
فوائد عشبة المرة للحلق على قدر من الأهمية
عشبة المرة واحدة من الأعشاب المعروفة في الطب التقليدي، ويعود ذلك إلى فوائدها الطبية الرائعة التي أيدتها التجارب الشعبية. وهي تتميز بمادة صمغية وتُستخلص من جذوع شجرة الكوميفورا التي تنمو في شمال شرق إفريقيا وشبه الجزيرة العربية، وتُعرف برائحتها العطرية القوية وطعمها المر الذي ميز حتى اسمها.
صحيح أنها عشبة مرة المذاق، غير أنها غنية بخصائص علاجية أثارت اهتمام العلماء، خصوصاً في ما يتعلق بصحة الفم والحلق، وللتعرف أكثر إلى فوائدها؛ استمري بالقراءة.
إعداد: إيمان محمد
هل تساعد المرة في علاج الحلق؟
في البيوت العربية، لطالما كانت المرة تُوصف كعلاج منزلي عند أول علامة لاحتقان الحلق؛ حيث تُنقع في الماء الدافئ وتُستخدم في المضمضة أو تُستعمل بوصفها غسولاً موضعياً، وأحياناً تُضاف إلى العسل وتُشرب لعلاج التهاب الحنجرة.
لكن الأمر لم يقف عند الطب الشعبي؛ فالعلم عزز هذا التوجه. ووفقاً لموقع Medical News Today، تحتوي عشبة المرة على مركبات نشطة بيولوجياً مثل "السينامالدهيد" و"التيربينات"، وهي مواد تحتوي على خصائص مضادة للبكتيريا ومضادة للالتهاب.
كما يوضح الموقع أن المرة استُخدمت تاريخياً لعلاج التقرحات في الفم، والتهابات الحلق، وأعراض نزلات البرد، وذلك لقدرتها على تطهير الأغشية المخاطية والقضاء على الجراثيم التي تسبب العدوى.
يُشار كذلك إلى أن المرة تُستخدم في مكونات بعض غسولات الفم والمستحضرات الطبية؛ لأنها تُقلل من الالتهابات، وقد تساعد في علاج التهابات الحلق والحنجرة، وإن كان ذلك بحاجة إلى مزيد من التجارب السريرية لتأكيده.
كيفية استخدام المرة للحلق
لا يمكن القول إن هناك توصية طبية معينة وقاطعة تخص استخدام المرة لعلاج التهاب الحلق، لكن التجارب أثبتت فاعليتها حال استخدامها بطرق معينة، مثل:
المضمضة بماء المرة
قومي بنقع ملعقة صغيرة من المرة في كوب ماء مغلي واتركيها لعدة ساعات، ثم استخدمي الماء لمضمضة الحلق؛ فهذا يعمل على تخفيف التهابات الحلق وتقرحات اللثة.
اقرئي أيضاً أهمية الفيتامينات والمعادن للصحة وكيف تحصلين عليها طبيعياً؟ اختصاصية تجيب
استنشاق البخار
يمكن إضافة المرة إلى وعاء ماء مغلي واستنشاق البخار؛ ما قد يساعد في فتح الشعب الهوائية وتخفيف احتقان الحلق.
خلط المرة بالعسل
يمكنكِ أيضاً خلط كمية بسيطة من مسحوق المرة مع العسل، ثم تناولها ببطء؛ ما يحقق شعوراً بتهدئة التهابات الحلق.
صحيح أن ما ذكرناه آنفاً يُعتبر من الطرق الآمنة لتناول المرة وتخفيف آلام الحلق، غير أن خبراء تحدثوا إلى وسيلة إعلامية زميلة أكدوا أنه يجب توخي الحذر؛ لأن الاستخدام المفرط أو بتركيز عالي قد يؤدي إلى تحسس الأغشية المخاطية بدلاً من تهدئتها.
مخاطر عشبة المرة
هناك بعض المحاذير التي تجب مراعاتها عند استخدام عشبة المرة:
الحمل: قد تؤثر المرة في الرحم؛ لذا يجب تجنبها في أثناء الحمل.
