logo
واشنطن بوست: سباق القوى الكبرى النووي نحو القمر يختبر حدود قوانين الفضاء

واشنطن بوست: سباق القوى الكبرى النووي نحو القمر يختبر حدود قوانين الفضاء

الجزيرةمنذ 4 أيام
في مشهد يعكس عودة سباق القوى العظمى إلى الفضاء، أعلنت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" تسريع خطتها لبناء مفاعل نووي صغير على سطح القمر بحلول عام 2030، وذلك في خطوة تفتح آفاقا جديدة ليس فقط على صعيد الفضاء، بل أيضا في مضمار القانون الفضائي، وفق تقرير بصحيفة واشنطن بوست.
وأشار التقرير إلى أن القوانين الدولية التي تحكم الفضاء الخارجي قائمة منذ عقود، إلا أن أجزاء منها لم تختبر فعليا بعد، وحذر خبراء من أن جهود ناسا في هذا المجال تطرح أسئلة شائكة حول تلك القواعد، وإمكانية اندلاع نزاعات مع احتدام المنافسة للسيطرة على القمر.
وذكرت الصحيفة أن القائم بأعمال مدير ناسا ووزير النقل الأميركي شون دوفي طلب، الشهر الماضي، من وكالة الفضاء تسريع جهودها لوضع مفاعل نووي على القمر بحلول عام 2030.
وقال في توجيه رسمي -كُشف عنه أولا عبر موقع بوليتيكو- إن هذه التقنية "ستدعم اقتصادا قمريا مستقبليا، وتوليد طاقة عالية على كوكب المريخ، وتعزيز الأمن القومي الأميركي في الفضاء".
وأشار دوفي في هذا الصدد إلى تنامي الضغوط من جانب الصين وروسيا ، إذ أكد البلدان مرارا منذ عام 2024 على خطتهما المشتركة لتركيب مفاعل على القمر بحلول منتصف ثلاثينيات القرن الحالي. وأضاف في توجيهه أن الدولة التي تضع أول مصدر للطاقة النووية على القمر "يمكنها إعلان الموقع منطقة محظورة".
أول الواصلين ينتصر
وبحسب ماهام جافيد، المراسلة المتخصصة في المشاريع البصرية بالصحيفة، فقد أثار الإعلان الأميركي جدلا في أوساط خبراء القانون الفضائي.
وعلى الرغم من أن معاهدة الفضاء الخارجي لعام 1967 تحظر على الدول المطالَبَة بالسيادة على أي جزء من القمر، فإن بعض بنودها تمنح ميزة غير مباشرة للواصل الأول.
الدولة التي تضع أول مصدر للطاقة النووية على القمر "يمكنها إعلان الموقع منطقة محظورة"
بواسطة مدير ناسا ووزير النقل الأميركي شون دوفي
وتقول ميشيل هانون، المديرة التنفيذية لمركز قانون الفضاء بجامعة ميسيسيبي، إن "من يصل أولا يمتلك ضمنا حقا أكبر في استبعاد الآخرين".
إعلان
كما أن اتفاقيات أرتميس، التي وضعتها واشنطن عام 2020 وتصف "مناطق الأمان" لحماية الأفراد والمعدات، لم تحدد بوضوح حجم هذه المناطق أو مدتها، مما يفتح الباب أمام تفسيرات واسعة قد تُستغل سياسيا. وتجدر الإشارة إلى أن الصين وروسيا ليستا طرفا في هذه الاتفاقيات، وهو ما يعقّد أي توافق قانوني مستقبلي، طبقا للمراسلة جافيد.
بين الطموح والاحتكار
تستهدف ناسا منطقة القطب الجنوبي للقمر، التي يُعتقد أنها تحتوي على كميات من المياه المتجمدة داخل حفر مظلمة، إلى جانب مناطق مشمسة نسبيا توفر بيئة مناسبة لتوليد الطاقة، حسب التقرير. لكن محدودية ضوء الشمس، حيث يدوم الليل القمري نحو أسبوعين، تجعل الطاقة النووية خيارا مغريا لدعم مركبات الاستكشاف أو حتى إقامة مستوطنة بشرية دائمة.
ويرى خبراء أن فرض مناطق أمان واسعة على القمر قد يؤدي إلى احتكار الموارد، ويثير نزاعات دولية، ويخلق سباقا شبيها بـ"التهافت على الذهب" في القرن الـ19، مع ما يحمله من أخطار بيئية واستغلال للعمالة، خصوصا إذا دخلت شركات خاصة للتنقيب على الموارد القمرية بدافع الربح.
ومع أن المفاعل المقترح بطاقة 100 كيلوواط لا يُعد ضخما، لكنه يمثل -برأي الصحيفة- سابقة تقنية وسياسية. ويحذر خبراء الطاقة النووية من أن التعجل في تطويره قد يؤدي إلى حوادث أمان أو مشاكل موثوقية، فضلا عن تحديات إدارة النفايات المشعة التي قد تبقى مئات السنين على سطح القمر.
ويعكس المشروع الأميركي مزيجا من الطموح العلمي والرغبة في ترسيخ النفوذ الإستراتيجي في الفضاء. لكن الغموض القانوني، وتعارض المصالح بين القوى الكبرى، والمخاطر التقنية والبيئية، تجعل من سباق المفاعلات النووية على القمر ملفا مفتوحا على أسئلة شائكة حول مستقبل استغلال الفضاء الخارجي.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

