
استخدمت "أوزمبيك" ولم أخسر الوزن
منذ نعومة أظفارها، ترى دانييل غريفين أنها "طفلة سمينة"، وفق توصيفها. كثيراً ما تعرضت للتنمر من الآخرين بسبب وزنها الزائد، بينما كان الشعور بالجوع يلازمها دائماً، ومعه تلاشت ثقتها في نفسها.
لذا عندما رأت أن مشاهير كثراً يخسرون على حين غرة كيلوغرامات عدة من وزنهم نتيجة استخدام أدوية جديدة لداء السكري وفقدان الوزن، شعرت أخيراً أن الحل الذي الذي كثيراً ما حلمت به صار في متناول يديها. هكذا، لجأت إلى خدمة طبية عن بعد عبر الإنترنت، وحصلت على وصفة تسمح لها بشراء دواء "أوزمبيك" Ozempic، وأخذت تنتظر بفارغ الصبر أن تبدأ حياتها، ويبدأ جسدها، بالتغير إلى الأفضل.
ولكن يبدو أن غريفين واحدة من بين 20 في المئة تقريباً من الأشخاص الذين لا يحققون أياً من النتائج المرغوبة التي تعد بها أدوية "جي أل بي- 1" (GLP-1) [وتعرف هذه الأدوية باسم "محفزات مستقبلات جي إل بي- 1"، لأنها تحاكي تأثير هرمون يسمى "الببتيد" الشبيه بـ"الغلوكاغون 1"، الذي يحفز إنتاج الإنسولين ويخفض مستويات السكر في الدم، وجرى تطويرها في الأساس لعلاج السكري].
"إنها [أدوية "جي إل بي- 1"] الصيحة الجديدة. كان الجميع يحصلون على نتائج مذهلة، بينما لم أجن شخصياً أي مكسب"، أبلعت غريفين "اندبندنت"، معبرة عن خيبة أملها في الدواء.
في البداية، فقدت غريفين قدراً قليلاً من الوزن (13 رطلاً أي ما يساوي 5.9 كيلوغرام) في الشهرين الأولين بعد استخدام الدواء، ثم استقر وزنها. مرت أشهر، وبقي ثابتاً على حاله من دون أن يظهر أي انخفاض على الميزان. شعرت أنها أخفقت في إنقاص وزنها مرة أخرى.
يعاني أكثر من اثنين من كل خمسة أشخاص بالغين في الولايات المتحدة السمنة الزائدة. وللأسف، السمنة داء مزمن معقد ومتعدد العوامل [ترتبط مثلاً بالوراثة، وطريقة العيش، والظروف النفسية والبيئية والمعيشية...]. يقول الأطباء إنه ليس من غير المألوف وجود مرضى لا يفقدون الوزن المطلوب عند تناول أدوية "جي أل بي- 1"، حتى ولو أن آخرين حققوا نتائج إيجابية كبيرة. مثلاً، وجدت دراسة حديثة نهضت بها "جامعة بنسلفانيا" أن ما بين 35 و50 في المئة من المرضى الذين يستخدمون هذه العقاقير لا يفقدون حتى خمسة في المئة أو أكثر من وزنهم.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
بكلمات أخرى، لا يحصل كثير من الناس على النتائج التي يتوقعونها من الدواء. وصرح الدكتور مارك بيسلر، رئيس قسم الجراحة في "مستشفى نورثويل لينوكس هيل" في نيويورك والاختصاصي في جراحة السمنة، بأن على الولايات المتحدة أن تتبنى نهجاً آخر أكثر تطوراً وفاعلية في علاج السمنة بدلاً من الاعتماد على أساليب تقليدية قديمة كما كانت "تواجه السرطان قبل 70 عاماً" [عندما كانت العلاجات محدودة].
سابقاً "كان ينظر إلى السرطان على أنه مرض واحد، صحيح أنه ربما يظهر في أعضاء مختلفة من الجسم، ولكنه في النهاية مرض واحد، ولكن اليوم لم يعد يعالج السرطان استناداً إلى هذا الفهم. كل نوع من السرطان له علاجه الذي يعتمد على فهم خاص لتاريخه الطبيعي والخلايا المصابة التي تميزه التي ربما تستجيب للعلاج الكيماوي الذي يستهدفها"، قال الدكتور بيسلر مضيفاً أننا "ما زلنا ننظر إلى السمنة على أنها حالة مرضية واحدة تصيب جميع من يكابدونها، ولكن من شبه المؤكد أنها ليست كذلك"، [فهي مجموعة من العوامل التي تتفاوت من شخص إلى آخر، لذا لا بد من أن تختلف طريقة علاجها باختلاف الأشخاص].
