
الخارجية الفلسطينية تحذر من خطورة الاجتياح الإسرائيلي لمدينة غزة
وشددت على أن تنفيذ هذا المخطط يكشف مجددًا حقيقة حرب الاحتلال على الدولة الفلسطينية، ووحدة أراضيها وشعبها وشرعية مؤسساتها، وكذلك على المدنيين الفلسطينيين؛ بهدف تهجيرهم بالقوة بعد تحويل كامل قطاع غزة إلى أرض غير صالحة للحياة البشرية.
وفي الوقت نفسه، ثمّنت خارجية فلسطين الجهود العربية والدولية المبذولة للتوصّل إلى وقف دائم لإطلاق النار بما يمنع تنفيذ مخططات احتلال كامل قطاع غزة، ويضمن حماية المدنيين وإدخال المساعدات الإغاثية بشكل مستدام لهم على نطاق واسع، تمهيدًا للبدء بإعادة الإعمار، وعودة القطاع تحت سيطرة مؤسسات دولة فلسطين الشرعية، وتطبيق إعلان نيويورك، والرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 4 دقائق
- الشرق الأوسط
لماذا فجّر نتنياهو قنبلة «إسرائيل الكبرى»؟
قبل الحرب على غزة، وامتداداتها إلى جغرافياتٍ كثيرة في الإقليم، حلم العالم بشرق أوسط جديد، لعله يصبح واحة استقرارٍ تريح أهله من الحروب وتريح العالم من انشغاله بها. آنذاك... كان محسوباً حساب إسرائيل ومصالحها كدولةٍ يمكن أن تعيش في الشرق الأوسط مثل سائر الدول، تحت مظلة سلامٍ يؤسسه التطبيع الذي كاد يصبح شاملاً، لولا طمع إسرائيل في علاقاتٍ طبيعيةٍ بجميع الدول العربية والإسلامية من دون أن تقدّم الاستحقاق البديهي الذي عرضته السعودية، وهو قيام الدولة الفلسطينية التي تعيش جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل، انطلاقاً من «المبادرة العربية للسلام» و«مؤتمر نيويورك». في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وقعت الانتكاسة الكبرى لفكرة السلام العربي الإسلامي الشامل مع إسرائيل، ليدخل الشرق الأوسط حالة حربٍ مركزها غزة، التي تعرّضت ولا تزال لإبادةٍ شاملة، ولتمتد حربها إلى جبهاتٍ عدة وصفها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، متباهياً، بـ«الجبهات السبع»، التي عدّ نتائجها وما تُحدثه من تغيراتٍ في الإقليم بدايةَ تَشكُّل الشرق الأوسط الجديد الذي يتجاوز مجرد التطبيع مع إسرائيل وتكريسها دولةً عادية من دوله، إلى دولةٍ مركزية قائدة، أساس نفوذها وعلاقاتها القوة العسكرية المتفوقة المستندة إلى جدار دعمٍ أميركي. عرّاب «الحروب السبع» هو نتنياهو، الذي يسجَّل له نجاحٌ لافت في ترويض إدارتين أميركيتين، وضمان دعمهما رغم تحفظاتهما على أدائه بالحرب، وتلكئه في إنهائها، وكذلك ترويضه الحياة السياسية الداخلية، حيث انقسام الدولة والمجتمع بشأن قيادته الحرب؛ مما كرّس ثنائيةً غريبةً نادراً ما تحدث في إسرائيل، هي ظهور أغلبية مريحةٍ للحكومة في البرلمان، مقابل أغلبية للمعارضة في الشارع، وحتى داخل معسكره اليميني حيث الاختلافات الجوهرية بين تشكيلاته، خصوصاً في مسألة تجنيد الحريديم. لقد تمكّن نتنياهو من ترويض هذه