
زاخاروفا ترد على ستارمر بشأن تسليح أوكرانيا
ردت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على تصريحات رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر، الذي أعلن سابقا أن لندن ستواصل تسليح أوكرانيا حتى بعد 'تحقيق السلام'.
وقالت زاخاروفا في حديث لها الاثنين 'هذا يشبه تعيين شخص مدان بجرائم جنسية ضد الأطفال والسرقة في وظيفة محاسب في روضة أطفال بعد علاجه وعقابه'.
وفي وقت سابق، قال رئيس الوزراء البريطاني إن 'أوروبا ستواصل تسليح أوكرانيا بعد إحلال السلام'، وأعلن أن 'بريطانيا تؤيد إرسال قواتها العسكرية إلى أوكرانيا، كما أنها مستعدة لإرسال طائرات لإغلاق المجال الجوي'، مؤكدا أن 'بريطانيا ستلعب دورا قياديا عند الضرورة، جنبا إلى جنب مع آخرين، في إرسال قوات برية وطائرات إلى سماء أوكرانيا'.
وأشار رئيس الوزراء الى أن 'نجاح مثل هذه المهمات يتطلب دعما قويا من الولايات المتحدة'، واضاف ان 'الدول الأوروبية لا يمكنها تقديم ضمانات أمنية موثوق بها لكييف دون دعم واشنطن'.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


LBCI
منذ 4 ساعات
- LBCI
جوليان أسانج يرتدي قميصاً عليها أسماء أطفال من شهداء غزة (صور)
كان مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج موجودا في مهرجان كان السينمائي الأربعاء لمواكبة فيلم وثائقي عنه يتضمن لقطات لم يسبق أن عُرضت. ولم يشأ الناشط الأسترالي الذي انتهت مشاكله القضائية في حزيران 2024 بعدما مكث في السجن في بريطانيا خمس سنوات وحضر للترويج لفيلم "ذي سيكس بيليون دولار مان" The six billion dollar man للمخرج الأميركي يوجين جاريكي، الإدلاء بأية تصريحات مباشرة. إلاّ أنه ظهر في جلسة تصوير الثلاثاء وهو يرتدي قميصا أبيض يحمل أسماء أطفال فلسطينيين قُتلوا في غزة في الحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع ردا على هجوم حركة حماس عليها في السابع من تشرين الأول. وكتب أيضا على ظهر القميص: "أوقفوا إسرائيل". ويرغب مخرج الأفلام الوثائقية يوجين جاريكي في أن يعطي فيلمه صورة جديدة عن أسانج (53 عاما) يُبرز فيها "صفاته البطولية"، ويدحض الأفكار المسبقة عن الرجل الذي جعلته أثار الجدل بأساليبه وشخصيته. وأُطلِق سراح أسانج في حزيران الفائت من سجن بريطاني يخضع لحراسة شديدة بعدما عقد اتفاقا مع الحكومة الأميركية التي كانت تسعى إلى محاكمته بتهمة نشر معلومات دبلوماسية وعسكرية سرية للغاية. وأمضى الناشط خمس سنوات وراء القضبان في إنكلترا، كان خلالها يرفض تسليمه إلى الولايات المتحدة، بعدما بقي سبع سنوات في السفارة الإكوادورية في لندن، حيث طلب اللجوء السياسي.


