ديمقراطيات إمبريالية – ترمب نموذجاً
صناديق الاقتراع هي من أوصلت هتلر وحزبه النازي إلى الحكم في المانيا، وذات الصناديق هي من أوصلت أيضاً موسوليني وحزبه الفاشي إلى الحكم في إيطاليا، وقد مثل ذلك تفويضاً للحرب لكلا الزعيمين مما حّول صناديق الاقتراع إلى صانعة حروب كبرى إذ قادت العالم إلى حرب كونية ثانية بعد 25 عاماً فقط من الحرب الكونية الأولى.
واقعياً ومنطقياً لم يكن غريباً كثيراً حصول حربين كونيتين خلال فترة قصيرة في ضوء ما تنبأ به مفكرو النظام الحر في الغرب قبل أكثر من قرن ونصف نتيجة لما افضت إليه مراجعاتهم لفلسفة الحياة العامة في الغرب التي صاحبت نشأة التفكير في الديمقراطيات الحرة حتى قيامها. حيث خلصت مراجعاتهم إلى ضعف وتراجع قدرة النظم السياسية في الغرب على تجديد نفسها.
ثلاثة عقود فقط بعد الحرب الكونية الثانية كانت كافية لكي تواجه النظم الديمقراطية الغربية تحدياً كبيراً زاد من ضعف قدرتها على تجديد نفسها بعد ما أصاب الرأسمالية وسوقها الحر من توحش مكنها من التمرد على قواعد الحوكمة الرشيدة للاقتصاد ومراكمة ثروات خيالية مكنت الشركات الكبرى والبنوك وأسواق المال والصناعات العملاقة بثرواتها الضخمة وإعلامها الطاغي من إختطاف الرأي العام وتوجيه صناديق الاقتراع والتأثير على مخرجاتها.
بعد 45 عاماً من نهاية الحرب الكونية الثانية أي مطلع تسعينات القرن الماضي أطل اليمين الراديكالي المتشدد برأسه على الغرب بداية في أوروبا وبات يتصاعد في كل من النمسا وإيطاليا وفرنسا، ولم يتأخر في اطلالته على الولايات المتحدة التي إزدهرت فيها مسيحية سياسية صهيونية ( المجددون والانجيليون)، والليبراليون الجدد بتأثير من الحركة الصهيونية ظهر ذلك مع انتخاب جورج بوش الأبن في دورتين وتكرر ذلك في فوز ترامب في المرة الأولى ثم في فوزه ثانية في الانتخابات الأخيرة.
ترمب وصقور إدارته هم حالياً احدث مخرجات صناديق الاقتراع في ظل نفوذ الحركة الصهيونية وأمراض الرأسمالية في الولايات المتحدة المواتية لإنتاج نخب شوفينية الفكر والسلوك تسعى للجمع بين السلطة والثروة.
وعن ترمب بالذات فهو نموذج لشوفينية الامريكي الأبيض، ونفوذ الحركة الصهيونية في أمريكا، وتوحش الرأسمالية في مرحلتها الامبريالية، وحرص أمريكا على ممارسة دور الشرطي العالمي بعد أن لم تعد الرياح تجري بما تشتهيه سفنها. فهي اليوم تحت مديونية تبلغ(36) ترليون دولار بنسبته (124%) من ناتجها الإجمالي . حتى أصبحت كلفة قواعدها العسكرية عبئاً عليها، وباتت تطلب خفض حصتها في الناتو، ولم تعد قادرة على خوض حروب خارجية بعد هزائمها خاصة في فيتنام وأفغانستان وميلها مؤخراً لإدارة حروبها بالوكالة كما هو حالها مع كيانها الصهيوني مخلباً لها في الشرق الأوسط والمنطقة العربية المتخمة بالنفط ومنافذ المواصلات الدولية والموقع الاستراتيجي العالمي المتوسط.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سواليف احمد الزعبي
منذ ساعة واحدة
- سواليف احمد الزعبي
بصريح العبارة
#بصريح_العبارة د. #هاشم_غرايبه لقد عاش أبناء جيلي زمنا طويلا مغيبين عن الوعي، تلك فترة ما كانوا يدعونها تضليلا مرحلة المد القومي. فقد غلب على تلك المرحلة التخدير بالوعود المعسولة التي تداعب المشاعر، مثل الوحدة العربية والحرية وتحقيق العدالة الاجتماعية عن طريق الاشتراكية، والتي لم تكن سوى شعارات لم يتم ترجمة أي منها عمليا. من الشعارات التي رفعت تلك الفترة كانت الاستقلال وعدم الانحياز الى المعسكرين الغربي أوالشرقي، وتم تشكيل تحالف من الدول النامية على رأسها مصر ويوغوسلافيا والهند واندونيسيا، لكنه لم يحقق تحالفا مستقلا عن المعسكرين، فظل لكل دولة علاقاتها