
«تشاتام هاوس»: اشتباكات طرابلس تكشف مدى هشاشة الاستقرار في ليبيا
أكد مقال نشره معهد «تشاتام هاوس» البريطاني أن تصاعد الاشتباكات المسلحة في العاصمة طرابلس خلال الأسبوع الماضي يكشف مدى هشاشة الاستقرار المزعوم في ليبيا. كما يكشف انعدام جدية أي مساعٍ لتحسين وضع الحكومة في البلاد.
وحسب المقال الذي كتبه الباحث في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تيم إيتون، فإن الأحداث التي أشعلت شرارة الاشتباكات الأخيرة في العاصمة طرابلس كانت على ما يبدو نزاعا للسيطرة على مؤسسات الدولة، وأبرزها هيئة البريد وشركة الاتصالات والمعلومات.
نزاع السيطرة على المؤسسات الحيوية
وأضاف أيضا أن اشتباكات طرابلس تندرج في إطار نزاع أوسع نطاقا بين رئيس حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» وغنيوة، للسيطرة على المؤسسات الحيوية، مما فاقم من حدة التوترات بالأونة الأخيرة.
وتكهن الباحث ما إذا كان «الدبيبة يسعى إلى تقليد المشير خليفة حفتر في شرق البلاد وجنوبها»، موضحا: «تمكن حفتر والقوات المتحالفة معه من إحكام السيطرة على كل نواحي الحكومة العسكرية والسياسية والاقتصادية».
وتابع: «لكن حكومة الدبيبة في الغرب لا تتمتع بالدرجة نفسها من السيطرة، وكانت تعمل على تعزيز سلطاتها عبر تطوير قواتها المسلحة، ولا سيما (اللواء 111) وقوة العمليات المشتركة و(اللواء 444 قتال)، وكان الهدوء النسبي في مناطق الغرب قائما من خلال توزيع الموارد بين الأطراف الرئيسية، وليس عبر سلطة الحكومة نفسها».
عمدة طرابلس
و أشار المقال إلى لقب «عمدة طرابلس» الذي كان يحمله قائد ما كان يسمى «جهاز دعم الاستقرار» عبدالغني الككلي، المعروف باسم «غنيوة»، الذي عكس حجم السلطة التي كان يتمتع بها في العاصمة. ومنذ العام 2011، جرى دمج قوات «دعم الاستقرار» في الهيكل الأمني للدولة، لكن «غنيوة» لم يكن يتبع في حقيقة الأمر أي تسلسل رسمي للقيادة.
وقال إيتون: «تمتع غنيوة بنفوذ في مؤسسات الدولة، مما سمح له بالوصول إلى الموارد والشرعية. كما أن عمله خارج إطار الدولة مكنه من تحقيق أهدافه الخاصة، مما سمح بتنامي نفوذه في السنوات الأخيرة».
وأضاف: «قبيل مقتله، بدا أن غنيوة يعمل على تعزيز قدرته للسيطرة على المؤسسات الرئيسية، وكان أحد الموالين له هو المسؤول عن تسليم النقد في المصرف المركزي. كما كان أيضا في طليعة الجهود الرامية إلى استقطاب ديوان المحاسبة من خلال إنشاء هيكل موازٍ، وهو ما كان سيسمح له بالسيطرة على المشاريع الحكومية عن طريق إدارة المدفوعات وتقويض الإشراف».
تحول جذري
كما أشار المقال إلى أحداث سابقة أفضت عن تفكيك تشكيلات مسلحة، مثل كتيبة «النواصي» أو كتيبة «ثوار طرابلس»، فإنها لم تنته بمقتل أي من قيادات تلك التشكيلات.
لهذا أكد أن مقتل غنيوة يمثل «تحولا جذريا»، إذ تبعه استهداف فوري لقوات «دعم الاستقرار» مع الإطاحة بحلفاء رئيسيين في قوات أخرى متحالفة مع حكومة الدبيبة. كما جرت إعادة تنظيم إدارة مكافحة الهجرة غير الشرعية، بهدف منح أنصار حكومة الوحدة سيطرة أكبر.
وبدا أن قوات «دعم الاستقرار» قد انهارت بشكل فوري عقب مقتل «غنيوة»، مع هروب عدد من قاداتها، إذ تركزت القيادة بشكل شبه كامل في يد «غنيوة».
هل يتدخل حفتر في طرابلس؟
الباحث إيتون أشار في الوقت نفسه إلى أن الأحداث في طرابلس أظهرت بشكل سريع محدودية تحركات حكومة الدبيبة، وقال: «فشلت محاولة كتيبة (444) في فرض سيطرتها، والتحرك السريع لتحقيق أهدافها».
