ألمانيا في ظلام دبلوماسي مع إعادة تقييم واشنطن لانتشار قواتها العسكرية في أوروبا
برلين تسعى للبقاء في دائرة التنسيق الأمريكيسافر وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس إلى واشنطن يوم الاثنين للتأكد من بقاء ألمانيا ضمن حلقة التنسيق مع الولايات المتحدة. وبعد لقائه مع وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث، أوضح بيستوريوس أن برلين تتوقع تحولاً في الموقف الأمريكي، قائلاً لصحيفة بوليتيكو: "بدأت أشير منذ عامين إلى أنه سيصبح واضحاً في مرحلة ما أن الأمريكيين سيفعلون أقل في النهاية".وأضاف بيستوريوس: "حتى الآن، تمكنا نحن في أوروبا من الاعتماد على قيامهم بالمزيد، لكن علينا أن ندرك أن لديهم مصالحهم الخاصة - في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وفي أمن طرق التجارة البحرية".لكن ما يفتقر إليه هو الوضوح حول ما يعنيه "أقل" فعلياً، حيث يقول المسؤولون الألمان إنهم يهدفون إلى أن يكونوا جزءاً من جهود التنسيق، لكنهم لم يحصلوا على أي التزامات ثابتة حول ما تخطط الولايات المتحدة للقيام به أو متى.مراجعة شاملة لانتشار القوات الأمريكية عالمياًفي قلب هذه المناقشات تقع "مراجعة الوضعية العسكرية العالمية"، وهي تقييم شامل يقوده البنتاغون للانتشار العسكري الأمريكي حول العالم. يهدف هذا التقييم إلى إعادة توجيه القوات الأمريكية بما يتماشى مع الأولويات العالمية المتغيرة، خاصة التوتر المتزايد في منطقة المحيطين الهندي والهادئ والضغط لتقليل الإنفاق الأمريكي في الخارج. ومن المتوقع أن يصدر التقرير النهائي بحلول سبتمبر المقبل.وبحسب صحيفة بوليتيكو، قال هيجسيث في فبراير الماضي إلى جانب نظيره البولندي بوضوح: "الآن هو الوقت المناسب للاستثمار في جيوشكم، لأنكم لا تستطيعون افتراض أن الوجود الأمريكي سيدوم إلى الأبد".ألمانيا تستضيف أكبر قوة أمريكية في أوروباتستضيف ألمانيا أكثر من أي دولة أوروبية أخرى حوالي 35 ألف عسكري أمريكي منتشرين عبر 35 بلدية تقريباً. وتشمل هذه القواعد قاعدة رامشتاين الجوية، وهي مركز رئيسي لعمليات الطيران الأمريكي والاتصالات عبر الأقمار الصناعية، وجرافنفوهر التي تعتبر وفقاً للجيش أكبر منطقة تدريب للجيش الأمريكي خارج الولايات المتحدة.وبحسب أيلين ماتليه، زميلة أولى لسياسة الأمن في مجلس العلاقات الخارجية الألماني، فإن الوجود الأمريكي يخدم أيضاً مصالح واشنطن. وقالت لصحيفة بوليتيكو: "القواعد مثل رامشتاين لا تُستخدم فقط للدفاع الأوروبي، بل لإسقاط القوة في الشرق الأوسط وإلى حد ما في أفريقيا".تحركات دبلوماسية ألمانية لإبقاء واشنطن قريبةهذا عدم اليقين هو بالضبط ما يحاول بيستوريوس منعه من التحول إلى أزمة. وقال في واشنطن: "الأمر يتعلق بتنسيق كيفية تنفيذ مثل هذا القرار، إذا ومتى جاء، بحيث لا تظهر فجوات قدرات خطيرة إذا سحب الأمريكيون شيئاً لا يمكننا استبداله بسرعة".