2025 عام مفصلي لمستقبل البشرية!عبد الله سرور الزعبي
2025 عام مفصلي لمستقبل البشرية!
البرفسور عبد الله سرور الزعبي*
مرّ التاريخ البشري بمحطات بأعوام مفصلية، شكلت نقاط تحول حاسمة غيرت مجرى تاريخ البشرية، وحددت شكل الفكر الإنساني والسياسي والاقتصادي العالمي لقرون تلتها، فعلى سبيل المثال، عام 776 قبل الميلاد كان قد رسخ فكرة المنافسة السياسية بين الشعوب، وعام 472 ميلادي، عام سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية، فأنهى العصر الكلاسيكي في أوروبا، وعام 622 كان نقطة انطلاق تأسيس الدولة الإسلامية في المدينة المنورة، وعام 1492 عام اكتشاف العالم الجديد (قارة أمريكا) وانطلاق العصر الاستعماري، وعام 1760 عام انطلاق الثورة الصناعية الأولى (استخدام الفحم والالة البخارية)، وعام 1789 الذي اسقط الملكية الفرنسية المطلقة وبشر بعصر الحرية الأوروبية، وعام 1870 الذي شهد انطلاق الثورة الصناعية الثانية (اختراع الكهرباء ومهد لصناعة الصلب والقطارات) وعام 1914، ادلعت فيه الحر ب العالمية الأولى، لينهي امبراطوريات كبرى كالعثمانية والنمساوية ويعيد رسم خارطة العالم الجيوسياسية، وعام1929 عام الكساد الكبير، وعام 1945 الذي استخدام فيه السلاح النووي وتأسيس هيئة الأمم المتحدة وتشكيل نظام عالمي ثنائي الأقطاب، وعام 1970 الذي شهد انطلاق الثورة الصناعية الثالثة (مهد لدخول الحواسيب وتطورات الاتصالات وغيرها) وعام 2001 الذي غير ملامح السياسة الدولية الى حد ما (احداث 11/9) وقيدت فيه الحريات، وعام 2011 الذي انطلقت فيه الثورة الصناعية الرابعة (التي نشهد نتائجها اليوم) وعام 2020 (عام جائحة كورونا) التي شلت حركة الاقتصاد وسرعت في عمليات التحول الرقمي، واليوم عام 2025، حيث انطلقت الحرب التجارية، ويظهر بان العالم يقف فيه عند مفترق طرق تاريخي وغير مسبوق، وسيؤدي الى تشكيل محطة يعاد فيها صياغة الأنظمة العالمية وعلاقة الانسان بمحيطه لمحاولة رسم طريق جديد للمستقبل.انطلق العام 2025 بإعلان الرئيس الأمريكي عن تطبيق شعار أمريكا أولاً، وهو الشعار الذي يعكس توجهًا نحو إعادة تحديد أولويات السياسة الخارجية والداخلية الامريكية، بهدف حماية اقتصادها (الذي يعتبر اكبر اقتصاداً في العالم وبحجم يقارب 29 تريليون دولار وبنفس الوقت تعاني أمريكا من ديون بلغت 36 تريليون) وتحسين الفرص الوظيفية للأمريكيين، وتعزيز الأمن القومي الامريكي، معتمداً فيه على فلسفة القطيعة مع السياسات التقليدية (الاقتصادية والتجارية والدبلوماسية) التي تبنتها الولايات المتحدة على مدى العقود السابقة، محافظة فيها على الاستقرار العالمي نوعاً ما.