
أشهر صدامات هوليوود في مواقع التصوير
لا تخلو مواقع تصوير الأفلام من التوتر، وفي أفضل الأحوال، يمكن تسخير هذا التوتر ليصب في مصلحة العمل نفسه. فهل كان لفيلم "ماد ماكس: طريق الغضب" Mad Max: Fury Road أن يحمل تلك الشحنة المتوترة والمنهكة لولا أن توم هاردي وتشارليز ثيرون كانا على وشك الانقضاض على بعضهما بعضاً خلف الكاميرات؟
لكن في أحيان أخرى، يصبح التوتر عائقاً يثقل كاهل العمل، فيرهق طاقمه ويفقدهم الحماسة، بل يدفعهم إلى الرغبة في الهرب من موقع التصوير بأي ثمن. اسألوا دواين جونسون وفين ديزل، اللذين كانا ذات يوم رفيقي درب في سلسلة "السريع والغاضب" Fast & Furious، قبل أن يتحولا إلى خصمين لن يجمعهما بعد اليوم أي مشهد تمثيلي - يا للأسف!
وفي محاولة لفهم الجوانب الإيجابية والسلبية لهذه الصراعات بين الممثلين، أو حتى بينهم وبين مخرجيهم، جمعنا لكم 16 حادثة جسدت كيف يمكن لكواليس التصوير أن تتحول إلى ساحات معارك حقيقية.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
توم هاردي وشيا لابوف
لا تزال التفاصيل الدقيقة للخلاف الذي نشب بين توم هاردي وشيا لابوف غامضة حتى يومنا هذا، لكن من المؤكد أن شيئاً ما حدث خلال تصوير فيلم الويسترن "خارجون عن القانون" Lawless الصادر عام 2012 للمخرج جون هيلكوت.
عام 2011، ادعى لابوف أنه وهاردي دخلا في شجار أثناء التصوير، وهو ما أكده هاردي لاحقاً، مضيفاً أن لابوف "أسقطه أرضاً فاقداً الوعي". وقال ممازحاً: "إنه فتى سيئ، سيئ بحق. كما أنه شخص مخيف ومرعب".
لكن الأمور ازدادت غموضاً عندما عاد لابوف لاحقاً ليقول إن هاردي كان يمزح، موضحاً أن الأمر برمته كان مجرد مناوشة بسيطة بعدما فاجأ هاردي لابوف وحبيبته في وضع حرج. ووفقاً لروايته، لم يكن هناك قتال حقيقي، بل مجرد مصارعة خفيفة انتهت بسقوط هاردي من على درج وفقدان وعيه.
وعلى رغم تضارب الروايات، أكد المخرج جون هيلكوت خلال جلسة "اسألني ما شئت" على منصة "ريدت" أن الشجار وقع "بالفعل"، قائلاً إنه "تطور إلى حد استدعى تدخل الآخرين للفصل بينهما".
آمبر هيرد وصناع فيلم "حقول لندن"
كان من المفترض أن يكون فيلم "حقول لندن" London Fields اقتباساً واعداً لرواية مارتن أميس، تدور أحداثه حول امرأة غامضة تمتلك قدرة على التنبؤ بالمستقبل، لكن سرعان ما تحول الفيلم إلى ساحة معركة قانونية بسبب أجواء التصوير المتوترة التي اعترف بها جميع الأطراف. وصف محامو النجمة آمبر هيرد الفيلم بأنه "كارثة فنية"، وأكدوا أن "أي ممثل محترم لن يروّج لمثل هذا العمل المبتذل".
في وقت سابق، رفعت هيرد دعوى قضائية ضد المنتج كريستوفر هانلي وزوجته روبرتا، متهمة إياهما بـ"الاستغلال الجنسي"، إذ زعمت أنه صُورت مشاهد عري باستخدام ممثلة بديلة من دون علمها، ثم أُدرجت في الفيلم بشكل غير مشروع. من جانبه، نفى هانلي مزاعم هيرد، بل رفع دعوى مضادة ضدها، متهماً إياها بخرق شروط عقدها، والفشل في الترويج للفيلم، بل حتى تعمد الإضرار بفرص إطلاقه.
وبحلول عام 2018، وبعد ثلاثة أعوام من إلغاء العرض الأول للفيلم في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي في اللحظات الأخيرة، طُرح "حقول لندن" أخيراً في دور السينما، لكنه فشل في تحقيق إيرادات تُذكر، كذلك تلقى انتقادات قاسية من النقاد. أما النزاع القانوني بعيداً من الشاشة فقد انتهى بتسوية ودية بين الأطراف، من دون تبادل أية تعويضات مالية. ومع صدور الفيلم، علقت هيرد على القضية بقولها لوكالة "أسوشيتد برس"، "من المهم جداً أن تتمكن أية ممثلة أو أية امرأة من التحكم في جسدها وصورتها... أنا سعيدة لأن النسخة التي تُصدر تحترم ذلك... بخاصة في ما يتعلق بمسألة العري والاتفاق الذي وقعته بهذا الشأن. لكن في النهاية، هذه الأمور أصبحت من الماضي".
