
حرب غزة تلقي بظلالها على مهرجان كان السينمائي
تعود أجواء البريق والسحر إلى الريفييرا الفرنسية مع انطلاق مهرجان كان السينمائي يوم الثلاثاء 13 مايو/أيار، في دورته الثامنة والسبعين التي ستتأثر من دون شك بترددات أحداث سياسية ساخنة ودموية تزعزع العالم راهناً، كسياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر.
يتنافس 22 فيلماً على
السعفة الذهبية
لأفضل فيلم، وتتوزع المشاركات بين مخرجين متمرّسين ومواهب من الجيل الجديد.
يعود الأخوان جان-بيير ولوك داردين، الفائزان سابقاً بسعفتين ذهبيتين، بفيلم "يانغ ماذرز" Young Mothersعن خمس فتيات في دار للولادة في بلجيكا. وتبدو الأمومة موضوعاً متكرراً هذا العام، إلى جانب وباء الإيدز في الثمانينيات، الذي يشكّل خلفية في فيلمين هما "ألفا" Alpha لجوليا دوكورنو و"روميريا" Romeria لكارلا سيمون.
ويصعد الممثل البريطاني جوش أوكونور السجادة الحمراء في فيلمين متنافسين: "ذا ساوند أوف هيستوري" The History of Sound للمخرج الجنوب أفريقي أوليفر هيرمانوس، و"ذا ماسترمايند" The Mastermind لكيلي رايشارت.
كما يحظى فيلمان إيرانيان بمتابعة دقيقة، هما "إيه سمبل آكسدنت" A Simple Accident لجعفر بناهي و"أم وطفل" Mother and Child لسعيد روستائي، سواء في كان أو في إيران تحت رقابة السلطات.
أفلام وثائقية
من المتوقّع أن تحظى بعض الأفلام الوثائقية باهتمام واسع، مثل الفيلم الذي يتناول حياة مغني فرقة U2 بونو، وآخر عن الكاتب جورج أورويل للمخرج راؤول بيك، إضافة إلى أحد أحدث الإضافات إلى البرنامج، فيلم "رجل الستة مليارات دولار" The Six Million Dollar Man عن مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج.
وقد جرى سحب فيلم أسانج، للمخرج يوجين جاريكي، من مهرجان صندانس في ديسمبر/كانون الأول الماضي، ليُدرج فيه "تطورات حديثة ومفاجئة".
نجوم يتحولون إلى مخرجين
إلى جانب ظهورها في فيلم ويس أندرسون الجديد "الخطة الفينيقية" The Phoenician Scheme، تقدم
سكارليت جوهانسون
أول أعمالها الإخراجية "إلينور ذا غريت" Eleanor the Great ضمن مسابقة "نظرة ما".
وتنافسها في الفئة نفسها الممثلة الأميركية كريستين ستيوارت، التي ستعرض أول أفلامها كمخرجة بعنوان "ذا كرونولوجي أوف ووتر" The Chronology of Water.
ويُكمل الممثل الشاب هاريس ديكنسون، الذي لعب مؤخراً دور حبيب نيكول كيدمان في فيلم "بابي غيرل" Babygirl، ثلاثية النجوم-المخرجين من خلال فيلمه "قنفذ البحر" Urchin.
من فيلم "إلينور ذا غريت" (إكس)
بريق هوليوود
يشارك
توم كروز
في عرض الجزء الأخير من سلسلة "مهمة مستحيلة"، كما يتسلّم روبرت دي نيرو سعفة ذهبية شرفية، ما يعني أن اثنين من أكبر نجوم هوليوود سيكونان حاضرين في المهرجان. وعلى الرغم من أن كروز يتجنب السياسة منذ بداية مسيرته، فإن دي نيرو لم يتوانَ عن وصف ترامب بـ"الشر" مراراً. ومن النجوم الأميركيين الحاضرين أيضاً: جينيفر لورنس، وخواكين فينيكس، وإيما ستون، ودينزل واشنطن.
وأُسنِدت رئاسة لجنة التحكيم في هذه الدورة من مهرجان كان إلى النجمة
جولييت بينوش
، التي تُعد من أشهر الممثلات الفرنسيات عالمياً، وتتميز بكونها فنانة صاحبة مواقف سياسية واضحة. وتضم عضوية اللجنة الممثلة الأميركية هالي بيري، والروائية الفرنسية المغربية ليلى سليماني.
