
"محور ميراج": إسرائيل تتحرك لرسم واقع جديد جنوب غزة… ما القصة؟
اعلان
وصف نتنياهو هذا المحور بأنه سيكون "محور فيلادلفي الثاني"، في إشارة إلى المشروع الأمني الذي يهدف إلى إحكام السيطرة على الحدود وفرض واقع جديد في المنطقة.
وقال
نتنياهو
: "نعمل على تصعيد الضغط بشكل تدريجي، إلى أن يتم تسليم الرهائن. وكلما طال تأخير ذلك، سنواصل زيادة الضغط حتى يتم الإفراج عنهم".
ما هو محور "ميراج"؟
المحور الجديد الذي بدأ الجيش الإسرائيلي بشقه ميدانيًا بين
خان يونس
ورفح، يحمل اسم "محور ميراج"، وهو اسم يُعيد إلى الذاكرة مستوطنة ميراج التي كانت واحدة من أبرز مستوطنات مجمع "غوش قطيف" جنوب غزة.
وتأسست ميراج في سبعينيات القرن الماضي كموقع عسكري إسرائيلي، قبل أن تتحول إلى منطقة سكنية وزراعية عام 1982.
وكانت تُعرف بمزارع الخضار والزهور، ومصانع الكرتون والتعليب، وثلاجات حفظ المنتجات، إلى أن تم إخلاؤها قسرًا ضمن خطة "فك الارتباط" الإسرائيلية عام 2005، والتي شملت هدم 21 مستوطنة وإجلاء نحو 8600 مستوطن من القطاع.
فلسطينيون نازحون يفرّون من حي الشجاعية في غزة، الخميس 3 نيسان/ أبريل 2025، عقب أوامر بالإخلاء أصدرتها القوات الإسرائيلية في المنطقة.
Jehad Alshrafi/AP
أهداف إسرائيل من السيطرة على المحور
يمتد محور ميراج من ساحل البحر غربًا، مرورًا بشارع صلاح الدين الحيوي، وصولًا إلى معبر صوفا على الحدود الشرقية. ويُعد من أبرز الممرات الحيوية في
جنوب غزة
نظرًا لموقعه الجغرافي الاستراتيجي الذي يسمح بربط المعابر والحدود، إلى جانب كونه نقطة إشراف مرتفعة تُمكّن القوات الإسرائيلية من مراقبة كافة التحركات في محافظة خان يونس.
علاوة على ذلك، يقع المحور في منطقة تُعرف بأنها السلة الغذائية الأساسية للجنوب، حيث تنتشر فيها الآبار الجوفية والمزارع التي وفّرت قدرًا من الأمن الغذائي المحدود للسكان في ظل الحصار.
ويرى مراقبون أن مشروع السيطرة على محور ميراج لا يهدف فقط إلى تحقيق مكاسب ميدانية، بل يسعى إلى إعادة هندسة الجغرافيا السكانية والسياسية في غزة.
فلسطينيون نازحون يفرّون من حي الشجاعية في غزة، الخميس 3 نيسان/ أبريل 2025، عقب أوامر بالإخلاء أصدرتها القوات الإسرائيلية في المنطقة.
Jehad Alshrafi/AP
وقال المنسق الإسرائيلي السابق لأنشطة الحكومة في الأراضي الفلسطينية والجنرال إيتان دانغوت إن الاستيلاء على المحور هو بداية عملية واسعة تهدف إلى تقسيم القطاع إلى ثلاث مناطق رئيسية، تسهّل مراقبتها والتحكم في تنقلاتها من قِبل الجيش الإسرائيلي.
وأضاف دانغوت: "هذه العملية تعني فرض سيطرة عسكرية محكمة، تمنع الحركة بين منطقة وأخرى، وتخضع حركة المرور لنظام مراقبة دقيق، حتى بالنسبة لقوافل
المساعدات الإنسانية
التي ستواجه قيودًا أشد". كما أشار إلى أن القرار يتجاوز البعد الأمني، ويحمل دلالات سياسية عميقة، أبرزها محاولة طمأنة القوى اليمينية داخل الحكومة الإسرائيلية عبر إحياء فكرة "العودة" إلى المناطق التي تم الانسحاب منها عام 2005، وخاصة مستوطنات غوش قطيف.
