
ستيفن روز يجمع العلم والمجتمع والسياسة في مركّب واحد
اتّبع روز نهجاً اختزاليّاً واسع النطاق في أبحاثه حول الآليات الكيميائية الحيوية للذاكرة، وفي الوقت نفسه تبنى موقفاً سياسيّاً بارزاً بالضدّ من فكرة أنّ السلوك البشري تُحدّده جيناتنا. ساهم روز، بصفته أوّل أستاذ أحياء اختير للتدريس في الجامعة المفتوحة (Open University) - وهي مؤسسة التعليم عن بُعد (Distant Learning) التي تأسست بمبادرة حكومية من حزب العمال البريطاني عام 1969، في ريادة نهج ديمقراطي لتدريس العلوم العملية. كما ساهم روز المعروف بحماسه وروحه القتالية وفصاحته في نقاشات معمّقة مع زملائه العلماء. في سبعينات القرن الماضي تحدّى روز فكرة أن اختبارات الذكاء (IQ)- التي كانت مُعْتَمَدة على نطاق واسع آنذاك في التعليم والتوظيف - تقيس «الذكاء العام» المُحدّد وراثيّاً. دارت هذه النقاشات، وما تلاها من نقاشات مستفيضة، في نطاق ثقافي أوسع من المعتاد في معظم النقاشات العلمية، مدفوعةً بسلسلة من الكتب الشهيرة.
كان من أبرز مُناوئي روز عالم الحشرات إدوارد أو. ويلسون Edward O. Wilson، مؤلف كتاب «البيولوجيا الاجتماعية» (Sociobiology)، ومُنظّر البيولوجيا التطوّرية ريتشارد دوكينز Richard Dawkins، مؤلف كتاب «الجين الأناني» (The selfish Gene)، الذي انضم إليه لاحقاً عالم الأعصاب الإدراكي ستيفن بنكر Steven Pinker أستاذ هارفارد.
رأى روز فكرة «أنّ جذور السلوك الاجتماعي البشري قد غُرِسَتْ من خلال عملية الانتقاء الطبيعي لخدمة إدامة جيناتنا» هي فكرة متهافتة. لم يُشكّك في نظرية التطور الداروينية كقوة دافعة في علم الأحياء؛ غير أنه جادل من منظور ماركسي بأنّ التاريخ والمجتمع لا يقلّان أهمية عن الجينات البشرية في تحديد طبيعة الأفعال البشرية.
في عام 1984 شارك روز في تأليف كتاب «ليس في جيناتنا: علم الأحياء، والآيديولوجيا، والطبيعة البشرية»، بالاشتراك مع عالم الوراثة الأميركي ريتشارد ليونتين وعالم النفس ليون كامين. قدّم الكتاب نقداً لاذعاً لأطروحات البيولوجيا الاجتماعية والحتمية الجينية، بل ذهب أبعد من ذلك في إلقاء اللوم على هذه الآراء في فشلنا المزمن في بلوغ مجتمع أكثر عدلاً. قوبل الكتاب بآراء متباينة، بما في ذلك الإشارةُ إلى أنّ روز وزملاءه قد حرّفوا آراء معارضيهم؛ لكن برغم هذا لم يتراجع روز عن موقفه أبداً. بعد أكثر من عقد على نشر كتاب «ليس في جيناتنا» أعاد روز في كتابه «خطوط الحياة» (Life Lines)، المنشور عام 1997، صياغة حججه، مسلطاً الضوء على الأحداث الارتقائية والبيئية التي تحدث طوال الحياة لكلّ فرد منّا، والتي ليست بطبيعتها مُحددة بصورة مسبّقة، ولكنْ من خلالها يُنظّم الكائن الحي نفسه ليصبح فرداً مميّزاً وفريداً من نوعه. كتب روز في هذا الشأن: «من طبيعة الأنظمة الحية أن تكون غير محددة تماماً، وأن تبني باستمرار مستقبلها الخاص، وإن كان ذلك في ظروف ليست من اختيارنا». واضح أنّها رؤية تعزّز قناعة روز في مناكفته للحتمية الجينية.
كان روز كاتباً آيديولوجياً لا يستطيع الفكاك من ميوله الماركسية، تتدفق كلماته في الكتابة بسهولة كما تتدفّق في الحياة الواقعية، جامعاً بين العلم والمجتمع والسياسة في مركّب معقّد واحد. أتاحت منحة دراسية لروز دراسة العلوم الطبيعية في كلية كينغز بجامعة كامبريدج، حيث كان ينوي في البداية التخصص في الكيمياء؛ لكنّه وجد نفسه في بيئة تعجّ بالاكتشافات الجديدة في الكيمياء الحيوية، بما في ذلك «الحلزون المزدوج» (The Double Helix) للحمض النووي الذي اقترحه جيمس واتسون James Watson وفرانسيس كريك Francis Crick في بدايات العقد الخمسيني من القرن العشرين. التقى روز بهيلاري تشانتلر، وهي طالبة ناضجة أرملة كانت تدرس علم الاجتماع في كلية لندن للاقتصاد عام 1960، وتزوّجا في العام التالي. منذ ذلك الحين تشارك الزوجان الرؤية الآيديولوجية والمتبنيات العلمية.
