
أثر أبل على الصين !
في كتابه «Apple in China: The Capture of the World's Greatest Company»، يقدم الكاتب باتريك ماك جي، مراسل صحيفة الفاينانشال تايمز، وجهة نظر حاسمة ومعقدة حول علاقة شركة أبل بالصين. يرى ماك جي أن هذه العلاقة، التي كانت في البداية ضرورية لنجاح أبل الهائل، أصبحت الآن نقطة ضعف وجودية للشركة وذات تداعيات جيوسياسية خطيرة.
يبين ماك جي كيف أن سعي أبل لتحقيق أقصى قدر من الأرباح والوصول إلى قوة عاملة ضخمة وبتكلفة منخفضة أدى بها إلى تركيز الجزء الأكبر من تصنيع منتجاتها في الصين. هذا القرار، الذي اتخذه تيم كوك بشكل أساسي، مكّن أبل من التوسع بشكل غير مسبوق، ولكنه في الوقت نفسه منح الحكومة الصينية نفوذاً هائلاً على مصير الشركة.
ويشير إلى أن الصين لم توفر فقط العمالة الرخيصة، بل وفرت أيضاً سرعة ومرونة «سرعة الصين» في الإنتاج، وهو ما كان ضروريّاً لدورات إطلاق منتجات أبل السريعة. ومع ذلك، فإن هذه العلاقة أدت إلى «فخ» بالنسبة لأبل. فبينما كانت أبل تدرب الصين على خبراتها الصناعية المتطوّرة، كانت الأخيرة تستوعب هذه المعرفة وتستخدمها لتطوير منافسيها المحليين مثل هواوي وشاومي.
يشدّد ماك جي على أن أبل أصبحت الآن رهينة للنظام الاستبدادي الصيني، الذي يفرض مطالب متزايدة على الشركة، بما في ذلك التحكم في البيانات وسلاسل التوريد. ويذكر أن محاولات أبل لتنويع سلاسل إمدادها بعيداً عن الصين، نحو دول مثل الهند، تواجه تحديات كبيرة. فإذا تحركت أبل بسرعة كبيرة، فإنها تخاطر بإثارة غضب بكين والمستهلكين الصينيين، مما قد يؤدي إلى رد فعل عنيف. وإذا تحركت ببطء شديد، فإنها تظل عالقة في تبعيتها للصين.
كما يتناول ماك جي التداعيات الجيوسياسية الأوسع، مشيراً إلى أن اعتماد أبل العميق على الصين يشكل ضعفاً ليس فقط للشركة نفسها، بل للولايات المتحدة أيضاً. ويشير إلى أن عودة دونالد ترمب إلى السلطة زادت من احتمالية استمرار الحروب التجارية والتعريفات، مما قد يزيد من الضغط على علاقة أبل بالصين.
باختصار، يرى باتريك ماك جي أن علاقة أبل بالصين هي صفقة «فاوستية» مكّنت أبل من تحقيق نجاح غير مسبوق، لكنها الآن تهدد بتقويض مستقبلها وتتركها في موقف ضعف كبير أمام دولة يتزايد نفوذها ومطالبها وسيطرتها.
إن النجاح المذهل الذي قاده رئيس التصنيع في أبل تيم كوك، والذي أصبح لاحقاً رئيس الشركة خلفاً لمؤسسها ستيف جوبز، في نهجه الإنتاجي بالصين، خصوصاً فيما يتعلق بمنتج الشركة الأهم الهاتف المحمول المعروف باسم الآيفون، تحوّل إلى ثقافة عامة انتقلت إلى شركات صينية عملاقة حققت نجاحات مبهرة ومؤثرة مثل بي واي دي في السيارات الكهربائية وهواوي في أجهزة الاتصال وغيرهما. علاقة أبل بالصين من الصعب فصلها؛ لأن أثرها بات ملاصقاً لها، وهذا ما يجعل تحدي التعرفة الجمركية التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بحق الصين مسألة غير بسيطة إذا ما أخذت شركة أبل ومثيلاتها من الشركات الأمريكية العاملة بالصين في عين الاعتبار.
أخبار ذات صلة

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ 16 دقائق
- صحيفة سبق
ارتفاع أسعار النفط.. وبرنت يصعد إلى 75.93 دولارًا
ارتفعت أسعار النفط في التعاملات الآسيوية المبكرة اليوم. وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 1.70 دولار ما نسبته 2.3% لتصل إلى 75.93 دولارًا, بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.62 دولار, بنسبة 2.2% ليسجّل 74.60 دولارًا للبرميل. يُشار إلى أن الخامين القياسيين ارتفعا بنسبة 7% عند التسوية يوم الجمعة بعد أن ارتفعا بأكثر من 13% خلال الجلسة ليبلغا أعلى مستوياتهما منذ يناير الماضي.