الاختلافات الجوهرية، والبقاء على رأس الدولة وفي مركز القرار، إلى أن تجرى انتخابات مبكرة أو في موعدها. نتنياهو فجّر في الآونة الأخيرة قنبلةً رآها كثيرون صوتيةً أو دخانيةً أو انتخابية، أعلن فيها عن «تكليفٍ إلهيٍ» توارثه عن الآباء والأجداد بالعمل على تحقيق «إسرائيل الكبرى»، بما يعني أن إسرائيل الحالية بامتدادها الاحتلالي في الضفة وغزة ولبنان وسوريا، لم تعد تكفي لتجسيد «التكليف الإلهي»، ولا بد إذن من بعض أراضي الجوار، والترشيح البديهي لذلك الأردن ومصر! بحكم موازين القوى البشرية والعسكرية، فليس لدى إسرائيل ما يجعل من تطلعاتها التوسعية الإضافية مشروعاً قابلاً للتحقق، غير أن مجرد إعلان نتنياهو رغبته في «إسرائيل الكبرى»، خصوصاً في ظرفٍ لا تزال فيه المنطقة تعيش حروباً لم تحسم، لا بد من أن يُنتج مناخاً مختلفاً يسمم أجواء الشرق الأوسط ويضع المنطقة كلها تحت هاجس اتساع مساحة النار، بدل تقليصها، واحتمال ولادة ساحات حربٍ جديدةٍ بدل إنهائها. لماذا فجّر نتنياهو قنبلته؟ في إسرائيل هوسٌ لا علاج له، وصفه بدقة هنري كيسنجر حين قال: «لا توجد في إسرائيل سياسةٌ خارجية، بل داخلية فقط!». وبفعل التركيبة الخاصة للدولة وناسها ومن يُنتخبون لإدارتها، أو يجلسون على مقاعد المعارضة، فالتي تقود الحياة السياسية فعلاً هي استطلاعات الرأي التي تفرض على السياسيين لغةً ومواقف وحتى برامج، أساسها الحصول على الأصوات قبل الحصول على مزايا للدولة... ولو دُرست تصريحات أقطاب الحكومة والمعارضة، فسوف نجد أن الجامع المشترك بينها هو استرضاء الناخبين، وإذا كان هنالك من اختلافٍ بينها فهو في الأداء فقط، فما يفعله نتنياهو الآن فعله معارضوه ممن كانوا في موقع القرار، وحتى حين يُطاح عبر انتخاباتٍ عامة، فلن يجرؤ بُدلاؤه على تقديم مبادراتٍ سلميةٍ جدية، ما دام الجمهور لا يمنح أصواته لمن يريد سلاماً مع الفلسطينيين! تشكيلة مواقف هدفها انتخابي، ولكنها ملزمةٌ لأصحابها حين يصلون إلى الحكم. نتنياهو يسعى إلى «إسرائيل الكبرى»، ويجد من يشتري هذه البضاعة، وسموتريتش يريد ضمّ الضفة وإطلاق الرصاصة القاتلة على الدولة الفلسطينية، ويجد مصفقين له، وبن غفير التقط صورةً مع مروان البرغوثي ووجد مَن عدّ اقتحام زنزانة السجين الأعزل عملاً بطولياً يستحق التصويت له. وهؤلاء الثلاثة هم مجرد نماذج وليسوا كل ما يصدر عن ائتلافهم وسعيهم لإبقائه على قيد العمل. في حالةٍ كهذه وإسرائيل تملك ما تملك، كيف لنا رؤية شرق أوسط جديد على الصورة التي نريدها ويريدها العالم؟ الإيجابي في الحالة التي يعمل نتنياهو على تسميمها، وعرقلة الجهود الرامية لتوليد شرق أوسط جديد وفق المواصفات التي يريدها العالم، هو ما وصفته إسرائيل بـ«تسونامي الاعترافات» وما أسس له «مؤتمر نيويورك» من مسارٍ جديدٍ سوف تشاغب إسرائيل كثيراً عليه، ولكنها لا تمتلك القدرة على إلغائه وفرض مسارٍ مغاير.