محور فيلادلفي الثاني: إعادة تفعيل النموذج الحدودي
التسمية الإسرائيلية لمحور ميراج بأنه "محور فيلادلفي 2" ليست اعتباطية، بل تعيد للأذهان خطة أمنية إسرائيلية قديمة تُعرف بمحور فيلادلفي، وهو شريط حدودي بطول 14 كيلومترًا على طول حدود غزة مع مصر. ويبدو أن إسرائيل تسعى الآن إلى استنساخ هذا النموذج ضمن استراتيجية أشمل لعزل أجزاء القطاع عن بعضها.
وبحسب المعطيات الميدانية، فإن محور ميراج هو الرابع من نوعه الذي يقيمه الجيش الإسرائيلي داخل غزة، بعد محور فيلادلفي على الحدود الجنوبية،
ومحور نتساريم
الذي يفصل شمال القطاع عن وسطه وجنوبه، ومحور مفلاسيم الذي يفصل محافظة شمال غزة عن مدينة غزة. وتهدف هذه المحاور إلى تقطيع أوصال غزة وتقسيمها إلى مناطق معزولة عن بعضها البعض يمكن التحكّم بها أمنيًا.
Related
ترامب يبحث مع السيسي "الحلول الممكنة" في غزة ويشيد بـ"التقدم العسكري" ضد الحوثيين
بريطانيا تعلق صادرات الأسلحة لإسرائيل وتنتقد ما تفعله الدولة العبرية في غزة
سكان غزة لا طاقة لهم على النزوح مع إصدار إسرائيل مجددا أوامر إخلاء واسعة النطاق
ولا تتوقف خطورة مشروع محور ميراج عند الحدود الجغرافية أو العسكرية، بل تمتد إلى الواقع الإنساني المتدهور أصلًا في القطاع. فالمحور يعزل محافظة رفح عن خان يونس بشكل كامل، ويقضم في طريقه مساحات زراعية شاسعة كانت تمثّل آخر ما تبقى من سلة غذائية للقطاع.
ونتيجة لذلك، يتوقع محللون أن يؤدي ذلك إلى تدمير النشاط الزراعي في جنوب غزة، ما يسرّع من وتيرة المجاعة المنتشرة بفعل الحصار المحكم وإغلاق المعابر منذ أكثر من شهر. ومع تفاقم نقص الغذاء، وازدياد الكثافة السكانية في مناطق محاصرة، يحذّر مختصون من أن هذه الإجراءات قد تُستخدم كوسيلة ضغط لتسريع ما تصفه إسرائيل
بـ"الهجرة الطوعية".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فرانس 24
منذ 3 أيام
- فرانس 24
ريتايو يشق طريقه لرئاسيات 2027 ومن خلفه مدير حملته عثمان نصرو ذي الأصول المغربية
حصيلة القتلى المرتفعة خلال العملية العسكرية الإسرائيلية وخطة نتنياهو السيطرة على قطاع غزة تثير مخاوف الكثير من الصحف الأوروبية التي تتناول بعضها خطر نكبة ثانية، وأخرى مفاوضات "دامية" في الدوحة. لوموند تتحدث عن تواطؤ دول الاتحاد الأوروبي في "إبادة جماعية مؤكدة" في قطاع غزة وتنقل تحذيرات جمعية حقوقية تهدد بملاحقة حكومات الاتحاد أمام محكمة العدل الأوروبية. أما لوفيغارو فتجري لقاءا مع مفاوض أمريكي سابق في اتفاقيات أوسلو يؤكد أن ترامب لا يريد إنهاء الحرب. نتناول أيضا فوز وزير الداخلية الفرنسي برئاسة حزب "الجمهوريون" اليميني و الشبوهات التي تحيط بمدير حملته "عثمان نصرو" في تحقيق على موقع "ميديا بارت" يشير إلى تورطه نصرو في عضويات مشبوهة. نتطرق أيضا للخلاف بين إسرائيل ومصر حول الغاز وبحث القاهرة عن بدائل للغاز الإسرائيلي في قطر وقبرص بحسب صحيفة العربي الجديد.


