
البابا يزور لبنان في تشرين الثاني؟!
تؤكّد مصادر ديبلوماسية على صلة وثيقة بالفاتيكان «أنّ الكرسي الرسولي شديد القلق على الوضع في بلدان الشرق الأوسط على إثر التطورات الدرامية التي أعقبت «طوفان الأقصى». ونقلت هذه المصادر عن مسؤولين كبار في الحاضرة، أنّ البابا لاوون الرابع عشر خائف من أن يكون التنوّع الديني ضحية المتغيّرات التي حدثت في سوريا على إثر سقوط نظام بشار الأسد، ونشوب أحداث ذات صبغة طائفية ومذهبية طاولت شراراتها العلويِّين والمسيحيِّين في الساحل السوري وحمص ودمشق، والشيعة في منطقتَي السيدة زينب في العاصمة والقصير، وأنّ ما يحصل حالياً من عنف غير مسبوق في السويداء تجاه الدروز الذين يتصدّون بقوّة لكل حملات الاستهداف، يندرج في سياق المخطّط الاستئصالي الذي يرمي إلى قيام مجتمعات غير تعدّدية، قائمة على الأحادية في دول الطوق المحيطة لإسرائيل، لتبقى لها اليَد العليا في المنطقة.
ويستحضر الفاتيكان صورة العراق بعد الغزو الأميركي له في العام 2003، والذي كان السبب الرئيس في تصاعد التنظيمات المتطرّفة ذات الطابع الأصولي والتكفيري التي خرج من رحمها «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام» (داعش). وقد تسبّب ذلك بتناقص هائل في عدد مسيحيِّي بلاد الرافدَين بعدما غادروها إلى بلدان الهجرة الدائمة، أو إلى سهل نينوى في إقليم كردستان - العراق. ويؤكّد المطّلعون على سياسة البابا لاوون الرابع عشر، أنّه لا يشارك رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب كثيراً من آرائه السياسية والاجتماعية، وفي بعض المحطات يبدوان على طرفَي نقيض، لكن من دون أن تأخذ العلاقات بينهما أي منحى صدامي. فهما استبقيا هامشاً من التأثير المتبادل يمكّنهما من التوافق حول كثير من القضايا. على أنّ الفاتيكان الذي لم يُخفِ غضبه وألمه من المذبحة الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة، التي لا تُميِّز بين المدنيِّين والمقاتلين، ودور العبادة المسيحية والمساجد والمستشفيات وفِرَق الإسعاف، هو في الوقت عينه يُكثّف متابعته للشأن اللبناني، مُعرباً عن رفضه للانتهاكات اليومية لاتفاق وقف النار، وتزداد شكوكه حيال نيّات إسرائيل في مضاعفة الضغط مدعومة من الولايات المتحدة الأميركية على الحكومة اللبنانية، لدفعها إلى حل موضوع حصرية السلاح بأي وسيلة، ولو كانت عنفية، والإصرار على مبدأ التسليم ثم الحوار. وهذا دونه عقبات قد تؤدّي إلى اهتزاز السلم الأهلي، وافتعال توترات مذهبية. وإن حصل ذلك - لا قدّر الله - فلن يكون في مصلحة الوجود المسيحي في لبنان الذي يُعاني أيضاً من نزف الهجرة الشبابية الحاد. ومن هنا، فإنّ الكرسي الرسولي يعمل لدى واشنطن لضبط إيقاعها لموضوع حصر السلاح بيَد السلطة اللبنانية على عقارب ساعة بعبدا وتحديداً الرئيس جوزاف عون، الذي يعرف طريقة مقاربة الموضوع، كونه كان قائداً للجيش ويُدرك جيداً طبيعة الأرض، ويُلمّ بالتوقيت المناسب.
في ضوء هذه الأجواء والمعطيات، يجتهد المسؤولون في دوائر الفاتيكان لوضع تصوّر يساعد لبنان في عبور استحقاقاته الكبرى بالحدّ الأقصى من التوافق الممكن. وهناك بحث جاد في زيارة يقوم بها البابا للبنان. وذكر مرجع روحي على إطلاع واسع، أنّه قد تكون هناك زيارة مرتقبة للبابا إلى وطن الأرز في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، من دون أن يجزم أو يُقدِّم مزيداً من التفاصيل. وربما تأتي هذه الزيارة - إذا تقرّرت - تعويضاً عن تجاهل البابا فرنسيس لبنان في الجولات التي قام بها سابقاً إلى عدد من الدول العربية مثل: مصر، الإمارات العربية المتحدة، العراق والبحرين، حيث التقى شيخ الازهر، وآية الله السيستاني، وشارك في إعلان وثيقة «الأخوة الإنسانية» وتوقيعها في أبو ظبي، وألقى كلمة مهمّة في «منتدى البحرين للحوار» الذي نظّم مؤتمراً بعنوان: «الشرق والغرب من أجل تعايش إنساني». كان غريباً ولافتاً ألّا يزور البابا فرنسيس في حينه لبنان، وهو البلد الذي لم يَغِب عن تصريحاته وأدبياته يوماً. وقيل في تفسير ذلك الكثير، ممّا لا فائدة من إيراده سوى إثارة عدد من المشكلات وفتح كثير من الملفات التي يُفضِّل المعنيّون أن تظل مغلقة.