هذا القلق دفع ألمانيا بالفعل إلى تكثيف التواصل الدبلوماسي الهادئ. في يونيو الماضي، أعلنت ألمانيا خططاً لزيادة الإنفاق الدفاعي من حوالي 86 مليار يورو في 2025 إلى حوالي 153 مليار يورو بحلول 2029، ما يرفعه إلى حوالي 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي لتلبية أهداف الناتو.لقاء ترامب ومرتس يبعث برسائل إيجابيةعندما التقى المستشار فريدريش مرتس بترامب خلال رحلته الأولى إلى واشنطن كمستشار، أُثيرت قضية الوجود العسكري الأمريكي خلال ظهور صحفي في المكتب البيضاوي. وعندما سُئل ترامب عما إذا كانت التخفيضات مطروحة على الطاولة، قال: "لطالما قلت إن أوروبا بحاجة إلى فعل المزيد، لكن ألمانيا كانت تصعد جهودها. سننظر في ما يبدو منطقياً للمضي قدماً".وبحسب ماتليه، فإن هذا النوع من المشاركة الشخصية، خاصة مع شخص مثل ترامب، يمكن أن يؤتي ثماره. لكن ما سيأتي بعد ذلك يعتمد بالكامل على واشنطن، حيث تواصل برلين محاولاتها لضمان عدم حدوث انسحاب مفاجئ يترك فجوات خطيرة في الأمن الأوروبي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدستور
منذ 15 دقائق
- الدستور
ألمانيا تُعرقل اقتراحًا أوروبيًا لمعاقبة دولة الاحتلال عبر "هورايزون"
أفادت شبكة "يورونيوز" الأوروبية بأن مقترحًا قدمته المفوضية الأوروبية لتعليق مشاركة دولة الاحتلال الإسرائيلي جزئيًا في برنامج الأبحاث الأوروبي "هورايزون أوروبا"، الذي تصل قيمته إلى 95 مليار يورو، لم يحصل على الأغلبية المؤهلة اللازمة خلال اجتماع سفراء الاتحاد الأوروبي في بروكسل، يوم الثلاثاء. وقالت الشبكة في تقرير لها، اليوم الأربعاء: إن المقترح، لو تم تمريره، كان سيحرم دولة الاحتلال الإسرائيلي من الوصول إلى منح واستثمارات مستقبلية تقدر بنحو 200 مليون يورو ضمن مجلس الاستثمار الأوروبي التابع لبرنامج "هورايزون"، الذي يمول ما يُعرف بالتقنيات الثورية. وأضافت يورونيوز أن ممثلين من ألمانيا وإيطاليا أعربوا عن حاجتهم لمزيد من الوقت لدراسة المقترح، علمًا بأن تمريره يتطلب تأييد واحدة على الأقل من القوتين الأوروبيتين الكبيرتين، برلين أو روما. ونقلت الشبكة عن مصدر حضر الاجتماع قوله: "أرادت ألمانيا مواصلة الحوار مع إسرائيل بدلًا من اتخاذ أي إجراء، لكننا جميعًا نعلم أن الحوار لا يُجدي نفعًا". كما أشار دبلوماسي أوروبي آخر إلى أن ألمانيا، التي رفضت فرض أي عقوبات على دولة الاحتلال الإسرائيلي، أصبحت فعليًا "المتحكمة في القرار". وتابعت يورونيوز: "أن كلًا من ألمانيا وإيطاليا أبلغتا الاتحاد الأوروبي أنهما ستعيدان النظر في موقفهما خلال الأسابيع المقبلة وتُبلغانه في حال التوصل إلى قرار مختلف"، وفقًا لمصدرين مطلعين. دول أوروبية كبرى تعارض.. وأخرى تضغط لعقوبات أشد وفي المقابل، أضافت الشبكة أن بعض الدول الأعضاء، مثل المجر وبلغاريا والتشيك، أعربت عن معارضتها الشديدة لأي إجراء ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي، بينما أيدت دول أخرى، بينها هولندا، وأيرلندا، وفرنسا، ولوكسمبورغ، وسلوفينيا، والبرتغال، ومالطا، وإسبانيا، اقتراح