مرضى السكري: قد تخفض المرة نسبة السكر في الدم؛ ما يتطلب متابعة دقيقة للغلوكوز.
الخضوع للجراحة: نظراً لتأثيرها في سكر الدم؛ يُنصح بعدم استخدامها قبل الجراحة بأسبوعين.
تجربتي مع عشبة المرة
تقول نجلاء، 38 عاماً، من القاهرة: 'كلما أُصبت باحتقان الحلق، كنت ألجأ إلى المضادات الحيوية، لكن منذ عام، نصحتني جدتي بالمضمضة بالمرة. جربتها، وشعرت بتحسن في غضون يومين فقط، ولم أعُد أحتاج لمضاد حيوي في كل مرة'.
مثل هذه الشهادات لا تعني بالضرورة فاعلية مثبتة علمياً، لكنها تعكس أهمية الأعشاب الطبية في ثقافتنا، ودورها في تعزيز الوقاية الطبيعية، إذا ما استُخدمت باعتدال وتحت إشراف متخصص.
الوقاية من أمراض الحلق
صحيح أن عشبة المرة فعَّالة في علاج التهابات الحلق بحسب التجارب الشعبية وكذلك الدراسات العلمية، لكن من الأفضل اتباع طرق للوقاية من أمراض الحلق بشكل عام.
بحسب الخبراء، فإن فرص الإصابة بأمراض الحلق ترتفع مع تقلبات الطقس وتزايد التلوث وانتشار الفيروسات؛ لذلك تزداد أهمية الوقاية التي يمكن أن تتحقق من خلال العناية بالجهاز المناعي؛ إذ إن المناعة القوية هي خط الدفاع الأول ضد الالتهابات، ويتحقق ذلك من خلال:
التغذية السليمة
تناول الخضروات الورقية، والحمضيات، والزنجبيل، والعسل الطبيعي؛ جميعها أطعمة تساهم في تقوية المناعة وتلطيف الحلق.
الترطيب
يُعد الترطيب أحد أبسط الوسائل وأكثرها فاعلية؛ فشرب الماء بانتظام يُحافظ على رطوبة الأغشية المخاطية ويمنع جفاف الحلق، خاصة في البيئات الجافة أو المكيفة.
التوقف عن التدخين
من أهم الخطوات هو التوقف عن التدخين –سواء المباشر أو السلبي– الذي يُعد من أبرز أسباب تهيج الحلق المستمر.
غسل اليدين بانتظام
اغسلي يديكِ بانتظام وتجنبي ملامسة الوجه؛ فهذه الطريقة تقضي على الفيروسات المسببة لالتهاب الحلق.
كما أن استخدام مرطب للجو، وتجنب الصراخ أو الإجهاد الصوتي، خاصة للأشخاص الذين يستخدمون أصواتهم مهنياً، قد يخفف كثيراً من خطر الإصابة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مجلة سيدتي
١١-٠٥-٢٠٢٥
- مجلة سيدتي
فوائد قشور السيليوم للقولون... سلاح طبيعي لدعم الجهاز الهضمي
تتزايد مشاكل الجهاز الهضمي على المستوى العالمي بشكل متسارع، وعلى رأسها متلازمة القولون العصبي والإمساك المزمن، لذا بدأت الأنظار تتجه نحو الحلول الطبيعية التي أثبتت فعاليتها علمياً دون آثار جانبية مقلقة. في الآونة الأخيرة ذاع صيت قشور السيليوم (Psyllium Husk) كواحدة من الألياف الطبيعية القوية التي تعزز صحة القولون وتسهم في تحسين الهضم بشكل ملحوظ، ولكن هل قشور السيليوم مفيدة بالفعل للقولون؟ إليك الإجابة في الموضوع الآتي. ما هي قشور السيليوم؟ قشور السيليوم مستخرجة من بذور نبتة تُعرف علمياً باسم Plantago ovata، وهي غنية بالألياف القابلة للذوبان في الماء، وبفضل هذه الخاصية، تعمل على امتصاص الماء داخل الأمعاء، مكونة كتلة هلامية تُسهِّل حركة الأمعاء، وتقلل من التقلصات والانزعاج الناتج عن مشاكل القولون. فوائد قشور السيليوم أثبت العلم عدة فوائد لقشور السيليوم والتي ربما تساهم في علاج القولون وتخفيف الأعراض المرتبطة به، وهي كالآتي: علاج للإمساك من أبرز فوائد السيليوم للقولون أنه يعد مليناً طبيعياً، وبحسب موقع Health Line فإنه يلعب دوراً في تخفيف الإمساك بطريقة آمنة، فعند تناول قشور السيليوم مع كمية كافية من الماء، تمتص الألياف السوائل في القناة الهضمية وتكوِّن كتلة تشبه الهلام تحفز الأمعاء على الحركة، فإذا كان الإمساك بسبب بطء حركة الأمعاء، فإن قشور السيليوم ستكون حلاً رائعاً بديلاً للعلاج بالملينات الصناعية التي قد تسبب الاعتياد أو تؤدي إلى آثار جانبية على المدى الطويل. تعزيز انتظام القولون جزء من مشاكل القولون هو أن المريض يعاني من اضطراب في تنظيم حركة الأمعاء، ما بين نوبات إمساك وإسهال متكررة، وهو ما يعرف أحياناً بمتلازمة القولون العصبي، بحسب ما نشره Medical News Today، فإن قشور السيليوم تلعب دوراً مزدوجاً، حيث تساعد الألياف القابلة للذوبان على امتصاص الماء الزائد في حالات الإسهال، مما يجعل البراز أكثر تماسكاً، وفي الوقت ذاته، تُضيف حجماً إلى البراز في حالات الإمساك، مما يُسهِّل إخراجه ويخفف من الضغط على جدار القولون. تغذية البكتيريا النافعة البكتيريا النافعة في المعدة تلعب دوراً بارزاً في تحسين حالات القولون، وهنا تبرز فائدة أخرى لقشور السيليوم حيث لا تعمل على تحسين حركة الأمعاء فقط، بل تمتد إلى دعم صحة الميكروبيوم المعوي (البكتيريا النافعة)؛ فهذه الألياف تُعد من أنواع "البريبايوتيك"، أي أنها تغذي البكتيريا الجيدة وتساعدها على التكاثر، إن وجود هذه البكتيريا الصحية في القولون يرتبط بتقليل الالتهابات، وتحسين امتصاص العناصر الغذائية، وتعزيز مناعة الجهاز الهضمي. تقليل الالتهابات المعوية بالإضافة إلى دوره في تنظيم حركة الأمعاء، تُظهر الأبحاث أن قشور السيليوم قد تساهم أيضاً في تقليل الالتهابات المزمنة في القولون، وهي من الأسباب الرئيسية في أمراض مثل التهاب القولون التقرحي، وتُشير تقارير إلى أن تناول السيليوم بانتظام يُمكن أن يحسِّن من معدلات التهابات الجسم ويهدئ بطانة المعدة، إن تقليل الالتهابات هنا لا يؤثر على الجهاز الهضمي أو المعدة فقط، بينما يمتد أثره للجسم ككل لتتحسن الصحة العامة؛ إذ ترتبط الالتهابات المزمنة بأمراض أخرى مثل السكري و أمراض القلب. تهدئة آلام القولون العصبي حالات اضطراب القولون ترتبط بشكل كبير بالألم المتكرر، وهو ما يؤثر على جودة الحياة، ولهذا السبب كثير من مرضى القولون العصبي يلجأون إلى حلول سريعة أو أدوية تؤدي أحياناً إلى تفاقم الأعراض، إلا أن إدخال السيليوم ضمن النظام الغذائي أثبت فعالية ملحوظة في تخفيف الأعراض المرتبطة بهذه المتلازمة، خصوصاً الانتفاخ، والغازات، والإحساس بعدم الإفراغ الكامل، ويعود ذلك إلى أن التركيب الهلامي لقشور السيليوم يساهم في