وفي أي حال، فإنّ لبنان يظلّ في قلب الكرسي الرسولي وعينه، لأنّه المعقل الأخير للتنوّع الإرادي، التاريخي، الحضاري والتلقائي، في المشرق العربي، لا التنوّع الذي تفرضه الإعتبارات الوظيفية. ومن هنا جاء تعريف البابا يوحنا بولس الثاني له بـ «وطن الرسالة».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون 24
منذ ساعة واحدة
- ليبانون 24
الأزهر للعالم: أنقذوا غزة من المجاعة والإبادة
وجه الأزهر الشريف نداءً إنسانيًا عالميًا لإنقاذ سكان قطاع غزة من المجاعة القاتلة التي يعانونها حاليًا نتيجة الحصار الإسرائيلي المشدد، داعيًا الضمائر الحية في العالم إلى التحرك الفوري والعاجل. وفي بيان صدر مساء الثلاثاء، قال الأزهر: "نُطلق صرختنا المكلومة ونداءنا إلى أحرار العالم، من لا يزالون يؤمنون بحرمة الحياة وحقوق الإنسان، ويشعرون بوخز الضمير تجاه المآسي التي تُرتكب في غزة، حيث يُحاصر الناس في قوتهم ومائهم ودوائهم، وتُمارس بحقهم أبشع أشكال القتل والتجويع". وأكد البيان أن الضمير الإنساني بات على المحك، وسط استمرار المجازر بحق الأطفال والنساء والمدنيين العزل، مشيرًا إلى أن من ينجو من القصف يلقى حتفه بسبب الجوع والعطش ونقص الدواء، في ظل توقف شبه كامل للمرافق الطبية والمستشفيات. وشدد الأزهر على أن ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي من تجويع متعمّد واستهداف مباشر لمراكز الإيواء وتوزيع المساعدات يرقى إلى جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان، محملًا المجتمع الدولي مسؤولية الصمت، ومؤكدًا أن كل من يمد هذا الكيان بالسلاح أو يغض الطرف عن جرائمه شريك في الإبادة وسيُحاسَب أمام الله والتاريخ. وتابع الأزهر: "نستنكر هذا الصمت العالمي المريب، ونرفض أي دعوة لتهجير أهل غزة، ونحمّل كل من يساند العدوان مسؤولية الدماء التي تُسفك والأرواح التي تُزهق والبطون التي تتلوى جوعًا في غزة الجريحة". وختم الأزهر بيانه بدعوة للقوى الفاعلة في العالم إلى تحمّل مسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية، والعمل على وقف القتل والتجويع فورًا، وإدخال المساعدات وفتح الطرق أمام علاج المرضى والمصابين، مؤكدًا أن هذه الممارسات تمثل انتهاكًا صارخًا لكل القوانين الدولية والشرائع السماوية. (روسيا اليوم)


صدى البلد
منذ 2 ساعات
- صدى البلد
شيخ الأزهر يُطلق نداءً عالميًّا ويستصرخ أصحاب الضمائر لإنقاذ أهل غزة
أطلق الأزهر الشريف صرخته الحزينة ونداءه العالمي المكلوم، الذي يستصرخ به أصحاب الضمائر الحيَّة من أحرارِ العالم وعقلائِه وحكمائِه وشرفائه مِمَّن لا يزالون يتألمون من وَخزِ الضمير، ويؤمنون بحرمة المسؤولية الإنسانية، وبحقوق المستضعفين والمغلوبين على أمورهم وعلى أبسطِ حقوقهم في المساواة بغيرهم من بني الإنسان في حياةٍ آمنة وعيش كريم، من أجلِ تحركٍ عاجلٍ وفوريٍّ لإنقاذِ أهل غزة من هذه المجاعة القاتلة، التي يفرضها الاحتلال في قُوَّةٍ ووحشيةٍ ولا مبالاة لم يعرف التاريخُ لها مثيلًا من قَبل، ونظنه لن يعرف لها شبيهًا في مستقبل الأيام. وأعلن الأزهر الشريف أنَّ الضمير الإنساني اليوم يقف على المحكِّ وهو يرى آلاف الأطفال والأبرياء يُقتَلون بدمٍ باردٍ، وأنَّ مَن ينجو منهم من القتلِ يَلْقَى حتفه بسببِ الجوع والعطش والجفاف، ونفاذ الدواء، وتوقف المراكز الطبية عن إنقاذهم من موتٍ مُحقَّقٍ. وشدد الأزهر على أن ما يُمارسه هذا الاحتلال البغيض من تجويعٍ قاتلٍ ومُتعمَّد لأهل غزَّة المُسالمين، وهم يبحثون عن كسرة من الخُبز