
كيف طور ترامب رؤيته لإيران طوال عقد من الزمان؟
واشنطن- تبنَّت واشنطن منذ نجاح الثورة الإيرانية عام 1979 إستراتيجية عدائية عسكرية واضحة للتعامل مع النظام الإيراني تعتمد على احترام طهران 3 خطوط حمراء، وتدرك الأخيرة أن تخطي أي منها سيؤدي بواشنطن لمهاجمتها عسكريا.
منع إيران أو عرقلتها شحن النفط عبر مضيق هرمز
اقتراب طهران من الحصول على سلاح نووي
وجود تهديد عسكري حقيقي من إيران لأحد حلفاء واشنطن الخليجيين.
ومنذ ظهوره مرشحا رئاسيا عام 2025، لم يخرج الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن نص واشنطن تجاه إيران، إلا أنه كرر في كل مناسبة أن الرئيس الديمقراطي باراك أوباما وقَّع على أسوأ صفقة في التاريخ، قاصدا الاتفاق النووي لعام 2015، وتعهد بالانسحاب من الاتفاق، والضغط على إيران لتوقيع اتفاق جديد حال وصوله للبيت الأبيض.
محاولات للضغط
وفعلا، انسحب ترامب عام 2018 من الاتفاق النووي، وجاء الانسحاب مخالفا وعلى النقيض من نصائح وتصورات أجهزة الاستخبارات الأميركية التي أكدت مرارا أن الاتفاق كان أفضل السبل لاحتواء الخطر الإيراني. وسعت واشنطن لعقد صفقة جديدة، ولجأت لاتباع سياسة الضغط القصوى، ولم تلب طهران نداء التفاوض من جديد.
وتوترت علاقات واشنطن وطهران خلال فترة حكم ترامب الأولى، حيث هاجمت ناقلات نفط في الخليج وخليج عُمان، وأخرى إماراتية ونرويجية قرب مضيق هرمز، ثم أسقطت إيران مُسيَّرة أميركية متطورة فوق مياه الخليج، واستهدفت هجمات صاروخية وبالمُسيَّرات منشآت لشركة أرامكو المؤسسة الحكومية التي تدير الثروة النفطية في السعودية.
وواجه ترامب معضلة تمثَّل أحد أبعادها في رغبته الظهور كرئيس قوي قادر على اتخاذ قرارات مهمة عند الضرورة، لكنه أيضا ظل محافظا على تعهداته بعدم توريط واشنطن بأي حروب شرق أوسطية جديدة، خاصة مع مطالبته الدائمة بعودة القوات الأميركية لأرض الوطن، كما لم ترد واشنطن على هجمات طهران على منشآت أرامكو.
كما تبنى نهجا متوازنا وسطيا ولجأ للبديل الوسط، بمعنى عدم بدء حرب تقليدية والاكتفاء بالقيام بهجمات إلكترونية أو فرض المزيد من العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية طالما لم يقع ضحايا أميركيون نتيجة هجمات إيران.
وذكر ترامب لاحقا أنه أمر بوقف الطائرات المتجهة لقصف أهداف داخل إيران عقب إسقاط طهران المُسيَّرة في الخليج العربي، وذلك خوفا من وقوع أعداد كبيرة من الضحايا الإيرانيين.
وأصبحت واشنطن -خلال حكم ترامب الأول، وحكم جو بايدن بعده- تتحدث بصوت واحد تجاه هذه القضية، واختصارها أن "نضمن ألا يكون لدى إيران مسار يؤدي لامتلاكها السلاح النووي ، لا الآن، ولا في أي وقت على الإطلاق".
تصعيد وتهدئة
ووصل التصعيد بين طهران وواشنطن أقصى مراحله بداية 2020 مع تصفية الجنرال قاسم سليماني ، قائد قوات الحرس الثوري الإيراني ، خارج مطار بغداد في 3 يناير/كانون الثاني 2020.
حيث استغل ترامب تصفية سليماني ليظهر كقائد قوي، وبرمزية كبيرة دخل الغرفة الشرقية في البيت الأبيض لإلقاء كلمة انتظرها بشغف الشعبان الأميركي والإيراني، وتابعتها باهتمام وترقب العواصم العالمية، عقب مهاجمة إيران قواعد عسكرية عراقية تشمل آلاف الجنود الأميركيين.
وأكد الرئيس الأميركي عدم وقوع خسائر بصفوف جنوده والقواعد العسكرية العراقية التي تعرضت لضربة صاروخية إيرانية ردا على مقتل سليماني.
