
طريق الإلهام
126
A+ A-
أعظم شيء يمكن للإنسان أن يفعله في الحياة هو أن يلهم غيره. أعظم مهنة هي المهنة التي تُلهم الغير وتحفزهم وتدفع بهم إلى الأمام لينفعوا العالم ويساعدوا غيرهم. هناك مقولة رائعة تقول: «العمل الذي تمارسه ليس هدفك في الحياة.. هدفك في الحياة هو ما يحدث للآخرين عندما تقوم بالعمل الذي تمارسه!». Your purpose is not what you do. It's what happens to other people when you do what you do.
ولهذا نجد الاحترام الكبير للمعلمين والآباء والأمهات.. لأنهم أكثر من يزرع الالهام في الانسان. هم أكثر من يحفزون على العمل وملاحقة الشغف والمبادرة ومساعدة وحب الآخرين.
كيف يلهم الانسان غيره؟ بالشغف. بدون شغف لا وجود للإلهام. المعلمون الذين علمونا كانوا شغوفين إما بالمادة التي يعلمونها الطلاب أو برغبتهم بنجاح طلابهم. الآباء والأمهات الذين ألهموا أطفالهم، إما كانوا شغوفين بعمل أو شيء ما (لاحظه) أطفالهم أو كانوا شغوفين بنجاح أطفالهم وراحتهم. كل شخص ألهم شخصا آخر، كان شغوفاً بشيء أو عمل ما، وصل أثره إلى الشخص الآخر.
يقول ستيف جوبز في كلمته التي ألقاها في حفل تخريج جامعة ستانفورد سنة ٢٠٠٥ بأنه لم يكن يعرف ماذا يريد أن يكون وهذا الشيء أرعبه وأرعب والديه الذين جمعا المال طوال حياتهما حتى يتمكن جوبز من دخول الجامعة، إلا أن ذلك لم يكن شغف جوبز، الذي ترك الجامعة ( وهو لا يزال لا يعرف ماذا يريد) وقام بحضور فقط المواد التي تهمه ومنها مادة (تعليم الخط) والعمل على الحواسيب وبرمجياتها.
شغف ستيف جوبز بنى له شركة آبل وألهم الملايين من الناس بقصة نجاحه وبالأجهزة التي أخرجها، بل ان حتى مادة تعليم الخط الذي لم يكن يعرف وقتها لماذا اهتم بها، ساعدته عندما بنى (الماك) وأخرجه كأول حاسوب بخطوط رائعة وفنيات جميلة جذبت المستخدمين لها.
الشغف لا يستأذن الانسان. قد يكون الشغف في هيئة مهارة يكتسبها الانسان مع الوقت مثل الخياطة وقد يكون موهبة يتلقاها من الله سبحانه وتعالى مثل الرسم (مع أن حتى الرسم يمكن تعلمه)، وقد يكون شغفا متوارثا مثل اعتناء الابن او الابنة بتجارة الأب في الملابس أو في مجال المطاعم أو غير ذلك. وقد يأتي الشغف في صورة اهتمام بشيء أو عمل في البداية ثم يتطور مع الوقت ليصبح شغف كاكتشافنا لرياضة جديدة أو عند قراءتنا في مجال جديد مثل الأنثروبولوجيا او أصناف النباتات والكائنات الحية.
قد يقول لي أحدهم ولكني لا أملك شغفا أو «فقدت الشغف» كما يقول الكثير مازحاً.. وسأقول لهم ان الشغف الحقيقي «لا يُفقد» أما بالنسبة لمن يقولون انهم بلا شغف محدد وبالتالي لا يعرفون ماذا يفعلون في حياتهم: فأقول لهم: قلة قليلة تُولد وهي تعرف ما هو شغفها وماذا تريد أن تعمل في حياتها. لا تقنطوا. السر هو في أن تجربوا ما تقدرون عليه وأن تحاولوا اكتشاف شغفكم. اقرأوا. طالعوا. سافروا. تحاوروا مع الغير وخاصة ذوي الخبرة من مجالات مختلفة حتى تصلوا إلى شغفكم. طريق الالهام ليس لأصحاب القلوب الضعيفة!