يورو نيوز
منذ 7 أيام
- يورو نيوز
مواقف ترامب تصدم إسرائيل وتكرّس اختلافًا في الأولويات
تجاهل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب زيارة إسرائيل خلال جولته الحالية في الشرق الأوسط. وقد قوبل ذلك باعتباره مؤشّراً على تركيز إدارته المتزايد على الصفقات الاقتصادية الرابحة مع دول الخليج، بما فيها قطر، التي طالما اتهمها المسؤولون الإسرائيليون بدعم حركة حماس. لكن حكومة بنيامين نتنياهو التزمت الصمت حيال ذلك خلال هذا الأسبوع، رغم أن الرئيس الأمريكي قام بخطوات عديدة تزعزع تصورات الساسة الإسرائيليين حول مكانة تل أبيب لدى حليفها الاستراتيجي الأول. هذا المسار لم يبدأ من زيارة الدول الخليجية الثلاث. فقد ساد التوتر الأوساط السياسية الإسرائيلية، بسبب المفاوضات الأمريكية الإيرانية حول الملف النووي، وقرار ترامب عقد اتفاق وقف إطلاق للنار مع حركة أنصار الله (الحوثيون) في اليمن، رغم استمرار الجماعة في استهداف إسرائيل بالصواريخ البالستية والمسيرات. كذلك، أُجبر المسؤولون الإسرائيليون على الوقوف مكتوفي الأيدي بينما كانت واشنطن تفاوض للتوصل إلى صفقة مع حركة حماس لإعادة عيدان ألكسندر، آخر رهينة أمريكي على قيد الحياة في غزة. ومن السعودية، أعلن ترامب إنهاء العقوبات على سوريا، ودعا إلى تطبيع العلاقات مع الحكومة الجديدة في دمشق، والتي تعتبرها إسرائيل "نظامًا جهاديًا إرهابيًّا" ولا يخفي مسؤولوها شكوكهم تجاهه، إلى درجة استدعت شن هجمات عسكرية على سوريا عبر تنفيذ مئات الغارات منذ سقوط نظام بشار الأسد في 8 كانون الأول / ديسمبر 2024. وفي الوقت الذي تحدث فيه ترامب خلال وجوده في الرياض عن دوره الحاسم في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار مع الحوثيين، كانت صفارات الإنذار تدوّي في مناطق وسط إسرائيل، بما في ذلك تل أبيب، مع اقتراب صاروخ أطلقه أنصار الله من اليمن. وكتب يوآف ليمور، المعلق في صحيفة "إسرائيل اليوم" اليمينية: "يُعاد تشكيل الشرق الأوسط أمام أعيننا من خلال سلسلة من الاتفاقيات والاجتماعات، بينما بقيت إسرائيل (في أفضل الأحوال) مراقبًا على الهامش". لكن ترامب لا يرى في خطواته الأخيرة ما يضرّ بحليفته، وقد قال للصحافيين المرافقين له إنّ هذه الخطوات ستفيد تل أبيب في نهاية المطاف. وأضاف: "هذا جيد لإسرائيل، أن تكون لدينا علاقة مثل علاقتي مع هذه الدول؛ دول الشرق الأوسط، في الأساس جميعها". ولم يُدلِ نتنياهو بأي تعليق حتى الآن، باستثناء شكره لترامب على المساعدة في الإفراج عن الرهينة ألكسندر. لكنه يواجه انطباعًا عامًا واسع النطاق بأن إسرائيل قد باتت في مؤخرة قطار التفاوض في المنطقة، وأنها تتعرض لضغوط دولية بسبب الحرب في غزة التي عرقلت بدورها تطبيع العلاقات مع السعودية. ووقّع ترامب صفقة كبيرة خلال زيارته قطر تمحورت حول شراء طائرات بوينغ. وخلال فترة الانتخابات الرئاسية الأمريكية، أبدى نتنياهو دعمه العلني لترامب في مواجهة الرئيس السابق جو بايدن، الذي أوقف بعض شحنات الذخيرة الثقيلة المتوجهة لإسرائيل، وفرض عقوبات على عدد من المستوطنين الإسرائيليين بسبب ممارستهم العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية. وفي مقابلة مع وكالة رويترز، يرى جوناثان بانيكوف، نائب مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية السابق لشؤون الشرق الأوسط، إنّ أحداث الأسبوعين الماضيين تشير بوضوح إلى وجود "اختلاف واضح في الأولويات"، وأن المعاملة الخاصة التي كانت إسرائيل تتمتع بها من الإدارات الأمريكية قد لا تكون متوفرة اليوم. وقال بانيكوف، الذي يعمل اليوم في مركز أبحاث المجلس الأطلسي في واشنطن: "من الواضح أن ترامب مصمم على المضي قدمًا في أجندة تركز على التجارة والاستثمار والمعاملات". وتابع: "إذا لم تتماشى القضايا السياسية أو الأمنية التقليدية التي كانت الولايات المتحدة وإسرائيل تنسقان بشأنها تاريخيًا بشكل جيد مع أولويات ترامب، فسيمضي قدمًا بها على أي حال". ويعدّ ترامب من أبرز حلفاء إسرائيل بين الرؤساء الأمريكيين، فهو من أعلن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، في إشارة إلى اعترافه بها كعاصمة لإسرائيل، كما وافق على ضمّ مرتفعات الجولان السوريّ لها، فضلًا عن انسحابه من الاتفاق النووي مع إيران عام 2018، في خطوة اعتبرتها تل أبيب انتصارا لها. وعلى الرغم من التأكيدات بأن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية لا تزال قوية، فقد أعرب مسؤولو إدارة ترامب في بعض الأحيان عن إحباطهم من نتنياهو في أحاديث خاصة، بينما يسعى ترامب لتحقيق وعده الانتخابي بإنهاء الحروب في غزة وأوكرانيا بسرعة. ويطالب المسؤولون الأمريكيون نتنياهو ببذل جهود أكبر للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حماس، كما أنهم أبدوا اهتمامًا محدودًا بدعم أي ضربة إسرائيلية لمنشآت إيران النووية، في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة إلى حل دبلوماسي. ويكرّر نتنياهو بين وقت وآخر تصريحاته بشأن عزم إسرائيلتدميرالمنشآت النووية الإيرانية. وقال جيمس هيويت، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، إن الإدارة تواصل العمل مع إسرائيل لتحرير الرهائن الـ58 المتبقين في غزة وتعزيز الأمن الإقليمي في الشرق الأوسط. وأضاف: "لم يكن لإسرائيل في تاريخها صديق أفضل من الرئيس ترامب". وقد لزم المتشددون في الحكومة الإسرائيلية، الذين كانوا قد ابتهجوا سابقًا بإعلان ترامب عن خطة لتهجير سكان غزة وتحويلها إلى منتجع ساحلي، الصمت إلى حد كبير، كما حرص جميع المسؤولين الإسرائيليين على تجنب توجيه أي انتقادات للإدارة الأمريكية. وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية هذا الأسبوع، عند سؤالها عما إذا كانت هناك مخاوف من أن إسرائيل قد تم تهميشها في موضوع إطلاق سراح ألكسندر: "الولايات المتحدة دولة ذات سيادة"، وأن "الحوار الحميم" بين إسرائيل والولايات المتحدة سيُجرى "بشكل مباشر وليس من خلال وسائل الإعلام". وقد أرسلت الدولة العبرية فريقا إلى العاصمة القطرية الدوحة للانضمام إلى محادثات وقف إطلاق النار التي ينسقها المبعوث الخاص لترامب، ستيف ويتكوف، لكن القوات الإسرائيلية كثفت ضرباتها في غزة، مما أسفر عن مقتل العشرات من الفلسطينيين يوم الأربعاء. وقد أشار نتنياهو بنفسه إلى أن إسرائيل، التي أعلنت في وقت سابق من هذا الشهر عن خطط لحملة مكثفة في غزة، لا تزال متمسكة بأهدافها الحربية، بما في ذلك تفكيك حماس كقوة عسكرية وحاكمة. "حتى بعد تبادل الأسرى، سنستأنف الحرب ضد حماس" أضاف، مشيرا إلى "إسرائيل لن تتوقف ولن تستسلم".