كان العمل السياسي والاحتجاج جزءاً أصيلاً من حياة روز منذ طفولته؛ فقد تعرّض لهجوم من راشقي الحجارة الفاشيين في أواخر الأربعينات من القرن العشرين، وشارك في معارك ضارية مع الشرطة البريطانية أثناء تظاهره ضد غزو السويس وهو لم يزل طالباً جامعياً. شكّل ستيفن وهيلاري شراكة وثيقة، شخصية ومهنية: شاركته هيلاري في تأليف العديد من كتبه، وكانا عضوين مؤسسين في الجمعية البريطانية للمسؤولية الاجتماعية في العلوم.
لم تكن مشاركة هيلاري لزوجها في عمله العلمي ناتجة عن رغبة مجرّدة في المشاركة؛ بل جاءت في سياق عملها العلمي. عملت هيلاري أستاذاً للسياسة الاجتماعية في جامعة برادفورد البريطانية، مع اهتمام خاص بعلم اجتماع العلوم، واتّحد الزوجان في نشاطهما السياسي (الماركسي على نطاق واسع، ولكنه لم يكن مؤيداً للسياسة الشيوعية السوفياتية) في قضايا مثل حرب فيتنام، والسيطرة على الأسلحة الكيميائية والبيولوجية.
بعد بداية متعثرة كباحث ما بعد الدكتوراه في جامعة أكسفورد، التي وجد بيئتها رجعية خانقة، أمضى روز خمس سنوات (1964 - 1969) في كلية إمبريال كوليدج لندن. في عام 1969 انضمّ إلى الجامعة المفتوحة، حيث أسّس قسم علوم الحياة من الصفر، وأسّس، انطلاقاً من المبادئ الأولى، كيفية تدريس العلوم من خلال مزيج من الدراسة المنزلية والتجربة، والبرامج التلفزيونية، والمدارس الصيفية. كانت تلك سياسة تعليمية جديدة ثورية الطابع في البيئة الإنجليزية المحافظة.
تقاعد روز في عام 1999؛ لكنه احتفظ بمختبره، واستمر في إجراء البحوث لأكثر من عقد، كما ظلّ مواظباً على الكتابة النشيطة التي توّجها بالعديد من الكتب الممتازة عن الدماغ البشري والعلوم العصبية.
قد نختلف مع ستيفن روز في رؤاه؛ لكن ليس باستطاعتنا نكرانُ الأفق الإنساني الواسع لكتاباته. ليس ثمّة مشتغلٌ بالعلم يستطيع مواصلة العيش في كبسولة مشيّدة بجدران مضادة للآيديولوجيا أو السياسة. إنّهما كالهواء الذي نتنفّس، توجدان في كلّ مكان وزمان. حسبُهُ أن لا يعمل على جعل تلك الآيديولوجيا أو السياسة منتجة لعلم زائف، وألا يستبدل التوجّه الإنساني للعلم بتوجّهات مضادة للإنسانية أينما كانت وكيفما كانت. في هذا الشأن أستطيع القول بثقة معقولة إنّ ستيفن روز غادر عالمنا بضمير غير مثقل بأيّ من مثالب الآيديولوجيا أو ألاعيب السياسة، وهذا امتيازٌ قد يعسر نَيْلُهُ في عالمنا المعاصر.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 2 أيام
- عكاظ
سائح يعثر على قنديل بحر منقرض منذ 50 عاماً
في اكتشاف جديد، عثر سائح في جزر هبريدس الخارجية على قنديل بحر يُعتقد أنه انقرض منذ نحو 50 عامًا. كان قنديل البحر المعروف باسم ديباستروم سياثيفورم، تم رصده آخر مرة في المياه عام 1976، قبل أن يُعتبر من الأنواع المنقرضة، إلا أن السائح نيل روبرتس الذي كان يستمتع بزيارة برك الصخور، اكتشف أربعة من هذه الكائنات البحرية العائمة، ليُفاجئ العلماء بوجودها الحي في المياه مرة أخرى. وقد أكد جاي فريمان، محرر مجلة الحياة البرية البريطانية، اكتشاف روبرتس بعد أن قام بزيارة الموقع ووجد المزيد من قناديل البحر هناك. ووصف فريمان هذا الاكتشاف بالاستثنائي، قائلًا: «كان الأمر أشبه برؤية شبح». وأضاف أن هذا النوع النادر يُعد جزءًا من مجموعة من 50 نوعًا معروفًا من قناديل البحر ذات السيقان، التي تختفي عن الأنظار عادة نظرًا لأسلوب حياتها الثابت. وتفاعل العلماء