
توتر 'أميركي-إسرائيلي' بشأن إيران .. ترمب يسعى إلى اتفاق ونتانياهو يهدد بضربة عسكرية
وكالات- كتابات:
في وقتٍ تكَّثف فيه إدارة الرئيس الأميركي؛ 'دونالد ترمب'، جهودها للتوصل إلى اتفاق نووي جديد مع 'إيران'، لوّح رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ 'بنيامين نتانياهو'، بإمكانية شنّ ضربات عسكرية على منشآت التخصيّب الإيرانية، 'في خطوة تهدَّد بتقويض المحادثات الجارية'، وفق ما نقلت صحيفة (نيويورك تايمز) عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين وأوروبيين مطلعين.
وفي التفاصيل؛ أوضحت الصحيفة أنّ الصراع حول أفضل السبُل لضمان عدم قُدرة 'إيران' على إنتاج سلاح نووي: 'أدّى إلى مكالمة هاتفية متوترة واحدة على الأقل بين الرئيس؛ ترمب، ونتانياهو، وسلسلة من الاجتماعات في الأيام الأخيرة بين كبار المسؤولين في الإدارة وكبار المسؤولين الإسرائيليين'.
من جانبه؛ مكتب رئيس حكومة الاحتلال؛ 'نتانياهو'، رد على مقال (نيويورك تايمز) بالقول: إنها 'أخبار كاذبة'.
وإذ قال 'ترمب'؛ يوم الأحد، إنّه قد يكون هناك: 'شيء جيد' مقبل بشأن جهوده للحد من البرنامج النووي الإيراني في: 'اليومين المقبلين'، فإنّ مسؤولين آخرين مطلعين على المفاوضات قالوا إنّه في أحسن الأحوال: 'سيكون هناك إعلانٌ لبعض المباديء المشتركة'.
وبحسّب الصحيفة؛ فإنّه: 'لا تزال التفاصيل قيّد النقاش طي الكتمان، فيما من المُرجّح أن تُمهّد الطريق لمزيد من المفاوضات، بدءًا من إمكانية استمرار إيران في تخصّيب (اليورانيوم) بأي مستوى، وكيفية تخفيف مخزوناتها من الوقود شبّه القابل للاستخدام في صنع القنابل النووية أو نقلها إلى خارج البلاد'.
أحد مخاوف المسؤولين الأميركيين هو؛ أنّ: 'إسرائيل قد تُقرر ضرب إيران من دون سابق إنذار'، وقد: 'قدّرت الاستخبارات الأميركية أنّ إسرائيل قد تُجهّز لشنّ هجوم على إيران في غضون (07) ساعات فقط، ما يُقلّل من الوقت المُتاح للضغط على نتانياهو لإلغاء الهجوم'.
تساؤلات حول فعالية هجوم إسرائيلي من دون دعم أميركي..
لكن هذا التقيّيم العسكري الأميركي نفسه: 'أثار تساؤلات حول مدى فعالية ضربة إسرائيلية أحادية الجانب من دون دعم أميركي'، فيما يعتقد بعض المسؤولين الإسرائيليين المقَّربين من 'نتانياهو' أنّ 'الولايات المتحدة': 'لن يكون أمامها خيار سوى مساعدة إسرائيل عسكريًا؛ إذا شنّت إيران هجومًا مضادًا'.
وقال مسؤولون إسرائيليون لنظرائهم الأميركيين إنّ: 'نتانياهو قد يأمر بشّن هجوم على إيران حتى لو تم التوصل إلى اتفاق دبلوماسي ناجح'.
فبعد لقائه بـ'ترمب'؛ في 'البيت الأبيض'، في نيسان/إبريل: 'أمر نتانياهو مسؤولي الأمن القومي الإسرائيلي بمواصلة التخطيط لضربة على إيران، بما في ذلك عملية أصغر حجمًا لا تتطلب مساعدة أميركية'، وفقًا لعدة أشخاص مطلعين على الأمر.
وأردفت الصحيفة؛ أنّ: 'لدى إسرائيل بالفعل خططًا متنوعة قيّد الإعداد، تراوح بين العمليات الجراحية وقصف المنشآت الإيرانية على مدى أيام طويلة، بما في ذلك بعض المنشآت في المدن المزدحمة'.
'إسرائيل' تُشّكك في أي اتفاف مع 'إيران'..
وفي هذا الإطار؛ قالت (نيويوك تايمز)، إنّ: 'نتانياهو، لطالما أبدى طوال عقوده في الحكومة، تشّكيكه في المبادرات الدبلوماسية تجاه طهران'، بحيث: 'عارض اتفاق عام 2015، وسّعى لإفشاله، حتى أنّه خاطب جلسة مشتركة للكونغرس طالبًا بإلغاء الاتفاق'.
وهذه المرة: 'نفض المسؤولون الإسرائيليون الغبار عن دليلٍ قديم: التهديد بضرب إيران، حتى من دون مساعدة أميركية'، ويصرّون على جدّيتهم في الأمر، رُغم أنّهم وجّهوا مثل هذه التهديدات وتراجعوا عنها عدة مرات على مدى ما يقرب من عقدين من الزمن.
وقد أشار مسؤولون إسرائيليون إلى إدارة 'ترمب'؛ قبيل أول زيارة خارجية رسمية له إلى الشرق الأوسط هذا الشهر، بأنهم: 'يستعدون لمهاجمة المواقع النووية الإيرانية'، وفقًا لشخصين مطلعين على المناقشات. كما رصدت الاستخبارات الأميركية استعدادات إسرائيلية لشّن هجوم.
وقد دفع ذلك 'ترمب' إلى التحدث مع 'نتانياهو'، الذي: 'لم ينكر أنه أمر وكالاته العسكرية والاستخبارية بالاستعداد لضربة، وجادل بأنّ لديه نافذة محدودة لشن مثل هذه الضربة'، وفق الصحيفة.
ويُبدي الإسرائيليون: 'شكوكًا بالغة تجاه أي اتفاق مؤقت قد يُبقي المنشآت الإيرانية قائمةً، لأشهر أو سنوات ريثما يتم التوصل إلى اتفاق نهائي. وفي البداية على الأقل، كانت إدارة ترمب متشَّككة أيضًا'.
نقطة الخلاف بين 'ويتكوف' و'عراقجي'..
وبشأن الخلاف الرئيس في المفاوضات بين كبير المفاوضين الأميركيين؛ 'ستيف ويتكوف'، ونظيره الإيراني؛ 'عباس عراقجي'، أوضحت الصحيفة أنّه: 'يتركّز على موقف إدارة ترمب القاضي بوجوب وقف إيران جميع أنشطة تخصّيب المواد النووية على أراضيها'، إذ رفض 'عراقجي' هذا التقيّيد مرارًا وتكرارًا، مؤكدًا عبر منشور في مواقع التواصل الاجتماعي؛ يوم الثلاثاء، أنّه إذا أصرت القوى الغربية على: 'عدم تخصيّب (اليورانيوم) في إيران، فلن يبقى لدينا ما ننُاقشه بشأن القضية النووية'.
وفي محاولةٍ لمنع انهيار المفاوضات: 'يُناقش ويتكوف وسلطنة عُمان، التي تتولى دور الوسيّط، خياراتٍ خلاقة، من بينها مشروعٌ إقليميٌّ مشتركٌ محتملٌ لإنتاج الوقود لمفاعلات الطاقة النووية مع إيران والمملكة العربية السعودية ودولٍ عربيةٍ أخرى، إضافة إلى مشاركةٍ أميركيةٍ جزئية، إلاّ أنّ مكان التخصيّب الفعلي لم يُحدّد بعد'، وفق ما نقلت الصحيفة.
ويقول المشاركون إنّ: 'ويتكوف تخلى أيضًا عن اعتراضاته السابقة على تفاهم مؤقت يضع مباديء لاتفاق نهائي، لكن هذا قد لا يُرضي إسرائيل، أو صقور الكونغرس بشأن إيران'.
وقد أبلغ 'ويتكوف'؛ كبير المفاوضين الأميركيين، نظيره الإيراني، أنّ: 'ترمب يُريد اتفاقًا نهائيًا في غضون شهرين تقريبًا'.