الميادين
منذ 5 ساعات
- الميادين
"Naked Capitalism": الشتاء النووي من الحرب الباكستانية الهندية قد يقتل 2 مليار شخص
موقع "Naked Capitalism" الأميركي ينشر مقالاً يتناول فيه المخاطر الكارثية للحرب النووية، حتى لو كانت محدودة، التي كان قاب قوسين أو أدنى بين الهند وباكستان في إثر الصراع الأخير. ويشدد المقال على أنّ حتى "الضربات المحدودة" ليست آمنة، بل قد تؤدي إلى كارثة عالمية بيئية وإنسانية، لذا فإنّ منع الحرب النووية ضرورة مصيرية لبقاء البشرية. أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية: من المهمّ فعل ما بوسعنا لإيضاح أهوال ودمار الحرب النووية حتّى لو كانت "محدودة"، خاصّة أمام الأشخاص مثل السيناتور ليندسي غراهام ممّن يجب أن يكونوا على دراية أفضل، من أنّ اللجوء إلى الأسلحة النووية لكي تحصل الولايات المتحدة على ما تريد كما يقترح ضدّ إيران، والتصرّف كما لو أنّ استخدام الأسلحة النووية التكتيكية أمر مقبول كإجراء تصعيدي. لكن، على ما هو معروف أنّ روسيا لا تتعامل مع الأسلحة النووية التكتيكية كفئة منفصلة في عقيدتها، وهذا يعني أنّ السلاح النووي هو سلاح دمار شامل وأيّ هجوم من هذا المستوى، حتّى لو كان محدوداً جدلاً، سيقابل برد انتقامي نووي. وكان مفتّش الأمم المتحدة السابق سكوت ريتر، قد حذّر بشكل منفصل من أنّ كلّ حرب تقوم بها الولايات المتحدة إذا تقاطعت مع روسيا وأدّت إلى مواجهة ساخنة ستنتهي بحرب نووية حتماً. وفي مقالة أكثر بهجة لكن حذرة، نشرت في "موقع "ذا كونفرسيشن"، عن أنّ الهند وباكستان اتّفقتا على سلام محفوف بالمخاطر، وقد تمكّنتا من تحويل وقف إطلاق النار إلى حالة مستقرة على المدى الطويل للصراع بينهما، حيث يتخلّله أعمال عدائية محدودة للغاية، لكن هل يمكن أن يستمرّ، في حال خفّت الضغوط الداخلية والدولية عليهما. وأشارت المقالة إلى أنّ عدم إدراج باكستان حظر الضربة الأولى في عقيدتها النووية، ليس دقيقاً تماماً. حتّى الآن نجح فهم المسؤولين للآثار المروّعة للحرب النووية في منع استخدامها. ومن الأمثلة الملموسة على ذلك أزمة الصواريخ الكوبية. فقد ذكر جوناثان غلوفر في كتابه "الإنسانية" المتضمّن بحثاً أرشيفياً كبيراً، أنّ هناك عاملين ساهما في الحذر الذي مارسته إدارة كينيدي حين نصبت الصواريخ السوفيتية في كوبا، أولاها كتاب باربرا توكمان "بنادق أغسطس" الذي كان آنذاك من أكثر الكتب مبيعاً، وكانت رسالته الكبيرة هي كيف أنّ لا أحد، أو على الأقلّ العديد من الفاعلين الرئيسيين أراد أن تبدأ الحرب العالمية الأولى، ولكنّ التأخير في الاتّصالات أدّت إلى التراجع في الالتزام بالمعاهدات الموقّعة، وإلى انحراف عربة الحرب إلى أسفل المنحدر. أمّا الرسالة الثانية كانت أنّه في اليوم الأوّل لتولّي كينيدي منصبه، تلقّى هو وفريقه الأعلى إحاطة لمدّة نصف يوم حول ما سيكون عليه تأثير الحرب النووية. لقد أثارت الاشتباكات العسكرية بين الهند وباكستان المسلّحتين نووياً خلال الأسابيع القليلة الماضية، مرّة أخرى السؤال الواقعي ماذا ستفعل حرب نووية "محدودة" بالمناخ العالمي، والإجابة ليست مطمئنّة. كذلك وجدت الأبحاث التي أجريت