
عودة «قنديل الأشواك المُنقرض» بعد نصف قرن من الغياب
وذكرت «الغارديان»، أنه لنحو نصف قرن، اختفت كل الآثار لهذا الكائن البحري الفريد الذي يتشبَّث بالصخور مثل شقائق النعمان، حتى ظنَّ العلماء أنّ آخر تلك الأنواع قد لفظ أنفاسه الأخيرة عند سواحل «روسكوف» الفرنسية. لكن القدر كان يُخبئ مفاجأة ساحرة بين طيات الصخور الاسكوتلندية.
فقد عثر أحد المُصطافين خلال تجواله في برك الصخور في «ساوث يوست» على 4 من هذه الكائنات، والتقط لها صوراً تُعدّ أول صور فوتوغرافية موثّقة لهذا النوع، الذي كان معروفاً سابقاً فقط من خلال رسومات ولوحات تاريخية.
أُعلن عن هذا الاكتشاف في مجلة «الحياة البرية البريطانية»، وأكدته عملية بحث لاحقة، عُثر خلالها على كائن آخر من هذا النوع، ما يمنح الأمل في وجود مجموعة مستقرّة منه على الجزيرة الاسكوتلندية.
في القرن الـ19، كان قنديل البحر «ديباستروم سياثيفورم» نادراً، لكنه كان يُسجّل بانتظام في جنوب غربي بريطانيا من علماء أحياء بحرية، من بينهم العالم الشهير فيليب هنري غوس، الذي أطلق عليه اسم «كأس اللوسرناريا». لكن في منتصف القرن الـ20، اختفى من الشواطئ البريطانية، وكان آخر رصد له في لِندي بمقاطعة ديفون عام 1954.
قال نيل روبرتس، الذي أعاد اكتشاف القنديل حين قلب صخرة ورأى شقائق النعمان وقناديل البحر، إنه شعر بالشك عند البحث على الإنترنت، إذ لم تتطابق صوره إلا مع بعض الرسومات القديمة بالقلم والماء، لكنه أبدى سعادته عندما أكّد الخبراء أنّ ما وجده هو القنديل المفقود.
سجَّل محرّر مجلة «الحياة البرّية البريطانية»، غاي فريمان، «ديباستروم سياثيفورم» مرة أخرى، وسافر إلى «ساوث يوست»؛ لإجراء بحث إضافي هذا الصيف.
علَّق: «عندما نشر نيل الصور للمرة الأولى، كان الأمر أشبه برؤية شبح. كائن لم يكن له وجود إلا في الرسوم القديمة، ظهر فجأة حيّاً. من المُشجّع حقاً أنه لا يزال موجوداً بعد عامين من اكتشاف نيل، ولكن علينا الآن توسيع البحث لمعرفة إن كان موجوداً في أماكن أخرى».
وهناك نحو 50 نوعاً من قناديل البحر المعروفة علمياً، منها 10 أنواع في المياه البريطانية والآيرلندية. وهي قريبة من قناديل البحر الحقيقية، وشقائق النعمان البحرية، والمرجان، وعادة لا يزيد طولها على 5 سنتيمترات، وتستخدم ممصّاً للالتصاق بالصخور أو الطحالب.
من جهته، قال الخبير العالمي في قناديل البحر ذات السويقة من مؤسّسة «سميثسونيان» في واشنطن، آلن كولينز: «هذا اكتشاف رائع، وشعرت بسعادة حين علمتُ به. يمكننا الآن أن نؤكد أن هذا النوع النادر لا يزال موجوداً. وآمل أن يُعثر على مزيد منه قريباً».
