
هل تنخرط واشنطن في الحرب على إيران؟
فيما يتحرّك مشرعون أمريكيون لمنع تدخل الولايات المتحدة في الحرب بين إيران وإسرائيل، يواصل الرئيس دونالد ترمب الضغط على طهران للتوصل إلى اتفاق ينهي برنامجها النووي، في وقت أثار تصاعد المواجهات مخاوف من نشوب صراع أوسع نطاقاً.
وتأتي التحركات فيما يبحث البيت الأبيض، إمكانية عقد لقاء بين المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، وقال مسؤول أمريكيون، إن الرئيس ترمب، أصدر اليوم (الثلاثاء)، توجيهات إلى فريقه بمحاولة عقد اجتماع مع المسؤولين الإيرانيين «في أسرع وقت ممكن».
وكشف النائب الجمهوري توماس ماسي، أنه سيقود حملة في مجلس النواب لمنع تدخل الولايات المتحدة في الصراع المتصاعد. وأعلن أنه سيطرح، الثلاثاء، تشريعاً مشتركاً بين الحزبين (الجمهوري والديمقراطي) بشأن صلاحيات الحرب. وأضاف: «هذه ليست حربنا. ولكن لو كانت، يجب على الكونغرس أن يقرر مثل هذه الأمور وفقاً لدستورنا».
واستبعدت شبكة CNN أن يطرح القادة الجمهوريون في مجلس النواب قرار ماسي للتصويت.
وذكرت أنه عندما تبنى مجلس النواب الذي يقوده الديمقراطيون إجراءً مماثلاً عام 2020، يهدف إلى الحد من الصلاحيات الرئاسية في استخدام العمل العسكري ضد إيران دون موافقة الكونغرس، لم يدعمه سوى عدد قليل من الجمهوريين.
وقدم السيناتور الديمقراطي من ولاية فيرجينيا تيم كين، قراره الخاص بسلطات الحرب الذي يهدف إلى منع القوات الأمريكية من التوّرط في الصراع الإسرائيلي الإيراني.
ويهدف التشريع الجديد لمنع ترمب من استخدام القوة العسكرية ضد إيران دون تفويض من الكونغرس.
وقال كين «ليس من مصلحة أمننا القومي الدخول في حرب مع إيران إلا إذا كانت تلك الحرب ضرورة لا مفر منها للدفاع عن الولايات المتحدة».
واتهم السيناتور بيرني ساندرز، عضو مجلس الشيوخ إسرائيل، باختيار توقيت هجومها على إيران بهدف تقويض المحادثات بشأن البرنامج النووي، داعياً واشنطن إلى تجنب الصراع.
وأضاف أن دستور الولايات المتحدة واضح تماماً: «لا يجوز استخدام القوة العسكرية في هجوم.. ضد إيران أو أي دولة أخرى.. دون إذن صريح من الكونغرس».
وقال بعض الجمهوريين، إن على الولايات المتحدة تجنب الحرب. وعبر السيناتور، راند بول، عن ولاية كنتاكي، عن أمله في ألا يستسلم ترمب للضغوط الإسرائيلية بشأن التدخل. وأضاف لشبكة NBC News: «ليست مهمة الولايات المتحدة التورط في هذه الحرب».
ونقلت شبكة CNN عن مصدر وصفته بأنه مطلع ومسؤول أمريكي، قولهما، إن الرئيس ترمب، أصدر الثلاثاء، توجيهات إلى أعضاء فريقه بمحاولة عقد اجتماع مع المسؤولين الإيرانيين في «أسرع وقت ممكن»، في ظل سعيه العاجل لمعرفة ما إذا كانت طهران جادة بشأن المسار الدبلوماسي لحلّ صراعها مع إسرائيل.
وقال المسؤول الأمريكي، إنه «على الرغم من عدم تحديد أي شيء، لكن إسرائيل وإيران تتحركان في الاتجاه الصحيح.. واعترف ترمب بأن الإيرانيين كانوا على اتصال عبر وسطاء».
وأفصح مسؤولون أمريكيون أن الجيش الأمريكي نقل عدداً كبيراً من طائرات التزود بالوقود إلى أوروبا لتوفير خيارات للرئيس دونالد ترمب مع تصاعد التوتر في الشرق الأوسط.