حركة #مي_تو
رغم أنه لم يكن يوماً من ركائز مهرجان كان السينمائي ولم يُخرج فيلماً منذ ثلاث سنوات، فإن أسطورة السينما الفرنسية
جيرار ديبارديو
سيكون على الأرجح من أكثر الأسماء تداولاً منذ اليوم الأول للمهرجان.
ومن المتوقع أن تصدر محكمة في باريس الثلاثاء حكمها في أول محاكمتين جنائيتين بحق نجم فيلمَي "سيرانو دي برجراك" Cyrano de Bergerac و"غرين كارد" Green Card، على خلفية اتهامات بالاعتداء الجنسي.
وكان العنف الجنسي في صناعة السينما قد خضع لتحقيق برلماني فرنسي واسع، صدر تقريره الشهر الماضي وتضمّن انتقادات لاذعة.
ترامب في مهرجان كان
كما هو الحال في معظم الفعاليات العامة هذه الأيام، من الانتخابات إلى المعارض الفنية، فإن ظلال الرئيس الأميركي
دونالد ترامب
تهيمن بشكل واضح، مع تصعيده لحملة "لنجعل أميركا عظيمة من جديد". ولا تزال صناعة السينما تتلقى صدمة إعلان ترامب في نهاية الأسبوع الماضي فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الأفلام المصنّعة خارج الولايات المتحدة، رغم غموض الكيفية التي يمكن تطبيقها بها. ويبقى أن نرى مَن مِن النجوم الأميركيين الحاضرين في مهرجان كان سيجرؤ على التحدث علناً ضد رئيسهم.
سينما ودراما
التحديثات الحية
أكذوبة مهرجان كانّ في السياسة والحريات
غزة حاضرة رغم الحصار
قد تمنع إسرائيل وسائل الإعلام الدولية من دخول غزة، لكن الحرب على القطاع الفلسطيني ستكون حاضرة هذا العام في مهرجان كان السينمائي، من خلال عدد من الأفلام، من بينها فيلم وثائقي تتمحور قصته حول شخصية قُتلت في غارة إسرائيلية.
فاطمة حسونة، المصورة الصحافية الغزية البالغة من العمر 25 عاماً، هي الشخصية الرئيسية في الفيلم الوثائقي "ضع روحك على كفك وامشِ" Put Your Soul on Your Shoulder and Walk للمخرجة الإيرانية سبيده فارسي.
فالمخرجة، اللاجئة من إيران، صنعت الفيلم اعتماداً على مكالمات فيديو مع فاطمة حسونة استمرت لأكثر من 200 يوم من الحرب.
وفي 15 إبريل/ نيسان، اتصلت المخرجة بالشابة الفلسطينية لتُخبرها أن الفيلم قد جرى اختياره للعرض في مهرجان كان، وبدأتا على الفور التفكير في كيفية تنظيم حضورها للمهرجان في فرنسا.
لكن في اليوم التالي، قُتلت في غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزل عائلتها في غزة إلى جانب عشرة من أقاربها، ولم تنجُ من القصف سوى والدتها.
وقد زعمت القوات الإسرائيلية، التي تتهمها منظمة "
مراسلون بلا حدود
" بارتكاب "مجزرة" بحق الصحافيين الفلسطينيين، أنها استهدفت عنصراً في حركة حماس.
بينما أعرب مهرجان كان السينمائي عن "هوله وألمه العميق لهذه المأساة". وصرحت المخرجة فارسي (60 عاماً)، لوكالة فرانس برس، بأنها كانت حتى اللحظة الأخيرة تؤمن بأن حسونة "ستأتي (إلى المهرجان)، وأن الحرب ستنتهي". وأضافت: "لقد أخطأنا عندما صدّقنا ذلك، لأن الواقع تجاوزنا".
المخرجة الإيرانية سبيده فارسي تنظر إلى صورة للمصورة الفلسطينية فاطمة حسونة (Getty)
ويُتوقع أن يجذب الفيلم الوثائقي اهتماماً كبيراً، في مهرجانٍ سبق أن حضر فيه الصراع العام الماضي، حين أثارت الممثلة
كيت بلانشيت
جدلاً على السجادة الحمراء بسبب فستان رأى كثيرون أنه يرمز إلى العلم الفلسطيني.