وعقَّبت كريستين جونسون من سجل الحياة البيولوجية في جزر هبرديس الخارجية: «نشعر دائماً بالحماسة عند تسجيل نوع جديد في جزرنا، ولكن ليس من المُعتاد أن يكون ذلك النوع مما كان يُخشى انقراضه. هذا مثال رائع على الإسهام الذي يقدّمه علماء الطبيعة المحلّيون في معرفتنا بالتنوّع البيولوجي في جزر هبرديس والمملكة المتحدة».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 3 ساعات
- عكاظ
سائح يعثر على قنديل بحر منقرض منذ 50 عاماً
في اكتشاف جديد، عثر سائح في جزر هبريدس الخارجية على قنديل بحر يُعتقد أنه انقرض منذ نحو 50 عامًا. كان قنديل البحر المعروف باسم ديباستروم سياثيفورم، تم رصده آخر مرة في المياه عام 1976، قبل أن يُعتبر من الأنواع المنقرضة، إلا أن السائح نيل روبرتس الذي كان يستمتع بزيارة برك الصخور، اكتشف أربعة من هذه الكائنات البحرية العائمة، ليُفاجئ العلماء بوجودها الحي في المياه مرة أخرى. وقد أكد جاي فريمان، محرر مجلة الحياة البرية البريطانية، اكتشاف روبرتس بعد أن قام بزيارة الموقع ووجد المزيد من قناديل البحر هناك. ووصف فريمان هذا الاكتشاف بالاستثنائي، قائلًا: «كان الأمر أشبه برؤية شبح». وأضاف أن هذا النوع النادر يُعد جزءًا من مجموعة من 50 نوعًا معروفًا من قناديل البحر ذات السيقان، التي تختفي عن الأنظار عادة نظرًا لأسلوب حياتها الثابت. وتفاعل العلماء مثل ألين كولينز من متحف سميثسونيان ووصفوا الاكتشاف بأنه «رائع حقًا»، معربين عن أملهم في أن يُساهم هذا الكشف في فهم أفضل لهذه الأنواع النادرة. وبدورها أكدت كريستين جونسون من مركز التسجيل البيولوجي في جزر هبريدس الخارجية أن هذا الاكتشاف يعد تذكيرًا بقيمة ملاحظة البيئة من حولنا، حيث يمكن أن تكون الاكتشافات القيمة في أبسط الأشياء اليومية. ويعكس هذا الاكتشاف الأمل في إعادة اكتشاف الأنواع البحرية التي كان يُعتقد أنها اختفت، وهو دعوة لتجديد الاهتمام بحماية البيئة البحرية. أخبار ذات صلة


مجلة سيدتي
منذ 5 ساعات
- مجلة سيدتي
اكتشاف مذهل.. العثور على حشرة عصا عملاقة في غابات أستراليا
اكتشف علماء أستراليين نوع جديد من حشرات الشبحيات في شمال كوينزلاند بأستراليا، ويعتقد أنه قد يكون الأثقل في البلاد على الإطلاق، إذ يبلغ طوله 40 سم ووزنه أقل بقليل من كرة الغولف. وأطلق الباحثون على هذا المخلوق الاستثنائي اسم "أكروفيلا ألتا" (Acrophylla alta)، وحجمه يتجاوز حجم الصرصور العملاق الحفار الذي كان يحمل لقب أثقل حشرة في أستراليا. اكتشاف حشرة عصا عملاقة في أستراليا ويعود الفضل في هذا الاكتشاف المذهل إلى صورة نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، لفتت انتباه الباحث روس كوبلاند الذي أدرك على الفور أنه قد يكون أمام نوع جديد من الحشرات. هذه الصورة قادت فريقًا من العلماء إلى رحلة بحث مضنية في الغابات المطيرة الكثيفة في هضبة أثيرتون بشمال كوينزلاند، حيث أمضوا ليال عديدة في التتبع والمراقبة قبل أن يعثروا على عينة أنثى بالغة بين منطقتي ميلا ميلا وجبل هيببامي. واللافت في هذا الأمر، أن الوصول إلى هذه الحشرة كان تحدياً بحد ذاته، حيث اضطر الفريق لاستخدام عصا طويلة لإحضار الحشرة من قمم الأشجار الشاهقة حيث تعيش. أثقل حشرة في أستراليا على الإطلاق وأكد أنغوس إيموت، من جامعة جيمس كوك، الذي ساعد في التعرف على النوع الجديد من الحشرات ، إن الحجم الكبير لهذا المخلوق قد يكون استجابة تطورية لبيئته الباردة والرطبة. وقال إيموت، أنه "من المرجح أن كتلة أجسامها تساعدها على البقاء في الظروف الباردة، ولهذا السبب تطورت إلى هذه الحشرة الكبيرة على مدى ملايين السنين"، مضيفًا، أن "ما نعرفه حتى الآن، هذه هي أثقل حشرة في أستراليا". أهمية الاكتشاف ويقول العلماء ، أن أهمية هذا الاكتشاف تكمن في كونه يسلط الضوء على مدى ضآلة معرفتنا بالتنوع البيولوجي، حتى عندما يتعلق الأمر بالحشرات الكبيرة الحجم. ووفقًا لما كسفت عنه الدكتورة نيكول جانتير، خبيرة الحشرات في متحف كوينزلاند، فإن ما يصل إلى 70% من أنواع الحشرات الأسترالية ما زالت تنتظر التصنيف العلمي، وعلقت على هذا الاكتشاف قائلة: "لا يمكننا حماية ما لا نعرف بوجوده"، مشددة على الأهمية البيئية لهذا الاكتشاف. تفسيرات عدة لضخامة هذه الحشرة العملاقة وقد طرح العلماء عدة تفسيرات لضخامة هذه الحشرة غير العادية، ومن أبرزها تكيفها مع البيئة الباردة والرطبة في المرتفعات، حيث يساعد حجمها الكبير على تنظيم حرارة الجسم وتحمل الظروف المناخية القاسية، لكن الغموض ما زال يكتنف الكثير من جوانب حياة هذا النوع، خاصة في ما يتعلق بالذكور التي تبدو مختلفة تمامًا عن الإناث في عالم الحشرات الشبحية (أو الحشرات العصوية)، لدرجة أنها تصنف أحيانا كأنواع أو حتى أجناس منفصلة. وبحسب العلماء، فإن هذا الاكتشاف، لا يضيف فقط نوعًا جديدا إلى سجل التنوع البيولوجي ، بل يذكر أيضًا بأن الطبيعة ما زالت تحتفظ بالكثير من الأسرار التي تنتظر من يكتشفها.