مثل ألين كولينز من متحف سميثسونيان ووصفوا الاكتشاف بأنه «رائع حقًا»، معربين عن أملهم في أن يُساهم هذا الكشف في فهم أفضل لهذه الأنواع النادرة. وبدورها أكدت كريستين جونسون من مركز التسجيل البيولوجي في جزر هبريدس الخارجية أن هذا الاكتشاف يعد تذكيرًا بقيمة ملاحظة البيئة من حولنا، حيث يمكن أن تكون الاكتشافات القيمة في أبسط الأشياء اليومية. ويعكس هذا الاكتشاف الأمل في إعادة اكتشاف الأنواع البحرية التي كان يُعتقد أنها اختفت، وهو دعوة لتجديد الاهتمام بحماية البيئة البحرية. أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 3 أيام
- الشرق الأوسط
ابتكار روبوت جراحي ذاتي الحركة والرؤية
طوّر باحثون من الأكاديمية الصينية للعلوم، بالتعاون مع جامعتيْ إمبريال كوليدج لندن وغلاسكو في بريطانيا، روبوتاً جراحياً دقيقاً قادراً على التنقل داخل الجسم البشري باستخدام نظام رؤية داخلية ذاتية، دون الحاجة إلى مستشعرات أو كاميرات خارجية. وأوضح الباحثون أن هذا الروبوت يُعدّ الأول من نوعه الذي يدمج نظام تغذية راجعة بصرياً داخلياً بالكامل، مما يسمح له بتصحيح حركته بدقة عالية، في خطوة رائدة بمجال الجراحة الدقيقة والذاتية. ونُشرت نتائج الدراسة، الجمعة، في دورية (Microsystems & Nanoengineering). وتُستخدم الروبوتات المجهرية في الجراحات الدقيقة، حيث تتطلب التدخل في مناطق بالغة الحساسية مثل الأعصاب، والأوعية الدموية الدقيقة، والأنسجة الرقيقة. ومع تطور التكنولوجيا، باتت الروبوتات المجهرية خياراً واعداً، إذ توفّر ثباتاً وتحكّماً يتجاوز القدرات البشرية، خصوصاً في جراحات الدماغ والعين، أو في استئصال الأورام العميقة. ويُعد التحكم الدقيق في هذه الروبوتات عاملاً حاسماً لنجاحها، ولا سيما في البيئات الحيوية الحساسة، فأي انحراف بسيط قد يؤدي إلى ضرر غير مقصود، خصوصاً عند التعامل مع خلايا أو أنسجة دقيقة. ولتحقيق حركة ميكرومترية دقيقة، تُستخدم خوارزميات تغذية راجعة لحظية. لكن الحفاظ على هذه الدقة، في ظلّ عوامل خارجية مثل الجاذبية أو الاهتزازات أو التشويش الكهرومغناطيسي، لا يزال يمثل تحدياً كبيراً. ويعتمد الروبوت الجديد على أذرع دقيقة مثبتة على هيكل ثلاثي الأبعاد مطبوع بتقنية الطباعة المجسمة، حيث استُبدلت بالمفاصل التقليدية عناصر مرنة تتيح حركة دقيقة وسلسة وخالية من الارتداد. الأهم من ذلك أن الفريق البحثي دمج كاميرا بصرية دقيقة للغاية داخل الروبوت، تعمل على تتبُّع علامات بصرية تُعرف باسم «AprilTag» لمراقبة الحركة داخلياً. ويُحلِّل النظام الصور لحظياً باستخدام وحدة تحكم تعتمد على خوارزمية «PID»، لتصحيح مسار الروبوت بشكل فوري أثناء الحركة، والتعامل مع أي اضطرابات خارجية مثل الجاذبية أو اهتزاز يد الجرّاح. وأظهرت التجارب أن الروبوت يتمتع بدقة عالية جداً، مع أداءٍ فاقَ أنظمة الروبوتات المجهرية التقليدية. ووصف الباحثون هذا التطور بأنه يمثل نقلة نوعية في مجال الروبوتات المجهرية، حيث يوفّر دمج الرؤية داخل الروبوت نظاماً أكثر موثوقية ودقة ومرونة، وهي خصائص ضرورية لأي أداة طبية تُستخدم داخل جسم الإنسان. كما أشاروا إلى أن تصميم الروبوت المدمج والمستقل يجعله مثالياً للعمل في بيئات ضيقة ومعقمة، مثل الجراحات طفيفة التوغل أو عمليات استئصال الأنسجة بالليزر، دون الحاجة إلى أجهزة خارجية قد تعوق الحركة أو تزيد من تعقيد الإجراءات الجراحية.