توم هاردي وتشارليز ثيرون
عام 2020، كشف نجما فيلم "ماد ماكس: طريق الغضب" عن تفاصيل خلافهما الشهير خلال تصوير الفيلم الصادر عام 2015. لم تخفِ تشارليز ثيرون التوتر الذي خيم على علاقتهما آنذاك، إذ اعترفت بصراحة قائلة: "لقد اشتبكنا بشدة" أثناء تصوير الدراما التي تدور أحداثها بعد نهاية العالم.
وفي حديثه إلى صحيفة "نيويورك تايمز"، قال توم هاردي: "أدركت لاحقاً أنني كنت في وضع يفوق قدراتي في نواحٍ كثيرة. كان الضغط على كلينا هائلاً في بعض اللحظات. ما كانت تحتاج إليه [تشارليز] هو شريك أكثر نضجاً وربما خبرة مني، وهذا أمر لا يمكن التظاهر به. أود الاعتقاد أنني بعدما صرتُ أكبر سناً وأقل جاذبية، ربما كنت سأتمكن من التعامل مع الأمر بصورة فضلى".
أما ثيرون، فقد قالت: "عندما أسترجع الأمر، أرى أنني لم أكن متعاطفة بما يكفي لأفهم حقاً ما كان يشعر توم به وهو يحاول ملء الفراغ الذي تركه ميل غيبسون. كان ذلك أمراً مخيفاً! أعتقد أنني مدفوعة بخوفي، راح كل منا يبني حواجز لحماية نفسه، بدلاً من الاعتراف والقول 'إنه مخيف لك، ومخيف لي أيضاً. دعنا نعامل بعضنا بعضاً بلطف'. لكن بطريقة غريبة، كنا نتصرف تماماً مثل شخصيتينا في الفيلم - كان كل شيء يتمحور حول البقاء".
لكن القصة لم تنتهِ عند هذا الحد. ففي فبراير (شباط) من عام 2022، ازدادت الأمور تعقيداً بعدما صرحت ثيرون في كتاب "الدم والعرق والكروم: القصة الحقيقية والجامحة لفيلم 'ماد ماكس: طريق الغضب'" Blood, Sweat, and Chrome: The Wild and True Story of Mad Max: Fury Road أنها كانت "مرعوبة بشدة" من هاردي أثناء التصوير، مشيرة إلى واقعة مشحونة بينهما عندما وصل هاردي متأخراً إلى موقع التصوير بثلاث ساعات.
دواين جونسون وفين ديزل
عام 2016، تفجرت الخلافات بين نجمي سلسلة أفلام "السريع والغاضب"، دواين جونسون وفين ديزل، عندما وصف جونسون زميله بعبارات لاذعة مثل "ضعيف الشخصية" و"جبان". وفي مقابلة مع مجلة "رولينغ ستون" Rolling Stone، أوضح جونسون أن الخلاف بينهما يعود إلى "اختلاف جوهري في الفلسفة حول كيفية صناعة الأفلام والتعاون في إنجازها".
من جهته، برر ديزل التوتر بينهما لاحقاً بالقول لمجلة "مينز هليث" Men's Health إن "أسلوبي كان يعتمد على الحب القاسي لمساعدة [جونسون] في تحسين أدائه التمثيلي للوصول إلى المستوى المطلوب".
لكن رد جونسون على هذا التصريح جاء ساخراً، حين قال: "ضحكت، وضحكت طويلاً. أعتقد أن الجميع ضحكوا على ذلك. ولن أقول أكثر من هذا. تمنيت لهم التوفيق فقط. وأرجو لهم التوفيق في الجزء التاسع، وأتمنى لهم حظاً موفقاً مع الجزءين العاشر والـ11 وبقية الأفلام في سلسلة 'السريع والغاضب' التي ستكون من دوني".
إيمي آدامز وديفيد أو راسل
وسط التسريبات التي كشفها اختراق استوديوهات سوني عام 2014، ظهرت ادعاءات عن وقوع خلافات حادة بين إيمي آدامز والمخرج ديفيد أو راسل خلال تصوير فيلم "احتيال أميركي" American Hustle، دراما الجريمة المعقدة التي أخرجها العام السابق. وفي حديث لها عام 2016، أكدت آدامز أن تجربتها مع راسل كانت قاسية لدرجة أنها بكت مراراً بسبب أسلوبه، الذي يعتمد على توجيه الملاحظات والصراخ على الممثلين أثناء التصوير. وقالت لمجلة "جي كيو"، "لقد كان صارماً معي بلا شك... كان الأمر مرهقاً جداً. شعرت بالإحباط الشديد في موقع التصوير". وأضافت أنها لا تنوي العمل معه مرة أخرى.
جورج كلوني وديفيد أو راسل
لم تكن إيمي آدامز النجمة الوحيدة التي واجهت صداماً مع المخرج ديفيد أو راسل، فقد سبقها جورج كلوني إلى ذلك خلال تصوير فيلم "ثلاثة ملوك" Three Kings الصادر عام 1999. وفقاً لكلوني، اشتعل الخلاف عندما "فقد راسل أعصابه على أحد الممثلين الثانويين"، وهو ما لم يستطع كلوني تحمله. وفي مقابلة عام 2003، قال كلوني: "لم أكن لأقبل أن يهين أفراد الطاقم ويصرخ عليهم بينما لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم... أنا لا أومن بهذا الأسلوب، وهو يجعلني أفقد صوابي. لذا كان دوري أن أرد الإهانة إلى من يهين".