ولكن هذا الموعد النهائي على وشك الانتهاء، في حين: 'ما زالت هناك فجوة كبيرة حول إذا ما كان سيُسمح لإيران بمواصلة تخصّيب (اليورانيوم)، وهو ما تقول طهران إنّه حقها باعتبارها دولة موقّعة على معاهدة منع الانتشار النووي'.
والآن: 'تبدو إدارة ترمب أكثر انفتاحًا على إصدار نوعٍ ما من الإعلان المؤقت للمباديء المشتركة، لأنّ ذلك قد يساعد في صد الضربة الإسرائيلية'، بحسّب الصحيفة.
ويقول الخبراء إنّه لإرضاء الإسرائيليين وصقور 'إيران' في 'الكونغرس'، سيتعيّن على أي اتفاق مؤقت، على الأرجح، أن: 'يُلزم إيران بشحن وقودها شبه القابل للاستخدام في صنع القنابل إلى خارج البلاد أو (بتخفيضه) إلى مستوى أدنى بكثير'، الأمر الذي: 'سيُمكّن ترمب من الادعاء بأنه قضى، مؤقتًا على الأقل، على خطر سعي إيران المُسرّع إلى امتلاك سلاح نووي'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شفق نيوز
منذ ساعة واحدة
- شفق نيوز
اليوم الأخير لإيلون ماسك.. ماذا حقق في البيت الأبيض؟
تنتهي مهام إيلون ماسك في إدارة ترامب بعد 129 يوماً مثيراً للجدل، قاد خلالها حملةً لخفض الإنفاق الحكومي بشكل غير مسبوق، مما أثار موجة واسعة من الانتقادات. في وقت سابق من هذا الأسبوع، نشر الملياردير المنحدر من جنوب إفريقيا، عبر منصته على موقع "إكس"، رسالة شكر للرئيس ترامب على منحه الفرصة للعمل في وزارة الكفاءة الحكومية المعروفة اختصاراً بـ"دوج". وكتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، معلناً عن مؤتمر صحفي سيعقد اليوم الجمعة في المكتب البيضاوي بحضور ماسك، قائلاً: "اليوم هو يومه الأخير، ولكن في الحقيقة، لن يغادر أبداً، سيبقى دائماً معنا، يواصل دعمه لنا". ورغم أنّ فترة ماسك في الحكومة لم تتجاوز أربعة أشهر، إلا أنّ تأثيره في وزارة كفاءة الحكومة أحدث هزة في عمل المؤسسات الفيدرالية، وامتدّ أثره إلى ما هو أبعد من واشنطن، ويصل إلى الساحة الدولية. منشار وزارة الكفاءة الحكومية انضمّ ماسك إلى البيت الأبيض بهدف واحد، وهو تقليص الإنفاق الحكومي إلى أقصى حدّ. وبدأت مهمته بهدف أوّلي بخفض الانفاق يما لا يقلّ عن تريليوني دولار، ثمّ تراجع الرقم إلى تريليون، قبل أن يُحدَّد أخيراً عند 150 مليار دولار. وحتى اليوم، تقول الوزارة إنها وفّرت نحو 175 مليار دولار من خلال بيع أصول، وإلغاء عقود إيجار ومنح، و"حذف مدفوعات احتيالية أو غير نظامية"، وتعديلات تنظيمية، وتقليص عدد موظفي الحكومة الفيدرالية بواقع 260 ألف موظف من أصل 2.3 مليون الذين يشكلون القوى العاملة الفدرالية. إلا أنّ تحليلاً أجرته بي بي سي لتلك الأرقام، أظهر نقصاً في الأدلة على بعض هذه الادعاءات. وقد أدت هذه السياسات إلى حالة من الفوضى في بعض الأحيان، منها ما دفع القضاء الفيدرالي إلى التدخل لوقف عمليات فصل جماعي، وإصدار أوامر بإعادة الموظفين إلى أعمالهم. وفي حادثة بارزة خلال شهر فبراير/شباط الماضي، اضطرت الإدارة إلى وقف تسريح مئات العاملين في "الإدارة الوطنية للأمن النووي"، بينهم موظفون يشغلون مناصب بالغة الحساسية تتعلق بالترسانة النووية الأمريكية. وأقرّ ماسك نفسه بأنّ هذا النوع من الإجراءات لا يخلو من الأخطاء، وقال حينها: "سنرتكب أخطاء"، وذلك بعد أن أقدمت وزارته على إلغاء برنامج مساعدات، ظنّاً منها أنّ المنطقة المستفيدة منها هي غزة الخاضعة