كيت بلانشيت ترتدي فستاناً بألوان علم فلسطين (إكس)
ومنذ ذلك الحين، ارتفعت حصيلة الشهداء في القطاع الساحلي المحاصر إلى ما لا يقل عن 52,787 شخصاً، معظمهم من المدنيين، بحسب بيانات وزارة الصحة في القطاع، التي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
بينما دعا الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى إعادة توطين سكان غزة، قائلاً إن الولايات المتحدة يمكنها تحويل المنطقة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط". وفي مهرجان برلين السينمائي في فبراير/ شباط، انتقدت الممثلة البريطانية تيلدا سوينتون ما وصفته بـ"القتل الجماعي المدعوم دولياً"، و"تحويل غزة إلى مشروع عقاري على طراز الريفييرا"، في إشارة واضحة إلى تصريحات ترامب.
ويُتوقع أيضاً أن يثير فيلمان روائيان الاهتمام في الأقسام الموازية للمسابقة الرسمية.
سيعرض التوأمان الغزيان عرب وطرزان ناصر فيلمهما "كان يا ما كان في غزة"، ويطرح الفيلم حكاية ثلاث شخصيات غزّية -يحيى وأسامة وسامي- تجمعهم غريزة البقاء، وتفرقهم الخيارات والمواقف الأخلاقية. لكن تتقاطع مصائرهم بطريقة مأساوية وعنيفة، تتخللها الصداقة، والانتقام، والفكاهة السوداء، ضمن حبكة تهدف إلى تحفيز التفكير وطرح الأسئلة الوجودية حول ماهية الحكاية الفلسطينية ومعاني البقاء.
الفيلم، المشارك في قسم "نظرة ما"، هو الأحدث للأخوين المنفيين اللذين عُرض عدد من أعمالهما السابقة في المهرجان، وغالباً ما تدور أحداثها في غزة لكنها تُصوَّر في الأردن.
من فيلم "كان يا ما كان في غزة" (فيسبوك)
أما المخرج الإسرائيلي ناداف لابيد، المعروف بأفلامه الجدلية ومواقفه الناقدة لسياسات بلاده، فيُشارك بفيلم روائي طويل بعنوان "نعم!" (Yes!).
وتدور أحداث العمل في إسرائيل عقب 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث يتلقى موسيقي جاز يُدعى "ي." وزوجته الراقصة عرضاً مالياً مشروطاً للمشاركة في مشروع يهدف إلى تأليف نشيد جديد يعكس "الروح القومية المتجددة".
لكن الرحلة الإبداعية تتحول تدريجياً إلى كشف فاضح لتناقضات المجتمع الإسرائيلي، من الرقابة إلى عسكرة الثقافة، ومن توظيف الفن إلى محو الأصوات المعارضة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 5 أيام
- العربي الجديد
ترامب يتسبب في استقالة منتج برنامج "60 دقيقة" التلفزيوني
أعلن منتج برنامج "60 دقيقة" التلفزيوني الشهير بيل أوينز، الثلاثاء، استقالته بسبب الهجمات التي طاولت استقلاليته في الأشهر الأخيرة في ظلّ معركة قانونية يخوضها الرئيس دونالد ترامب ضدّ البرنامج. "60 دقيقة"، الذي يُعتبر جوهرة التاج بالنسبة لشبكة "سي بي إس نيوز" المملوكة لشركة باراماونت، برنامج أسبوعي عريق غطّى الشؤون الجارية في الولايات المتحدة منذ بُثّ للمرة الأولى في 1968. لكنّ البرنامج يخوض حالياً نزاعاً قضائياً حادّاً مع ترامب. وأعلن منتج البرنامج والصحافي المخضرم استقالته في رسالة عبر البريد الإلكتروني أرسلها إلى فريقه واطّلعت عليها وكالة فرانس برس، وقال في الرسالة إنّه "خلال الأشهر الماضية، اتّضح لي أيضاً أنّه لن يُسمح لي بإدارة البرنامج كما كنتُ أُديره دائماً من أجل اتخاذ قرارات مستقلة بناء على ما هو مناسب لـ60 دقيقة وما هو مناسب للجمهور". وأضاف: "من هنا، وبما أنّني دافعتُ عن هذا البرنامج -وما نمثّله- من كلّ الجوانب وبكلّ ما أوتيتُ من قوة، فإنّني أتنحّى جانبا حتى يتمكّن البرنامج من المضي قدماً". إعلام