غريفين من نيو مكسيكو، في الـ38 من العمر وتعمل في مجال تكنولوجيا المعلومات، بدأت بتناول "أوزمبيك" ثم انتقلت لاحقاً إلى "ويغوفي"Wegovy ، علماً أنه دواء آخر من علاجات "سيماغلوتايد"semaglutide يساعد في التحكم بمستويات السكر في الدم، ذلك أنه كان متاحاً على نطاق أوسع.
الكيلوغرامات التي تخلصت منها في البداية جعلتها تشعر بالتفاؤل والأمل في الدواء، "قلت في نفسي، رائع. سينجح العلاج. ثم بقي وزني على حاله بعد ذلك"، أوضحت غريفين.
وعلى رغم عدم تحقيقها نتائج ملحوظة، قيل لها إنها لا تستطيع ببساطة التوقف عن تناول الدواء.
قالت غريفين: "أسمع قصصاً وأخباراً عن النجاح في فقدان الوزن باستخدام هذه الأدوية، وأرى أشخاصاً خسروا الكيلوغرامات، فأشعر بالإحباط لأنني لم أحصل على النتيجة عينها".
على منتديات التواصل الاجتماعي، قرأت غريفين تجارب الآخرين مع الدواء. وعلى رغم أنها لم تشعر قط بأي نوع من التأثيرات الجانبية له، مثل التهاب البنكرياس والقيء، غير أنها لاحظت أن الأشخاص الذين عانوا تلك الآثار كانوا يفقدون أكبر قدر من الكيلوغرامات.
ولكن الأطباء يشيرون إلى أنهم لا يستطيعون أن يحددوا [مسبقاً] وعلى نحو مؤكد تماماً من سيحقق النتائج المطلوبة باستخدام هذه الأدوية، "لا أعتقد أن أحداً اكتشف من ستظهر عليه استجابة جيدة للعلاج، ومن لن يستجيب، وكم سيخسر المستخدمون من الوزن"، أوضح بيسلر.
يوافقه الرأي الدكتور مايكل نايت، بروفيسور مشارك في "جامعة جورج واشنطن" وطبيب متخصص في علاج السمنة. قال إنه في تجربته مع المرضى وهذه الأدوية، حقق بعضهم نتائج أفضل باستخدام "زيباوند" Zepbound مقارنة مع العقاقير الأخرى لأنه منشط مزدوج، أي أنه يحفز هرموني "جي آي بي"GIP [الذي يؤدي مهماً في تحفيز إفراز الإنسولين] و"جي أل بي- 1"، بينما يحفز "أوزمبيك" هرمون "جي أل بي- 1" فحسب.
"يعاني بعضهم زيادة الوزن بسبب أدوية معينة يتناولونها، وبعضهم الآخر بسبب طريقة معالجة أجسامهم للطعام [الهضم وامتصاص العناصر الغذائية وحرق الوحدات الحرارية أو تخزين الطاقة]. وربما يكابد آخرون حالات مرضية، من قبيل مقاومة الأنسولين، أو داء السكري، أو حالات أيضية أخرى تؤثر في طريقة تعامل أجسامهم مع الوزن [اضطرابات في تحويل الطعام والشراب إلى طاقة]"، كما قال نايت، مضيفاً: "بناء على ذلك، فإن كل علاج سيكون له تأثير مختلف بين شخص وآخر في ما يتعلق بحجم الوزن المتوقع خسارته."
يفقد الأشخاص الذين يتناولون "أوزمبيك" والأدوية المماثلة له ما بين 15 و20 في المئة من وزن أجسامهم عادة، وفق قسم الجراحة في المركز الطبي "إيرفينغ" في "جامعة كولومبيا"، ويتخلص نحو ثلث المرضى من نحو 10 في المئة فقط من وزنهم.
على رغم المخاوف بشأن التأثيرات الجانبية المحتملة وفاعلية هذه الأدوية، جربها نحو 30 مليون أميركي، بما في ذلك "ويغوفي" و"أوزمبيك" من الشركة الرائدة في الرعاية الصحية "نوفو نورديسك"، و"مونجارو"Mounjaro و"زيباوند" من شركة الأدوية الأميركية "إيلي ليلي". وتعمل أدوية إنقاص الوزن، التي كانت مخصصة في الأصل لعلاج السكري، من طريق محاكاة هرمون طبيعي في مقدوره قمع شهية المستخدم. ومع تزايد شعبيتها واستخدامها بصورة أكبر واجه المرضى نقصاً في الكميات المتاحة منها في الأسواق.
