logo
جولة ترامب... بين الحفاوة الخليجية والفتور الإسرائيلي

جولة ترامب... بين الحفاوة الخليجية والفتور الإسرائيلي

صدى البلدمنذ 4 أيام

"من الرياض إلى الدوحة، مرورًا برفع العقوبات عن سوريا، جولة ترامب في الشرق الأوسط تخبئ ما هو أعمق من رقص السيوف وصفقات الطائرات" – بهذه العبارة افتتحت شبكة سي إن إن تحليلها الشامل لجولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الشرق الأوسط، مؤكدة أن الحدث تجاوز التغطية السطحية للبيت الأبيض ووسائل الإعلام الموالية له، ليكشف عن تحولات دبلوماسية جذرية قد تعيد رسم خريطة النفوذ في المنطقة.
ترامب يراهن على سوريا جديدة
أبرز محطات الجولة تمثّل في اللقاء المفاجئ بين ترامب والرئيس السوري المؤقت أحمد الشراع، وهو أول اجتماع بين رئيس أمريكي وزعيم سوري منذ ربع قرن. وقد فاجأ ترامب العالم بإعلانه رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا، معتبرًا أن البلاد تستحق "فرصة ثانية"، بعد سنوات من الحرب والانهيار.
الشراع، الذي كان في السابق زعيمًا محسوبًا على تنظيم القاعدة، ويُذكر أن واشنطن رصدت 10 ملايين دولار كمكافأة للقبض عليه، بات اليوم محط رهان أمريكي على إمكانية تحقيق استقرار هش في بلد أنهكته الصراعات الطائفية والتدخلات الأجنبية.
وبحسب شبكة سي إن إن، فإن هذا التحول الدراماتيكي يعكس توجه ترامب نحو سياسة أكثر براجماتية، مدفوعة جزئيًا بضغط من حلفائه في الخليج، خصوصًا السعودية وقطر، الساعيتين لوقف تمدد النفوذ الإيراني والروسي في سوريا.
قطر على خط الطيران والدبلوماسية
في الدوحة، استُقبل ترامب بحفاوة رسمية، وتوج زيارته بتوقيع صفقة قياسية مع شركة بوينج، لشراء أكثر من 210 طائرات، بقيمة تتجاوز 90 مليار دولار.
الجدل لم يتوقف عند العقود الاقتصادية، بل تصاعد بعد قبول ترامب لهدية شخصية من العائلة الأميرية في قطر، تمثلت في طائرة فاخرة من طراز بوينج 747، وهو ما أثار انتقادات داخل واشنطن وفتح الباب أمام تساؤلات قانونية وأمنية.
وفي الوقت نفسه، أشارت سي إن إن إلى أن ترامب استخدم هذه الزيارة كمنصة للضغط على إسرائيل بشأن الأزمة الإنسانية في غزة، عبر وساطات غير مباشرة مع قطر والسعودية لتمرير مساعدات، في وقت صعد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو عملياته العدوانية ورفضه لأي تهدئة.
التحولات الجيوسياسية: إيران، اليمن، و"الفتور" مع نتنياهو
أكد تقرير سي إن إن أن جولة ترامب شهدت ما يشبه إعادة تموضع في علاقاته مع اللاعبين الإقليميين. ففي حين وجه إنذارات مباشرة إلى إيران حول برنامجها النووي، ظهرت بوادر توتر مع نتنياهو، بعد أن استبعدت إسرائيل من اتفاق وقف هجمات الحوثيين في اليمن، كما تم تجاهلها في صفقة إطلاق سراح آخر أسير أمريكي في غزة.
البيت الأبيض حاول الترويج للجولة على أنها انتصار شخصي لترامب "صانع الصفقات"، إلا أن سي إن إن تشير إلى أن هذه الجولة "كسرت القوالب التقليدية" وأثبتت أن ترامب يخوض رهانات كبرى، من دون أن يملك دائمًا رؤية استراتيجية متماسكة.
ورغم الإشادة النادرة من بعض خصومه السياسيين، مثل مدير سي آي إيه السابق ليون بانيتا، فإن قرار رفع العقوبات عن سوريا لا يخلو من مخاوف أمريكية حقيقية. أعضاء في مجلس الشيوخ شددوا على ضرورة التحقق من أن النظام الجديد في دمشق يعمل على طرد فلول داعش ويحمي الأقليات، في ظل تقارير متزايدة عن تجاوزات.
السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام، أحد أبرز حلفاء ترامب، حذر بدوره من "الثقة المفرطة في رجل جاء إلى الحكم عبر السلاح لا صناديق الاقتراع"، مشيرًا إلى ضرورة مراقبة الأداء السوري قبل المضي في إلغاء العقوبات بالكامل.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أحد أبرز جواسيس الموساد.. هل تم إعادة مقتنيات إيلي كوهين بموافقة الشرع؟
أحد أبرز جواسيس الموساد.. هل تم إعادة مقتنيات إيلي كوهين بموافقة الشرع؟