وأضاف: «سمح هذا لقوات من مدينتي الزاوية والزنتان بالانضمام إلى القتال، مما زاد الوضع الميداني تعقيدا وزاد من المخاطر. وقد تحالفت جهات أمنية بارزة في الزاوية والزنتان مع قوات حفتر، وسعت منذ فترة طويلة إلى تغيير الحكومة في طرابلس، وقد أدى ذلك إلى تكهنات بأن حفتر قد يسعى إلى التدخل».
أما في مصراتة، فقد نأت التشكيلات المسلحة الرئيسية بنفسها عن التدخل. كما رفض المجلس الرئاسي تحركات حكومة الدبيبة لإعادة تنظيم القطاع الأمني. ويشير الكاتب إلى نقاشات نابضة في العاصمة طرابلس بشأن كيفية تشكيل حكومة موقتة تعمل على الإطاحة بعائلة الدبيبة.
استقرار قائم على الفساد
لم تشهد ليبيا منذ توقيع الهدنة في العام 2020 أي مشاورات جدية لإعادة تنظيم القطاع الأمني، الذي يظل غير خاضع للمساءلة بدرجة كبير.
واستند الاستقرار الهش منذ العام 2020 على فساد متنامٍ، بحسب المقال، وتقسيم موارد البلاد بين وسطاء السلطة المتنافسين، مما تسبب في تآكل المؤسسات، وقدرة الدولة على توفير احتياجات السكان. وشاركت دول أخرى بفعالية في هذه الديناميكيات، ومنحت الأولوية لمصالحها السياسية والتجارية.
كما أشار المقال إلى وجود أطراف محدودة ضغطت من أجل تغيير سياسي حقيقي، مُفترضة أن التوحد تحت سطوة أصحاب النفوذ الحاليين في الشرق والغرب يتيح أقل مقاومة وأسرع طريق نحو الاستقرار، وهو واقع ثبت خطأه، وقوض نفوذ البعثة الأممية للدعم على النخب المترسخة في البلاد.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوسط
منذ 2 ساعات
- الوسط
المغربي لـ«بوابة الوسط»: مليونا دولار في الطريق.. واقتراح باستكمال «دورينا» في تونس
أكد رئيس الاتحاد الليبي لكرة القدم، عبدالمولى المغربي، في تصريحات خاصة إلى «بوابة الوسط» اليوم الثلاثاء، أن رئيس حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» وافق على مذكرة اتحاد الكرة بتخصيص مليوني دولار رواتب لكل مدربي المنتخبات الوطنية الأجانب لأربعة عشر شهرا. وقال خلال تصريحه إلى «بوابة الوسط»: «أنتظر دخول المبلغ لخزينة الاتحاد حتى يسهل التعامل في صرف رواتب جميع المدربين»، موضحا أن وزير الرياضة عبدالشفيع الجويفي متجاوب بشكل كبير مع مجلس إدارة اتحاد كرة القدم. - وأضاف المغربي في تصريحاته الخاصة: «هناك مقترح بإقامة ما تبقى من السداسي الحالي في تونس، وهناك مواقفة لبعض الأندية على هذا الاتجاه». واختتم رئيس اتحاد الكرة عبدالمولى المغربي تصريحاته إلى «بوابة الوسط» قائلا: «هناك مقترح بإقامة مباريات الدوري دون جمهور، تقديرا للظرف الحالي الذي تمر به البلاد، في حالة إقامة المباريات داخل ليبيا».


