
إيران تستعرض قوتها العسكرية قبل التفاوض مع ترمب
كشفت إيران عن قاعدة صواريخ جديدة تحت الأرض وسط تصاعد التوترات بينها وبين إسرائيل، وهذا الكشف هو الثالث من نوعه منذ يناير (كانون الثاني) 2025.
ويروج المسؤولون الإيرانيون أن القاعدة الجديدة بمثابة القبضة الحديدية المتنامية لطهران، وأنها مجهزة بآلاف الصواريخ دقيقة التوجيه لتعزيز قوتها العسكرية، كما كشفت فرقة الفضاء الجوي التابعة للحرس الثوري الإسلامي الإيراني أن القاعدة تحت الأرض، والتي وصفتها وسائل الإعلام المحلية بأنها مدينة صواريخ عملاقة، هي المنشأة الثالثة من نوعها التي يكشف عنها خلال أقل من شهر، مما يسلط الضوء على توسع القدرات العسكرية الإيرانية، أو في الأقل محاولاتها التظاهر بالشجاعة أمام العالم، ولا سيما بعد الضربات المتتالية التي تعرضت لها من إسرائيل.
وربما تحاول طهران إثبات أنها لا تزال قادرة على تطوير قدراتها العسكرية وإعادة بناء قوة الردع لديها، لذا تهدف من عروض الصواريخ والتدريبات العسكرية الأخيرة إلى تحقيق هدفين، الأول تعزيز الدعم المحلي من خلال الدعاية، والثانية تعزيز الحرب النفسية ضد الولايات المتحدة وإسرائيل، والمفارقة أن طهران تستعرض تلك المشاهد وتشير إلى تضخيم قدراتها العسكرية في وقت يظل برنامجها الصاروخي الباليستي هو التهديد الرئيس.
وطهران تعي مدى تقادم قدراتها العسكرية التقليدية، فلا تزال القوات الجوية والبحرية الإيرانية متأخرة بصورة كبيرة عن نظيراتها الأميركية والإسرائيلية والخليجية كذلك، مما يعنى أنها تشكل تحدياً ضئيلاً أمام القوة البحرية الأميركية أو الإسرائيلية، ولذلك فهي لا تزال تعتمد على التصريحات الدعائية كجزء من استعراض القوة، إذ قال رئيس أركان القوات المسلحة محمد باقري في خطاب له، إن القبضة الحديدية لإيران اليوم أقوى بكثير من ذي قبل، مضيفاً أنه جرى توفير جميع الأبعاد الدفاعية اللازمة لتوليد قدرة عسكرية أقوى بعشر مرات من تلك التي نشرت خلال عملية "الوعد الصادق" التي أُطلقت رداً على الهجمات الإسرائيلية على إيران.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وجرى كذلك استعراض أحدث الصواريخ والقذائف الإيرانية ومن بينها صواريخ "خيبر شيكانس" و"قدر-هس" و"سجيل" و"حاج قاسم"، إضافة إلى صواريخ "كروز" الهجومية البرية، وقد استخدمت إيران كثيراً من هذه الأسلحة خلال الهجوم على إسرائيل.
وتحاول إيران استعراض قوتها العسكرية وسط تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب وقيامه بتحديد مهلة شهرين لطهران للتوصل إلى اتفاق نووي جديد، وإقليمياً تعزز الولايات المتحدة قواتها في الشرق الأوسط، بما في ذلك إصدار وزير الدفاع بيت هيغسيث أمراً بإرسال مجموعة حاملة الطائرات الضاربة "يو أس أس كارل فينسون" التابعة للبحرية الأميركية إلى المنطقة، إضافة إلى مجموعة حاملة الطائرات "يو أس أس هاري أس ترومان" التي مدد هيغسيث انتشارها في الشرق الأوسط، وسط أخبار على وصول 12 طائرة من طراز "أف-35" من قاعدة هيل الجوية إلى المنطقة أخيراً.