ليبانون 24

timeمنذ 32 دقائق

  • ليبانون 24

أحد أبرز جواسيس الموساد.. هل تم إعادة مقتنيات إيلي كوهين بموافقة الشرع؟

وكانت إسرائيل قد أعلنت يوم الأحد عن استعادتها وثائق وصورًا وممتلكات شخصية مرتبطة بكوهين، مشيرة إلى تعاون جهاز "الموساد" مع جهاز استخبارات أجنبي مجهول الهوية لتأمين هذه المواد. وأكد مصدر أمني سوري، ومستشار للرئيس السوري أحمد الشرع ، وشخص مطلع على محادثات سرية بين الطرفين، أن تسليم الأرشيف جاء كإشارة غير مباشرة من الشرع لخفض التوترات وكسب ثقة ترامب ، بحسب ما نقلت رويترز. كوهين، الذي أُعدم شنقًا في أحد ميادين دمشق عام 1965 بعد تسلله إلى الطبقة السياسية السورية، لا يزال يُعتبر بطلًا في إسرائيل ، ويُعد من أبرز جواسيس الموساد لتزويده إسرائيل بمعلومات حساسة ساهمت في نصرها السريع خلال حرب 1967. ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كوهين الأحد بأنه "أسطورة" و"أعظم عميل استخبارات في تاريخ الدولة". رغم أن إسرائيل كانت تسعى منذ سنوات لاستعادة جثمانه لدفنه في بلاده، فإن استعادة أرشيفه، الذي احتفظت به الاستخبارات السورية لنحو 60 عامًا، اعتبره الموساد "إنجازًا أخلاقيًا من الدرجة الأولى". لم تكشف إسرائيل عن تفاصيل العملية التي أدت لاستعادة الأرشيف، مكتفية بالقول إنها "عملية سرية ومعقدة" بالتعاون مع جهاز استخبارات حليف. ولم ترد رئاسة الوزراء الإسرائيلية أو المسؤولون السوريون أو البيت الأبيض على طلبات رويترز للتعليق على دور سوريا في تسليم أرشيف كوهين. بعد أن أطاحت قوات المعارضة بنظام الرئيس بشار الأسد في كانون الاول الماضي، عثرت على ملف كوهين في أحد مباني الأمن الداخلي، وفقًا للمصدر الأمني السوري. وبحسب المصدر، قرر الشرع ومستشاروه بسرعة استخدام الأرشيف كورقة تفاوضية، مؤكدين أن الرئيس السوري أدرك أهمية الأرشيف بالنسبة لإسرائيل وأن تسليمه يمكن أن يشكل بادرة دبلوماسية مهمة.

