logo
فاروق المقرحى: عصابة تسعى لإسقاط الدولة ونشر الفوضى

فاروق المقرحى: عصابة تسعى لإسقاط الدولة ونشر الفوضى

مصرسمنذ 19 ساعات
منذ نشأتها عام 1928، شكّلت جماعة الإخوان المسلمين تهديدًا دائمًا لمفهوم الدولة الوطنية، عبر خطاب مزدوج يمزج بين الدعوة والسلاح، وبين الشعار الدينى والمطامع السياسية، وبمرور الوقت، تطورت أدوات الجماعة، لكنها احتفظت بنفس العقيدة: العنف حين يفشل التسلل، والتكفير حين تسقط المصلحة، والتعاون مع الأعداء حين تُغلق الأبواب، وبعد سقوط حكمها فى 2013، عادت الجماعة للعمل السري، وأعادت إنتاج تنظيمات مسلحة ك «حسم» و«لواء الثورة»، مدعومة بمنصات إعلامية خارجية تبث الشائعات وتستهدف مؤسسات الدولة.
خبراء شئون الحركات المتطرفة والأمن القومي، أكدوا أن الجماعة لا تزال تمثل خطرًا حقيقيًا، سواء عبر العناصر الهاربة فى الخارج أو الخلايا النائمة بالداخل، مشددين على أن المواجهة معها يجب أن تكون شاملة: أمنية، وفكرية، وإعلامية، وذات طابع استباقي.فى البداية قال منير أديب، الباحث المتخصص فى شئون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، إن جماعة الإخوان تعتمد منذ نشأتها على الكذب والتدليس والمراوغة، مشيرًا إلى أن هذا الأسلوب لم يكن طارئًا، بل استخدمه مؤسس الجماعة حسن البنا منذ اللحظة الأولى لتأسيس التنظيم فى عام 1928.وأوضح أديب أن حسن البنا أسّس الجماعة باعتبارها تنظيمًا دعويًا، إلا أنه وبعد عشر سنوات فقط، وتحديدًا فى المؤتمر الخامس للجماعة عام 1938، فاجأ الجميع بقراره دخول المعترك السياسى واستخدام العنف، وهو ما اعتبره أديب «تدليسًا وخداعًا للأعضاء». وأضاف: «البنا قال وقتها عبارته الشهيرة: سنستخدم القوة حين لا يجدى غيرها، ثم أعلن فى 1939 تأسيس ما عُرف بالنظام الخاص، الجناح العسكرى للجماعة، وهذا يُعد كذبًا بيّنًا ومراوغة متعمدة».وأشار أديب إلى أن هذا النمط من الازدواجية فى الخطاب استمر مع الجماعة حتى بعد ثورة يناير 2011، حيث خرجت قياداتها بتصريحات تؤكد أنهم لن يترشحوا إلا على ثلث مقاعد البرلمان، ثم خالفوا ذلك ونافسوا على جميع المقاعد كما تعهدوا بعدم الترشح لرئاسة الجمهورية، لكنهم خالفوا هذا الوعد أيضًا. وقال: «هذا فى السياسة يُسمى كذبًا واضحًا، وقد كان أحد الأسباب التى دفعت الشعب للخروج فى 30 يونيو 2013».وتابع الباحث المتخصص فى شئون الجماعات المتطرفة: «حتى فى العمليات الإرهابية، ثبت أن حسن البنا كان يوجه الجناح العسكرى لتنفيذ الاغتيالات ثم يتبرأ من منفذيها ففى قضية مقتل القاضى الخازندار مثلاً، قال أعضاء النظام الخاص إن البنا هو من أمرهم بالعملية، بل استخدم عبارة (ربنا يخلصنا منه)، ثم خرج بعدها ببيان يتنصل فيه من العملية ويقول: ليسوا إخوانًا وليسوا مسلمين».ومن جانبه، أكد صبرة القاسمي، مؤسس الجبهة الوسطية لمكافحة التطرف، أن الجماعات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم الإخوان، لم تعد تعتمد فقط على التفجيرات واستهداف الأبرياء بشكل مباشر، بل لجأت إلى ما أسماه ب«الإرهاب الناعم»، وهو الأخطر لأنه يزرع الفتنة فى العقول ويهدم المجتمعات من الداخل من خلال التضليل وتزييف الوعي.وأوضح القاسمى أن هذه الجماعات بنت إمبراطورية إعلامية ضخمة تقوم على الكذب المنظم وصناعة الكراهية، مستشهدًا بقنوات مثل «الشرق» و«مكملين» التى لا تنقل أخبارًا حقيقية، بل تروّج لروايات كاذبة وتضخم الأزمات، فضلًا عن استخدام جيوش إلكترونية من حسابات وهمية لنشر الشائعات وفبركة الأدلة وتشويه الحقائق.وأشار القاسمى إلى أن أخطر أساليب هذه التنظيمات هو استغلال الدين كأداة سياسية، موضحًا أنهم يرتدون ثوب التدين للمتاجرة بالدين وتقديم أنفسهم كأوصياء عليه، ويستخدمون خطاب المظلومية لإقناع أتباعهم بأنهم ضحايا مؤامرة، فى حين أنهم يوظفون هذا الخطاب لتبرير أعمال العنف وتجنيد الشباب عبر استغلال عاطفتهم الدينية.قال اللواء فاروق المقرحي، مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن ما تفعله جماعة الإخوان الإرهابية ليس جديدًا، فهذه العصابة لها تاريخ طويل من العمالة والتآمر على الوطن، منذ نشأتها على يد حسن البنا، الذى أشارت روايات إلى أن أصوله يهودية، وفقًا لما ذكره الكاتب الكبير عباس محمود العقاد فى الأربعينيات.وأضاف المقرحى أن الإخوان لم يتغيروا، فهم لا يعترفون بالدولة الوطنية، ويتلقون تمويلات من أجهزة استخبارات أجنبية، ويتواجدون فى الخارج تحت حماية دول معروفة بتبنيها لمشروع الإخوان.وتابع: «العناصر الموجودة بالخارج أكثر فجورًا وسفاهة فى خطابها، يهاجمون الدولة من منابر تمولها جهات معادية، وينسقون مع قوى خارجية لإسقاط مؤسسات الدولة، بينما عناصر الداخل تمثل خطرًا لا يقل، فهم يتحركون فى الخفاء، ويستغلون أى مساحة لزرع الفوضى، وسط تقاعس فى مواجهتهم بالحسم المطلوب».وأكد اللواء المقرحى أن المواجهة فى الستينيات كانت حاسمة، مشيرًا إلى أنه كان شاهدًا على حملة أمنية خلال حكم الرئيس جمال عبد الناصر، تم فيها القبض على 18 ألف إخوانى فى ليلة واحدة، وتم ترحيلهم إلى معتقل الواحات، دون أن يستطيع أحدهم الهروب رغم غياب أى أسوار حقيقية، فقط كان هناك «خط أبيض من الجير» حول المعسكر اعتُبر سورًا، لكن لم يجرؤ أحد على تجاوزه.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عصر التحديات.. وسقوط الأقنعة
عصر التحديات.. وسقوط الأقنعة