وحريات التحديثات الحية ترامب في حرب ضد الإعلام الأميركي التقليدي وأضحى برنامج "60 دقيقة"، الذي يجذب نحو عشرة ملايين مشاهد أسبوعياً، هدفاً رئيسياً لهجوم ترامب على وسائل الإعلام. وفي نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2024، رفع الملياردير الجمهوري دعوى قضائية ضدّ "60 دقيقة"، متّهماً إياه بالتلاعب بمقابلة أجراها البرنامج مع منافسته الديمقراطية كامالا هاريس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول. ونفت شبكة " سي بي إس " بشدّة هذه الاتهامات التي وصفها معلّقون بأنّها لا أساس لها. وواصل البرنامج بثّ تحقيقات تنتقد إدارة ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض. وردّاً على هذه التحقيقات، دعا ترامب إلى إلغاء "60 دقيقة"، بينما أشار مستشاره الملياردير إيلون ماسك إلى أنّه يأمل بأن تصدر بحق فريق هذا البرنامج التلفزيوني أحكام بالسجن لفترات طويلة. واشتدّ الخلاف بين الطرفين على خلفية سعي "باراماونت"، الشركة الأم لشبكة سي بي إس نيوز، إلى الاندماج مع "سكاي دانس"، وهو أمر يجب أن يوافق عليه أولاً رئيس لجنة الاتصالات الفيدرالية بريندان كار الذي يعتبر من أنصار ترامب. ويسعى ترامب للحصول على تعويض مالي من "سي بي إس نيوز" بقيمة 20 مليار دولار بسبب مقابلة هاريس. وتتحدّث أوساط إعلامية عن إمكانية التوصّل إلى تسوية بين ترامب والشبكة التلفزيونية بشأن هذا النزاع، لكنّ أوينز تعهّد بـ"عدم الاعتذار" إذا ما تمّ التوصل إلى تسوية كهذه. (فرانس برس)


العربي الجديد
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- العربي الجديد
حرب غزة تلقي بظلالها على مهرجان كان السينمائي
تعود أجواء البريق والسحر إلى الريفييرا الفرنسية مع انطلاق مهرجان كان السينمائي يوم الثلاثاء 13 مايو/أيار، في دورته الثامنة والسبعين التي ستتأثر من دون شك بترددات أحداث سياسية ساخنة ودموية تزعزع العالم راهناً، كسياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر. يتنافس 22 فيلماً على السعفة الذهبية لأفضل فيلم، وتتوزع المشاركات بين مخرجين متمرّسين ومواهب من الجيل الجديد. يعود الأخوان جان-بيير ولوك داردين، الفائزان سابقاً بسعفتين ذهبيتين، بفيلم "يانغ ماذرز" Young Mothersعن خمس فتيات في دار للولادة في بلجيكا. وتبدو الأمومة موضوعاً متكرراً هذا العام، إلى جانب وباء الإيدز في الثمانينيات، الذي يشكّل خلفية في فيلمين هما "ألفا" Alpha لجوليا دوكورنو و"روميريا" Romeria لكارلا سيمون. ويصعد الممثل البريطاني جوش أوكونور السجادة الحمراء في فيلمين متنافسين: "ذا ساوند أوف هيستوري" The History of Sound للمخرج الجنوب أفريقي أوليفر هيرمانوس، و"ذا ماسترمايند" The Mastermind لكيلي رايشارت. كما يحظى فيلمان إيرانيان بمتابعة دقيقة، هما "إيه سمبل آكسدنت" A Simple Accident لجعفر بناهي و"أم وطفل" Mother and Child لسعيد روستائي، سواء في كان أو في إيران تحت رقابة السلطات. أفلام وثائقية من المتوقّع أن تحظى بعض الأفلام الوثائقية باهتمام واسع، مثل الفيلم الذي يتناول حياة مغني فرقة U2 بونو، وآخر عن الكاتب جورج أورويل للمخرج راؤول بيك، إضافة إلى أحد أحدث الإضافات إلى البرنامج، فيلم "رجل الستة مليارات دولار" The Six Million Dollar Man عن مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج. وقد جرى سحب فيلم أسانج، للمخرج يوجين جاريكي، من مهرجان صندانس في ديسمبر/كانون