
سوريا: اتفاق السويداء متعدد المراحل.. و48 ساعة لفض الاشتباك
وأضاف المصطفى في مؤتمر صحافي، أن "الدولة استجابت لنداءات الوسطاء الدوليين تجنباً لأي مواجهة عسكرية وحرب مفتوحة تعرقل مسار سوريا التنموي، وأعادت انتشار قواتها وأفسحت المجال للوسطاء لتطبيق التفاهمات المتعلقة بوقف الاقتتال".
لكنه أشار إلى أن "المجموعات المسلحة سلكت طريقاً مغايراً تمثل في أعمال انتقام وتهجير ممنهج ينذر بتغيير ديمغرافي في المنطقة، واستهداف أبناء العشائر البدوية في السويداء.. ما أدى إلى اشتباكات في المدينة وخارجها".
مراحل الاتفاق
وذكر الوزير أنه "منعاً لانزلاق الأوضاع نحو احتراب دائم جرى الإعلان عن وقف لإطلاق النار"، مؤكداً أن "الدولة مسؤولة عن حماية جميع المواطنين، وحالة الفوضى في السويداء ليست جديدة والدولة سعت للحلول السياسية منذ البداية".
وأوضح أن "المرحلة الأولى من الاتفاق تتضمن انتشار قوى الأمن الداخلي كقوات لفض الاشتباكات في أغلب الريف الغربي والشمالي لمحافظة السويداء، إضافة لطرق رئيسية خارج المدن منعاً للاحتكاك".
وأشار إلى أن "المرحلة الثانية تتضمن افتتاح معابر إنسانية بين محافظتي درعا والسويداء لتأمين خروج المدنيين والجرحى والمصابين وكل من يود الخروج من السويداء".
وفي هذا السياق، أضاف المصطفى، أنه "تم تشكيل غرفة طوارئ من وزارات وهيئات حكومية ومختلفة لإدخال المساعدات الإنسانية والطبية، وتوفير الخدمات الأساسية، وإصلاح البنية التحتية".
وأوضح أن هذه المرحلة تشمل "تأمين جميع أهالي المحتجزين من البدو والموجودين حالياً في مناطق سيطرة المجموعات الخارجة عن القانون، والعمل على تبادل الأسرى"، متهماً الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية التابعة للشيخ حكمت الهجري، بإصدار "بيان تضمن صياغات تحض على التهجير".
أما المرحلة الثالثة من الاتفاق ستبدأ بعد ترسيخ التهدئة، وستشمل تفعيل مؤسسات الدولة، وانتشار عناصر الأمن الداخلي في المحافظة تدريجياً وفق التوافقات التي تم التوصل إليها بما يضمن عودة الحياة الطبيعية، وفرض القانون تحت مظلة الدولة، بحسب وزير الإعلام السوري.
واعتبر أن "هذا هو المسار الذي تحتاجه السويداء اليوم بعد أشهر من التوتر والإنهاك، وهو ما عملت وتعمل عليه الدولة بحرص، استجابة لواجبها الوطني، وتمسكاً بوحدة البلاد وشعبها".
وشدد على أن "الدولة السورية تؤكد مسؤوليتها عن حماية جميع مواطنيها، وتهيب بالجميع إعلاء صوت العقل وتبني خطاب وطني جامع"، معتبراً أن "غياب الدولة أثبت أنه هو المشكلة، ووجودها هو الحل".
ولفت المصطفى إلى أن "المجموعات المسلحة الموجودة في السويداء كانت تصر على نهج استفزازي، وترفض أي حلول، وتعتمد على نموذج منغلق لا يراعي وحدة سوريا".
وأكد أن "قوات الأمن ستعمل على إنفاذ القانون، وفض الاشتباك بما يضمن إخلاء المحتجزين بين الطرفين". وذكر أن "الدولة دائماً تنظر إلى الحلول السياسية حتى ولو على حساب العديد من القضايا، وهو ما جرى خلال الفترة الماضية في السويداء".
وعن المدة المتوقعة لتنفيذ مراحل الاتفاق الثلاث، أوضح وزير الإعلام، أن "المراحل مرتبطة بتقدم كل مرحلة يعني الزمن المتوقع على المرحلة الأولى فيما يتعلق بفض الاشتباكات هي 48 ساعة على أساس ذلك فسوف يتم تقييم الوضع من أجل البدء بالمرحلة الثانية".
وأردف: "لذلك لا يمكن يجزم بمسار زماني محدد وواضح لهذه المسألة، لأن كل مسار يرتبط بالمسار الذي يليه".
مراحل اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء المرحلة الأولى:
انتشار قوى الأمن الداخلي كقوات لفض الاشتباكات في أغلب الريف الغربي والشمالي لمحافظة السويداء، إضافة لطرق رئيسية خارج المدن منعاً للاحتكاك.
