logo
جندي إسرائيلي أجبره قائده على دخول غزة فحاول الانتحار

جندي إسرائيلي أجبره قائده على دخول غزة فحاول الانتحار

الشرق الأوسط١٧-٠٧-٢٠٢٥
في الوقت الذي كشفت فيه وسائل إعلام عبرية عن أن أربعة جنود إسرائيليين انتحروا خلال أسبوع واحد فقط، بسبب تعقيدات الحرب على غزة، أزاحت الإذاعة الرسمية «كان» الستار عن قصة جندي خامس، كاد ينضم إلى القائمة لولا يقظة رفاقه في الوحدة الذين تصدوا للتعامل المستهتر لقائدهم.
وروت مراسلة الإذاعة كرميلا منشيه، نقلاً عن هؤلاء الجنود، أن رفيقهم «رفض دخول غزة، لكن قائده أجبره، فوضع الجندي فوهة البندقية في فمه وهدد بإطلاق الرصاص على نفسه، فقرر القائد معاقبته بمنعه من عطلة نهاية الأسبوع».
جنود إسرائيليون مصابون يشيّعون زميلاً لهم بالقدس يوم 8 يوليو 2025 بعد مقتله بقطاع غزة (أ.ب)
ووفق المراسلة الإسرائيلية، فقد «رضخ الجندي في البداية، ودخل إلى غزة، لكنه عاد وطلب مرة أخرى أن يخرج، وحاول أن يشرح للقائد بأنه لا يستطيع البقاء هناك، لكن القائد استهتر به وهدده بعقوبات أخرى. فعاد ووضع فوهة البندقية في فمه، فانقض عليه رفاقه في الوحدة في اللحظة الأخيرة ومنعوه من ذلك، وأجبروه على التقاء مسؤولة الدعم النفسي».
وقررت المسؤولة عن الدعم النفسي أن حالة الجندي لا تسمح بدخول غزة، وأرسلته إلى تلقي العلاج خارج الوحدة، وهناك من شخصوا حالته النفسية بالخطيرة، وتقرر تسريحه من الجيش تماماً ووضعه قيد العلاج.
وقالت مراسلة الإذاعة الإسرائيلية إن «حالة الجندي ليست فردية؛ فالحرب تصيب ألوف الجنود بصدمات نفسية. ومن لا يتلقى العلاج اللازم في الوقت الملائم، يجد نفسه في حالة اكتئاب مرضية خطيرة يمكنها في أقصى الحالات أن تقود إلى الانتحار».
وكانت وسائل الإعلام في تل أبيب قد كشفت عن أن أربعة جنود انتحروا في الأسبوع الأخير وحده، وبذلك يصل عدد الجنود الذين انتحروا إلى 44 جندياً منذ بداية الحرب، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وأشارت صحيفة «هآرتس» إلى أن غالبية الجنود المنتحرين هم من قوات الاحتياط في الخدمة الفعلية، ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إن نسبة كبيرة من الجنود المنتحرين تعرضوا لمواقف في أثناء القتال أثرت على وضعهم النفسي بشكل كبير.
جنود إسرائيليون خلال جنازة زميل لهم قتل في غزة يوليو 2025 (أ.ف.ب)
وأكدت الصحيفة أن معدلات انتحار الجنود الإسرائيليين خلال أداء الخدمة الفعلية في الجيش، تشهد ارتفاعاً مقارنة بالسنوات السابقة.
كما تقدّر مصادر أن العدد الحقيقي قد يكون أعلى؛ إذ يتم أحياناً تصنيف الانتحارات في تقارير داخلية تحت مسميات غامضة مثل «وفاة غير قتالية»، أو «ظروف قيد التحقيق».
وبحسب تقرير «هآرتس»، فإن الجيش الإسرائيلي يعترف بأن نحو 1600 جندي يعانون من أعراض ما بعد الصدمة منذ مطلع عام 2024، مما دفعه إلى تسريح نحو 250 جنديّاً لأسباب تتعلق بالصحة النفسية.
وتشير المعطيات إلى أن معظم الجنود المنتحرين شاركوا في القتال في غزة، حيث لا تزال المعارك مستمرة منذ استئناف الحرب في مارس (آذار) الماضي.
جنازة جندي إسرائيلي قُتل في غزة يوليو الحالي (إ.ب.أ)
وبحسب التقرير، فإن الجنود الذين عادوا من الجبهة يبدون معزولين نفسيّاً، في ظل صمت رسمي وتقصير في تقديم الرعاية النفسية، خاصة للجنود من الطبقات الاجتماعية الهامشية أو المتدينين الجدد الذين تم تجنيدهم في الألوية القتالية.
وقد بات الجيش يواجه أزمة داخلية صامتة تتعلق بالجنود العائدين من الميدان، الذين يحملون معهم «أشلاء داخلية» تتجاوز الإصابات الجسدية، إلى ندوب نفسية عميقة، تدفع بالبعض إلى اختيار الانتحار بوصفه مهرباً نهائياً.
ويرى مراقبون أن حرب غزة لم تستنزف الفلسطينيين فقط، بل تسببت في تصدّع متسارع في الجبهة الداخلية الإسرائيلية، حيث يقاتل الجنود على الأرض، بينما يُترك مصيرهم النفسي معلقاً في الهواء.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