الأول الماضي، ليُدرج فيه "تطورات حديثة ومفاجئة". نجوم يتحولون إلى مخرجين إلى جانب ظهورها في فيلم ويس أندرسون الجديد "الخطة الفينيقية" The Phoenician Scheme، تقدم سكارليت جوهانسون أول أعمالها الإخراجية "إلينور ذا غريت" Eleanor the Great ضمن مسابقة "نظرة ما". وتنافسها في الفئة نفسها الممثلة الأميركية كريستين ستيوارت، التي ستعرض أول أفلامها كمخرجة بعنوان "ذا كرونولوجي أوف ووتر" The Chronology of Water. ويُكمل الممثل الشاب هاريس ديكنسون، الذي لعب مؤخراً دور حبيب نيكول كيدمان في فيلم "بابي غيرل" Babygirl، ثلاثية النجوم-المخرجين من خلال فيلمه "قنفذ البحر" Urchin. من فيلم "إلينور ذا غريت" (إكس) بريق هوليوود يشارك توم كروز في عرض الجزء الأخير من سلسلة "مهمة مستحيلة"، كما يتسلّم روبرت دي نيرو سعفة ذهبية شرفية، ما يعني أن اثنين من أكبر نجوم هوليوود سيكونان حاضرين في المهرجان. وعلى الرغم من أن كروز يتجنب السياسة منذ بداية مسيرته، فإن دي نيرو لم يتوانَ عن وصف ترامب بـ"الشر" مراراً. ومن النجوم الأميركيين الحاضرين أيضاً: جينيفر لورنس، وخواكين فينيكس، وإيما ستون، ودينزل واشنطن. وأُسنِدت رئاسة لجنة التحكيم في هذه الدورة من مهرجان كان إلى النجمة جولييت بينوش ، التي تُعد من أشهر الممثلات الفرنسيات عالمياً، وتتميز بكونها فنانة صاحبة مواقف سياسية واضحة. وتضم عضوية اللجنة الممثلة الأميركية هالي بيري، والروائية الفرنسية المغربية ليلى سليماني. حركة #مي_تو رغم أنه لم يكن يوماً من ركائز مهرجان كان السينمائي ولم يُخرج فيلماً منذ ثلاث سنوات، فإن أسطورة السينما الفرنسية جيرار ديبارديو سيكون على الأرجح من أكثر الأسماء تداولاً منذ اليوم الأول للمهرجان. ومن المتوقع أن تصدر محكمة في باريس الثلاثاء حكمها في أول محاكمتين جنائيتين بحق نجم فيلمَي "سيرانو دي برجراك" Cyrano de Bergerac و"غرين كارد" Green Card، على خلفية اتهامات بالاعتداء الجنسي. وكان العنف الجنسي في صناعة السينما قد خضع لتحقيق برلماني فرنسي واسع، صدر تقريره الشهر الماضي وتضمّن انتقادات لاذعة. ترامب في مهرجان كان كما هو الحال في معظم الفعاليات العامة هذه الأيام، من الانتخابات إلى المعارض الفنية، فإن ظلال الرئيس الأميركي دونالد ترامب تهيمن بشكل واضح، مع تصعيده لحملة "لنجعل أميركا عظيمة من جديد". ولا تزال صناعة السينما تتلقى صدمة إعلان ترامب في نهاية الأسبوع الماضي فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الأفلام المصنّعة خارج الولايات المتحدة، رغم غموض الكيفية التي يمكن تطبيقها بها. ويبقى أن نرى مَن مِن النجوم الأميركيين الحاضرين في مهرجان كان سيجرؤ على التحدث علناً ضد رئيسهم. سينما ودراما التحديثات الحية أكذوبة مهرجان كانّ في السياسة والحريات غزة حاضرة رغم الحصار قد تمنع إسرائيل وسائل الإعلام الدولية من دخول غزة، لكن الحرب على القطاع الفلسطيني ستكون حاضرة هذا العام في مهرجان كان السينمائي، من خلال عدد من الأفلام، من بينها فيلم وثائقي تتمحور قصته حول شخصية قُتلت في غارة إسرائيلية. فاطمة حسونة، المصورة الصحافية الغزية البالغة من العمر 25 عاماً، هي الشخصية الرئيسية في الفيلم الوثائقي "ضع روحك على كفك وامشِ" Put Your Soul on Your Shoulder and Walk للمخرجة الإيرانية سبيده فارسي. فالمخرجة، اللاجئة من إيران، صنعت الفيلم اعتماداً على مكالمات فيديو مع فاطمة حسونة استمرت لأكثر من 200 يوم