وأفاد موقع «إير ناف سيستمز» المتخصص في تتبع الرحلات الجوية، بأن أكثر من 31 طائرة تزويد بالوقود تابعة لسلاح الجو الأمريكي معظمها من طرازي KC-135، وKC-45 غادرت الولايات المتحدة متجهة شرقاً. ونقلت «جيروزاليم بوست»، عن مصدر أمريكي أن هذه التحرّكات تأتي ضمن الاستعدادات لاحتمال المشاركة في ضربات عسكرية، إذا أعطى ترمب الضوء الأخضر.
وأضاف المصدر: «هذا بمثابة المسدس الذي يُعرض في الفصل الأول من المسرحية.. ترمب يوجه رسالة واضحة بأنه لا يستبعد الخيار العسكري».
وتشهد الإدارة الأمريكية حالياً خلافاً داخلياً بشأن مسألة الانضمام إلى الهجمات الإسرائيلية على إيران، إذ ترى القيادة المركزية أن المشاركة أمر صائب، في حين يعارض آخرون، بمن فيهم مؤيدون لترمب، أي تدخل. وقال مصدر أمريكي للصحيفة، إن «القرار النهائي سيكون بيد شخص واحد فقط»، في إشارة إلى ترمب.
أخبار ذات صلة

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 14 دقائق
- الشرق الأوسط
ترمب يلمّح إلى تمديد المهلة أمام مالك «تيك توك» لبيع التطبيق الصيني
ألمح الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الثلاثاء، إلى أنه من المرجح أن يمدد الموعد النهائي أمام مالك «تيك توك» الصيني للتخلي عن التطبيق الشهير لنشر الفيديوهات. وكان ترمب قد وقّع أمراً في أوائل أبريل (نيسان) لإبقاء «تيك توك» قيد التشغيل لمدة 75 يوماً أخرى بعد تجميد صفقة محتملة لبيع التطبيق لمالكين أميركيين، وفق وكالة «أسوشييتد برس». ورداً على سؤال للصحافيين على متن طائرة الرئاسة عما إذا كان الموعد النهائي سيمدد مرة أخرى، أجاب ترمب: «ربما نعم، نعم». وتابع: «ربما يجب الحصول على موافقة الصين، ولكن أعتقد أننا سنحصل عليها. أعتقد أن الرئيس شي جينبينغ سيوافق عليها في النهاية». وإذا أعلن عن ذلك، فستكون هذه هي المرة الثالثة التي يمدد فيها ترمب الموعد النهائي.


الشرق الأوسط
منذ 15 دقائق
- الشرق الأوسط
أميركا تنشئ مجموعة عمل لمساعدة رعاياها وسط الصراع بين إسرائيل وإيران
أعلنت الولايات المتحدة، الثلاثاء، إنشاء مجموعة عمل الغرض منها مساعدة الرعايا الأميركيين في الشرق الأوسط، مع تواصل المواجهة بين إيران وإسرائيل لليوم الخامس على التوالي. وقالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية تامي بروس إن الوزارة «أنشأت مجموعة عمل للشرق الأوسط كلّفت بتنسيق الدعم المقدّم إلى الرعايا الأميركيين والبعثات الدبلوماسية وطواقم الولايات المتحدة»، مذكّرة بأن واشنطن توصي رعاياها بعدم التوجّه خصوصاً إلى العراق وإيران «مهما كانت الظروف»، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.


