logo
قادة أوروبيون يدعمون أوكرانيا وزيلينسكي يرفض التخلي عن أراض

قادة أوروبيون يدعمون أوكرانيا وزيلينسكي يرفض التخلي عن أراض

الجزيرةمنذ 3 أيام
قال قادة أوروبيون -أمس السبت- إن مسار السلام في أوكرانيا لا يمكن تقريره دون مشاركة كييف و"دون وقف لإطلاق النار أو تقليص للعمليات العدائية" في حين أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رفضه التخلي عن أي أراض، ودعا إلى ضرورة إشراك كييف في أي تسوية للحرب مع روسيا.
وقد أصدر قادة كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا وفنلندا ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بيانا مشتركا يؤكد "التزامهم بالمبدأ الذي ينص على أن الحدود الدولية لا يمكن تغييرها بالقوة" وأن "خط التماس الحالي يجب أن يكون نقطة انطلاق المفاوضات".
وفي وقت سابق أمس، نقل موقع أكسيوس عن مسؤول أميركي قوله إن اجتماعات بالعاصمة البريطانية -شارك فيها مسؤولون أميركيون وأوكرانيون- أحرزت تقدما كبيرا نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا.
خطة روسية
ونقل الموقع الأميركي عن مصادر قولها إن الاجتماع يهدف لمحاولة التوصل إلى مواقف مشتركة قبيل اجتماع متوقع الأسبوع المقبل بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا الواقعة أقصى الشمال الغربي للقارة الأميركية والقريبة من روسيا.
وفي السياق، نقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن مسؤولين غربيين قولهم إن مسؤولين أميركيين أَطلعوا زعماء أوروبيين ومسؤولين أوكرانيين على خطة عرضها بوتين لوقف الحرب في أوكرانيا مقابل تنازلات إقليمية كبيرة من كييف.
وتتطلب الخطة -التي قدمها بوتين إلى المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف في اجتماع بموسكو الأربعاء- تتطلب من أوكرانيا التنازل عن إقليم دونباس الذي تسيطر روسيا على معظمه وكذلك عن شبه جزيرة القرم.
كما تنص الخطة على تجميد خطوط المعركة الحالية، لكن التفاصيل الأخرى للاقتراح لا تزال غير واضحة. وبحسب "سي إن إن" فقد أثارت الخطة حفيظة مسؤولين أوروبيين أعربوا عن قلقهم من أن تكون هذه محاولة من بوتين لتجنب العقوبات التي هدد ترامب بفرضها.
مقترح أوروبي
وقالت "وول ستريت جورنال" إن مسؤولين أوروبيين قدموا اقتراحا مضادا يتضمن مطالب بأن يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار قبل اتخاذ أي خطوات أخرى، وأن يكون أي هناك تبادل للأراضي مع ضمانات أمنية حازمة.
ونقلت الصحيفة الأميركية عن مفاوض أوروبي قوله "لا يمكن بدء أي عملية بالتنازل عن أراض في خضم القتال".
ومن جهته، أكد مسؤول أوروبي أن ممثلين أوروبيين قدموا مقترحا مضادا في الاجتماع، لكنه أحجم عن ذكر أي تفاصيل.