على مدى العقد الماضي أنّ مثل هذا الصراع سينتج عنه شتاءً نووياً عالمياً كارثياً، يؤدّي إلى قتل أكثر من ملياري شخص، وإلى مجاعات وأمراض قد تقتل مئات الملايين الآخرين. في العقدين الأخيرين من القرن الماضي، حدّدت سلسلة من الأبحاث العلمية التي نشرها علماء سوفييت وغربيون، ومن بما في ذلك العلماء البارزين كارل ساغان، مضيف البرنامج التلفزيوني العلمي "الكون"، وبول كروتزن الحائز على جائزة نوبل، من العواقب الوخيمة على المناخ العالمي لأيّ تبادل نووي كبير بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي. كما أوضح العلماء، عن أنّ الانفجارات النووية ستنتج سحبا ضخمة من الغبار إلى طبقة الأوزون الواقية للأرض، ممّا يحجب معظم ضوء الشمس، ويؤدّي إلى الشتاء النووي، وإلى انخفاض درجات الحرارة العالمية بمقدار 20-40 درجة مئوية لأشهر، وبأقلّ تقدير ستبقى بين 2 و6 درجات مئوية من عام إلى 3. وكلّ ذلك سيسمح بوصول جرعات هائلة من الأشعّة فوق البنفسجية التي ستقتل الكثير من الحياة البحرية التي تشكّل أساس السلسلة الغذائية، ممّا يؤدّي إلى انهيار المجتمعات التي تعتمد على الصيد اقتصاديا وغذائيا. اليوم 09:58 16 أيار 12:30 كما سيصيب الإشعاع أعدادا هائلة من الحيوانات بالعمى، حيث ستضيع وتموت جوعا. وسيؤدّي البرد والغبار إلى فشل واسع النطاق في المحاصيل الزراعية ومجاعة عالمية، وتهديد حياة مليارات البشر الذين لم يموتوا في الانفجارات النووية، بالموت جوعا. لقد ساهمت هذه المحاذير العلمية في التوصّل إلى معاهدات الحدّ من الأسلحة النووية قبل نحو نصف قرن، حيث كان من الواضح أنّنا نخاطر بتغيّر مناخي عالمي كارثي في حالة اندلاع حرب نووية واسعة النطاق. في العام 2008 خلّصت دراسة "تاريخية" نشرها الباحثون بريان تون من جامعة كولورادو، وآلان روبوك من جامعة روتغرز، وريتش توركو من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، إلى أنّ أيّ مواجهة نووية لو محدودة بين الهند وباكستان باستخدام 50 سلاحا بحجم قنبلة هيروشيما، تنفجر في المدن، ستقتل وتصيب كلّ واحدة منها فورا حوالي 45 مليون شخص، كما أنّها تشكّل تهديدا كارثيا لمناخ الأرض. ووجدت ورقة بحثية أخرى في عام 2014 نشرها مايكل ميلز من المركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوّي، أنّ "التبريد العالمي سيمتد لعقود نتيجة لفقدان طبقة الأوزون غير المسبوق في أعقاب أيّ صراع نووي ولو كان إقليميا"، كما أنّ الحصيلة النهائية ستكون عالمية وأرقام عدد ضحاياها ستكون فلكية. استخدم ميلز وزملاؤه من الباحثين معه، نموذجا اختباريا لمناخ نظام الأرض يتضمّن كيمياء الغلاف الجوّي وديناميكيات المحيطات والمكوّنات التفاعلية للجليد البحري واليابسة، لدراسة حرب نووية محدودة يفجّر فيها كل طرف 50 سلاحا بقوّة 15 كيلوطن أي 30% فقط من الرؤوس الحربية الموجودة حاليا، حيث يقدر أنّ الهند وباكستان تمتلكان نحو 340 رأسا حربيا أو أكثر. كذلك ستؤدّي هذه التفجيرات إلى اندلاع 100 عاصفة نارية وهي حرائق ذاتية التغذية تمتص الهواء إلى داخلها وتولّد أعمدة هائلة من الدخان المتصاعد إلى طبقة الأوزون، وينتشر على الصعيد