آباء الذكاء الاصطناعي يحذرون من خطر انقلاب التقنية على البشر
آباء الذكاء الاصطناعي يحذرون من خطر انقلاب التقنية على البشر

الجزيرة

timeمنذ 4 ساعات

  • الجزيرة

آباء الذكاء الاصطناعي يحذرون من خطر انقلاب التقنية على البشر

أكد جيفري هينتون المعروف بكونه الأب الروحي لتقنيات الذكاء الاصطناعي أن القيود الموضوعة على التقنية حاليا لن تحمي البشر من انقلاب الذكاء الاصطناعي عليهم وفق تقرير نشره موقع "تيك سبوت" التقني. وأضاف هينتون قائلا في مؤتمر الذكاء الاصطناعي في لاس فيغاس: 'هذا لن ينجح. سيكونون أذكى منا بكثير. ستكون لديهم كل الطرق للالتفاف حول القيود التي نضعها" مؤكدا أننا يجب أن نفكر في طرق أخرى لمنع الذكاء الاصطناعي من الانقلاب على البشر قبل وصوله إلى مستوى الذكاء الاصطناعي العام. ويتمثل الحل من وجهة هينتون في بناء مجموعة مركبة من المشاعر داخل روبوتات الذكاء الاصطناعي المتطورة تعرف باسم غرائز الأمومة، وهي التي تمنع الروبوتات في المستقبل من إيذاء البشر حتى إن وصلت لمستوى ذكاء يتخطاها. ووضح هينتون في مقابلة سابقة أجراها مع "سي إن إن" أن أحد أنجح الأمثلة لسيطرة الكائنات الأقل ذكاء وقدرة هو سيطرة الطفل على الأم، وذلك بفضل غرائز الأمومة المزروعة بها، وأضاف بأن الشركات يجب أن تركز على هذا الأمر بدلا من محاولة جعل الذكاء الاصطناعي أكثر ذكاء. ويتفق يان لو كان أحد الآباء الروحيين للذكاء الاصطناعي ورئيس علماء قطاع الذكاء الاصطناعي في " ميتا" مع ما يقوله جيفري هينتون، وذلك وفق منشور على حسابه الرسمي في "لينكدإن". ويؤكد أن المستقبل هو في بناء أنظمة الذكاء الاصطناعي بطريقة تجعلها تتبع تعليمات البشر للوصول إلى الأهداف التي تسعى إليها مع مراعاة الحواجز الوقائية الموضوعة عليها، وهو ما يطلق عليه كان "الذكاء الاصطناعي الموجه نحو الأهداف". ويضيف كان بان هذه القيود يجب أن تتضمن الانصياع التام لأوامر البشر والتعاطف معهم، وذلك حتى لا يتطور الذكاء الاصطناعي بشكل يقدم نصائح ومعلومات مغلوطة بهدف أذية البشر.