ومن جانبها، حققت طهران ما تريده من القصف، إذ أخبرت العراق بداية بأنها ستوجه ضربة صاروخية، وأوصلت رسالة بهذا المعنى لواشنطن. ولهذا لم يقع ضحايا أميركيون أو عراقيون، وهو ما لم ترده إيران أيضا لعدم توفير مبرر لترامب لضربها، وكرسالة لتخفيض التصعيد.
ناتو عربي
ومن ناحية أخرى، لم يتردد ترامب خلال قمة الرياض في مايو/أيار 2017 بمطالبة الدول العربية والإسلامية بضرورة مواجهة التهديدات الإيرانية.
وخلال كلمته أمام اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2019، كشف ترامب أن بلاده تعمل مع شركائها في المنطقة العربية لتكوين تحالف إستراتيجي إقليمي، وقال "أميركا تعمل مع دول مجلس التعاون الخليجي، و الأردن و مصر لتكوين تحالف إستراتيجي إقليمي حتى تستطيع دول الشرق الأوسط أن تدفع بالازدهار والاستقرار والأمن في جميع أرجاء منطقتها".
ولم يتطرق إلى تفاصيل هذا التحالف أو آلياته أو طبيعته، لكنه أشار إلى إيران واصفا نظام حكمها بـ"الدكتاتورية الفاسدة". وأضاف "الزعماء الإيرانيون زرعوا بذور الفوضى والموت والدمار، إنهم لا يحترمون جيرانهم ولا حدودهم، ولا حقوق السيادة للدول".
كما انتقد ترامب -خلال خطاب حالة الاتحاد 2019- سجل بلاده في قضايا الشرق الأوسط، منوها بأنها "باتت تقاتل في المنطقة منذ 19 عاما تقريبا، حيث قتل نحو 7 آلاف عسكري أميركي وقرابة 52 ألفا من الجرحى والمعاقين، وتكلفة تقدر بـ7 تريليونات دولار".
وفي الوقت ذاته، تضمنت رؤية واشنطن لردع إيران وجود نحو 35 ألف جندي أميركي في دول الخليج بصورة شبه دائمة، ويتوزعون في عدة قواعد عسكرية، منها العديد الجوية في قطر ، والدعم البحري في البحرين ، والظفرة الجوية في الإمارات ، ومعسكر الرفجان في الكويت.
ولم يغير ترامب من وضع هذه القوات، وذهبت فكرة الناتو العربي أدراج الرياح.
رؤية جديدة
ومع عودته للبيت الأبيض في يناير/كانون الثاني الماضي، كرر ترامب أن هجمات حركة حماس على إسرائيل لم تكن لتحدث لو كان رئيسا، حيث إنه نجح في إفلاس إيران ووقف دعمها المالي لحلفائها الإقليميين، بينهم حماس.
وبين يناير/كانون الثاني وأبريل/نيسان هذا العام، اتخذ الرئيس الأميركي سلسلة إجراءات لإجبار إيران على التفاوض على اتفاق نووي جديد، ملوحا بالتصعيد العسكري عند الضرورة.
وفي فبراير/شباط الماضي، وقَّع ترامب مذكرة رئاسية للأمن القومي أعادت حملة "الضغط الأقصى" ضد إيران، وذلك بحرمانها من القدرات اللازمة لتطوير برنامج نووي أو صاروخي، إضافة لفرض عقوبات اقتصادية صارمة على طهران، بما في ذلك استهداف صادراتها النفطية.
وعلى النقيض انخرط ترامب دبلوماسيا، وبعث في مارس/آذار 2025 رسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي ، يحث فيها على التفاوض بشأن اتفاق نووي جديد ليحل محل اتفاق عام 2015 الذي انسحب منه ترامب عام 2018، وشدد على تفضيله للدبلوماسية، محذرا من عمل عسكري محتمل إذا فشلت المفاوضات.
وبداية، رفضت إيران المبادرة، لكنها وافقت لاحقا على إجراء محادثات غير مباشرة بوساطة عُمان، وعقدت بالفعل 5 جولات، مثَّل أميركا فيها صديق ترامب ومبعوثه للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
وتزامنا مع مسار التفاوض، استخدم ترامب باستمرار التهديد بالقوة العسكرية للضغط على إيران، وحذَّرها من قصف "لم تشهد مثله من قبل" إذا لم تبرم صفقة.
وبعد مهاجمة إسرائيل أهدافا إيرانية فجر 13 يونيو/حزيران الجاري، وتدمير أجزاء من المنشآت النووية والعسكرية الإيرانية، ومقتل كثير من المسؤولين العسكريين والعلماء النوويين، أشاد ترامب بالعملية الإسرائيلية ووصفها بـ"الممتازة" و"الناجحة للغاية" مؤكدا أن إسرائيل لديها "أفضل المعدات العسكرية وأكثرها فتكا في أي مكان في العالم".