العربية
منذ 20 دقائق
- العربية
رئيس "أرامكو": الانتقال إلى صافي صفر انبعاثات يكلف 200 تريليون دولار
قال الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية أمين الناصر، خلال مؤتمر للطاقة اليوم الاثنين، إنّه لا يمكن التقليل من أهمية النفط والغاز في أوقات الصراعات، وهو أمر يتجلى حاليًا. جاء ذلك في كلمة أمين الناصر، إلى مؤتمر آسيا للطاقة في كوالالمبور عبر الاتصال المرئي. وقفزت أسعار النفط في مطلع الأسبوع بعد أن شنت إسرائيل هجومًا على إيران يوم الجمعة، قالت إنه يهدف إلى منع طهران من صنع سلاح نووي. وأوضح الناصر أن التاريخ أثبت أنه عند نشوب الصراعات لا يمكن التقليل من أهمية النفط والغاز. وأضاف أن هذا يتضح جليًا في الوقت الحالي، حيث لا تزال التهديدات لأمن الطاقة تثير قلقًا عالميًا، دون أن يشير صراحة إلى القتال الدائر بين إسرائيل وإيران. واستطرد أن التجربة أثبتت أن مصادر الطاقة الجديدة لا تحل محل القديمة، بل تُضيف إليها. وقال إن الانتقال إلى صافي صفر انبعاثات قد يكلف ما يصل إلى 200 تريليون دولار، وإن مصادر الطاقة المتجددة لا تُلبي الطلب الحالي. وقال إنّه نتيجة لذلك، انضم أمن الطاقة والقدرة على تحمّل التكاليف أخيرًا إلى الاستدامة كأهداف رئيسية لعملية الانتقال.


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
رقم قياسي لصادرات تايوان بفضل الطلب على الذكاء الاصطناعي
ارتفعت صادرات تايوان إلى مستوى قياسي في مايو (أيار) بفضل الطلب المتزايد على الذكاء الاصطناعي، ومع إقبال العملاء على تقديم طلباتهم قبل تطبيق الرسوم الجمركية الأميركية التي قد تدخل حيز التنفيذ الشهر المقبل بعد انتهاء فترة التعليق. وقالت وزارة المالية يوم الاثنين إن الصادرات زادت بنسبة 38.6 في المائة مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي - وهي أسرع وتيرة منذ ما يقرب من 15 عاماً - إلى 51.74 مليار دولار، وهو رقم قياسي مرتفع والمرة الأولى التي تتجاوز فيها قيمة الصادرات 50 مليار دولار. كان التوسع، وهو الارتفاع الشهري التاسع عشر على التوالي، أعلى من نسبة 25 في المائة التي توقعها الاقتصاديون في استطلاع أجرته «رويترز» وتجاوز ارتفاع أبريل (نيسان) بنسبة 29.9 في المائة. تُعد شركات تايوانية مثل «تي إس إم سي»، أكبر شركة لتصنيع الرقائق التعاقدية في العالم، من الموردين الرئيسيين لشركة «أبل» و«إنفيديا» وشركات التكنولوجيا العملاقة الأخرى. وقالت الوزارة في بيان إن صادرات مايو استفادت من استمرار الطلب القوي على الذكاء الاصطناعي وتقديم العملاء للطلبات للتحوط من احتمال زيادة الرسوم الجمركية الأميركية. الرئيس التنفيذي لـ«تي إم إس سي» سي سي واي يتحدث بعد لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مارس (رويترز) وخطط الرئيس الأميركي دونالد ترمب لفرض ضريبة استيراد بنسبة 32 في المائة على السلع من تايوان بموجب نظامه العالمي للرسوم الجمركية، حتى أعلن عن توقف لمدة 90 يوماً في أبريل للسماح بمفاوضات تجارية. في حين أن الذكاء الاصطناعي والتقنيات الجديدة الأخرى من المتوقع أن تستمر في دعم صادرات تايوان، غير أن حالة عدم اليقين المحيطة بالرسوم الجمركية الأميركية والمخاطر الجيوسياسية قد تقوض التوقعات الاقتصادية العالمية، حسبما ذكرت الوزارة. تتوقع الوزارة أن ترتفع الصادرات لشهر يونيو (حزيران) بنسبة تتراوح بين 15 في المائة و25 في المائة على أساس سنوي. في مايو، ارتفعت صادرات تايوان إلى الولايات المتحدة بنسبة 87.4 في المائة على أساس سنوي لتصل إلى 15.52 مليار دولار، وهو رقم قياسي من حيث النمو والقيمة، مقابل زيادة بنسبة 29.5 في المائة في الشهر السابق. وارتفعت الصادرات إلى الصين، أكبر شريك تجاري لتايوان، بنسبة 16.6 في المائة، بعد أن ارتفعت بنسبة 22.3 في المائة في أبريل. وارتفع إجمالي صادرات تايوان من المكونات الإلكترونية بنسبة 28.4 في المائة في مايو على أساس سنوي ليصل إلى 17.2 مليار دولار، مع ارتفاع صادرات أشباه الموصلات بنسبة 30.1 في المائة. وارتفعت الواردات بنسبة 25 في المائة لتصل إلى 39.13 مليار دولار، وهو أقل من توقعات الاقتصاديين البالغة 30.2 في المائة.