بأحدهما. بالنسبة لنا كعرب، كان ذلك التحالف أحد الوسائل التي أرضت الغرب، كونه عمليا عزز ما سعى اليه من فصل العرب عن عمقه الإسلامي، فالتحالف مع الهند استوجب القطيعة مع الباكستان، أما اندونيسيا فقد قطع امتدادها سواء الاسلامي أو مع تحالف عدم الانحياز بعد انقلاب سوهارتو الذي دبره الغرب، كما شهدت العلاقة مع تركيا برودا رغم أنها علمانية، فيما كانت العلاقة ودودة مع عدوتها تاريخيا (اليونان). خلال تلك الفترة جرى عربيا ترويج فكرة أن الباكستان عميلة للغرب، فيما الهند متمردة عليه رافضة لهيمنته، كما جرى التعتيم على معلومة هامة وهي أن الباكستان لم تعترف بالكيان اللقيط وليس لها تبادل دبلوماسي معه، فيما تقيم الهند علاقات معه منذ الخمسينيات، فرأينا النظام العربي يغلب عليه التضامن مع الهند على حساب الباكستان رغم أن الأواصر الإسلامية تفترض العكس. هكذا رأينا كيف أن تلك المرحلة كانت تغريرا بالأمة لقطع عرى الروابط الاسلامية، في وقت كانت فيه أمتنا أحوج ما تكون لتضامن أقطارها، لكن يبدو أن تعليمات (سايكس وبيكو) لها أولوية عند الأنظمة العربية على ماعداها. من تلك االقضايا التي ضُللنا بها، كان الإيهام بأن المشروع النووي الباكستاني كان دعما من الغرب للباكستان في صراعها العسكري مع الهند. لكني قرأت مؤخرا أسرار امتلاك الباكستان للسلاح النووي، والتي بينت أن مشروعها نجح لأنه جرى بسرية تامة عن أعين الغرب، فلم يكتشفوا مفاعلها النووي إلا بعد أن جرى التفجير التجريبي الأول، وعندها كانت الطيور طارت بأرزاقها، فلم يعد بيدهم شيء لإيقافه، فتركز اهتمامهم على السيطرة على العسكر، كما فعلوا مع باقي الأنظمة الإسلامية الكبيرة، التي يخشون تهديدها للكيان اللقيط، مثل تركيا ومصر والعراق والجزائر. ذكر الباحث والمفكر الكويتي 'ناصر الدويلة' قصة نجاح الباكستان بالحصول على المفاعل النووي والتي رواها له العالم الباكستاني د. عبد القدير خان. فقد اشترت باكستان المفاعل النووي في عهد ذو الفقار علي بوتو من ألمانيا الغربية قبل توحيد ألمانيا بمبلغ ٣٠ مليون دولار. ولتجاوز الرقابة الغربية فلم ينقل الجزء الهام وهوقلب المفاعل الى موانئ الباكستان مباشرة، بل جرت عملية نقله للكويت دون علم الأجهزة الرسمية، فقد قام باستيراده تاجر باكستاني مقيم في الكويت كان في حقيقته ضابط مخابرات باكستاني، على أنه مصنع خرسانة، والذي تولى استلام المفاعل في ميناء الكويت مدير شركة نقل باكستاني هو أيضا من المخابرات الباكستانية . ويقول د. عبد القدير خان بأنه حضر بنفسه للكويت وكان ساعة إنزاله من الباخرة يقف على رصيف الميناء وقلبه معلق في الهواء وهو يشاهد انزاله من الباخرة على الشاحنة. وأنه رافق الشاحنة من رصيف الميناء إلى حوطة مستأجرة في منطقة 'أمغرة'، وبقي المفاعل في الكويت مدة أسبوع تحت حراسة المخابرات الباكستانية، وتمت إعادة التصدير إلى 'ميناء جبل علي' بعد إضافة معدات مصنع خرسانة مستعملة للتمويه . وتحركت القافلة برًا من الكويت إلى ميناء جبل علي، وكان جميع السائقين والمرافقين من المخابرات الباكستانية، وتم تخزين المفاعل في مستودع مستأجر من تاجر باكستاني من المخابرات الباكستانية . وتمت إعادة تصدير المفاعل كمصنع خرسانة لباكستان بباخرة تابعة للمخابرات الباكستانية وتم تركيب المفاعل في منطقة محمية بصورة طبيعية بالتضاريس الجبلية. هذه القصة تبين لنا أثر الإيمان في رفعة الأوطان، فهذا العالم الباكستاني الذي درس وعمل في معاهد الغرب، عاد الى وطنه وهمه الأول نفعه بما تعلم، فنجح جهاده بنقل بلده الى النادي النووي عسكريا، فيما كثير من علمائنا العلمانيين، ما عادوا لنا إلا بثقافة الانهزامية والتبعية.