تشكيل بيئة معوية متوازنة من ثم يقل الشعور بالألم الناتج عن التقلصات. اقرئي أيضاً العادات اليومية التي تضعف صحتكِ العامة دون أن تشعري وفق اختصاصية تحسين امتصاص المواد الغذائية أشارت الدراسات، إلى أن السيليوم قد يحسِّن من كفاءة الامتصاص في الأمعاء، من خلال تنظيم الحركة المعوية وتوفير وقت كافٍ للإنزيمات الهضمية للعمل بفعالية، وهذا يُعد مهماً لمن يعانون من اضطرابات في الامتصاص، أو من يتناولون مكملات غذائية ويحتاجون إلى تحسين استفادتهم منها. هل قشور السيليوم تملك آثاراً جانبية؟ صحيح أن قشور السيليوم لها العديد من الفوائد، لكن يجب الانتباه إلى أنه يلزم تناولها مصحوبة بتناول كميات كافية من الماء، لأن تناول الألياف دون ترطيب كافٍ قد يؤدي إلى انسداد معوي أو تفاقم الشعور بالانتفاخ. وينصح موقع Healthline الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة في الجهاز الهضمي أو يتناولون أدوية بشكل مستمر، بمراجعة الطبيب قبل بدء تناول السيليوم لتجنّب التداخلات الدوائية. الطريقة الصحيحة لتناول قشور السيليوم عادة ما يوصى بتناول قشور السيليوم في صورة مسحوق يخلط مع الماء أو العصير، ويفضل تناوله بعد الوجبات أو في الصباح الباكر، كما يمكن إضافته إلى الزبادي أو العصائر الخضراء. يُفضل البدء بجرعة صغيرة (ملعقة صغيرة يومياً) وزيادتها تدريجياً وفقاً لاستجابة الجسم، لتجنّب أي شعور مفاجئ بالغازات أو التقلصات.


مجلة سيدتي
٠٧-٠٥-٢٠٢٥
- مجلة سيدتي
العلماء يكتشفون سبباً جديداً لتطور مرض الزهايمر باستخدام الذكاء الاصطناعي
مرض الزهايمر هو أحد أمراض العصر، فهو مرض عُضال، ترتفع معدلات الإصابة به بشكل متسارع، كما أنه لا يزال يصعب علاجه أو السيطرة عليه، ولذلك يعكف العلماء على دراسة أسباب الإصابة بالمرض أملاً في استحداث علاج أكثر فعالية يزرع الأمل لدى المرضى وعائلاتهم، أو هؤلاء الذين لديهم فرص أعلى للإصابة. يبدو أن الذكاء الاصطناعي بات الحليف الأبرز في مجال الاكتشافات الطبية الحديثة، ولاسيما ما قام به في تحديد سبب جديد للإصابة بالزهايمر، فقد توصل علماء من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، عبر تقنيات تحليلية متقدمة قائمة على الذكاء الاصطناعي، إلى تحديد سبب جديد ومحتمل لتطور الزهايمر، يتمثل في وظيفة غير معروفة سابقاً لجين يعرف باسم PHGDH، مما قد يحدث تحولاً كبيراً في آفاق التشخيص والعلاج. إعداد: إيمان محمد كشف جديد يزرع الأمل لدى مرضى الزهايمر يعد هذا الاكتشاف الذي نشر في موقع Cybersecurity Intelligence، من بين أبرز الاختراقات الطبية لهذا العام، ليس فقط لأنه يعيد تعريف دور أحد الجينات في تطور مرض الزهايمر ، بل لأنه يطرح فرصة لعلاج دوائي واعد يسمى NCT-503، قد يساعد مستقبلاً في كبح تقدم المرض. اكتشاف سبب مباشر لمرض الزهايمر قبل هذا الاكتشاف كان يُنظر إلى الجين PHGDH كمؤشر بيولوجي يرتفع في أدمغة مرضى الزهايمر، أي أنه مجرد علامة على وجود