مساحة إعلانية

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الشرق
منذ 5 أيام
- صحيفة الشرق
وفاة الإعلامي والفنان محمد أبوجسوم
152 انتقل إلى رحمة الله تعالى، اليوم الخميس، الفنان والكاتب الصحفي محمد بن حسن أبوجسوم. يذكر أن الفنان محمد أبوجسوم له كتب ومؤلفات عديدة منها «من خلف الستار»، ويضم سلسلة من المقالات التي كتبها في عدة صحف محلية، منها الشرق. ويضم الكتاب مجموعة من صور الأعمال الفنية التي اشترك فيها، بالإضافة إلى مجموعة من الصور التي جمعته بعدد كبير من الفنانين في قطر والدول العربية، فضلاً عن المقالات الصحفية التي كتبها، وتناولت قضايا فنية وثقافية واجتماعية مختلفة. و"الشرق" تنعى الفقيد، سائلين الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.


صحيفة الشرق
منذ 6 أيام
- صحيفة الشرق
طريق الإلهام
126 A+ A- أعظم شيء يمكن للإنسان أن يفعله في الحياة هو أن يلهم غيره. أعظم مهنة هي المهنة التي تُلهم الغير وتحفزهم وتدفع بهم إلى الأمام لينفعوا العالم ويساعدوا غيرهم. هناك مقولة رائعة تقول: «العمل الذي تمارسه ليس هدفك في الحياة.. هدفك في الحياة هو ما يحدث للآخرين عندما تقوم بالعمل الذي تمارسه!». Your purpose is not what you do. It's what happens to other people when you do what you do. ولهذا نجد الاحترام الكبير للمعلمين والآباء والأمهات.. لأنهم أكثر من يزرع الالهام في الانسان. هم أكثر من يحفزون على العمل وملاحقة الشغف والمبادرة ومساعدة وحب الآخرين. كيف يلهم الانسان غيره؟ بالشغف. بدون شغف لا وجود للإلهام. المعلمون الذين علمونا كانوا شغوفين إما بالمادة التي يعلمونها الطلاب أو برغبتهم بنجاح طلابهم. الآباء والأمهات الذين ألهموا أطفالهم، إما كانوا شغوفين بعمل أو شيء ما (لاحظه) أطفالهم أو كانوا شغوفين بنجاح أطفالهم وراحتهم. كل شخص ألهم شخصا آخر، كان شغوفاً بشيء أو عمل ما، وصل أثره إلى الشخص الآخر. يقول ستيف جوبز في كلمته التي ألقاها في حفل تخريج جامعة ستانفورد سنة ٢٠٠٥ بأنه لم يكن يعرف ماذا يريد أن يكون وهذا الشيء أرعبه وأرعب والديه الذين جمعا المال طوال حياتهما حتى يتمكن جوبز من دخول الجامعة، إلا أن ذلك لم يكن شغف جوبز، الذي ترك الجامعة ( وهو لا يزال لا يعرف ماذا يريد) وقام بحضور فقط المواد التي تهمه ومنها مادة (تعليم الخط) والعمل على الحواسيب وبرمجياتها. شغف ستيف جوبز بنى له شركة آبل وألهم الملايين من الناس بقصة نجاحه وبالأجهزة التي أخرجها، بل ان حتى مادة تعليم الخط الذي لم يكن يعرف وقتها لماذا اهتم بها، ساعدته عندما بنى (الماك) وأخرجه كأول حاسوب بخطوط رائعة وفنيات جميلة جذبت المستخدمين لها. الشغف لا يستأذن الانسان. قد يكون الشغف في هيئة مهارة يكتسبها الانسان مع الوقت مثل الخياطة وقد يكون موهبة يتلقاها من الله سبحانه وتعالى مثل الرسم (مع أن حتى الرسم يمكن تعلمه)، وقد يكون شغفا متوارثا مثل اعتناء الابن او الابنة بتجارة الأب في الملابس أو في مجال المطاعم أو غير ذلك. وقد يأتي الشغف في صورة اهتمام بشيء أو عمل في البداية ثم يتطور مع الوقت ليصبح شغف كاكتشافنا لرياضة جديدة أو عند قراءتنا في مجال جديد مثل الأنثروبولوجيا او أصناف النباتات والكائنات الحية. قد يقول لي أحدهم ولكني لا أملك شغفا أو «فقدت الشغف» كما يقول الكثير مازحاً.. وسأقول لهم ان الشغف الحقيقي «لا يُفقد» أما بالنسبة لمن يقولون انهم بلا شغف محدد وبالتالي لا يعرفون ماذا يفعلون في حياتهم: فأقول لهم: قلة قليلة تُولد وهي تعرف ما هو شغفها وماذا تريد أن تعمل في حياتها. لا تقنطوا. السر هو في أن تجربوا ما تقدرون عليه وأن تحاولوا اكتشاف شغفكم. اقرأوا. طالعوا. سافروا. تحاوروا مع الغير وخاصة ذوي الخبرة من مجالات مختلفة حتى تصلوا إلى شغفكم. طريق الالهام ليس لأصحاب القلوب الضعيفة! مساحة إعلانية


صحيفة الشرق
١٧-٠٦-٢٠٢٥
- صحيفة الشرق
الكلمة مسؤولية
138 A+ A- أثار أخي بو عبد العزيز موضوع عدم إدراج الأغاني في إذاعة قطر.. واتضح أن الأمر مرتبط فقط بالأغاني الهابطة.. وهذا الأمر معروف في إطار الإذاعات الرسمية؛ ولكن هل ينطبق هذا الأمر على الإذاعات الخاصة؟! بمقدور من أن يمنع عددا هائلا من مطربي المهرجانات من اقتحام آذان المستمعين..!! والحقيقة أن تلك الأغاني قديمًا وعبر الأسطوانات قد غزت ذاكرة أكثر من جيل.. وحتى شاركت في أداء بعضها سيدة الغناء العربي في بداياتها.. مثل «الخلاعة والمجون»، كما أكدت الدكتورة أميرة في بحثها القيم عن تلك الأغاني ومنها أغنية لمؤلف شهير في تلك الفترة «يونس القاضي»، والذي كتب أيضًا – رائعة سيد درويش- بلادي بلادي.. وفي الخليج في حقبة الستينيات والسبعينيات ظهرت موضة لبعض شركات الأسطوانات أن قدمت مطربين ساهموا في نشر تلك الأغاني وسريعًا تلاشت.. لماذا؟! لأن الأذن الخليجية رفضت تلك المعاني.. وكانت بلا مضمون فكري سوى مخاطبة الغرائز..!! إن دور الإعلام بلا شك دور تنويري.. ومثل هذه الموجات تأتي وتنحسر سريعًا؛ والبقاء والخلود للأغاني التي تحترم ذائقة المتلقي.. ما زلت حتى الآن أتذكر ونحن طلبة في المرحلة الابتدائية نتحرك إلى صفوفنا في الصباح عبر ترنيمة الله أكبر فوق كيد المعتدي من كلمات عبد الله شمس وألحان محمود الشريف وكان عبد الوهاب حاضرًا فيما بعد عبر «أخي جاوز الظالمون المدى». إن للأغنية دورا هاما كما أن للموسيقى وكافة الفنون دورا تنويريا.. سواء في إطار المسرح أو السينما أو الدراما التلفزيونية أو الأغنية.. كما أن الكتاب له دور مهم.. فلا يمكن أن أقدم ما يخدش الحياء، أو أعمالا لا تليق بالمجتمع ولا يقبلها العرف والتقاليد.. لأننا في الأمة العربية مجتمع محافظ.. ولكل مجتمع تقاليده فما يتم تقديمه عند الآخرين لا يمكن أن أقدمه في المجتمعات الخليجية أو العربية المسلمة.. وأتذكر أن بعض الروايات العربية قد منعت في بعض العواصم مثل رواية الكاتب المغربي محمد شكري.. «الخبز الحافي». الكلمة في أي إطار كان مسؤولية.. بدءًا بالكاتب مرورًا بالمتلقي؛ ولقد وضعت الدكتورة أميرة يدها على أهم النقاط عندما تحدثت أن العصر عصر الفضاء وأن هناك صراعا بين الشرق بتقاليد الإنسان الشرقي والغربي.. وقد تشكل أغنية مقتبسة من مؤدٍّ غير مُنتمٍ إلى واقعنا إلى كارثة حتى وإن برر البعض أن مثل هذه الموجات تأثيرها آني.. وأن المجتمعات العربية محصنة ضد هذا العبث.. كلام الدكتورة أميرة منطقي.. ولكن هل بمقدورنا أن نصمد أمام تيار جارف..؟! مساحة إعلانية