logo
مستشار ألمانيا الجديد إلى إدارة ترمب: ابتعدوا عن سياستنا الداخلية

مستشار ألمانيا الجديد إلى إدارة ترمب: ابتعدوا عن سياستنا الداخلية

صوت لبنان٠٨-٠٥-٢٠٢٥

الشرق
حث المستشار الألماني الجديد فريدريش ميرتس مسؤولي إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب على الامتناع عن التدخل في سياسة بلاده، مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة أن تكون أوروبا "أكثر استقلالية" وأقل اعتماداً على الولايات المتحدة.
ودعا ميرتس، في مقابلة مع شبكة "أكسل سبرينجر جلوبال" للمراسلين التي تعد مجلة "بوليتيكو" الأميركية جزءاً منها، واشنطن إلى "احترام المؤسسات الديمقراطية الألمانية ونهجها في التعامل مع الأحزاب اليمينية المتطرفة التي تعتبرها أجهزتها الأمنية متطرفة".
وتبادلت ألمانيا والولايات المتحدة مؤخراً الانتقادات بشأن قرار وكالة الاستخبارات الألمانية تصنيف حزب "البديل من أجل ألمانيا" كمنظمة يمينية متطرفة، ما دفع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو للتدخل والمطالبة بالتراجع عن التصنيف، ليأتي التعقيب من وزارة الخارجية الألمانية بأن "القرار صدر بعد تحقيق شامل".
وذكر ميرتس أنه طلب من المسؤولين الأميركيين "الابتعاد عن السياسة الألمانية"، وقال: "لقد ابتعدنا إلى حدٍ كبير في السنوات الأخيرة عن الحملات الانتخابية الأميركية، وهذا الأمر يشملني شخصياً".
وأوضح أنه "أبلغ المسؤولين الأميركيين أنه لم ينحاز لأيٍ من المرشحين. وأطلب منكم قبول ذلك في المقابل".
وشهدت العلاقات بين أوروبا والولايات المتحدة توترات متصاعدة منذ عودة ترمب للبيت الأبيض في يناير، وسط دعوات أوروبية لتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة في الدفاع والأمن، بحسب المجلة.
وقال ميرتس، الذي زار باريس، الأربعاء، إنه أجرى "عدة مناقشات" مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول هذه القضية، مشدداً على ضرورة أن تصبح أوروبا "أكثر استقلالية".
ورفض ميرتس الإجابة على سؤال بشأن ما إذا كانت ألمانيا سترسل قوات لدعم قوة حفظ سلام أوروبية في أوكرانيا في حال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، قائلاً: "ببساطة لا نعرف الشروط بعد".
وأعرب ميرتس عن أمله في اتفاق على وقف إطلاق نار بشكل دائم في أوكرانيا "قريباً"، لكنه لم يقدم أي التزامات بشأن أمن أوكرانيا.
وأكد المستشار الألماني على "دعمه الكامل" لجهود ترمب لإنهاء الحرب، وقال: "بمجرد الاتفاق على وقف إطلاق النار، سنكون مستعدين للمشاركة في مراقبته تحت قيادة الولايات المتحدة".
وأشار إلى أنه "لا يمكننا إنهاء الحرب في أوكرانيا دون استمرار انخراط الولايات المتحدة في القضية، وهذا أمر لا يمكن للأوروبيين تعويضه"، واعتبر أن "أي وقف لإطلاق النار مستقبلاً وتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا، سيتطلبان أيضاً مشاركة أميركية".
وأعرب مستشار ألمانيا الذي من المقرر أن يتحدث هاتفياً، الخميس، مع الرئيس الأميركي، وقد يجتمع معه قبل قمة حلف شمال الأطلسي في نهاية يونيو، عن أمله في إقناعه بـ"المنافع المتبادلة" من إجراءات تسهيل التجارة بين الولايات المتحدة وأوروبا.
وقال ميرتس: "سأحاول أن أشرح له أننا نريد تسهيل التجارة، وليس جعلها أكثر صعوبة".
وهدد ترمب بفرض رسوم جمركية كبيرة على الاتحاد الأوروبي في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق اتجاري مع واشنطن قبل انتهاء فترة تعليق الرسوم في يوليو.
وهنأ نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس الزعيم المحافظ فريدريش ميرتس بانتخابه مستشاراً لألمانيا، وقال خلال فعالية استضافها مؤتمر ميونيخ للأمن في واشنطن: "أعلم أننا سنجري محادثة معه خلال اليومين المقبلين".
وكان الرئيس الأميركي أعلن هذا العام عن رسوم جمركية شاملة تهدد ألمانيا بسنة ثالثة من الانكماش. وتجد ألمانيا صعوبة بالفعل في التعامل مع انقطاع الغاز الروسي الرخيص منذ غزت موسكو أوكرانيا في عام 2022، وفي مواجهة تزايد المنافسة من الصين.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هل فعلاً تنوي إسرائيل ضرب إيران بشكل منفرد؟
هل فعلاً تنوي إسرائيل ضرب إيران بشكل منفرد؟