انتشار قوى الأمن الداخلي كقوات لفض الاشتباكات في أغلب الريف الغربي والشمالي لمحافظة السويداء، إضافة لطرق رئيسية خارج المدن منعاً للاحتكاك. المرحلة الثانية:
- افتتاح معابر إنسانية بين محافظتي درعا والسويداء لتأمين خروج المدنيين والجرحى والمصابين، وكل من يود الخروج من السويداء.
- تشكيل غرفة طوارئ من وزارات وهيئات حكومية ومختلفة لإدخال المساعدات الإنسانية والطبية، وتوفير الخدمات الأساسية، وإصلاح البنية التحتية.
- تأمين جميع أهالي المحتجزين من البدو والموجودين حالياً في مناطق سيطرة المجموعات الخارجة عن القانون والعمل على تبادل الأسرى.
- افتتاح معابر إنسانية بين محافظتي درعا والسويداء لتأمين خروج المدنيين والجرحى والمصابين، وكل من يود الخروج من السويداء. - تشكيل غرفة طوارئ من وزارات وهيئات حكومية ومختلفة لإدخال المساعدات الإنسانية والطبية، وتوفير الخدمات الأساسية، وإصلاح البنية التحتية. - تأمين جميع أهالي المحتجزين من البدو والموجودين حالياً في مناطق سيطرة المجموعات الخارجة عن القانون والعمل على تبادل الأسرى. المرحلة الثالثة:
ترسيخ التهدئة، وتفعيل مؤسسات الدولة، وانتشار عناصر الأمن الداخلي في المحافظة تدريجياً بما يضمن عودة الحياة الطبيعية، وفرض القانون تحت مظلة الدولة.
الانتهاكات الإنسانية
ورداً على سؤال بشأن الانتهاكات الإنسانية التي شهدتها محافظة السويداء خلال اشتباكات الأيام الأخيرة، قال الوزير السوري، إن "الدولة اعترفت عند دخولها في الأحداث الأخيرة بوجود العديد من الانتهاكات، والدولة لا تنكر مسؤوليتها، وقد أشار لها البيان الصادر عن رئاسة الجمهورية، كما أشار لها الرئيس (أحمد الشرع)".
ولفت إلى أن "الدولة تعهدت بالمحاسبة، وهذا لا يعني أن نصمت عن مجموعة من الجرائم التي قامت بها المجموعات الخارجة عن القانون، وخاصة فيما يتعلق بالقيام بممارسات تنذر بتغييرات ديمغرافية"، معتبراً أن "غياب الدولة هو ما أنضج هذه المشكلة".
وأوضح المصطفى أن "الدولة تتفهم خصوصية كل منطقة، وتسعى للحلول التفاوضية والسياسية، ولكن هي حريصة على حصر السلاح بيد الدولة، وإدماج كل التنظيمات في الجيش".
وأشار إلى أنه تم التوصل لأكثر من تفاهم خلال الأشهر الماضي مع "الشيخ حكمت الهجري وجماعته لكنهم كانوا من البداية متسلحين بدعم إسرائيلي، ويقودون باتجاه توتير الأوضاع إلى مثل هذه النتائج".
ودعا الوزير إلى "إعلاء مسألة العقل، والتصرف بمسؤولية الاستثمار في وحدة سوريا وشعبها، وإعلاء المصلحة الوطنية فوق المصالح، وإدراك بأن سوريا قادرة وتتسع لجميع مكوناته".
وعن مصير الفصائل المحلية في السويداء بعد تنفيذ الاتفاق ودخول قوات الأمن إلى المدينة، قال المصطفى: "في التفاهمات التي تم التوصل إليها قبل شهرين كان هناك تفاهم على إدماج تدريجي لجميع الفصائل الموجودة في السويداء ضمن مؤسسات وزارة الدفاع، وقد تم الاستجابة بما فيها لمطلب (الضابطة العدلية) بأن تكون من السويداء، وهذا تنازل كبير قدمته الدولة من أجل الوصول إلى صيغة سياسية فيما يتعلق بهذه المسألة".
وتابع: "الحكومة السورية كانت واضحة بأن هذه اللحظة هي لحظة صعبة، وأن المسار الانتقالي صعب، والوصول إلى جيش موحد هي مهمة صعبة، وتأخذ بعض الوقت، وهي مهمة تدريجية تواجهها الكثير من المصاعب".
واعتبر أن هناك "3 أعمدة ترتكز عليها السياسة السورية هي، بلد واحد وحكومة واحدة وجيش واحد، وهذا لا يمكن التخلي عنه".
محادثات إسرائيل
ونفى وزير الإعلام السوري ما أورده تقرير وكالة "رويترز" بعقد مسؤولين سوريين اجتماعاً مع مسؤولين إسرائيليين في العاصمة الأذربيجانية باكو.
