logo
اليمن بعد هزيمة أمريكا وكبح الكيان.. أي توازنات ردع على المسرح الإقليمي والدولي؟حلمي الكمالي

اليمن بعد هزيمة أمريكا وكبح الكيان.. أي توازنات ردع على المسرح الإقليمي والدولي؟حلمي الكمالي

ساحة التحريرمنذ 2 أيام

اليمن بعد هزيمة أمريكا وكبح الكيان.. أي توازنات ردع على المسرح الإقليمي والدولي؟
حلمي الكمالي
في إطار عملياته العسكرية المساندة لغزة، يواصل اليمن فرض المعادلات الإستراتيجية على مسرح المواجهة الإقليمي والدولي، والظهور كلاعب أسطوري بيده مفاتيح القوة، يفرض توازنات الردع والرعب على إمتداد الخارطة، بعد أن فقأ عين القوة العسكرية الكبرى، الولايات المتحدة وحلفائها ووكلائها الإقليميين، وألجم ربيبتها 'إسرائيل'؛ في مشهد إذلال تاريخي شهدته ميادين الحرب وسجلته عدسات الكاميرا بتوقيع الصواريخ والمسيّرات اليمنية وهي تلاحق حاملات الطائرات الأمريكية في البحر، وتصطاد أفخر مقاتلاتها الشبحية في الجو، وتضرب قلب الكيان.
فعلى وقع معركة الطوفان، يستمر اليمن في إبهار العالم أجمع من موقعه على منصة الدعم والإسناد لغزة، بمعادلات ردع عسكرية، نوعية وغير مسبوقة ومتسلسلة، فبعد أن نجح في إغلاق ميناء 'إيلات' بشكل كامل عقب سيطرته النارية على البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب، يذهب اليمن لإغلاق ميناء حيفا الصهيوني المُطل على البحر الأبيض المتوسط، والذي يبعد عن اليمن حوالي 2300 كم، وذلك بعد أيام قليلة من إعلان القوات المسلحة اليمنية فرض حصاراً جوياً شاملاً على مطارات الاحتلال الصهيوني رداً على توسيع العدو عملياته العسكرية العدوانية في قطاع غزة.
معادلات الردع هذه، التي يتفنن اليمن في ترجمتها سريعاً على الميدان بلغته وأسلوبه وتكتيكاته العسكرية الخاصة التي جاءت من خارج 'الصندوق الغربي' وتحمّل روحه وعزيمته الإيمانية اليمانية الصلبة؛ تحقق غايتها الآنية وتشكل ضغطاً كبيراً على الكيان الصهيوني وأحد أبرز العوامل التي ستجبره في نهاية المطاف على وقف عدوانه ورفع حصاره عن قطاع غزة، لكنها في الوقت نفسه تحقق نجاحات عميقة وبعيدة المدى، حيث تضرب في صميم الهيمنة الأمريكية الصهيونية على العالم، وتُنذر بمتغيرات دراماتيكية سريعة في مفاهيم الهيمنة ومعايير القوة السائدة منذ الحرب العالمية الثانية.