لم يتوقف الأمر عند المواجهة، بل وصف كلوني مشاركته في الفيلم بأنها "أسوأ تجربة في حياتي".
ليلي توملين وديفيد أو راسل
وكان هناك أيضاً ليلي توملين التي شوهدت في لقطات مسربة من موقع تصوير فيلم "أنا أعشق هوكابي" I Heart Huckabees الصادر عام 2004، وهي تتعرض للصراخ من قبل المخرج ديفيد أو راسل وترد عليه بالمثل. وعلى رغم أن اللقطات انتشرت على نطاق واسع عام 2010، وأثرت سلباً نوعاً ما في صورة أو راسل أمام الجمهور، فإن توملين أكدت مراراً وتكراراً أن الخلاف لم يدم طويلاً، إذ تصالحا بعد بضع ساعات من التوتر. وفي حديث لها عام 2011، علقت على الواقعة قائلة: "نحن لا نريد أن نسيء التصرف، صدقوني، إنه أمر محرج. إنه مهين، كما تعلمون، أتفهمون قصدي؟ لأنك تفقد السيطرة على نفسك وتتصرف مثل شخص مجنون. لكنني أُكنّ لديفيد كل المحبة، أنا أعشق موهبته".
جوليا روبرتس ونيك نولت
بعد مشاركتهما البطولة في فيلم "أنا أعشق المشكلات" I Love Trouble، لم تتردد جوليا روبرتس في التعبير عن رأيها بصراحة في الممثل نيك نولت خلال مقابلة مع "ذا نيويورك تايمز" عام 1993، حين قالت: "منذ اللحظة الأولى التي التقيته فيها، بدأنا في مضايقة بعضنا بعضاً، وكان من الطبيعي أن يثير كل منا أعصاب الآخر" وعلى رغم وصفها له بأنه قد يكون "ساحراً تماماً ولطيفاً جداً"، فإنها لم تتردد في إضافة: "لكنه أيضاً مثير للاشمئزاز تماماً. سيكرهني لقولي هذا، لكنه يبدو وكأنه يبذل جهداً لتنفير الناس منه. إنه شخص غريب الأطوار".
ربما كانت روبرتس تمزح أو تتحدث بنبرة ساخرة، لكن من الواضح أن نولت لم يتقبل تصريحاتها بروح الدعابة. ففي حديثه مع "لوس أنجليس تايمز"، قال بنبرة جادة: "ليس من اللائق أن تصف أحداً بـ'المثير للاشمئزاز'... لكنها ليست شخصاً لطيفاً. يعرف الجميع ذلك".
تشانينغ تيتوم وأليكس بتيفير
على رغم صداقتهما على الشاشة في فيلم "ماجيك مايك" Magic Mike، فإن العلاقة بين تشانينغ تيتوم وأليكس بتيفير في الواقع لم تكن ودية على الإطلاق. وقد اعترف بتيفير بنفسه بذلك في مقابلة أجراها عام 2015 لبودكاست الكاتب بريت إيستون إيليس، قائلاً: "تشانينغ تيتوم لا يحبني. ولأسباب كثيرة، معظمها بسببي أنا".
بحسب بتيفير، فإن التوترات بينهما بدأت أثناء التصوير، حين كان يعاني "انعداماً كبيراً في الثقة بالنفس كإنسان"، مما دفعه إلى الانعزال وعدم الاختلاط ببقية أفراد فريق العمل. وأوضح: "لقد منحني ذلك سمعة سيئة، إذ بدأ بعض المتابعين يعتقد أنني أرى نفسي أفضل من الآخرين لأنهم كانوا يقولون 'أوه، أليس اللعين يعتقد أنه أفضل من الجميع لأنه لا يتحدث إلى أحد'". لكن العداء بينهما لم يتوقف عند هذا الحد، بل تفاقم لاحقاً عندما استأجر بتيفير شقة تعود لصديق مقرب من تيتوم، ثم غادرها من دون دفع الإيجار المتراكم مدة أربعة أشهر. وعلى رغم كل ما قيل حول هذه الخلافات، فإن تيتوم لم يعلق علناً على تصريحات بتيفير.
طاقم تمثيل فيلم "ماغنوليا من فولاذ" والمخرج هربرت روس
على رغم أن فيلم "ماغنوليا من فولاذ" Steel Magnolias الصادر عام 1989 يعد من الكلاسيكيات المحبوبة، فإن كواليس تصويره كانت مشحونة بالتوتر والصدامات بين مخرجه هربرت روس وأغلب نجومه، وعلى رأسهم جوليا روبرتس وسالي فيلد وشيرلي ماكلين ودولي بارتون. في تصريح لها عام 2013، كشفت فيلد عن أن "أقوى ذكرياتي عن الفيلم مرتبطة بالطريقة التي اجتمع بها فريق العمل لدعم بعضهم بعضاً بعدما قال [روس] لأحدنا أو لجميعنا إننا لا نعرف كيف نمثل" مضيفة: "كان قاسياً على جوليا بشكل خاص. كان هذا تقريباً أول فيلم مهم لها".