كايل سميث، البالغ من العمر 37 سنة، الذي يملك شركة استشارات في تكنولوجيا المعلومات في جنوب كاليفورنيا، تحدث عن تجربته فقال إنه كان مهتماً أيضاً بتجربة هذه الأدوية بعدما رأى حجم الوزن الذي فقده المشاهير. وعلى رغم أنه كان يعتبر بديناً، بيد أنه لم يكن يعاني أية حالات مرضية في الأساس، مثل السكري أو أمراض القلب. وافق طبيبه على تناول دواء "ويغوفي"، ولكن تأمينه الصحي لم يغط سعر الدواء. لذا بدأ بشراء العقار من صيدلية خارج الولايات المتحدة بدلاً من الصيدليات المحلية، بكلفة أقل بمقدار الثلثين. وشأنه شأن غريفين، حصل على المتاح من الدواء وفقد 40 رطلاً (تقريباً 18 كيلوغراماً).
ولكن التأثيرات الجانبية كانت شديدة، كان سميث يشعر بالتعب والإرهاق وبدأ يعاني حرقة في المعدة وإمساكاً. قرر التوقف عن تناول الأدوية، غير أنه سرعان ما بدأ في استعادة الوزن "بسرعة كبيرة".
والآن، عاد سميث لاستخدام دواء "ويغوفي".
قال سميث في هذا الصدد: "لا أعتقد أنه [ويغوفي] يساعد في إنقاص الوزن على القدر نفسه [فاعلية أو وتيرة] من المرة الأولى. إنه يستغرق وقتاً أطول طبعاً. أتناوله منذ شهرين، وأظن أنني فقدت ستة (2.72 كيلوغرامات) أو سبعة أرطال (3.18 كيلوغرامات) فقط، أي بوتيرة أبطأ كثيراً من قبل".
على نحو مماثل، قالت غريفين إنها بدأت تستعيد الوزن مجدداً بعد بضعة أسابيع من التوقف عن تناول الدواء. وأضافت أنه لا بد من أن يعرف المرضى المحتملون [الذين يفكرون في استخدام الدواء] أن كل شخص فريد وعلى حدة من الآخر [والنتائج تالياً تتباين باختلاف الأشخاص].
"ربما يشعر المرء بالعزلة والاختلاف، وعندما يرى أن الآخرين يخسرون الوزن بفضل الدواء، ويسمع الآراء والأحكام السلبية المحيطة به، ويلاحظ مدى شيوعه، لكنه لا يجدي نفعاً مع أحد ما، ما يخلف ذلك في نفسه شعوراً كبيراً بالإحباط، وتبدأ في التساؤل: هل أعاني خطباً ما"، أضافت غريفين.
في الواقع، أدوية إنقاص الوزن مجرد خيار واحد من بين خيارات عدة متاحة للتخلص من الكيلوغرامات الزائدة، وهو خيار لا يجدي نفعاً مع كثيرين.
وكما قال الدكتور نايت، "لا يتوفر حل واحد يناسب جميع من يعانون زيادة في الوزن بل تختلف الحلول والعلاجات من شخص إلى آخر".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 7 ساعات
- Independent عربية
هل فزعت من تأثيرات أوزمبيك في الوجوه؟ ترقب ما سيفعله بأسناننا
بات الأمر مثبتاً بصورة رسمية. لقد أنفق الأميركيون أموالاً على حقن إنقاص الوزن تساوي مجموع الموازنة المخصصة للمساعدات الأجنبية عام 2023. وبحسب دراسة مشتركة أنجزتها "الرابطة الطبية الأميركية" و"مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها" في الولايات المتحدة، أنفق في أميركا نحو 71 مليار دولار على الأدوية من نوع "جي أل بي- 1" GLP-1، وهو المصطلح الذي يشير إلى أدوية تخفض مستوى السكر في الجسم عبر تقديمها تأثيراً مشابهاً لما يفعله هرمون طبيعي يسمى "بيبتيد-1 المشابه للغلوكاغون" glucagon-like peptide-1. وفي المملكة المتحدة، بين بحث في يناير (كانون الثاني) 2025 وتضمنه تقرير نشرته صحيفة "تلغراف"، أن أكثر من عشر النساء أصبحن يستخدمن حقن تخفيض الوزن، فيما يقدر أن نصف مليون شخص تلقوا وصفات طبية خاصة تتضمن دواءي "مونجارو" Mounjaro أو "ويغوفي" Wegovy اللذين ينتميان إلى فئة الـ"جي أل بي- 1". وفيما يستمر المسار التصاعدي لتلك الأدوية التي تظهر في الوصفات غير الرسمية وتلك التي تصدر من هيئة "الخدمات الصحية الوطنية" في بريطانيا، تتزايد المخاوف في شأن التأثيرات