المفوضية. وأكدت هذه الدول أنها ستواصل الضغط من أجل فرض عقوبات أشد، بما في ذلك في المجال التجاري. وأشارت يورونيوز إلى أن المقترح الأوروبي جاء بعد صدور تقرير رسمي للاتحاد الأوروبي، خلص إلى أن دولة الاحتلال الإسرائيلي انتهكت التزاماتها المتعلقة بحقوق الإنسان، في إطار اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وتل أبيب. وأضافت: أن الجانبين توصلا لاحقًا إلى اتفاق يقضي بزيادة كبيرة في دخول الغذاء والدواء إلى قطاع غزة، في محاولة لتفادي أي إجراءات أوروبية، إلا أن الاتحاد الأوروبي لا يرى حتى الآن "أي تحسن ملموس" في الوضع الإنساني. وقالت الشبكة إن مصادر أوروبية أفادت بأن الاتحاد لم يتمكن من التحقق بشكل مستقل من مزاعم دولة الاحتلال الإسرائيلي بالسماح بوصول المزيد من شاحنات الإغاثة إلى المدنيين الجائعين داخل القطاع. ووفقًا للمصادر نفسها، لا يزال مسئولو الاتحاد ممنوعين من دخول غزة لإجراء تقييمهم الخاص. ونقلت يورونيوز عن مسئول أوروبي رفيع المستوى قوله: "لم أتلق أي تفسير مقنع لعدم تمكني من دخول غزة حتى الآن". تفاقم أزمة الجوع فى غزة وفي السياق نفسه، حذرت الأمم المتحدة وعدة وكالات دولية من تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، مشيرة إلى وفاة أكثر من 130 شخصًا جراء الجوع فقط، بينهم 88 طفلًا ورضيعًا واحدًا على الأقل. وذكرت يورونيوز أن يوم الإثنين شهد إصدار تقرير مشترك لمنظمتين غير حكوميتين إسرائيليتين بارزتين، هما بتسيلم وأطباء من أجل حقوق الإنسان في دولة الاحتلال الإسرائيلي، اتهم تل أبيب بارتكاب "إبادة جماعية" في غزة.


فيتو
منذ 26 دقائق
- فيتو
الفيدرالي الأمريكي في مواجهة البيت الأبيض.. ترامب يضغط على باول لخفض تكاليف الاقتراض.. وتوقعات بتثبيت أسعار الفائدة للمرة الخامسة خلال 2025
تتجه أنظار المستثمرين والأسواق العالمية إلى اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي هذا الأسبوع، والذي يأتي في خضم صدور بيانات اقتصادية بالغة الأهمية وضغوط سياسية متزايدة تطالب بخفض أسعار الفائدة. قرار الفيدرالي الأمريكي بشأن الفائدة ومن المتوقع على نطاق واسع أن يبقى صانعي السياسة في الفيدرالي على أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية دون تغيير في اجتماعهم الذي يعقد يومي الثلاثاء والأربعاء، ضمن النطاق الحالي البالغ 4.25% إلى 4.50% عند اختتام اجتماعه اليوم الأربعاء، وهو المستوى الذي لم يتغير منذ ديسمبر. مؤشرات اقتصادية متباينة ترسم صورة معقدة يتزامن اجتماع الفيدرالي مع صدور حزمة من التقارير الحكومية التي ترسم صورة مختلطة للاقتصاد الأمريكي، والتي تتمثل في انتعاش حذر للناتج المحلي، حيث تشير التقديرات إلى أن الاقتصاد قد حقق انتعاشا في الربع الثاني بنمو سنوي متوقع يبلغ 2.4%، بعد انكماشه في الربع الأول، إلا أن هذا الانتعاش يعزى بشكل كبير إلى انخفاض العجز التجاري، بينما يظل الطلب من الأسر والشركات