لم يتوقف روس عن انتقاد روبرتس حتى بعد صدور الفيلم، إذ صرح عام 1993 بأنها "بدت سيئة وقدمت أداءً سيئاً للغاية" في الفيلم. بدورها، لم تصمت روبرتس، ووصفت المخرج بأنه "لئيم ومتجاوز للحدود"، مضيفة: "إذا كان يعتقد أنه يستطيع التحدث عني بهذه النبرة المتعالية من دون أن أرد عليه، فهو مجنون".
وزعمت دولي بارتون أيضاً أن روس كان يكرر قوله لها بحاجتها إلى دروس في التمثيل. لكنها قابلت تعليقاته بسخرية قائلة له: "أنا لست ممثلة، أنا دولي بارتون. أنا شخصية عامة اختيرت لهذا الفيلم. وظيفتك كمخرج أن تجعلني أبدو وكأنني أمثل". وقد توفي روس عام 2001، لكن ذكريات التوتر الذي أحاط بالفيلم لا تزال باقية.
بيل موراي وهارولد راميس
شكلت الشراكة الكوميدية بين بيل موراي وهارولد راميس حجر الأساس لعدد من الأفلام الكلاسيكية، من بينها "مغامرات مشاغبي الغولف" Caddyshack و"صائدو الأشباح" Ghostbusters "يوم غراوندهوغ" وGroundhog Day. لكن المفارقة أن الفيلم الأخير، الذي أخرجه راميس وأدى موراي بطولته، كان الشرارة التي أشعلت قطيعة دامت 21 عاماً بينهما.
وفقاً لسيرة ذاتية نشرت عام 2018 كتبتها ابنة راميس، فيوليت، شهد موقع التصوير توتراً حاداً بين النجم والمخرج، بلغ حد فقدان الأعصاب، حين أمسك راميس بموراي من ياقة قميصه ودفعه بعنف إلى الحائط. وتكشف السيرة أن موراي قرر بعدها قطع علاقته تماماً براميس، مما ترك الأخير في حال من "الحزن والارتباك، وإن لم يكن متفاجئاً من الرفض".
لكن بعد أكثر من عقدين من الزمن، ومع اقتراب راميس من لحظاته الأخيرة، ظهر موراي على بابه حاملاً علبة فيها حلوى الدونات، في مشهد مؤثر شهد تصالحاً متأخراً بين الصديقين السابقين، لينهي بذلك خلافاً امتد أعواماً طويلة.
داستن هوفمان وميريل ستريب
كشفت ميريل ستريب عن أن داستن هوفمان "تجاوز الحد" عندما صفعها على وجهها أثناء تصوير دراما الطلاق "كريمر ضد كريمر" Kramer vs Kramer. وفي حديثها لصحيفة "نيويورك تايمز" عام 2018، وصفت المشهد قائلة: "الأمر معقد، فعندما تكون ممثلاً، عليك أن تشعر بالحرية في المشهد. وأنا متأكدة أنني من دون قصد، تسببت في أذى جسدي لآخرين أثناء مشاهد معينة. لكن هناك حدوداً... وهو ببساطة صفعني. ويمكنكم رؤية ذلك في الفيلم. لقد كان تجاوزاً واضحاً".
من جانبه، أوضح هوفمان سابقاً أن فترة تصوير الفيلم تزامنت مع طلاقه في الحياة الواقعية، وهو ما انعكس على أدائه. وقال لموقع "هافينغتون بوست": "أنا متأكد من أنني كنت أُفرغ مشاعري في [ميريل] خلال الفيلم... كل ما كنت أشعر به تجاه زوجتي التي كنت أنفصل عنها في الحقيقة".
بيل موراي ولوسي لو
لم تكن الأجواء بين لوسي لو وبيل موراي وردية خلال تصوير فيلم الأكشن الكوميدي "ملائكة تشارلي" Charlie's Angels الصادر عام 2000. ففي حديث لها عبر مدونة "إيجن إيناف"Asian Enough الصوتية (بودكاست) التابعة لصحيفة "لوس أنجليس تايمز"، كشفت لو الصيف الماضي عن وقوع مواجهة بينها وبين موراي في موقع التصوير. وعلى رغم أنها رفضت "الخوض في التفاصيل"، فإنها أكدت أن موراي وجه إليها سيلاً من الإهانات المتواصلة، قائلة: "كان الأمر غير عادل على الإطلاق، ولم يكن له أي مبرر... بعض العبارات التي استخدمها كانت غير مقبولة على أي مستوى، ولم أكن لأجلس هناك وأتلقاها بصمت. لذا، نعم، دافعت عن نفسي، ولا أشعر بأي ندم على ذلك".