يورو نيوز
١٤-٠٥-٢٠٢٥
- يورو نيوز
نتنياهو يُهاجم ماكرون ويتهمه بالانحياز إلى حركة حماس
وقال نتنياهو في منشور عبر منصة "إكس": "بدلًا من دعم المعسكر الديمقراطي الغربي الذي يحارب المنظمات الإرهابية الإسلامية ويدعو إلى إطلاق سراح الرهائن، يطالب ماكرون مرة أخرى إسرائيل بالاستسلام ومكافأة الإرهاب". وأضاف: "إسرائيل لن تتوقف ولن تستسلم، والحكومة عازمة على تحقيق جميع أهداف الحرب: إطلاق سراح جميع رهائننا، وهزيمة حماس عسكريًا وحكوميًا، وضمان ألا تشكل غزة تهديدًا لإسرائيل بعد الآن". وجاءت تصريحات نتنياهو ردًا على مقابلة تلفزيونية للرئيس الفرنسي استغرقت ثلاث ساعات، بثّتها قناة TF1 مساء الثلاثاء، دعا خلالها ماكرون دول أوروبا إلى التوجه نحو فرض عقوبات على إسرائيل، على خلفية تدهور الوضع الإنساني في غزة، حيث يُعتقد أن مئات الآلاف يواجهون المجاعة. وقال ماكرون في المقابلة: "ما تفعله حكومة بنيامين نتنياهو أمر غير مقبول. لا مياه ولا أدوية، الجرحى عاجزون عن المغادرة، والأطباء لا يستطيعون الدخول. ما يجري مخزٍ". وأضاف الرئيس الفرنسي: "نحن بحاجة إلى الولايات المتحدة. ترامب هو من يملك زمام الأمور. تبادلتُ كلمات قاسية مع نتنياهو، وكنت غاضبًا، لكن إسرائيل لا تعتمد علينا، بل تعتمد على السلاح الأمريكي". كانت إسرائيل قد استأنفت عملياتها العسكرية الواسعة في أنحاء قطاع غزة في 18 آذار/ مارس، ثمّ فرضت حصارًا خانقًا على غزة، يمنع إدخال المواد الغذائية والوقود والأدوية، في ظل أزمة إنسانية غير مسبوقة، بحسب الأمم المتحدة، والتي تؤكد أن أكثر من 90% من سكان القطاع، البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات للبقاء على قيد الحياة. وقد أُجبرت عشرات المطابخ الخيرية على الإغلاق بعد نفاد الإمدادات، في وقت ترتفع فيه معدلات سوء التغذية الحاد بين الأطفال، ما دفع إلى توجيه اتهامات مباشرة لإسرائيل باستخدام الجوع كسلاح ضد المدنيين، في إطار ممارسات ممنهجة، ووسط معاناة متواصلة للفلسطينيين منذ أكثر من 19 شهرًا. وقد حذرت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة مرارًا من كارثة إنسانية تلوح في الأفق في غزة، مع عودة المجاعة إلى الواجهة في المناطق المنكوبة بفعل الحرب. وقد أسفرت الحرب الإسرائيلية على غزة، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، عن مقتل 52,928 شخصًا وإصابة 119,846 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، بحسب أحدث حصيلة صادرة عن وزارة الصحة في القطاع.