مجلة أميركية: هذه هي المادة السرية التي تجعل المقاتلات الأميركية شبحية
مجلة أميركية: هذه هي المادة السرية التي تجعل المقاتلات الأميركية شبحية

الجزيرة

timeمنذ 14 ساعات

  • الجزيرة

مجلة أميركية: هذه هي المادة السرية التي تجعل المقاتلات الأميركية شبحية

منذ ظهور الطائرة "إف-117 نايت هوك" في ثمانينيات القرن الماضي، دشّنت الولايات المتحدة عصرا جديدا في تاريخ الحروب الجوية، قوامه التخفي أو الوجود الشبحي. وأشار هاريسون كاس الكاتب المتخصص بمجال الدفاع والأمن القومي -في مقال بمجلة ناشونال إنترست- إلى أن نجاح تقنية التخفي تلعب دورا أساسيا في تحديد مدى فعالية أداء الطائرة المقاتلة وقدرتها على تفادي الرادارات بما تتميز به من مزيج معقد من التصميم الهندسي الحديث ومواد ماصة للموجات الرادارية. وأوضح أن هذه المواد ليست مجرد طلاء عادي، بل مزيج معقد من الكربون والفريت والبوليمرات الموصلة، صُممت خصيصا لامتصاص طاقة الرادار وتحويلها إلى حرارة أو تشتيتها بعيدا عن الطائرة، وهو ما يمنحها قدرة على التسلل في عمق أجواء الخصم لتنفيذ مهام الاستطلاع أو الضربات الدقيقة أو تدمير الدفاعات الجوية. كما أنها تُعد أحد أسرار التفوق الجوي الأميركي. أهمية التخفي ووفقا للكاتب، فقد بات التخفي أمرا حيويا في الحروب الحديثة، حيث أصبحت أنظمة الدفاع الجوي متطورة بشكل ملحوظ، وقادرة على تحديد وتتبع وتدمير التهديدات الجوية من مسافات بعيدة. وقال إن المواد الماصة تساعد الطائرة المقاتلة على تجنب رصدها عن طريق تقليل كمية طاقة الرادار التي تنعكس على رادار العدو، مما يزيد من قدرة الطائرة على البقاء أثناء العمليات التي تتم خلف خطوط العدو، مثل الاستطلاع أو الضربات العميقة أو ردع الدفاعات الجوية للعدو. وفي بعض الأحيان، يمكن تصنيع المواد الماصة للرادار مباشرة في هيكل الطائرة نفسها، من خلال المواد المختلطة المستخدمة في بناء جسم الطائرة. ولعل الاستخدام الأكثر شهرة للمواد الماصة كان في طائرة "لوكهيد إف-117 نايت هوك" وهي أول طائرة شبحية عاملة في العالم. أجيال جديدة من الطلاءات ومع مرور السنوات، تطورت الرادارات وأصبحت أكثر قدرة على كشف الأهداف، كما حدث عند إسقاط مقاتلة "إف-117" في صربيا عام 1999. لكن في المقابل -بحسب المقال- تطورت المواد الماصة نفسها لتواكب هذا التحدي، وظهرت أجيال أكثر تقدماً من الطلاءات والمواد المركّبة، جعلت من طائرة "لوكهيد مارتن-إف 22 رابتور" وطائرة "لوكهيد مارتن إف-35 لايتنينغ II" أيقونات الجيل الجديد من المقاتلات الشبحية. إعلان ومع ذلك، فإن الحفاظ على تلك الشبحية ليس بالمهمة السهلة. فالعوامل البيئية مثل المطر والحرارة وأشعة الشمس قادرة على إضعاف فعالية الطلاءات، مما يستلزم عمليات صيانة دقيقة ومكلفة. بل إن أي خدش أو تآكل في سطح الطائرة قد يؤدي -طبقا لمقال ناشونال إنترست- إلى فقدان ميزة التخفي، وهو ما يفسر الكلفة التشغيلية الباهظة للطائرات الشبحية مقارنة بغيرها.