ويبدو أن إيران التي أعلنت مرات عدة أنها لن تتفاوض تحت التهديد والضغوط، وهي تشعر في الوقت ذاته بتآكل قدرات الردع لديها بفعل القوة العسكرية الإسرائيلية ضد إيران ووكلائها خلال العامين الأخيرين، لذا فهي تريد أن تبرز أنها إذا دخلت المفاوضات فهي في موضع قوة لا ضعف، ولذلك فهي تحاول القيام باستعراضات القوة تلك.
وفي حين أن إيران لم ترد حتى الآن على رسالة ترمب بالرفض أو القبول، لكن يمكن القول إنه من غير المرجح أن ترد بالرفض على رسالته في وقت تستعرض عبر الفيديوهات القوة العسكرية لديها حتى لا تستفز ترمب، بل العكس فهي تصدر علناً تعظيم وبناء قدراتها العسكرية كنوع من الدعاية التي تحفظ لها ماء الوجه عند الدخول في مفاوضات مع ترمب، حتى لا تدخلها تحت الترهيب والتهديد.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
السلطات التركية توقف 65 جنديا وشرطيا بتهمة ارتباطهم بفتح الله غولن
أوقفت تركيا 65 جندياً وشرطياً صباح اليوم الجمعة، للاشتباه في ارتباطهم بالداعية الإسلامي الراحل فتح الله غولن المتهم بتدبير الانقلاب الفاشل عام 2016. وأفادت وكالة "الأناضول" الرسمية بأن 56 جندياً في الخدمة الفعلية من القوات المسلحة التركية ألقي القبض عليهم، فيما لا يزال البحث جارياً عن سبعة آخرين. في الأثناء، قالت قناة "هالك تي في" إنه جرى توقيف تسعة شرطيين، "معظمهم في إسطنبول". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأضافت وكالة "الأناضول" "في عملية ضد منظمة فيتو (المصطلح التركي لحركة غولن المعروفة باسم 'حزمت') الإرهابية في 36 محافظة تركزت في إسطنبول، قبض على 56 من أصل 63 جندياً في الخدمة الفعلية صدرت في حقهم أوامر توقيف". وبعدما كان غولن حليفاً للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اتهمته السلطات التركية بأنه يترأس منظمة "إرهابية"، فيما كان الداعية يؤكد أن حركته هي عبارة عن شبكة من المنظمات الخيرية والشركات. وحتى بعد وفاته، تعهدت تركيا ملاحقة أتباعه في كل أنحاء العالم.


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
ضغوط أميركية لانتزاع "تنازلات" أوروبية في ملف الرسوم
كثفت الإدارة الأميركية اتصالاتها مع أوروبا والصين واليابان، من أجل تسوية القضايا العالقة في ملف الرسوم الجمركية المتبادلة. ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" اليوم الجمعة أن المفاوضين التجاريين للرئيس الأميركي دونالد ترمب يضغطون على الاتحاد الأوروبي، لخفض الرسوم الجمركية من جانب واحد على السلع الأميركية. ووفقاً للصحيفة فإن المفاوضين يقولون إنه من دون تنازلات لن يحرز الاتحاد تقدماً في المحادثات، لتجنب رسوم مضادة إضافية بنسبة 20 في المئة. ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمها القول إن الممثل التجاري الأميركي جيميسون جرير يستعد لإبلاغ المفوض التجاري الأوروبي ماروش شفتشوفيتش اليوم بأن "مذكرة توضيحية" قدمتها بروكسل في الآونة الأخيرة للمحادثات، لا ترقى إلى مستوى التوقعات الأميركية. وأضافت الصحيفة أن الاتحاد الأوروبي يسعى نحو التوصل إلى نص إطاري متفق عليه بصورة مشتركة للمحادثات، لكن الجانبين لا يزالان متباعدين إلى حد كبير. ولم تتمكن "رويترز" من التأكد من صحة التقرير على الفور، فيما لم ترد المفوضية الأوروبية ومكتب الممثل التجاري الأميركي بعد على طلب "رويترز" للتعليق. وفرضت الولايات المتحدة رسوماً جمركية 25 في المئة على السيارات والصلب والألمنيوم من الاتحاد الأوروبي في مارس (آذار) الماضي، و20 في المئة على سلع أخرى من الاتحاد في أبريل (نيسان) الماضي. وخفضت بعد ذلك الرسوم البالغة 20 في المئة إلى النصف حتى الثامن من يوليو (تموز)، مما أعطى مهلة 90 يوماً لإجراء محادثات للتوصل إلى اتفاق أكثر شمولاً في شأن الرسوم الجمركية. ورداً على ذلك، علق الاتحاد الذي يضم 27 دولة خططه لفرض رسوم جمركية مضادة على بعض السلع الأميركية، واقترح إلغاء جميع الرسوم الجمركية على السلع الصناعية من كلا الجانبين. مشاورات مع الصين وأجرى دبلوماسيان كبيران من الولايات المتحدة والصين اتصالا هاتفياً الخميس، لمناقشة "قضايا ذات اهتمام مشترك" على ما جاء في وثائق رسمية. ويأتي الاتصال بين نائب وزير الخارجية الأميركي كريستوفر لاندو، والنائب التنفيذي لوزير الخارجية الصيني ما تشاوشيو، في فترة تشهد انفراجاً في الحرب التجارية المحتدمة بين واشنطن وبكين. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس في بيان إن المسؤولَين "ناقشا مجموعة واسعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وأكدا أهمية الإبقاء على قنوات الاتصال مفتوحة". وأضافت أن المسؤولَين "أقرا بأهمية العلاقة الثنائية، بالنسبة إلى شعبي البلدين والعالم". وفي بيان نشر في ساعة مبكرة الجمعة في الصين، أعلنت وزارة الخارجية أن ما ولاندو "تبادلا وجهات النظر في شأن العلاقات الصينية – الأميركية، وقضايا مهمة ذات اهتمام مشترك". و"اتفق الجانبان على مواصلة الاتصالات" وفق البيان. ولم يذكر أي من البيانين معلومات إضافية في شأن المحادثات. وبعد تولي دونالد ترمب الرئاسة في الولايات المتحدة في يناير (كانون الثاني) الماضي، فرضت واشنطن رسوماً جمركية باهظة على السلع المستوردة من الصين في إطار حرب تجارية هزت أسواق العالم وسلاسل الإمداد. وردت بكين بدورها بفرض رسوم جمركية على السلع الأميركية المستوردة وتندد باستمرار بالتدابير الأميركية، باعتبارها غير عادلة وتمييزية وتهدف إلى احتواء تنامي نفوذ الصين. وخفض الجانبان الرسوم المفروضة على السلع التي يستوردانها أحدهما من الآخر لمدة 90 يوماً في وقت سابق هذا الشهر، في خفض للتصعيد في النزاع التجاري. اتصال باليابان وقال رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا اليوم إنه أجرى اتصالاً هاتفياً استمر 45 دقيقة مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لمناقشة الرسوم الجمركية وقضايا أمنية ودبلوماسية. وصرح إيشيبا للصحافيين بأن الجانبين عبرا عن أملهما في عقد لقاء شخصي، خلال قمة قادة مجموعة السبع المقررة الشهر المقبل. وأضاف إيشيبا أن موقف اليابان من إلغاء الرسوم الأميركية لم يتغير. وجاء الاتصال في الوقت الذي يتجه فيه كبير المفاوضين اليابانيين ريوسي أكازاوا إلى واشنطن، للمشاركة في الجولة الثالثة من محادثات الرسوم الجمركية.


