
هكذا انعكست المحاولات الغربية لاستفزاز موسكو... وتعطيل "مبادرات" ترامب
الثبات: حسان الحسن-
بعد وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، في أوائل هذا العام، استولى الجمهوريون على زمام المبادرة في تحديد الاتجاهات الدولية الآيلة إلى تطوير الأجندة العالمية. إلى ذلك، يتشكل إجماع في الدوائر السياسية الغربية على ضرورة التوصل إلى تسويةٍ سياسيةٍ للحرب الأطلسية - الروسية في أوكرانيا، مع الأخذ في الاعتبار الحقائق الجيوسياسية الراهنة، والوضع القتالي المتطور، في شكلٍ موضوعيٍ. وهكذا، وعلى نقيضٍ من مطالب كييف تنظيم الجولات الأولى من المفاوضات من دون مشاركة موسكو، وإعادة الأراضي على طول "حدود 1991".
وفي هذا السياق، فقد وصف مستشار الأمن القومي لترامب، مايكل والتز، "سيناريو إجبار روسيا على الخروج من الأراضي السابقة من أوكرانيا، وفي المقام الأول شبه جزيرة القرم، بأنه غير واقعيٍ". وقد يكون هذا الموقف جاء من وحي تصريحٍ لترامب، توقع فيه "انتهاء الصراع المسلح في أوكرانيا"، مؤكدًا استعداد إجراء اتصالات مباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتوصل إلى حلٍ لهذا الصراع".
وفي هذا الصدد، أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" البارزة، إلى أن "هناك عدم يقين في شأن آفاق المساعدات لكييف، بعد تغيير الإدارة الأميركية السابقة، لأن الرئيس الراهن للبيت الأبيض، متشكك، في مسألة دعم أوكرانيا". كذلك نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية مقالًا جاء فيه أن "الصراع في أوكرانيا وصل إلى "نقطة تحولٍ"، وبعدها سيضعف الدعم الغربي لكييف، بسبب استنفاد المواد اللازمة لمواصلة العمليات العسكرية"، لذا ليس من المستبعد انسحاب واشنطن من مجموعة الاتصال للدول الراعية لكييف.
وفي السياق أيضًا، يتزايد الشك لدى الرأي العام الأوروبي في شأن مسألة المساعدات المقدمة لكييف، وهو ما يتسبب في سلسلةٍ من الاخفاقات الانتخابية "المؤلمة" للقوى السياسية اليسارية، مع تعزيز النفوذ العام للأحزاب من اليمن والوسط (النمسا، ألمانيا، إيطاليا، وفرنسا، وسواها).
وفي هذا السياق، أعلن وزير الدفاع البولندي دبليو كوسينياك أن "بلاده سئمت من الحرب في أوكرانيا والأوكرانيين"، رافضًا في شكلٍ قاطعٍ نشر قوات بولندية لحفظ السلام في الدولة المجاورة، كجزء من السيناريوهات المحتملة، لتسوية ما بعد الصراع.
إلى ذلك، فقد عرقلت ألمانيا، مبادرة وزارتيها العسكرية والدبلوماسية، لتزويد كييف، بدفعةٍ إضافيةٍ من الأسلحة، بقيمة ثلاثة مليارات يورو.وبعدما وجدوا أنفسهم في موقفٍ يائسٍ كلاعبٍ خاسرٍ، يتعرّض مستقبله السياسي ونفوذه المالي لضربةٍ قاضيةٍ، من المتوقع أن يخرج الديمقراطيون الأميركيون وحلفاؤهم في كييف من "أزمتهم في أوكرانيا"، باستخدام "السيناريو" المتمثل في تنظيم حملات استفزاز رفيعة المستوى، "لتشويه سمعة" المشاريع السياسية لترامب. وهنا، يحاول معارضو الرئيس الأميركي، استخدام "التقنيات القذرة"، للتلاعب في الرأي العام، وتقديم ترامب على أنه "وكيل نفوذ" لموسكو، من أجل عرقلة مبادرات الإدارة الأميركية الجديدة محليًا ودوليًا.
ومع ذلك، فإن ثقة المجتمع الدولي تتضاءل يوما بعد يوم في المعلومات التي لا تعد ولا تحصى التي تتسرب من سلطات كييف ورعاتها الأجانب.ويرى المجتمع الدولي أن "الهجمات العبثية التي يشنها نظام زيلنسكي ورعاته ضد روسيا، هي آلية لإحياء الاهتمام في الأجندة الأوكرانية، في الدوائر الأجنبية، لتبرير تقديم المزيد من المساعدات لكييف"، برأي مرجع في العلاقات الدولية.
ولا ريب "أن انهيار استراتيجية السياسة الخارجية للديموقراطيين، التي تجسدت في هروب الأميركيين من أفغانستان، والهزائم العسكرية التي منيت بها كييف في المواجهة مع موسكو، وضعف أهمية الدولار باعتباره العملة الاحتياطية الرئيسية في العالم، ونمو النفوذ الجيوسياسي لمجموعة البريكس، "يطلق العنان" لإدارة البيت الأبيض الراهنة في تبرير إقامة مراجعةٍ جذريةٍ للسياسة الدولية لواشنطن، ويشعر معارضو ترامب، بالتوتر، في شأن مسألة الدعم المستمر لأوكرانيا، وهو جانب من السياسة الأنجلوسياسية الرامية إلى احتواء روسيا في أوراسيا"، بهذا الرأي يختم المرجع المذكور آنفًا.