الشرق الأوسط
منذ 5 أيام
- الشرق الأوسط
عودة «قنديل الأشواك المُنقرض» بعد نصف قرن من الغياب
في اكتشاف علمي نادر قد يُعيد كتابة السجلات البيئية، ظهر قنديل البحر المُزهر «ديباستروم سياثيفورم» الذي يشبه زهرة الشوك، بعدما عُدَّ منقرضاً عالمياً منذ عام 1976، وذلك في بركٍ صخرية بجزيرة «ساوث يوست» الاسكوتلندية النائية. وذكرت «الغارديان»، أنه لنحو نصف قرن، اختفت كل الآثار لهذا الكائن البحري الفريد الذي يتشبَّث بالصخور مثل شقائق النعمان، حتى ظنَّ العلماء أنّ آخر تلك الأنواع قد لفظ أنفاسه الأخيرة عند سواحل «روسكوف» الفرنسية. لكن القدر كان يُخبئ مفاجأة ساحرة بين طيات الصخور الاسكوتلندية. فقد عثر أحد المُصطافين خلال تجواله في برك الصخور في «ساوث يوست» على 4 من هذه الكائنات، والتقط لها صوراً تُعدّ أول صور فوتوغرافية موثّقة لهذا النوع، الذي كان معروفاً سابقاً فقط من خلال رسومات ولوحات تاريخية. أُعلن عن هذا الاكتشاف في مجلة «الحياة البرية البريطانية»، وأكدته عملية بحث لاحقة، عُثر خلالها على كائن آخر من هذا النوع، ما يمنح الأمل في وجود مجموعة مستقرّة منه على الجزيرة الاسكوتلندية. في القرن الـ19، كان قنديل البحر «ديباستروم سياثيفورم» نادراً، لكنه كان يُسجّل بانتظام في جنوب غربي بريطانيا من علماء أحياء بحرية، من بينهم العالم الشهير فيليب هنري غوس، الذي أطلق عليه اسم «كأس اللوسرناريا». لكن في منتصف القرن الـ20، اختفى من الشواطئ البريطانية، وكان آخر رصد له في لِندي بمقاطعة ديفون عام 1954. قال نيل روبرتس، الذي أعاد اكتشاف القنديل حين قلب صخرة ورأى شقائق النعمان وقناديل البحر، إنه شعر بالشك عند البحث على الإنترنت، إذ لم تتطابق صوره إلا مع بعض الرسومات القديمة بالقلم والماء، لكنه أبدى سعادته عندما أكّد الخبراء أنّ ما وجده هو القنديل المفقود. سجَّل محرّر مجلة «الحياة البرّية البريطانية»، غاي فريمان، «ديباستروم سياثيفورم» مرة أخرى، وسافر إلى «ساوث يوست»؛ لإجراء بحث إضافي هذا الصيف. علَّق: «عندما نشر نيل الصور للمرة الأولى، كان الأمر أشبه برؤية شبح. كائن لم يكن له وجود إلا في الرسوم القديمة، ظهر فجأة حيّاً. من المُشجّع حقاً أنه لا يزال موجوداً بعد عامين من اكتشاف نيل، ولكن علينا الآن توسيع البحث لمعرفة إن كان موجوداً في أماكن أخرى». وهناك نحو 50 نوعاً من قناديل البحر المعروفة علمياً، منها 10 أنواع في المياه البريطانية والآيرلندية. وهي قريبة من قناديل البحر الحقيقية، وشقائق النعمان البحرية، والمرجان، وعادة لا يزيد طولها على 5 سنتيمترات، وتستخدم ممصّاً للالتصاق بالصخور أو الطحالب. من جهته، قال الخبير العالمي في قناديل البحر ذات السويقة من مؤسّسة «سميثسونيان» في واشنطن، آلن كولينز: «هذا اكتشاف رائع، وشعرت بسعادة حين علمتُ به. يمكننا الآن أن نؤكد أن هذا النوع النادر لا يزال موجوداً. وآمل أن يُعثر على مزيد منه قريباً». وعقَّبت كريستين جونسون من سجل الحياة البيولوجية في جزر هبرديس الخارجية: «نشعر دائماً بالحماسة عند تسجيل نوع جديد في جزرنا، ولكن ليس من المُعتاد أن يكون ذلك النوع مما كان يُخشى انقراضه. هذا مثال رائع على الإسهام الذي يقدّمه علماء الطبيعة المحلّيون في معرفتنا بالتنوّع البيولوجي في جزر هبرديس والمملكة المتحدة».