الجانبية الكامنة في الاستعمال المديد لتلك العقاقير. وقد سلط الضوء على رابط محتمل بين تدهور صحة عظام الجسم وكتلته العضلية عبر حديث للدكتور دوغ لوكاس، المتخصص في جراحات العظام والإصابات، الذي وصف بأن احتمالاتها قد تكون "كارثية" و"مفزعة". ويدير لوكاس مركزاً لمسوح العظام يسمى "سكرين ماي بونز" Screen My Bones، ويتولى أمر التدريب فيه أيضاً. وفي مسار متصل، وجدت دراسة واسعة أن إمكان الإصابة بالتهاب حاد في البنكرياس بين من يتلقون أدوية من فئة الـ"جي أل بي- 1" تفوق بما يعادل مرتين ونصف المرة غيرهم من الأشخاص. ويعرف عن الالتهاب الحاد في البنكرياس بأنه حال طبية تتسم بالخطورة. والآن، ثمة خطر محدق يطل برأسه. دعكم من "وجه أوزمبيك" Ozempic face، وهو التعبير العامي المنتشر على تهدل جلد الوجه وظهور تجاعيد عميقة أو خدود مفرغة متهاوية فيه. وهل بات لزاماً علينا أن نقلق في شأن "أسنان أوزمبيك" Ozempic teeth التي قد تكون أشد إفزاعاً من "وجه أوزمبيك"؟ وكنقطة بداية، من المهم ملاحظة أن كنية "وجه أوزمبيك" مضللة. ويرجع ذلك إلى أن "أوزمبيك" اسم نوع معين من العقاقير التي تحوي دواء "سيماغلوتايد" Semaglutide، وهو الاسم الذي اختزلت به كل الأدوية المندرجة ضمن فئة الـ"جي أل بي- 1". ويرد ذلك إلى كونه الاسم الأكثر بروزاً الذي هيمن على التغطيات الإعلامية منذ الصعود السريع لشعبية حقن إنقاص الوزن. ولكن، لا ترخيص في المملكة المتحدة لاستعمال ذلك الدواء في تخفيض الوزن، بل يقتصر أمره على استخدامه كعلاج السكري من النوع الثاني. ويتوافر "سيماغلوتايد" في وصفات خاصة لإنقاص الوزن، تحت الاسم التجاري "ويغوفي"، لكنه يندرج ضمن الأدوية من فئة الـ"جي أل بي- 1" التي تضمه مع عقاري "مونجارو" (الاسم التجاري لدواء "تيرزباتايد" tirzepatide) و"ساكسندا" Saxenda (الاسم التجاري لدواء "ليراغلوتايد" liraglutide). اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) واستكمالاً، تأتي تلك الأدوية كلها مع تأثيرات جانبية كامنة، بعضها قد يولد عواقب على صحة الفم، ولذا استعملت لها تسميتين مستعارتين هما "أسنان أوزمبيك" و"فم أوزمبيك". وما زالت البحوث عن تلك الظواهر في أطوارها المبكرة، لذا يجب مرور بعض الوقت لرصد تشعباتها المحتملة. وبحسب "الرابطة البريطانية لصحة الأسنان"، لم تتجمع حتى الآن بيانات عن التأثيرات الطويلة الأمد لتلك الأدوية في صحة الأسنان. وينطبق ذلك الغياب نفسه على تأثيرات صحية أخرى والأدوية من فئة الـ"جي أل بي- 1". وبحسب شرح يقدمه المستشار العلمي لـ"الرابطة البريطانية لصحة الأسنان"، د. برافين شارما، "مع أدوية كتلك، نفتقد إلى بيانات عن التأثيرات البعيدة المدى على صحة الفم، ومن ثم لم تنضج المعطيات كفاية كي ننظر إلى "فم أوزمبيك" كشيء معرف ومحدد". ويحمل برافين لقب بروفيسور مشارك ويعمل كمستشار شرف عن العناية الترميمية بالأسنان في "جامعة برمنغهام". وعلى نحو مماثل، كتبت المتخصصة في صحة الأسنان آن سايمونز مقالاً نشر في "مجلة تمريض الأسنان البريطانية" British Dental Nurses' Journal (BDNJ)، بينت فيه أنه "لا توجد أدلة كافية توحي بأن المركبات الصيدلانية التي تتضمن دواء 'سيماغلوتايد'، على غرار 'أوزمبيك' و'ويغوفي'، ترتبط بصورة مباشرة بصحة الفم". وفي المقابل قد تترك التأثيرات الجانبية الشائعة عواقب تراكمية، لذا "يجدر أخذها في الاعتبار، على حد قول سايمونز. وكذلك يقر شارما بأهمية العلاقة بين الفم والجسم. وسواء توفرت أدلة أم غابت، فقد رصد لدى مستعملي تلك الأدوية تأثيرات شائعة إلى حد كبير، تشمل جفاف الفم. ويخلص شارما إلى أن "اللعاب ينهض بدور محوري في الحفاظ على صحة أسناننا ولثتنا. ومن ثم فقد يوصل نقص اللعاب، في الأقل من الناحية النظرية، إلى تأثير هادم في صحة التجويف الفموي". وفي سياق مواز، شددت شركتا "نوفو نورديسك" (التي تنتج "أوزمبيك" و"ويغوفي" و"ساكسندا") و"إيلي ليلي" Eli Lilly (المصنعة لعقار "مونجارو")، على أن سلامة المرضى تتصدر أولوياتهما. وأكدتا أنهما تعملان بشكل فاعل على جمع وتقييم وتوثيق البيانات والمعلومات المتصلة بأدويتهما، بما في ذلك تقارير عن تأثيراتها غير المألوفة. وثمة وعي بدأ في التنامي في شأن القضايا المحتملة المتعلقة بصحة الفم. وتظهر بيانات "غوغل تريند" [الذي يتابع الأشياء الشائعة لدى جمهور الإنترنت] تضاعف عمليات البحث في محرك "غوغل" عن "أسنان أوزمبيك"، خلال الفترة الماضية. وأفاد د. تيم برادستوك- سميث، مؤسس عيادة "لندن سمايل كلينك" وطبيب الفم الرئيس فيها، بأنه بات يعاين "مجموعة جديدة من الهموم المتصلة بصحة الفم والوجه، يشار إليها بصورة عامة بتسميات تشمل 'فم أوزمبيك' و'وجه أوزمبيك'". وعلى رغم أن الممارسة العملية تقتصر الآن على ملاحظة "أعراض فموية خفيفة"، فإن برادستوك - سميث يرى أن بعض المرضى ربما أفادوا عن معاناتهم جفاف الفم مع تبدل في حاسة التذوق وتزايد ضمور اللثة واشتداد حساسية الأسنان. وبحسب ذلك الاختصاصي، "قد لا تخلف تلك الأدوية تأثيرات تضر بالأسنان بشكل مباشر، إلا أن الآثار الجانبية، وخصوصاً جفاف الفم، قد يرفع خطورة الإصابة بتآكل الأسنان، وتنخر الطبقة العاجية فيها، إضافة إلى أمراض اللثة. وتشتد تلك التأثيرات إذا لم يجر التعامل معها بعناية". وكذلك طرحت د. صوفينا أحمد التي تعمل في عيادة "فيفا دنتال"، مجموعة من القضايا المتصلة بصحة الفم والتي ربما حدثت بتأثير من الأدوية من فئة الـ"جي أل بي- 1". وتبدو بعض تلك القضايا متوقعة، فيما تبعث أخرى على مزيد من الدهشة حيالها. وإضافة إلى جفاف الفم، تلقي تلك الطبيبة الضوء على تزايد خطر معاناة حساسية الأسنان. ووفق كلماتها، "يورد كثير من مستعملي حقن إنقاص الوزن تزايد الشعور بألم في الأسنان وحساسيتها، في حالات تناول أشياء باردة أو حارة أو حلوة. إذا لم تعالج بطريقة صحيحة، فقد تتسبب في تآكل الطبقة العاجية للسن أو ضمور اللثة الذي يضغط على الطبقات الداخلية للأسنان فتضحى حساسيتها أكثر شدة". وكذلك تحذر أحمد من أخطار كامنة في تراجع اللثة وضمورها بالترافق مع الخسارة السريعة للوزن، وفقدان الكتل الشحمية في الخدود ومحيط خطوط الفكين. وتضيف، "من شأن فقدان البنية العامة [للوجه والفم] التأثير في مدى ملاءمة طواقم الأسنان أو المكونات المزروعة في الفك، ويتأتى من ذلك مشكلات وظيفية وتجميلية للأسنان على المدى الطويل". وتشكل رائحة الفم الكريهة تأثيراً جانبياً معروفاً يتأتى من حقن خسارة الوزن، مما أدى إلى بدء اكتساب مصطلح "رائحة النفس الناتج من أوزمبيك"، شيئاً من الرواج. وتقتبس سايمونز دراسة أجريت على حيوانات المختبر ووجدت أن العقاقير من نوع "جي أل بي- 1" أسهمت في تباطؤ عملية الهضم، مما يؤدي إلى تكوين مركبات كبريتية متطايرة تنتجها البكتيريا الموجودة في الأمعاء. وأوضحت أن "تلك المركبات تؤدي دوراً بارزاً في إنتاج رائحة سيئة. وقد يستطيع المتخصصون المساعدة عبر التوصية بالعناية بنظافة الفم أو استعمال مطهرات مساعدة تعمل على تمويه تلك الرائحة أو إزالتها، على غرار الغسولات الفموية الفاعلة". واستكمالاً، يمثل القيء أحد أكثر التأثيرات الإشكالية