أما موراي، فلم يعلق علناً على الحادثة، لكن تقارير سابقة أفادت بأنه كان يتذمر بصوت عالٍ من "أسلوب لو التمثيلي"، بل إنه أوقف أحد المشاهد أثناء تصويره، والتفت إلى زميلاتها درو باريمور وكاميرون دياز ولو نفسها، مشيراً إليهن بالترتيب قائلاً: "أفهم لماذا أنتِ هنا، وأنتِ لديك موهبة... لكن ماذا تفعلين أنت هنا بحق الجحيم؟ أنتِ لا تستطيعين التمثيل!".
جين هاكمان وويس أندرسون
لا يزال الغموض يحيط بالسبب الحقيقي وراء انزعاج جين هاكمان من مخرج فيلم "ذا رويال تينينباومز" The Royal Tenenbaums ويس أندرسون، لكنه لم يخف على الإطلاق عدم إعجابه به خلال تصوير الفيلم. عام 2011 ذكرت الممثلة المشاركة في البطولة أنجيليكا هيوستن أن هاكمان قال لأندرسون "كن شجاعاً وتصرف كرجل"، بينما استرجع نوا بومباخ أن هاكمان وصف أندرسون بلفظ مهين خلال التصوير.
ومع ذلك، فإن أندرسون لم يندم على اختيار هاكمان للمشاركة في الفيلم، وقال: "لقد كان ذا تأثير هائل، واستمتعت حقاً بالعمل معه. وعلى رغم أن تصرفه معي كان مليئاً بالتحدي، فإن مشاهدته وهو يندفع بكل طاقته في أداء مشاهده كانت تجربة مثيرة للغاية".
فاي داناوي ورومان بولانسكي
تحولت الخلافات بين فاي داناوي والمخرج رومان بولانسكي خلال تصوير الفيلم الكلاسيكي "الحي الصيني" Chinatown إلى واحدة من أكثر الأساطير تداولاً في هوليوود. تردد أن المواجهات اشتعلت بينهما حول تفاصيل تتعلق بالأزياء وتصفيف الشعر وحتى استراحات الذهاب إلى الحمام. وصف بولانسكي داناوي بأنها "شخصية صعبة المراس" - وهو الوصف الذي غالباً ما كان بمثابة حكم بالإعدام المهني على النساء في عالم السينما - ولم يتردد في نعتها أمام الصحافة بـ"المزعجة بشكل لا يُحتمل".
في سيرتها الذاتية، ذكرت داناوي رواية مختلفة تماماً، مؤكدة أنه شُوه ما حدث في موقع التصوير إلى حد كبير بسبب كراهية النساء في الصناعة. وصفت بولانسكي بأنه كان "قاسياً بلا هوادة"، واتهمته بامتلاك "رغبة لا تنتهي في إذلالها"، كذلك أشارت إلى أن سلوكه تجاهها "كان يقترب من حد التحرش الجنسي".
بيرت رينولدز وبول توماس أندرسون
على رغم أن بيرت رينولدز حصل على ترشيح لجائزة الأوسكار عن دوره في فيلم "ليال راقصة" Boogie Nights الصادر عام 1997، فإن ذلك لم يكن كافياً لتغيير مشاعره تجاه مخرج العمل بول توماس أندرسون. نشأت بينهما خلافات حادة أثناء التصوير، واعترف رينولدز في مقابلة مع مجلة "جي كيو" عام 2015 بأنه لا ينوي العمل معه مرة أخرى، على رغم النجاح الذي حققه الفيلم.
وأوضح قائلاً "لم تكن شخصيتانا متوافقتين، أعتقد أن السبب الرئيس هو أنه كان شاباً ومغروراً بنفسه. كان يتعامل مع كل لقطة كما لو أنها الأولى من نوعها [تُنفَّذ للمرة الأولى في تاريخ السينما]. أتذكر أول مشهد صورناه في 'ليال راقصة'، حين أقود السيارة إلى مسرح غرومانز. بعد تصوير المشهد، نظر إليَّ أندرسون وقال: 'أليس هذا مذهلاً؟' فذكرت له خمسة أفلام سبق واستخدمت اللقطة نفسها. لم يكن الأمر جديداً أو أصيلاً".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 14 ساعات
- Independent عربية
"سعفة كان" الفخرية تفاجئ دينزل واشنطن: أنا متأثر