العالمي. كما كشف النموذج أنّ الدخان سيحجب قدرا كاف من طاقة الشمس لخفض متوسّط درجة الحرارة العالمية إلى درجة 1.25 درجة مئوية لمدّة 3 إلى 4 سنوات وبنحو 0.5 درجة مئوية لنحو عقد من الزمن. ستكون التأثيرات مشابهة لما حدث بعد أكبر ثوران بركاني في التاريخ، حين انفجر بركان تامبورا عام 1815 في إندونيسيا، وأدّى التبريد القاتل الناتج عنه في نصف الكرة الشمالي إلى تعطيل الزراعة متسبّبا في مشقّة رهيبة ومآسي، ومنع أوروبا من الحصاد الزراعي على نطاق واسع، مخلّفا مجاعة وانهيارا اقتصاديا. ومع ذلك، فإنّ تأثير التبريد لانفجار البركان الإندونيسي استمرّ حوالي 3 سنوات فقط. بينما يتوقّع أنّ التبادل النووي المحدود بين البلدين سيؤدّي إلى تبريد من 5 إلى سنوات إلى 10 سنوات متتالية بدون صيف وأكثر من عقد من الانخفاض الكبير في غلّة المحاصيل. كما سيؤدّي الصقيع إلى تقليل مواسم النموّ بمقدار 10 إلى 40 يوما سنويا لمدّة 5 سنوات للبلدان الواقعة عند خطوط العرض الوسطى. وسوف ينخفض هطول الأمطار العالمي بنسبة 6% خلال السنوات للمدّة ذاتها وبنسبة 4.5% بعد 10 سنوات، وزيادة معوّقة في حالات الجفاف الإقليمية، وسيؤثّر في حركة الرياح الموسمية الآسيوية، من ضمنها منطقة الشرق الأوسط وشبه القارّة الهندية وجنوب شرق آسيا، سينخفض هطول الأمطار السنوي من 20 إلى 80% نسبيا، بحيث حتّى "الفائز" في الحرب النووية بين الهند وباكستان سيتعرّض لمجاعة مدمّرة من ضعف الأمطار الموسمية الواهبة للحياة. إنّ تدمير الأوزون سيؤدّي إلى كارثة عالمية أخرى. عندما يمتصّ الدخان في طبقة "الستراتوسفير" ضوء الشمس، والتي ستسخن بمقدار 30 درجة مئوية حيث ستدمر التفاعلات الكيميائية طبقة الأوزون بالكامل. عزّزت أحدث الأبحاث هذه الاستنتاجات، حين اندلعت الحرائق الكارثية في الغابات في كندا في عام 2017 وأستراليا في عامي 2019 و 2020 إلى ارتفاع كميات هائلة من الدخان إلى طبقة الستراتوسفير، حيث سمحت هذه الأحداث للباحثين بإجراء اختبارات لما قد تفعله الحرب النووية، من "انعدام الأمن الغذائي العالمي والمجاعة الناجمة عن انخفاض المحاصيل ومصايد الأسماك البحرية والإنتاج الحيواني، بسبب اضطراب المناخ وحقنه بسخام الحرب النووية. وأجمع الباحثون على أنّ أيّ حرب نووية "محدودة بين الهند وباكستان قد تقتل أكثر من ملياري شخص، مع أن 100 سلاح نووي مستخدم في مثل هذه الحرب لا تمثّل سوى حوالي 0.8% من إجمالي الترسانة النووية في العالم التي تضمّ أكثر من 12000 رأس حربي، وقدّر الباحثون أنّ أكثر من 5 مليارات قد يموتون من حرب نووية عالمية واسعة النطاق بين الولايات المتحدة وروسيا. وفي مقال نشر عام 2023 في مجلّة "سياسة الصحة العامّة"، ناشد أندرياس فيلهلمسون وسيث باوم الخبراء والمؤسّسات في مجال الصحة العامّة لدراسة الآثار الصحية الكارثية المحتملة للشتاء النووي بشكل أكثر شمولاً، "بالنظر إلى النطاق العالمي للشتاء النووي، يجب أن تكون هناك مشاركة من خبراء الصحة العامّة والمؤسّسات من جميع أنحاء العالم. خلاصة القول، منع الحرب النووية أمر بالغ الأهمية لحماية مستقبل البشرية وبقائها. نقله إلى العربية: حسين قطايا.