بالنسبة إلى رعاية صحة الأسنان. وتظهر أعراض الغثيان والإحساس بمعاناة مرضية، بوصفها من الأعراض الجانبية المحتملة المتصلة بكل حقن إنقاص الوزن المتوافرة في السوق البريطانية. وأظهرت البحوث أن الأعراض الجانبية الأكثر شيوعاً للأدوية من فئة "جي أل بي- 1" تتعلق بالجهاز الهضمي (إذ تشمل الغثيان والقيء والإسهال). وفي بعض التجارب، عانى 19 في المئة من الناس الاستفراغ كنتيجة لتناول أدوية "جي أل بي- 1". وفي يناير الماضي نشرت دراسة شملت 2.4 مليون أميركي يعانون النوع الثاني من السكري، أوضحت أن أدوية "جي أل بي- 1" خفضت خطر الإصابة بـ42 مرضاً إلا أنها رفعت خطر التعرض لـ19 نوعاً من لأعراض الجانبية أو الأمراض الأخرى. ويندرج الغثيان والقيء ضمن تلك القائمة، وقد زادت خطورة معاناة هذين العارضين بمعدل 30 في المئة [بالمقارنة مع من لا يتناولون حقن إنقاص الوزن]. ومن شأن التكرار المنتظم لنوبات القيء، إضافة إلى الضيق النفسي الذي يرافقها، أن يؤثر بشكل جدي في الأسنان. ووفق العضوة في "الرابطة البريطانية لعيادات الأسنان الخاصة"، الدكتورة فيكتوريا هولدن، فإن "المعدة تتميز بحموضتها الشديدة. وإذا عانى المرضى مرور ذلك الحمض في أفواههم، فإن ذلك سيخرب الأسنان. ومن ثم قد تعاني تآكل الطبقة العاجية في أسنانك، ويشكل ذلك عنصراً معادياً لها". وتسمي هولدن ذلك بأنه "أحد التعقيدات الكامنة الأشد جدية"، ومن التأثيرات الجانبية لأدوية خسارة الوزن في صحة الأسنان. ووفق هولدن، "إذا عانى المريض ارتجاعاً حمضياً [من المعدة إلى المريء ثم الفم] يجب عليه بصورة حاسمة الخضوع للفحص. ويرجع ذلك إلى أن إيجاد حل لتلك المشكلة من زاوية إعادة ترميم الأسنان التي خربها الحمض، هو أمر معقد ومكلف". وكذلك تلقي هولدن الضوء على معطى آخر، يبعث على دهشة أكبر، ويتمثل في التغذية. وتوضح أن "خسارة الوزن بسرعة قد تؤدي إلى نقص في الفيتامينات، مضيفة أن نقص مادة الزنك وفيتامين "ب 12" شائع تماماً بين المرضى الذين لا يتناولون ما يكفي من الطعام. وتضيف هولدن، "يجب التأكد من أن كل تلك المعادن والفيتامينات موجودة بمستويات مناسبة في الجسم، مما يساعد المرضى في مواجهة أعراض جفاف الفم والمشكلات الأخرى فيه، بما في ذلك التغييرات في الإحساس في شأن ما يحدث في الفم". وفي توصية من هولدن، فبالنسبة إلى من يتناولون حقن السكري أو إنقاص الوزن، يجب عليهم لدى ملاحظتهم تأثيرات جانبية في أفواههم، سواء الجفاف أو الارتجاع أو النفس الكريه أو زيادة حساسية الأسنان، اللجوء إلى استشارة أطباء الأسنان، وإبلاغهم باستمرار عما يجري حين البدء بتناول دواء جديد. ويشدد الخبراء كلهم على أهمية الحفاظ على ارتواء الجسم بالسوائل، خصوصاً عبر الإكثار من تناول ماء دافئ (وتجنب المشروبات الحمضية)، بغية مقاومة التأثيرات المرضية المشار إليها آنفاً. ومن المستطاع معالجة جفاف الفم عبر تناول بدائل اللعاب على غرار العلكة وحبوب المص والرشوش. وتوصي أحمد بضرورة "تجنب الأطعمة الحامضة والسكرية، والوجبات السريعة التي تستطيع التسبب بتنخر الطبقة العاجية في الأسنان، والبكتيريا المضرة. وكبديل منها، من المستطاع تجربة الفاكهة الصلبة كالتفاح والخضراوات كالكرافس، بهدف المساعدة في تدفق اللعاب وعملية التنظيف الطبيعي للأسنان". وبالنتيجة، تحوز العقاقير من فئة "جي أل بي- 1" على فوائد صحية هائلة بالنسبة إلى كثير من المستخدمين، بما في ذلك تخفيض خطر معاناة توقف القلب، إضافة إلى رفع المدة المتوقعة للعيش. ووفق تعبير برادستوك- سميث، "تشير تجربتنا إلى أن الفوائد الصحية