متواضعًا، مع توقعات بأن يسجل إنفاق المستهلكين أضعف وتيرة له منذ بداية الجائحة. كما يأتي الاجتماع في الوقت الذي تفقد فيه سوق العمل زخمها، حيث أظهر تقرير الوظائف لشهر يوليو تباطؤا في وتيرة التوظيف، مع ارتفاع طفيف في معدل البطالة إلى 4.2%، ويأتي هذا بعد أن أظهرت بيانات النصف الأول من العام تراجعا في وتيرة خلق الوظائف مقارنة بالعام الماضي. ضغوط سياسية وتحديات التضخم يواجه رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، وفريقه ضغوطًا من اتجاهين، الأول ضغوط سياسية لخفض الفائدة، حيث دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صراحة إلى خفض تكاليف الاقتراض لتحفيز الاقتصاد، كما بدأ بعض مسئولي الفيدرالي أنفسهم يعبرون عن قلقهم من هشاشة سوق العمل، مما يفتح الباب أمام نقاش حول خفض الفائدة. ومن بين الضغوط أيضا، شبح التضخم والرسوم الجمركية، حيث يشدد باول على ضرورة التحلي بالصبر، خاصة وأن الرسوم الجمركية التي فرضتها الإدارة الأمريكية قد تؤدي إلى تسارع التضخم مجددا، وحتى الآن، لم يظهر تأثير كبير لهذه الرسوم على الأسعار، لكن تقرير الإنفاق الشخصي لشهر يونيو قد يكشف عن تسارع طفيف في مؤشر التضخم الأساسي. نظرة على المشهد العالمي لا يقتصر الترقب على الولايات المتحدة، حيث يشهد الأسبوع تطورات مهمة على الساحة الدولية، بما في ذلك المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وفي أماكن أخرى، من المتوقع أن تُبقي البنوك المركزية في اليابان والبرازيل على أسعار الفائدة دون تغيير، بينما قد تتجه بنوك أخرى في جنوب أفريقيا وتشيلي وكولومبيا إلى خفضها. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


مصراوي
منذ 27 دقائق
- مصراوي
بعد زلزال روسيا.. موجات تسونامي تضرب هاواي الأمريكية
وصلت أولى موجات التسونامي الناتجة عن زلزال عنيف بلغت قوته 8.8 درجات على مقياس ريختر قبالة السواحل الروسية إلى جزر هاواي الأمريكية، اليوم الأربعاء، حيث سُجلت موجة بارتفاع 1.2 متر أي 4 أقدام قبالة سواحل جزيرة أواهو. وأفادت السلطات الأمريكية بأن ملايين السكان في هاواي وأجزاء من الساحل الغربي للولايات المتحدة، إضافة إلى اليابان، تلقوا أوامر بإخلاء المناطق الساحلية، وذلك عقب الزلزال الذي ضرب شبه جزيرة كامتشاتكا في أقصى الشرق الروسي. ودعا حاكم هاواي، جوش جرين، السكان إلى الالتزام بأوامر الإخلاء والتحلي بالهدوء، بينما حث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المواطنين على توخي الحذر ومتابعة التحذيرات المتعلقة بموجات التسونامي. وفي اليابان، أعلنت وكالة الأرصاد الجوية أن نحو 1.9 مليون شخص تلقوا أوامر بالإخلاء، مشيرة إلى وصول موجة تسونامي بارتفاع 1.3 متر إلى محافظة إيواته الواقعة في شمال البلاد. كما أُصدرت تحذيرات من تسونامي، بدرجات متفاوتة، في عدة مناطق أخرى من العالم، من بينها الصين والفلبين وإندونيسيا وجوام وبيرو، إضافة إلى جزر جالاباجوس قبالة سواحل الإكوادور.