قيادي في حماس يطالب بوقف إسقاط المساعدات جواً على غزة
قيادي في حماس يطالب بوقف إسقاط المساعدات جواً على غزة

العربية

timeمنذ 24 دقائق

  • العربية

قيادي في حماس يطالب بوقف إسقاط المساعدات جواً على غزة

طالب القيادي في حركة حماس باسم نعيم، بوقف إسقاط المساعدات جوا على قطاع غزة، لأنها "خطر على سكان غزة". الخليج العربي الإمارات تواصل الإنزال الجوي للمساعدات الإغاثية فوق غزة وقال نعيم: «لا أعرف السبب في إصرار البعض على إنزال المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة عبر الجو، رغم علمهم بمخاطرها المباشرة على المواطنين، وأنها لا تغطي شيئاً ذا بال من احتياج الناس»، وفق ما نقله المركز الفلسطيني للإعلام. وأضاف: «الإنزال الجوي يتم بالتنسيق مع إسرائيل، فلماذا لا يتم الضغط عليها لفتح المعابر فوراً وإدخال المساعدات الإنسانية، لأنها، حسب المؤسسات الأممية والدولية، الطريقة الوحيدة لوقف المجاعة وإنهاء الأزمة الإنسانية». أغلى 100 مرة من جانبه، قال المفوض العام للأونروا، الجمعة، إن الطريقة الوحيدة لإنقاذ سكان غزة من الجوع هي إدخال المساعدات بكثافة عبر المعابر. كما تابع فيليب لازاريني بالقول "الإنزال الجوي أغلى بـ100 مرة من الشاحنات التي تنقل ضعف الكمية، وإذا كان مسموحا بالإنزال، فيجب أن تكون هناك إرادة سياسية لفتح المعابر". يأتي ذلك، فيما أفاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن فرنسا أسقطت مساعدات غذائية على قطاع غزة اليوم الجمعة، فيما دعا إسرائيل إلى القيام بالمزيد لمواجهة الجوع الذي يعاني منه الفلسطينيون هناك. وكتب ماكرون على موقع التواصل الاجتماعي، إكس "المساعدات الغذائية الجوية غير كافية. يجب أن تفتح إسرائيل المجال أمام وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل لمواجهة خطر المجاعة". وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو لقناة "فرانس إنفو" إن أربع رحلات جوية من الأردن ستحمل كل منها عشرة أطنان من المساعدات الغذائية إلى قطاع غزة. وبدأت فرنسا وألمانيا وبلجيكا وإسبانيا والمملكة المتحدة والبحرين أيضا إسقاط مساعدات غذائية على غزة اليوم الجمعة، لتنضم إلى مصر والأردن والإمارات. بينها الأردن والإمارات.. 5 دول تنزل مساعدات إنسانية للنازحين في غزة ومنذ الأحد الماضي، وعقب تزايد الانتقادات العالمية للوضع المروع الذي يعيشه المدنيون الفلسطينيون في غزة، سمحت إسرائيل مجددا بوصول شحنات أكبر عبر البر، ودعمت عمليات الإنزال الجوي للمساعدات. تأتي هذه الخطوات في وقت تتفاقم فيه الأزمة الإنسانية في قطاع غزة نتيجة استمرار الحصار وإغلاق المعابر منذ مطلع مارس/آذار الماضي، ما أدى إلى تراجع حاد في المخزون الغذائي والطبي، وسط تحذيرات متكررة من منظمات أممية من "كارثة مجاعة وشيكة" تهدد حياة مئات الآلاف من السكان، خاصة الأطفال والمرضى. ووصلت المحادثات لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في الدوحة إلى طريق مسدود الأسبوع الماضي مع تبادل الجانبين الاتهامات بالتسبب في الجمود واستمرار الفجوات بشأن قضايا منها الخطوط التي ستنسحب إليها القوات الإسرائيلية. ويتزايد الضغط في غزة على حماس للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل، ووضع حد للوضع الإنساني "الكارثي" في القطاع الفلسطيني.

