدهور في الأوضاع الإنسانية والاقتصادية، وتهديد للأمن البحري في مضيق باب المندب والبحر الأحمر والعربي. وأكد رئيس الوفد اليمني دعم الحكومة اليمنية للجهود الأممية الساعية إلى تحقيق السلام، وفق المرجعيات الثلاث: المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن رقم 2216. وشهد الحفل عرض فيلم وثائقي عن تاريخ اليمن الغني، وتراثه الثقافي، وأبرز معالمه التاريخية والسياحية.

التفاصيل الكاملة للانفجار في مخزن الأسلحة الحوثي شرق صنعاء وأسفر عن عشرات الضحايا ويكشف عن أسلحة شديدة الانفجار
التفاصيل الكاملة للانفجار في مخزن الأسلحة الحوثي شرق صنعاء وأسفر عن عشرات الضحايا ويكشف عن أسلحة شديدة الانفجار

اليمن الآن

timeمنذ 34 دقائق

  • اليمن الآن

التفاصيل الكاملة للانفجار في مخزن الأسلحة الحوثي شرق صنعاء وأسفر عن عشرات الضحايا ويكشف عن أسلحة شديدة الانفجار

شهدت منطقة "خشم البكرة" شرق العاصمة اليمنية صنعاء، يوم الخميس، انفجاراً ضخماً في مستودع أسلحة تابع لجماعة الحوثي، مما أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 60 مدنياً، بينهم نساء وأطفال، وفقاً لما أفاد به المركز الأمريكي للعدالة (ACJ). وذكر المركز، استناداً إلى شهادات ميدانية، أن المستودع كان يحتوي على صواريخ دفاع جوي وكميات كبيرة من المواد شديدة الانفجار، مثل نترات الصوديوم ونترات البوتاسيوم ومادة C4 العسكرية. الانفجار أدى إلى تدمير ما لا يقل عن عشرة منازل بشكل كامل، في حين لا تزال فرق الإنقاذ تحاول انتشال الضحايا من تحت الأنقاض. وأشار المركز إلى أن جماعة الحوثي فرضت طوقاً أمنياً مشدداً حول منطقة الانفجار، ومنعت وسائل الإعلام وفرق الإغاثة من الوصول إلى الموقع، في محاولة للتكتم على حجم الكارثة. كما أفادت مصادر ميدانية بانفجار صاروخ أثناء محاولة إطلاقه من قبل جماعة الحوثي في محيط مطار صنعاء الدولي، ما أدى إلى انفجار عربة عسكرية وسقوط عدد من القتلى في صفوف الجماعة. المركز الأمريكي للعدالة دعا إلى فتح تحقيق دولي عاجل ومستقل لتحديد ملابسات الحادث ومحاسبة المسؤولين عنه، مؤكداً أن تخزين الأسلحة في المناطق السكنية يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني ويعرض حياة المدنيين للخطر.

الفاعل المشترك إيران .. انفجارات "خشم البكرة" في صنعاء كارثة تذكر بمأساة مرفأ بيروت
الفاعل المشترك إيران .. انفجارات "خشم البكرة" في صنعاء كارثة تذكر بمأساة مرفأ بيروت

اليمن الآن

timeمنذ ساعة واحدة

  • اليمن الآن

الفاعل المشترك إيران .. انفجارات "خشم البكرة" في صنعاء كارثة تذكر بمأساة مرفأ بيروت

الفاعل المشترك إيران .. انفجارات "خشم البكرة" في صنعاء كارثة تذكر بمأساة مرفأ بيروت في مشهد يُعيد إلى الأذهان الكارثة التي هزّت العاصمة اللبنانية بيروت عام 2020، شهدت العاصمة اليمنية صنعاء صباح الخميس انفجارًا مروّعًا في منطقة "خشم البكرة" شرقي صنعاء، خلّف عشرات القتلى والجرحى، ودمارًا واسعًا في الأحياء السكنية، وسط تعتيم شديد من قبل عصابة الحوثي "وكلاء إيران" في اليمن . وتفيد معلومات من مصادر مطلعة أن الانفجار نجم عن مخزن ضخم يحوي صواريخ دفاع جوي ومواد شديدة الانفجار، من بينها "نترات الصوديوم" و"نترات البوتاسيوم" ومادة C4، وهي نفس المواد التي وُثِّق استخدامها في انفجار مرفأ بيروت في4 أغسطس عام 2020، والذي كان يُخزّن فيه "نترات الأمونيوم"، في ظل رعاية ودعم لوجستي مباشر من الحرس الثوري الإيراني عبر حلفائه في مليشيا حوب الله اللبناني ، كما هو الحال اليوم في صنعاء مع عصابة الحوثي. المشهد كان صادمًا؛ مقاطع الفيديو التي التقطها ناشطون أظهرت لحظة الانفجار، الذي خلّف سحبًا بيضاء كثيفة تُرجّح ناتجة عن تفجر نترات الأمونيوم، مع تطاير صواريخ أطلقتها ألسنة اللهب إلى سماء المدينة، محدثة دويًا مماثلًا لما شهده مرفأ بيروت. الانفجار الثاني كان أشدّ، وأدى إلى انهيار منازل بأكملها، حيث لا تزال العائلات تحت الأنقاض. وما يثير القلق أكثر، أن عصابة الحوثي، كما حزب الله في لبنان، عمدوا إلى تخزين أسلحة ومتفجرات في مناطق مأهولة بالسكان، ما يجعل المدنيين دروعًا بشرية ويضعهم في مرمى الكوارث. وقد فرضت العصابة طوقًا أمنيًا مشددًا حول المنطقة، ونشرت وحدات من الأمن والمخابرات والهندسة العسكرية، في محاولة للتكتم على حجم الكارثة. ويرى مراقبون أن تشابه التفاصيل بين كارثة خشم البكرة وانفجار بيروت، سواء في المواد المستخدمة، أو مواقع التخزين، أو الجهات الداعمة والمستفيدة من الفوضى، يشير إلى نمط خطير بات يتكرر في العواصم العربية، حيث تحوّل إيران وكلاءها إلى أدوات لتدمير المدن من الداخل، تحت شعارات كاذبة ومقاومة مزعومة، على حساب أرواح الأبرياء.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store