logo
لم يخبر عنها أحد... رحلة عبر أغرب الرياضات في التاريخ!

لم يخبر عنها أحد... رحلة عبر أغرب الرياضات في التاريخ!

الديار٢٢-٠٧-٢٠٢٥
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
في عالم الرياضة، حيث تهيمن كرة القدم وكرة السلة على الأضواء، توجد رياضات غريبة وعجيبة اختفت أو ما زالت تُمارس في زوايا نائية من العالم. بعضها خطير، وبعضها مثير للضحك، وجميعها تثبت أن الخيال البشري لا حدود له عندما يتعلق الأمر باختراع طرق جديدة للمنافسة الرياضية.
مصارعة الأخطبوط
سجلت في تاريخ الرياضة عدة ألعاب مائية غريبة اختفت مع مرور الزمن، وأبرزها مصارعة الأخطبوط (Octopus Wrestling) عندما كان البشر يتحدون الكائنات البحرية!
وظهرت هذه الرياضة في ثلاثينيات القرن الماضي في الولايات المتحدة، تحديدًا على سواحل كاليفورنيا، وبلغت ذروتها في الستينيات.
وكان الغواصون ينزلون إلى أعماق البحر للعثور على أخطبوط ضخم. والهدف كان إخراجه إلى السطح باستخدام القوة الجسدية فقط (بدون أسلحة). والفائز هو من يتمكن من إحضار الأخطبوط إلى القارب أولا!
عقدت أول مباراة لبطولة صيد الأخطبوط في تشرين الثاني عام 1957، في مدينة "تاكوما" بولاية واشنطن الأميركية، وقد حضرها 200 متفرج.
وكانت بطولات هذه الرياضة تقام في واشنطن على وجه التحديد، وعادة ما كان يتم بثها على التلفاز في ذلك الحين، وكان تحظى بنسبة مشاهدة مقبولة.
وفي إحدى البطولات التي أقيمت في عام 1963، شارك 111 سباحا، وقد تمكن هؤلاء السباحون من اصطياد 25 أخطبوطا تتراوح أوزانها ما بين 1.8 كلغ و25.9 كلغ.
وبالنسبة للطريقة التي كان يحدد بها الفائز، فقد كانت تقام المسابقة بين أفراد أو بين مجموعات، والفائز هو من يقوم باصطياد أكبر أخطبوط.
وكانت قواعد اللعبة تقضي بأن يتكون كل فريق من 3 غواصين، على أن يكون الغطس على عمق يتراوح بين 30 إلى 50 قدما، ويتم مصارعة الأخطبوط وسحبه إلى السطح، وكلما كان الأخطبوط أثقل كان فريقه هو الفائز.
هذه الرياضة اختفت بعد انتقادات حادة من منظمات الرفق بالحيوان، وتسجيل حوادث غرق بسبب تشبث الأخطبوطات بالغواصين ومنعهم من الصعود.
بعض الغواصين في اليابان ما زالوا يمارسون نسخة معدلة منها (بدون إيذاء الأخطبوط).
الكريكيت تحت الماء (Underwater Cricket)