الشرق الأوسط
منذ 15 دقائق
- الشرق الأوسط
ترمب يرفض التفاوض ويطلب استسلاماً إيرانياً
أثارت تصريحات وتغريدات الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الكثير من التساؤلات والمخاوف حول رسائله المتضاربة بشأن الصراع بين إسرائيل وإيران، فقد انتقل من مطالبة طهران باستغلال الفرصة للدخول في محادثات حول البرنامج النووي، إلى مطالبة سكان العاصمة الإيرانية بالإخلاء الفوري، إلى مطالبة إيران بالاستسلام الكامل والتخلي بشكل كامل عن برنامجها النووي، مشددا على أنه لا يمكن السماح لإيران بتطوير أسلحة نووية، مهدداً إياها بمواجهة هجمات أكثر تدميراً، رافضاً في الوقت نفسه عما إذا كانت بلاده ستتدخل عسكرياً في الحرب إلى جانب إسرائيل. وبشكل مفاجئ، مساء الاثنين، اختصر ترمب مشاركته في قمة مجموعة السبع، في كندا، وعاد إلى واشنطن معلناً عقد اجتماعات مع فريقه للأمن القومي، اليوم الثلاثاء، ولم يقدم تفسيراً سوى أن لديه أسباباً واضحة لمتابعة التطورات وتجنب استخدام الهواتف التي قد تكون مراقبة. صورة جامعة للزعماء المشاركين في قمة «مجموعة السبع» بكندا الاثنين (د.ب.أ) وفي تصريحاته للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية، قال ترمب إنه لا يبحث عن وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران، وإنما يبحث عما هو أفضل من ذلك، وحينما سئل عما يبحث عنه تحديداً قال: «نهاية، نهاية حقيقية وليس وقف إطلاق نار، نهاية حقيقية»، ثم أشار إلى أن ما يبحث عنه هو « استسلام كامل من جانب إيران»، مصراً على تخلي طهران عن أي جهد لتطوير أسلحة نووية، وقال: «لست راغباً في التفاوض». وحذر ترمب إيران من استهداف الأصول الأميركية قائلاً: «سنرد بقسوة شديدة حتى إننا ستطلق العنان لغضبنا وسنكون في غاية الحزم. وأعتقد أنهم يعرفون جيداً أن عليهم عدم المساس بقواتنا». ونشر الرئيس الأميركي، صباح الثلاثاء تغريدة قال فيها: «لم أتواصل مع إيران بشأن محادثات سلام بأي شكل من الأشكال. هذه مجرد أخبار كاذبة ومفركة. وإذا أرادوا التحدث فهم يعرفون كيف يصلون إليّ». وأضاف: «كان عليهم قبول الصفقة المطروحة، ولكان ذلك أنقذ أروحاً كثيرة». وانتقد ترمب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الذي توسع الخلاف بينهما حول إسرائيل وغزة وأوكرانيا وإيران أيضاً. وقال ترمب في تغريدة مساء الاثنين: «الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الباحث عن الشهرة، زعم خطأً أنني غادرتُ قمة مجموعة السبع في كندا لأعود إلى واشنطن للعمل على وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران. خطأ! ليس لديه أدنى فكرة عن سبب توجهي الآن إلى واشنطن، لكن الأمر لا علاقة له بوقف إطلاق النار. بل هو أبعد من ذلك بكثير. سواءً عن قصد أم لا، فإن إيمانويل يُخطئ دائماً. ترقبوا!». وكان ماكرون صرح للصحافيين في قمة مجموعة السبع بأن أميركا قدمت ضمانات للدول في مجموعة السبع، بأنها ستتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران، وأشار إلى أن واشنطن قادرة على الضغط على إسرائيل، وبالتالي قد تتغير الأمور. وقال عبر مترجم: «إذا تمكنت الولايات المتحدة من التوصل إلى وقف لإطلاق النار فسوف يكون ذلك أمراً جيداً للغاية وستدعمه فرنسا». ترمب يربت على كتف ماكرون خلال حضوره العرض العسكري بمناسبة «بوم الباستيل» بالشانزليزيه 14 يونيو 2017 (أ.