فوجئ الممثل الأميركي دينزل واشنطن بحصوله على جائزة السعفة الذهبية الفخرية في مهرجان "كان" السينمائي مساء أمس الإثنين، تقديراً لمسيرته الفنية المتميزة وفق ما قال منظمو المهرجان. وكان واشنطن (70 سنة) في جنوب فرنسا لحضور العرض الأول لفيلم "هايست تو لويست" للمخرج الأميركي سبايك لي، وهو مقتبس من فيلم "هاي أند لو" للمخرج الياباني أكيرا كوروساوا. ويقوم واشنطن الذي انضم إليه على السجادة الحمراء النجمان المشاركان آيساب روكي وجيفري رايت، بدور ديفيد كينغ في فيلم الجريمة والإثارة، وهو العمل الخامس الذي يجمعه مع سبايك لي. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وقال واشنطن خلال التكريم "لقد كانت هذه مفاجأة بالغة بالنسبة إليّ، لذا أنا متأثر قليلاً، ولكنني أشكركم جميعاً من أعماق قلبي". واشتبك النجم الأميركي مع مصور على السجادة الحمراء قبيل حصوله المفاجئ على جائزة السعفة الذهبية الفخرية. وبحسب صور تلفزيونية، أمسك المصور بذراع واشنطن على السجادة الحمراء للحصول على انتباهه. ثم اقترب واشنطن من الرجل رافعاً إصبع السبابة وقال مراراً "توقف". وبينما كان واشنطن يحاول المغادرة، أمسك المصور بذراعه مرة أخرى، ومجدداً طلب منه واشنطن التوقف. وتراوحت أدوار واشنطن الذي فاز بجائزتي "أوسكار"، السينمائية ما بين دور الناشط الأسود مالكوم إكس، ودور الطيار السكير البطل في فيلم "فلايت". ونال واشنطن جائزة "أوسكار" الثانية له عام 2002 عن دوره في فيلم "تريننغ داي"، بعد فوزه الأول عام 1990 عن فيلم "غلوري". وأخرج وقام ببطولة فيلم "ذا غريت ديبيترز" عام 2007 الذي يدور حول أستاذ قام بتدريب فريق للمناظرة من كلية أميركية للسود وقاده إلى المجد الوطني. كما أنتج وقام ببطولة الفيلم الدرامي "أنطون فيشر". وحصل الممثل الأميركي روبرت دي نيرو على جائزة السعفة الذهبية الفخرية عن مجمل إنجازاته التي أُعلن عنها مسبقاً، في حفل افتتاح المهرجان الأسبوع الماضي، حيث استخدم خطاب قبوله للجائزة في الدعوة إلى تنظيم احتجاجات مناهضة للرئيس الأميركي دونالد ترمب. ومن المقرر عرض فيلم "هايست تو لويست" في دور العرض السينمائية بالولايات المتحدة في الـ22 من أغسطس (آب) المقبل . اشتبك النجم الأميركي الشهير دينزل واشنطن مع مصور على السجادة الحمراء في مهرجان كان السينمائي الدولي قبيل حصوله المفاجئ على جائزة السعفة الذهبية الفخرية.


Independent عربية
منذ 15 ساعات
- Independent عربية
كيفين دي بروين يترك مانشستر سيتي أمام سؤال مستحيل
ستكون الليلة مخصصة لكيفين دي بروين، ومع ذلك لا يبدو هذا النوع من المناسبات، من بعض الجوانب، يعكس شخصيته. فقد كان دي بروين النجم المتواضع في مانشستر سيتي، لاعب الكرة الذي يقوم بتوصيل أطفاله إلى المدرسة، والآن سيكون هناك عرض ضوئي بعد مباراته الأخيرة على ملعب الاتحاد. عندما ارتبط اسم دي بروين بالأضواء، كان ذلك بسبب موهبته وليس لرغبته، وبفضل طريقته في التحكم بالكرة لا سعيه وراء الشهرة. وقد لا يكون اختار هذه اللحظة، تماماً كما لم يختر الرحيل هذا العام. لكن التوديع يتطلب اعترافاً واحتفالاً، احتفالاً بعقد من الزمن حصد فيه 19 لقباً، وسجل 108 أهداف، وقدم 173 تمريرة حاسمة، ولحظات لم يستطع أحد تخيلها، ناهيك بتنفيذها. سيكون هناك ممر شرفي من زملائه في الفريق، وجولة شكر للجماهير، وعروض نارية وهدايا، بعضها سيسلم من ماري وجون بيل، زوجة وابن كولين بيل. الرجل الذي كثيراً ما اعتبر أعظم لاعب في تاريخ النادي، والآن يبدو أن هذا اللقب ربما أصبح من نصيب دي بروين. سيقدم سيتي تحيته لدي بروين، لكن ما قد لا يتضمنه ذلك، هو مشاركته أساسياً في المباراة على ملعب كثيراً ما تألق فيه، فلم يعد غوارديولا بذلك، ولم يضمن له حتى مشاركة قصيرة، وقد لا تكون ليلته داخل المستطيل الأخضر. خلال فترة دي بروين في إنجلترا، أصبح مانشستر سيتي الفريق الأبرز في أوروبا. أما الآن فهم يحتلون المركز السادس في الدوري الإنجليزي الممتاز، ويحتاجون إلى إنهاء الموسم