وكشف المصطفى، أن المحادثات التي تجريها دمشق حالياً بشأن الملف الإسرائيلي تتركز بشكل أساسي على انسحاب تل أبيب من "المناطق السورية التي احتلها وتوغلت فيها" بعد سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر الماضي، و"الالتزام باتفاقية فصل القوات لعام 1974"، في إشارة إلى "اتفاقية فض الاشتباك" التي أبرمت بين دمشق وتل أبيب في مدينة جنيف بسويسرا عام 1974.
واعتبر أنه من المبكر حالياً "الحديث عن أي اتفاقيات جديدة بدون التزام إسرائيل بالاتفاقية الأولى".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 5 ساعات
- الشرق الأوسط
تفكيك خلايا ماهر الأسد في الساحل السوري
تمكنت قيادة الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية السورية من تفكيك خلايا مرتبطة بماهر الأسد؛ قائد «الفرقة الرابعة» في النظام البائد. وقال بيان إن الأجهزة الأمنية تمكنت من ضبط وتفكيك خلية إرهابية يقودها ماهر حسين علي، المتورط في تنفيذ هجمات سابقة استهدفت مواقع تابعة للأمن الداخلي، وإنه كان بصدد الإعداد لهجمات جديدة في المحافظة. وأظهرت التحقيقات وجود تنسيق مباشر بين هذه الخلية وكل من ماهر الأسد والوضاح سهيل إسماعيل؛ قائد ما يُعرف بـ«فوج المكزون»، إلى جانب تلقي دعم لوجيستي مباشر من «حزب الله» اللبناني وميليشيات أخرى. وأسفرت العمليات الأمنية أيضاً عن اعتقال العقيد السابق في «الحرس الجمهوري» مالك علي أبو صالح، رئيس ما تُعرف بـ«غرفة عمليات الساحل».


الشرق السعودية
منذ 5 ساعات
- الشرق السعودية
روبيو: مسؤولون أميركيون في ماليزيا لدعم محادثات السلام بين كمبوديا وتايلندا
قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن مسؤولين من وزارة الخارجية يتواجدون في ماليزيا لدعم جهود السلام، حيث من المقرر أن تبدأ كمبوديا وتايلندا محادثات هناك، الاثنين، على أمل التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وأضاف في بيان صادر عن وزارة الخارجية الأميركية مساء الأحد أن الرئيس دونالد ترمب وروبيو على تواصل مع نظرائهما في كلا البلدين ويراقبان الوضع عن كثب. وتابع: "نريد أن ينتهي هذا الصراع في أسرع وقت ممكن". وفي وقت سابق الأحد، قال متحدث باسم مكتب رئيس وزراء تايلندا، إن الزعيمين التايلندي والكمبودي سيجتمعان في ماليزيا، لإجراء محادثات لإنهاء الأعمال العدائية، ويأتي هذا في أعقاب ضغوط من الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنهاء النزاع الحدودي الذي دخل يومه الرابع، وأودى بحياة 34 شخصاً، ونزوح أكثر من 168 ألف شخص، حسبما ذكرت "بوليتيكو". وذكر جيرايو هوانجساب أن رئيس الوزراء التايلندي بالإنابة فومتام ويتشاياتشاي سيحضر محادثات، الاثنين، استجابة لدعوة من رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، لمناقشة جهود السلام في المنطقة. وأضاف المتحدث أن نظير فومتام الكمبودي هون مانيت، سيحضر المحادثات أيضاً على الرغم من أن الجانب الكمبودي لم يؤكد ذلك، معتبراً أن رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم كان يتصرف بصفته رئيساً لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، التي تعقد على أساس دوري سنوي من قبل أعضائها العشرة. وذكر ترمب على موقع "تروث سوشيال"، السبت، أنه تحدث إلى زعيمي تايلندا وكمبوديا، مشيراً إلى أنه "لن يمضي قدماً في اتفاقيات التجارة مع أي من البلدين، إذا استمرت الأعمال العدائية". وقال لاحقاً إن "الجانبين اتفقا على الاجتماع للتفاوض على وقف إطلاق النار".


الشرق الأوسط
منذ 5 ساعات
- الشرق الأوسط
روبيو: مسؤولون أميركيون في ماليزيا للمساعدة في المحادثات بين كمبوديا وتايلاند
قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن مسؤولين من وزارته موجودون في ماليزيا للمساعدة في جهود السلام حيث من المقرر أن تبدأ كمبوديا وتايلاند محادثات هناك اليوم الاثنين على أمل التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وأضاف روبيو في بيان أصدرته وزارة الخارجية الأميركية في ساعة مبكرة من صباح اليوم أنه والرئيس دونالد ترمب يتواصلان مع نظرائهما في كل دولة، ويراقبان الوضع عن كثب. وقال «نريد أن ينتهي هذا الصراع في أسرع وقت ممكن. مسؤولون من وزارة الخارجية موجودون على الأرض في ماليزيا لدعم جهود السلام هذه».