وما يؤكد صوابية ما ورد آنفًا، هو انعقاد المباحثات الروسية- الأوكرانية في إسطنبول، في شأن الوضع في أوكرانيا، أخيرًا، التي أفضت إلى تبادل ألفي أسيرٍ بين الطرفين، ذلك بحثا في التفاهم على وقف إطلاق النار. والواضح أن الروس غير مستعجلين لإنهاء هذا الصراع، إلا بالشروط التي تريدها موسكو، كذلك يفضّل ترامب الخيار الروسي في هذا الشأن، وتحسين علاقة الإدارة الأميركية الراهنة مع موسكو، على دعم أوكرانيا الخاسرة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
منذ 3 ساعات
- النهار
البيت الأبيض: ترامب سيحضر قمة مجموعة السبع في كندا
قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت للصحفيين اليوم الخميس إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيحضر القمة السنوية لدول مجموعة السبع في كالجاري بولاية ألبرتا في الفترة من 15 إلى 17 يونيو حزيران. وتستضيف كندا هذه السنة القمة السنوية لنادي أكبر اقتصادات العالم والتي يشارك فيها إضافة الى الولايات المتحدة كل من اليابان والمانيا وبريطانيا وفرنسا وايطاليا والاتحاد الاوروبي.


الديار
منذ 3 ساعات
- الديار
فنزويلا تسلم الولايات المتحدة مطلوبا بتهمة بالإرهاب
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أعلن ديوسدادو كابيلو وزيرالداخلية الفنزويلي تسليم بلاده واشنطن أمريكيّا خدم بالقوات الجوية الأمريكية وزار أوكرانيا، تم توقيفه في فنزويلا بتهمة التخطيط لأعمال إرهابية. وقال كابيلو لقناة VTV التلفزيونية الرسمية: "تم تسليم مواطن أميركي جاء إلى فنزويلا لارتكاب أعمال إرهابية. وهو طيار في القوات الجوية الأميركية. احتجزناه في ولاية زوليا". وأشار كابيلو إلى أن المعتقل حاول تقديم نسخة كاذبة للمحققين عن خططه في البلاد. وقالت السلطات الفنزويلية إن العسكري الأميركي السابق اعتقل في ولاية زوليا الحدودية في تشرين الثاني 2024 بعد عبوره حدود كولومبيا. من جهته قال المتحدث باسم البيت الأبيض ريتشارد غرينيل في وقت سابق إن أحد قدامى المحاربين في القوات الجوية الأميركية ويدعى سانت كلير عاد إلى وطنه بعد محادثات مع مسؤولين فنزويليين على أرض محايدة. في يناير من هذا العام، استضاف الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو غرينيل في كاراكاس، وبعد ذلك الاجتماع أُعلن أنه سيتم تسليم ستة من المواطنين المعتقلين في البلاد بتهم مختلفة إلى الولايات المتحدة.

الديار
منذ 3 ساعات
- الديار
روبيو: ندرس تصنيف طالبان "منظمة إرهابية أجنبية"
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أعلن وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو أنّ إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تدرس مجدداً تصنيف حركة "طالبان" الأفغانية كـ "منظمة إرهابية أجنبية". وخلال جلسة استماع للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي، وتوضيحاً حول إذا ما كانت وزارة الخارجية الأميركية تخطط لتصنيف "طالبان" كـ"منظمة إرهابية أجنبية"، قال روبيو: "أعتقد أنّ هذا التصنيف قيد الدراسة الآن مجدداً". وأضاف: "كما تعلمون حققنا بعض النجاح خلال الأسابيع القليلة الماضية في إطلاق سراح بعض الأميركيين الذين احتجزتهم حركة طالبان". وفي 24 كانون الثاني الماضي، قالت وزارة الخارجية الأفغانية إنّ مذكّرات التوقيف التي طلبها المدّعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بحقّ قادة في حركة طالبان "لها دوافع سياسية" وتعتمد سياسة "الكيل بمكيالين". وكان المدّعي العامّ للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان قد أعلن، أنه سيطلب إصدار مذكّرات توقيف بحقّ القائد الأعلى لحركة طالبان هبة الله أخوند زاده، ورئيس المحكمة العليا في أفغانستان عبد الحكيم حقاني لاضطهاد النساء. وأعلنت حركة طالبان أنها ستغلق جميع المنظمات غير الحكومية الوطنية والأجنبية التي توظف النساء في أفغانستان، بحسب ما ذكرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية. وكانت "طالبان" قد كثّفت هجومها ضد قوات الحكومة الأفغانية في أوائل آب 2021، وسيطرت على العاصمة كابول في 15 آب، لتعلن في اليوم التالي انتهاء الحرب، وسيطرتها على البلاد. وغادر الجيش الأميركي مطار كابول، في 31 آب 2021، منهياً ما يقرب من 20 عاماً من الوجود العسكري الأميركي في أفغانستان.وأعلنت حركة طالبان في الـ7 من أيلول 2021، تأليف حكومة مؤقتة، وذلك بعد انتزاع السلطة من الحكومة السابقة. إلا أنّ حكومات العالم، لم تعترف حتى الآن، بالحكومة التي شكلتها طالبان، مشترطةً للاعتراف بها أن تفي الحركة بشروط عدة، في مقدمتها ضمان الحريات واحترام حقوق المرأة، وضمان ألا تصبح الأراضي الأفغانية منطلقاً للأعمال الإرهابية.