ضمن أفضل خمسة مراكز. وقال غوارديولا "ما يريده كيفين هو أن نفوز بالمباراة لنضمن التأهل لدوري أبطال أوروبا"، مما يعني أن هدية الوداع قد تكون من اللاعب للنادي. طوال معظم العقد الماضي، كان إشراك دي بروين أفضل وسيلة لحسم لقاء ضد بورنموث، لكن ساقيه المتعبتين شاركتا لأكثر من 100 دقيقة في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، ويعمل غوارديولا على معرفة ما إذا كانت خطته المثلى تتماشى مع وداع مثالي لديك بروين. حفلة جيمي فاردي مع ليستر الأحد الماضي لم يكن لها تبعات، أما هذه المباراة فنتائجها بالغة الأهمية، لذا على غوارديولا أن يقرر ما إذا كان دي بروين سيشارك في مباراة الثلاثاء، ومن زاوية أخرى قد يكون ضمن فريقه المثالي عبر الزمن. فعند استرجاعه لأكثر من ثلاثة عقود قضاها مع لاعبين من الطراز العالمي، كلاعب ومدرب، يرى أن البلجيكي من بين أفضل الممررين الذين رآهم. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) لقد لعب مع رونالد كومان وميشيل لاودروب، ودرب أساتذة التيكي تاكا: تشافي وأندريس إنييستا وسيرجيو بوسكيتس في برشلونة، وذهب إلى بايرن ميونيخ، إذ كان فيليب لام وتياغو ألكانتارا وباستيان شفاينشتايغر، وفي مانشستر سيتي قاد وسطاً ضم إلكاي غوندوغان ورودري وديفيد وبرناردو سيلفا، وجميعهم كانوا مميزين في تمرير الكرة. فماذا عن دي بروين؟ قال غوارديولا "إنه واحد من أفضل ثلاثة رأيتهم أو تعاملت معهم على الإطلاق"، مما دفع لسؤال بدهي: من الآخران؟ على رغم أن جزءاً من الجواب كان واضحاً. وقال المدرب الذي يضع ميسي في الصدارة دائماً تقريباً "الأول هو (ليونيل) ميسي، والثاني دعني أفكر، حسناً سأضع كيفين في المركز الثاني". وتابع غوارديولا "ميسي هو الأفضل لأن ما يفعله يكون قريباً جداً من منطقة الجزاء، أما كيفن فهو هناك أيضاً، الأرقام والأهداف والتمريرات الحاسمة التي يقدمها للفريق في الثلث الأخير والموهبة. في المباراة الأخيرة (نهائي كأس الاتحاد)، مرر تمريرتين أو ثلاث وضعت لاعباً وجهاً لوجه مع الحارس. هذا أمر فريد، ولهذا كان أحد أعظم اللاعبين في تاريخ هذا النادي. هذه كلمات كبيرة، لأنه لاعب استثنائي". وإذا كان هناك تمايز، فقد كان غوارديولا يتحدث عن نوع محدد من الممررين، فبوسكيتس وتشافي وإنييستا كانوا يمررون أكثر خلال المباراة، وبنسبة دقة أعلى من دي بروين، وربما غوارديولا نفسه في ذروة مستواه. لكن مثل ميسي، يعد دي بروين ممرراً إبداعياً، ذلك اللاعب الذي يقدم التمريرة الحاسمة، الذي يفتح الدفاع برؤية ثاقبة وإلهام حاد. وكما أشار غوارديولا، فإن دي بروين يفعل ذلك من مسافات أبعد: وقلائل يمتلكون قدرته على تسديد وثني وتوجيه الكرة من مسافة 30 أو 40 ياردة. وبدا فيه لمحات من ديفيد بيكهام، ولمسة من ستيفن جيرارد، وتأثير مدمر وضعه غوارديولا في المرتبة الثانية بعد ميسي. وكل هذا يجعل من مهمة الصيف للمدرب، ولمديري الكرة الراحلين والجدد، تشيكي بيغيريستين وهوغو فيانا، شبه مستحيلة. فكيف يمكنهم إيجاد بديل للاعب وصفه غوارديولا بـ"الفريد"؟ وقال غوارديولا متأملاً "هناك لاعبون يصعب جداً تعويضهم، لأسباب عدة. ونحن نعلم ذلك، لكن بالطبع علينا أن نمضي قدماً". وهو يأمل أن يكون ذلك في دوري أبطال أوروبا، ويعلم أنه سيكون من دون دي بروين، والبدائل المحتملة قد تشمل فلوريان فيرتز أو تيغاني رايندرز أو مورغان غيبس وايت، وكلهم لاعبون ممتازون، يمتلكون القدرة على صناعة الفرص وتسجيل الأهداف، لكن القاسم المشترك بينهم هو أن لا أحد منهم هو دي بروين، الممرر الذي صنفه غوارديولا ثانياً بعد ميسي.