مصر ترد بغضب على وقفة ضدها بتل أبيب: «خيانة لدماء الشهداء»
مصر ترد بغضب على وقفة ضدها بتل أبيب: «خيانة لدماء الشهداء»

عكاظ

timeمنذ ساعة واحدة

  • عكاظ

مصر ترد بغضب على وقفة ضدها بتل أبيب: «خيانة لدماء الشهداء»

ردود فعل مصرية غاضبة أثارتها وقفة احتجاجية في تل أبيب أمس (الخميس) نظمتها مجموعات تنتمي للحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني أمام السفارة المصرية، تحت شعارات تتهم مصر بـ«غلق معبر رفح» والمساهمة في حصار قطاع غزة. شارك في الوقفة، التي حصلت على ترخيص من السلطات الإسرائيلية، نحو 300 شخص، بينهم نشطاء يهود وأفراد من الحركة الإسلامية بقيادة شخصيات بارزة مثل كمال الخطيب، نائب رئيس الحركة، ورائد صلاح، رئيس الجناح الشمالي المحظور. وأثارت المظاهرة، التي رُفعت فيها أعلام إسرائيلية، جدلاً واسعاً بسبب توجيه اتهامات لمصر بدلاً من التركيز على الاحتلال الإسرائيلي. وفقاً لتقارير إعلامية، دعت الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، المرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين، إلى الوقفة للمطالبة بفتح معبر رفح بشكل دائم وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. وتزامنت الوقفة مع رفع شعارات ضد القيادة المصرية، متهمة إياها بالتواطؤ في «تجويع» الفلسطينيين، رغم تأكيدات مصر المتكررة بأن معبر رفح مفتوح من الجانب المصري، وأن العرقلة تأتي من السيطرة الإسرائيلية على الجانب الآخر من المعبر. وأثارت المظاهرة استغراباً كبيراً لتنظيمها تحت حماية الشرطة الإسرائيلية، بينما قُمعت مظاهرة أخرى في حيفا دعت إلى وقف الإبادة في غزة في اليوم نفسه. وأشارت تقارير إلى أن المتظاهرين حصلوا على ترخيص رسمي من السلطات الإسرائيلية، ما أثار تساؤلات حول دوافع الوقفة ومدى ارتباطها بأجندات سياسية. وأثارت الوقفة الاحتجاجية موجة غضب واسعة في مصر، حيث اعتبرتها الأوساط الرسمية والشعبية محاولة مشبوهة لتشويه الدور المصري الداعم للقضية الفلسطينية. وأصدرت نقابة الصحفيين المصريين بياناً رسمياً أدانت فيه الوقفة بشدة، واصفة إياها بـ«الخيانة لدماء الشهداء الفلسطينيين». وجاء في البيان: «نقابة الصحفيين المصريين تدين بأشد العبارات هذا العمل المشين الذي يتم تحت ظلال الأعلام الإسرائيلية وبموافقة سلطات الاحتلال، والذي يمثل طعنة في ظهر الأمة العربية ومحاولة بائسة للنيل من دور مصر التاريخي في دعم القضية الفلسطينية». وأضاف البيان: «إن توجيه الاتهامات لمصر بدلاً من الاحتلال الإسرائيلي