هذه اللعبة لا يفهمها إلا "المجانين"، وقواعدها أنها تُلعب في حوض سباحة عميق (4 أمتار)، واللاعبون يرتدون أنابيب أوكسيجين.
الفريق الضارب يحاول إصابة "الويكت" (الهدف) تحت الماء بينما يحاول الفريق الآخر منعه.
نشأت هذه اللعبة في جنوب إفريقيا كتدريب عسكري، ثم تحولت إلى رياضة في أستراليا.
الزوربينغ (Zorbing)
تفاصيل هذه اللعبة أن اللاعب يدخل في كرة بلاستيكية ضخمة (قطرها 3 أمتار)، وثم يتدحرج من أعلى التلال بسرعة تصل إلى 50 كم/ساعة.
أغرب حادثة في هذه الرياضة سجلت عام 2016 في نيوزيلندا، عندما طارت كرة زوربينغ باللاعب داخلتها لمسافة 100 متر بسبب الرياح القوية!
وهذه اللعبة يوجد منها نسخة آمنة (زوربينغ مائي)، حيث تتدحرج الكرة على سطح الماء.
الشطرنج القتالي (Chess Boxing)
كانت فكرتها مجنونة بين أذكى رياضة وأشرسها؟ والنتيجة: 11 جولة (6 جولات شطرنج، 5 جولات ملاكمة)، حيث يلتقي العقل مع العضلات!
قواعد اللعبة تبدأ بالملاكمة، ثم الشطرنج، ويمكن الفوز بـ"كش ملك" أو "ضربة قاضية"، وإذا استمرت جميع الجولات، يفوز من لديه نقاط أعلى في الملاكمة.
نشأت هذه اللعبة في ألمانيا 2003، ولها بطولات في روسيا وهولندا.
أشهر لاعب فيها هو نيكولاي "المخترع" ساتشين (بطل العالم 2018).
صيد الطائرات الورقية بالدراجات النارية
يعود أصل هذه اللعبة الى رياضة سرية في قرى أفغانستان، حيث يتحدى الشباب بعضهم بطريقة خطيرة.
وتفاصيل هذه اللعبة أن اللاعبين يركبون دراجات نارية بسرعة 80 كم/ساعة، ويحمل كل منهم عصا طويلة لمحاولة اصطياد طائرة ورقية منافسة في الهواء.
وتعد هذه اللعبة خطيرة جراء سقوط العديد من اللاعبين بسبب التركيز على الطائرة بدلاً من الطريق.
بعض هذه الرياضات بدأت كفكرة مجنونة وأصبحت رسمية (مثل الشطرنج القتالي). قد نرى يوما ما رياضات مثل "الكريكيت تحت الماء" في الأولمبياد!
لا شك بأن هذه الرياضات كانت على طريق المنافسة الرسمية، لكنها اندثرت بسبب خطورة بعضها وعدم جدية واستمرار بعضها الآخر، الى جانب سيطرة رياضات عالمية أخرى مثل كرة القدم وكرة السلة والكرة الطائرة والتنس وألعاب القوى على المنافسة الرياضية في الألعاب الأولمبية وبطولات العالم.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مرقص يعرض الاوضاع والتعاون الاعلامي مع سفير لبنان في تركيا
مرقص يعرض الاوضاع والتعاون الاعلامي مع سفير لبنان في تركيا