الفُتات، أو كوب من الماء، ويستهدف بالرصاص الحي مواقع إيواء النازحين، ومراكز توزيع المساعدات الإنسانيَّة والإغاثيَّة لهو جريمةُ إبادةٍ جماعيةٍ مُكتملة الأركان، وأنَّ مَن يمد هذا الكيان بالسلاحِ، أو يُشجِّعه بالقرارات أو الكلمات المنافقة، فهو شريكٌ له في هذه الإبادة، وسوف يحاسبهم الحَكَم العدل، والمنتقم الجبَّار، يومَ لا ينفعُ مال ولا بنون، وعلى هؤلاء الذين يساندونهم أن يتذكَّروا جيدًا الحكمة الخالدة التي تقول: "أُكلنا يوم أُكِل الثور الأبيض". وقال الإمام الأكبر، إنَّ الأزهر الشريف وهو يغالب أحزانه وآلامه، ليستصرخ القوى الفاعلة والمؤثرة أن تبذل أقصى ما تستطيع لصدِّ هذا الكيان الوحشي، وإرغامه على وقف عمليات القتل الممنهجة، وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية بشكلٍ فوريٍّ، وفتح كل الطرق لعلاج المرضى والمصابين الذين تفاقمت حالتهم الصحية؛ نتيجة استهداف الاحتلال للمستشفيات والمرافق الطبية، في انتهاك صارخ لكل الشرائع السماوية والمواثيق الدولية. هذا؛ وإنَّ الأزهر الشَّريف ليبرأ أمام الله من هذا الصَّمت العالمي المُريب، ومِن تقاعسٍ دوليٍّ مخزٍ لنُصرةِ هذا الشَّعب الأعزل، ومن أي دعوة لتهجير أهل غزة من أرضهم، ومن كل مَن يقبل بهذه الدعوات أو يتجاوب معها، ويحمِّل كل داعم لهذا العدوان مسؤولية الدماء التي تُسفك، والأرواح التي تُزهق، والبطون التي تتضوَّر جوعًا في غزة الجريحة، ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾. كما يدعو الأزهر الشريف كل مسلم أن يواظب على الدعاء لنصرة المظلوم بدعاء نبينا الذي تحصَّن به: "اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الكِتَاب، ومُجْرِيَ السَّحَاب، وهَازِمَ الأحْزَاب، اهْزِمْهُمْ وانْصُرنا عليهم".


المردة
منذ 3 ساعات
- المردة
قاسم للدول العربية والاسلامية: لا تقفوا متفرجين على الإبادة الجماعية والتجويع والقتل في غزة
اعتبر الأمين العام ل'حزب الله' الشيخ نعيم قاسم في بيان، ان 'ما يتعرض له الشعب الفلسطيني المظلوم في قطاع غزة من عدوان أميركي – إسرائيلي وإيغال في التَّوحش والإبادة الجماعية والتجويع والقتل، تجاوزَ كلَّ المعايير الإنسانية والأخلاقية'. وقال: 'إنّ الصمتَ العالمي يُشكّل إدانة للأنظمة والمسؤولين، ويُعطّل ما يُسمى القانون الدولي. فليس كافيًا أن تدعو 25 دولة إلى إيقاف الحرب ضد غزة، فهذا الكلام لا يُعطي براءة من شهادتهم على ما يجري، ولا الدعم الذي أعطته بعض الدول الكبرى منذ بداية العدوان. إن المواقف والإدانات لا تُبرّئ مُطلقيها، فالمطلوب أن تتحول المواقف إلى إجراءاتٌ فعلية توقف تلك المذابح والجرائم، عبر فرض العقوبات على الكيان الإسرائيلي، وعزله، ومحاكمته، وإيقاف كل أشكال التعامل معه'. اضاف: 'تقع المسؤولية الأكبر على عاتق الدول العربية والإسلامية، حكّامًا وشعوبًا، فلتختاروا المواقف التي تريدونها، بالسقف الذي يناسبكم، ولكن لا تقفوا متفرجين. أوقفوا التطبيع، أغلقوا سفارات العدو، امنعوا التبادل التجاري، اجتمعوا لدعم فلسطين وغزة ولو بالحد الأدنى من الإمكانات الحياتية، فعندما تراكُم أميركا يدًا واحدة وصوتًا واحدًا مع الشعب الفلسطيني سترضخ وستتراجع'. وختم: 'سيسجّل التاريخ هذا العار على قادة البشرية وأنظمتها في زمن التجويع الحاقد وقتل المجوَّعين بالجملة، وسيطال ظلم أميركا وإسرائيل أولئك الساكتين عن نصرة المظلومين. واعلموا: 'إنَّه لا يُفلح الظالمون'، وإن ما تبالغ به إسرائيل من توحش وغطرسة سيكون سبب سقوطها المريع، إن شاء الله تعالى'.