وكرر ترامب اعتقاده بأن إيران يجب أن "تبرم اتفاقا الآن" بشأن برنامجها النووي لتجنب تصعيد أكبر، وحذَّرها من عدم عقدها اتفاقا نوويا "قبل ألا يتبقى شيء" مشيرا إلى تصعيد العمل العسكري إذا لزم الأمر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
محللان: إسرائيل تبحث عن الصورة وإيران تحاول ترسيخ معادلة جديدة
في الوقت الذي حاولت فيه إسرائيل خلق مشهد دعائي بضرب خزان وقود رئيسي في العاصمة الإيرانية طهران ، حاولت الأخيرة ترسيخ مواجهة جديدة مفادها، أن استهداف المنشآت سيقابل بالمثل، برأي محللين. فقد هاجمت إسرائيل في وقت مبكر من فجر اليوم الأحد، مستودع الوقود الرئيسي في طهران، ما أدى إلى حدوث انفجارات ضخمة، وفق ما نقلت نيويورك تايمز عن مسؤول بوزارة النفط الإيرانية. في المقابل قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس ، إن "طهران تحترق"، وهو الوصف الذي هدد به بعد ضربات شنتها إيران على إسرائيل مساء أمس الجمعة. ووفقا لمدير مكتب الجزيرة في طهران عبد القادر فايز، فإن هذا المستودع، هو الأكبر في العاصمة الإيرانية، وهو مخصص لتخزين وقود السيارات والغاز المسال. ويقع هذا المستودع في منطقة سكنية، ما يعني أن استهدافه قد يوقع خسائر، كما يقول فايز، الذي وصف كلام كاتس بأنه "محاولة لإثبات أنه نفذ تهديده بإحراق طهران". وكانت وسائل إعلام إيرانية، أعلنت تفعيل أنظمة الدفاع الجوي في العاصمة حيث تم ضرب ميناء للغاز في بوشهر، وحقلين آخرين، بينما ردت طهران بقصف منشأة وقود إسرائيلية. وتنقل الضربة الإيرانية لمنشآت طاقة إسرائيلية المواجهة إلى مستوى جديد يقوم على مبدأ منشأة بمنشأة، وفق فايز، الذي قال إن هذا التطور قد تكون له تداعيات. ونقل مدير مكتب الجزيرة عن مصادر قريبة من صناع القرار في إيران، إن موجة الصواريخ التي ضربت إسرائيل فجر الأحد لن تكون الأخيرة هذه الليلة، وقال إن الصاروخ الذي ضرب مدينة حيفا هو صاروخ فرط صوتي لم تستخدمه طهران في هجوم الجمعة. وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن إصابة مباشرة لمنشأة إستراتيجية قرب مدينة حيفا، في حين أفاد الإسعاف الإسرائيلي بمقتل 4 أشخاص وإصابة 1372 جراء الهجمات الإيرانية الأخيرة على إسرائيل. واعلنت إيران، أنها استخدمت في هجومها الأخير صواريخ "عماد، قادر، خيبر"، و "خيبر" هو صاروخ فرط صوتي يمكنه إحداث فرق في المواجهة. ونقل فايز عن مسؤول إيراني رفيع المستوى، إن طهران لا تريد تفجير طاولة المفاوضات وإنما تريد الذهاب إليها كدولة قوية وليست مدماة، ما يعني أن المعركة ستستمر لفترة. وتريد إيران -وفق فايز- القول إنها قادرة على استخدام صواريخها رغم كل ما تقوله إسرائيل عن تدمير هذه البنية الهجومية. وفي نفس السياق، قال مسؤول أمني إيراني للجزيرة، إن بلاده تعد نفسها لحرب طويلة وإنها ستصعد هجماتها، وإن المواجهة التي بدأتها إسرائيل ستكون نهايتها بيد إيران، وإنها ستنهي حكم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية. واتفق الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات الدكتور لقاء مكي مع حديث فايز عن الهدف الدعائي لضرب خزان الوقود الإيراني، وقال ثمة أهداف أكثر أهمية كان يمكن ضربها. وحاولت إسرائيل الحصول على صورة حريق هائل في العاصمة الإيرانية لضرب معنويات الإيرانيين ورفع المعنويات الإسرائيلية، وفق مكي، الذي أكد أن خزان الوقود ليس هدفا إستراتيجيا. أما الأهداف الإسرائيلية التي ضربتها إيران ليل السبت، فتبدو مهمة رغم أنها ليست معروفة حتى الآن، حسب مكي، الذي قال، إن محدودية الجغرافية الإسرائيلية تجعل ضرب أي هدف إستراتيجي أمرا مؤثرا. كما أن هذه المحدودية الجغرافية تجعل إمكانية تدمير العديد من المنشآت المهمة أمرا واردا في حال واصلت إيران هذه الهجمات. ومع أولى ساعات فجر اليوم الأحد، بدأت إيران إطلاق دفعات جديدة من الصواريخ باتجاه أهداف داخل إسرائيل، وتداول نشطاء على مواقع التوصل صور سقوط كثير من هذه الصواريخ في المناطق المستهدفة.