وتطالب موسكو بأن تتخلّى كييف رسميا عن 4 مناطق يحتلّها الجيش الروسي جزئيا هي دونيتسك ولوغانسك وزاباروجيا وخيرسون، فضلا عن شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي أعلن الكرملين ضمّها بقرار أحادي سنة 2014.
كما تشترط موسكو أن تتوقّف أوكرانيا عن تلقّي أسلحة غربية، وتتخلّى عن طموحاتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وتعتبر كييف هذه الشروط غير مقبولة، وتطالب بسحب القوّات الروسية وبضمانات أمنية غربية، من بينها مواصلة تسلّم أسلحة ونشر كتيبة أوروبية على أراضيها.
رفض أوكراني
وأمس، أجرى زيلينسكي مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أعرب خلالها عن امتنانه لدعم لندن المتواصل لكييف.
وأكد الجانبان خطورة خطة موسكو الرامية للاستيلاء على أجزاء واسعة من شرق أوكرانيا في أي اتفاق سلام.
وشدد زيلينسكي على حاجة بلاده إلى سلام حقيقي ومستدام، مؤكدا مواصلة العمل من أجل دبلوماسية بناءة وحلول فعالة.
ومن جهته، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه "لا يمكن تقرير مستقبل أوكرانيا دون الأوكرانيين" وإن دول أوروبا "ستكون جزءا من الحل لأن الأمر يتعلق بأمنها".
أما زيلينسكي فقد قال إن الأوكرانيين "لن يسلموا أرضهم للمحتلين" وإن أي حلول دون بلاده "ستكون ضد السلام". وأكد استعداده للعمل مع ترامب وجميع الشركاء من أجل سلام حقيقي وطويل الأمد.
وأكد أيضا أن بلاده لا تلمس أي تحوّلات في الموقف الروسي، وأن "الروس غير راغبين في وقف القتال، ويستمرون في دعم الحرب".
وبعد الاتصال، أعلنت بريطانيا أن وزير خارجيتها ديفيد لامي وجيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي سينظمان اجتماعا لمستشاري الأمن القومي الأوروبيين والأميركيين "لمناقشة التقدم الذي يتعين تحقيقه لإرساء سلام عادل ودائم" في أوكرانيا.
ومن جهته أكد الفرنسي أن "مستقبل أوكرانيا" لا يمكن أن يُقرر "بدون الأوكرانيين". وكتب ماكرون على منصة إكس "الأوروبيون أيضا سيكونون بالضرورة جزءا من الحل لأن أمنهم يعتمد عليه".
وأودت الحرب -التي بدأتها روسيا على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022 بحياة عشرات الآلاف على أقل تقدير في كلا الجانبين، وتسّببت بدمار كبير. لكن بعد أكثر من 3 سنوات من المعارك، ما زال التباين سيّد الموقف بين مطالب كييف وموسكو. وتُتّهم روسيا بعرقلة المفاوضات من خلال الإبقاء على سقف مطالبها العالي، في حين تتقدّم قوّاتها ميدانيا.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تقدم روسي خاطف شرق أوكرانيا قبيل قمة ترامب وبوتين
تقدم روسي خاطف شرق أوكرانيا قبيل قمة ترامب وبوتين