صوت لبنان

timeمنذ 7 ساعات

  • صوت لبنان

هل فعلاً تنوي إسرائيل ضرب إيران بشكل منفرد؟

الشرق الأوسط ما نشرته شبكة «سي إن إن» الأميركية، الثلاثاء، نقلاً عن مسؤولين أميركيين مطلعين، بشأن معلومات استخباراتية جديدة تفيد بأن إسرائيل تحضر لضرب منشآت نووية في إيران، أثار جدلاً واسعاً في تل أبيب والمنطقة. وأعاد النبأ إلى الواجهة «سؤال المليون دولار»: هل تعتزم إسرائيل فعلاً تنفيذ ضربة منفردة ضد إيران؟ وللوهلة الأولى، يبدو أن مجرد طرح احتمال توجيه ضربة إسرائيلية لإيران يخدم الولايات المتحدة عبر تعزيز الضغط في المفاوضات. غير أن فحوى التسريبات يشير إلى قلق إدارة الرئيس دونالد ترمب من أن تتجاوز التحركات الإسرائيلية حدود التهديد اللفظي، لتأخذ منحى تصعيدياً خطيراً قد يُفشل فرصة التوصل إلى اتفاق نووي فعّال، ويجرّ الولايات المتحدة والمنطقة إلى حرب واسعة ومدمرة. وحرص كبار المسؤولين في الاستخبارات الأميركية، الذين سرّبوا الخبر، على التأكيد أنّه «لم يتضح بعد ما إذا كان القادة الإسرائيليون قد اتخذوا قراراً نهائياً». ومع ذلك، حذّروا من أن احتمالية تنفيذ ضربة إسرائيلية ضد منشأة نووية إيرانية قد ارتفعت بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة، مشيرين إلى أن واشنطن رصدت تحركات لذخائر جوية، واختتام تمرين جوي، إضافة إلى اتصالات بين مسؤولين إسرائيليين تشير إلى استعدادات جدية لشن هجوم. إضافة إلى ذلك، تشير معلومات واردة من واشنطن إلى أن الرئيس دونالد ترمب وفريقه يضيقون ذرعاً بممارسات نتنياهو، التي تبدو كمن يتعمد الدوس على أقدام حلفائه الأميركيين. وهم يتابعون ما ينشر في إسرائيل عن استخفاف بالرئيس ترمب، والقول إنه «يريد اتفاقاً مع إيران بأي ثمن، والإيرانيون يعرفون ذلك ويستغلونه، وهذا يذكرهم باستعجال الرئيس الأسبق، باراك أوباما، الذي توصل إلى اتفاق سريع وسيئ». وترى دوائر في واشنطن أن مثل هذه التصريحات «تبجحاً وقحاً، وتطاولاً». ويخشون من محاولة افتعال أزمة مع واشنطن تخرب جهودها في إحداث تغييرات جوهرية بالمنطقة. ويبقى السؤال المطروح: هل تنوي حكومة نتنياهو فعلاً تنفيذ ضربة منفردة ضد إيران؟ لا شك أن هناك تياراً قوياً داخل إسرائيل يدفع بهذا الاتجاه، ويرى في توجيه ضربة، حتى لو جزئية، لبعض المنشآت النووية الإيرانية خطوة ضرورية. ويعد هذا التيار مقرّباً من نتنياهو، ويحظى بدعم في صفوف الجيش وحتى داخل بعض دوائر المعارضة. ويستند مؤيدوه إلى تقدير مفاده أن «إيران تمرّ حالياً بأضعف حالاتها عسكرياً منذ انطلاق ثورة 1979؛ فأذرعها في لبنان وفلسطين