ان شعار 'أمريكا أولاً' هو ليس بالشعار الجديد، فقد سبق وان استخدم من قبل بعض الرؤساء الأمريكيين، خلال فترات سابقة، وكان مرتبطاً بتوجهات لها دلالات وفقاً للسياقات الزمنية لها، فعلى سبيل المثال، الرئيس ويلسون (1914-1917) والذي شهد عهده انقسام في الرأي العام الأمريكي حول دخول الولايات المتحدة إلى الحرب العالمية الأولى، استخدم الشعار للتعبير عن الحياد الأمريكي في النزاعات الأوروبية، حيث كان ويلسون يفضل أن تركز أمريكا على مصالحها الداخلية بدلاً من الانخراط في صراعات عالمية بعيدة عنها. كما ظهرت حركة أمريكا اولاً، كحركة سياسية امريكية في الثلاثينيات من القرن الماضي (من أبرز القادة لها الطيار تشارلز ليندبيرغ) خلال فترة الكساد الكبير وبهدف معارضة التدخل الأمريكي في الشؤون الأوروبية.الا ان الرئيس ترامب عاد الى استخدامه للدلالة على تعزيز سياسات المصالح الوطنية الأمريكية، ولدعم الحمائية الاقتصادية، منطلقاً من استراتيجية خارجية لإعادة تشكيل العلاقات الدولية لأمريكا، انطلقت من تقليص الالتزامات الأمريكية تجاه التحالفات التقليدية (الضغط على الحلفاء) وتقليل الالتزام تجاه الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى ( الانسحاب من اتفاقات دولية منها اتفاقية التجارة الحرة مع امريكا الشمالية، واتفاقية الشراكة عبر المحيط ومعاهدة الأجواء المفتوحة وغيرها والتي كانت تشكل جزءً من النظام العالمي وهو ما يعكس تفضيله للمصالح الوطنية المباشرة على غيرها من المشتركة مع الدول الأخرى.ان من سياسات الرئيس ترامب الداخلية، تقليل الضرائب على الشركات لتشجيع الاستثمار داخل أمريكا، وتقديم حوافز مريحة لدعم الصناعات الوطنية، وترحيل المهاجرين غير الشرعيين ومحاربة الهجرة، الامر الذي اثار جدلاً حول السياسات الإنسانية الامريكية.الا ان القرار الذي أربك كافة دول العالم خلال الأسبوع الأخير، كان قرار الرسوم الجمركية المفروضة على أكثر من 180 دولة (بما فيها دول الحلفاء التاريخيين لأمريكا)، وكان نصيب الصين الأعلى فيها، وهي الرسوم التي تعتبر الأكبر عبر التاريخ، مهددة الاستقرار العالمي ومن المحتمل ان تقود الى ركود اقتصادي عالمي غير مسبوق.ان الرسوم الجمركية المفروضة على الدول العالمية، اعتبرت بمثابة براكين تتفجر في كافة القارات العالمية، ترافقه عواصف زلزالية لها ارتدادات لا يمكن للدول صاحبة الاقتصاديات الضعيفة او المتوسطة تحملها، باستثناء دول مثل الصين، صاحبة ثاني أكبر اقتصاد عالمي (حوالي 18.54 تريليون دولار) ودول الاتحاد الأوروبي (بحجم اقتصاد يقارب 19 تريليون دولار) وبعض الدول الأخرى بدرجة اقل.ان اندلاع الصراع التجاري، ليس مجرد خلافات تجارية، بسبب اختلال الميزان التجاري لصالح الدول المختلفة في علاقاتها التجارية مع أمريكا، بل هو تجسيد لصراع الهيمنة الاقتصادية والتكنولوجية بالكامل، ويحدد الرؤية المستقبلية لأمريكا والعالم.