الديار

timeمنذ 3 دقائق

  • الديار

مرقص يعرض الاوضاع والتعاون الاعلامي مع سفير لبنان في تركيا

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب استقبل وزير الإعلام بول مرقص في مكتبه في الوزارة، سفير لبنان المعيّن في تركيا منير عانوتي، حيث جرى عرض للأوضاع العامة والعلاقات الثنائية،ولا سيما دعم الاعلام اللبناني. كما استقبل الوزير مرقص الإعلامي سامي كليب يرافقه مدير البرامج في "تلفزيون الغد" هادي جعفر، وتم البحث في واقع الإعلام في لبنان، وسبل التعاون مع "تلفزيون لبنان". واستقبل وزير الإعلام نقيب الصحافة عوني الكعكي، الذي أكد بعد اللقاء أن زيارته "طبيعية وروتينية وواجبة"، معربا عن إعجابه بشخص الوزير مرقص الذي يعمل "بصدق وإخلاص على إعداد قانون الإعلام". وانتقد الكعكي "الفلتان الحاصل في المواقع الإلكترونية في لبنان"، داعياً إلى ضرورة ضبطها وتسجيلها في وزارة الإعلام والمجلس الوطني للإعلام"، مشيراً إلى أن العديد من أصحاب هذه المواقع "ليسوا من أهل الاختصاص". وشدد على أن "وزارة الإعلام هي الجهة الصالحة الوحيدة المخوّلة البت بطلبات الترخيص وفقاً للشروط المطلوبة. واذ أبدى ثقته الكاملة بالوزير مرقص "المسؤول والجاد بعمله، خصوصا لجهة إقرار قانون الإعلام، تحديدا من الناحية القانونية"، لفت إلى أن "البحث تناول أيضاً الأوضاع العامة والصعوبات التي يمر بها البلد". وأشار الكعكي إلى أن الولايات المتحدة الأميركية هي "الضامنة لورقة الشروط التي قدمتها إلى لبنان"، موضحا أن ذلك "لا يعني أن الورقة صهيونية، بل يمكن تعديلها او تغييرها"، مستذكرا أن الرئيس المصري الراحل أنور السادات نجح في إجبار إسرائيل على توقيع اتفاقية السلام مع بلاده رغم معارضتها".

