
حرب الرؤى حول نجمة البيت الأبيض الصاعدة
فريق يعشقها ويعتبرها نموذجاً يحتذى وأيقونة تدرّس وعنواناً مشرفاً، وآخر ينتقدها ويعتبرها رمزاً لمرحلة صعبة وسيئة ومثالاً ينبغي تحاشيه وتفادي تكراره.
كارولين ليفيت ليست مجرد مسؤولة في الإدارة الأميركية، أو شابة مجتهدة تمثل جيلاً متحمساً، أو حتى موظفة مقربة من الرئيس الأميركي دونالد ترمب. كارولين ليفيت عنوان مرحلة وعلامة على الطريق، لكن كل المراحل ليست بالضرورة مضيئة في نظر الجميع، وليست كل الطرق مثلى.
رائعة أم مريبة؟
بين "كارولين الرائعة" القادرة على القيام بعشرات المهمات باقتدار والحاذقة والأنيقة والمتحدثة بطلاقة والواثقة والعليمة ببواطن الأمور والعالمة بأسرار أقوى دولة في العالم والمديرة لشؤون البيت والعمل وما بينهما، "وكارولين المريبة" ملكة التجميل الإعلامي، المهاجمة بشراسة والمتعالية من دون سند والمثنية للحقائق، تحظى ليفيت منذ منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2024 بقدر هائل من اهتمام سكان الكوكب، وجدال ساخن بين فريقين أميركيين، أحدهما يعتبرها أيقونة رائعة، والآخر يراها نذير خطر هائل.
عقب إعلان فوز ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، عيّن المتحدثة باسم حملته الشرئاسية كارولين ليفيت (27 سنة) متحدثة باسم البيت الأبيض، لتكون أصغر من تولوا المنصب، والوجه الأبرز المتحدث باسم السلطة التنفيذية لأقوى دولة في العالم.
كعادته، لم يكتفِ ترمب بإعلان تعيين الشابة الجمهورية الطموحة في هذا المنصب المهم، ولكنه أشار إليها في بيانه الرسمي بـ"كارولين ذكية وصلبة وأثبتت قدرتها على التواصل بصورة فاعلة جداً".
ولم يخطئ ترمب في توصيف ليفيت، لكنها أصبحت المتحدثة الرسمية باسم البيت الأبيض، والموكلة إليها مهمة الإجابة عن أسئلة الصحافيين والإعلاميين ضمن مهمات أخرى، خلال فترة هي الأكثر إثارة للجدل في تاريخ أميركا الحديث، ووسط سياسات عاتية تتخذها الإدارة الأميركية أدهشت العالم وغيرت الموازين وقلبت المعايير، وما زالت الأكثر إثارة للجدل في الكوكب. وكارولين ليفيت هي الوجه الأبرز لكل ما سبق.
من هي؟
ليفيت، الجمهورية حتى النخاع، ولدت في ولاية نيو هامبشير عام 1997، في عائلة تدير مشروعين صغيرين. إنها الولاية التي أعطت صوتها إلى المرشحة الديمقراطية الخاسرة كامالا هاريس بأصواتها الانتخابية الأربعة للمرة السادسة على التوالي، إذ يصر ناخبوها على إعطاء أصواتهم إلى المرشح الرئاسي الديمقراطي. وكانت آخر مرة تصوت فيها الولاية لمرشح جمهوري عام 2000، حين ذهبت الأصوات إلى جورج دبليو بوش.
التحقت بمدرسة ثانوية كاثوليكية وحصلت على منحة دراسية لتفوقها في رياضة الـ"كرة الناعمة" (سوفت بول)، والتحقت بـ"كلية سانت آنسليم" في نيو هامبشير، حيث حصلت على درجة البكالوريوس في الإعلام والسياسة.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
حياتها الجامعية كانت حافلة بالأنشطة الإعلامية والسياسية، بين تأسيس أنشطة إذاعية وعقد لقاءات تلفزيونية، وكذلك فترة تدريب في قناة "فوكس نيوز" تزامنت والانتخابات الرئاسية عام 2016، وهي الانتخابات التي فاز فيها الرئيس ترمب فوزاً وصفه كثرٌ بـ"المدهش" و"المفاجئ" و"غير المتوقع".
وعام 2018 عقب تخرجها وأثناء رئاسة ترمب الأولى، حصلت ليفيت على وظيفة "كاتبة رئاسية" في البيت الأبيض. ويبدو أنها أثبتت قدراتها، فعملت كذلك مساعدة للمتحدثة باسم البيت الأبيض في ذلك الوقت كايلي مكيناني. وبحسب ما قالته الأخيرة عن تلك الفترة من عملها، فإنها كانت تساعد المتحدثة في تحضير البيانات الصحافية ومحاربة "التحيز" في وسائل الإعلام (الليبرالية) وتوصيل فكر "أميركا أولاً" الذي تبناه ترمب والذي حسّن من شأن المواطنين الأميركيين الذين ظلوا منسيين لأعوام طويلة.
خطوة إلى الأمام والخلف
عام 2022، خطت ليفيت خطوة سياسية كبيرة في محاولة للوصول إلى الكونغرس، بدأتها بمكسب وأنهتها بخسارة، إذ فازت في انتخابات الكونغرس التمهيدية عام 2022 بترشيح الحزب الجمهوري عن ولاية نيو هامبشير، لكنها خسرت في الانتخابات العامة أمام الديمقراطي كريس باباس.