العامة لتلك الأدوية تفوق تأثيراتها الجانبية القابلة التي يستطاع التعامل معها عبر الرعاية الصحية الصحيحة". وفي المقابل، تبدي هولدن تفاؤلها بأنه في لحظة ما، سيعمد ممارسو الطب إلى وصل النقاط بغية التوصل إلى مقاربة شاملة كي ترافق وصفاتهم لأدوية كـ"أوزمبيك" وأشباهه. ووفق رأيها، "ثمة طريق متاح في الحقل الطبي، وقوامه أن يوصي الأطباء أو الأشخاص الذين يقدمون وصفات تلك الأدوية، مرضاهم بضرورة مراجعة طبيب أسنان أو متخصص في نظافة الفم، قبل البدء بالعلاج". ولقد ظهرت سوابق لتلك المقاربة بالفعل، إذ شرع أطباء الأسنان في ملاحظة اضطراب مسار التعافي عقب اقتلاع الأسنان، لدى المرضى ممن يتناولون أدوية الـ"بيسفوسفونيت" التي توصف لمن يعانون مشكلات في العظام على غرار الهشاشة وبعض أنواع الأورام الخبيثة. وتضيف هولدن، "لقد انتقلنا في الحقل الطبي، من حال تتضمن شيئاً من إنكار حدوث المشكلة، إلى وضعية فاعلة بتنا فيها نشجع المرضى على مراجعة طبيب الأسنان قبل البدء ببرنامج العلاج [بحقن إنقاص الوزن]. وإذا تمثل الأمر في حدوث شيء ما مع استخدام 'أوزمبيك'، بمعنى وجود احتمالات كامنة لإلحاق ضرر بحالة الأسنان واللثة ولكننا نعرفها بصورة مسبقة، فمن المستطاع التثبت من تمتع المرضى بصحة أسنان ملائمة قبل أن تطل المشكلة برأسها". وصرح ناطق باسم شركة "نوفونورديسك" لـ"اندبندنت"، "نحن نوصي المرضى بأخذ تلك الأدوية وفق الحالات التي نالت موافقة على استخدامها فيها، وتحت إشراف رعاية صحية مهنية. ونحن نوصي كل مريض يعاني أعراضاً جانبية أثناء تناوله أدوية من فئة 'جي أل بي-1'، بما في ذلك 'ويغوفي' و'أوزمبيك' (أي حقن سيماغلوتايد)، بأن ينقل معاناته إلى الجهة التي تقدم له الرعاية الصحية وكذلك عبر مبادرة 'أم أتش آر أي يلو كارد' MHRA Yellow Card، عبر الموقع الإلكتروني وكذلك قدم متحدث بلسان شركة "إيلي ليلي" توصية مفادها أن "دواء مونجارو يجب ألا يستعمل إلا حينما يوصف من متخصص في الرعاية الصحية. وكذلك يجب أن يتولى الصيادلة المسجلون ومقدمو الرعاية الصحية، أمر تقديم الوصفات والتوافق معها. نحن نشجع المرضى على استشارة أطبائهم أو المتخصصين في الرعاية الصحية، بغية نقاش التأثيرات الجانبية المحتملة التي قد يعانيها المرضى، إضافة إلى التثبت من أنهم يتناولون أدوية 'ليلي' الأصيلة".


صحيفة سبق
منذ يوم واحد
- صحيفة سبق
وداعًا للأدوية.. طُرق طبيعية لتحفيز الشبع والمساعدة على فقدان الوزن
في ظل تزايُد الاعتماد على الأدوية لإنقاص الوزن، يكشف تقرير جديد عن طرق طبيعية لتحفيز هرمون GLP-1 المسؤول عن كبح الشهية؛ ما يمنح شعورًا بالشبع، ويساهم في تقليل الوزن دون الحاجة للعقاقير. ويوضح التقرير، الذي أعدته الدكتورة ماري ج. سكوربوتاكوس من جامعة تورنتو، أن بعض الأطعمة والعادات الغذائية تحفّز إفراز هذا الهرمون بشكل طبيعي، من أبرزها: زيادة تناول الألياف (كالخضراوات، الفاصوليا والمكسرات)، التي تُنتج أحماضًا دهنية محفزة لهرمون GLP-1. وكذلك تناول الدهون الصحية، مثل زيت الزيتون والأفوكادو، التي ثبت أنها تعزز إفراز الهرمون. وأيضًا ترتيب الوجبة بتناول البروتين والخضراوات قبل الكربوهيدرات، وتنظيم مواعيد الوجبات، خاصة في الصباح؛ لتحقيق فاعلية أعلى.. وتناول الطعام ببطء، والمضغ الجيد؛ ما يرفع من مستويات الشبع. وبالرغم من أن الطرق الطبيعية أقل فاعلية من الأدوية في رفع مستوى GLP-1 إلا أنها تقلل من خطر أمراض القلب بنسبة 30%، مقارنة بـ 20% فقط مع الأدوية؛ ما يجعلها خيارًا صحيًّا أكثر استدامة على المدى الطويل.