الميادين
منذ 8 ساعات
- الميادين
التحولات الأوروبية في مواجهة الحرب على غزة.. الدلالات والأبعاد الاستراتيجية
المواقف الدولية الجديدة التي تبنتها دول أوروبية والمتمثلة في توقيع 23 دولة أوروبية بياناً يطالب "إسرائيل" بإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، ومواقف الدول الثلاث الأخيرة، بريطانيا وفرنسا وكندا، تمثل تحولاً واضحاً في مسار التعاطي الغربي مع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. فمن الدعم الصريح بعد السابع من أكتوبر، إلى التهديد باتخاذ إجراءات ومقاطعات، بعد أن كانوا حلفاء الأمس، أصبحوا ضاغطين بقوة اليوم، مطالبين بضرورة وقف و إنهاء حرب الإبادة المستمرة في قطاع غزة، فما الذي جرى ولماذا تبدلت نبرة الحلفاء بعد صمت طويل، وهل تتغير قواعد الدعم الغربي لـ "إسرائيل" بعد هذا التحول؟ في تحول لافت أطلقت كل من بريطانيا وفرنسا وكندا تحذيرات صريحة لـ "إسرائيل" مطالبة بوقف الحرب على غزة وإدخال المساعدات الإنسانية إلى سكانها، هذا الموقف يعد تحركاً غير مسبوق سياسياً، جاء بعد موجة متصاعدة ومستمرة في العواصم الأوروبية من التظاهرات والغضب الشعبي والرسمي، التي تزامنت مع موجة ضغوط دولية، كل هذا يمثل لحظة فارقة في العلاقة بين "إسرائيل" وحلفائها الغربيين. تحولت النبرة وتبدلت المواقف ، بعد أن كانت مساندة لـ "إسرائيل"، وقد دفع استمرار القتل والتدمير والإبادة وتفاقم المعاناة الإنسانية ،دولاً أوروبية إلى إعادة النظر في هذا الدعم لـ "إسرائيل"، كما جعل الرئيس الأميركي دونالد ترامب يصعد من موقفه ضد نتنياهو، وصولاً إلى حد التهديد بالتخلي عنه وفق وسائل إعلام أميركية. التحول الجاري في مواقف الدول الثلاث، له دلالات مهمة، إذ يعكس حسابات استراتيجية ودوافع سياسية جديدة، فهذه الدول باتت تخشى من تفجر أو إشعال مواجهات عسكرية جديدة مع دول بعينها نتيجة استمرار الحرب في غزة من شأنها خلط وتعقيد الأوضاع مجدداً في المنطقة، في ظل استمرار ضربات القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر والضربات اليمنية المستمرة على "تل أبيب" من جهة، وتوسع دائرة النفوذ الروسي الصيني في المنطقة على حساب النفوذ الأميركي من جهة أخرى. دولياً، بات واضحاً أن سياسة الكيل بمكيالين لم تعد مقبولة ولا محل لها من الإعراب، في وقت اتخذت فيه هذه الدول مواقف حازمة تجاه حروب أخرى في المنطقة، كالحرب الروسية الأوكرانية، الأمر الذي يضعها أمام اختبار أخلاقي تجاه الحرب الإسرائيلية في غزة. 20 أيار 10:25 20 أيار 09:31 صدور مثل هذه المواقف يعد مؤشراً على أن الموقف الأوروبي الذي كان مساندا لها بالإجماع قبل 18 شهراً بدأ يتصدع بالفعل ولم يعد صلباً كما كان، وأن استمرار الحرب بهذه الدموية والوحشية أعادت فتح نقاشات كبرى حول المسؤولية الدولية الغربية، ومدى شرعية استخدام القوة المفرطة بحق المدنيين الفلسطينيين من جهة، وحدود الدعم السياسي والعسكري الداعم لـ "إسرائيل" من جهة