
سوريا..الانسحاب الأميركي و«صراع المصالح»
سوريا..الانسحاب الأميركي و«صراع المصالح»
منذ رئاسته الأولى (2017 –2021)، ودونالد ترامب، يهدد بالانسحاب من سوريا، ثم تأتي تطورات تحول دون ذلك. وعلى رغم ضآلة عدد القوات الأميركية في شرق سوريا، ولكن يمكن الأخذ بالاعتبار أهمية وجودها ولو«رمزياً» لاستثمار نفوذها السياسي والعسكري. ومع الإشارة إلى موقف وزيرالدفاع في تلك الفترة مارك إسبر المعارض للانسحاب، قرر ترامب توزيع هذه القوات وفق مهمات محددة، حيث نقل جزءاً منها مؤقتاً إلى العراق، وجزءاً آخر إلى الحدود الأردنية، والجزء الثالث بقي لحماية حقول النفط، حتى إن الوزير إسبر أكد أنها «ستبقى للحيلولة دون وصول داعش، أو أي قوى أخرى»، من دون أن يحدد سقفاً زمنياً لبقائها.
ونظراً لأهمية هذا التوزيع في حماية مصالح الولايات المتحدة «الاستراتيجية»، وتعزيز نفوذها «الجيوسياسي»، في خضم الصراع الإقليمي والدولي في منطقة الشرق الأوسط، فقد وصفه المراقبون بأنه أبعد من تموضع عسكري في بقعة جغرافية محددة، بل يتجاوزها إلى «مثلث جغرافي» بين العراق وسوريا، مع الأردن.
عندما بدأت ولاية جو بايدن في يناير2021، كان حجم القوات الأميركية في شرق سوريا نحو900 عسكري، ينتشرون في 28 موقعاً، ثم ارتفع تدريجياً ليصل إلى نحو 2000 عسكري، مع بداية ولاية ترامب في يناير الماضي، وعلى أجندته تنفيذ قرار الانسحاب، والذي بدأ فعلاً بعد توقيع اتفاق دمج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تسيطرعلى منطقة مساحتها نحو 25 في المئة من مساحة سوريا في مؤسسات الدولة. ووفق معلومات عن خطة وضعتها وزارة الدفاع الأميركية، يتم الانسحاب تدريجياً، خلال فترة بين 60 و90 يوماً.
ولكن لم يعرف بعد هل سيكون الانسحاب جزئياً أم كلياً؟.. مع ترجيح أن تبقى هذه القوات في بعض القواعد، وأهمها «التنف»، وهي قاعدة كبيرة قريبة من الحدود الأردنية. وإذا كان الهدف المعلن لواشنطن، مكافحة الإرهاب ودعم الاستقرار، لكن رغبتها الحقيقية تبقى في تطلعها لعدم إخلاء مناطق شرق سوريا، لخصومها الروس والصينيين والإيرانيين، بل وحتى لحلفائها الأتراك والأوروبيين، كي يملأوا الفراغ الذي يمكن أن تخلفه، نظراً لأهمية هذه المناطق الجيوسياسية. أما بالنسبة لتداعيات هذا الانسحاب، فقد سادت حالة من الاستنفار داخل تركيا وإسرائيل، كونه سيترك فراغاً يدفع الأطراف الإقليمية الفاعلة لملئه، وقد يفتح الباب على توسيع النفوذ التركي والتموضع في مواقع عسكرية استراتيجية، وتهديد أمن إسرائيل.
