
هل رفض نيجيريا الاستسلام لترامب يؤشر على تدهور علاقات واشنطن في أفريقيا؟
وأشار المقال الذي نشرته فورين بوليسي للكاتبة النيجيرية أولاجوموكي أيانديلي، الأستاذة بجامعة نيويورك، إلى أن وزير الخارجية النيجيري يوسف توغار قال في يوليو/تموز الماضي إنّ بلاده لديها "ما يكفي من مشاكلها الخاصة"، ولن تكون مستودعا لترحيل اللاجئين الذين لا تربطهم صلات بها.
وعلّقت أيانديلي قائلة إن هذه الخطوة تمثل رفضا أوسع للمنطق التبادلي، الذي ظل يحكم العلاقات الأميركية-الإفريقية لسنوات. وأضافت أن نيجيريا لا تدافع فقط عن حدودها، بل تدافع عن سيادتها واستقلالها في صنع القرارات.
سياسة غربية
وأوضحت أن توسيع سياسة الترحيل التي بدأت في أميركا اللاتينية خلال الولاية الأولى لترامب امتدت إلى أفريقيا، مدعومة بوعود مساعدات أفضل وشروط تجارية مواتية وتخفيف قيود التأشيرات، كما ألقت السياسة الأوروبية والبريطانية بظلالها المشابهة من خلال اتفاقيات، مثل اتفاقية لندن-رواندا، ونقل طالبي اللجوء إلى مواقع خارجية.
وعن أسباب الرفض النيجيري، قالت الكاتبة إن نيجيريا تعاني من ضغوط داخلية كبيرة، بدءا من ارتفاع معدلات انعدام الأمن الغذائي، وارتفاع بطالة الشباب، والنزاعات في الشمال، واستنزاف الموارد. كما أن السجون مكتظة بنسبة 137%، واستيعاب مرحّلين أميركيين معزولين سيزيد الأعباء على مؤسسات هشّة بالفعل، ويحول موارد نادرة بعيدا عن الاحتياجات المحلية العاجلة.
وأضافت أن هذا الموقف ينبع أيضا من الرؤية النيجيرية للسياسة الخارجية، والتي ترتكز على "ركائز أربع": الديمقراطية، والتنمية، والديموغرافيا، والشتات، وهي تؤكد طموح نيجيريا لتقود القارة الأفريقية من منطلق سيادة وسياسات خارجية قائمة على الإصلاح وليس التبعية.
ورفض نيجيريا، وفقا للكاتبة، لا يخلو من مخاطرة، فقد يؤدي إلى توتر في العلاقات مع واشنطن والتأثير على التعاون المستقبلي، الأمر الذي قد يفجّر اضطرابا تجاريا ودبلوماسيا.
نيجيريا ترسم مسارا جديدا في الموقف الأفريقي حيث تسعى إلى إنهاء دور "المنفّذ" الذي لطالما فرضه الغرب على دول الجنوب لتنفيذ سياساته مقابل المساعدات
رسم مسار جديد
ومع ذلك، فإن نيجيريا ترسم مسارا جديدا في الموقف الأفريقي، حيث تسعى إلى إنهاء دور "المنفّذ" الذي لطالما فرضه الغرب على دول الجنوب لتنفيذ سياساته مقابل المساعدات.
ومنذ فترة، كان يُنظر إلى الدول الأفريقية كجهة تحل أزمات الغرب، دون أن تحصل على صوت في صنع القرار. لكن الأمور بدأت تتغيّر، فقد رفضت جنوب أفريقيا ضغوط الولايات المتحدة في صلاتها مع روسيا وإيران، لا سيما في المسائل التجارية.
وتقول إيانديلي إن نيجيريا تبرز، اليوم، كبادئة لرؤية تتبنى استقلالية القرار الوطني، وشراكات قائمة على الاحترام المتبادل، حيث توفر دول مثل الصين وروسيا وتركيا وقطر والسعودية والإمارات بدائل غير مشروطة، تستهدف الاستثمار والبنى التحتية دون التلكؤ السياسي والشروط الأخلاقية. ومع أن تلك الخيارات تأتي بمخاطر كمشكلات الديون أو الحوكمة، فإنها تُفضّل لأنها تعامل الدول الأفريقية كشركاء متساوين، وليسوا أدوات خدمية.
تحذير لواشنطن
وسلوك نيجيريا يمثل تحذيرا لواشنطن بأن الهيمنة والعقود المشروطة لم تعد تكفي، وأن احترام السيادة الوطنية، والقبول بالدول الأفريقية كشركاء حقيقيين يمثل الأساس للسياسة الخارجية الفعالة في المستقبل، فالتزامات الشراكة بديلا عن الضغوط ستكون العملة الجديدة للدبلوماسية.
وفي الختام، قالت إيانديلي إن رفض نيجيريا لترحيل مهاجرين من دول ثالثة يُعد موقفا إستراتيجيا قائما على مبدأ السيادة والواقعية وأسس السياسة الخارجية المستقلة، ويعكس توجها متزايدا في أفريقيا نحو إعادة صياغة علاقاتها الدولية بصورة أقل تبعية وأكثر احتراما للحقوق والمصالح المحلية.