لسيطرة حماس، بينما كانت المنطقة المستفيدة في الحقيقة في موزمبيق. كما أثار سعي وزارة "دوج" للوصول إلى بيانات حكومية حساسة، خاصة تلك التابعة لوزارة الخزانة، جدلاً واسعاً، لاسيما وأنها تشمل معلومات خاصة بملايين الأمريكيين. ورغم الجدل، لا تزال سياسات خفض الإنفاق تحظى بدعم شريحة من الأمريكيين، حتى وإن تراجعت جراءها شعبية ماسك الشخصية. تداخل المصالح بين السلطة والمال أثار وجود ماسك، بصفته "موظفاً حكومياً خاصاً" غير منتخب، ويمتلك شركات تربطها عقود كبيرة بالحكومة الأمريكية، تساؤلات حول إشكالية تضارب المصالح. إذ تشمل إمبراطورية ماسك للأعمال، شركات تتعامل مع حكومات داخل وخارج الولايات المتحدة، من أبرزها شركة "سبيس إكس"، التي تصل قيمة عقودها الحكومية إلى نحو 22 مليار دولار، وفقاً لما قاله مديرها التنفيذي. كما اتهمه عدد من الديمقراطيين باستغلال منصبه في الحكومة، لتعزيز مصالح شركته "ستارلينك" المتخصصة في خدمات الإنترنت الفضائي، وخاصة على الصعيد الدولي. كما تعرّض البيت الأبيض لانتقادات بعدما استعرض ماسك في مارس/آذار الماضي، سيارات تابعة لشركة "تسلا"، التي يملكها، في حدائق البيت الأبيض، في خطوة اعتبرها البعض دعماً غير مباشر لشركاته. إلا أنّ كل من ماسك وترامب نفيا وجود أي تعارض في المصالح، أو أي إشكال أخلاقي في هذا السياق. هل دفع نحو عزلة أمريكية؟ برز التأثير العالمي لماسك ووزارته، بعد أن ألغت الإدارة أكثر من 80 في المئة من برامج الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، عقب مراجعة استمرت ستة أسابيع، في حين تم نقل ما تبقى منها إلى وزارة الخارجية. وجاءت هذه الخطوة في إطار سياسة "أمريكا أولاً" التي تتبناها إدارة ترامب، وتهدف إلى تقليص الإنفاق الخارجي. وقد أثرت التخفيضات على برامج إنسانية عديدة، في الوكالة المكلفة بمهام مثل اكتشاف المجاعة والتطعيم والمساعدات الغذائية في مناطق الصراع، وهي مسؤولة عن مطابخ جماعية في السودان الذي مزقته الحرب، ومنح تعليمية لفتيات أفغانيات هربن من طالبان، وعيادات مخصصة للمتحولين جنسياً في الهند. وبما أنّ الوكالة تُعد أداة أساسية من أدوات "القوة الناعمة" الأمريكية، رأى بعض المحللين أنّ إضعافها يمثل تراجعاً في النفوذ الأمريكي على الساحة الدولية. نظريات المؤامرة والمعلومات المضللة لطالما وُجهت اتهامات لماسك وترامب من قبل منتقديهما بنشر نظريات مؤامرة لا أساس لها، لكنّ وجود ماسك في البيت الأبيض كشف إلى أي مدى يمكن أن تتسلل المعلومات المضللة إلى أروقة الحكم. فعلى سبيل المثال، روّج ماسك لنظرية لا تستند إلى أي دليل، مفادها أنّ احتياطي الذهب الأمريكي قد سُرق خلسة من "فورت نوكس" في كنتاكي، بل واقترح بث زيارة مباشرة للمكان للتأكد من وجود الذهب. وأعاد ماسك مؤخراً نشر شائعات لا أساس لها تقول إنّ الأقلية الأفريقانية البيضاء في جنوب أفريقيا تتعرض لـ"إبادة جماعية". وقد وصلت هذه الادعاءات إلى المكتب البيضاوي هذا الشهر، عندما قدّم ترامب للرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا مقاطع فيديو ومقالات زعم أنها توثق جرائم ضد الأفريقانيين، خلال لقاء كان من المفترض أن يخفف التوتر بين البلدين. انقسامات داخل إدارة ترامب كشفت الفترة التي قضاها ماسك في الحكومة، عن وجود توترات داخل إدارة ترامب رغم التصريحات