هو عمل يخدم أجندات معادية، وندعو كافة القوى الوطنية إلى توحيد الجهود ضد العدو الحقيقي وهو الاحتلال». كما علق الإعلامي المصري أسامة كمال، عبر برنامجه مساء دي إم سي، ساخراً من المتظاهرين واصفاً إياهم بـ«متآمر وأهبل»، ومستنكراً تنظيم مظاهرة ضد مصر تحت علم إسرائيل. وأكد أن مصر قدمت دعماً غير مسبوق للشعب الفلسطيني، بما في ذلك الوساطة في اتفاقات وقف إطلاق النار ورفض مخططات التهجير القسري إلى سيناء. من جانبها، أدانت لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب المصري الوقفة، معتبرة أنها تستهدف تشويه الدور المصري، وأشارت إلى أن مصر تتحمل أعباء سياسية وإنسانية كبيرة لمنع التهجير وإيصال المساعدات. وأكد وكيل أول مجلس الشيوخ المصري المستشار بهاء أبوشقة أن هذه الدعوات ستتحطم على صخرة إرادة المصريين، مشيراً إلى أن مصر قدمت لفلسطين دعماً لا مثيل له في التاريخ. فيما أعربت الحكومة الفلسطينية، ممثلة بمتحدثها الرسمي محمد أبو الرب، عن استيائها من المظاهرة، واصفة إياها بـ«المؤسفة والمحزنة»، وأكدت أن البوصلة يجب أن تتجه نحو الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه، وليس نحو دول عربية داعمة مثل مصر. وأشار إلى أن مصر تقاوم مخططات التهجير وتدفع أثماناً سياسية لدعم الفلسطينيين. كما أكدت حركة فتح أن مصر وقفت دائماً إلى جانب فلسطين، واستنكرت الوقفة كونها تخدم أهداف الاحتلال. كما أثارت المظاهرة جدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث سخر نشطاء مصريون وفلسطينيون من تنظيم احتجاج ضد مصر بدلاً من الاحتلال، واصفين المتظاهرين بـ«الخونة والعملاء». وعلق أحد المدونين الفلسطينيين قائلاً: «كيف تتظاهر ضد مصر في تل أبيب بترخيص من بن غفير؟ هذا يفوق الاستيعاب!». وأشارت تقارير إلى أن الدعوة للمظاهرة بدأت من شخصيات مرتبطة بالإخوان المسلمين، مثل الشيخ نضال أبو شيخة، رئيس اتحاد أئمة المساجد في الداخل الفلسطيني، ما عزز الاتهامات بأن الوقفة تخدم أجندات سياسية تهدف إلى الضغط على مصر. وأكدت مصادر دبلوماسية مصرية أن معبر رفح مفتوح من الجانب المصري منذ بداية الأزمة، وأن مصر أدخلت آلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية، بينما تعرقل إسرائيل دخول المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم. أخبار ذات صلة

أميركا.. الدعم التقليدي لإسرائيل يتصدع: الديمقراطيون يوبخون حكومة نتنياهو علناً
أميركا.. الدعم التقليدي لإسرائيل يتصدع: الديمقراطيون يوبخون حكومة نتنياهو علناً