الشرق الأوسط
منذ 4 دقائق
- الشرق الأوسط
الأقصى... بين حريق وطوفان
ستة وخمسون عاماً تشكل الفارق الزمني بين يومي خميس توافق كلاهما مع الحادي والعشرين من شهر أغسطس (آب). الأول يرجع إلى عام 1969. الثاني يحل غداً. تشاء أقدار اليومين أن يجمع بينهما المسجد الأقصى. ففي صباح أولهما، فوجئ المقدسيون، ومعهم الفلسطينيون والعرب والمسلمون، بل العالم كله، بِمَن يُدعى دينيس مايكل روهان، القادم إلى إسرائيل من أستراليا بدعوى أنه سائح، يُقدِم على تدنيس باحة الحرم الشريف، وإشعال النار في أرجائه. أما نهار غد فيستبق بسبعة وأربعين يوماً حلول الذكرى الثانية لاندلاع حرب «طوفان الأقصى». الواقع المؤلم يقول إن لهب جُرم دينيس روهان لم ينخمد حتى الآن، ويزداد الألم وجعاً فينثر مِلح التهجير على قرح القتل وجراح التدمير، إذ إن هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) عام 2023، لم يؤذِ قطاع غزة، ويعيد كامل الاحتلال إليه فحسب؛ بل هو زاد احتمال عودة المسجد الأقصى للحضن الفلسطيني تعقيداً.القول إن نار حريق 1969 لم تنطفئ بعد، يتعزز عند الأخذ في الاعتبار كل الذي جرى، منذ ذلك العام، ولا يزال جارياً، من محاولات متطرفي المستوطنين اقتحام باحات الحرم الشريف في استفزاز واضح لمشاعر الفلسطينيين، وعموم العرب والمسلمين، بزعم البحث عما يوصف بآثار هيكل سليمان. آخر تلك المحاولات تزعمها المتطرف إيتمار بن غفير، في الثالث من الشهر الحالي، عندما اقتحم 1251 مستوطناً المسجد الأقصى بحجة إحياء ذكرى ما يُسمى «خراب الهيكل». أشهر المحاولات السابقة لها أقدم عليها أرئيل شارون في الثامن والعشرين من سبتمبر (أيلول) عام 2000، وهو يومذاك زعيم حزب «الليكود»، الذي يتزعمه حالياً بنيامين نتنياهو، والتي انفجرت بعدها انتفاضة الفلسطينيين الثانية. واضح لكل ذي بصيرة أن الاستيلاء على المسجد الأقصى مُعْتَقَدٌ عميق الجذور عند غلاة الفكر «الصهيوديني» المتشدد. هؤلاء لن يتراجعوا عن اعتقادهم هذا، هم قد يخففون من تحركهم أحياناً وفق توجهات الرياح السياسية. في المقابل، على الجانب الفلسطيني، سوف يبقى المؤمنون بالمنظور الديني للقضية الفلسطينية متمسكين بمنظورهم هذا من منطلق غير قابل بأي تفسير للصراع يختلف مع اعتقادهم. هذا الفريق أيضاً قد يغير المواقف المُعلنة في مراحل معينة، بما يتماشى مع توجه الريح سياسياً، لكن جوهر الاقتناع ثابت بقوة ثبات عمق الإيمان عندهم.ما تقدم يطرح التساؤل التالي: إذا كان بوسع متطرفي اليمين الإسرائيلي التعايش مع تيارات معارضيهم، أليس ممكناً أن يتعايش معتنقو الفكر الديني فلسطينياً مع المختلفين معهم عقائدياً؟ الإجابة، منطقياً، تقول إن هذا ممكن، وهو حصل من قبل، لكنه تعرض للنسف بعد كل اتفاق كاد يحقق المُراد منه. خلاصة القول إن الواقع الفلسطيني يُوَثِّق أن منطق إلغاء الآخر عقيم، وبالتالي بات مُعيباً ألا يقبل قادة الفصائل الفلسطينية حقيقة أنهم مضطرون، ولو على مضض، للتعايش بعضهم مع بعض، إنقاذاً لما تبقى من أرض لم تضِع حتى الآن، خصوصاً في ضوء تداعيات ما بعد «طوفان الأقصى»، ليس في قطاع غزة وحده، وإنما على مجمل الوضع الفلسطيني، ومنها الإيجابي، سياسياً، رغم فداحة الثمن المدفوع.