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
علويون يلوذون بالقبور في شمال لبنان بعد الفرار من سوريا
خلف مسجد غير مكتمل البناء في بلدة الحيصة بشمال لبنان يعيش الأحياء وسط الأموات في القبور، وبجوار أكوام القمامة وتحت ظل الأشجار العالية يبحث رجال ونساء وأطفال من الأقلية العلوية السورية عن مأوى وسط القبور المحيطة بالمسجد، ويحمدون الله لأنهم استطاعوا الفرار من العنف الطائفي في بلدهم، لكنهم يشعرون بالخوف من المستقبل. ولجأ نحو 600 شخص إلى المسجد حيث ينام مئات، من بينهم رضيع عمره يوم واحد، في الساحة الرئيسة. وفي الطابق الثاني غير المكتمل من المسجد، تفصل ملاءات بلاستيكية منصوبة على عوارض خشبية بين العائلات المتضررة. وينام أشخاص على السطح، في وقت نصبت عائلة خيمة تحت الدرج، وأقامت أسرة أخرى بجوار قبر أحد الأولياء. وينام بعضهم فوق القبور في المدافن المحيطة، وآخرون تحت الأشجار، وليس بحوزتهم سوى بطانيات خفيفة للتدفئة. إراقة دماء جميع هؤلاء ليسوا إلا مجموعة من عشرات الآلاف من اللاجئين الذين فروا من سوريا منذ مارس (آذار) عندما شهدت البلاد أسوأ أزمة إراقة دماء، منذ أن أطاحت المعارضة بالرئيس بشار الأسد في ديسمبر (كانون الأول). وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في بيان إن نحو 40 ألف شخص فروا من سوريا إلى شمال لبنان، منذ ذلك الحين. ويأتي هذا الخروج في وقت يتعرض فيه تمويل العمل الإنساني لضغوط شديدة بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب تجميد المساعدات الخارجية، وتفكيك الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في وقت سابق من العام. وقال إيفو فرايسن ممثل مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في لبنان في أبريل (نيسان) "المفوضية ووكالات أخرى ليست في وضع الآن يمكنها من أن تقول يمكنكم الاعتماد علينا"، وأضاف "وبالتالي 'نقول' رداً على الوافدين الجدد، نعم سنحاول، لكن 'النتيجة' ستكون أقل 'من ذي قبل'". ويتوافد مزيد من اللاجئين من سوريا يومياً، وقال ممثل عن المخيم، طلب عدم نشر اسمه لأسباب أمنية، إن نحو 50 شخصاً وصلوا على مدى يومين الأسبوع الماضي. وذكر متحدث باسم المفوضية أنها تزود الوافدين الجدد بمواد أساسية، مثل المراتب والبطانيات والملابس، وتقدم المساعدة الطبية والدعم النفسي. وأضاف "تجري المفوضية أيضاً أعمال إعادة تأهيل في الملاجئ، للتأكد من حماية الأسر". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) لاجئون في طي النسيان الطعام في المسجد شحيح، والمراحيض المتنقلة التي وفرتها إحدى منظمات الإغاثة امتلأت عن آخرها، وتراكمت القمامة وأصبحت مرتعاً للحشرات. وقتل لاجئون ثعابين في المخيم، وتحدث أحدهم عن "أكبر ثعبان رأيناه في حياتنا"، وليس أمام أطفال المخيم أي مكان يذهبون إليه. النظام الدراسي وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن أطفال اللاجئين سيجدون صعوبة في الالتحاق بالنظام الدراسي في لبنان، ويقول اللاجئون في المسجد إن المدارس الخاصة باهظة الثمن، وقد لا تقبل الأطفال الذين يلتحقون في منتصف العام الدراسي. واللاجئون في المسجد من ضمن ملايين الأشخاص الذين تضرروا من قرار ترمب تجميد التمويل الأميركي للبرامج الإنسانية. ويخشى الناس في المسجد أن يطويهم النسيان. احتياجات ولا موارد لتلبيتها وقتل أكثر من 1000 شخص منذ مارس في أعمال العنف التي اندلعت خلال الآونة الأخيرة، ويتهم العلويون الآن الحكومة الجديدة برئاسة أحمد الشرع بأنها تنتقم منهم، لكن الشرع يقول إنه سيسعى إلى تطبيق سياسات لا تقصي أحداً لتوحيد البلاد وجذب استثمارات أجنبية.