المرض وليس سبباً له، لكن باستخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البنية ثلاثية الأبعاد للبروتين الذي ينتجه هذا الجين، توصل الفريق البحثي إلى وظيفة جديدة وخطيرة لهذا الجين. تشير الدراسة إلى أن PHGDH لا يكتفي بإنتاج حمض أميني يدعى السيرين، بل يمتلك بنية فرعية تمكِّنه من الارتباط بالحمض النووي، ومن ثم تغيير التركيبة الجينية داخل الخلية، هذا التغيير في عمل الجينات، وفقاً للباحثين، قد يؤدي إلى اختلالات خلوية تساهم في تطور مرض الزهايمر، وهو ما لم يكن معروفاً من قبل. ما قدمته الدراسة الجديدة لا يعتبر فقط اكتشافاً لجين نشط يرتبط بحالات الزهايمر، بل هو إعادة صياغة لفهم المرض من جذوره الجزيئية، فبدلاً من التعامل مع الزهايمر باعتباره نتيجة تراكمات بروتينية فقط، بات ينظر إليه الآن كاضطراب في نظام التعبير الجيني العصبي، يمكن التحكم فيه من خلال كبح سلوك جيني شاذ في مراحله المبكرة. وبحسب ما ذكره الموقع في تقريره، فإن النماذج الحيوانية والأعضاء الدماغية المزروعة مخبرياً أظهرت أن ارتفاع نشاط هذا الجين أدى إلى تفاقم أعراض الزهايمر، بينما أدى خفض نشاطه إلى تباطؤ تقدم المرض، مما يثبت أنه ليس مجرد سبب بسيط، بل مشارك فعّال في سير المرض. الجين المسبب للزهايمر بحسب ما جاء في تقرير منشور على Slashdot، فإن من أخطر ما كشفه تحليل الذكاء الاصطناعي أن البروتين الناتج عن PHGDH يمتلك جزءاً يشبه "عوامل النسخ"، وهي البروتينات التي تتحكم في عمل أو كبح جينات أخرى، وبهذه القدرة، يصبح PHGDH قادراً على تعطيل أو تفعيل جينات معينة في خلايا الدماغ ، ما قد يؤدي إلى خلل في عمليات إصلاح الخلايا العصبية أو تكوين الوصلات العصبية، وهي عناصر أساسية في وظيفة الذاكرة. وحسب ما ورد في التقرير، فإن هذا الجين لم يكن فقط ينتج بروتيناً له وظيفة كيميائية، بل كان يتصرف كمنسق للتعبير الجيني داخل الدماغ، وهو ما يعيد توجيه البحث الطبي نحو فهم أعمق لمسببات الزهايمر على المستوى الجيني وليس فقط على مستوى تراكم البروتينات غير الطبيعية مثل بيتا أميلويد. العلاج المبكر للزهايمر النتائج الجديدة التي توصل إليها الذكاء الاصطناعي تطرح فرصاً علاجية جديدة وواعدة، قد تنقذ حياة مرضى الزهايمر، ففي ظل هذه النتائج، بدأ الباحثون في استكشاف خيارات علاجية يمكن أن توقف هذا النشاط الجيني، ومن ثم تحد من فرص تفاقم المرض، كما وجدوا أن هناك جزيئاً صغيراً يُعرف باسم NCT-503 يمكنه الارتباط بالبنية الفرعية الخاصة بالبروتين الناتج عن PHGDH، ما يمنع نشاطه في تغيير التعبير الجيني دون أن يؤثر على قدرته في إنتاج السيرين، ومن دون أن يُحدث آثاراً جانبية كبيرة. بحسب الموقع السابق ذكره، عند اختباره على نماذج من فئران مصابة بالزهايمر، أظهر الدواء تحسناً ملحوظاً في أداء الذاكرة والسلوك، وهو ما يعطي أملاً بأن يكون هذا المركّب علاجاً دوائياً أساسياً يستهدف الجين من مراحله الأولى قبل أن يتسبب بتلف كبير