الشرق السعودية

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق السعودية

أميركا.. الدعم التقليدي لإسرائيل يتصدع: الديمقراطيون يوبخون حكومة نتنياهو علناً

بدأت أصوات بارزة في الحزب الديمقراطي بالولايات المتحدة، في التعبير علناً عن غضبها إزاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وإدارته للحرب على غزة، في تطور يهدد بإعادة تشكيل علاقة الدعم التقليدية التي جمعت الطرفين لعقود، وذلك بعدما صوت أكثر من 27 عضواً ديمقراطياً بمجلس الشيوخ الأميركي الأربعاء، لصالح حظر بيع الأسلحة إلى إسرائيل. وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إلى أن الديمقراطيين يحذرون منذ أشهر من أن نتنياهو، بسياساته اليمينية المتشددة، "يقوّض الدعم التاريخي الذي قدّمه حزبهم لإسرائيل منذ تأسيسها". وأضافت الصحيفة أنه في الأيام الأخيرة، ومع تزايد مشاهد المجاعة والدمار في غزة، بات من الواضح أكثر من أي وقت مضى أن الإجماع الحزبي الراسخ في الولايات المتحدة على دعم إسرائيل قد "تلاشى، ولو بشكل مؤقت". وأشارت الصحيفة إلى أن دعم العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة تراجع إلى أدنى مستوياته بين صفوف الديمقراطيين، في وقت يدفع فيه مسؤولون ديمقراطيون في مختلف أنحاء البلاد باتجاه فرض حظر على الدعم العسكري والمالي لإسرائيل. وأضافت أن مشاعر الغضب التي كانت "تغلي" منذ شهور داخل قواعد الحزب بشأن الحرب في غزة، بدأت تأخذ أشكالاً واضحة ولافتة داخل أروقة الكونجرس. ومساء الأربعاء، صوّتت أغلبية الكتلة الديمقراطية في مجلس الشيوخ، بما في ذلك عدد من الأعضاء المعتدلين، لصالح قرار يدعو إلى حظر تصدير البنادق الآلية إلى الشرطة الإسرائيلية، وهي الجهة التي تخضع لإشراف وزير الأمن القومي إيتمار بن جفير، الذي يُعد من أكثر أعضاء الحكومة الإسرائيلية تطرفاً. كما صوّتت مجموعة أصغر من الأعضاء لصالح قرار آخر يدعو إلى حظر بيع بعض أنواع القنابل. ورغم أن هذه الإجراءات لم تُقر، فإنها مثّلت، بحسب الصحيفة، "توبيخاً استثنائياً" لحكومة نتنياهو، ولطريقة تعاملها مع الكارثة الإنسانية المتصاعدة في قطاع غزة. "العلاقة مع نتنياهو تضررت" ونقلت الصحيفة عن النائب الديمقراطي ريتشي توريس، وهو أحد أبرز المؤيدين لإسرائيل داخل الحزب، قوله: "هل أعتقد أن العلاقة بين إسرائيل والحزب الديمقراطي تضررت بشكل لا رجعة فيه؟ الجواب: لا. لكن، هل أعتقد أن العلاقة بين نتنياهو والحزب الديمقراطي تضررت بشكل لا رجعة فيه؟ الجواب: نعم". واعتبرت "نيويورك تايمز" أن هذا التحول في الرأي العام داخل الحزب الديمقراطي تجاه إسرائيل وحكومتها أصبح "لا يمكن إنكاره"، غير أن السؤال المطروح، بحسب الصحيفة، هو ما إذا كان هذا التحول يعبر عن تغير دائم في موقف الحزب من إسرائيل، أم أنه مجرد "رد فعل عابر"، على المجازر الجارية في غزة، وهو موضوع يشهد نقاشاً محتدماً بين مؤيدي إسرائيل التقليديين داخل الحزب. ولفتت الصحيفة إلى أن بعض مؤيدي إسرائيل داخل الحزب يرون في