Independent عربية
منذ يوم واحد
- Independent عربية
بسكويت من الشوكولاتة الداكنة قد يساعد على فقدان الوزن
نجح فريق من العلماء في تطوير بسكويت يحوي مكوناً خاصاً يساعد الجسم على فقدان الوزن. فقد أظهرت دراسة أولية أن إضافة هذا المكون إلى الحلويات قد تسهم في تقليل الشعور بالجوع لدى الأشخاص. في هذا السياق، قدم فريق بحثي من جامعة مقاطعة بيمونت الشرقية في إيطاليا نتائج دراستهم الأولية خلال "المؤتمر الأوروبي للسمنة" (European Congress on Obesity) الذي عقد في مدينة ملقا الإسبانية. وأوضح الباحثون أنهم أضافوا مستخلصاً مراً من نبات الشيح إلى بسكويت الشوكولاتة الداكنة العادي، وهو ما أثبت فاعليته في تجربة شملت 11 شخصاً يتمتعون بصحة جيدة، إذ ساعد المكون المر المشاركين على الشعور بالشبع فترة أطول. قُدم نوعان من البسكويت للمشاركين: أحدهما بنكهة الكاكاو المعتادة، والآخر معزز بطعم مر يحوي 16 في المئة من مستخلص نبات الشيح. وبعد تناول البسكويت، قِيس شعور المشاركين بالجوع عبر استبيان يحدد مدى شعورهم بالشبع. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأظهرت النتائج بوضوح أن من تناولوا البسكويت المحسن شعروا بجوع أقل، كذلك ارتفعت لديهم مستويات هرمونات الشبع مقارنة بمن تناولوا البسكويت التقليدي بنكهة الكاكاو. وفي توضيح لآلية العمل، أشار الباحثون إلى أن المركب المر يسهم في تنظيم إفراز هرمون الغريلين المسؤول عن الشعور بالجوع، ويحفز أيضاً هرمون "جي أل بي-1" (GLP-1) الذي يلعب دوراً في التحكم بالشهية، وتحسين الهضم، وتنظيم مستوى السكر في الدم. ويذكر أن هذا هو الهرمون ذاته الذي تستهدفه حقن فقدان الوزن مثل "ويغوفي"، إضافة إلى أدوية علاج السكري مثل "أوزمبيك"، إذ يساعد هذا الهرمون على تقليل الرغبة في الأكل وإبطاء هضم الطعام، مما يعزز الشعور بالشبع فترة أطول. كما يقلل هذا التأثير من سرعة امتصاص الغلوكوز في الدم، ومن ثم يساعد على التحكم بالشهية وتقليل كمية الطعام المتناولة، مما يسهم في النهاية في فقدان الوزن. أما عن ملاحظات المشاركين، فقد أفادت الدكتورة فلافيا برودام، مؤلفة الدراسة، بأن الأشخاص الذين تناولوا البسكويت المر شعروا بجوع أقل قبل وجبة العشاء، ولم يظهر تأثير مشابه في بقية أوقات اليوم. وأضافت أن البسكويت، الذي وصفه المشاركون بأنه لذيذ، قد يطرح في الأسواق قريباً كخيار يساعد على خسارة الوزن. ويخطط الفريق حالياً لإجراء تجربة سريرية لدراسة تأثير هذا البسكويت في كمية الطعام التي يتناولها مرضى السمنة. وقالت الدكتورة برودام "هذا شيء مهم يجب استهدافه لأننا في حاجة إلى تثقيف الناس ليتناولوا كميات أقل من الطعام، لكنها جهود غير كافية، لأن الجانب النفسي للأكل يؤدي دوراً كبيراً في مشكلة السمنة"، مضيفة "يميل الناس إلى تناول أطعمة تمنحهم شعوراً بالراحة، لذا فإن وجود خيار يقلل الشهية قد يكون استراتيجية ناجحة للتحكم في الوزن".