ان الحرب التجارية التي نتابعها منذ أيام أصبحت بمثابة حرب عالمية مفتوحة، الا ان القرار الصادر عن الرئيس الأمريكي مساء يوم 9/4/2025 تخفيض قرار الرسوم الجمركية على الدول العالمية وتخفيضها وفتح باب التفاوض معها، وهو الأسلوب الذي يعتبر مبدأ رئيسي له في مسيرة حياته (وهو بمثابة اعتراف ضمني بالخطاء بفتح الجبهات العالمية دفعة واحدة)، باستثناء الصين (التي حققت عائد من التجارة مع أمريكا بواقع تريليون دولار، حسب تصريحات الرئيس ترامب)، التي سبق لها ان ردت على قرار ترامب ورفعت الرسوم الجمركية على المنتجات الامريكية بنسبة وصلت الى 85℅، أدت ايضاً الى ان يتم رفع الرسوم على الصين بنسبة 125℅، مما نقل الصراع اليوم ليكون صراعاً امريكي صيني بامتياز.ان هذا الصراع سيتوسع ليصبح ليس فقط صراعاً تجارياً تنافسياً، بل سيشمل مجالات في غاية الحساسية مثل قطاعات تكنولوجيا المستقبل (اشباه الموصلاتـ الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية والطاقة النظيفة) والتي فرضت أمريكا قيوداً صارمة على تصديرها للصين (الصين تعمل بتسارع كبير للاكتفاء التكنولوجي الذاتي)، وسلاسل التوريد والمعادن النادرة (تنتج الصين ℅70 منها، تسعى أمريكا لاستبدال المصدر والانتقال الى افريقيا وامريكا اللاتينية وغرينلاند وفيتنام والهند واوكرانيا) والبنى التحتية وخاصة الموانئ والتي سيطرت الصين على معظمها، الا انه تتم الان محاصرتها، مما دفعها لبيع موانيها على طرفي قناة بنما لشركة بلاك روك ويجري العمل الان على التفاوض لشراء 43 ميناء في مواقع أخرى من العالم.اننا اليوم نقف على عتبة بناء شبكة تحالفات جديدة، وانه لمن الواضح بان أمريكا وجدت ضرورة التحالف او محاولة السيطرة على دول اوراسيا (قد تكون وصلت لقناعة ان هذا الاجراء اهم لمستقبل امنها من التركيز على أوروبا، التي تشهد ازمات داخلية، وأزمة ديون في بعض دولها، وتراجع اقتصادها بسبب الحرب الأوكرانية، وارتفاع أسعار الطاقة والاختلاف في سياسات بين أعضاءها، وبالتالي تراجع دورها الجيواستراتيجي على الساحة العالمية، ومع كل ذلك فان أوروبا ما زالت قادرة على لعب دور كبير في التجارة العالمية وهي الساعية لتعزيز قوتها العسكرية). فاوراسيا تتواجد فيها اهم ومعظم الثروات العالمية، وتنتج ما يقارب 60℅ من اجمالي الإنتاج العالمي الاجمالي (بما فيها الصين)، وهي الكتلة الجغرافية التي تضم اكثر من 70℅ من سكان الكرة الأرضية، وخمس من دولها تمتلك أسلحة نووية، قادرة على خلق توازن عسكري قد يضعف الهيمنة الامريكية. ان مثل هذا الامر، يتطلب تعزيز القوة الامريكية الاقتصادية والتكنولوجية في المنطقة الاوراسية واضعاف القوة الاقتصادية الصينية المنافسة للاقتصاد الأمريكي وبقوة (محاصرة مشروع الصين الكبير الحزام والطريق)، وقد تكون أمريكا وجدت ضالتها في التقارب مع الهند (لإضعاف القوة الجيوسياسية الصينية) التي يسكنها ما يقارب 1.45 مليار شخص، وصاحبة الاقتصاد الخامس في العالم (3.7 تريليون دولار) وتسعى لتصبح ثالث اقتصاد عالمي، يضاف الى ذلك الاهتمام الأمريكي بدول أخرى في جنوب وشرق اسيا (مع الاخذ بعين الاعتبار التصريحات الصادرة عن السياسيين الأوروبيين بان أمريكا لم تعد الشريك الذي يعتمد عليه، الرئيس ماكرون، مما يجعل قادة بعض الدول في حالة تردد او ترقب قبل التحالف مع امريكا).