هذا التحوّل، إلى جانب تصاعد الأصوات المعادية للصهيونية في أوساط اليسار، دليلاً على أن حزبهم لم يعد يُمثل مكاناً مرحّباً بهم، وهو شعور بدأ ينعكس فعلياً على ملامح المشهد السياسي المرتبط بانتخابات التجديد النصفي المقبلة. قلق متزايد وفي المقابل، يرى آخرون أنه من الممكن، بل ومن الضروري، "التمييز بين دعم إسرائيل، وبين معارضة حكومتها وسياساتها"، وحاول بعض أعضاء مجلس الشيوخ هذا الأسبوع السير على هذا الخط الدقيق. وقالت السيناتور الديمقراطية أنجيلا ألسوبروكس: "بإمكاننا أن نعتبر إسرائيل حليفاً مهماً للولايات المتحدة، وفي الوقت نفسه نقرّ بأن لدينا مسؤولية إنسانية تفرض علينا التدخل عندما نرى هذا النوع من المجاعة"، مشيرة إلى أن أزمة غزة هي "القضية الأولى" التي تسمع عنها من ناخبيها. وأضافت الصحيفة أن العلاقات الأميركية-الإسرائيلية تُعد "من بين الأوثق على مستوى العالم، منذ تأسيس إسرائيل عام 1948 واعتراف الرئيس الديمقراطي هاري ترومان بها بعد دقائق فقط من إعلان قيامها". ومنذ ذلك الحين، أصبحت تل أبيب أكبر متلقٍ للمساعدات الخارجية الأميركية، حيث خصص رؤساء من كلا الحزبين مئات المليارات من الدولارات كمساعدات اقتصادية وعسكرية. لكن خلال العقد الأخير، بدأ بعض الديمقراطيين المناصرين لإسرائيل يشعرون بقلق متزايد من تحوّل دعمها إلى قضية خلافية حزبياً، خاصة في ظل العلاقات المتوترة بين نتنياهو والرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، وتقاربه مع ترمب، بالتزامن مع صعود جيل جديد من النواب اليساريين الناقدين لإسرائيل داخل الكونجرس. والآن، ومع خروج الرئيس السابق جو بايدن، الذي يصف نفسه بفخر بأنه "صهيوني"، من المشهد، وتزايد الصور المروعة لأطفال غزة الذين يعانون من الجوع، باتت النظرة المعارضة لإسرائيل هي السائدة في صفوف الديمقراطيين. عبء سياسي وفي نيويورك، دعم الديمقراطيون، بمن فيهم بعض اليهود، ترشيح زهران ممداني لمنصب عمدة المدينة، وهو ناشط معروف بمواقفه المناهضة لإسرائيل، والتي شكّلت ركيزة أساسية في مسيرته السياسية. وبحسب استطلاع أجرته مؤسسة Gallup هذا الأسبوع، فقد انخفضت نسبة تأييد الديمقراطيين للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة إلى 8% فقط، في حين أعرب 71% من الجمهوريين عن دعمهم لهذه العمليات. أما استطلاع Pew Research Center الصادر في أبريل الماضي، فقد أظهر أن نحو 70% من الديمقراطيين باتوا يحملون آراء سلبية تجاه إسرائيل، مقارنة بـ37% فقط من الجمهوريين، وكانت هذه النسب في عام 2022، 53% بين الديمقراطيين و27% بين الجمهوريين. وأشارت الصحيفة إلى أن بعض الديمقراطيين المؤيدين لإسرائيل بدأوا يتساءلون بهدوء عمّا إذا كانوا سيحظون بأي تمثيل سياسي في مناظرات الانتخابات التمهيدية الرئاسية لعام 2028، أو ما إذا كان مجرد التعبير عن دعم لإسرائيل، حتى لو كان متوازناً، سيُعتبر عبئاً سياسياً. ووفقاً للصحيفة، فإن تصويت الأربعاء، يعكس كيف بدأت مشاعر الغضب من سياسات إسرائيل تجد طريقها