وفي هذا السياق، وبما أن فرنسا عضو في التحالف الدولي بقيادة أميركا، فهي تسعى بدورها إلى ملء هذا الفراغ، وتؤكد باريس استعدادها لمواكبة العملية الانتقالية في سوريا، وذلك حرصاً على نفوذها السياسي، ومصالحها الاقتصادية، وقد تم في أبريل الماضي بدمشق، وبحضورالرئيس أحمد الشرع، توقيع اتفاقية تجدد للشركة الفرنسية «سي.أم.إي سي.جي.أم»، عقد استثمار محطة الحاويات في مرفأ اللاذقية لمدة 30 عاماً، على أن تقوم الشركة بتطوير الميناء بقيمة 230 مليون يورو في السنة الأولى، وضخ 200 مليون يورو في السنوات الأربع التي تليها. وهي تسعى في الوقت نفسه لاستثمار مرفأ طرطوس، بعد إلغاء عقد استثماره مع الشركة الروسية «ستروي ترانس غاز». مع الإشارة إلى أن موسكو تسعى لدى المسؤولين السوريين لإبقاء قاعدتيها العسكرية (البحرية في طرطوس، والبرية في حميميم) لحماية مصالحها، خصوصاً لجهة استثمار النفط والغاز والفوسفات.
*كاتب لبناني متحصص في الشؤون الاقتصادية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ 32 دقائق
- العين الإخبارية
«بوتين ليس مستعدًا لإنهاء الحرب».. ترامب يصدم الأوروبيين بشأن أوكرانيا
أخبر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، القادة الأوروبيين بأن الرئيس الروسي بوتين غير مستعد لإنهاء حرب أوكرانيا، لأنه يعتقد أنه يحقق مكاسب على الأرض. جاء هذا الاعتراف بعد محادثة استمرت أكثر من ساعتين بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وبوتين، في أول اعتراف علني من ترامب بهذا الموقف، رغم إدلائه بتصريحات متضاربة حول نوايا بوتين. رغم إدراك ترامب أن بوتين ليس مستعدًا للسلام، لكنه لم يتخذ خطوات عملية لزيادة الضغط على روسيا، كما كان يطالب به القادة الأوروبيون والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. ففي مكالمة سابقة يوم الأحد، ألمح ترامب إلى إمكانية فرض عقوبات إضافية على روسيا إذا رفض بوتين وقف إطلاق النار، لكنه تراجع عن ذلك في مكالمته مع القادة الأوروبيين يوم الإثنين، وأوضح أنه يفضل المضي قدمًا في المحادثات بين روسيا وأوكرانيا في الفاتيكان. شارك في مكالمة الإثنين كل من زيلينسكي، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين. وقد جاءت هذه المكالمة بعد حملة دبلوماسية أوروبية مكثفة استمرت حوالي عشرة أيام، هدفها دفع ترامب للضغط على بوتين للقبول بوقف إطلاق النار. ورغم فشل الأوروبيين في دفع ترامب لفرض عقوبات جديدة، إلا أنهم رأوا في المكالمة فرصة لتوضيح الموقف للجميع، بما في ذلك ترامب نفسه، بأن بوتين غير مستعد لإنهاء الحرب في الوقت الراهن. كما أكدت للأوروبيين أن مسؤولية دعم أوكرانيا تقع بشكل رئيسي على عاتقهم، مع توقعات بأن تواصل الولايات المتحدة تصدير الأسلحة طالما أن أوروبا أو أوكرانيا تدفع ثمنها. بعد المكالمة، صرح ترامب للصحفيين قائلاً: "هذه ليست حربي. لقد تورطنا في أمر لم يكن ينبغي أن نشارك فيه". وأشار إلى أنه سيرسل وزير الخارجية ماركو روبيو والمبعوث الخاص كيث كيلوغ إلى المحادثات المرتقبة في الفاتيكان، رغم أنه بدا أقل التزامًا بدور أمريكي فاعل في هذه المحادثات. وقد أصر بعض القادة الأوروبيين على أن تكون نتيجة المحادثات في الفاتيكان وقف إطلاق نار غير مشروط، لكن ترامب اعترض على هذا الوصف، قائلاً إنه لم يستخدمه قط، رغم أنه دعا سابقًا إلى وقف إطلاق نار لمدة 30 يومًا. وفي النهاية، وافق الأوروبيون على التخلي عن