ان الصراع التجاري الأمريكي الصيني، قد يودي الى الفصل الاقتصادي بين الدولتين، مما سيفكك سلاسل الامداد العالمية (التي تسيطر عليها الصين)، الامر الذي ستعاني منه ليس فقط الدولتين، بل بقية دول العالم، وبما فيهم الدول التي تسعى أمريكا لجعلها بديلة لسلاسل الامداد لها كالهند وفيتنام وباكستان واندونيسيا والمكسيك وغيرها وحتى لو انضمت لهم روسيا التي بدأ واضحاً الغزل السياسي الأمريكي معها. ان الصراع سيعيد الى العالم الحرب الباردة (بين الاتحاد السوفيتي والغرب)، والذي سينعكس على اعمال الريادة العالمية في تكنولوجيا المستقبل (التضييق على الشركات الصينية الرائدة مثل هواوي، TikTok وNvidia)، يضاف الى ذلك مباشرة الصين بربط نظام التسوية لليوان الرقمي العابر للحدود مع 10 دول أعضاء في رابطة أسيان وبعض دول الشرق الأوسط دون استخدام نظام سويفت الذي يسيطر عليه الدولار، وهي بهذه الحالة تعيد تعريف قواعد تطبيق عصر العملات الرقمية، متقدمة بذلك على امريكا (حسب اعلان بنك الشعب الصيني).ان الصراع التجاري الأمريكي الصيني، الذي اندلع وبقوة (سيكون اثرة على العالم كاثر قنبلة نووية غير تدميرية) جعل العالم يقف في حالة من الذهول والتخوف من تباطؤ النمو الاقتصادي وزيادة في التضخم واضطراب الاستثمارات العالمية والدخول في النهاية في حالة ركود اقتصادي غير مسبوق.كما ان هذه الحرب ستفكك لا محالة أنظمة التجارة العالمية التي سعى العالم لبنائها خلال العقود الماضية (قد يودي لحل منظمة التجارة العالمية)، وبناء تحالفات تجارية في شمال وجنوب الكرة الأرضية قد تخلق حالة من عدم التوازن والاستقرار العالمي يؤدي الى تحول جذري في النظام الاقتصادي العالمي وسيكون باهظ الثمن، تحتاج عملية التعافي منها لعقود قادمة.ان المراقب للتصريحات الصادرة عن قادة الدول خلال الأسبوع الأخير، وخاصة التصريحات الامريكية والصينية، نجد بان الطرفين غير مستعدين لخسارة هذه الحرب، فأمريكا ان فشلت في تحقيق أهدافها، يعني فقدانها قدرتها على الهيمنة على الاقتصاد العالمي مما يعزز مكانة الصين كأكبر منتج بالعالم، والاقبال على الليوان كعملة للتجارة العالمية، وزيادة قدرة الصين لتعزيز وجودها في دول اسيا الوسطى وشرق اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية وقد تصل الى تعاون اقوى مع أوروبا، كما ويجعل من الصين دولة مؤهله لقيادة تجمع البريكس وتوسيع شبكة الحزام والطريق وتعزيز الاقبال على التكنولوجيا الصينية قليلة التكاليف مقارنة مع الامريكية، وبالتالي انهيار صورة أمريكا كقوة تنظيمية عالمية وتفكك الكتلة الغربية، الامر الذي لا يمكن لدولة مثل الولايات المتحدة تقبله حفاظاً على امنها الوطني وموقعاها العالمي المسيطر، وعندها فانه من الممكن ان تلجا لاستخدام القوة العسكرية، وبالتالي اندلاع حرب عالمية عسكرية ثالثة.لكن في حال خسرت الصين الحرب التجارية مع الولايات المتحدة، ستكون عبارة عن ضربة قوية (اقتصادية واستراتيجية) لها انعكاسات كبرى على المستوى الداخلي والدولي، منها على سبيل المثال، تراجع النمو الاقتصادي الصيني، وتباطؤ التطور التكنولوجي فيها، وخروج الشركات العالمية منها، اضطراب في سلاسل التوريد العالمية وارتفاع في أسعار المنتجات في الأسواق العالمية، وفقدان الثقة في الصين كقوة صاعدة وبالتالي فقدان الشركاء، وتراجعها كدولة صاحبة قدرة في التأثير في الجيوسياسية العالمية لصالح الولايات المتحدة الامريكية على مستوى العالم ولصالح الهند على مستوى جنوب وشرق اسيا.اما على المستوى الداخلي الصيني فان تراجع النمو الاقتصادي سيؤدي الى تصاعد في التوترات الاجتماعية سيكون لها انعكاس على الاستقرار الوطني، مما سيعيدها الى الانغلاق السياسي، او انها ستضطر لتصدير الازمة بالذهاب الى حرب ضد تايوان، وبالتالي البدء بحرب عالمية ثالثة.ان انطلاق حرب عالمية ثالثة، لن تشبه أي حروب أخرى، ستجعل من عام 2025 عام مميز لتحديد مستقبل البشرية، الا اننا نأمل ان يتم اللجوء الى الحوار والتفاوض بكافة اشكاله وتفعيل دور منظمة التجارة العالمية لتكون الضامن للعدالة التجارية وتنظيم قطاع التكنولوجيا بطريقة عادلة يتم الاتفاق عليها بين الأطراف، ولو كان ذلك عن طريق تهدئة مؤقتة، حتى يتم التوصل لحل جذري، لتجنيب العالم أزمات قد تعصف بمستقبله.اما الأردن، وهو الذي يعاني من ازمة اقتصادية، الجزء الأكبر منها كان نتيجة للظروف الجيوسياسية الإقليمية والتي فرضت عليه، فان مثل هذه الرسوم الجمركية ستؤدي اضعاف فرصه التصديرية لأمريكا (25℅ ن صادراته اليها) وسيضعه امام صعوبات في الحصول على تمويل لصناعاته الناشئة، وسيفاقم من الفجوة التكنولوجية لقطاعاته المختلفة (قد يكون بسبب ارتفاع الأسعار)، يضاف اليها وقف المساعدات الامريكية التي بدون ادنى شك ستعمق من ازمته الاقتصادية، والتي قد يكون لها نتائج اجتماعية (زيادة في البطالة وغيرها، وخاصة في الظروف التي تعيشها المنطقة منذ اندلاع الحرب في غزة وما يجري على الساحة السورية من احداث) وما سينتج عن الحرب الامريكية الصينية التجارية (التي اندلعت بالفعل) من نتائج.ان مثل هذا الامر يتطلب من الأردنيين كافة، تغليب مصلحة الوطن على اية مصالح أخرى، وعدم الانجراف وراء بعض الأصوات المنادية بالتصعيد للانخراط بأزمات خارج حدودنا السياسية، فرضت علينا كسابقاتها من الازمات خلال العقود السابقة، والتي دفعنا ثمنها دوان ان نكون طرفاً في اندلاعها، وان تكون ثقتنا مطلقة بقدرة وحكمة القيادة الهاشمية القادرة على التعامل والتكيف بديناميكية مع الازمات الإقليمية والتحولات الاقتصادية والجيوسياسية الدولية بما يخدم المصالح الوطنية الضامنة لأمن واستقرار الأردن.مركز عبر المتوسط للدراسات الاستراتيجية
2025-04-15
The post 2025 عام مفصلي لمستقبل البشرية!عبد الله سرور الزعبي first appeared on ساحة التحرير.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


موقع كتابات
منذ 4 ساعات
- موقع كتابات
نجحت الخطة .. واحنه شعلينه ؟!