انتباهك يساوي مالاً: داخل كواليس اقتصاد المتابعة المنتَج هو أنت!
انتباهك يساوي مالاً: داخل كواليس اقتصاد المتابعة المنتَج هو أنت!

النهار

timeمنذ 2 ساعات

  • النهار

انتباهك يساوي مالاً: داخل كواليس اقتصاد المتابعة المنتَج هو أنت!

قد يبدو أننا نعيش في عصر ذهبي من الترفيه المجاني بفضل المنصات الرقمية العالمية. محتوى لا ينضب، متاح في كل لحظة، وعلى مدار الساعة. لكن خلف هذا التدفق الهائل من الفيديوهات والمنشورات، تقف آلة اقتصادية ضخمة تُحوّل "انتباهك" إلى أرباح طائلة. هذا ما يُعرف اليوم بـ" اقتصاد الانتباه" أو " اقتصاد المتابعة". ما هو "اقتصاد المتابعة"؟ في زمن الرقمنة، لم يعد الذهب ولا النفط هو الثروة الأغلى، بل "وقتك". إذ أصبح انتباهك كمستخدم أثناء تصفّح الشاشة سلعة ذات قيمة سوقية عالية، تتنافس عليها شركات التكنولوجيا العملاقة. كلما أطلت البقاء على تطبيق ما، كلما زادت فرصة هذه الشركة لتحقيق الأرباح من الإعلانات، وبيع بيانات الاستخدام، والتأثير على قراراتك الشرائية. في هذا الاقتصاد، المستخدم ليس الزبون، بل هو "المنتَج" ذاته. المنصة تبيع وجودك ووعيك، مشاعرك وتفضيلاتك، إلى المعلنين. يعلق الدكتور مهند حبيب السماوي، في حديث لـ"النهار"، أن "التركيز بات موجّهاً نحو الشهرة والتنافس على نيل أكبر عدد من المتابعين، ولم تعد الشركات تدفع للصحف أو القنوات كما في السابق، بل تدفع لمؤثر يمتلك آلاف المتابعين على حساباته، وهكذا أصبحت المتابعات سلعة يمكن من خلالها تحقيق أرباح مالية مباشرة. ولأن هذا التحول يرتبط مباشرةً بالمتابعين، أصبحت المنصة الرقمية نفسها شريكاً في عملية الربح، سواء عبر الإعلانات أو عمليات الدفع". كل لحظة تقضيها على "يوتيوب أو تيك توك أو إنستغرام" تُحسب بدقة. هذه اللحظات تُقدّر مالياً وتُحوّل إلى عائدات إعلانية. على سبيل المثال، في عام 2024 فقط: الأمر لا يقتصر على هذه المنصات. فشركات الإعلانات التقنية، ومصنّعو الأجهزة، وحتى منصات البث، التي باتت تعتمد اعتماداً متزايداً على الإعلانات، جميعهم يلعبون أدواراً محورية في هذه المنظومة، ويجنون أرباحاً ضخمة منها. رغم أن اقتصاد المتابعة أتاح فرصاً غير مسبوقة لصانعي المحتوى والعلامات التجارية الصغيرة، إلا أنه لا يخلو من الانتقادات، لا سيما في ما يتعلق بتأثير هذه المنصات على الصحة النفسية، وقضايا الخصوصية الناجمة عن جمع كميات هائلة من بيانات المستخدمين. في هذا الخصوص، اعتبر الدكتور السماوي أن أبرز التحديات تتمثل "بضجر المستخدمين من المنصات بسبب كثرة الإعلانات، فضلاً عن فقدان الثقة بالمنشورات ودوافعها". وقال إن "هذا النموذج الربحي دفع إلى تغييرات واضحة في سلوك أصحاب الصفحات الذين تعتمد عليهم الشركات في الإعلانات، أو ما يُعرف بصانعي المحتوى، إذ بدأ هؤلاء بالتركيز على المحتوى الذي يحقق أعلى نسب مشاهدة، مهما كان سطحياً أو خالياً من القيمة المعرفية، بهدف جذب عدد كبير من المتابعين". وأوضح أنه "لذلك نجد محتوى صانعي المحتوى مليئاً بما هو مثير للجدل، رائج، أو صادم، وهي أنماط تدعمها خوارزميات المنصات وتساهم في نشرها وتوسيع نطاق وصولها بشكل كبير". أما من جهة المستخدم، فأشار إلى أنه "أصبح أداة بيد الشركات والمنصات وصانعي المحتوى، إذ يُستغلّ وقته وانتباهه وطاقته، ما يقوده إلى الإدمان الرقمي، وذلك من أجل تحقيق أهداف ربحية بحتة دون أي اهتمام بالأضرار النفسية والسلوكية التي قد تصيبه، وهكذا تحول المستخدم إلى فريسة بيد هذه الأطراف الثلاثة، بلا حماية حقيقية". سواء أحببنا ذلك أم لا، اقتصاد المتابعة أصبح جزءاً أساسياً من البنية الرقمية العالمية. أكثر من 3 مليارات شخص يستخدمون تطبيقات "ميتا" يومياً، وهذا الرقم في ازدياد مستمر. كل دقيقة تمر تُولّد بيانات، وتُنتج أرباحاً، وتُعيد تشكيل علاقتنا مع التكنولوجيا والوقت والمحتوى. ختاماً، يرى السماوي أن التركيز المفرط على جذب الانتباه وتحقيق الأرباح يؤدي إلى آثار سلبية عميقة تضرب جوهر سلامة البيئة الرقمية للمستخدم، فالهوس بالربح دائماً ما يكون على حساب المستخدم، الذي يُختزل إلى مجرد سلعة ضمن معادلة إعلانية لا ترحم المستخدم ولا تنظر الى حاجاته.