وفي هذا السياق، يمكن التأكيد أن إعلان واشنطن وقف العدوان على اليمن، وتركها 'إسرائيل' المتقزمة خلف إخفاقات الطوفان الفلسطيني، لتواجه مصيرها المحفوف بالمخاوف الآنية والتاريخية والمليء بالألغام والضربات السحيقة في مواجهة اليمن الناشئ بقوة على أنقاض القوى العظمى، المؤمن بقضيته وإرادته وعقيدته وبنصره المحتوم على أعداءه؛ هو بداية النهاية لمحور الشر الصهيوني الأمريكي الجاثم على صدر الأمم الشريفة على مدى قرن من الزمان.
لم يسبق أن تركت واشنطن ربيبتها وذراعها الطولى 'إسرائيل' في خضم المواجهة، وأعلنت ذلك على الملأ، منذ نشأة هذه العلاقة الخبيثة، بل سبق وأن قدمت الأولى مصالح الأخيرة على مصالحها في أحايين كثيرة ومحطات مختلفة حتى في أحلك المعارك والظروف، ولكن الضربات اليمنية موجعة للغاية للحد الذي يصعب على الإمبرطورية العجوز تحمّل تداعياتها القاتلة، فهي تهدد عرش هيمنتها ووصايتها الإقليمية والدولية، وتُعجّل بانهيار نظام القطب العالمي الواحد، وتضع معايير القوة والسرديات والمحددات التي وضعتها الولايات المتحدة خلال عقود في مهب الريح.
وعلى وقع هذه الضربات اليمنية الإستراتيجية، يمكن التأكيد أنها قد شلّت محور الشر الصهيوني الأمريكي وعززت تلاشي قدراته التي تشهد اضطرابات غير تقليدية خلال الآونة الأخيرة على ضوء الإخفاقات المتراكمة في مختلف ساحات الاختبار الممتدة من غزة إلى أوكرانيا والصين وشرق آسيا وأمريكا اللاتينية ومنها إلى عموم الجنوب العالمي، وهو ما أدركه سريعاً ترامب، رجل العقارات و'مُحصل' البيت الأبيض، الذي يشبه أمريكا كثيراً في هبوطها من أعلى القمة إلى قاع الوحل.
واستناداً لمعطيات المواجهة القائمة ونتائج الحرب عموماً في أرض النزال في لحظتها الراهنة ومختلف جولاتها السابقة، نؤكد أيضاً أن المعادلات النوعية التي فرضتها القوات المسلحة اليمنية على وقع مشاركتها في معركة طوفان الأقصى، سواءً بضرب عمق الكيان الصهيوني، أو في خوضها معارك البحر والجو في وجه الأساطيل والأسراب الأمريكية؛ لن تنضب قط بعد انتهاء هذه المعركة وانقشاع غبار الحرب؛ بل ستظل راسخة في عمق المشهد العالمي، وسيكون لها الدور البارز في التأثير على مجريات الأحداث والمتغيّرات شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً، وذلك في صالح الأمم والشعوب الحرة والمستضعفة وعلى رأسها الأمة العربية والإسلامية، بإذن الله تعالى.
‎2025-‎05-‎26