واللافت أن وعودها الانتخابية تطابقت وسياسات ترمب، في ما يختص بكثير من القضايا أبرزها المتعلقة بسياسات السوق الحرة ورفض الهجرة غير النظامية، وبالطبع "جعل أميركا عظيمة مجدداً"، مما يُرجح أنه جعل ترمب يؤكد خلال بيان تعيينها عقب فوزه في نوفمبر الماضي، أنه يثق بقدرة ليفيت على المساعدة في توصيل الرسالة إلى الشعب الأميركي، واستعادة مجد أميركا وعظمتها.
هذه هي "كارولين الرائعة"، فروعة ليفيت لا تقتصر فقط على نجاحها في الوصول إلى البيت الأبيض، سواء كمتدربة أثناء دراستها الجامعية، أو كموظفة في منصب عام عقب تخرجها، أو تبوئها مكانة رفيعة خلال حملة ترمب الانتخابية ثم بعد فوزه. روعة ليفيت بالنسبة إلى قطاع من الأميركيين تكمن في تجسيدها توليفة من المواصفات والقدرات والملكات الطبيعية والمكتسبة.
لنستعِد مجد أميركا
التغريدة التي شكرت عبرها ليفيت، ترمب على ثقته بتعيينها متحدثة باسم البيض الأبيض حملت كذلك وعداً بتنفيذ المطلوب، "فلنستعِد مجد أميركا وعظمتها"، وهذا تحديداً ما تفعله ليفيت منذ تقلدها منصبها، في الأقل بنظر معتنقي الفكرة ومؤيدي المنظومة ومباركي الأسلوب. فأسلوب ليفيت على منصة المتحدث باسم البيت الأبيض مبهر.
وفي "قاموس المعاني" يقال انبهر الرجل، أي انقطع نفسه إعياء. ويقال أيضاً، خطف البصر، أو اندهش، أو تحير. وليفيت خلال الأشهر الأخيرة أبهرت الجميع، سواء من تخاطبهم من منصة المتحدث، أو من يتابعونها عبر الشاشات. وعلى رغم أن وظيفة الوقوف على منصة المتحدث الرسمي للبيت الأبيض تعني بالضرورة قدراً من التبادلات المتوترة والمشاغبات المضطربة والشد والجذب، في محاولة من المتحدث للإصرار على صحة موقف الإدارة وصواب مسار السياسات وروعة أداء الرئيس، مقابل إصرار الصحافيين والإعلاميين على استخلاص إجابة شافية، أو الوصول إلى تفسيرات منطقية، أو تضييق الخناق من أجل الحصول على حقيقة متخفية أو مختفية، لكن ليفيت تضيف مزيداً إلى التوليفة السابقة.
وبحسب تقرير لصحيفة "أوبزرفر" البريطانية عنوانه "كارولين ليفيت مسؤولة إعلام ترمب الساحرة ذات الملامح القاسية" (2025)، يصفها المستشار السابق لترمب، ستيف بانون بأنها "صلبة كالجلد"، متوقعاً أن تتبوأ منصبه السابق في البيت الأبيض، بعد أن تمضي عاماً أو عامين في منصبها الحالي، أو أنها ستحصل على منصب وزاري. وربما تصبح رئيسة موظفي البيت الأبيض؟
ويسرد التقرير مجموعة من الردود "المذهلة" التي خرجت بها ليفيت على أسئلة جدلية بسرعة وحنكة ومن دون أن تتوقف أو تتردد للحظة. لماذا توقف ترمب عن فرض الرسوم الجمركية؟ تأتي الإجابة كالطلقة "إنه فن إبرام الصفقات". وعن العداء المحتدم بين المسؤول الفيدرالي (سابقاً) والمتهم بتسريح العمال إيلون ماسك ومستشار ترمب التجاري بيتر نافارو، ترد بابتسامة ساحرة "الأولاد سيبقون أولاداً".
كما يرصد التقرير عدم اعتماد ليفيت على أوراق ومستندات أثناء وقوفها أمام الصحافيين، فالمعلومات حاضرة والردود جاهزة. وخلال فيديو بثته على منصة "إكس"، قالت إنها قبل كل لقاء صحافي، تصلي وتتضرع قائلة "يا رب، يا يسوع، من فضلك أعطنا القوة والمعرفة والقدرة على نطق كلماتنا والاستمتاع والثقة".
ساحرة بلمسة قاسية؟
بعضهم يراها شخصية ساحرة، ولكن بلمسة فتاة قاسية. حادة جداً مع الصحافيين الذين يحاولون الإيقاع بها، لكنها تفعل ذلك من دون أن تترك المساحة أو الفرصة لوضعها في خانة الاتهام.
قبل أيام، شككت مراسلة شبكة "أن بي سي" ياميش ألسيندور في مصداقية احتواء مقطع الفيديو الذي عرضه ترمب خلال اجتماعه مع رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا أدلة حول حدوث إبادة جماعية ضد البيض في جنوب أفريقيا، وقالت إن الصلبان (جمع صليب) البيضاء في الفيديو تكريم لذكرى زوجين قتلا، وليست مقبرة جماعية لمزارعين بيض قُتلوا. وبدت علامات الحيرة على وجه ليفيت قبل أن تستجمع "شجاعتها" وقالت بثقة "لا، الفيديو حقيقي. والصلبان لمزارعين بيض قتلوا بسبب لون بشرتهم بعدما تعرضوا للاضطهاد السياسي. هذه الصلبان تمثل حياتهم، والحقيقة أنهم ماتوا، وأن الحكومة في جنوب أفريقيا لم تفعل شيئاً حيال ذلك".