Independent عربية
منذ 15 ساعات
- Independent عربية
"نسور الجمهورية" فيلم سطحي يحط في مهرجان كان
من "حادثة النيل هيلتون" إلى "ولد من الجنة"، رسم المخرج السويدي المصري طارق صالح لنفسه صورة سينمائي معارض، لا يساوم ولا يداري. هذه الصورة راقت للغرب، واستفزت النظام المصري، وفتحت لطارق صالح أبواب المهرجانات الدولية. كل شيء كان يعد بمسيرة تصاعدية، تضعه في مصاف الأصوات السينمائية النادرة التي تملك الشجاعة لقول ما لم نعتده في العالم العربي. لكن صالح، مع فيلمه الأحدث "نسور الجمهورية"، يواصل سينماه السطحية التي تهتم بالقشور لا بالجوهر، في عمل أقلّ ما يُقال عنه إنه تعثّر فني وفكري، يفشل في أن يكون هجاءً سياسياً أو دراما ذات معنى. يختتم ما يعرّفه بـ"ثلاثية القاهرة" مواجهاً أعلى مرجعية سياسية في بلاده، بنتيجة لن تكون لصالحه. منذ اللحظة التي أُعلن فيها عن مشاركة الفيلم في مهرجان كانّ الثامن والسبعين (13 - 24 مايو/ أيار)، ارتفعت التوقعات. الفيلم الذي عُرض في اطار المسابقة، بدا وكأنه نسخة مشوشة من مشروع لا يجهل إلا ما يطمح إليه. حتى الفكرة ساذجة: فنان مصري شعبي يدعى جورج فهمي (الممثل السويدي اللبناني الأصل فارس فارس)، يُطلب منه أداء دور الرئيس عبد الفتاح السيسي في فيلم دعائي عن انجازاته. ترغب السلطة في الاستفادة من شعبيته. الممثل معارض للرئيس ولكن في الختام، يرضخ للضغوط والابتزاز. موضوع عمل الفنان تحت الضغط السياسي يحمل وحده بذور عشرات الأسئلة السياسية، النفسية، السينمائية، ولكن بدلاً من زراعة هذه البذور، يختار صالح رشّها بماء الكليشيهات والسهولة والتهافت. في لحظة عبثية، يُستدعى فيها لتجسيد الريس، رغم أن الفارق في الطول بينهما عشرون سنتيمتراً على الأقل. لكن الطول ليس المشكلة الوحيدة، بل ربما هو التفصيل الأكثر واقعية في فيلم لا يُقنعك بشيء. الطامة الكبرى، وهذه كانت مشكلة فيلمه السابق، أن صالح لا يقيم وزناً للمصداقية. تخيلوا أن معظم الممثلين قادمون من خارج مصر: لبنان، المغرب، فلسطين، الجزائر، السويد، هم أبناء الانتشار العربي وبناته ، وحتى المصريون الأقحاح الذين في الفيلم، كانوا قد غادروا بلادهم منذ زمن أو فقدوا اتصالهم بالشارع الذي يُفترض أن الفيلم يدّعي قول شيء عنه، فهذا هو الهدف من أي فيلم يحكي عن السلطة وممارساتها. غربة عن مصر مصر التي نراها في الفيلم مختصرة بالحد الأدنى، فطارق صالح لا يستطيع الذهاب إلى مصر كي يصور فيها كما يحلو له. الفيلم يحاول أن يلعب على فكرة "الفيلم داخل الفيلم"، فنرى جورج يؤدي مشاهد يفترض أنها جزء من فيلم السيسي، وأمامه ممثل يؤدي دور مرسي. مشاهد مغرقة في الكاريكاتورية. ثم ننتقل إلى الحوارات، لتدخل شخصية زوجة أحد الساسة التي تشرح لنا أن هناك عقدة جنسية لدى الرجل العربي. كل هذا يبدو وكأن الفيلم كُتب خصيصاً ليتوافق مع مزاج جمهور أوروبي وغربي. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) يعاني الفيلم من خلل بنوي عميق، فيتنقل بين مواضيع كثيرة من دون أن يلتقط واحداً منها فعلاً. لا يرصد، لا يفسّر، لا يحلّل، ولا حتى يصدم. هو فقط يُلقي إشارات، كمن يوزّع بطاقات تعريفية على جمهور ليس لديه وقت للمزيد. بيد ان أخطر ما في "نسور الجمهورية" هو أنه، من دون أن يقصد، يُلمّع صورة النظام الذي يدّعي نقده. فما نشاهده طوال أكثر من ساعتين لا يختلف عن ممارسات أي نظام سلطوي منذ فجر البشرية. بل إن تصوير هذا النظام بهذا الشكل المختزل والركيك، لا يصب في مصلحة من عانوا منه. الواقع المصري أقوى بحيث يبدو الفيلم وكأنه نسخة لطيفة من أي كابوس يرزح تحته مواطن أو فنان. الخاتمة، الغامضة وغير المفهومة، تأتي في استعراض 6 أكتوبر. مشهد كان من المفترض أن يكون قوياً، رمزياً، مفاجئاً… فإذا به امتداد لكل ما سبقه من ارتباك. لا لحظة صدمة، لا نهاية درامية، لا وضوح، فقط إحباط يتراكم إلى آخر الطريق. "نسور الجمهورية" مثال حيّ على الفصام: فيلم ينجزه معارض من الخارج مكتفياً بملامسة السطح، ظناً منه أن تناول موضوع كهذا يكفي لتصنيفه في عداد الشجعان. لكن كل مشهد في الفيلم يذكرنا بأن استعراض النوايا شيء وإنجاز عمل سياسي ذي تأثير، شيء آخر. من الواضح ان ملامح التيار السينمائي المعارض الذي بدأ يتكوّن منذ بضع سنوات خارج الدول العربية، لا تزال تصطدم بحاجز جوهري: الغربة عن الأصل. كلما ابتعد السينمائي عن واقعه، خسر شيئاً من دقّته ونظرته إلى الأشياء، وأحياناً من شرعيته. وهذا ما فهمه جيداً السينمائيون الإيرانيون المعارضون الذين ظلوا في بلادهم رغم كل ما تعرضوا له، لمناكفة السلطة وإنجاز أفلام كبيرة عنها.