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

توتر 'أميركي-إسرائيلي' بشأن إيران .. ترمب يسعى إلى اتفاق ونتانياهو يهدد بضربة عسكرية
توتر 'أميركي-إسرائيلي' بشأن إيران .. ترمب يسعى إلى اتفاق ونتانياهو يهدد بضربة عسكرية

موقع كتابات

timeمنذ 8 ساعات

  • موقع كتابات

توتر 'أميركي-إسرائيلي' بشأن إيران .. ترمب يسعى إلى اتفاق ونتانياهو يهدد بضربة عسكرية

وكالات- كتابات: في وقتٍ تكَّثف فيه إدارة الرئيس الأميركي؛ 'دونالد ترمب'، جهودها للتوصل إلى اتفاق نووي جديد مع 'إيران'، لوّح رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ 'بنيامين نتانياهو'، بإمكانية شنّ ضربات عسكرية على منشآت التخصيّب الإيرانية، 'في خطوة تهدَّد بتقويض المحادثات الجارية'، وفق ما نقلت صحيفة (نيويورك تايمز) عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين وأوروبيين مطلعين. وفي التفاصيل؛ أوضحت الصحيفة أنّ الصراع حول أفضل السبُل لضمان عدم قُدرة 'إيران' على إنتاج سلاح نووي: 'أدّى إلى مكالمة هاتفية متوترة واحدة على الأقل بين الرئيس؛ ترمب، ونتانياهو، وسلسلة من الاجتماعات في الأيام الأخيرة بين كبار المسؤولين في الإدارة وكبار المسؤولين الإسرائيليين'. من جانبه؛ مكتب رئيس حكومة الاحتلال؛ 'نتانياهو'، رد على مقال (نيويورك تايمز) بالقول: إنها 'أخبار كاذبة'. وإذ قال 'ترمب'؛ يوم الأحد، إنّه قد يكون هناك: 'شيء جيد' مقبل بشأن جهوده للحد من البرنامج النووي الإيراني في: 'اليومين المقبلين'، فإنّ مسؤولين آخرين مطلعين على المفاوضات قالوا إنّه في أحسن الأحوال: 'سيكون هناك إعلانٌ لبعض المباديء المشتركة'. وبحسّب الصحيفة؛ فإنّه: 'لا تزال التفاصيل قيّد النقاش طي الكتمان، فيما من المُرجّح أن تُمهّد الطريق لمزيد من المفاوضات، بدءًا من إمكانية استمرار إيران في تخصّيب (اليورانيوم) بأي مستوى، وكيفية تخفيف مخزوناتها من الوقود شبّه القابل للاستخدام في صنع القنابل النووية أو نقلها إلى خارج البلاد'. أحد مخاوف المسؤولين الأميركيين هو؛ أنّ: 'إسرائيل قد تُقرر ضرب إيران من دون سابق إنذار'، وقد: 'قدّرت الاستخبارات الأميركية أنّ إسرائيل قد تُجهّز لشنّ هجوم على إيران في غضون (07) ساعات فقط، ما يُقلّل من الوقت المُتاح للضغط على نتانياهو لإلغاء الهجوم'. تساؤلات حول فعالية هجوم إسرائيلي من دون دعم أميركي.. لكن هذا التقيّيم العسكري الأميركي نفسه: 'أثار تساؤلات حول مدى فعالية ضربة إسرائيلية أحادية الجانب من دون دعم أميركي'، فيما يعتقد بعض المسؤولين الإسرائيليين المقَّربين من 'نتانياهو' أنّ 'الولايات المتحدة': 'لن يكون أمامها خيار سوى مساعدة إسرائيل عسكريًا؛ إذا شنّت إيران هجومًا مضادًا'. وقال مسؤولون إسرائيليون لنظرائهم الأميركيين إنّ: 'نتانياهو قد يأمر بشّن هجوم على إيران حتى لو تم التوصل إلى اتفاق دبلوماسي ناجح'. فبعد لقائه بـ'ترمب'؛ في 'البيت الأبيض'، في نيسان/إبريل: 'أمر نتانياهو مسؤولي الأمن القومي الإسرائيلي بمواصلة التخطيط لضربة على إيران، بما في ذلك عملية أصغر حجمًا لا تتطلب مساعدة أميركية'، وفقًا لعدة أشخاص مطلعين على الأمر. وأردفت الصحيفة؛ أنّ: 'لدى إسرائيل بالفعل خططًا متنوعة قيّد الإعداد، تراوح بين العمليات الجراحية وقصف المنشآت الإيرانية على مدى أيام طويلة، بما في ذلك بعض المنشآت في المدن المزدحمة'. 'إسرائيل' تُشّكك في أي اتفاف مع 'إيران'.. وفي هذا الإطار؛ قالت (نيويوك تايمز)، إنّ: 'نتانياهو، لطالما أبدى طوال عقوده في الحكومة، تشّكيكه في المبادرات الدبلوماسية تجاه طهران'، بحيث: 'عارض اتفاق عام 2015، وسّعى لإفشاله، حتى أنّه خاطب جلسة مشتركة للكونغرس طالبًا بإلغاء الاتفاق'. وهذه المرة: 'نفض المسؤولون الإسرائيليون الغبار عن دليلٍ قديم: التهديد بضرب إيران، حتى من دون مساعدة أميركية'، ويصرّون على جدّيتهم في الأمر، رُغم أنّهم وجّهوا مثل هذه التهديدات وتراجعوا عنها عدة مرات على مدى ما يقرب من عقدين من الزمن. وقد أشار مسؤولون إسرائيليون إلى إدارة 'ترمب'؛ قبيل أول زيارة خارجية رسمية له إلى الشرق الأوسط هذا الشهر، بأنهم: 'يستعدون لمهاجمة المواقع النووية الإيرانية'، وفقًا لشخصين مطلعين على المناقشات. كما رصدت الاستخبارات الأميركية استعدادات إسرائيلية لشّن هجوم. وقد دفع ذلك 'ترمب' إلى التحدث مع 'نتانياهو'، الذي: 'لم ينكر أنه أمر وكالاته العسكرية والاستخبارية بالاستعداد لضربة، وجادل بأنّ لديه نافذة محدودة لشن مثل هذه الضربة'، وفق الصحيفة. ويُبدي الإسرائيليون: 'شكوكًا بالغة تجاه أي اتفاق مؤقت قد يُبقي المنشآت الإيرانية قائمةً، لأشهر أو سنوات ريثما يتم التوصل إلى اتفاق نهائي. وفي البداية على الأقل، كانت إدارة ترمب متشَّككة أيضًا'. نقطة الخلاف بين 'ويتكوف' و'عراقجي'.. وبشأن الخلاف الرئيس في المفاوضات بين كبير المفاوضين الأميركيين؛ 'ستيف ويتكوف'، ونظيره الإيراني؛ 'عباس عراقجي'، أوضحت الصحيفة أنّه: 'يتركّز على موقف إدارة ترمب القاضي بوجوب وقف إيران جميع أنشطة تخصّيب المواد النووية على أراضيها'، إذ رفض 'عراقجي' هذا التقيّيد مرارًا وتكرارًا، مؤكدًا عبر منشور في مواقع التواصل الاجتماعي؛ يوم الثلاثاء، أنّه إذا أصرت القوى الغربية على: 'عدم تخصيّب (اليورانيوم) في إيران، فلن يبقى لدينا ما ننُاقشه بشأن القضية النووية'. وفي محاولةٍ لمنع انهيار المفاوضات: 'يُناقش ويتكوف وسلطنة عُمان، التي تتولى دور الوسيّط، خياراتٍ خلاقة، من بينها مشروعٌ إقليميٌّ مشتركٌ محتملٌ لإنتاج الوقود لمفاعلات الطاقة النووية مع إيران والمملكة العربية السعودية ودولٍ عربيةٍ أخرى، إضافة إلى مشاركةٍ أميركيةٍ جزئية، إلاّ أنّ مكان التخصيّب الفعلي لم يُحدّد بعد'، وفق ما نقلت الصحيفة. ويقول المشاركون إنّ: 'ويتكوف تخلى أيضًا عن اعتراضاته السابقة على تفاهم مؤقت يضع مباديء لاتفاق نهائي، لكن هذا قد لا يُرضي إسرائيل، أو صقور الكونغرس بشأن إيران'. وقد أبلغ 'ويتكوف'؛ كبير المفاوضين الأميركيين، نظيره الإيراني، أنّ: 'ترمب يُريد اتفاقًا نهائيًا في غضون شهرين تقريبًا'. ولكن هذا الموعد النهائي على وشك الانتهاء، في حين: 'ما زالت هناك فجوة كبيرة حول إذا ما كان سيُسمح لإيران بمواصلة تخصّيب (اليورانيوم)، وهو ما تقول طهران إنّه حقها باعتبارها دولة موقّعة على معاهدة منع الانتشار النووي'. والآن: 'تبدو إدارة ترمب أكثر انفتاحًا على إصدار نوعٍ ما من الإعلان المؤقت للمباديء المشتركة، لأنّ ذلك قد يساعد في صد الضربة الإسرائيلية'، بحسّب الصحيفة. ويقول الخبراء إنّه لإرضاء الإسرائيليين وصقور 'إيران' في 'الكونغرس'، سيتعيّن على أي اتفاق مؤقت، على الأرجح، أن: 'يُلزم إيران بشحن وقودها شبه القابل للاستخدام في صنع القنابل إلى خارج البلاد أو (بتخفيضه) إلى مستوى أدنى بكثير'، الأمر الذي: 'سيُمكّن ترمب من الادعاء بأنه قضى، مؤقتًا على الأقل، على خطر سعي إيران المُسرّع إلى امتلاك سلاح نووي'.

النحر أو الانتحار.. أيهما سيختار؟عمار يزلي
النحر أو الانتحار.. أيهما سيختار؟عمار يزلي

ساحة التحرير

timeمنذ 8 ساعات

  • ساحة التحرير

النحر أو الانتحار.. أيهما سيختار؟عمار يزلي

النحر أو الانتحار.. أيهما سيختار؟ عمار يزلي مع اشتداد الضغوط، من كل حدب وصوب، على حكومة الكيان، في استفاقة دولية أوروبية متأخرة، تبدو كأنها نوعٌ من تبرئة الذمة، تتجه الضغوط الأمريكية الناعمة، بعد أن ظلت لأشهر تواطؤا و'مشاركة نائمة'، قاسية وفعالة، كان الهدف منها تدمير غزة وترحيل شعبها، بعنوان تحرير الرهائن وهزيمة حماس. بداية الضغوط الأمريكية على نتنياهو، بدأت مع الملف النووي، عندما استدعاه ترمب إلى البيت الأبيض على عجل، ليشركه في رغبة الإدارة الأمريكية في إجراء مفاوضات شبه مباشرة مع إيران، وأن على الكيان ألا يفسد هذا التوجُّه بأيِّ حماقة أو تصعيد. بالمقابل، أعطاه مهلة للتوصل إلى حل سريع في غزة يبدو أن كان إلى حدود بداية شهر جوان. عاد رئيس وزراء الكيان مضغوطا نفسيا، غير مرتاح كليا لنهج ترمب في الملف النووي الإيراني، وتظاهر أن يسمع لترمب، لكنه فعليا كان يفعل عكس ذلك تماما، سواء في غزة أم سورية أم إعلاميا وداخليا مع الملف الإيراني. النتيجة، كانت أن أوقف ترمب حربه على اليمن بطلب منه وبوساطة عمانية، وترك الكيان وحده في مواجهة صواريخ والطائرات المسيَّرة لأنصار الله في اليمن، كرسالة أولية مفادها أننا قد نتخلى عن دعمك جزئيا وبشكل تدريجي إذا تماديت في عدم الخضوع لولي نعمتك، من تبناك ودعمك بشكل غير مسبوق. كما كان واضحا، ضغط ترمب الناعم على نتنياهو في الملف السوري، لكن رئيس وزراء الكيان مضى في تجاهل نصائح ترمب، حتى ولو بدا أنه يتعامل مع تركيا كما أوصاه بها ترمب: تعاملات تكتيكية على الأرض السورية، تفاديا لوقوع احتكاك مباشر بينه وبين تركيا، لكن العدوان استمر على سورية حتى وإن خفّت حدّته مؤخرا، ربما لأنه وجد أن دمّر كل شيء ولم يبق شيء قابلا للتدمير في سورية. في هذا الملف بالذات، رأينا ترمب، في أثناء جولته الخليجية، التي جمع فيها آلاف المليارات من الدولارات في شكل استثمارات على مدى السنوات المقبلة، يعلن رفع العقوبات عن دمشق ما فاجأ حتى المقرّبين منه في إدارته، وبدأ في تسريع إجراءات ذلك، تمهيدا لعلاقات ثنائية تدرّ استثمارات كبرى على الولايات المتحدة، في محاولة منه إخراج سورية من تحت عباءة روسيا سابقا، وإدخالها العهد الإبراهيمي المبشَّر به في المنطقة ككل. هذا ما تحاول فعله أيضا مع إيران، بعد التوصل إلى حل تفاوضي لملفها النووي: إنها تبحث عن إدماج إيران الطيّعة المطبّعة، الشغوفة بالاستثمارات الأمريكية ورفع العقوبات وازدهار اقتصادها. هذه هي تصورات ترمب، التي تتصادم مع طموحات العدو الصهيوني وتصورات حكومة اليمين الديني في الكيان، الطامعة في الهيمنة على المنطقة انطلاقا من جغرافيا وتاريخ توراتي، بما في ذلك الاستيلاء على القدس والضفة بأكملها، ونهاية تاريخ الوجود الفلسطيني على أرضه. تصادمٌ لا يمكن تفاديه، وقد بدأنا نرى تجليات ذلك ووقعه على الصراع الداخلي، داخل البينية الاجتماعية في الكيان، والذي قد ينبِّئ بانهيار داخلي على مراحل، إن لم يسارع ترمب إلى إنقاذ الكيان من الزوال على يد عصابة الإجرام المشهود الذي فضحها أمام الرأي العامّ العالمي الأوربي والأمريكي، وهو أمر لا يمكن ترقيعه وتجميله ببساطة. ما يعمل عليه الضغط الأمريكي مؤخرا، هو الوصول إلى صفقة مع حماس لوقف الحرب وليس مجرّد وقف إطلاق نار مؤقت لأخذ مزيد من الأسرى ثم العودة إلى الحرب كما يريد نتنياهو، الذي لم يعد يملك من الأوراق إلا الانتحار السياسي أو نحر شعب برمّته مع أسراه. ‎2025-‎05-‎28

تبادل الاتهامات بين روسيا وأوكرانيا والكرملين يمدح ترامب.. لن يقدمها مجاناً: كييف تطالب واشنطن بمزيد من الباتريوت
تبادل الاتهامات بين روسيا وأوكرانيا والكرملين يمدح ترامب.. لن يقدمها مجاناً: كييف تطالب واشنطن بمزيد من الباتريوت

سيريا ستار تايمز

timeمنذ 10 ساعات

  • سيريا ستار تايمز

تبادل الاتهامات بين روسيا وأوكرانيا والكرملين يمدح ترامب.. لن يقدمها مجاناً: كييف تطالب واشنطن بمزيد من الباتريوت

تبادلت كل من روسيا وأوكرانيا خلال الساعات الماضية الاتهامات بتكثيف الهجمات الجوية بغية إفشال محادثات السلام. فقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان اليوم الثلاثاء أن "كييف، بدعم من بعض الدول الأوروبية، قامت بسلسلة من الخطوات الاستفزازية لإفشال المفاوضات التي بدأتها روسيا" في إشارة إلى الهجمات المسيرة. بدوره، اعتبر الكرملين أن تصرفات كييف وهجمات المسيرات الأوكرانية، تتناقض مع الرغبة في عملية السلام كما أضاف المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف أن التقارير عن عقوبات أميركية محتملة على بلاده أشبه بحملة لتدمير محادثات السلام. ورأى أن عددا كبيرا من وسائل الإعلام تشارك في حملة تهدف إلى تعطيل عملية السلام وتشجيع الولايات المتحدة على فرض عقوبات جديدة. ترامب متوازن إلا أنه شدد على أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب متوازن في نهجه تجاه تسوية النزاع بأوكرانيا. من جهتها، أكدت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو تواصل العمل على وضع مذكرة بشروطها ومطالبها حول السلام من أجل تقديمها لاحقا إلى الجانب الأوكراني. في المقابل، اتهم الرئيس الأوكراني فولدومير زيلينسكي موسكو بتطيير مساع السلام. وأكد في كلمة ألقاها بوقت متأخر ليل الاثنين أنه "لا توجد علامات على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يدرس بجدية حلا دبلوماسيا." كما أردف قائلا: "بوتين ومساعدوه لا يعتزمون إنهاء الحرب". واتهم الروس بالتحضير لهجوم جديد على بلاده. أتت تلك التصريحات وتبادل الاتهامات، بعدما أبدى ترامب امتعاضه من نظيره الروسي، معتبراً في تصريح نادر قبل أيام أنه "يواصل قتل المدنيين"، معتبرا أنه "جن جنونه". كما جاءت وسط تأكيدات مصادر مقربة من ترامب بأنه قد يفرض عقوبات جديدة على موسكو أو ينسحب من وساطته بين البلدين، في حال وصلت المساعي الأميركية لدفع البلدين إلى هدنة مؤقتة، إلى طريق مسدود. وكان وفد روسي وأوكراني التقيا قبل أكثر من أسبوع في اسطنبول حيث اتفقا على تبادل الأسرى، دون تحقيق أي اختراق لجهة وقف النزاع المستمر منذ فبراير 2022. علما أن الجانب الأوكراني كان وافق على وقف النار بمدة 30 يوما في مقترح أيده الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على السواء. إلا أن روسيا لم توافق عليه، مؤكدة أنه يتطلب المزيد من البحث والشروط والظروف المواتية. في ظل تقلّص الدعم العسكري الأميركي، تواجه أوكرانيا تحديات متزايدة في الحصول على أنظمة دفاع جوي أميركية من طراز "باتريوت"، لا سيما مع تكثيف الهجمات الروسية مؤخرا إذ أعلنت كييف أن موسكو شنت خلال ثلاثة أيام أكبر هجوم جوي منذ بداية الحرب (فبراير 2022) بمئات الطائرات المسيرة وصواريخ "كروز". فيما اعتبرت أن الصواريخ الباليستية الأكثر رعباً، لا يمكن مواجهتها بشكل موثوق إلا بمنظومة "باتريوت"، وفق ما أفادت صحيفة "واشنطن بوست". وفي السياق، قال دبلوماسي أوروبي في كييف إن الشركة المصنعة الأميركية Raytheon لا تزال بصدد توسيع خطوط إنتاجها لتلبية الطلب الأوكراني. وأضاف أن الولايات المتحدة "تحتاج إلى الاحتفاظ بكمية معينة لدفاعها الخاص". مع ذلك، رجح مسؤولون أوكرانيون أن توافق واشنطن على بيع الباتريوت، قائلين إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب "ستكون مستعدة لبيع المزيد من تلك الصواريخ بدلاً من إرسالها كمساعدة، كما فعلت الإدارة السابقة." وقال مسؤول أوكراني رفيع المستوى إنه لا يتوقع أن تمنع واشنطن بيع أنظمة دفاع جوي مستقبلاً لبلاده، لكنه أشار إلى أن البيت الأبيض "لن يقدمها مجاناً" كما أضاف قائلا:" إنهم يفكرون كرجال أعمال، إذا أعطيتك شيئاً، عليك أن تعطيني شيئاً في المقابل.. علينا أن نتكيف مع هذا الأمر". وكانت إدارة ترامب سمحت سابقا لألمانيا بإعادة تصدير مواد "باتريوت" إلى كييف، بعد أن وقعت أوكرانيا صفقة معادن مع واشنطن في أبريل الماضي. لاسيما أن الولايات المتحدة تتمتع بحق النقض على إعادة بيع أي من معداتها العسكرية. تأتي تلك الترجيحات الأوكرانية بإمكانية موافقة واشنطن على بيع الباتريوت، مع تنامي انتقادات ترامب إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وسط مراوحة مفاوضات السلام ووقف النار مكانها. إذ تتواصل الهجمات المتبادلة بين الطرفين على الرغم من السعي الأميركي إلى دفعهما للجلوس ومناقشة هدنة مؤقتة. إذ تواصل روسيا رفضها أي وقف لإطلاق النار دون الخوض في ما وضفتها "بالشروط اللازمة وبعض التفاصيل الضرورية" . بينما وافقت كييف سابقا على هدنة مؤقتة لمدة 30 يوما أيدها الاتحاد الأوروبي وأميركا على السواء.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store