الشرق الأوسط
منذ 4 دقائق
- الشرق الأوسط
السعودية... موقف جلي وواضح
مع اقتراب إكمال حرب غزة عامها الثاني، يعاد الحديث عن السلام الشامل في الشرق الأوسط بقبول واقع دولة إسرائيل كجزء من المنطقة. وفي هذا الإطار، يجري الحديث عن الدول التي وقعت اتفاقيات مع تل أبيب، وتلك التي أبدت رغبتها في التوقيع، وتلك التي تضع شروطاً واضحة قبل القبول بفكرة التوقيع، وتلك التي ترفض الفكرة تماماً. وإذا كانت الدول العربية التي وقعت مع تل أبيب تتفاوت في موقفها اليوم، فإن ثمة دولاً ترغب في التوقيع دون وجود رؤية واضحة المعالم لمستقبل تلك العلاقة. فسوريا على سبيل المثال، خرجت من حرب أهلية طاحنة وتريد أن تبني نفسها من الداخل بأن تتجاوز مرحلة الصراعات الإقليمية والداخلية. وقد عبّر المسؤولون السوريون مراراً عن رغبتهم في البعد عن التوتر مع تل أبيب. ومع ذلك لم تخطُ إسرائيل خطوة واحدة تجاه دمشق، بل على العكس، قامت بعدة أعمال عدائية ضدها. لا شك أن الاعتراف بإسرائيل من قبل دولة بحجم السعودية سينقل إسرائيل لموقع آخر على الخريطة الجيوسياسية. لقد قدمت الدول العربية وعلى رأسها السعودية فرصاً عدة لإسرائيل، لكن عنجهية قادة الدولة العبرية أبت أن تقابل هذه الفرص بإقامة سلام عادل ينهي هذه الحروب المتواصلة. في 7 أغسطس (آب) 1981، طرح الملك فهد بن عبد العزيز (ولي العهد آنذاك) خطة سلام شاملة للشرق الأوسط. تضمنت الخطة ثمانية مقترحات عُرفت بـ«مبادئ السلام»، والتي لخصت قرار الأمم المتحدة 242. ركزت المقترحات على حل الدولتين، مع اعتبار القدس الشرقية عاصمة لفلسطين، وأقرت بحق اللاجئين في العودة أو الحصول على تعويض. قوبلت هذه الخطة برفض شديد من إسرائيل، التي وصفتها بـ«مخطط للقضاء على إسرائيل». وفي وقت لاحق، وتحديداً في قمة جامعة الدول العربية ببيروت يوم 28 مارس (آذار) 2002، طرح الملك عبد الله بن عبد العزيز مبادرة أخرى. جاء الإعلان عن هذه الخطة الشاملة للسلام بعد لقاء سابق مع الصحافي توماس فريدمان الذي نشر الخبر. وحسب رواية فريدمان، عندما طرح فكرة السلام على الأمير عبد الله (ولي العهد آنذاك)، نظر إليه الأمير متسائلاً: «هل اقتحمتَ مكتبي؟». ومع ذلك، قوبلت المبادرة العربية برفض إسرائيلي قاطع، حيث كانت تستند إلى قرار الأمم المتحدة رقم 194 الذي يؤكد على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم. طبعاً تهربت إسرائيل من كل هذه المبادرات، بل ورفضتها. ولجأت إلى عقد اتفاقات ثنائية وقعتها إسرائيل مع بعض البلدان العربية، لأنها لا تريد مواجهة تكتل موحد يضعها في موقف ضعيف. هذا الموقف يتّسق مع سياستها طويلة الأمد في التعامل مع الدول ككيانات منفردة لا ككتلة إقليمية. وتتيح لها هذه الاستراتيجية الثنائية استغلال تفوقها العسكري وقدراتها الاقتصادية المدعومة بسخاء من الولايات المتحدة. وهذه الاتفاقيات لا تُعد معاهدات شاملة، بل هي اتفاقات ثنائية تُلزم الأطراف الموقعة عليها فقط، دون أن ترتبط ببعضها البعض، باستثناء وجود إسرائيل كطرف مشترك في كل منها. أما بالنسبة للمملكة العربية السعودية فهي حريصة على أن أي تقدم في عملية السلام العربي الإسرائيلي لا بد أن يكون مصاحباً لقيام دولة فلسطينية، وذلك لإدراك السعودية لعمقها الاستراتيجي ومكانتها المحورية. هذه المكانة الكبيرة جعلت إسرائيل تسعى جاهدة للتوصل إلى اتفاق مع دولة بحجم السعودية. الموقف السعودي الثابت من التعامل مع إسرائيل هو ما يضعف الموقف الإسرائيلي في المنطقة. لذلك، فإن أي اتفاق ثنائي مع إسرائيل لا يمكن أن يكون ناجحاً دون تأمين ضمانات للوفاء بالشروط الأساسية للمبادرة الشاملة التي قدمتها الرياض، والتي يأتي على رأسها: حل الدولتين، والانسحاب من الأراضي المحتلة بعد عام 1967، وحق العودة للاجئين. يزايد البعض على الموقف السعودي الجلي ويطالبون بخطاب حاد، ولكن الواقع يقول إن الموقف السعودي لم يكتفِ بإلقاء الحجة على تل أبيب أمام المجتمع الدولي فحسب، بل وضع واشنطن أمام الأمر الواقع من أن تمارس أي ضغط دبلوماسي لتسريع عملية الاتفاق. فالشروط التي تضعها الرياض معقولة جداً، ولكن قوتها تكمن في كونها إجرائية ويصعب التلاعب معها بوعود أتقنت تل أبيب منحها للآخرين دون الوفاء بها. هنا نقطة الوضوح في الهدف بدبلوماسية ذكية لا تحتاج إلى تصعيد في النبرة.