اليوم السابع

timeمنذ 5 ساعات

  • اليوم السابع

عصر التحديات.. وسقوط الأقنعة

فى اعتقادى أن ما شهدته مصر على مدى السنوات القليلة الماضية - ولازالت تشهده - يمثل عصرا من التحديات، لم تشهده الدولة الوطنية المصرية فى تاريخها الحديث. وفى يقينى أنه لا يمكن مقارنة تلك التحديات التى شهدتها مصر منذ ثورة يونيو المجيدة عام 2013 حتى اليوم بأى عصر آخر لأن المخططات ومحاور تنفيذها وأطرافها الإقليمية والدولية، أكبر من أن تدخل فى مقارنات، بما حدث فى أزمنة وظروف أخرى. وسط أزمات إقليمية متلاحقة وتطورات جيوسياسية متسارعة، تواصل مصر تثبيت أركان استقرارها الداخلى وتعزيز دورها المحورى فى محيط إقليمى يموج بالاضطرابات. فى تصريحات حملت الكثير من الدلالات والرسائل، حدد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن ما تمر به المنطقة من توترات يكشف صواب المسار المصرى خلال العقد الأخير، وأن ما تحقق لم يكن صدفة، بل نتاج رؤية استراتيجية عميقة ونهج واضح فى إدارة الأزمات. خلال زيارة تفقدية للأكاديمية العسكرية بالعاصمة الإدارية الجديدة أمس، شدد الرئيس السيسى على أن الدولة المصرية، رغم التحديات، تسير بخطى واثقة نحو المستقبل. وقال: "ما نحققه اليوم هو ثمرة سنوات من العمل والصبر والإرادة"، وأن مصر واجهت أزمات وجودية، كادت أن تعصف بها، لكنها تجاوزت تلك اللحظات الحرجة بفضل وعى الشعب وجهود مؤسسات الدولة. ووضع الرئيس الشعب المصرى فى محور التنفيذ الفعلى على الأرض وأعاده، فى تأكيده على أن تقارير المؤسسات الدولية تشير بوضوح إلى أن مصر تسير فى الاتجاه الصحيح، فى وقت تتعثر فيه أنظمة إقليمية كثيرة أمام أزمات سياسية واقتصادية وأمنية متلاحقة. على الجانب الآخر، وفى مشهد عبثى لم يعد خافيًا على أحد، خرجت عناصر من جماعة الإخوان الإرهابية وأنصار حركة حماس فى تظاهرات أمام السفارة المصرية فى تل أبيب، رافعين شعارات "نصرة فلسطين"، بينما كانت الأعلام الإسرائيلية ترفرف فى الخلفية، وسط حماية أمنية واضحة من قوات الاحتلال، مشهدٌ كاشف ومُريب، لم يكن يحتاج إلى كثير من التأويل، بل كشف صراحة عن تحالف خفى قذر، بين أطراف اعتادت التلون باسم الدين، وأخرى تجاهر بعدائها لمصر صراحة. هذه المسرحية - التى وصفها البعض بأنها من إخراج صهيونى محترف - لم تكن سوى محاولة رديئة لزرع الفتنة والتشويش والتأثير على الدور المصرى الحقيقى فى دعم القضية الفلسطينية، لا سيما بعد تدخلات القاهرة فى عملية التهدئة، وإعادة إعمار غزة، وفتح معبر رفح لتقديم المساعدات الإنسانية. ما حدث أمام السفارات المصرية بالخارج، من محاولات تعطيل العمل الدبلوماسى وتخويف وإرهاب الجاليات، خاصة فى فترات الاستحقاقات الانتخابية، يأتى ضمن خطة ممنهجة هدفها ضرب الثقة فى الدولة المصرية وزعزعة صورتها فى الخارج. فى اعتقادى أن كل هذه المحاولات محاولات فاشلة، تصطدم دومًا بوعى الشعب المصرى، وبالاستجابة القوية للمصريين فى الخارج خلال الاستحقاقات الانتخابية. لكن الصدمة الكبرى للرأى العام