العلنية التي تشدد على وحدة الصف. فبينما عبّر ترامب علناً عن دعمه المتكرر لماسك ووزارته، أشارت تقارير إلى وجود خلافات بين ماسك وبعض الوزراء الذين رأوا أنّ سياسة التقشف أضرت بوزاراتهم. وقال ترامب خلال اجتماع لمجلس الوزراء في فبراير/شباط الماضي: "الجميع يحترم إيلون على ما يفعله، لكن بعضهم لديه تحفظات بسيطة. وإذا كان لديهم تحفظات، أريدهم أن يتحدثوا". ثمّ التفت إلى الوزراء وسألهم مباشرة إن كان أحدهم غير راضٍ عن ماسك، لكن لم يتحدث أحد. وجاء الإعلان عن رحيل ماسك في نفس اليوم الذي بثت فيه شبكة سي بي إس الأمريكية، شريكة بي بي سي في الولايات المتحدة، مقابلة أعرب فيها ماسك عن "خيبة أمله" من مشروع قانون الموازنة الجديد الذي وصفه ترامب بأنه "ضخم وجميل". ويشمل المشروع إعفاءات ضريبية بقيمة تريليونات الدولارات، إلى جانب زيادات في الإنفاق الدفاعي. وقال ماسك إنّ مشروع القانون "يُقوّض" جهود وزارة الكفاءة الحكومية في تقليص الإنفاق، ما يعكس انقسامات أعمق داخل الحزب الجمهوري بشأن التوجه الاقتصادي.


شفق نيوز
منذ ساعة واحدة
- شفق نيوز
أزمة طلاب هارفارد الأجانب: الخوف والقلق ومعركة من أجل حرية التعليم الأكاديمي
ترفرف رايات هارفارد القرمزية الشهيرة فوق مبان الحرم الجامعي خلال أسبوع التخرج. ففي الوقت الذي كان يُفترض فيه أن يحتفل آلاف الطلاب بتخرجهم، يجد الطلاب الأجانب أنفسهم وسط عاصفة من التوتر السياسي والمعارك القانونية وغموض عميق بشأن مستقبلهم في الولايات المتحدة. بذلت إدارة ترامب جهوداً واسعة لمنع جامعة هارفارد من تسجيل طلاب أجانب، متهمة إياها بتشجيع معاداة السامية، وانتهاك القوانين الفيدرالية، وعدم الامتثال لشروط برنامج تأشيرات الطلاب. وقد ألغت وزارة الأمن الداخلي اعتماد هارفارد ضمن برنامج الطلاب والزوار الأجانب، ما يعني عملياً حرمانها من استضافة طلاب أجانب. وقالت قاضية فيدرالية في بوسطن يوم الخميس إنها ستصدر أمراً بوقف تنفيذ هذا الحظر مؤقتاً، ما منح هارفارد مهلة قصيرة. في المقابل، منحت إدارة ترامب الجامعة مهلة 30 يوماً لتقديم مستندات وأدلة تثبت تعاونها مع مطالب الحكومة. تصاعد الضغوط من البيت الأبيض شهد يوم التخرج هذا الأسبوع في هارفارد مظاهر احتجاج رمزية، حيث ارتدى الطلاب زهوراً بيضاء تضامناً مع زملائهم الأجانب. وعلى عكس العام الماضي، عندما واجه قادة الجامعة انتقادات بسبب طريقة تعاملهم مع الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين، قوبل الرئيس آلان جاربر بتصفيق حار لدفاعه عن الجامعة. لكن الضغوط من واشنطن تتصاعد. فقد أعلن وزير الخارجية ماركو روبيو أن الولايات المتحدة ستبدأ بإلغاء تأشيرات بعض الطلاب الصينيين ضمن حملة أوسع تستهدف الطلاب الأجانب في جميع أنحاء الولايات المتحدة. وعلى الرغم من أن القرار لا يقتصر على هارفارد، إلا أنه يزيد من حالة الخوف وعدم اليقين في الحرم الجامعي. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد طالب جامعة هارفارد مؤخراً بتسليم معلومات عن طلابها الأجانب، قائلاً: "نريد قائمة بأسماء هؤلاء الطلاب الأجانب وسنحدد ما إذا كانوا يشكلون خطراً. البعض سيكون جيداً على الأرجح، وأعتقد أنه في حالة هارفارد سيكون هناك الكثير من السيئين. كما أن لديهم مشكلة خطيرة في معاداة السامية، وهذا يجب أن يتوقف فوراً." "نُعامَل كأدوات في صراع سياسي" BBC بالنسبة للطلاب مثل ألفريد ويليامسون، وهو طالب دنماركي في جامعة هارفارد، فإن هذه الإجراءات تمسهم شخصياً. يقول: "نُستخدم كأدوات في لعبة لا نتحكم فيها. نحن عالقون بين إدارة الجامعة والبيت الأبيض." ماتياس إيسمان، طالب دنماركي آخر يدرس الماجستير في الإدارة العامة، عبّر عن خيبة أمله قائلاً: "لقد عشت في أمريكا ثلاث مرات، وكنت أشعر بالترحيب دائماً، حتى الآن. لا زلت أؤمن بأمريكا، وأعتقد أن الأمور ستتغير، لكن عندما يُقال لي إن الجامعة التي استضافتني لم يعد مسموحاً لها بذلك، فمن الصعب البقاء." حلم في مهب الريح BBC بالنسبة لخالد إمام، وهو زميل تدريس مصري يبلغ من العمر 30 عاماً في كلية كينيدي بجامعة هارفارد، فإن قرارات الإدارة تمس حلماً طالما راوده. قال للبي بي سي: "في مايو أيار 2024 حصلت على درجة الماجستير في الإدارة العامة من هارفارد. لم يكن الطريق سهلاً، لكنني اخترت هارفارد لجودة التعليم والتزامها بالقيادة العامة." بعد التخرج، بقي خالد كزميل تدريسي في هارفارد ساعياً لنقل المعرفة التي يكتسبها إلى الشرق الأوسط. وأثناء عطلته الصيفية الحالية في مصر لزيارة عائلته، وجد نفسه فجأة في حالة من عدم اليقين بشأن مستقبله في جامعة هارفارد، " عندما سمعت عن قرار الإدارة بحظر قبول الطلاب والباحثين الأجانب، شعرت بإحباط شديد. وحتى الآن، لا أعلم ما إذا كان بإمكاني العودة لمواصلة عملي." حرية التعليم الأكاديمي تحت التهديد BBC يقول أستاذ العلوم الحكومية في هارفارد ستيف ليفيتسكي إن اتهامات الإدارة ما هي إلا مبررات سياسية، "ما نشهده هو محاولة منهجية لإضعاف استقلال التعليم الأكاديمي." ويؤكد أن مستوى معاداة السامية في هارفارد أقل من المعدلات العامة في الولايات المتحدة، بما في ذلك مؤسسات كبرى مثل الحزب الجمهوري، "لا يوجد دليل موثوق على انتشار معاداة السامية في الجامعة." BBC نيكولا فاون، وهو طالب دراسات عليا فرنسي، قرر هو الآخر مغادرة الولايات المتحدة عائداً إلى أوروبا مع أسرته. قال: "جئنا إلى هنا ونحن نفكر في البقاء، لكن الوضع أصبح غير مستقر للغاية." مضيفاً: "نعرف طلاباً قرروا بالفعل عدم الالتحاق بهارفارد بسبب حالة عدم اليقين." يعتقد فاون أن مهاجمة مؤسسة مثل هارفارد قد يُرضي شريحة من الناخبين الأمريكيين، لكنه يرى أن هذه السياسة ستُضر بمكانة البلاد على المدى البعيد، حيث تعتمد الولايات المتحدة منذ فترة طويلة على جذب المواهب العالمية. أبعد من هارفارد تتجاوز التداعيات حدود حرم الجامعة في كامبريدج. إذ يساهم الطلاب أجانب بما يُقدّر بــ 40 مليار دولار سنوياً في الاقتصاد الأمريكي. وفي جامعة هارفارد، يشكلون حوالي 25 بالمئة من إجمالي الطلاب، وتزيد النسبة في بعض البرامج الدراسية العليا. وأشار البروفيسور ليفيتسكي إلى أن الأمر لا يتعلق بهارفارد فقط، بل بمستقبل التعليم والديمقراطية أمريكا. محذراً من أن السماح للحكومة بمعاقبة الجامعات لأسباب سياسية يمثل سابقة خطيرة. وبينما تستمر المعركة القانونية، ينتظر العديد من الطلاب مصيرهم. عبدالله شهيد سيال، طالب باكستاني ورئيس اتحاد الطلاب في الجامعة، قال: "لم أجد وقتاً بعد للتفكير في خطة بديلة. في هذه اللحظة لا أحد يعرف ما إذا كنا سنتمكن من العودة إلى هارفارد أو حتى أمريكا في الفصل الدراسي المقبل."