من الحرب. وفي 15 إبريل/ نيسان، اتصلت المخرجة بالشابة الفلسطينية لتُخبرها أن الفيلم قد جرى اختياره للعرض في مهرجان كان، وبدأتا على الفور التفكير في كيفية تنظيم حضورها للمهرجان في فرنسا. لكن في اليوم التالي، قُتلت في غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزل عائلتها في غزة إلى جانب عشرة من أقاربها، ولم تنجُ من القصف سوى والدتها. وقد زعمت القوات الإسرائيلية، التي تتهمها منظمة " مراسلون بلا حدود " بارتكاب "مجزرة" بحق الصحافيين الفلسطينيين، أنها استهدفت عنصراً في حركة حماس. بينما أعرب مهرجان كان السينمائي عن "هوله وألمه العميق لهذه المأساة". وصرحت المخرجة فارسي (60 عاماً)، لوكالة فرانس برس، بأنها كانت حتى اللحظة الأخيرة تؤمن بأن حسونة "ستأتي (إلى المهرجان)، وأن الحرب ستنتهي". وأضافت: "لقد أخطأنا عندما صدّقنا ذلك، لأن الواقع تجاوزنا". المخرجة الإيرانية سبيده فارسي تنظر إلى صورة للمصورة الفلسطينية فاطمة حسونة (Getty) ويُتوقع أن يجذب الفيلم الوثائقي اهتماماً كبيراً، في مهرجانٍ سبق أن حضر فيه الصراع العام الماضي، حين أثارت الممثلة كيت بلانشيت جدلاً على السجادة الحمراء بسبب فستان رأى كثيرون أنه يرمز إلى العلم الفلسطيني. كيت بلانشيت ترتدي فستاناً بألوان علم فلسطين (إكس) ومنذ ذلك الحين، ارتفعت حصيلة الشهداء في القطاع الساحلي المحاصر إلى ما لا يقل عن 52,787 شخصاً، معظمهم من المدنيين، بحسب بيانات وزارة الصحة في القطاع، التي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة. بينما دعا الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى إعادة توطين سكان غزة، قائلاً إن الولايات المتحدة يمكنها تحويل المنطقة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط". وفي مهرجان برلين السينمائي في فبراير/ شباط، انتقدت الممثلة البريطانية تيلدا سوينتون ما وصفته بـ"القتل الجماعي المدعوم دولياً"، و"تحويل غزة إلى مشروع عقاري على طراز الريفييرا"، في إشارة واضحة إلى تصريحات ترامب. ويُتوقع أيضاً أن يثير فيلمان روائيان الاهتمام في الأقسام الموازية للمسابقة الرسمية. سيعرض التوأمان الغزيان عرب وطرزان ناصر فيلمهما "كان يا ما كان في غزة"، ويطرح الفيلم حكاية ثلاث شخصيات غزّية -يحيى وأسامة وسامي- تجمعهم غريزة البقاء، وتفرقهم الخيارات والمواقف الأخلاقية. لكن تتقاطع مصائرهم بطريقة مأساوية وعنيفة، تتخللها الصداقة، والانتقام، والفكاهة السوداء، ضمن حبكة تهدف إلى تحفيز التفكير وطرح الأسئلة الوجودية حول ماهية الحكاية الفلسطينية ومعاني البقاء. الفيلم، المشارك في قسم "نظرة ما"، هو الأحدث للأخوين المنفيين اللذين عُرض عدد من أعمالهما السابقة في المهرجان، وغالباً ما تدور أحداثها في غزة لكنها تُصوَّر في الأردن. من فيلم "كان يا ما كان في غزة" (فيسبوك) أما المخرج الإسرائيلي ناداف لابيد، المعروف بأفلامه الجدلية ومواقفه الناقدة لسياسات بلاده، فيُشارك بفيلم روائي طويل بعنوان "نعم!" (Yes!). وتدور أحداث العمل في إسرائيل عقب 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث يتلقى موسيقي جاز يُدعى "ي." وزوجته الراقصة عرضاً مالياً مشروطاً للمشاركة في مشروع يهدف إلى تأليف نشيد جديد يعكس "الروح القومية المتجددة". لكن الرحلة الإبداعية تتحول تدريجياً إلى كشف فاضح لتناقضات المجتمع الإسرائيلي، من الرقابة إلى عسكرة الثقافة، ومن توظيف الفن إلى محو الأصوات المعارضة.