ب) ومارس القادة الأوروبيون، الذين التقوا ترمب، ضغوطاً لمعرفة ما إذا كانت الولايات المتحدة ستكبح جماح نتنياهو وسط مخاوف أوروبية من اقتراح ترمب انضمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى جهود الوساطة مع إيران. وأصدر قادة دول مجموعة السبع المجتمعون في كندا بياناً مشتركاً، مساء الاثنين، دعوا فيه إلى خفض التصعيد في الشرق الأوسط ووجهوا انتقادات لإيران بأنها المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار والإرهاب في المنطقة، وشددوا على أنه لا يمكن لإيران أن تمتلك سلاحاً نووياً أبداً، كما أكدوا الدعم القوي لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. وقد رفض ترمب التوقيع على مسودة البيان قبل أن يغادر القمة بسبب عبارة في البيان قال فيها قادة مجموعة السبع: «نحث على أن يؤدي حل الأزمة الإيرانية إلى تهدئة أوسع للأعمال العدائية في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك وقف إطلاق النار في غزة». ويشير مسؤولون إلى أن ترمب يواجه ضغوطاً من إسرائيل لدعم حملتها ضد إيران بقوة أكير. وتريد إسرائيل تدخلاً أميركياً لتدمير منشأة التخصيب النووي الإيراني فوردو المدفونة تحت الأرض لمسافات كبيرة، والتي لا يمكن الوصول إليها إلا بواسطة قاذفات بي 2 الأميركية التي تستطيع حمل قنبلة خارقة للتحصينات بوزن أكثر من 13 ألف كيلوغرام، ولا تمتلك إسرائيل هذا السلاح في ترسانتها العسكرية. لكن إقدام إدارة ترمب على مثل هذه الخطوة يعني بوضوح انجرار الولايات المتحدة إلى حرب موسعة، كان ترمب قد أعلن مراراً أنه يفضل تجنبها. ويقول المحللون إن إقدام ترمب على هذه الخطوة سيضع حداً لصورته لصانع سلام وصانع صفقات، ومن وجهة نظر قاعدته الشعبية المخلصة فإن ذلك سيكون بمثابة التخلي النهائي عن مبدأ ترمب «أميركا أولاً». رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعرض صورة توضيحية في أثناء وصفه لمخاوفه بشأن طموحات إيران النووية خلال خطابه أمام للجمعية العامة للأمم المتحدة في 27 سبتمبر 2012 (أ.ب) وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أن طائرات حربية أميركية تساعد القوات الإسرائيلية في تنفيذ ضربات ضد أهداف إيرانية، لكن إدارة ترمب نفت بشدة هذه التقارير. وقال المتحدث باسم البنتاغون شون بارنيل، في بيان، إن القوات الأميركية تحافظ على وضعها الدفاعي، وإذا الأمر لم يتغير سنحمي القوات الأميركية ومصالحنا. وصرّح مسؤولون أميركيون، الاثنين، بأن البنتاغون يُوسّع نطاق حضوره العسكري في الشرق الأوسط وأوروبا، وأرسل طائرات تزويد بالوقود وحاملة طائرات إضافية، كما نشر أكثر من عشرين طائرة تزويد بالوقود من الولايات المتحدة إلى أوروبا، يومي الأحد والاثنين، وهي خطوة ربطها المسؤولون الأميركيون برغبة القادة في إيجاد خيارات في حال واجهت المنشآت الأميركية القريبة من الدول المتحاربة تهديداً مباشراً. نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي «القبة الحديدية» يطلق النار لاعتراض الصواريخ الإيرانية فوق تل أبيب (أ.ب) ودأب الكثير من المسؤولين الإسرائيليين في تصريحاتهم لوسائل الإعلام الأميركية، على مطالبة الولايات المتحدة بمساندة إسرائيل في الحرب ضد إيران، وقال بنيامين نتنياهو لشبكة «آي بي سي يو»، الاثنين، إن أي محاولة لإحياء قناة دبلوماسية مع إيران سيتم استخدامها لمماطلة الولايات المتحدة. وأشارت صحيفة «واشنطن بوست» في افتتاحيتها، صباح الثلاثاء، إلى أن كلاً من إيران وإسرائيل عالقة في صراع متصاعد، وأنه ينبغي على الرئيس ترمب الحذر من الانجرار إلى حرب جديدة. ورأت الصحيفة أن الولايات المتحدة متورطة بطريقة أو بأخرى، بصفتها الشريك الدولي الرئيسي لإسرائيل وتتمتع بنفوذ على القادة الإسرائيليين، ومن شبه المؤكد أن الولايات المتحدة ستساعد إسرائيل في صد الهجمات الصاروخية الإيرانية. وقالت إنه إذا كان هدف نتنياهو تغيير النظام في إيران، فعلي الولايات المتحدة أن تطلب من نتنياهو شرح كيفية حدوث ذلك، وما سيحدث لاحقاً، وسيتعين على الرئيس ترمب أن يسأل نفسه عما سيفعله لمنع إيران من الانزلاق إلى حالة من الفوضى التي تولد التطرف وعدم الاستقرار الإقليمي.