وسوريا تعرّضت لضربات متتالية، وهي نفسها تلقت هجمات إسرائيلية موجعة ومهينة». كما أن وجود ترمب في البيت الأبيض، الذي يُعد من أبرز داعمي إسرائيل، يُشكل -برأيهم- «فرصة تاريخية نادرة» قد لا تتكرر لضرب المنشآت النووية الإيرانية سبق أن أعرب هؤلاء مراراً عن رغبتهم في توجيه ضربة عسكرية لإيران، لا سيما خلال العام الماضي، عقب سلسلة من الغارات التي نفذتها إسرائيل ضد أهداف داخل الأراضي الإيرانية. وكانت أحدث إشاراتهم إلى هذه النية قبل نحو أسبوعين، عندما أطلق الحوثيون صاروخاً باتجاه مطار بن غوريون، حيث حمّلوا إيران المسؤولية الكاملة، واعتبروها «أصل البلاء». ومع أن الرئيس دونالد ترمب يشاركهم النظرة السلبية تجاه إيران، فإنه حال دون تنفيذ أي ضربة إسرائيلية، مشدداً على أن أي تحرك عسكري من هذا النوع سيقوض المفاوضات الجارية، ويعرض الجهود الدبلوماسية للخطر. اللافت أن جميع هؤلاء يدركون جيداً أن إسرائيل غير قادرة على تنفيذ عملية عسكرية شاملة ضد إيران بمفردها. فهي لا تحتاج فقط إلى ضوء أخضر من واشنطن، بل أيضاً إلى دعم لوجيستي مباشر. حتى في أفضل السيناريوهات، لا تستطيع إسرائيل سوى استهداف بعض المنشآت المحدودة، التي قد تعرقل البرنامج النووي الإيراني مؤقتاً، لكنها لا تلحق به ضرراً حاسماً. وتملك الولايات المتحدة وحدها القدرة العسكرية الكاملة لتوجيه ضربة مدمّرة وشاملة للبنية التحتية النووية الإيرانية. ومن هنا، فإن الأميركيين يدركون تماماً أن أي مغامرة إسرائيلية منفردة ستكون في جوهرها محاولة لجرّ واشنطن إلى حرب، لا تندرج ضمن أولويات الرئيس ترمب حالياً. وإذا كان ترمب سيصل إلى قناعة بضرورة مواجهة عسكرية مع طهران، فإنه يريد أن تتم وفق رؤيته الاستراتيجية الخاصة، لا استجابة لحسابات أو ضغوط إسرائيلية. ليس هذا فحسب، بل إن توجيه ضربة إلى إيران يُعد بمثابة التفاف على رغبة الإدارة الأميركية في إنهاء الحرب في غزة، ويشكل تشويشاً مباشراً على خطط الرئيس ترمب في الشرق الأوسط، التي توّجها مؤخراً بزيارته إلى الخليج. من هذا المنطلق، فإن استهداف إيران لا يقتصر على تصعيد عسكري معها فقط، بل يمس أيضاً بمصالح الولايات المتحدة وحلفائها، وقد يُهدد بإجهاض الفرصة المتاحة للتوصل إلى اتفاق نووي جديد. وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن القيادة الإيرانية تراقب عن كثب الموقف الإسرائيلي ومسار الحوار بين تل أبيب وواشنطن. والسؤال المطروح: هل تدير طهران المفاوضات لاحتواء التصعيد ونزع فتيل الحرب، وسحب البساط من تحت أقدام نتنياهو، أم أنها ستقع في المطب؟