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

تقدم روسي خاطف شرق أوكرانيا قبيل قمة ترامب وبوتين

أعلن الجيش الأوكراني، اليوم الثلاثاء، أنه يخوض قتالا "صعبا" شرق أوكرانيا ، وأنه أرسل قوات إضافية لمنع تقدم وصفه بالخاطف لقوات روسية في جزء ضيّق، لكنه مهم من خط الجبهة، قبل أيام على الاجتماع المرتقب بين الرئيسين الروسي والأميركي. وقالت هيئة الأركان العامة، في بيان، إن قوات الجيش تصدت لمجموعات حاولت تجاوز الخطوط الدفاعية الأوكرانية "وألحقت بها الهزيمة"، بينما تواصل الاشتباك مع مجموعات أخرى. وتحدث الجيش الأوكراني في بيان عن معارك في محيط قرية كوشيريف يار بمنطقة دونيتسك، كما أظهرت مدونة مقربة من الجيش أن روسيا تقدمت حوالي 10 كيلومترات خلال يومين تقريبا. وبات الممر الذي يبدو أنه وقع تحت السيطرة الروسية يهدد بلدة دوبروبيليا للتعدين، التي يفر منها المدنيون وتتعرّض لهجمات متكررة من المسيّرات الروسية، كما يهدد بلدة كوستيانتينيفكا، إحدى آخر المناطق الحضرية الكبيرة التي ما زالت تحت سيطرة أوكرانيا في منطقة دونيتسك. مجموعات تخريبية وأفاد "معهد دراسة الحرب"، ومقره الولايات المتحدة ، بأن روسيا ترسل مجموعات تخريبية صغيرة. وأضاف أنه ما زال "من المبكر" وصف التقدم الروسي في منطقة دوبروبيليا بأنه "اختراق على مستوى عملياتي". وذكرت "مجموعة العمليات التكتيكية في دونيتسك" التي تشرف على أجزاء من الجبهة في المنطقة الصناعية، أن روسيا تختبر الخطوط الأوكرانية بواسطة مجموعات تخريبية صغيرة، واصفة المعارك بأنها "معقدة ومزعجة وديناميكية". من جهته، قال جهاز الأمن الأوكراني إن مسيرات تابعة له قصفت مبنى يحتوي على مسيّرات هجومية بعيدة المدى من طراز "شاهد" في منطقة تتارستان الروسية على بعد 1300 كيلومتر من أوكرانيا. وذكر الجهاز أن هذا هو الهجوم الثاني من نوعه خلال 4 أيام، وأن مقاطع فيديو صورها سكان محليون هناك تؤكد استهداف المنشأة. ترقب للاجتماع وتأتي هذه التطورات قبل القمة المرتقبة يوم الجمعة المقبل بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب. وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن موسكو لا تسعى إلى السلام في أوكرانيا، وتستعد بدلا من ذلك لتنفيذ هجمات جديدة. وفيما يسارع القادة الأوروبيون لضمان احترام مصالح كييف في أي اتفاق محتمل، أفاد ترامب بأن هدف القمة سيتمثل بـ"جس نبض" بوتين لمعرفة أفكاره في ما يتعلق بوضع حد لحرب أوكرانيا. ومنذ 24 فبراير/شباط 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها وتشترط لإنهائه تخلي أوكرانيا عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا" في شؤونها.

مقدونيا الشمالية.. هشاشة البلقان في مرمى الجغرافيا والسياسة
مقدونيا الشمالية.. هشاشة البلقان في مرمى الجغرافيا والسياسة