في الخلايا العصبية. أهمية الكشف المبكر عن الزهايمر وأثره على مستقبل العلاج حتى الآن، كانت معظم العلاجات الموجهة للزهايمر تركز على إزالة البروتينات المتراكمة أو الحد من الالتهاب العصبي، لكن لم تكن هناك استراتيجيات فعّالة لاستهداف الأسباب الجينية المبكرة التي تقود إلى تطور المرض. لذا، فإن استهداف وظيفة جينية غير تقليدية مثل PHGDH يعد خطوة نوعية يمكن أن تؤسس لجيل جديد من العلاجات. ويرى علماء الأعصاب أن ما حققه الذكاء الاصطناعي هنا يتجاوز كونه أداة تحليل، ليصبح شريكاً فعلياً في الاكتشافات البيولوجية، فبدلاً من أن يبحث العلماء بشكل تقليدي عن الجينات المشتبه بها، يقوم الذكاء الاصطناعي بتحليل مئات الجينات والبروتينات دفعة واحدة للكشف عن علاقات خفية ودقيقة لا يمكن للإنسان رصدها بالسرعة والدقة كلتيهما. اقرئي أيضاً طرق الوقاية من الأمراض المزمنة ليست صعبة مستقبل واعد لمرضى الزهايمر الاكتشاف الذي نحن بصدده لا يزال بحاجة إلى تجارب سريرية عديدة وموسعة، ورغم ذلك فإن النتائج التي تم التوصل إليها بالفعل يمكن وصفها بالواعدة، وهي تقدم أملاً جديداً لمرضى الزهايمر؛ إذ لم يكتفِ العلماء بتحديد سبب جديد، بل قدموا مساراً علاجياً فاعلاً قابلاً للتطوير.


مجلة سيدتي
٣٠-٠٤-٢٠٢٥
- مجلة سيدتي
كيف تحمين نفسك من الإنفلونزا مع تقلبات الطقس؟ إليكِ الطرق الفاعلة
مع دخول فصل الربيع، ترتفع حالات الإصابة بالإنفلونزا بسبب تقلبات الطقس التي تسبب نشاط فيروسات الجهاز التنفسي بشكل عام. ورغم أن الإصابة بالإنفلونزا أو أدوار البرد، حالات لا تثير القلق في العموم، إلا أنه يمكن تفادي المرض من خلال بعض التوصيات الفعالة. بحسب الخبراء؛ فإن الوقاية المسبقة يُمكن أن تحد من فرص الإصابة بالإنفلونزا، ويتحقق ذلك من خلال: تناول التطعيم، وتعديل أنظمة التغذية، واتباع تعليمات الحماية مثل: اعتماد الكمامات في المناطق المزدحمة، وغيرها من التوصيات التي نتناولها في السطور التالية. إعداد: إيمان محمد توصيات الوقاية من الإنفلونزا الإنفلونزا هي عدوى فيروسية تستهدف الجهاز التنفسي ، وتدخل الجسم من خلال الأنف أو الفم، ويمكن الحماية من الإصابة بالعدوى من خلال التالي: تناوُل التطعيم السنوي توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) بضرورة تلقي لقاح الإنفلونزا بشكل سنوي، لكلّ شخص يبلغ من العمر ستة أشهر فما فوق. ويوضح الخبراء أن المناعة المكتسبة من اللقاح تستغرق نحو أسبوعين لتتكوّن؛ مما يجعل من المثالي الحصول عليه مع بداية الموسم الخريفي، أو عند بدء تقلبات الطقس. ويحذّر الأطباء من تأجيل التطعيم حتى ظهور حالات الإصابة؛ لأن اللقاح لا يحمي فقط من الإصابة بالإنفلونزا، بل يقلل أيضاً من حدّة الأعراض والمضاعفات في حال حدوث العدوى. الفيروسات تصيب الشخص من خلال الاحتكاك بشخص مصاب، وإهمال اتباع سبل الحماية الشخصية مثل غسل اليدين. ينصح Red Cross باستخدام الماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية بعد السعال، أو قبل تناوُل الطعام، أو بعد التواجد في أماكن عامة، الأمر الذي يقلل من خطر الإصابة بشكل كبير. في حال عدم توافر الماء والصابون، يُنصح باستخدام معقمات الأيدي التي تحتوي على بنسبة 60% فما فوق من المطهر. كما يجب الامتناع عن لمس الوجه (خاصة العينين والأنف والفم) من دون تنظيف اليدين؛ لأن هذه المناطق هي بوابات دخول الفيروسات إلى الجسم. العزل فور ظهور الأعراض الحد من نشاط فيروسات الجهاز التنفسي هو مسؤولية؛ حتى قبل الإصابة. لذلك تشير التوصيات إلى أن مَن يشعر بأعراض الإنفلونزا، مثل: ارتفاع درجة الحرارة، أو السعال، أو آلام العضلات الشديدة، يجب عليه البدء بعزل نفسه والبقاء في المنزل حتى تتحسن حالته. يوصي الصليب الأحمر بعدم العودة إلى العمل أو الدراسة إلا بعد مرور 24 ساعة كاملة من دون حمى، ومن دون استخدام أدوية خافضة للحرارة. ويؤكد الخبراء أن العزل المنزلي لا يحمي المريض فقط؛ بل يساعد بشكل عام في منع انتشار العدوى للآخرين؛ خاصة مع تقلبات الطقس بين الفصول؛ لأن جهاز المناعة في هذا الوقت من العام يتعرّض لضعف ملحوظ. اقرأي أيضاً: طرق مبتكرة لتعزيز المناعة في فصل الشتاء التغذية السليمة التغذية السليمة هي درع الحماية الأول من الأمراض. بالإضافة إلى التطعيم والنظافة الشخصية، يلعب أسلوب الحياة دوراً محورياً في تعزيز المناعة وحماية الشخص من الإصابة. وهنا يجب التركيز على تناوُل الفواكه والخضروات الغنية بالفيتامينات والمعادن، مثل: فيتامين سي C والزنك؛ لتعزيز مقاومة الجسم. جودة النوم هناك علاقة وثيقة بين النوم والمناعة؛ مما يعني أن النوم الجيد يعزز المناعة. ينصح الخبراء بالنوم من 7 إلى 9 ساعات يومياً؛ حتى يتمكن جهاز المناعة من مقاومة الفيروسات. الرياضة المنتظمة الرياضة تعزز الدورة الدموية، وتساهم في وصول الأكسجين للخلايا المناعية، ويساعد على تجددها. تجب ممارسة الرياضة بشكل منتظم على الأقل ثلاث مرات أسبوعياً؛ لضمان عدم الإصابة بالإنفلونزا ونزلات البرد. الحد من التوتر خلصت دراسات عديدة إلى أن التوتر سبب لضعف المناعة، ومن ثَم الإصابة بالأمراض. يُنصح بممارسة تقنيات الاسترخاء المتعددة والفعالة، مثل: التأمل والتنفس العميق، التي تساهم في تقوية المناعة ضد العدوى، وفقاً لما نصح به موقع International Medical Corps. الكمامة والتهوية مع التزايد المستمر في أعداد الإصابات خلال التقلبات المناخية، تشدد مراكز السيطرة على الأمراض، على ضرورة ارتداء الكمامة في الأماكن العامة والمغلقة؛ خصوصاً المزدحمة أو سيئة التهوية. كما توصي CDC بفتح النوافذ، واستخدام أجهزة تنقية الهواء عندما يكون ذلك ممكناً؛ لتحسين جودة الهواء الداخلي، وتقليل خطر الإصابة بالفيروسات المحمولة جواً. الجدير بالذكر، أن الانتقال بين الفصول يعَد موسم نشاط الفيروسات، من ثَم يجب اتباع إجراءات وقائية مسبقة مثل: التغذية السليمة، والنوم الجيد، والحد من التوتر والإجهاد.