إصرارهم على استخدام مصطلح "غير مشروط". تصاعدت الحملة الدبلوماسية الأوروبية بعد تولي المستشار الألماني فريدريش ميرتس منصبه، حيث أظهر ميرتس موقفًا أكثر صرامة تجاه روسيا مقارنة بسلفه، وقام ائتلافه الحاكم بتعديل الدستور الألماني لزيادة الإنفاق العسكري ودعم أوكرانيا. وفي 10 مايو/أيار، زار ميرتس وماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ورئيس الوزراء البولندي دونالد توسك كييف، وحثوا زيلينسكي على الامتثال لدعوة ترامب لوقف إطلاق النار، مهددين بفرض عقوبات جديدة على روسيا إذا لم تقبل. رد بوتين على الضغوط الأوروبية والأمريكية باقتراح أول مفاوضات مباشرة مع أوكرانيا منذ بداية الحرب، ما دفع ترامب إلى تبني العرض واقتراح المشاركة في المحادثات التي عُقدت في إسطنبول، لكن بوتين لم يحضر وأرسل ممثلين من مستوى منخفض قدموا مطالب رفضتها أوكرانيا تمامًا. بعد هذا الإخفاق، جدد الأوروبيون ضغوطهم على ترامب لزيادة الضغط على روسيا، ووافقوا على فرض عقوبات محدودة، مع استمرار العمل على حزمة إجراءات أقوى. من جانبه، أعلن ترامب أنه رتب مكالمة مع بوتين، مؤكدًا أن فرص السلام تعتمد على تواصلهما المباشر. aXA6IDgyLjIxLjIyOS44NSA= جزيرة ام اند امز PL


صحيفة الخليج
منذ 34 دقائق
- صحيفة الخليج
النواب الأمريكي يوافق على مشروع قانون ترامب الضخم لخفض الضرائب
واشنطن-أ ف ب صوّت مجلس النواب الأمريكي الذي يهيمن عليه الجمهوريون، الخميس، لصالح إقرار مشروع قانون ضخم للسياسة الداخلية، تشمل أبرز نقاطه تمديد خفض الضرائب الذي بدأ فيه خلال ولايته الأولى، وذلك بعد نقاشات مكثّفة جرت خلال الليل. وسيتم حالياً رفع «القانون الكبير والجميل»، كما أطلق عليه ترامب، والذي يخفض الإنفاق على برنامج التأمين الصحي الحكومي «ميدك إيد» Medicaid والمساعدات الغذائية، إلى مجلس الشيوخ؛ حيث يتوقع أن يخضع لتغييرات كبيرة.

سكاي نيوز عربية
منذ ساعة واحدة
- سكاي نيوز عربية
لقاء ألماني-أميركي في بانف يعيد الأمل لحل النزاعات التجارية
وقال الوزير المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي على هامش اجتماع وزراء مالية مجموعة السبع في منتجع بانف الكندي الخميس إنه يرى في نظيره الأميركي مساعٍ بناءة للغاية وموجهة نحو الحلول. وأضاف: "هذه علامة جيدة"، مشيرا إلى أنه لم يكن من الواضح في كثير من الأحيان خلال الأسابيع الأخيرة ما إذا كان الأميركيون يريدون إيجاد حل. كما أجرى كلينغبايل محادثات ثنائية مع نظيره الأميركي سكوت بيسنت في بانف. ووصف كلينغبايل محادثاته بأنها بداية جيدة، مضيفا أنه تم الاتفاق على عقد اجتماعات أخرى، وقال: "كنا متفقين على وجه الخصوص على أننا نريد إيجاد حلول"، مضيفا أنه تبقى الآن بضعة أسابيع يتعين خلالها تحقيق ذلك من خلال المفاوضات بين المفوضية الأوروبية والجانب الأميركي. وفرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوما جمركية مرتفعة على السلع من جميع أنحاء العالم، وتسبب في حالة إضافية من عدم اليقين بسبب التراجع عن بعضها. وتضم مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا واليابان وكندا والولايات المتحدة. وقال كلينغبايل إن الاجتماع أوضح أيضا أن أوكرانيا يمكن أن تعتمد على التضامن والدعم الكبير من دول مجموعة السبع، وأضاف: "هذه أيضا علامة مهمة على التضامن والتعاون"، مشيرا إلى أن هناك أيضا استحسانا لخطط الحكومة الألمانية الجديدة لإعادة ألمانيا إلى مسار النمو.