الوسط
منذ يوم واحد
- الوسط
شاهد في «تغطية خاصة»: ما بعد الميدان.. تصريحات الساسة والغموض سيد الموقف
تناقش قناة «الوسط» (Wtv) عبر برنامج «تغطية خاصة»، مساء اليوم الإثنين، دعوات إسقاط حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» برئاسة عبدالحميد الدبيبة في أعقاب الاحتجاجات الواسعة بالعاصمة طرابلس. ورافق هذه الأحداث تصريحات متبادلة للسياسيين، من بينها قول رئيس مجلس النواب عقيلة صالح إن الوقت حان لحكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» بقيادة عبدالحميد الدبيبة للتخلي عن السلطة «طوعا أو كرها»، متابعا: «لم يعد هناك مجال لاستمرار هذه الحكومة.. قُضي الأمر وهي ساقطة وفق قرار مجلس النواب سحب الثقة منها في العام 2021، واليوم قال الشعب الليبي كلمته حان الوقت لهذه الحكومة المعزولة». لكن الدبيبة جدد الهجوم على رئيس مجلس النواب، واصفا إياه بأنه «مسعّر الحروب» و«يحاول تلميع تاريخه السياسي على حساب دماء الليبيين». وفي ظل هذه التطورات تناقش تغطية قناة «الوسط» اليوم الإثنين مع عدد من الخبراء والمحللين، مصير حكومة الدبيبة والأحداث الأخيرة. تردد قناتي «الوسط» (Wtv) على النايل سات ■ تردد الوسط (Wtv 1): HD 11096 | أفقي | 27500 | 5/6 ■ تردد الوسط (Wtv 2): SD 10815 | أفقي | 27500 | 8/7


أخبار ليبيا
منذ 2 أيام
- أخبار ليبيا
محمود حمزة يكشف تفاصيل مثيرة عن غنيوة وشقيقه الكابوس ويبعث برسائل لأهالي أبوسليم
قال آمر «اللواء 444 قتال» التابع لمنطقة طرابلس العسكرية مدير إدارة الاستخبارات العسكرية اللواء محمود حمزة، إن هناك دولًا استغلت رئيس جهاز دعم الاستقرار السابق عبدالغني الككلي المعروف بـ«غنيوة» وحركته لكن «انقطعت أوصالهم داخل أرضنا»، داعيًا قواته إلى الفخر بالعملية الأمنية التي شهدتها منطقة أبوسليم يوم الإثنين الماضي. جاء ذلك خلال كلمته لضباط العمليات التابعين لـ«اللواء 44 قتال» نشرها عبر صفحته على «فيسبوك»، اليوم الأحد. وأوضح حمزة أن العملية الأمنية في أبوسليم «ضد ميليشيا الدعم والاستقرار استمرت لساعة واحدة وأسقطنا امبراطورية الظلم والجرائم»، مؤكدًا أنه «أدخل قبل فترة 10 طائرات ذخيرة، ولديه مجموعة مرتزقة، وكان يجهّز للحرب». وأضاف أن غنيوة «كان معه مرتزقة من أوروبا الشرقية واستعملوا ضدنا المدفعية والهاون»، معتبرًا أنه «نسخة أخرى من ميليشيا الكانيات ومتورط في جرائم قتل وهناك مقابر جماعية وسيتفاجأ الليبيون بحجمها». وتحدث حمزة عن سيطرة غنيوة على مؤسسات الدولة، مثل رئاسة أركان القوات البرية، وجهاز الأمن الداخلي بقيادة لطفي الحراري، وكذلك ديوان المحاسبة، ويهدد مسؤولي تلك الجهات، متهما لطفي الحراري «باستغلال جهاز الأمن الداخلي في ابتزاز وظلم وتلفيق الأكاذيب ولإخراج الناس في الإعلام باكاذيب لأغراض شخصية». وأضاف أن «فتحي الكابوس» شقيق غنيوة كان لا يحترم أحد في الدولة، ويحصل على عقود بالمليارات والملايين من قوت الشعب الليبي، داعيا إلى «تسجيل انجازات الجيش الليبي في القضاء على هذه الميليشيا الفاسدة». وطمأن حمزة أهالي أبوسليم أن المنطقة «ستكون آمنة وأفضل من السابق»، مؤكدًا أن «الجيش الليبي اجتثّ براثن فسادٍ طال دركه من أكبر رقعة جغرافية في العاصمة طرابلس (أبوسليم) بعد أن عاث فيها فسادًا لعقد ونصف العقد». وتوقع حمزة أن تتعرض قواته للهجوم بعدما وصفه بـ«النصر الفريد منقطع النظير الذي عليهم أن يفخَروا بتحقيقه»، مضيفًا «أنّ الجيش الليبي بعملياته العسكرية الدقيقة أسقط في ساعة واحدةٍ فقط، إمبراطورية ظالمٍ بكافة أركان ظلمه». وتابع: «واعلموا، أن سقوط غنيوة لم يقتصر عليه، فقد سقطت من خلفه كل الدول التي استغلّته وحرّكته هي ومخابراتها وانقطعت أوصالهم داخل أرضنا»، منوهًا بالقول «سنستمر في تأمين الناس، وستظهر لكم الحقائق الصادمة من آثار الطغيان والهيمنة على الأبرياء». كما أكد حمزة أنهم «تريثوا» قبل الهجوم وجاروا الواقع ليتمكنوا «من إحقاق الحق»، مختتمًا حديثه بالقول «وخسِأ أن يتجرأ أي طرف خارجي على سرد أي إملاءاتٍ علينا، فقرارنا وطنيّ، وماضون في سبيل الله الوعرة، صامدون وصابرون على الأذى وقصر النظر، وإلى دولة المؤسسات المدنية سنصل». المصدر الوسط