سواليف احمد الزعبي
منذ 5 ساعات
- سواليف احمد الزعبي
بيان صارم لوزارة الداخلية السعودية.. تحذير وتهديد
#سواليف أعلنت وزارة الداخلية #السعودية فرض #غرامات_مالية كبيرة على كل من تقدم بطلب إصدار #تأشيرة زيارة بأنواعها كافة لشخص قام أو حاول أداء #الحج دون #تصريح وغيرها من المخالفات. وأكدت وزارة الداخلية تطبيق غرامة مالية تصل إلى (100,000) ريال سعودي (26 ألف دولار) بحق كل من تقدم بطلب إصدار تأشيرة زيارة بأنواعها كافة لشخص قام أو حاول أداء الحج دون تصريح، أو الدخول إلى مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة أو البقاء فيهما بداية من اليوم (الأول) من شهر ذي القعدة حتى نهاية اليوم الـ (14) من شهر ذي الحجة. وأشارت الوزارة إلى أن الغرامات تتعد بتعدد الأشخاص الذين تم إصدار تأشيرة الزيارة بأنواعها كافة لهم، وقاموا أو حاولوا القيام بأداء الحج دون تصريح أو الدخول إلى مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة أو البقاء فيهما. ودعت الوزارة بالجميع الالتزام بأنظمة وتعليمات الحج، التي تهدف إلى المحافظة على أمن وسلامة الحجاج لأداء مناسكهم بيسر وطمأنينة.

السوسنة
منذ 17 ساعات
- السوسنة
ترمب: عرضاً عسكرياً بمناسبة الذكرى الـ250 لتأسيس الجيش
السوسنة - أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يوم الجمعة، تنظيم عرض عسكري ضخم في العاصمة واشنطن في 14 يونيو (حزيران) بمناسبة الذكرى الـ250 لتأسيس الجيش الأميركي.وقال ترمب: «يشرفني أن أعلن عن استضافة عرض عسكري رائع احتفالاً بالذكرى الـ250 لتأسيس جيش الولايات المتحدة، يوم السبت 14 يونيو في واشنطن العاصمة».وأضاف: «على مدى قرنين ونصف قرن، حارب جنودنا وأصيبوا وماتوا من أجل حريتنا، والآن سنكرمهم بعرض عسكري رائع، يليق بخدمتهم وتضحياتهم. جميع الأميركيين في أنحاء البلاد مدعوون للحضور».وأعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، أنّه سيقيم في واشنطن في 14 يونيو عرضاً عسكرياً ضخماً بمناسبة مرور 250 عاماً على تأسيسه، في حدث سيتزامن أيضاً مع احتفال الرئيس دونالد ترمب بعيد ميلاده.وفي 14 يونيو المقبل، حين سيحتفل الرئيس الجمهوري بعيد ميلاده التاسع والسبعين، ستشارك عشرات الدبابات والمدرعات والمروحيات القتالية في هذا العرض العسكري النادر في العاصمة الأميركية.وقال المتحدث باسم الجيش، ستيف وارن، إنّ العرض ستشارك فيه 28 دبابة من طراز «أبرامز إم 1 إيه 1»، و28 مركبة قتالية مدرّعة من طراز برادلي، بالإضافة إلى 50 مروحية قتالية.وتقدّر التكلفة الإجمالية لهذا الاستعراض العسكري، بما في ذلك عرض ضخم بالألعاب النارية، بنحو 45 مليون دولار. وأوضح المتحدث أنّ الهدف من تنظيم هذا العرض هو «سرد قصة الجيش عبر التاريخ». وأضاف أنّ السرد «سيبدأ بحرب الاستقلال، ثم سيستعرض النزاعات الكبرى... وصولاً إلى اليوم». أقرأ أيضًا: