logo
البابا يزور لبنان في تشرين الثاني؟!

البابا يزور لبنان في تشرين الثاني؟!

تيار اورغ٢١-٠٧-٢٠٢٥
جوزف القصيفي نقيب محرري الصحافة -
تؤكّد مصادر ديبلوماسية على صلة وثيقة بالفاتيكان «أنّ الكرسي الرسولي شديد القلق على الوضع في بلدان الشرق الأوسط على إثر التطورات الدرامية التي أعقبت «طوفان الأقصى». ونقلت هذه المصادر عن مسؤولين كبار في الحاضرة، أنّ البابا لاوون الرابع عشر خائف من أن يكون التنوّع الديني ضحية المتغيّرات التي حدثت في سوريا على إثر سقوط نظام بشار الأسد، ونشوب أحداث ذات صبغة طائفية ومذهبية طاولت شراراتها العلويِّين والمسيحيِّين في الساحل السوري وحمص ودمشق، والشيعة في منطقتَي السيدة زينب في العاصمة والقصير، وأنّ ما يحصل حالياً من عنف غير مسبوق في السويداء تجاه الدروز الذين يتصدّون بقوّة لكل حملات الاستهداف، يندرج في سياق المخطّط الاستئصالي الذي يرمي إلى قيام مجتمعات غير تعدّدية، قائمة على الأحادية في دول الطوق المحيطة لإسرائيل، لتبقى لها اليَد العليا في المنطقة.
ويستحضر الفاتيكان صورة العراق بعد الغزو الأميركي له في العام 2003، والذي كان السبب الرئيس في تصاعد التنظيمات المتطرّفة ذات الطابع الأصولي والتكفيري التي خرج من رحمها «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام» (داعش). وقد تسبّب ذلك بتناقص هائل في عدد مسيحيِّي بلاد الرافدَين بعدما غادروها إلى بلدان الهجرة الدائمة، أو إلى سهل نينوى في إقليم كردستان - العراق. ويؤكّد المطّلعون على سياسة البابا لاوون الرابع عشر، أنّه لا يشارك رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب كثيراً من آرائه السياسية والاجتماعية، وفي بعض المحطات يبدوان على طرفَي نقيض، لكن من دون أن تأخذ العلاقات بينهما أي منحى صدامي. فهما استبقيا هامشاً من التأثير المتبادل يمكّنهما من التوافق حول كثير من القضايا. على أنّ الفاتيكان الذي لم يُخفِ غضبه وألمه من المذبحة الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة، التي لا تُميِّز بين المدنيِّين والمقاتلين، ودور العبادة المسيحية والمساجد والمستشفيات وفِرَق الإسعاف، هو في الوقت عينه يُكثّف متابعته للشأن اللبناني، مُعرباً عن رفضه للانتهاكات اليومية لاتفاق وقف النار، وتزداد شكوكه حيال نيّات إسرائيل في مضاعفة الضغط مدعومة من الولايات المتحدة الأميركية على الحكومة اللبنانية، لدفعها إلى حل موضوع حصرية السلاح بأي وسيلة، ولو كانت عنفية، والإصرار على مبدأ التسليم ثم الحوار. وهذا دونه عقبات قد تؤدّي إلى اهتزاز السلم الأهلي، وافتعال توترات مذهبية. وإن حصل ذلك - لا قدّر الله - فلن يكون في مصلحة الوجود المسيحي في لبنان الذي يُعاني أيضاً من نزف الهجرة الشبابية الحاد. ومن هنا، فإنّ الكرسي الرسولي يعمل لدى واشنطن لضبط إيقاعها لموضوع حصر السلاح بيَد السلطة اللبنانية على عقارب ساعة بعبدا وتحديداً الرئيس جوزاف عون، الذي يعرف طريقة مقاربة الموضوع، كونه كان قائداً للجيش ويُدرك جيداً طبيعة الأرض، ويُلمّ بالتوقيت المناسب.
في ضوء هذه الأجواء والمعطيات، يجتهد المسؤولون في دوائر الفاتيكان لوضع تصوّر يساعد لبنان في عبور استحقاقاته الكبرى بالحدّ الأقصى من التوافق الممكن. وهناك بحث جاد في زيارة يقوم بها البابا للبنان. وذكر مرجع روحي على إطلاع واسع، أنّه قد تكون هناك زيارة مرتقبة للبابا إلى وطن الأرز في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، من دون أن يجزم أو يُقدِّم مزيداً من التفاصيل. وربما تأتي هذه الزيارة - إذا تقرّرت - تعويضاً عن تجاهل البابا فرنسيس لبنان في الجولات التي قام بها سابقاً إلى عدد من الدول العربية مثل: مصر، الإمارات العربية المتحدة، العراق والبحرين، حيث التقى شيخ الازهر، وآية الله السيستاني، وشارك في إعلان وثيقة «الأخوة الإنسانية» وتوقيعها في أبو ظبي، وألقى كلمة مهمّة في «منتدى البحرين للحوار» الذي نظّم مؤتمراً بعنوان: «الشرق والغرب من أجل تعايش إنساني». كان غريباً ولافتاً ألّا يزور البابا فرنسيس في حينه لبنان، وهو البلد الذي لم يَغِب عن تصريحاته وأدبياته يوماً. وقيل في تفسير ذلك الكثير، ممّا لا فائدة من إيراده سوى إثارة عدد من المشكلات وفتح كثير من الملفات التي يُفضِّل المعنيّون أن تظل مغلقة.
وفي أي حال، فإنّ لبنان يظلّ في قلب الكرسي الرسولي وعينه، لأنّه المعقل الأخير للتنوّع الإرادي، التاريخي، الحضاري والتلقائي، في المشرق العربي، لا التنوّع الذي تفرضه الإعتبارات الوظيفية. ومن هنا جاء تعريف البابا يوحنا بولس الثاني له بـ «وطن الرسالة».
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

قبلان: قوة لبنان هي في الدفاع عن ارضه وبالوحدة بين أبنائه
قبلان: قوة لبنان هي في الدفاع عن ارضه وبالوحدة بين أبنائه

الديار

timeمنذ 29 دقائق

  • الديار

قبلان: قوة لبنان هي في الدفاع عن ارضه وبالوحدة بين أبنائه

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب نظم مكتب الشؤون البلدية والاختيارية في حركة "أمل" لقاء سياسيا إنمائيا للمجالس البلدية والاختيارية في البقاع في مبنى قيادة الإقليم في بعلبك، حضر اللقاء من "كتلة التنمية والتحرير"، عضو هيئة الرئاسة في الحركة النائب قبلان قبلان، والنائب غازي زعيتر، مسؤول البلديات المركزي بسام طليس، مسؤول اقليم البقاع أسعد جعفر وأعضاء قيادة الإقليم، عضو المكتب السياسي علي عبدالله، مسؤول وأعضاء هيئة مكتب الشؤون البلدية في اقليم البقاع، رؤساء بلديات واتحادات واعضاء مجالس بلدية. وتحدث النائب قبلان، مشيرا إلى أن "العنوان الملح الأول والاكثر أهمية في لبنان اليوم هو إعادة إعمار ما تهدم، وما هدمته إسرائيل على أبواب الشهر العاشر من الحرب اللئيمة التي خاضتها ضد شعبنا وأهلنا، والتي دمرت فيها القرى والبلدات والمدن والمؤسسات والمصانع في الجنوب والبقاع والشمال وبيروت وفي كل منطقة من مناطق لبنان، هذا الدمار الهائل وهذه الحرب التي ما زالت مستمرة، يحق لنا أن نتساءل، ماذا فعلت هذه الحكومة، مع ما جرى ويجري؟ والسؤال هنا هو كيف تعالج الدولة نتائج الحرب، ما مضى منها وما هو مستمر، فهل يعقل أن تستمر إسرائيل بالتدمير وبملاحقة الناس في بيوتهم وأرزاقهم ، وكأن هذا الجزء من هذه الحرب لا يهم الدولة ولا يعنيها". وقال: "الدولة وللأسف تحاول أن تسير وتستمر بعملها غير ملتفتة إلى ما يجري من دمار وقتل في الجنوب أولاً وفي البقاع ثانياً وفي بيروت وفي كل مكان. وفي اسرائيل تتجمع الدولة والمعارضة والجيش وكل مكونات المجتمع الإسرائيلي ليدافع عن إسرائيل وهي المعتدية. أما نحن، والسؤال هنا هو ماذا فعلت حكومتنا ودولتنا لوقف هذه الحرب؟ قالوا لنا سنعالج الأمر بالدبلوماسية، قلنا عالجوه بالدبلوماسية نسأل الله ان توفقوا بالدبلوماسية في وقف القتل ووقف الدمار، ولكن كم شكوى قدمت هذه الدبلوماسية حتى الآن، وكم مراجعة قدمت، وما هو عدد البيانات التي أصدرتها بفضل هذه الدبلوماسية؟ حتى الآن نكاد نقول صفر، والصفر كثير على هذه الدبلوماسية". وتابع: "عادوا وقالوا فلنعالج الأمر بقليل من البكاء، وإذا بهم يضحكون بدل أن يبكوا يضحكون ويتضاحكون على هذه الحرب، وعلى هذا القتل وعلى هذا الدمار، على من تضحكون، لن تستطيعوا ان تضحكوا على أبناء القضية الذين قدموا الدماء والشهداء والدمار، وقدموا كل شيء من أجل أن يبقى هذا الوطن، ومن أجل الدفاع عنه وعن أرضه، واحذروا نفاذ صبرهم لأنهم قد تحملوا كثيرا، هم تحملوا من إسرائيل، ويستطيعون ان يتحملوا أكثر، ولكن عليكم أن تقوموا بدوركم. كيف يمكن أن تصمتوا، ولا تتحركوا من أجل إعادة الإعمار كيف تستمعون لكل المبعوثين والمندوبين والسفراء والرؤساء القادمين من كل أصقاع العالم الذين يتابعون تفاصيل القوانين في مجلس النواب، كيف تقبلون أن يأتي كل السفراء ويقولوا نريد إنتاج قانون متعلق بدمج المصارف، فأين انتم يا حكومة لبنان؟ لماذا لا تقولوا لهؤلاء السفراء، نريد منكم ان تعملوا لوقف الحرب قبل ان تعملوا لانتاج قوانين تخدم مصالحكم في يوم من الايام، لماذا لا تضغطون على اسرائيل ،وعلى اميركا من اجل وقف الحرب. ألم يلتزم لبنان بالقرار 1701، ألم يلتزم لبنان بكل القرارات الدولية واسرائيل لم تلتزم وانتم تتفرجون؟! السفيرة الاميركية والرئيس الاميركي وبعض الاميركيين أجروا اتصالات مع كل الجهات اللبنانية من اجل السماح لشركة ستارلينك للهاتف كي تعمل في لبنان. فلتأخذوا شيئا مقابل تنازلاتكم، طالبوهم بشيء مقابل شيء آخر، يريدون الهاتف، يريدون المصارف، يريدون اخذ كل شيء. طالبوهم بشيء واحد قولوا لهم أوقفوا الحرب على الجنوب ولبنان، اوقفوا الاغتيالات على الساحة اللبنانية. لماذا الصمت بهذا الموضوع؟ لا بالديبلوماسية نجحتم، ولا بالبكاء أفلحتم وتعيدوننا للنظرية القديمة بأن قوة لبنان هي بضعفه، لا، هذا غير مقبول، لن تكون قوة لبنان في ضعفه، ومن يريد ان يكون قويا في ضعفه فليكن قويا كيفما يشاء، قوة لبنان هي في الدفاع عن ارضه، قوة لبنان بقوة الحق، قوته بالوحدة بين أبنائه، والحمد لله الشعب اللبناني موحد اليوم، مسلم، مسيحي، طوائف، سني، شيعي، درزي، ماروني، كاثوليكي، ارتوذكسي، الكل موحدون، والدليل على ذلك ما حصل بالحرب ، ولكن هناك بعض القوى السياسية التي لم تستطع ان تلتقط اللحظة المناسبة، لتخرج من ماضيها الأسود وتدخل الى رحاب مستقبل وحاضر جديد كي تفتح قلبها وعقلها وتمد يديها لشركائها في الوطن، وللأسف هم مستمرون بذات العقلية عن ماذا يبحثون، يبحثون عن قانون انتخابي جديد يؤمن لهم الغلبة بزيادة نائب او نائبين هنا وهناك لعلهم يغيرون بالمعادلة، لا يمكن لهذه المعادلة ان تتغير بسنة أو بسنتين، أو بعشرة او بعشرين، أو بمئة سنة، قانون الانتخاب موجود بين أيدينا، قانون انتخاب اتفقنا جميعنا عليه، إذا كنتم تريدون قانون انتخاب يجب ان نبدأ جميعا بتطبيق اتفاق الطائف الذي يقول عند انتخاب اول مجلس نيابي على أساس وطني لا طائفي ينشأ مجلس شيوخ يتمثل فيه كل الناس بصورة عادلة بالمساواة، وبذلك نكون نعمل على تطبيق الطائف وفق قانون انتخابات جديد". واردف: "تعالوا لنعطي الفرصة لجيل الشباب ومن هم باعمار 18 سنة كي يصوتوا، لماذا هؤلاء ممنوعون من التصويت؟ أتخشون الكثرة ، ومن هم باعمار ال18 اليوم ستصبح اعمارهم 21 سنة بعد ثلاث سنوات وسيعودوا ليدلوا باصوتهم، فلنعطيهم الفرصة بحقهم في التصويت منذ الآن. أبناء ال18 سنة يحق لهم الدخول في السلك العسكري، وهم أنفسهم يمكن أن يسجنوا اذا ما ارتكبوا جرما ما، وفي بنفس الوقت هم يتمتعون بحقوقهم وواجباتهم، لماذا لا نعطيهم حقهم بالانتخاب؟! هم يعملون من أجل تغيير القانون لانهم يعتبرون أن هناك رابح وخاسر، صحيح هناك رابح وخاسر، ولكن إذا كان هناك من هو رابح وخاسر فالرابح هو من قاتل العدو والخاسر هو من يطعن بالظهر، ومن صمد ومن دمر منزله ومن استشهد إبنه أو شقيقه أو والده هؤلاء هم من ربحوا ، وليس من يتحركون من مكان إلى آخر من أجل زرع الألغام بطريق العبث بالاستقرار وبطريق الخروج من هذه الازمة". وتطرق قبلان إلى أموال المودعين قائلا: "بعد أسبوع يخرج من المجلس النيابي قانون إعادة هيكلة المصارف، لم يبق سفير أو دولة في العالم إلا وطالب بهذا القانون، وآخر الاشياء إما الاتفاق على قانون يصدر بمادة مزيلا بمادة لا يطبق الا بعد اقرار قانون. جيد نحن سنلتزم بهذا القانون ونعمل به، لكن لا يمكن ان يطبق إلا في أن تاتي الحكومة بقانون اسمه قانون إعادة أموال المودعين، هذا القانون يتحدد من خلاله أموال الناس واين ذهبت هذه الاموال، وكم من المبالغ حصلت عليها هذه المصارف، ومنذ هذه اللحظة، لن يكون هناك ثقة بمصرف لا يعيد أموال الناس التي استحصل عليها، ولن تكون هناك ثقة بمصرف مركزي لا يعيد للمودعين الأموال التي أخذها، ولن تكون هناك ثقة بدولة لا تعيد أموال المودعين التي اخذتها". واعتبر أن "هناك مسؤوليات على المصارف، وعلى المصرف المركزي، والدولة اللبنانية، عليهم إعادة هذه الاموال، وفي حال عدم اعادتها لأصحابها لا يفكروا أننا نقبل أن تسلك أمور المصارف على حساب أموال المودعين". وأضاف: "أما فيما يتعلق بالعفو العام نحن مختلفون بالبلد على مسألة العفو العام، قدمنا العام الماضي اقتراح أن تكون السنة السجنية ستة أشهر هناك من رفض وهناك من قال لا. جيد، هناك رفض للعفو العام، وهناك من قال أيضا لا عفو عام، وأنا من هنا أطالب إخواني وزملائي نواب البقاع وبعلبك الهرمل أن يرفعوا الصوت عاليا، وأن لا يقبلوا بأي تسوية إلا بعد إقرار قانون العفو العام، لأن هذا القانون يذهب فيه الصالح بجريرة الطالح، هناك مذنبون ينبغي أن يحاكموا ويحاسبوا، وهناك مظلومون بهذا الواقع متروكين دون محاكمة، هناك ملاحقون يخشون تسليم أنفسهم بالذهاب الى المحكمة، وكلما أوقف شخص بمسألة يقوم باتهام فلان فتصدر بحقه مذكرة تلو المذكرة تباعا ليصبح بحقه ما بين 100 إلى 150 مذكرة توقيف، يجب ان ينتهي هذا الأمر، ويجب ان يكون هناك عفو عام قريب عن كل الناس، إذا كان من أمر يتعلق بالطائفية اذهبوا وأتونا بعدد موازٍ من مرتكبي الجرائم من باقي الطوائف كي نخلصهم ونعفو عنهم من اجل التوازن الطائفي، وإلا ما معنى أن نصدر عفو عام بتوازن طائفي ومذهبي. بدورنا فيما يختص بالعفو العام ادرجنا قانونين بهذا الخصوص". وتابع: "اننا في احتفال كان قد أقيم في بعلبك، طالبنا بمجلس إنماء لبعلبك الهرمل وعكار، وبقانون القنب الهندي، صدر قانون إنشاء صندوق لانماء بعلبك الهرمل وعكار ولم تصدر بشأنه المراسيم التطبيقية، أو موازنة عامة أو إدارة أو هيئة بهذا الخصوص، والسؤال هنا كيف يمكن ان يصدر مثل هكذا قانون مجتزأ، وكيف نعمل في مجلس النواب في أن نعلن عن هذا القانون ولم يطبق منه شيء، وكيف نتعاطى مع هؤلاء الناس في منطقة تعيش الفقر والحرمان، فهذه المنطقة هي جزء من لبنان، وهذه المناطق شأنها شأن اي منطقة في الجبل وكسروان، وما من منطقة أفضل من منطقة في لبنان ،والمطلوب من اخواننا النواب في كتلتي التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة في بعلبك الهرمل وفي كل الأماكن ان يستعدوا للنزال حول هذه القوانين". وختاما تمنى قبلان لرؤساء البلديات "التوفيق والنجاح على قاعدة الإنماء والتنمية والتخطيط"، متوجها لهم "بعدم الذهاب الى٦ سفارة أو مسؤول أو مؤسسة بدون ملفات او مشاريع، فاذهبوا بالملفات والمشاريع، ونحن على استعداد لمساعدتكم كنواب وفي حزب الله وحركة امل في مختلف المجالات".

28 Jul 2025 13:29 PM قبلان: قوة لبنان هي في الدفاع عن أرضه
28 Jul 2025 13:29 PM قبلان: قوة لبنان هي في الدفاع عن أرضه

MTV

timeمنذ 29 دقائق

  • MTV

28 Jul 2025 13:29 PM قبلان: قوة لبنان هي في الدفاع عن أرضه

نظم مكتب الشؤون البلدية والاختيارية في حركة "أمل" لقاء سياسيا إنمائيا للمجالس البلدية والاختيارية في البقاع في مبنى قيادة الإقليم في بعلبك، حضر اللقاء من "كتلة التنمية والتحرير"، عضو هيئة الرئاسة في الحركة النائب قبلان قبلان، والنائب غازي زعيتر، مسؤول البلديات المركزي بسام طليس، مسؤول اقليم البقاع أسعد جعفر وأعضاء قيادة الإقليم، عضو المكتب السياسي علي عبدالله، مسؤول وأعضاء هيئة مكتب الشؤون البلدية في اقليم البقاع، رؤساء بلديات واتحادات واعضاء مجالس بلدية. بعد تعريف وترحيب مسؤول الشؤون البلدية والاختيارية في البقاع صبحي العريبي، تحدث النائب قبلان، مشيرا إلى أن "العنوان الملح الأول والاكثر أهمية في لبنان اليوم هو إعادة إعمار ما تهدم، وما هدمته إسرائيل على أبواب الشهر العاشر من الحرب اللئيمة التي خاضتها ضد شعبنا وأهلنا، والتي دمرت فيها القرى والبلدات والمدن والمؤسسات والمصانع في الجنوب والبقاع والشمال وبيروت وفي كل منطقة من مناطق لبنان، هذا الدمار الهائل وهذه الحرب التي ما زالت مستمرة، يحق لنا أن نتساءل، ماذا فعلت هذه الحكومة، مع ما جرى ويجري؟ والسؤال هنا هو كيف تعالج الدولة نتائج الحرب، ما مضى منها وما هو مستمر، فهل يعقل أن تستمر إسرائيل بالتدمير وبملاحقة الناس في بيوتهم وأرزاقهم، وكأن هذا الجزء من هذه الحرب لا يهم الدولة ولا يعنيها". وقال: "الدولة وللأسف تحاول أن تسير وتستمر بعملها غير ملتفتة إلى ما يجري من دمار وقتل في الجنوب أولاً وفي البقاع ثانياً وفي بيروت وفي كل مكان. وفي اسرائيل تتجمع الدولة والمعارضة والجيش". وأضاف: "كل مكونات المجتمع الإسرائيلي ليدافع عن إسرائيل وهي المعتدية. أما نحن، والسؤال هنا هو ماذا فعلت حكومتنا ودولتنا لوقف هذه الحرب؟ قالوا لنا سنعالج الأمر بالدبلوماسية، قلنا عالجوه بالدبلوماسية نسأل الله ان توفقوا بالدبلوماسية في وقف القتل ووقف الدمار، ولكن كم شكوى قدمت هذه الدبلوماسية حتى الآن، وكم مراجعة قدمت، وما هو عدد البيانات التي أصدرتها بفضل هذه الدبلوماسية؟ حتى الآن نكاد نقول صفر، والصفر كثير على هذه الدبلوماسية". وتابع: "عادوا وقالوا فلنعالج الأمر بقليل من البكاء، وإذا بهم يضحكون بدل أن يبكوا يضحكون ويتضاحكون على هذه الحرب، وعلى هذا القتل وعلى هذا الدمار، على من تضحكون، لن تستطيعوا أن تضحكوا على أبناء القضية الذين قدموا الدماء والشهداء والدمار، وقدموا كل شيء من أجل أن يبقى هذا الوطن، ومن أجل الدفاع عنه وعن أرضه، واحذروا نفاذ صبرهم لأنهم قد تحملوا كثيرا، هم تحملوا من إسرائيل، ويستطيعون ان يتحملوا أكثر، ولكن عليكم أن تقوموا بدوركم. كيف يمكن أن تصمتوا، ولا تتحركوا من أجل إعادة الإعمار كيف تستمعون لكل المبعوثين والمندوبين والسفراء والرؤساء القادمين من كل أصقاع العالم الذين يتابعون تفاصيل القوانين في مجلس النواب، كيف تقبلون أن يأتي كل السفراء ويقولوا نريد إنتاج قانون متعلق بدمج المصارف، فأين انتم يا حكومة لبنان؟ لماذا لا تقولوا لهؤلاء السفراء، نريد منكم ان تعملوا لوقف الحرب قبل ان تعملوا لانتاج قوانين تخدم مصالحكم في يوم من الايام، لماذا لا تضغطون على اسرائيل ،وعلى أميركا من أجل وقف الحرب. ألم يلتزم لبنان بالقرار 1701، ألم يلتزم لبنان بكل القرارات الدولية واسرائيل لم تلتزم وانتم تتفرجون؟! السفيرة الاميركية والرئيس الاميركي وبعض الاميركيين أجروا اتصالات مع كل الجهات اللبنانية من أجل السماح لشركة ستارلينك للهاتف كي تعمل في لبنان. فلتأخذوا شيئا مقابل تنازلاتكم، طالبوهم بشيء مقابل شيء آخر، يريدون الهاتف، يريدون المصارف، يريدون اخذ كل شيء. طالبوهم بشيء واحد قولوا لهم أوقفوا الحرب على الجنوب ولبنان، اوقفوا الاغتيالات على الساحة اللبنانية. لماذا الصمت بهذا الموضوع؟ لا بالديبلوماسية نجحتم، ولا بالبكاء أفلحتم وتعيدوننا للنظرية القديمة بأن قوة لبنان هي بضعفه، لا، هذا غير مقبول، لن تكون قوة لبنان في ضعفه، ومن يريد ان يكون قويا في ضعفه فليكن قويا كيفما يشاء، قوة لبنان هي في الدفاع عن ارضه، قوة لبنان بقوة الحق، قوته بالوحدة بين أبنائه، والحمد لله الشعب اللبناني موحد اليوم، مسلم، مسيحي، طوائف، سني، شيعي، درزي، ماروني، كاثوليكي، ارتوذكسي، الكل موحدون، والدليل على ذلك ما حصل بالحرب، ولكن هناك بعض القوى السياسية التي لم تستطع ان تلتقط اللحظة المناسبة، لتخرج من ماضيها الأسود وتدخل الى رحاب مستقبل وحاضر جديد كي تفتح قلبها وعقلها وتمد يديها لشركائها في الوطن، وللأسف هم مستمرون بذات العقلية عن ماذا يبحثون، يبحثون عن قانون انتخابي جديد يؤمن لهم الغلبة بزيادة نائب او نائبين هنا وهناك لعلهم يغيرون بالمعادلة، لا يمكن لهذه المعادلة ان تتغير بسنة أو بسنتين، أو بعشرة او بعشرين، أو بمئة سنة، قانون الانتخاب موجود بين أيدينا، قانون انتخاب اتفقنا جميعنا عليه، إذا كنتم تريدون قانون انتخاب يجب ان نبدأ جميعا بتطبيق اتفاق الطائف الذي يقول عند انتخاب اول مجلس نيابي على أساس وطني لا طائفي ينشأ مجلس شيوخ يتمثل فيه كل الناس بصورة عادلة بالمساواة، وبذلك نكون نعمل على تطبيق الطائف وفق قانون انتخابات جديد". واردف: "تعالوا لنعطي الفرصة لجيل الشباب ومن هم باعمار 18سنة كي يصوتوا، لماذا هؤلاء ممنوعون من التصويت؟ أتخشون الكثرة، ومن هم باعمار الـ18اليوم ستصبح اعمارهم 21 سنة بعد ثلاث سنوات وسيعودوا ليدلوا بأصواتهم، فلنعطيهم الفرصة بحقهم في التصويت منذ الآن. أبناء الـ18سنة يحق لهم الدخول في السلك العسكري، وهم أنفسهم يمكن أن يسجنوا اذا ما ارتكبوا جرما ما، وبنفس الوقت هم يتمتعون بحقوقهم وواجباتهم، لماذا لا نعطيهم حقهم بالانتخاب؟! هم يعملون من أجل تغيير القانون لانهم يعتبرون أن هناك رابح وخاسر، صحيح هناك رابح وخاسر، ولكن إذا كان هناك من هو رابح وخاسر فالرابح هو من قاتل العدو والخاسر هو من يطعن بالظهر، ومن صمد ومن دمر منزله ومن استشهد إبنه أو شقيقه أو والده هؤلاء هم من ربحوا، وليس من يتحركون من مكان إلى آخر من أجل زرع الألغام بطريق العبث بالاستقرار وبطريق الخروج من هذه الازمة". وتطرق قبلان إلى أموال المودعين قائلا: "بعد أسبوع يخرج من المجلس النيابي قانون إعادة هيكلة المصارف، لم يبق سفير أو دولة في العالم إلا وطالب بهذا القانون، وآخر الاشياء إما الاتفاق على قانون يصدر بمادة مزيلا بمادة لا يطبق الا بعد اقرار قانون. جيد نحن سنلتزم بهذا القانون ونعمل به، لكن لا يمكن ان يطبق إلا في أن تاتي الحكومة بقانون اسمه قانون إعادة أموال المودعين، هذا القانون يتحدد من خلاله أموال الناس واين ذهبت هذه الاموال، وكم من المبالغ حصلت عليها هذه المصارف، ومنذ هذه اللحظة، لن يكون هناك ثقة بمصرف لا يعيد أموال الناس التي استحصل عليها، ولن تكون هناك ثقة بمصرف مركزي لا يعيد للمودعين الأموال التي أخذها، ولن تكون هناك ثقة بدولة لا تعيد أموال المودعين التي اخذتها". واعتبر أن "هناك مسؤوليات على المصارف، وعلى المصرف المركزي، والدولة اللبنانية، عليهم إعادة هذه الاموال، وفي حال عدم اعادتها لأصحابها لا يفكروا أننا نقبل أن تسلك أمور المصارف على حساب أموال المودعين". وأضاف: "أما فيما يتعلق بالعفو العام نحن مختلفون بالبلد على مسألة العفو العام، قدمنا العام الماضي اقتراح أن تكون السنة السجنية ستة أشهر هناك من رفض وهناك من قال لا. جيد، هناك رفض للعفو العام، وهناك من قال أيضا لا عفو عام، وأنا من هنا أطالب إخواني وزملائي نواب البقاع وبعلبك الهرمل أن يرفعوا الصوت عاليا، وأن لا يقبلوا بأي تسوية إلا بعد إقرار قانون العفو العام، لأن هذا القانون يذهب فيه الصالح بجريرة الطالح، هناك مذنبون ينبغي أن يحاكموا ويحاسبوا، وهناك مظلومون بهذا الواقع متروكين دون محاكمة، هناك ملاحقون يخشون تسليم أنفسهم بالذهاب الى المحكمة، وكلما أوقف شخص بمسألة يقوم باتهام فلان فتصدر بحقه مذكرة تلو المذكرة تباعا ليصبح بحقه ما بين 100 إلى 150 مذكرة توقيف، يجب ان ينتهي هذا الأمر، ويجب ان يكون هناك عفو عام قريب عن كل الناس، إذا كان من أمر يتعلق بالطائفية اذهبوا وأتونا بعدد موازٍ من مرتكبي الجرائم من باقي الطوائف كي نخلصهم ونعفو عنهم من اجل التوازن الطائفي، وإلا ما معنى أن نصدر عفو عام بتوازن طائفي ومذهبي. بدورنا فيما يختص بالعفو العام ادرجنا قانونين بهذا الخصوص". وتابع: "اننا في احتفال كان قد أقيم في بعلبك، طالبنا بمجلس إنماء لبعلبك الهرمل وعكار، وبقانون القنب الهندي، صدر قانون إنشاء صندوق لانماء بعلبك الهرمل وعكار ولم تصدر بشأنه المراسيم التطبيقية، أو موازنة عامة أو إدارة أو هيئة بهذا الخصوص، والسؤال هنا كيف يمكن ان يصدر مثل هكذا قانون مجتزأ، وكيف نعمل في مجلس النواب في أن نعلن عن هذا القانون ولم يطبق منه شيء، وكيف نتعاطى مع هؤلاء الناس في منطقة تعيش الفقر والحرمان، فهذه المنطقة هي جزء من لبنان، وهذه المناطق شأنها شأن اي منطقة في الجبل وكسروان، وما من منطقة أفضل من منطقة في لبنان ،والمطلوب من اخواننا النواب في كتلتي التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة في بعلبك الهرمل وفي كل الأماكن ان يستعدوا للنزال حول هذه القوانين". وختاما تمنى قبلان لرؤساء البلديات "التوفيق والنجاح على قاعدة الإنماء والتنمية والتخطيط"، متوجها لهم "بعدم الذهاب الى ٦ سفارة أو مسؤول أو مؤسسة بدون ملفات او مشاريع، فاذهبوا بالملفات والمشاريع، ونحن على استعداد لمساعدتكم كنواب وفي حزب الله وحركة امل في مختلف المجالات". وبدوره قال طليس: "نجتمع اليوم في هذا اللقاء البلدي العام السياسي الإنمائي في قلب البقاع الذي يشكل ركيزة أساسية من ركائز الوطن، ويختزن طاقات بشرية وزراعية واقتصادية هائلة، ليكون هذا الاجتماع مناسبة لتجديد العهد على العمل، لا على الكلام، وعلى الالتزام لا على الحضور الشكلي". ولفت إلى ان "المرحلة التي نعيشها صعبة، وملئية بالتحديات، لكنها في الوقت عينه ملئية بالفرص لمن يريد أن يعمل وينتج. من هنا كانت دعوتنا إلى هذا اللقاء، إلى العمل المكثّف والمنظّم، لتحقيق الإنماء الحقيقي والتنمية المستدامة التي تُراعي مصالح الناس وتؤمّن لهم الحد الأدنى من مقومات العيش بكرامة". وقال: "أهلنا هم خطّنا الأحمر وأولويتنا المطلقة، وأي عمل بلدي لا ينطلق من خدمة الناس هو عمل ميت. المطلوب منكم أن تكونوا حاضرين، لا غائبين؛ مبادرين، لا متفرجين؛ وأن يكون لديكم الجرأة في القرار، والصدق في الأداء، والتواضع في التعاطي مع أهل منطقتكم". وشدد طليس على النقاط التالية: 1- "تحديد أولويات المنطقة بواقعية، بعيداً عن العشوائية، التي تُركّز على مشاريع لا تهمّ حاجات الناس الفعلية، أو تلك التي تحقق شكلاً بلا مضمون". 2- "الشراكة الكاملة والتنسيق الدائم مع الإخوة في حزب الله عبر لجان العمل البلدي المشتركة، لأننا نؤمن أن التعاون هو المفتاح لأي إنجاز، واليد الواحدة لا تُصفّق". 3- "المشاركة الفعالة في اجتماعات اللجان البلدية والجلسات الرسمية، لأن الغياب يُعطّل العمل ويُضيع الفرص". 4- "المراجعة الدائمة عبر الأطر التنظيمية والسياسية لكل ما يعترض طريقكم، بدل الانجرار إلى الصراعات المقطعة أو العرقلة المتعمدة". 5- "عدم افتعال المشاكل داخل البلديات، أو تصدير الخلافات إلى الشارع، فالمجلس البلدي هو مساحة شراكة لا معركة". 6- "العمل بشفافية، والتواصل المنتظم مع الناس، عبر نشر الموازنات والقرارات، وإتاحة المجال للمساءلة والملاحظات، لأن الثقة تُبنى بالصدق لا بالشعارات". 7- "وضع خطة عمل سنوية مدروسة، ترتكز على تقدير الإدارات لما تملكه من طاقات جديدة، بدل الاكتفاء بالاعتماد على الدولة التي نعرف جميعاً محدودية قدراتها في هذه المرحلة". 8- "تفعيل دور الشباب والنساء في الشأن البلدي، من خلال إشراكهم في لجان أو مبادرات، لأن النهوض لا يتم من دونهم، ولا يمكن للبلديات أن تستمر بعقلية الإقصاء". 9- "الاهتمام بالإدارة الداخلية للبلدية، عبر تدريب الموظفين وتحفيزهم، وتطبيق القوانين، ورفض المحسوبيات أو التوظيف العشوائي". 10- "اعتماد الإدارة الرقمية تدريجياً، لتسهيل المعاملات على المواطنين، وخفض الهدر، وتحسين الكفاءة، ولا مانع من الاستفادة من تجارب البلديات التي نجحت بذلك". 11- "التنسيق مع البلديات المجاورة في المشاريع الكبرى، لأن الإنماء لا يُبنى على جزرٍ منعزلة، بل على تعاون جماعي يخدم الجميع". 12- "تخصيص وقت دائم للاستماع إلى الناس. لا من باب رفع العتب، بل من موقع المسؤولية الأخلاقية والإنسانية، فالمواطن شريك في الحل، لا عبء يتحمل المسؤولية فقط". ورأى طليس إنّ "الإنماء ليس ترفاً، بل حاجة وحقّ. وإنّ بقاء البلديات ضعيفة أو غائبة يعني بقاء مناطقنا في دائرة الحرمان. ومن هنا فإننا نحملكم الأمانة، وندعوكم لأن تكونوا في قلب القرار، وواجهة العمل، لا في خلفيته... من البقاع تبدأ الورشة، وبالصدق نصل، وبالشراكة ننتصر".

علي جمعة يكشف من هو المنافق الحقيقي
علي جمعة يكشف من هو المنافق الحقيقي

صدى البلد

timeمنذ 2 ساعات

  • صدى البلد

علي جمعة يكشف من هو المنافق الحقيقي

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف عبر صفحته خلال منشور جديد له عبر صفحته الرسمية على فيس بوك إن من تشرّع ولم يتحقق فقد تفسّق، ومن تحقق ولم يتشرّع فقد تزندق». وتابع: ذلك لأن الشريعة أساسٌ لا غنى عنه، وهي ابتداء الطريق، والوعاء الذي يُحمل فيه الخير. لا يصح تركها بحال، فهذه الكلمة بيانٌ لحقيقة وردٌّ لتهمة، ويجب علينا أن نُدرك موضع الصوفي السالك من هذه الحقيقة.. الزنديق وأشار إلى أن فالزنديق – في حقيقته – يُطلق على المنافق، ويُطلق أيضًا على العدمي. ومن هو هذا العدمي؟ وأوضح ان العدمي هو الذي يُظهر التديُّن ويُبطن الفساد، يصلي الفريضة وينقب الأرض. وما معنى "يصلي الفرض وينقب الأرض"؟ نوه انه كان من أشدّ أنواع السرقة والإجرام أن يستأجر أحدهم بيتًا بجوار بيت غني، ثم يبدأ في حفر نفقٍ تحت الأرض حتى يصل إلى بيت جاره لا من الباب ولا من النافذة، بل من تحت الأرض! وذلك فعلٌ شنيع يتطلّب وقتًا، وأدوات، وفنًّا، وصبرًا، وتخطيطًا. فهو مجرم محترف، متجذر في الإجرام، لا يتوب ولا يندم، ولا يرتدع، ومع هذا يصلي! فإذا ضمّ إلى إجرامه هذا رياء العبادة، كانت صلاته وسيلةً لإخفاء جريمته، وستارًا لسرقته وعدوانه، فزاد بذلك إثمًا؛ لأنه اتخذ الدين حيلةً للتدليس والتلبيس. وهذا هو معنى المثل: "يصلي الفرض وينقب الأرض"؛ أي أنه لم يرد بالصلاة وجه الله، وإنما أراد التمويه على جريمته. وهذا هو الزنديق الحقيقي؛ الإنسان المتناقض، الذي لا يندم على المعصية، ولا يرجع عنها، بل يستمرؤها ويستحلها، ويزعم أنه على خير، وأنه في مقامٍ لا يحتاج فيه إلى الشريعة، مدّعيًا أنه قد وصل إلى الله، وأن بينه وبين الله عمارًا خاصًّا يُغنيه عن الشريعة! أبدًا، هذا دجالٌ زنديق، كما نصَّ على ذلك أهل الله رحمهم الله، فقد وضعوا لنا هذه القواعد لتحصين السالكين في طريق الله من وساوس الشياطين، وبدع المبتدعين، وأهواء الضالين، الذين يريدون صرف الناس عن الله ورسوله وشريعته. وقد وقع بعض الناس في رد فعلٍ خاطئ، فأغلق باب التصوف بالكلية، سدًّا للذريعة، فسدّ على نفسه بابًا من أبواب الخير، وضيّق على قلبه موردًا من موارد الرحمة، والله سبحانه وتعالى حين أنزل الشريعة، أنزلها لتكون سبيلاً للطاعة، ومجالًا للعبادة، ومصدرًا للأنوار، وموطنًا للسكينة، ومفتاحًا للسعادة. فبها يحظى الإنسان باحترامٍ من الله، ومعاملةٍ كريمةٍ مع نفسه وربه، وقد جاء في الحديث: « إن الله يباهى بالشاب العابد الملائكة ».[أخرجه ابن السنى في اليوم والليلة، والديلمي] وكان النبي ﷺ يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ ويقول: « مَا أَطْيَبَكِ وَأَطْيَبَ رِيحَكِ، مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ حُرْمَةً مِنْكِ؛ مَالِهِ وَدَمِهِ وَأَنْ نَظُنَّ بِهِ إِلَّا خَيْرًا ». فالله سبحانه وتعالى يُحب صنعته، ويخص من أطاعه بفضله، ويعلي من عباده من تحققت في قلبه العبودية الصادقة له، ولا يكون ذلك إلا ثمرة العبادة والتزام الشريعة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store