جيل Z في السودان.. شباب ينتفض من تحت رماد الحرب عبر منصات التواصل
جيل Z في السودان.. شباب ينتفض من تحت رماد الحرب عبر منصات التواصل

صوت لبنان

timeمنذ 6 ساعات

  • صوت لبنان

جيل Z في السودان.. شباب ينتفض من تحت رماد الحرب عبر منصات التواصل

العربية في ظل مشهد سوداني يتفاقم سياسياً واقتصادياً، وسط حرب مدمرة اندلعت في أبريل 2023، برز جيل جديد من الشباب، يتقدم الصفوف رقمياً وميدانياً، رافضاً الاستسلام رغم الواقع القاتم. إنه جيل Z السوداني، المولود بين عامي 1997 و2012، والذي نشأ وسط صخب الثورات والانقلابات والاحتجاجات، ولا يزال يعيش أعنف مراحل التحولات السياسية والاجتماعية في تاريخ السودان الحديث.ورغم المآسي التي خلفتها الحرب، من نزوح بالملايين وانهيار للبنية التحتية، يُظهر هذا الجيل وجهاً مزدوجاً أحدهما يئن تحت وطأة الضياع النفسي وانعدام الأفق الأكاديمي والمهني، وآخر ينبض بالحياة من خلال الهواتف الذكية، حيث يواصل شبان وفتيات البث، والتوثيق، وصناعة المحتوى، معركة يومية لإثبات الوجود والتشبث بالأمل. حضور رقمي وثوري لافتجيل Z السوداني اليوم حاضر بقوة على مختلف منصات التواصل الاجتماعي. فـ"تيك توك" يمثل نافذته الأوسع للتعبير، عبر مقاطع توثق المعاناة أو تسخر منها، تمزج بين الترندات العالمية والخصوصية الثقافية السودانية. أما "فيسبوك"، فلا يزال يحتفظ بمكانته كمنصة للنقاش السياسي، والتعليم عن بعد، والتجارة البسيطة، فيما يُستخدم "واتساب" كأداة تنظيمية لنقل الأخبار العاجلة وإدارة المبادرات الميدانية.في المقابل، يتجه كثير من الشباب نحو "إنستغرام" لعرض مشروعات ريادية ومواهب فنية، في حين يستخدم "تليغرام" لتبادل الملفات التعليمية، و"تويتر/X" لمتابعة النقاشات السياسية الدقيقة، بينما يبقى "يوتيوب" مصدراً للتعلم والترفيه في آنٍ واحد. جيل يتعلم رغم غياب الدولةفي ظل توقف شبه كامل للمؤسسات التعليمية وتردي البنية التحتية، لجأ أبناء الجيل إلى تطوير الذات من خلال الإنترنت، وتعلّم اللغات، والبرمجة، والتصميم، والتسويق الرقمي. وبموازاة الانشغال السياسي، أولى شباب Z أهمية لإحياء التراث، من خلال محتوى يعكس الموروث الشعبي والموسيقي واللغوي، في محاولة للحفاظ على الهوية الثقافية وسط عالم رقمي سريع التبدل. من منصات الحرب إلى ساحات الإغاثةمع بداية الحرب، انخرط العديد من شباب هذا الجيل في جهود الإغاثة الميدانية، من توزيع للغذاء والمياه إلى تنظيم مراكز إيواء، في ظل غياب واضح لمؤسسات الدولة. وعلى المستوى الرقمي، تحوّل هؤلاء الشباب إلى مراسلين مستقلين، يوثقون يوميات القصف والنزوح والدمار، بينما استمرت وسائل الإعلام الرسمية في الغياب أو التعتيم. وكانت السخرية أداة دفاع نفسي رائجة، استخدمها كثيرون للتنفيس، إلى جانب تأسيس مشاريع رقمية صغيرة تدر دخلاً بسيطاً في مواجهة الانهيار الاقتصادي. أحمد حيدر: محتوى رقمي يقاوم العتمةضمن هذا المشهد، يبرز صانع المحتوى، أحمد حيدر، أحد أبرز وجوه الجيل الرقمي في السودان، وهو شاب يبلغ من العمر 26 عاماً، يتابعه أكثر من مليوني شخص على مختلف المنصات. يرى أحمد أن جيله يتميّز بالوعي، والطموح، والقدرة على التكيّف، مشيراً إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دوراً محورياً في توسيع أفق الشباب السوداني، وربطهم بالعالم الخارجي، وكشف حجم الفجوة التنموية والثقافية بين السودان وبقية الدول.