عقب كل مناسبة دينية ، او وطنية او جماهيرية ، او مؤتمر ، او اجتماع ، او اية مناسبة يحضرها جمع من الناس او لا يحضرونها .. يطلع علينا جميع اركان حكومة العراق وبمختلف مستوياتهم ، دوناً عن جميع دول العالم ، بتصريحات وبيانات رنانة عنوانها نجحت الخطة !!. ابتداءً اقول ان نجاح الخطة ، اية خطة هو واجبكم ، ولا خير فيكم اذا لم تنجح الخطة ، وثانياً فان لديكم كل الامكانيات والادوات المادية الباذخة واللوجستية لانجاح الخطة ، وثالثاً هل كان لديكم شك في عدم نجاح الخطة وهي واجبكم وانت المسؤولون عنها ؟.. وأخيراً : ليت الحكومة تعين شخصاً واحداً يعلن نجاح الخطة بمختلف تفاصيلها ، ولا يتعب النواطق والمسؤولين الاخرين ويقطع عليهم خلواتهم ونومهم العميق ، وهم يؤدون واجباتهم في خدمة الناس !! الذي اثار استغرابي اليوم هو بعد انتهاء القُمة العربية في بغداد طلع علينا وزير الكهرباء يعلن نجاح خطة توفير واستقرار الكهرباء اثناء انعقاد القمة ( الهيلگية ) ، القمة التي لم يحضرها سوى رئيس واحد ، وامير واحد قضى في بغداد ساعة او ساعتين دون ان يلقي كلمة وغادر على عجل .. والرؤساء الثلاثة الاخرون الذين حضروا ( الفلسطيني والصومالي واليمني ) لا يهشون ولا ينشون وحضورهم او عدمه سيّان وان حضروا لا يعدّون وان غابوا لا يفتقدون .. .. لم يقل وزير الكهرباء ان توفير الطاقة لمكان انعقاد القمة جاء بعد ان قطع التيار عن نصف اهالي العاصمة وجعلهم يشتتون بحرّ شهر ايار الذي يساوي ربع الحر في حزيران وتموز .. واتحدى هذا الوزير ( او الوزراء الذين سبقوه طبعاً ) بان يطلع علينا في نهاية الصيف ويقول ان خطة توفير الحد الادنى من التيار خلال اشهر الصيف قد فشلت ، وانه يتحمل المسوولية بلا تبريرات او اعذار واهية وسيستقيل ويحاسب على فشل خطته . . وانا اضمن له ان استقالته ستُرفض لانها ستغضب كتلته وطائفته وقوميته وعشيرته وحزبه لانها ستحدث شرخاً في المحاصصة والتوافق وتوازن الحصص واللحمة الوطنية والنسيج الاجتماعي !. سيطلع علينا أيضاً ( كما في كل مناسبة ) وزير الصحة ليعلن نجاح الخطة الصحية للمؤتمر وان الوزارة نجحت في توفير الباراسيتول والمسكنات للمشاركين في القمة ، وسيطلع علينا ناطق باسم هيئة الاعلام ليعلن نجاح الخطة الاعلامية للقُمة ، مع انني رايت مقدمي ومقدمات برامج ومراسلين لا يعرفون اسس المحاورة وتوجيه السؤال ، ونقل مباشر مرتبك بين المراسل والاستديو والتقاط زوايا مشوشة وعرض لقطات جوية لبغداد اثناء الفواصل اقتصرت على العموم واللاشيء !! فيما اطنب واسهب الاعلام العراقي الرسمي واعاد عشرات المرات تفاصيل ومعاني شعار القمة التي لم تستمر وبشقيها ( القمة السياسية والقمة التنموية) سوى بضع ساعات وملف العراق نصف مليار دولار ، دولار ينطح دولار !! وسيطلع علينا ناطق امني باسم القائد العام للقوات المسلحة وقيادة العمليات المشتركة وعمليات بغداد وشرطة بغداد وشرطة الكرخ وشرطة المنطقة الخضراء و.. و.. وكلهم سيؤكدون بان الخطة الامنية نجحت اثناء انعقاد القمة دون حوادث او دون قطع الطرق ، وسيطلع علينا وزير النقل ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية ومدير مطار بغداد الدولي وقائد برج مطار بغداد الدولي ليعلنوا جميعاً نجاح الخطة ، وسيطلع علينا امين العاصمة ليعلن نجاح الخطة الخدمية وتبليط الشوارع وصبغ الارصفة وكنس الشوارع وغسل الشجار وتزيينها بالمصابيح الملونه !.. ونحن مقبلون على مناسبات هامة ( وما امثر العطل والمناسبات في العراق ) فاني ساستبق الناطق باسم وزارة التربية واعلن نجاح الخطة الخاصة بالامتحانات الوزارية وان القاعات مبرّدة والاسئلة بسيطة ومن المنهج وراعت ظروف ومستويات الطلبة عموماً ، واعلن لكم عن نجاح الخطة الامنية والخدمية الخاصة بعيد الاضحى وان كل شيء سيجرى على مايرام ، ولا قطوعات للطرق ولا زحام ، وساعلن نيابة عن هيئة الحج والعمرة عن نجاح خطة تفويج الحجاج براً وجواً وعودتهم سالمين غانمين مقبول حجهم ومشكور سعيهم !