العربي الجديد
٠٩-٠٥-٢٠٢٥
- العربي الجديد
مهرجان كان.. حضور واسع لنجوم العالم وتوتراته
سيكون عدد من كبار نجوم السينما، في مقدّمهم روبرت دي نيرو و سكارليت جوهانسون و توم كروز وجنيفر لورانس، حاضرين يوم الثلاثاء 13 مايو/أيار في افتتاح مهرجان كان السينمائي، الذي ستتأثر دورته الثامنة والسبعون من دون شك بترددات الأحداث التي تزعزع العالم راهناً، كسياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والحروب المتنقلة، والانقلاب الكبير جرّاء تنامي دور الذكاء الاصطناعي. ويؤكد هذا الإقبال الواسع للنجوم مكانة أكبر مهرجان سينمائي في العالم بوصفه واجهة أولى للفن السابع، خصوصاً أن الأفلام التي اكتشفها الجمهور عبره عادت وانتزعت جوائز أوسكار في العام الفائت، من حامل السعفة الذهبية "أنورا" للأميركي شون بيكر، إلى الفيلم الموسيقي "إميليا بيريز" للمخرج الفرنسي جاك أوديار. وسيشهد مهرجان كان السينمائي، مثلًا، العرض التمهيدي العالمي للجزء الأخير من سلسلة أفلام "ميشن: إمبوسيبل"، ويُعرض أيضاً خارج مسابقته فيلم سبايك لي الجديد من بطولة النجم دنزل واشنطن، فيما يُمنح الممثل روبرت دي نيرو سعفة ذهبية فخرية عن مجمل مسيرته. وأُسنِدت رئاسة لجنة التحكيم في هذه الدورة من مهرجان كان إلى النجمة جولييت بينوش ، التي تُعد من أشهر الممثلات الفرنسيات عالمياً، وتتميز بكونها فنانة صاحبة مواقف سياسية واضحة. وتضم عضوية اللجنة الممثلة الأميركية هالي بيري، والروائية الفرنسية المغربية ليلى سليماني. ويتنافس في مسابقة المهرجان 21 فيلماً، من بينها "جون مير" Jeunes mères للأخوين البلجيكيين جان بيار ولوك داردين، المتخصصَين في الأفلام الاجتماعية، والساعيين إلى الفوز بالسعفة الذهبية للمرة الثالثة. وكذلك فيلم "ألفا" Alpha للمخرجة الفرنسية جوليا دوكورناو، التي استعانت بطاهر رحيم وغولشيفته فرحاني، وتأمل في تحقيق فوز ثان بعد "تيتان". أما الأميركي ويس أندرسون، فيشارك مجدداً في المسابقة بفيلم "ذا فينيشيان سكيم" The Phoenician Scheme الذي يضم مجموعة من النجوم، من أبرزهم بينيسيو ديل تورو وميا ثريبلتون، ابنة كيت وينسلت. أعضاء لجنة تحكيم الدورة 78 من مهرجان كان السينمائي (Getty) ترامب و"مي تو" وفي المسابقة أيضاً حيّز للتجديد، من خلال مخرجين يشاركون في المهرجان للمرة الأولى، مثل الأميركي آري أستر بفيلم "إدينغتون" Eddington، وهو وسترن بطابع عصري من بطولة خواكين فينيكس وبيدرو باسكال، والفرنسية من أصل تونسي حفصية حرزي بفيلم "لا بوتيت ديرنيير" La Petite Dernière. وحرزي واحدة من سبع مخرجات يتنافسن على السعفة الذهبية ، وهو عدد يعادل الرقم القياسي الذي سجله المهرجان في دورة عام 2023، لكنه لا يزال بعيداً عن تحقيق التكافؤ بين الجنسين. وتشكّل هذه المساواة، إلى جانب مكافحة العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي، محاور أساسية في عالم السينما بعد ثماني سنوات من انطلاق حركة " مي تو ". وكانت لجنة التحقيق في العنف الجنسي في القطاع الثقافي، المنبثقة من الجمعية الوطنية الفرنسية، قد دعت مهرجان كان السينمائي إلى المساهمة في تطوير العقليات. وتتزامن مراسم افتتاح المهرجان هذا العام مع الموعد المقرر لصدور الحكم المرتقب في محاكمة النجم الفرنسي جيرار ديبارديو في باريس، بتهمة الاعتداء الجنسي أثناء تصوير فيلم. ويُتوقع أيضاً أن