المصدر: فورين بوليسي
نقلا عن الجزيرة نت
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الصحفيين بصفاقس
منذ 13 دقائق
- الصحفيين بصفاقس
نابل تكليف وهيبة الصيد بتسيير الشؤون العادية لبلدية بني خلاد
نابل تكليف وهيبة الصيد بتسيير الشؤون العادية لبلدية بني خلاد 5 أوت، 17:00 استهلت السيدة الوالية جلسة التكليف بالترحيب بالحاضرين مبرزة أهمية العمل البلدي لقضاء شؤون المواطنين عن قرب داعية المكلفة الجديدة بتسيير الشؤون العادية لبلدية بني خلاد وكافة الإطارات والعملة إلى مضاعفة المجهودات المبذولة ودعتها إلى ضرورة التنسيق مع السلط الجهوية والمحلية لمتابعة مشاغل المواطنين والحرص على حلها وفقا للتراتيب القانونية الجاري بها العمل وتسهيل الحياة اليومية للمواطنين خاصة فيما يتعلق بالنظافة والعناية بالبيئة ومقاومة الإنتصاب والبناء الفوضوي وإستحثاث نسق إنجاز المشاريع البلدية المبرمجة وتحسين البنية التحتية .


جوهرة FM
منذ 13 دقائق
- جوهرة FM
هذه شروط إيطاليا للاعتراف بدولة فلـ.سطين
حدد وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني اليوم الثلاثاء، شروط اعتراف بلاده بدولة فلسطين. وأشار تاياني في تصريح للصحفيين بمجلس النواب إلى أن "الصفحة الأولى من القانون الدستوري تنص على مقومات الدولة، وهي غير متوفرة بعد بالنسبة لفلسطين". وأضاف: "سبق أن ذكرتُ ما يجب فعله. نحتاج إلى بعثة أممية بقيادة عربية. نحن مستعدون لإرسال قواتنا لإعادة توحيد فلسطين، أي وضع قطاع غزة والضفة الغربية تحت سيطرة حكومة فلسطينية موحدة". وتابع: "بمجرد توحيد فلسطين سنعترف بالدولة، وإلا فسنعترف بشيء غير موجود". وأكد وزير الخارجية على أنه على اتصال مع السلطة الفلسطينية، وستزور وزيرة خارجيتها روما في شهر سبتمبر المقبل. وردا على سؤال حول اعتراف دول أوروبية أخرى بدولة فلسطين، قال: "لتفعل ما تشاء". وتعترف حاليا 147 دولة بدولة بفلسطين، بما فيها روسيا. وفي سنة 2024، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد انضمام فلسطين كعضو كامل في الأمم المتحدة. كما اعترفت 10 دول جديدة بفلسطين منذ 2024، منها إيرلندا، النرويج، إسبانيا، وأرمينيا. يذكر أن موقف روسيا ينص على حل يقوم على إنشاء دولة فلسطينية ضمن حدود 1967، بعاصمتها القدس الشرقية، وفقا للصيغة التي أقرها مجلس الأمن الدولي. كما يجدر بالذكر أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعلن في 24 جويلية أن فرنسا ستعترف رسميا بدولة فلسطين خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2024، مؤكدا أنه أرسل رسالة بهذا التعهد إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. من جهتها، أعلنت حكومة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن لندن ستقدم على نفس الخطوة في سبتمبر إذا لم يوافق الاحتلال الإسرائيلي على وقف إطلاق النار في غزة، ولم يتخذ خطوات لإنهاء ما وصفته بـ"الوضع المروع" في القطاع. (آكي)


جوهرة FM
منذ 16 دقائق
- جوهرة FM
النائب صابر الجلاصي بخصوص إضراب النقل: 'يجب التحلّي بالعقلانيّة والعودة إلى طاولة التفاوض' (فيديو)
دعا النائب بمجلس نواب الشعب ورئيس لجنة التّخطيط الإستراتيجي والتّنمية المُستدامة والنّقل والبُنية التّحتية والتّهيئة العُمرانية، صابر الجلاصي، اليوم الثلاثاء، إلى "التحلّي بالعقلانية والعودة إلى طاولة التفاوض"، وذلك في تعليقه على إضراب أعوان وإطارات شركة نقل تونس المزمع تنفيذه يوميْ الخميس 7 والجمعة 8 أوت الجاري. وأوضح الجلاصي، لدى حضوره في برنامج "صباح الورد"، على الجوهرة أف أم، أنّ "مطالب أعوان النقل مهنيّة وماديّة ولكن هناك أخرى تعجيزيّة على غرار إرجاع العمال المطرودين"، مشيرًا إلى أنّ "بعض المطالب المعلن عنها مجحفة ومن شأنها تعجيز الحكومة وجعلها تفكّر في التسخير الذي لم ينجح خلال الإضراب السابق". وأكّد الجلاصي أنّ "الحق في الإضراب والإحتجاج السلمي يضمنه الدستور لكن يجب في المقابل الأخذ بعين الإعتبار مصلحة المواطن والبلاد"، موضّحًا أنه "يمكن إيجاد حلول وسطيّة بين الطرفيْن النقابي والحكومي أو القيام ببعض التنازلات". وشدّد النائب على "وجود العديد من الإخلالات الكبرى في قطاع النقل وسط عدم تجاوب فعلي من قبل وزير النقل أو وجود متابعة ترتقي إلى تطلّعات نواب الشعب". يُذكر أنّ الجامعة العامة للنقل أصدرت برقية التنبيه باضراب أعوان وإطارات شركة النقل بتونس يوميْ 7 و8 أوت الجاري، وذلك بعد أسبوع من الإضراب الذي استمر 3 أيام (30 و31 جويلية و1 أوت) من أجل مطالبة الطرف النقابي بتحسين الوضعيات الاجتماعية لمنظوريه.