الجزيرة

timeمنذ 3 ساعات

  • الجزيرة

مقدونيا الشمالية.. هشاشة البلقان في مرمى الجغرافيا والسياسة

تعد مقدونيا الشمالية نموذجا للدولة الهشة ذات البنية المؤسسية الحديثة، لكنها مثقلة بانقسامات عرقية وإثنية تمنع تشكيل هوية وطنية جامعة. وقد أُجبرت هذه الدولة الصغيرة على التفاوض على أسس وجودها الرمزي والسياسي منذ ولادتها في أعقاب تفكك يوغوسلافيا سنة 1991، بدءا من أزمة اسمها مع اليونان، وصولا إلى اضطراباتها الداخلية مع المكوِّن الألباني، وانتهاءً بصراعات التأطير الجيوسياسي بين الغرب وروسيا. ورغم انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) عام 2020، فإن هشاشتها الداخلية مستمرة، وتظل عرضة للتدخلات الخارجية، خاصة في ظل التحولات الجيوسياسية التي زادتها الحرب الروسية الأوكرانية تعقيدا. ونشر مركز الجزيرة للدراسات ورقة تحليلية بعنوان " مقدونيا الشمالية الدولة والهوية وتوازنات النفوذ في بيئة جيوسياسية متحولة" للباحث المتخصص في شؤون البلقان وأوروبا الشرقية، كريم الماجري، سلطت الضوء على مقدونيا الشمالية كدولة صغيرة تتنازعها هويات متعددة ومتضادة، وتحاول فهم الكيفية التي تتفاعل بها مع الضغوط الجيوسياسية في سياق التحولات التي يشهدها النظام الدولي. كما تسعى لاستشراف السيناريوهات الممكنة لمستقبل هذه الدولة البلقانية، انطلاقا من التحديات التي تواجهها داخليا وخارجيا، وأثر ذلك على استقرارها وتماسكها الوطني. أزمة الهوية الوطنية والتعايش العرقي منذ نشأتها، افتقدت مقدونيا الشمالية إلى إجماع داخلي على هوية وطنية موحدة. فالمجتمع منقسم بين مقدونيين سلاف وألبان، إضافة إلى توتر مع اليونان استمر عقودا بسبب اسم "مقدونيا"، الذي اعتبرته أثينا جزءا من إرثها التاريخي. تم حل الخلاف عبر "اتفاق بريسبا" عام 2018، الذي غيّر الاسم إلى "جمهورية مقدونيا الشمالية" مقابل فتح الطريق نحو الناتو والاتحاد الأوروبي. لكن الاتفاق أثار انقساما داخليا، حيث رآه البعض تنازلا عن الكرامة الوطنية. وشهدت مقدونيا عام 2001 إحدى أخطر أزماتها الداخلية عندما اندلعت مواجهات مسلحة بين القوات الحكومية ومقاتلي "جيش التحرير الوطني" الألباني الذي طالب بمزيد من الحقوق السياسية والثقافية للألبان. وكشفت تلك الأزمة هشاشة الدولة، وأدت إلى "اتفاق أوهريد" الذي منح الألبان حقوقا سياسية ولغوية موسعة، واعتمد لغتهم لغة رسمية ثانية. ورغم ذلك، ظل الاندماج محدودا، والعلاقة بين المكونين تتأرجح بين التعاون التكتيكي والتباعد الهوياتي. البنية السياسية والأمنية بعد اتفاق أوهريد أرسى اتفاق أوهريد نظاما توافقيا قائما على المحاصصة بين المكونات، غير أن هذا الاتفاق -وإن أرسى هدنة سياسية- خلق نظاما توافقيا هشا يقوم على المحاصصة، لا على الاندماج الحقيقي. كما انقسمت الأحزاب السياسية إثنيا؛ فبعضها سلافية، والأخرى ألبانية. وغالبا ما تستثمر النخب الانقسام العرقي انتخابيا، وسط اتهامات بالفساد والمحسوبية. ورغم الانضمام للناتو، ظلت البلاد مكشوفة أمام التأثير الروسي والصيني، وبقيت قدراتها العسكرية والأمنية محدودة. وفي مسار الاتحاد الأوروبي، تعرقل بلغاريا المفاوضات بذريعة خلافات تاريخية ولغوية، وهذا ولّد إحباطا شعبيا من "الخيار الأوروبي". تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية أعادت الحرب تشكيل الاصطفافات في