تكون الحروب والتوترات الجيوسياسية حاضرة في الأذهان خلال هذه الدورة التي تأتي بعد أشهر من بدء الولاية الثانية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، وهو أمر يثير قلق الفنانين. وقد صدم ترامب الأوساط السينمائية بإعلانه الأحد عزمه فرض ضرائب بنسبة مائة في المائة على الأفلام الأجنبية، ما أثار مخاوف كبيرة بشأن مستقبل الإنتاجات ذات الطابع العالمي. سينما ودراما التحديثات الحية صدام مرتقب بين ترامب ونجوم الصناعة: رسوم جمركية تهدد مستقبل هوليوود إيران وغزة وتناقضات المجتمع الإسرائيلي ويمثل أوكرانيا المخرج سيرغي لوزنيتسا المُدرج فيلمه ضمن المسابقة التي تضم أيضاً مخرجَين إيرانيين أدانهما سابقاً قضاء بلادهما بسبب عملهما الفني، وهما جعفر بناهي وسعيد روستايي. ويُعرض للمخرج الروسي المنفي كيريل سيريبرينيكوف فيلم اقتبسه من رواية "ذا ديسابيرنس أوف يوزف منغيليه" The Disappearance of Josef Mengele للكاتب أوليفييه غيز. ويحضر الواقع الفلسطيني بقوة هذا العام من خلال الفيلم الوثائقي "ضع روحك على كفك وامشِ" Put Your Soul on Your Shoulder and Walk، للمخرجة الإيرانية سبيده فارسي. يُجسّد الفيلم سيرة المصورة الصحافية الفلسطينية فاطمة حسونة (25 عاماً)، التي استشهدت في منتصف إبريل/ نيسان إثر غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلها في شمال غزة، قبل أيام قليلة من موعد زفافها. الشهيدة الصحافية الفلسطينية فاطمة حسونة (إكس) واستشهدت فاطمة مع عشرة من أفراد عائلتها، من بينهم شقيقتها الحامل، في واحدة من أبشع المجازر التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي خلال حربه المستمرة على غزة. على حساباتها في "فيسبوك" و"إنستغرام"، حيث كانت تملك أكثر من 35 ألف متابع، نشرت فاطمة صوراً مؤثرة تُظهر معاناة السكان، وخطر البقاء، وملامح الأمل في عيون الأطفال. وكتبت قبل أسابيع من استشهادها: "إذا متُّ، أريد موتاً صاخباً. لا أريد أن أكون مجرد خبر عاجل، أو رقماً في مجموعة. أريد موتاً يسمعه العالم، وأثراً يبقى عبر الزمن، وصورة خالدة لا يمحى أثرها بمرور الزمن أو المكان". أما المخرج الإسرائيلي ناداف لابيد، المعروف بأفلامه الجدلية ومواقفه الناقدة لسياسات بلاده، فيُشارك بفيلم روائي طويل بعنوان "نعم!" Yes!. وتدور أحداث العمل في إسرائيل عقب 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث يتلقى موسيقي جاز يُدعى "ي." وزوجته الراقصة عرضاً مالياً مشروطاً للمشاركة في مشروع يهدف إلى تأليف نشيد جديد يعكس "الروح القومية المتجددة". لكن الرحلة الإبداعية تتحول تدريجياً إلى كشف فاضح لتناقضات المجتمع الإسرائيلي، من الرقابة إلى عسكرة الثقافة، ومن توظيف الفن إلى محو الأصوات المعارضة. المخرجة الإيرانية سبيده فارسي تنظر إلى صورة للمصورة الفلسطينية فاطمة حسونة(Getty) الذكاء الاصطناعي على الشاشة ويُتوقع أن يكون الذكاء الاصطناعي ، الذي يثير صعوده مخاوف بشأن وظائف الآلاف من كُتّاب السيناريو ومؤدّي الأصوات وحتى الممثلين، موضوعاً ساخناً للنقاش في مهرجان كان السينمائي، الذي تقام خلاله أكبر سوق للأفلام في العالم. وتؤدي المغنية الفرنسية ميلين فارمر بصوتها دور مساعِدة افتراضية في فيلم "دالواي" Dalloway للمخرج الفرنسي يان غوزلان، من بطولة سيسيل دو فرانس ولارس ميكلسن. (فرانس برس، العربي الجديد)