هل تُشعل إسرائيل شرارة الحرب؟ ضربة محتملة لإيران تثير القلق في واشنطن والمنطقة
هل تُشعل إسرائيل شرارة الحرب؟ ضربة محتملة لإيران تثير القلق في واشنطن والمنطقة

لبنان اليوم

timeمنذ 8 ساعات

  • لبنان اليوم

هل تُشعل إسرائيل شرارة الحرب؟ ضربة محتملة لإيران تثير القلق في واشنطن والمنطقة

أثار تقرير نشرته شبكة 'سي إن إن' الأميركية جدلاً واسعاً، بعدما كشف عن معلومات استخباراتية تشير إلى تحضيرات إسرائيلية محتملة لتوجيه ضربة عسكرية ضد منشآت نووية إيرانية. الخبر، الذي نُقل عن مسؤولين أميركيين مطلعين، أعاد إلى الواجهة السؤال الحساس: هل تتجه إسرائيل فعلاً نحو تنفيذ ضربة منفردة ضد إيران؟ التسريبات، التي لم يُعرف مدى دقتها، دفعت جهات عديدة في واشنطن إلى التحذير من أن التصعيد الإسرائيلي قد لا يبقى في إطار التهديدات، بل قد يتحول إلى تحرك ميداني خطير يُفشل الجهود الدبلوماسية ويزج بالمنطقة في أتون حرب مدمّرة. وبينما أكد المسؤولون أن لا قرار نهائياً اتخذ بعد في تل أبيب، إلا أنهم أشاروا إلى مؤشرات مقلقة، بينها تحركات لذخائر جوية، واختتام تدريبات عسكرية، واتصالات داخلية في إسرائيل تدلّ على استعدادات متقدمة. مصادر أميركية لم تُخفِ انزعاجها من سياسات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، التي ترى فيها تجاوزاً لحسابات واشنطن ومصالحها. وتعتبر تلك الدوائر أن تصريحات بعض المسؤولين الإسرائيليين ضد إدارة ترمب تعكس نوعاً من 'التبجح والتطاول'، ومحاولة للضغط على الإدارة الأميركية لجرّها إلى مواجهة مفتوحة مع طهران، لا تتوافق مع أجندة البيت الأبيض. في المقابل، لا يمكن إنكار أن هناك تياراً واسعاً داخل إسرائيل يدفع بقوة نحو توجيه ضربة، ولو محدودة، للمنشآت النووية الإيرانية، ويعتبر أن الظرف الإقليمي والدولي الحالي يُشكل فرصة نادرة لا يجب تفويتها. ويستند هذا التيار إلى قراءة تفيد بأن إيران تمرّ في أضعف مراحلها، نتيجة الضربات المتكررة لأذرعها في لبنان وفلسطين وسوريا، وبدعم غير مسبوق من الرئيس ترمب. ورغم أن الرغبة موجودة، فإن قدرة إسرائيل على تنفيذ ضربة شاملة بمفردها تبقى محدودة. فنجاح هجوم كهذا يتطلب ضوءاً أخضر أميركياً، ودعماً لوجستياً مباشراً، في ظل عجز إسرائيل عن تدمير كامل البنية التحتية النووية الإيرانية بمفردها. وترى إدارة ترمب أن أي ضربة إسرائيلية منفردة قد تُفسر كاستفزاز متعمد يعرقل مفاوضاتها مع طهران، ويخلط أوراقها في ملفات أخرى، أبرزها غزة والخليج. فالحسابات الأميركية تسير نحو احتواء التصعيد، لا تأجيجه. في هذا الوقت، تتابع إيران التطورات عن كثب، مدركةً أن أي خطأ في الحسابات قد يُستغل لفرض واقع جديد. فهل تنجح طهران في تفادي الانجرار نحو المواجهة، أم أن إسرائيل ستفرض منطق القوة وتخاطر بإشعال حرب قد تتجاوز حدود المنطقة؟