إلى أروقة الكونجرس. وعلى مدار العام الماضي، حاول السيناتور المستقل بيرني ساندرز عرقلة صفقات الأسلحة إلى إسرائيل أكثر من مرة، لكن التصويتات التي جرت هذا الأسبوع تمثّل ذروة غير مسبوقة في جهود تقييد تسليح إسرائيل، وهو ما يعكس، بحسب "نيويورك تايمز"، كيف ساهمت الأوضاع الإنسانية الكارثية في غزة واستمرار الحرب المُنهكة في تعميق الانقسامات داخل الحزب الديمقراطي. وأشارت السيناتور الديمقراطية باتي موراي، والتي دعمت القرارات الأخيرة رغم تصويتها سابقاً ضد قرارات مماثلة، إلى ضرورة "إنهاء معاناة المدنيين وقتلهم في غزة". وأضافت في بيان: "بصفتي صديقة وداعمة لإسرائيل منذ وقت طويل، أصوّت بنعم لإيصال رسالة مفادها أن حكومة نتنياهو لا يمكنها الاستمرار في هذا النهج". "مصلحة إسرائيل" وفي السياق نفسه، يرى بعض الليبراليين المناصرين لإسرائيل أن "أفضل طريقة لضمان بقاء إسرائيل تتمثل في الضغط على حكومتها من أجل تحسين الوضع الإنساني في غزة، والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يشمل الإفراج عن المحتجزين المتبقين". ووصف جيريمي بن عامي، رئيس منظمة J Street، وهي جماعة ليبرالية مؤيدة لإسرائيل، أعضاء الحزب الديمقراطي الذين دعموا قرارات تقييد تصدير الأسلحة بأنهم "أبطال". وقال: "إنهم مؤيدون شجعان لإسرائيل لأنهم مستعدون لتحمّل الضغط السياسي من اليمين، في سبيل الوقوف إلى جانب ما هو صائب لمصلحة إسرائيل على المدى الطويل". ورغم أن غالبية الجمهوريين ما زالوا يدعمون بقوة العمليات العسكرية الإسرائيلية، فإن الصحيفة أشارت إلى بوادر تصدّع داخل صفوف اليمين أيضاً، لا سيما بين الأجيال الشابة. وألغى عشرة آلاف مشترك في قناة Nelk Boys على موقع يوتيوب، وهي مجموعة مؤثرة بين المحافظين الشباب وتُعرف بدعمها لترمب، اشتراكاتهم بعد أن أجرى نتنياهو مقابلة ودية معهم. والأسبوع الجاري، وصفت النائبة الجمهورية مارجوري تايلور جرين، وهي من أبرز رموز حركة "اجعلوا أميركا عظيمة مرة أخرى" (MAGA) داخل الكونجرس، ما يجري في غزة بأنه "إبادة جماعية"، لتصبح أول جمهورية في الكونجرس تستخدم هذا الوصف علناً. وأقر مات بروكس، رئيس الائتلاف اليهودي الجمهوري، بوجود قلق حقيقي إزاء هذه التحولات في المواقف بين الأجيال، قائلاً: "نحن ملتزمون بضمان عدم تكرار ما حدث داخل الحزب الديمقراطي في صفوف الجمهوريين". مضيفاً بحزم: "اليوم، لا يوجد سوى حزب واحد مؤيد لإسرائيل، وهو الحزب الجمهوري". لكن النائب الديمقراطي ريتشي توريس أشار إلى أن حجم هذا التغير في المواقف لا يزال غير واضح، متسائلاً عما إذا كانت هذه الردود الحادة على سياسات إسرائيل "مجرّد استجابة لحرب دامية، أم أنها تُنذر بتحوّل أعمق في السياسة الأميركية؟". وقال: "الأرقام تُظهر تراجعاً في الدعم لإسرائيل. فهل نحن أمام رد فعل مؤقت على الحرب في غزة؟ أم أن الأمر يمثل تحوّلاً دائماً يستمر طويلًا بعد انتهاء الحرب؟" وتابع: "لا أعلم الإجابة".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store