أوروبا، وانعكست أيضا على داخل مقدونيا: انقسم الرأي العام بين موالين للغرب وآخرين متأثرين بالدعاية الروسية. رُصدت حملات تضليل سيبرانية تستهدف زعزعة الثقة بالمؤسسات، مع استغلال الانقسام الإثني. أزمة طاقة ناتجة عن الحرب، الأمر الذي ضاعف الأعباء الاقتصادية، ورفع التضخم و البطالة. ورغم تبني العقوبات الأوروبية على موسكو ، أبدت شرائح سياسية واقتصادية تحفظات على هذا الموقف لما له من تبعات سلبية. البعد الإثني.. العلاقة بين المقدونيين والألبان يشكّل البعد الإثني أحد المفاتيح الجوهرية لفهم مأزق الدولة في مقدونيا الشمالية. فالتعايش بين المقدونيين السلاف والألبان مستمر ضمن إطار القانون، لكنه يعاني من غياب الثقة المتبادلة، وتفاوت في فرص النفاذ إلى السلطة والموارد؛ ما يُبقي وحدة الدولة في حالة تعليق دائم. ويقوم التعايش السياسي على تفاهمات حزبية لا على اندماج مجتمعي، مع استمرار العزلة بين المكونات في التعليم والإعلام والسكن. ورغم أن الأحزاب الألبانية رسخت نفوذها، إلا أنها لم تحقق تحسينا جوهريا لأوضاع القاعدة الشعبية، ما أفسح المجال أمام تيارات شبابية أكثر راديكالية. أزمة الثقة مستمرة، ويُنظر إلى ارتباط ألبان مقدونيا بألبانيا وكوسوفو كعامل حساس أمنيا، خصوصا عند تصاعد خطاب "ألبانيا الكبرى" في المنطقة. تجاذبات النفوذ الإقليمي والدولي روسيا: تحافظ على نفوذ رمزي عبر الإعلام والأحزاب القومية والكنيسة الأرثوذكسية، مستفيدة من خطاب "القيم السلافية المسيحية" ومن أزمات الثقة مع الغرب. الاتحاد الأوروبي: رغم جهود مقدونيا للإصلاح، أضعفت النزاعات الثنائية (مع اليونان وبلغاريا) الثقة بالمسار الأوروبي، وأعطت انطباعا بازدواجية المعايير. الولايات المتحدة: داعم أمني رئيسي منذ الاستقلال، لعبت دورا في اتفاق أوهريد وانضمام الناتو، لكن حضورها الاقتصادي والثقافي محدود. تركيا: تركز على الروابط الدينية والثقافية في المناطق المسلمة، وتتبنى خطاب حماية المسلمين مع استثمارات في البنية والخدمات. الهوية الوطنية: غياب مشروع ثقافي جامع، واستمرار الخلافات حول التاريخ واللغة والانتماء. الاقتصاد: اعتماد على تحويلات المغتربين واستثمارات محدودة، مع بطالة وفقر مرتفعين وفجوة تنموية بين المناطق. الهجرة: نزيف الكفاءات نحو أوروبا الغربية، ما يهدد البنية الديمغرافية والاقتصادية. الفساد: عائق رئيسي أمام الانضمام الأوروبي، متجذر في القضاء والوظائف العمومية والعقود. السيناريوهات المستقبلية اندماج أوروبي كامل: يفترض هذا السيناريو تجاوز الخلاف مع بلغاريا، وإصلاحات جذرية، وبناء هوية وطنية جامعة. وهو سيناريو متفائل لكنه يواجه عقبات سياسية واقتصادية. استمرار الوضع الراهن: يمثل هذا السيناريو بقاء الدولة بين نفوذ الغرب وروسيا، مع استقطاب داخلي مزمن دون انهيار شامل. تفكك أو تدهور الاستقرار: يفترض هذا السيناريو الأسوأ أن تتفاقم الأزمات الداخلية والنزاعات الإثنية، بما قد يقود إلى نموذج شبيه بالبوسنة أو لبنان ، مع بقاء الدولة شكلية. خاتمة مقدونيا الشمالية ليست مجرد دولة صغيرة في البلقان، بل ساحة اختبار لقدرة الكيانات ما بعد اليوغوسلافية على بناء دولة وطنية حديثة وسط انقسامات داخلية وتجاذبات دولية. مستقبلها يتوقف على قدرتها على إصلاح مؤسساتها، معالجة الانقسامات الإثنية، واستثمار موقعها الإستراتيجي ضمن بيئة أوروبية مضطربة.