مواقف كثيرة خلال هذه المدة القصيرة تصدت لها ليفيت بكل بأس وقوة وثقة، بما في ذلك مواقف ترجح الأدلة عدم دقتها، أو تحيزها، أو لا تخلو من توجيه اتهامات من دون سند، بحسب توصيف مراقبين.
أساؤوا استخدام سلطتهم
المواجهة الأحدث، وربما الأشد بأساً ودهشة، ما قالته ليفيت تعليقاً على حكم مفاجئ أصدرته محكمة التجارة الدولية الأميركية، يقضي ببطلان التعريفات التي أعلن عنها ترمب، مما يعني ضربة عنيفة لخطط الرئيس الأميركي الخاصة بالرسوم الجمركية. وقالت ليفيت إن ثلاثة قضاة "أساؤوا استخدام سلطتهم القضائية بصورة صارخة للاستيلاء على سلطة الرئيس ترمب، ومنعه من تنفيذ التفويض الذي منحه إياه الشعب الأميركي". وقالت أيضاً إن القضاة الثلاثة يهددون بتقويض أميركا على الساحة العالمية، متعهدة بأن إدارة ترمب ستأخذ "الحكم المزلزل" إلى المحكمة العليا.
ما تمثله ليفيت من قوة وبأس وصلابة منذ وصلت إلى منصب المتحدثة الرسمية للبيت الأبيض وُضع تحت المجهر هذه المرة، ففريق المؤيدين رآها ردوداً نارية موفقة، وتقويمات سياسية للقضاء في وقتها، ومزيداً من الجهود لعودة أميركا عظيمة مجدداً.
أما الفريق المضاد، فاعتبرها حلقة في سلسلة متصلة مما يجب ألا تكون عليه أميركا. وفي رد فعل ناري، شن المحامي السابق للبيت الأبيض تاي كوب حملة عدائية شديدة ضد ليفيت بسبب ما قالته عن القضاة الذين أصدروا الحكم. وقال كوب كثيراً عن ليفيت، مثل أن أحداً لا يأخذها على محمل الجد، وأن تعليقاتها دفاعية، وأنه يسهل إثارة غضبها من قبل الناس، وأنها مخطئة، إضافة إلى أن معلوماتها تركز على قلة خبرة وسوء علم، لكن أغرب ما قاله تحول إلى لقب يستخدمه الفريق المعارض "كارولين المريبة"، أو Creepy Karoline.
وعلى رغم أن كوب كان مستشاراً قانونياً خاصاً للبيت الأبيض عام 2017، كما مثل ترمب وقت التحقيق في مزاعم تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية عام 2016، فإنه اعتذر من الاستمرار في العمل عام 2018 من دون ذكر أسباب، لكن مقربين له تحدثوا عن عدم قدرته على التعامل مع مواقف ترمب العدائية والهجومية تجاه المحقق الخاص في قضية التدخل الروسي.
في مرمى كارولين
وقبل أيام قليلة، سلطت الأضواء مجدداً على ليفيت حين وجهت اتهامات نارية وصريحة اعتبرها بعضهم بالغة القسوة لجيل، زوجة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، بأنها تآمرت لإخفاء صحة زوجها وما وصفته بـ"تدهوره العقلي" عن الشعب الأميركي.
ودعا كبير المتحدثين باسم ترمب السيدة الأولى السابقة جيل بايدن إلى التحدث بصراحة عن التدهور العقلي المزعوم للرئيس السابق، قائلاً إنها تآمرت لإخفاء صحة زوجها عن الشعب.
يشار إلى أن انتقادات عدة توجه إلى طريقة المتحدثة الرسمية في التعامل والتفاعل مع الإعلام والإعلاميين، إذ يرونها مفرطة في الحدة وأحياناً الصرامة، وعلى رغم ذلك فإنها لا تتعرض لانتقادات أو تقويمات من داخل البيت الأبيض.
واقع الحال يشير إلى أن ليفيت تقوم بمهمات أي متحدث رسمي (غير المعلنة) كما ينبغي، العدوانية كما هو متوقع، التحدث بغضب كما هو مطلوب، إظهار الشعور بالمرارة كما هو منصوص عليه في مهمات الوظيفة، إظهار ملامح الاستياء كما يحبذ دائماً. وعلى رغم كل ذلك، لا يسيء إليها المحيطون بترمب كما يفعلون مع بعضهم بعضاً، بل هناك شعور عام في البيت الأبيض بأن الجميع يحميها أو يودها بطريقة أو بأخرى.
أما غير المحيطين بالرئيس، أو غير المؤيدين لإدارته، فلا يجدون أنفسهم مضطرين إلى ذلك. وأطلق بعضهم لقب "أستاذة التمويه"، وأحياناً "التضليل" عليها بعد تقلدها منصبها بأسابيع.
Spinmeister كلمة تعني شخصاً ماهراً في التضليل الإعلامي وتقديم تفسيرات إيجابية لأحداث وسياسات ليست إيجابية بالضرورة، ولا سيما في مجالي السياسة والعلاقات العامة بغرض التأثير في الرأي العام. وهو شخص يتقن كيفية إدارة المعلومات وعرضها على الجمهور بصورة تدحض التفسيرات السلبية وتجهض محاولات الدعاية السلبية، وتوجه الدفة صوب رواية إيجابية واحدة. وكثير من التقارير الصحافية الأميركية والغربية لا تتردد في إطلاق هذا الاسم عليها حين يتعلق الأمر بطريقة إدارتها لمنصب المتحدث الرسمي.
باسم "أميركا العظيمة"
كارولين ليفيت لا تتحدث باسم البيت الأبيض فقط، أو عن سياسات ترمب وإدارته بصورة إيجابية فقط. تتحدث عما تؤمن به بشدة. فهي من أشد المؤمنين وأكثر المروجين لفكر "جعل أميركا عظيمة مجدداً" أو MAGA.
وهذا الإيمان يظهر جلياً واضحاً في كل كبيرة وصغيرة، فلم يعُد الأمر ينحصر في حزب جمهوري يتبنى سياسات تميل إلى اليمين فقط، بل أصبح هناك "جمهوري عادي"، و"جمهوري ماغا". ويمكن القول إن الجمهوري العادي هو من يميل إلى اليمين، محافظ إلى حد ما، يدعم الحق في امتلاك سلاح وتقليص الهجرة وتقييد الإجهاض ولا يمانع الإنفاق العسكري بهدف التفوق والهيمنة، وعادة يكون أكثر تمسكاً بالدين، تحديداً المسيحية.
أما الجمهوري الـ"ماغا"، بحسب موسوعة "بريتانيكا"، فهو أكثر تشدداً في يمينيته، يميل إلى الطابع القتالي أو الحاد في التعبير عن وجهة نظره وتوجهه. ويرى بعضهم أنه يجسد مفاهيم التعصب للحزب أو التطرف السياسي في أميركا ويعادي المثليين ويميل إلى العنصرية ولا يمانع كثيراً في اللجوء إلى العنف وقت الحاجة، وربما بلا حاجة، ويناصب وسائل الإعلام الرئيسة، ولا سيما الليبرالية، العداء، ويعتبرها متحيزة ضده، أو تعتنق الكذب، وتتحيز لآخرين لا يستحقون، وهم أكثر قابلية لتصديق نظريات المؤامرة.
وتشير الموسوعة إلى أن الخبراء والمراقبين والمحللين تجاهلوا أهمية "ماغا" أو حتى محاولة فهمها، وبينهم من استهان بها أو سخر منها. إنها الأيديولوجيا التي بناها ترمب خلال حملته الانتخابية الأولى، (على رغم أنها كانت موجودة بأنواع مختلفة وباهتة من قبل)، ثم في فترته الرئاسية الأولى، ثم حملته الانتخابية الثانية التي لم تتكلل بالفوز، وأخيراً خلال حملته الانتخابية الثالثة، وفترته الرئاسية الثانية.
وتفيد "بريتانيكا" بأنه نظراً إلى قوة حركة "لنجعل أميركاً عظيمة مرة أخرى"، بات على المرشحين الجمهوريين الآخرين تبني استراتيجيات تحد من الانتقادات المباشرة أو الخطرة لترمب، وتؤكد قبولهم بعض الآراء المتطرفة لأعضاء الحركة لضمان الفوز والبقاء في المشهد الحزبي الجمهوري.
أقرب إلى الكمال
أبرز ما يميز كارولين ليفيت بصورة كبيرة عن غيرها من الجمهوريين حماستها الشديدة التي لا تلين أو تخفت لعقيدة الـ"ماغا". وصفات ليفيت المتفردة كثيرة، فإضافة إلى أنها أصغر من تقلد منصب المتحدث الرسمي في مسيرة الرئاسة الأميركية، فهي أيضاً تفرض نفسها كسيدة جميلة، ولا تظهر إلا في كامل تأنقها، وكأنها على وشك تصوير فيلم سينمائي.
والمظهر الأقرب ما يكون إلى الكمال يجد صدى بالغ الإيجابية لدى المؤيدين، لكنه أيضاً يخضع لتحليلات وانتقادات تتأرجح بين الموضوعية والإفراط في العداء. بعضها يمكن فهمه في ضوء الخلافات الأيديولوجية والاختلافات السياسية، وبعضها الآخر لا يمكن هضمه لأنه لا يندرج إلا تحت بند الضرب تحت الحزام.
مجلة بريطانية متخصصة في أخبار النميمة وأخبار وملابس الشخصيات العامة، كتبت هذه السطور ضمن انتقادات حادة وجهتها لليفيت، معتبرة أن ملابسها غير مناسبة لسنها الصغيرة، وخطوطها حادة لا تتناسب ومرحلة الشباب، "يأتي عالم ترمب بعالم جمالياته الخاصة به. هناك وجه 'مار أي لاغو' المتنامي، وهو المصطلح الذي يشير إلى الجراحة التجميلية ذات ملامح الوجه المحددة التي تسيطر على الدائرة المقربة من الرئيس الأميركي. وهناك شعر الجمهوريين الأشقر المصفف بكثافة، والتميز عادة بتجعيدات كثيرة ومموجة على رغم أن الشعر فائق النعومة قد شق طريقه إلى الرأس نفسها (في إشارة إلى تسريحة شعر الرئيس نفسه)".
وتمضي المجلة في انتقادها الغريب لليفيت، فتقول "في حين أن وجه 'مار أي لاغو' يمثل أحد الجوانب الجمالية، فإن هناك خطاً مظهرياً آخر في دائرة ترمب أكثر رتابة. مظهر قديم ومحافظ بصورة مفرطة، وهذه هي الموضة سيئة الحظ التي وقعت فيها ليفيت. تحاول النساء الأكبر سناً الظهور بمظهر أصغر، بينما تحاول الشابات الظهور بمظهر أكبر سناً في هذه الحلقة الضيقة المقربة من الرئيس، وهذا يفسد أسلوب ليفيت".
في المقابل، يشير تقرير "أوبزرفر" إلى ليفيت بتوجه مختلف ولكنه غارق في السياسة، "بشعرها الأشقر الطويل ذي الطابع الجمهوري الذي يشبه شعر إيفانكا، وتتألق ليفيت على منصة التتويج ببدلات 'شانيل' المزيفة وحذاء 'جيمي تشو' ذي الكعب العالي. وترتدي قلادة ذهبية على شكل صليب وساعة 'غوتشي' وردية وتحمل حقيبة 'لوي فيتون' بقيمة ألفي دولار".
صليب ليفيت
يُذكر أيضاً أن ليفيت كثيراً ما تظهر مرتدية قلادة على شكل صليب بصورة واضحة وصريحة، مما يثير إعجاب كثرٍ بين الفريق المؤيد، وانتقاد كثرٍ بين الفريق المناهض. بين "باركها الرب وأكثر من أمثالها لعودة الدين لأميركا"، و"هل هناك وسيلة أكثر وضوحاً لبث مزيد من الفرقة وغرس الفتنة في أميركا وجرها نحو مزج الدين بالسياسة أكثر من الإصرار على ارتداء رمز ديني بهذا الوضوح؟"، هكذا تدور الدوائر.
وتقول مراسلة البيت الأبيض التابعة لمنظمة "نقطة تحول الولايات المتحدة الأميركية" (ترنينغ بوينت يو أس أي) الموصوفة بـ"بالغة المحافظة" مونيكا بايدج لويزي عنها "هي دائماً في أبهى صورة وبالغة الأناقة. هي متكاملة الجوانب، جميلة وأنيقة وقادرة على التوفيق بين العمل والأسرة، وتفعل ذلك بثقة وقوة. إنها تمثل أمراً رائعاً بكل معاني الكلمة".
من جيل زد
بكل معاني الكلمة، تمثل ليفيت نموذجاً لفئة من "جيل زد" في أميركا، الماضين بثقة وسرعة نحو فكر "ماغا" الجمهوري، لدرجة أن تلميحات تشير إلى احتمال تأسيس حزب "ألترا" جمهوري، أي جمهوري جداً، من ناحية اليمينية، أو تحول الحزب الحالي إلى اعتناق نسخة أكثر تشدداً في اليمينية، وأكثر ميلاً للتدين المجاهر به، وأكثر حدة في التعبير عن المواقف السياسية المحافظة، وأكثر جرأة في تعريف "أميركا العظيمة" من دون مواربة سياسية.
كما تمثل ليفيت نموذجاً يعتبره بعضهم جمهورياً بامتياز للأسرة الأميركية كما ينبغي أن تكون، إذ إنها تنتمي لأسرة تمتلك كشكاً لبيع الـ"آيس كريم" ومحلاً لبيع الشاحنات المستعملة. وتعلمت تعليماً جيداً ومارست الرياضة واجتهدت في الأنشطة غير الدراسية. علمت نفسها حب السياسة وتدربت وبنت شبكة علاقات وحصلت على فرص عدة، وتقلدت منصب المتحدث باسم البيت الأبيض لتصبح الأصغر سناً في ذلك المنصب المهم. تزوجت، وأنجبت. وعلى رغم أن زوجها يكبرها بنحو ثلاثة عقود، وأنها وزوجها يملكان من المال ما يكفي لترعى الصغير حفنة من المربيات، لكنها تصطحبه معها أحياناً إلى مكتبها في البيت الأبيض، وتشارك متابعيها على الـ"سوشيال ميديا" صوراً عائلية تجسد الفكرة. على "إنستغرام" تعرّف نفسها بأنها "زوجة، وأم، والمتحدثة باسم البيت الأبيض"، بهذا الترتيب.
قصة ومسيرة
اللافت أن كارولين ليفيت، شابة البيت الأبيض القوية الجريئة المثيرة لجدل لا يقل حدة عن ذلك الذي يثيره الرئيس، مضى على عملها في منصبها أقل من ستة أشهر، وعلى رغم ذلك أثارت شهية عدد من الكتاب والمؤلفين ليكتبوا عنها وعن مسيرتها وقصة حياتها التي لم تبلغ ثلاثة عقود بعد، والكتب مطروحة في الأسواق.
"السيرة الذاتية لكارولين ليفيت"، "قصة حياة مفصلة للسياسية الأميركية كارولين ليفيت: حياتها المبكرة، مسيرتها المهنية، علاقاتها، وإنجازها الأخير كمتحدثة باسم البيت الأبيض"، "كارولين ليفيت... أصغر متحدث باسم البيت الأبيض"، "كارولين ليفيت... النجم الصاعد في السياسة الأميركية".