شبكة الإعلام العراقي
منذ 14 ساعات
- شبكة الإعلام العراقي
بغداد تكتب مستقبل العرب بلغة الذكاء الاصطناعي
كتب.. أشرف كريم في قاعةٍ تحتضن التاريخ وتطل على المستقبل، أعلنت قمة بغداد العربية الرابعة والثلاثون عام 2025 عن خطوة غير مسبوقة: ولادة أول كيان عربي مشترك للذكاء الاصطناعي. إنه 'المركز العربي للذكاء الاصطناعي'، والذي ستستضيفه العاصمة العراقية، إيذاناً بتحول استراتيجي في طريقة تفكير العرب بموقعهم من العالم الرقمي الجديد. ليس إنشاء المركز مجرّد توصية بيروقراطية، بل إعلان نية صريح: لن تبقى أمة المئة مليون شاب متفرجة على ثورات البيانات، بل ستكون شريكة في صناعتها. في عالم تتحكم فيه الخوارزميات بمصائر البشر، ويُقدَّر حجم سوق الذكاء الاصطناعي العالمي بأكثر من 190 مليار دولار في 2024، وتوقعات بوصوله إلى 1.5 تريليون دولار خلال خمس سنوات، فإن اقتصادات لا تزال تعتمد على الموارد الطبيعية فقط تبدو على شفير الخطر. هذا ما فهمته بغداد جيداً، وهي تحتضن الأشقاء العرب لتطرح رؤية لا تحمل فقط طموحاً سيادياً، بل وعقلاً جديداً لمرحلة جديدة ووفقاً لما صدر في بيان القمة الختامي، فإن أهداف 'المركز العربي للذكاء الاصطناعي' تتمثل في تعزيز العمل العربي المشترك في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي ومواكبة التطورات التقنية العالمية، مع مراعاة الخصوصيات الثقافية العربية وتحقيق التنمية والرفاه الاجتماعي من خلال استخدامات الذكاء الاصطناعي. وربما هي المرة الأولى التي تخرج فيها قمة عربية بهذا الوضوح نحو المستقبل، متخلية -ولو جزئياً- عن ثقل الخطابات السياسية التقليدية. فقد اختار العراق، الذي يقود اليوم تحوّلاً عمرانياً وتنموياً واسعاً، أن يُضيف على دوره الإقليمي بعداً معرفياً لا يقل أهمية عن دوره الأمني أو الاقتصادي. الإعلان عن تأسيس 'المبادرة العربية للبحث العلمي في الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة' ضمن القمة، يعكس فهماً عميقاً لحاجة المنطقة إلى الاستثمار في العقول. علماً أن المحتوى العربي لا يشكّل أكثر من 3% من إجمالي الإنترنت، وأن نسبة مساهمة الدول العربية في البحث العلمي العالمي ما زالت دون 1%، رغم أن المنطقة تزخر بأكثر من 70% من سكانها تحت سن الـ35. أن يكون هذا الإعلان من بغداد، فالأمر ليس صدفة. المدينة التي شهدت قبل أكثر من ألف عام مولد بيت الحكمة، تُعيد اليوم تشكيل صورتها كعاصمةٍ للمبادرات الكبرى. وفي زمن تتغير فيه موازين القوى بلمسة خوارزمية، قد يكون المركز الجديد هو أعقل قرار اتُّخذ على طاولةٍ عربية منذ سنوات طويلة. فهل يبدأ العرب أخيراً رحلة التحول من مستهلكين للذكاء الاصطناعي إلى صنّاع له؟ في بغداد، على الأقل، الجواب كان: نعم المصدر :وكالة الانباء العراقية