هل فعلاً تنوي إسرائيل ضرب إيران بشكل منفرد؟
هل فعلاً تنوي إسرائيل ضرب إيران بشكل منفرد؟

IM Lebanon

timeمنذ 9 ساعات

  • IM Lebanon

هل فعلاً تنوي إسرائيل ضرب إيران بشكل منفرد؟

جاء في 'الشرق الأوسط': ما نشرته شبكة «سي إن إن» الأميركية، الثلاثاء، نقلاً عن مسؤولين أميركيين مطلعين، بشأن معلومات استخباراتية جديدة تفيد بأن إسرائيل تحضر لضرب منشآت نووية في إيران، أثار جدلاً واسعاً في تل أبيب والمنطقة. وأعاد النبأ إلى الواجهة «سؤال المليون دولار»: هل تعتزم إسرائيل فعلاً تنفيذ ضربة منفردة ضد إيران؟ وللوهلة الأولى، يبدو أن مجرد طرح احتمال توجيه ضربة إسرائيلية لإيران يخدم الولايات المتحدة عبر تعزيز الضغط في المفاوضات. غير أن فحوى التسريبات يشير إلى قلق إدارة الرئيس دونالد ترمب من أن تتجاوز التحركات الإسرائيلية حدود التهديد اللفظي، لتأخذ منحى تصعيدياً خطيراً قد يُفشل فرصة التوصل إلى اتفاق نووي فعّال، ويجرّ الولايات المتحدة والمنطقة إلى حرب واسعة ومدمرة. وحرص كبار المسؤولين في الاستخبارات الأميركية، الذين سرّبوا الخبر، على التأكيد أنّه «لم يتضح بعد ما إذا كان القادة الإسرائيليون قد اتخذوا قراراً نهائياً». ومع ذلك، حذّروا من أن احتمالية تنفيذ ضربة إسرائيلية ضد منشأة نووية إيرانية قد ارتفعت بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة، مشيرين إلى أن واشنطن رصدت تحركات لذخائر جوية، واختتام تمرين جوي، إضافة إلى اتصالات بين مسؤولين إسرائيليين تشير إلى استعدادات جدية لشن هجوم. إضافة إلى ذلك، تشير معلومات واردة من واشنطن إلى أن الرئيس دونالد ترمب وفريقه يضيقون ذرعاً بممارسات نتنياهو، التي تبدو كمن يتعمد الدوس على أقدام حلفائه الأميركيين. وهم يتابعون ما ينشر في إسرائيل عن استخفاف بالرئيس ترمب، والقول إنه «يريد اتفاقاً مع إيران بأي ثمن، والإيرانيون يعرفون ذلك ويستغلونه، وهذا يذكرهم باستعجال الرئيس الأسبق، باراك أوباما، الذي توصل إلى اتفاق سريع وسيئ». وترى دوائر في واشنطن أن مثل هذه التصريحات «تبجحاً وقحاً، وتطاولاً». ويخشون من محاولة افتعال أزمة مع واشنطن تخرب جهودها في إحداث تغييرات جوهرية بالمنطقة. ويبقى السؤال المطروح: هل تنوي حكومة نتنياهو فعلاً تنفيذ ضربة منفردة ضد إيران؟ لا شك أن هناك تياراً قوياً داخل إسرائيل يدفع بهذا الاتجاه، ويرى في توجيه ضربة، حتى لو جزئية، لبعض المنشآت النووية الإيرانية خطوة ضرورية. ويعد هذا التيار مقرّباً من نتنياهو، ويحظى بدعم في صفوف الجيش وحتى داخل بعض دوائر المعارضة. ويستند مؤيدوه إلى تقدير مفاده أن «إيران تمرّ حالياً بأضعف حالاتها عسكرياً منذ انطلاق ثورة 1979؛ فأذرعها في لبنان وفلسطين وسوريا تعرّضت لضربات متتالية، وهي نفسها تلقت هجمات إسرائيلية موجعة ومهينة». كما أن وجود ترمب في البيت الأبيض، الذي يُعد من أبرز داعمي إسرائيل، يُشكل -برأيهم- «فرصة تاريخية نادرة» قد لا تتكرر لضرب المنشآت النووية الإيرانية سبق أن أعرب هؤلاء مراراً عن رغبتهم في توجيه ضربة عسكرية لإيران، لا سيما خلال العام الماضي، عقب سلسلة من الغارات التي نفذتها إسرائيل ضد أهداف داخل الأراضي الإيرانية. وكانت أحدث إشاراتهم إلى هذه النية قبل نحو أسبوعين، عندما أطلق الحوثيون صاروخاً باتجاه مطار بن غوريون، حيث حمّلوا إيران المسؤولية الكاملة، واعتبروها «أصل البلاء». ومع أن الرئيس دونالد ترمب يشاركهم النظرة السلبية تجاه إيران، فإنه حال دون تنفيذ أي ضربة إسرائيلية، مشدداً على أن أي تحرك عسكري من هذا النوع سيقوض المفاوضات الجارية، ويعرض الجهود الدبلوماسية للخطر. اللافت أن جميع هؤلاء يدركون جيداً أن إسرائيل غير قادرة على تنفيذ عملية عسكرية شاملة ضد إيران بمفردها. فهي لا تحتاج فقط إلى ضوء أخضر من واشنطن، بل أيضاً إلى دعم لوجيستي مباشر. حتى في أفضل السيناريوهات، لا تستطيع إسرائيل سوى استهداف بعض المنشآت المحدودة، التي قد تعرقل البرنامج النووي الإيراني مؤقتاً، لكنها لا تلحق به ضرراً حاسماً. وتملك الولايات المتحدة وحدها القدرة العسكرية الكاملة لتوجيه ضربة مدمّرة وشاملة للبنية التحتية النووية الإيرانية. ومن هنا، فإن الأميركيين يدركون تماماً أن أي مغامرة إسرائيلية منفردة ستكون في جوهرها محاولة لجرّ واشنطن إلى حرب، لا تندرج ضمن أولويات الرئيس ترمب حالياً. وإذا كان ترمب سيصل إلى قناعة بضرورة مواجهة عسكرية مع طهران، فإنه يريد أن تتم وفق رؤيته الاستراتيجية الخاصة، لا استجابة لحسابات أو ضغوط إسرائيلية. ليس هذا فحسب، بل إن توجيه ضربة إلى إيران يُعد بمثابة التفاف على رغبة الإدارة الأميركية في إنهاء الحرب في غزة، ويشكل تشويشاً مباشراً على خطط الرئيس ترمب في الشرق الأوسط، التي توّجها مؤخراً بزيارته إلى الخليج. من هذا المنطلق، فإن استهداف إيران لا يقتصر على تصعيد عسكري معها فقط، بل يمس أيضاً بمصالح الولايات المتحدة وحلفائها، وقد يُهدد بإجهاض الفرصة المتاحة للتوصل إلى اتفاق نووي جديد. وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن القيادة الإيرانية تراقب عن كثب الموقف الإسرائيلي ومسار الحوار بين تل أبيب وواشنطن. والسؤال المطروح: هل تدير طهران المفاوضات لاحتواء التصعيد ونزع فتيل الحرب، وسحب البساط من تحت أقدام نتنياهو، أم أنها ستقع في المطب؟

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store