حقيقة، حين ظهر أنصار الإخوان فى تل أبيب يلوحون بالعلم الإسرائيلى، وكأنهم يعترفون بتحالف صريح مع العدو التاريخى لمصر وللقضية، فى مشهد لا يمكن وصفه إلا بأنه "مساخر تجار الدين". أمام هذا المشهد الإقليمى شديد التعقيد، تبقى مصر، قيادة وشعبًا، فى موقع الثبات. فبينما تتكسر أمواج الفوضى على صخرة الاستقرار المصرى، يواصل الشعب المصرى تقديم نموذج فريد من الوعى والصلابة فى مواجهة التزييف والتحريض والتشويه. أثبتت الأحداث أن الوعى الشعبى هو السلاح الأقوى فى معركة البقاء والبناء، وأن مصر، بقيادتها ومؤسساتها، باقية فى موقعها الطبيعى كصمام أمان للمنطقة، وعاصمة للاستقرار، ومركز لصياغة الحلول لا إشعال الأزمات. فى وقت تتساقط فيه أقنعة كثيرة، وتتعرى فيه تحالفات مشبوهة، تقف مصر شامخة، واثقة فى شعبها، مؤمنة بدورها، ماضية فى طريقها، لا تلتفت إلى صغائر المزايدين، ولا تنكسر أمام ألاعيب الحاقدين. وكما قال الرئيس: "ما تحقق هو ثمرة سنوات طويلة من العمل"، وكما يشهد الواقع: ما هو قادم سيكون أعظم، طالما بقيت مصر على عهدها... وطن لا يُباع، وقضية لا تُنسى، وقيادة لا تساوم. مصر باقية بقوتها وحضورها.. رغم أنف الحاقدين..

الاستعلام عن المخالفات المرورية فى 7 خطوات لاستخراج شهادة البيانات
الاستعلام عن المخالفات المرورية فى 7 خطوات لاستخراج شهادة البيانات

اليوم السابع

timeمنذ 9 ساعات

  • اليوم السابع

الاستعلام عن المخالفات المرورية فى 7 خطوات لاستخراج شهادة البيانات

حدد موقع النيابة العامة، طرق الاستعلام عن المخالفات المرورية ، لتسهيل استخراج شهادة المخالفات أونلاين، تيسيرا على المواطنين وتوفيرا لوقتهم وجهدهم في استخراج الأوراق المطلوبة من المنزل دون الذهاب إلى إدارات المرور أو نيابة المرور. وتتمثل خطوات خدمة الاستعلام عن المخالفات في الآتي: 1- الدخول إلى موقع النيابة العامة عبر شبكة الإنترنت. 2- اختيار خدمات المرور. 3- الضغط على خدمة الاستعلام عن المخالفات المرورية. 4- كتابة رقم اللوحة بشكل صحيح. 5- اضغط على عرض المخالفات المرورية. 6-إدخال الرقم القومي ورقم الهاتف المسجل لدى المرور. 7- سيتم إظهار عما إذا هناك مخالفات مرورية من عدمه.

ترامب: دول عربية ستساعدنا في إطعام السكان في غزة
ترامب: دول عربية ستساعدنا في إطعام السكان في غزة

اليوم السابع

timeمنذ 16 ساعات

  • اليوم السابع

ترامب: دول عربية ستساعدنا في إطعام السكان في غزة

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن سكان غزة لا يحصلون على ما يكفي من الغذاء، ونعمل على إطعام السكان في قطاع غزة، وذلك حسبما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية"، في خبر عاجل لها. وأضاف ترامب: "دول عربية ستساعدنا في إطعام السكان في غزة"، مردفا: "لا يمكنني قول شيء بشأن احتلال غزة والأمر يعود لإسرائيل". وواصل ترامب: "سنتخذ القرار بشأن روسيا عقب الاجتماع المقرر غدا في موسكو بحضور ويتكوف".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store