موقع كتابات
منذ 14 ساعات
- موقع كتابات
أمام الكونغرس .. بيترز يكشف المهاجر يكلف واشنطن 100 ألف دولار يوميًا بمعتقل غوانتانامو
وكالات- كتابات: تفجّرت موجة من الجدل داخل أروقة 'الكونغرس' الأميركي بعد تصريحات صادمة أطلقها السيناتور الديمقراطي؛ 'جاري بيترز'، كشف فيها أن الحكومة الأميركية تنُفق ما يصل إلى: (100) ألف دولار يوميًا على كل مهاجر محتَّجز في قاعدة (غوانتانامو) البحرية، مقارنة: بـ (165) دولارًا فقط للمحتجزين داخل 'الولايات المتحدة'. وجاءت تصريحات 'بيترز'؛ الذي يشغل منصب العضو الديمقراطي الأبرز في لجنة الأمن الداخلي والشؤون الحكومية بـ'مجلس الشيوخ'، خلال جلسة مسَّاءلة شهدت توجيه انتقادات حادة لسياسات الهجرة المعتمدة في عهد الرئيس؛ 'دونالد ترمب'، والتي تشمل نقل بعض المهاجرين إلى القاعدة الأميركية في 'كوبا'. وقال 'بيترز': 'نبُقي المهاجرين في (غوانتانامو) مقابل: (100) ألف دولار يوميًا، ثم نُعيّدهم إلى الولايات المتحدة جوًا على حساب دافعي الضرائب، في حين يُمكننا احتجازهم هنا بكلفة أقل بأضعاف. هذا أمر شائن'. وقالت الوزيرة 'كريستي نويم'، التي مثَّلت أمام اللجنة للدفاع عن موازنة 'وزارة الأمن الداخلي' للعام 2026، والتي بدت غير مطلعة على الأرقام الدقيقة، إنها لا تعرف التكلفة اليومية للاحتجاز في (غوانتانامو). وكانت إدارة 'ترمب' قد طلبت بالفعل زيادة قدرها (44) مليار دولار لتمويل عمليات إنفاذ الهجرة، ضمن خطط تستهدف عمليات ترحيل جماعي. من جهة أخرى؛ أثار الأمر مخاوف حقوقية متزايدة، إذ رفع 'الاتحاد الأميركي للحريات المدنية' دعوى قضائية؛ في آذار/مارس، لمنع نقل عشرة مهاجرين إلى (غوانتانامو)، متهمًاً السلطات بانتهاك حقوق المحتجزين. وأشارت الدعوى إلى أن بعض المهاجرين يُحتجزون في غرف بلا نوافذ، وتُفرض عليهم عمليات تفتيش مهينة، مع حرمانهم من التواصل مع أسرهم. ووفقًا لمصادر حكومية، فإن نحو (70) مهاجرًا يُحتجزون حاليًا في القاعدة، وبينما تُصّر إدارة 'ترمب' على أن الإجراءات تهدف لحماية الأمن القومي، يرى معارضوها أن التكلفة المرتفعة والمعاملة القاسية تكشف عن سياسة قاسية وغير فعالة في التعامل مع ملف الهجرة.