المتحدثة باسم البيت الأبيض في مكانة مختلفة ومتفردة، سلباً وإيجاباً. ومثلما تثير الإعجاب وتعتبر أيقونة للنجاح ودليلاً على تفوق سياسات الحزب الجمهوري، ولا سيما الـ"ماغا" جمهوري، فإنها تثير الانتقادات وتعتبر رمزاً للسياسات اليمينية، ودليلاً على أن الآتي يختلف عما مضى شكلاً وموضوعاً.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة المواطن
منذ 27 دقائق
- صحيفة المواطن
ترامب يفكر في التخلص من سيارته تسلا
على وقع الخلاف الذي تفجر فجأة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك، بدأ على ما يبدو ترامب يفكر في التخلص من سيارته تسلا الحمراء. فقد أفاد مسؤول في البيت الأبيض، اليوم الجمعة، أن الرئيس الأميركي يفكر في التخلص من السيارة المتوقفة في البيت الأبيض، وفق ما نقلت صحيفة 'وول ستريت جورنال'. كما أضاف أن ترامب الذي اشترى السيارة في إطار جلسة تصوير في البيت الأبيض للترويج لشركة ماسك وسط احتجاجات مناهضة له ودعوات لمقاطعة تسلا، يفكر في بيع سيارته أو التبرع بها. على الرغم من أن السيارة لا تزال متوقفة خارج الجناح الغربي للبيت الأبيض، ومنذ أسابيع. مسكين فقد عقله بالتزامن أكد ترامب أنه لا يفكر في الاتصال بحليفه السابق، الذي اعتبر أنه 'فقد عقله'. وقال الرئيس الأميركي لشبكة سي أن أن: 'لا أفكر حتى فيه.. لديه مشاكل.. المسكين لديه مشاكل'. كما أكد أنه 'لن يتحدث مع ماسك لفترة، لكنه تمنى له التوفيق'. أتت تلك التصريحات بعدما بلغ الخلاف بين الرجلين والحليفين الصادقين ذروته أمس، وتصاعد في ساعات قليلة، حتى بلغ حد وصف ترامب لماسك بالمجنون. فيما اعتبر مالك منصة إكس أن لولا جهوده لما تمكن ترامب من الفوز بالانتخابات الرئاسية. كما أيد فكرة عزله وتعيين نائبه جيه دي فانس مكانه. قبل أن تهدأ نسبياً حدة هذا السجال العلني الذي جرى عبر مواقع التواصل بين الرجلين، مع تلميح رئيس شركة تسلا إلى احتمال التهدئة مع حليفه الجمهوري السابق.


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
الجيوش الغربية تستعد لـ"الحرب الإدراكية" وساحتها عقول المواطنين
تتعامل هيئات أركان الجيوش الغربية بقدر كبير من الجدية مع مفهوم "الحرب الإدراكية" (أو المعرفية) الجديد، ومفاده أن الجيوش يجب أن تكون متأهبة لحروب تكون فيها ساحة المعركة عقول المواطنين، ولكن ليس فقط من خلال عمليات التأثير المألوفة. ويشمل مصطلح "الحرب الإدراكية" ظواهر متنوعة، كالحملة الأخيرة على "تيك توك" لدعم اليمين المتطرف في رومانيا، و"متلازمة هافانا" الغامضة التي طاولت دبلوماسيين أميركيين في عام 2016، ومناورات الصين للترويج للوحدة مع تايوان. ويتمثل العنصر المشترك بين هذه الأحداث المتباينة في العقل البشري الذي أصبح التأثير فيه أسهل من أي وقت مضى بفضل الترابط الفائق بين مجتمعات العالم. ورأى اللفتنانت كولونيل الفرنسي فرنسوا دو كلوزيل أن العقل البشري "ساحة المعركة الجديدة في القرن الحادي والعشرين". حرب صامتة وأوضح الضابط الفرنسي الذي أعد تقريراً لحلف شمال الأطلسي (ناتو) عن هذا الموضوع أن "الأمر يتعلق بإضعاف الخصم من دون بدء القتال رسمياً. إنها حرب صامتة". وأضاف "سنسعى إلى تغيير طريقة التفكير. سنعمل على الانتباه، واللغة، والتعلم، والذاكرة، والإدراك، والفكر. أي على كامل نطاق الآليات المعرفية". وذكَر على سبيل المثال، شبكة التواصل الاجتماعي "تيك توك" التي تخضع شركتها الأم "بايت دانس" للمحاسبة أمام الحزب الشيوعي الصيني والتي تُضعِف الشباب "بإبعادهم عن القراءة". وقال عالم الأنثروبولوجيا المتخصص في الهندسة الاجتماعية والمُلحق بهيئة الأركان العامة للجيش الفرنسي أكسل دوكورنو، "من يتحكم بالخوارزمية يتحكم بالسردية، سواء بالنسبة إلى 'تيك توك' للصين أو 'إكس' للولايات المتحدة". إلا أنه يشدد على أن "الحرب المعرفية تتطلب تأثيراً على نطاق أوسع بكثير". التأثير في الدماغ من هذا المنطلق، لا تعدو حملات التضليل كونها تكتيكاً واحداً ليس إلا، من بين تكتيكات أخرى، ضمن استراتيجية أوسع نطاقاً، قد تشمل تقنيات أخرى مثل نشر صور خفية أو حتى موجات كهرومغناطيسية للتأثير بشكل مباشر في الدماغ. هذه إحدى الفرضيات المطروحة لتفسير "متلازمة هافانا"، التي عانى منها عشرات الدبلوماسيين الأميركيين المتمركزين في كوبا في عام 2016. وكان التأثير ملموساً بدرجة كبيرة، ومن وجوهه الصداع وطنين الأذن وعدم القدرة على التركيز، وفقدان القدرات المعرفية. وقال عالم الأعصاب المشارك في التحقيق جيمس جوردانو الذي تحدث بصفته الشخصية، إن القضية أحدثت ما يشبه تأثير كرة الثلج، إذ ظن آلاف الأشخاص الآخرين أنهم تأثروا، واضطرت السلطات إلى تخصيص إمكانات كبيرة جداً للتحقق من الوضع. ولاحظ جوردانو الذي يدير مركز مستقبل الحرب في جامعة الدفاع بواشنطن، أن الغموض الناتج من هذا النوع من العمليات يُحدث ضباباً، ويتساءل المرء عما إذا كان صحيحاً أم لا". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) الديمقراطيات أكثر عرضة للخطر وتبنت كل من الصين وروسيا هذه المسألة منذ مدة طويلة. وأشار فرنسوا دو كلوزيل إلى أن "العقيدة العسكرية الصينية تدمج ثلاثة مجالات: الفضاء المادي- البر والجو والبحر والفضاء- والفضاء الإلكتروني، والفضاء المعرفي". أما الروس، "فقد أدركوا منذ زمن بعيد أهمية استخدام الكائن البشري لأغراض سياسية". ولاحظ أن الأنظمة الديمقراطية أكثر عرضة للخطر لكونها تمتنع في المبدأ عن المناورات التي تتجاوز نطاق التأثير. وأضاف "أما نحن، أي الديمقراطيات الليبرالية، فلا نعمل- أقله علناً- على أسلحة تُغيّر المفاهيم، بينما ليست لدى خصومنا أي مشكلة تتعلق بالأخلاقيات". واعتبر أكسل دوكورنو أن الحملات الإعلامية العدائية التي استهدفت فرنسا في منطقة الساحل أو كاليدونيا الجديدة قد تندرج ضمن هذا المنطق، وفي هذه الحالة، تستند الحرب المعرفية إلى نقطة ضعف سابقة مرتبطة بجراح التاريخ الاستعماري، و"التصدعات المجتمعية، والمشكلات العالقة أو الخاضعة للنقاش"، بهدف تعميق الانقسامات، و"إثارة الاحتجاجات والفوضى". وتكون نتيجة ذلك انعدام الثقة في المؤسسات وتعميق الانقسامات. دور الحس النقدي وتوضيحاً لكيفية حماية النفس عند اكتشاف هذه التكتيكات، في معظم الأحيان، بعد فوات الأوان، شّد أكسل دوكورنو على ضرورة تحديد نقاط ضعف المجتمعات وتدريب المواطنين على مرحلة متقدمة من الحسّ النقدي، أي "الإدراك فوق المعرفي"، وهو وسيلة لابتعاد المرء عن أفكاره ومشاعره الخاصة. أما السويد، فأنشأت من جهتها "وكالة للدفاع النفسي" في عام 2022 لتحديد التهديدات وتنسيق جهود الجهات المعنية، سواء كانت عسكرية أو مدنية، أو كانت تنتمي إلى القطاع العام أو القطاع الخاص.


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
كان يحضر اجتماعات الصلاة في البيت الأبيض... الآن يرأس مجموعة مساعدات لغزة
بينما أدان العالم هذا الأسبوع مقتل عشرات الفلسطينيين الجائعين بالقرب من مواقع مساعدات تدعمها الولايات المتحدة في قطاع غزة، قامت المجموعة المسؤولة عن توزيع تلك المساعدات بتعيين قائد جديد بهدوء: مسيحي إنجيلي له صلات بإدارة ترمب. أعلنت «مؤسسة غزة الإنسانية»، التي تأسست العام الماضي، يوم الثلاثاء أن جوني مور، وهو متخصص أميركي في العلاقات العامة، سيكون رئيسها التنفيذي الجديد، بعد استقالة المدير السابق. جاء تعيين مور في وقت علّقت فيه المؤسسة - التي بدأت توزيع صناديق الطعام الأسبوع الماضي - عملياتها مؤقتاً يوم الأربعاء من أجل العمل على «التنظيم والكفاءة». وقد واجهت المؤسسة استقالات في صفوفها، وفوضى في مواقع التوزيع، وأعمال عنف قريبة، بما في ذلك حادثا إطلاق نار مميتان قُتل فيهما عشرات الفلسطينيين، وفقاً لمسعفين محليين. إليك ما تجب معرفته عن مور وصلاته بإدارة ترمب: كان مور متحدثاً باسم جامعة ليبرتي، وهي مؤسسة مسيحية تأسست في لينشبرغ، فيرجينيا، عام 1971 على يد القس جيري فالويل، لمدة 12 عاماً، قبل أن ينتقل إلى صناعة الإعلام ويؤسس شركته الخاصة للعلاقات العامة القائمة على الإيمان. مثّل مور مؤيدين إنجيليين مبكرين للرئيس دونالد ترمب، بمن فيهم جيري فالويل الابن، الذي خلف والده في رئاسة الجامعة، وبولا وايت، التي تقود الآن مكتب الإيمان في البيت الأبيض. شغل مور منصب الرئيس المشارك للجنة الاستشارية الإنجيلية لحملة ترمب الرئاسية عام 2016. وكان شخصية مؤثرة خلال الولاية الأولى لترمب. وكان ضمن ائتلاف من القادة المسيحيين الذين كانوا يزورون البيت الأبيض بانتظام لحضور جلسات إحاطة سياسية، بالإضافة إلى اجتماعات الصلاة في المكتب البيضاوي. يهود وعرب في مسيرة من تل أبيب إلى الحدود مع غزة اليوم الجمعة للمطالبة بإنهاء الحرب في القطاع والإفراج عن الرهائن (إ.