بـ 25 مليار دولار... ترامب يعلن عن خطة تنفيذ مشروع "القبة الذهبية"
بـ 25 مليار دولار... ترامب يعلن عن خطة تنفيذ مشروع "القبة الذهبية"

ليبانون 24

timeمنذ 32 دقائق

  • ليبانون 24

بـ 25 مليار دولار... ترامب يعلن عن خطة تنفيذ مشروع "القبة الذهبية"

أفاد موقع "بوليتيكو"، نقلاً عن مصادر، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيعلن عن تخصيص 25 مليار دولار لبدء تنفيذ نظام الدفاع الصاروخي المعروف بـ" القبة الذهبية". وأوضح مصدر مطلع في البيت الأبيض لـ"بوليتيكو" أن هذا المبلغ يتماشى مع الطلب المدرج في مشروع قانون الميزانية الكبير للإدارة، والذي لم يقره الكونغرس بعد. وذكر المصدر أن التكلفة الإجمالية للمشروع، بحسب تقديرات مكتب الميزانية بالكونغرس، تصل إلى حوالي 500 مليار دولار خلال فترة عشرين عاماً. من المتوقع أن يعلن ترامب هذا القرار في حدث رسمي بالبيت الأبيض، بحضور وزير الدفاع بيت هيغسيث ، فيما تشير التقارير إلى تعيين الجنرال مايكل جيتلين من قوة الفضاء الأميركية رئيساً لبرنامج "القبة الذهبية". واقترح المشرعون الجمهوريون "استثمارا أوليا بقيمة 25 مليار دولار للقبة الذهبية كجزء من حزمة دفاعية أوسع نطاقا، لكن هذا التمويل مرتبط بمشروع قانون مثير للجدل يواجه عقبات كبيرة في الكونغرس". كما أعرب الديمقراطيون عن قلقهم بشأن "فعالية الدرع الدفاعية الباهظة التكلفة".

مصادر لرويترز: القيادة السورية وافقت على تسليم متعلقات إيلي كوهين لإسرائيل
مصادر لرويترز: القيادة السورية وافقت على تسليم متعلقات إيلي كوهين لإسرائيل

LBCI

timeمنذ ساعة واحدة

  • LBCI

مصادر لرويترز: القيادة السورية وافقت على تسليم متعلقات إيلي كوهين لإسرائيل

كشفت ثلاثة مصادر لرويترز أن القيادة السورية وافقت على تسليم وثائق ومتعلقات الجاسوس إيلي كوهين لإسرائيل في محاولة لتخفيف حدة التوتر وإظهار حسن النوايا للرئيس الأميركي دونالد ترامب. وأعلنت إسرائيل الأحد استعادة مجموعة من الوثائق والصور والمتعلقات الشخصية المرتبطة بكوهين، قائلة إن المخابرات الإسرائيلية (الموساد) تعاونت مع جهاز مخابرات أجنبي لم تحدده للحصول على الوثائق والمتعلقات. ومع ذلك، قال مصدر أمني سوري ومستشار للرئيس السوري أحمد الشرع وشخص مطلع على المحادثات السرية بين البلدين إن أرشيف المواد عرض على إسرائيل في مبادرة غير مباشرة من الشرع في إطار سعيه لتهدئة التوتر وبناء الثقة لدى ترامب. ولا يزال كوهين، الذي أعدم شنقا في عام 1965 في ساحة بوسط دمشق بعد اختراقه النخبة السياسية السورية، يعد بطلا في إسرائيل وأشهر جاسوس للموساد لكشفه أسرارا عسكرية ساهمت في تحقيق النصر في حرب 1967. ووصف بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي كوهين يوم الأحد بأنه أسطورة و"أعظم عميل استخبارات في تاريخ الدولة". وتسعى إسرائيل منذ مدة طويلة لاستعادة رفاته ودفنه في إسرائيل. وأشاد الموساد باستلام متعلقاته التي احتفظت بها المخابرات السورية لمدة 60 عاما ووصف ذلك بأنه "إنجاز أخلاقي رفيع". ولم توضح إسرائيل كيفية حصولها على الوثائق والمقتنيات واكتفت بالقول إن هذا نتيجة "عملية سرية ومعقدة للموساد، بالتعاون مع جهاز مخابرات أجنبي حليف".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store