الجزيرة
منذ 2 ساعات
- الجزيرة
الحوثيون يهاجمون يافا بالتزامن مع هجمات إيرانية على إسرائيل
قال الناطق العسكري باسم أنصار الله الحوثيين يحيى سريع إنهم نفذوا عملية عسكرية ضد أهداف إسرائيلية حساسة في منطقة يافا المحتلة. وأضاف سريع في تصريحات أدلى بها صباح اليوم الأحد، أن العملية تناسقت مع العمليات التي نفذها الجيش الإيراني. وكانت هيئة البث الإسرائيلية قالت إن إسرائيل تتعرض لهجوم مركب بصواريخ من إيران واليمن وطائرات مسيرة. وأوضحت الإذاعة الإسرائيلية، أن إطلاق الصواريخ من إيران واليمن تم تنسيقه مع وصول أسراب من المسيرات إلى منطقة تل أبيب الكبرى. وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن إسرائيل تتعرض لهجوم واسع ومزدوج بالمسيرات والصواريخ. وقد ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أمس السبت أن الجيش شن هجوما على اليمن في الآونة الأخيرة محاولا اغتيال قيادي حوثي كبير. وجاء الهجوم الجديد في وقت أعلن زعيم أنصار الله الحوثيين في اليمن، عبد الملك الحوثي، تأييده الرد الإيراني على إسرائيل، متوعدا تل أبيب بـحرب مفتوحة ومستمرة. جاء ذلك في كلمة متلفزة بثتها قناة المسيرة الفضائية التابعة للجماعة مساء أمس السبت.


الجزيرة
منذ 2 ساعات
- الجزيرة
واشنطن: غير معنيين بانخراط عسكري مباشر وندعو الأميركيين إلى مغادرة إيران
قال مسؤول أميركي للجزيرة، إن الولايات المتحدة لا تزال غير معنية بانخراط عسكري مباشر إلى جانب إسرائيل في استهداف منشآت نووية إيرانية، وذلك بعد يومين من بدء المواجهة بين إسرائيل وإيران وتبادل عمليات القصف. وأضاف المسؤول، أن ما تأمله الولايات المتحدة ، هو عودة إيران إلى طاولة المفاوضات وتحقيق السلام. في غضون ذلك حثت الخارجية الأميركية أمس السبت، المواطنين الأميركيين على مغادرة إيران فورا. ودعت المواطنين الأميركيين غير القادرين على مغادرة إيران إلى الاستعداد للبقاء في أماكنهم فترات طويلة. وأوضحت أنه "لا يمكن لحكومتنا ضمان سلامة الأميركيين الراغبين في مغادرة إيران عبر الخيارات المتاحة وننصح رعايانا في إيران بضرورة المغادرة في حال اعتقادهم، أن من الأفضل القيام بذلك فقط". وبدأت إسرائيل فجر الجمعة، بدعم ضمني من الولايات المتحدة، هجوما واسعا على إيران بعشرات المقاتلات، سمته "الأسد الصاعد"، وقصفت خلاله منشآت نووية وقواعد صواريخ بمناطق مختلفة واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين. وقال الجيش الإسرائيلي ، إن الهجوم استباقي وجاء بتوجيهات من المستوى السياسي، في حين أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية لارتكابه جرائم إبادة في غزة- أن العملية غير المسبوقة تهدف إلى ضرب البنية التحتية النووية الإيرانية، ومصانع الصواريخ الباليستية، والعديد من القدرات العسكرية الأخرى. وفي مساء اليوم نفسه، بدأت إيران بالرد على الهجوم بسلسلة من الضربات الصاروخية الباليستية والطائرات المسيّرة، ما أسفر عن قتلى وعشرات المصابين، فضلا عن أضرار مادية كبيرة طالت مباني ومركبات.