ذوبان غير مسبوق للأنهار الجليدية في أميركا وكندا وأوروبا
ذوبان غير مسبوق للأنهار الجليدية في أميركا وكندا وأوروبا

الجزيرة

timeمنذ 2 أيام

  • الجزيرة

ذوبان غير مسبوق للأنهار الجليدية في أميركا وكندا وأوروبا

أشارت بيانات تحليلية جديدة إلى أن الأنهار الجليدية في جميع أنحاء العالم تذوب بمعدل قياسي، حيث تفقد ضعف كمية الجليد في الفترة من 2021 إلى 2024 مقارنة بالعقد السابق بسبب الحرارة الشديدة وانخفاض تساقط الثلوج، وكانت المعدلات غير مسبوقة بأوروبا والولايات المتحدة. وكشفت دراسة نشرت في مجلة "رسائل الأبحاث الجيوفيزيائية" أن الأنهار الجليدية في واشنطن ومونتانا وكولومبيا البريطانية وألبرتا في كندا وجبال الألب السويسرية فقدت كمية هائلة من الجليد بين عامي 2021 و2024. ولتقييم الذوبان، استخدم الباحثون بيانات من خدمة مراقبة الأنهار الجليدية العالمية، والمسوحات الجوية، وسجلات المناخ، وملاحظات الأقمار الصناعية. وأدخلوا المعلومات في نموذج حاسوبي لتحليل التغيرات الكتلية في اثنين من الأنهار الجليدية في الولايات المتحدة، و3 أنهار جليدية في كندا، و5 أنهار جليدية في سويسرا. وقال الدكتور ماثياس هوس، من قسم الهندسة المدنية والبيئية والجيوفيزيائية في المعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ، إنه تم تحطيم الأرقام القياسية السابقة في معدلات الذوبان. وواجهت الأنهار الجليدية المدروسة، ظروفا أسهمت في فقدان كتلتها الجليدية، مثل انخفاض تساقط الثلوج في الشتاء، وموجات الحر الطويلة، ومناخات حارة وجافة بين عامي 2000 و2023. وفقدت الأنهار الجليدية العالمية 301 مليار طن متري من الجليد سنويا، مما أسهم في خُمس الارتفاع الملحوظ في مستوى سطح البحر. وأكدت نتائج الدراسة أن الفترة من 2021 إلى 2024، كانت أسوأ فترة لفقدان الجليد منذ بدء الرصد في ستينيات القرن الماضي. وفي سويسرا، اختفى عُشر الأنهار الجليدية في عامين فقط (2022 و2023). وأشار هوس إلى أنه "من المثير للاهتمام، ولكن أيضا للقلق، أن نرى أن هذه الظواهر المتطرفة منتشرة على نطاق واسع ولا تحدث في منطقة واحدة فحسب، بل على مستوى العالم. ولا يؤدي التراجع المتسارع للأنهار الجليدية إلى تفاقم ارتفاع مستوى سطح البحر فحسب، بل ويعرض أيضا توافر المياه العذبة للخطر، ويزيد من المخاطر الجيولوجية، ويغير المناظر الطبيعية الجبلية. وفي كلٍّ من أميركا الشمالية وسويسرا، كان ارتفاع درجات الحرارة في الصيف عاملا رئيسيا في ذوبان الجليد. تسببت موجة حرّ في يونيو/حزيران 2021 في الولايات المتحدة وغرب كندا في ذوبان هائل للجليد، بينما تسببت موجة حرّ في عام 2023 في اندلاع حرائق غابات مبكرة، مما أثر بشكل غير مباشر على الأنهار الجليدية. وأدى السخام الناتج عن الحرائق إلى تعتيم الجليد، مما أدى إلى زيادة امتصاصه لأشعة الشمس أكثر من عكسها، مما أسهم في تسريع ذوبانه وتأجيج موجات حر وحرائق أخرى. وأشار هوس إلى أنه بالإضافة إلى الفقدان السريع للجليد، اختفت بعض الأنهار الجليدية الأصغر حجما تماما، مما قلل من تدفق المياه إلى الأنهار والجداول، وهو ما يشير إلى التأثير الهائل للاحتباس الحراري في العالم بسبب انبعاثات غازات الدفيئة. وكانت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) قد أكدت في تقرير لها أن الأنهار الجليدية في العالم تعرضت للخسارة الكبرى على الإطلاق في كتلتها على مدى 3 سنوات بين عامي 2022 و2024. ويغطي أكثر من 275 ألف نهر جليدي في جميع أنحاء العالم مساحة تبلغ 700 ألف كيلومتر مربع تقريبا. وتخزن الأنهار الجليدية والصفائح الجليدية معا ما يقرب من 70% من موارد المياه العذبة في العالم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store