الشرق الأوسط
منذ يوم واحد
- الشرق الأوسط
ابتكار روبوت جراحي ذاتي الحركة والرؤية
طوّر باحثون من الأكاديمية الصينية للعلوم، بالتعاون مع جامعتيْ إمبريال كوليدج لندن وغلاسكو في بريطانيا، روبوتاً جراحياً دقيقاً قادراً على التنقل داخل الجسم البشري باستخدام نظام رؤية داخلية ذاتية، دون الحاجة إلى مستشعرات أو كاميرات خارجية. وأوضح الباحثون أن هذا الروبوت يُعدّ الأول من نوعه الذي يدمج نظام تغذية راجعة بصرياً داخلياً بالكامل، مما يسمح له بتصحيح حركته بدقة عالية، في خطوة رائدة بمجال الجراحة الدقيقة والذاتية. ونُشرت نتائج الدراسة، الجمعة، في دورية (Microsystems & Nanoengineering). وتُستخدم الروبوتات المجهرية في الجراحات الدقيقة، حيث تتطلب التدخل في مناطق بالغة الحساسية مثل الأعصاب، والأوعية الدموية الدقيقة، والأنسجة الرقيقة. ومع تطور التكنولوجيا، باتت الروبوتات المجهرية خياراً واعداً، إذ توفّر ثباتاً وتحكّماً يتجاوز القدرات البشرية، خصوصاً في جراحات الدماغ والعين، أو في استئصال الأورام العميقة. ويُعد التحكم الدقيق في هذه الروبوتات عاملاً حاسماً لنجاحها، ولا سيما في البيئات الحيوية الحساسة، فأي انحراف بسيط قد يؤدي إلى ضرر غير مقصود، خصوصاً عند التعامل مع خلايا أو أنسجة دقيقة. ولتحقيق حركة ميكرومترية دقيقة، تُستخدم خوارزميات تغذية راجعة لحظية. لكن الحفاظ على هذه الدقة، في ظلّ عوامل خارجية مثل الجاذبية أو الاهتزازات أو التشويش الكهرومغناطيسي، لا يزال يمثل تحدياً كبيراً. ويعتمد الروبوت الجديد على أذرع دقيقة مثبتة على هيكل ثلاثي الأبعاد مطبوع بتقنية الطباعة المجسمة، حيث استُبدلت بالمفاصل التقليدية عناصر مرنة تتيح حركة دقيقة وسلسة وخالية من الارتداد. الأهم من ذلك أن الفريق البحثي دمج كاميرا بصرية دقيقة للغاية داخل الروبوت، تعمل على تتبُّع علامات بصرية تُعرف باسم «AprilTag» لمراقبة الحركة داخلياً. ويُحلِّل النظام الصور لحظياً باستخدام وحدة تحكم تعتمد على خوارزمية «PID»، لتصحيح مسار الروبوت بشكل فوري أثناء الحركة، والتعامل مع أي اضطرابات خارجية مثل الجاذبية أو اهتزاز يد الجرّاح. وأظهرت التجارب أن الروبوت يتمتع بدقة عالية جداً، مع أداءٍ فاقَ أنظمة الروبوتات المجهرية التقليدية. ووصف الباحثون هذا التطور بأنه يمثل نقلة نوعية في مجال الروبوتات المجهرية، حيث يوفّر دمج الرؤية داخل الروبوت نظاماً أكثر موثوقية ودقة ومرونة، وهي خصائص ضرورية لأي أداة طبية تُستخدم داخل جسم الإنسان. كما أشاروا إلى أن تصميم الروبوت المدمج والمستقل يجعله مثالياً للعمل في بيئات ضيقة ومعقمة، مثل الجراحات طفيفة التوغل أو عمليات استئصال الأنسجة بالليزر، دون الحاجة إلى أجهزة خارجية قد تعوق الحركة أو تزيد من تعقيد الإجراءات الجراحية.