أخرى. التحول الحاصل ليس سطحياً بل يعود إلى جذور الأزمة وسلوك "إسرائيل" الوحشي في تعثر الحرب واستمرار مسلسل الإبادة الجماعية والتطهير العرقي المستمر في غزة ، وإزاء هذا الوضع الكارثي، بات من الصعب سياسياً وأخلاقياً على الدول الغربية تجاهل الإبادة وجعلها ترضخ أمام السيول البشرية التي تخرج رفضاً للحرب، مُطالِبة بوقف الدعم لـ "إسرائيل". مع مرور الوقت وانكشاف المواقف الحقيقية تجاه أهداف استمرار الحرب الإسرائيلية، بات من الصعب استمرار تسويق الرواية والسردية الإسرائيليتين، في ظل تزايد قتل المدنيين والأطفال في غزة، وارتكاب الجرائم البشعة بحق الشعب الفلسطيني، والتهديد بتهجيره. تصاعد موجة الانتقادات الدولية لعدم جدوى استمرار الحرب على غزة، جعل الدول الأوروبية تدرك أن استمرار انحيازها لـ"إسرائيل" سيفقدها مصداقيتها الدولية، وتحديداً بعد المواقف والتقارير الدولية الصادرة عن هيئات ومنظمات دولية و الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية تجاه فظاعة الجرائم التي ترتكب بحق المدنيين في قطاع غزة. بريطانيا التي تعد الأم غير الشرعية لـ "إسرائيل" وشريكتها في الإبادة المستمرة منذ بداية الحرب، تضيق حكومتها ذرعاً بالحرب العبثية المستمرة، وتنادي بشكل صريح بإنهاء الحصار فوراً وإدخال المساعدات الإنسانية، واستدعت السفيرة الإسرائيلية وهددت بفرض عقوبات وعلقت مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة مع "إسرائيل" ، والدول الأخرى بدأت تلجأ إلى أدوات ضغط عملية ضد "إسرائيل" وباتت تدعم الإشارات الأولية لتوجهات مجلس الأمن الدولي الرامية إلى إنهاء الحرب على غزة. السؤال الذي يطرح نفسه هنا، إلى متى ستبقى المواقف العربية تراوح مكانها، ومتى سيلتفت الزعماء العرب إلى ما فعلته بريطانيا ودول أوروبية أخرى ويفعلون مثلها ويسيروا على خطاها؟ متى سيتحركون؟ وكم اتفاقية يمكن تجميدها؟ وكم سفير يمكن استدعاؤه؟ جلّها تساؤلات تقابل بصمت عربي أو بمواقف لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا شك في أن ضعف وتخاذل المواقف العربية هما اللذان يجعلان نتنياهو يتجرأ على التمادي في القتل والإبادة ويجعلان ضغط الإدارة الأميركية على نتنياهو معتدلاً . اتساع دائرة المواقف الدولية الرافضة للعدوان والحصار، وآخرها من عدة دول أوروبية يعد إدانات جديدة لسياسات الاحتلال ودعم متزايد لمطالب الشعب الفلسطيني، والمهم في هذا المشهد أن ما أصبحنا نشاهده اليوم هو بداية تصحيح مسار طويل من الانحياز الأعمى لـ "إسرائيل"، والمعادلة الجديدة بعد هذا التحول تقول بشكل صريح، اذا استمرت الحرب فالضغوط السياسية ستتصاعد، ما قد يفرض على الحكومة الأوروبية اتخاذ خطوات أكثر جرأة ولو على حساب علاقاتها السياسية والاستراتيجية مع "إسرائيل"، وهي قد بدأت بالفعل بالتحول إلى سياسات فعلية بخطوة استعداء السفراء كخطوة أولى على الطريق وربما نشهد خطوات أخرى لاحقة أكثر جرأة تغير معادلة الصراع في المنطقة.