بدأ أحمد مشواره في عام 2021 بفيديو بسيط لم يكن يتوقع نجاحه، لكنه تحول لاحقا إلى صانع محتوى مؤثر، يقدّم فيديوهات عفوية بمشاركة شقيقه ووالدته، تُحاكي تفاصيل الحياة اليومية في الأسرة السودانية. الفكاهة ليست عبثاويؤكد أحمد أن المحتوى الكوميدي الذي يقدمه ليس مجرد وسيلة للضحك، بل أداة للتخفيف عن الناس ومقاومة الواقع القاسي. وحول التحديات، يوضح أحمد أن الحرب الأخيرة شكّلت أكبر اختبار لصنّاع المحتوى في السودان، خاصة مع التعتيم الإعلامي الدولي حول الأزمة السودانية. ويقول لـ"العربية.نت": "نحن عانينا كثيراً من تجاهل العالم لما يحدث في السودان، ووسائل التواصل الاجتماعي كانت الوسيلة الوحيدة لإيصال صوتنا". ورغم تعرضه أحياناً لتعليقات سلبية، يؤكد أنه تعلّم التعامل معها، معتبراً النقد جزءاً طبيعياً من مسيرة أي صانع محتوى. ويضيف أحمد أن الجيل الحالي مظلوم وغير مفهوم من قبل الجيل السابق، الذي يرفض إفساح المجال للشباب. ويقول لـ"العربية.نت": "لا يمكن أن نحقق أي تقدم ما لم نمنح الشباب الفرصة للمشاركة الفعلية في بناء السودان، كما يحدث في دول العالم المتقدمة. الشباب يمتلكون الكفاءة والطاقة، لكنهم بحاجة إلى ثقة ودعم حقيقي". سعاد... صوت من تحت الركامالطالبة السودانية سعاد، البالغة من العمر 22 عاما، سردت عبر منصة "تيك توك" محطات من رحلتها التعليمية، التي تعثرت منذ تخرجها في المرحلة الثانوية عام 2019، في ظل الاحتجاجات الشعبية وجائحة كورونا، وصولاً إلى الحرب الأخيرة التي أغلقت – على حد تعبيرها – ما تبقى من نوافذ الأمل. وسعاد، التي يتابعها أكثر من 100 ألف شخص، تعتبر أن جيلها يواجه "ظروفاً غير طبيعية"، لكنه لا يزال متمسكاً بالحلم.أصوات من الداخل والخارجأحمد خالد، أحد أفراد الجيل، والمولود عام 2009، تحدث عن واقع الحرب بمرارة. يقول لـ"العربية.نت": "كنا نحلم ونخطط، ثم جاءت الحرب فحوّلت كل شيء إلى رماد. صارت المدارس ملاجئ أو أنقاضاً، وفرص التعليم والعمل تلاشت". ويضيف: "باتت المنصات وسيلتنا للتوثيق. حتى الضحك لم يعد كما كان... كل شيء أصبح معنونًا بالحرب". أحمد الذي نزح من أم درمان إلى الولاية الشمالية، ثم غادر إلى مصر عبر رحلة شاقة، عبّر عن تمسكه بالهوية: "نغني الراب السوداني، نرتدي ملابسنا التقليدية، نتحدث بلهجتنا في الغربة... لم ننتهِ، انكسرنا، لكننا ما زلنا واقفين". قراءة اجتماعية.. مقاومة رقمية في زمن الانهيارمن جانبها، ترى الدكتورة أسماء جمعة، الباحثة في علم الاجتماع بالسودان، أن جيل Z في السودان يمثل "ظاهرة استثنائية" في التعبير والتكيّف، وقالت لـ"العربية.نت": "هذا الجيل أعاد تعريف المقاومة، ليس فقط عبر التوثيق، بل بتحويل الحرب إلى محتوى رقمي يعكس الواقع ويمنح صوتاً للمهمشين". وتشير جمعة إلى أن هذا الجيل، الذي لم يختر الحرب، رفض أن يكون ضحيتها الصامتة، مضيفة: "الحكومة تخشى هذا الجيل، وتعمل على إقصائه واستغلاله في آن. لكن وعيه السياسي والاجتماعي المبكر، وجرأته في التعبير، جعله فئة فاعلة رغم محاولات التهميش". وحذرت جمعة من خسارة هذا المورد البشري، قائلة: "استمرار الحرب يعني خسارة السودان لطاقات شبابية اختبرت الثورة والانقلاب والصراع، ونضجت قبل أوانها. وقف الحرب هو الفرصة الوحيدة لإنقاذ جيل قادر على البناء متى ما سنحت له الظروف". أمل معلق على استقرار مفقودرغم كل شيء، لا يزال جيل Z في السودان يحتفظ بإرادة الحياة، ويواصل كفاحه عبر شاشات الهواتف، وفي الميدان، وبين ركام المدارس والمنازل. هو جيل تتقاذفه الأزمات، لكنه لم يفقد صوته، ولا توقه إلى التغيير. "لم ننتهِ"، كما قال أحمد... و"لن نصمت"، كما أكدت سعاد... وبين السطرين، يُعاد رسم مستقبل السودان، على يد جيلٍ وُلد من رحم النار، ولا يزال واقفاً.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store