وكالة الصحافة المستقلة
منذ 2 ساعات
- وكالة الصحافة المستقلة
بايدن يتحدث عن تشخيص إصابته بالسرطان ويحث الأمريكيين على الدفاع عن الديمقراطية
المستقلة/- تحدث جو بايدن يوم الجمعة علنًا لأول مرة منذ تشخيص إصابته بسرطان البروستاتا العدواني في وقت سابق من هذا الشهر، معربًا عن تفاؤله بشأن حالته، وحثّ الأمريكيين على الدفاع عن الديمقراطية الأمريكية. وقال عن السرطان في فعالية بولاية ديلاوير: 'الجميع متفائلون جدًا… ونتوقع أن نتمكن من التغلب عليه'. وألقى خطابًا لإحياء ذكرى أفراد الجيش الذين لقوا حتفهم في الخدمة، بعد أيام قليلة من يوم الذكرى، وأدلى أيضًا بتصريحات بمناسبة الذكرى العاشرة لوفاة ابنه بو، بسرطان الدماغ عن عمر يناهز 46 عامًا. شُخِّص بايدن بنوع 'عدواني' من سرطان البروستاتا انتشر إلى عظامه. وفي حديثه للصحفيين بعد تصريحاته الرسمية، قال الرئيس الأمريكي السابق إنه يخضع بالفعل للعلاج، والذي قال إنه يتكون حاليًا من 'حبة واحدة محددة' يوميًا. وقال: 'السرطان ليس في أي أعضاء، عظامي قوية'. كما قال إنه كان تحت رعاية جراح عالمي تغلب على سرطان البروستاتا قبل ثلاثة عقود. خلال خطابه، متحدثًا عن العسكريين من الرجال والنساء الذين فقدوا أرواحهم أثناء الخدمة العسكرية، رسم خطًا واضحًا بين تضحياتهم وما قال إنه يجب على الناس فعله الآن. وقال: 'إنهم لا يطلبون منا المخاطرة بحياتنا، بل يطلبون منا أن نلتزم بمبادئ أمريكا. إنهم لا يطلبون منا القيام بوظائفهم، بل يطلبون منا القيام بوظائفنا – لحماية وطننا، في وقتنا الحالي، للدفاع عن الديمقراطية'. لم يذكر بايدن، الديمقراطي، دونالد ترامب، أو خطاب الرئيس الجمهوري في يوم الذكرى، الذي يُشير إلى نفسه، أو سعيه لتوسيع صلاحيات الرئيس فيما يصفه النقاد بأنه تهديد للقانون والديمقراطية الأمريكية، لكن سياق خطابه كان واضحًا. وأضاف لاحقًا للصحفيين أن الولايات المتحدة تمر 'بمنعطف حاسم، حيث ستحدد القرارات التي نتخذها في الفترة القليلة القادمة شكل الأمور خلال العشرين عامًا القادمة'. كما زعم بايدن أنه لا يشعر بأي ندم، رغم إجباره على الانسحاب من حملة إعادة انتخابه، ثم مشاهدته ترامب وهو يعود إلى البيت الأبيض. وقال: 'لا أشعر بأي ندم'، مضيفًا: 'أنا فخور جدًا. سأضع سجلي كرئيس في مواجهة أي رئيس آخر'.