ب.أ) تم الاستحواذ على شركة مور للعلاقات العامة «كايروس»، في عام 2022، من قبل شركة «JDA Worldwide»، ويشغل الآن منصب رئيس الشركة الكبرى. عند إعلانه عن صفقة الاستحواذ على وسائل التواصل الاجتماعي، أشار مور إلى عمله في العلاقات العامة بأنه «وظيفته اليومية»، إذ كان له العديد من الأدوار والمشاريع الأخرى المرتبطة بإيمانه واهتمامه بالسياسة الخارجية، بما في ذلك تأليف كتب عن اضطهاد المسيحيين في الشرق الأوسط وأفريقيا. قال مور لصحيفة «نيويورك تايمز»، في عام 2017، إنه هو وإنجيليون آخرون ضغطوا على ترمب للاعتراف بسيادة إسرائيل على القدس ونقل السفارة الأميركية إليها. وقال: «لقد كانت قضية ذات أولوية منذ وقت طويل». يصف مور نفسه بأنه «بنّاء جسور وصانع سلام، يُعرف بعمله المؤثر في تقاطع الإيمان والسياسة الخارجية، خاصة في الشرق الأوسط». وقد قوبل نقل السفارة بالإدانة من قبل القادة الفلسطينيين والعرب، ورؤساء العديد من الكنائس المسيحية في القدس، وجزء كبير من المجتمع الدولي الذي يرى أن وضع القدس يجب أن يُحسم، من خلال مفاوضات بشأن دولة فلسطينية مستقبلية. مور، ككثير من الإنجيليين، ومنهم مايك هاكابي، سفير الولايات المتحدة في إسرائيل، يدعم قيام دولة يهودية استناداً إلى تفسيره للكتاب المقدَّس. يرى بعض الإنجيليين أن دعمهم لإسرائيل جزء مهم من إيمانهم بالنبوءات التوراتية. وفي حديثه لصحيفة «واشنطن بوست» في عام 2018، قال مور إنه نصح مسؤولي البيت الأبيض بأن «مَن يبارك إسرائيل سيُبارَك». رحَّب مور بترشيح هاكابي، قائلاً على وسائل التواصل الاجتماعي، في نوفمبر (تشرين الثاني)، إن «تعيين صهيوني غير يهودي مدى الحياة سفيراً أميركياً لدى إسرائيل يبعث برسالة قوية إلى أصدقاء أميركا وأعدائها». وقد سار هاكابي (69 عاماً) ومور (41 عاماً) في مسارات متشابهة كشخصيات عامة ومبدعين في الإعلام المسيحي، ووُصِفا بأنهما صديقان في وسائل الإعلام الإسرائيلية. ولم تردَّ السفارة على طلب للتعليق على علاقتهما. فلسطينيون يحملون مساعدات غذائية وزَّعتها «مؤسسة غزة الإنسانية» في رفح يوم الجمعة (أ.ب) فرضت إسرائيل حظراً على دخول الإمدادات إلى قطاع غزة في مارس (آذار)، متهمة حركة «حماس» بسرقة المساعدات الإنسانية. وقد رُفع هذا الحظر جزئياً، الشهر الماضي، بعد تحذيرات المجتمع الدولي من مجاعة واسعة النطاق في القطاع. صمم الإسرائيليون نظاماً جديداً لإنشاء مواقع توزيع مساعدات تُدار من قبل متعهدين أمنيين أميركيين داخل القطاع. وكان الهدف، بحسب المسؤولين، هو تجاوز «حماس»، التي تتهمها إسرائيل بسرقة المساعدات المخصصة للمدنيين. لكن إطلاق عملية «مؤسسة غزة الإنسانية» كان فوضوياً؛ فقد استقال رئيسها السابق قبل ساعات من بدء المبادرة، في أواخر الشهر الماضي، مشيراً إلى نقص في الاستقلالية. ويوم الثلاثاء، قالت شركة « «Boston Consulting Group، وهي شركة استشارية أميركية، إنها انسحبت من مشاركتها مع المؤسسة، وإنها وضعت أحد الشركاء العاملين على المشروع في إجازة، وستُجري مراجعة داخلية لعملها. وقد انتقدت منظمات إنسانية نهج المؤسسة في توزيع المساعدات بسبب غياب الاستقلالية عن إسرائيل، التي يتمركز جنودها بالقرب من المواقع، وقد أطلقوا ما وصفه الجيش الإسرائيلي بـ«طلقات تحذيرية»، في عدة مناسبات. كما رفضت الأمم المتحدة أي دور لها في هذه الجهود، قائلة إن إسرائيل تُسيّس وتُعسكر المساعدات الإنسانية، مما يعرّض الفلسطينيين للخطر. ومع ظهور تقارير عن الفوضى في مواقع توزيع المساعدات خلال الأسبوع الأول من المشروع، قال مور إن الجهد «يعمل»، ويجب أن «يُحتفى به». عندما أبلغت السلطات الصحية في غزة عن وقوع وفيات نتيجة إطلاق نار بالقرب من أحد مواقع المؤسسة، أعاد مور نشر بيان من هاكابي يتهم فيه وسائل الإعلام و«حماس» بنشر معلومات مضللة. يذكر مور أنه خدم لمدة 18 عاماً في «وورلد هلب»، وهي منظمة إنسانية مسيحية، ضمن خبراته التطوعية، بالإضافة إلى تعيينه الجديد في «مؤسسة غزة»، وأدواره في العديد من المجالس الاستشارية، بما في ذلك ائتلاف المسلمين لأميركا وجامعة حيفا في إسرائيل. وفي بيان عن تعيينه، قال مور إنه سيساعد في «ضمان أن تفهم الجهات الإنسانية والمجتمع الدولي الأوسع ما يحدث على الأرض». وقد رفضت المؤسسة طلباً لإجراء مقابلة. ظهر هذا المقال في الأصل في صحيفة «نيويورك تايمز».