4 يهود في مواجهة الصهيونية
4 يهود في مواجهة الصهيونية

الجزيرة

timeمنذ 9 ساعات

  • الجزيرة

4 يهود في مواجهة الصهيونية

أثارت الحركة الصهيونية منذ نشأتها جدلًا واسعا بين شخصيات وعائلات ومفكرين يهود في أوروبا وأميركا، الذين رأوا فيها خطرا على اليهود أنفسهم، زاعمين أن الأساس الذي قامت عليه يرسخ الانفصال عن الأوطان الأصلية التي ينتمون إليها، ويقوّض مبدأ الاندماج الذي كان لعقود صمام الأمان لبقائهم في مجتمعاتهم. وبرزت أصوات يهودية عبرت بكل وضوح عن حرصها على اليهود، معتبرة أن الفكر الصهيوني يهدد وجودهم، وأن إقامة وطن قومي في فلسطين سيُعرّض ولاء اليهود في أوطانهم للتشكيك ويؤجج النزعات المعادية لهم. ومثلت هذه المواقف -وبعضها ينطلق من معتقدات دينية- تيارا فكريا يهوديا معارضًا للصهيونية، رأى أن خلاص اليهود يكمن في الإصلاح الاجتماعي والسياسي داخل المجتمعات الأوروبية التي يعيشون فيها، لا في مشروع قومي ضيق منفصل في فلسطين قد يعمّق عزلتهم ويستدعي المخاطر عليهم. عائلة مونتاجو قدمت عائلة مونتاجو البريطانية نموذجا بارزا لليهود السفارديم الذين تبنّوا التوجّه الاندماجي في مواجهة المشروع الصهيوني، فقد وقفت هذه العائلة، التي كان لها حضور اقتصادي وسياسي مؤثر في بريطانيا منذ القرن الـ19، موقفا نقديا حادا من الحركة الصهيونية، انطلاقا من قناعة راسخة بفصل الدين عن القومية، ورفض فكرة تحويل اليهود إلى جماعة سياسية مستقلة عن أوطانها الأصلية. وقد أسس صمويل مونتاجو (1832-1911) بنك "صمويل مونتاجو وشركائه" وأسهم بشكل ملموس في ترسيخ مكانة لندن كمركز مالي عالمي، حيث منحه النفوذ الاقتصادي والسياسي موقعا استشاريا لدى الخزانة البريطانية. وعلى الرغم من اهتمامه بالشؤون اليهودية وزياراته المتعددة إلى فلسطين وروسيا والولايات المتحدة، فقد رفض الصهيونية بوصفها مشروعا يتناقض مع مبدأ اندماج اليهود في مجتمعاتهم القومية. وكما يرصد الراحل الدكتور عبد الوهاب المسيري في موسوعة "اليهود واليهودية والصهيونية" فقد كان هذا الموقف متجذرا داخل العائلة، حيث سار ولداه، لويس صمويل مونتاجو (1869–1927) وإدوين صمويل مونتاجو (1879-1924) على النهج نفسه. أقلية غريبة وقد تبلور اعتراض إدوين مونتاجو، الذي تقلد مناصب وزارية مهمة في الحكومة البريطانية وعلى رأسها وزير الدولة لشؤون الهند، بشكل واضح في معارضته الصريحة لوعد بلفور قبيل صدوره عام 1917، محذرا من أن إقامة وطن قومي لليهود سيؤدي إلى نزع حقوق المواطنة عن اليهود البريطانيين، ويُكرّس صورة اليهود كأقلية غريبة محصورة في "غيتو قومي" معزول عن المجتمعات الأخرى. ولم يكتف مونتاجو بالاعتراض السياسي، بل اعتبر أن المشروع الصهيوني يستند إلى رؤية دينية مغلوطة، ويزج باليهود في صراع قومي لا أساس له. وكتب ساخرا "بلفور ووريث آل روتشيلد لا يمكن أن يُنظر إليهما كمخلّصين يحققون النبوءة الدينية". واقترح في مواجهة صعود النفوذ الصهيوني أن يُحرم كل صهيوني من حق التصويت في بريطانيا، بدلا من نزع الجنسية عن اليهود غير الصهاينة، معتبرا المنظمة الصهيونية كيانا يعمل ضد المصالح الغربية البريطانية ويهدد وحدة النسيج الوطني في الداخل. وتكشف مواقف عائلة مونتاجو عن انقسام مبكر داخل الجاليات اليهودية تجاه الصهيونية، بين تيار اندماجي رأى في المشروع الصهيوني انحرافا عن التقاليد الدينية وانعزالا عن الواقع القومي للدول، وبين تيار قومي انفصالي حمل هوية دينية وسياسية مزدوجة، وسعى إلى بناء كيان يهودي على حساب التركيبة السكانية والتاريخية لفلسطين. موريتز غودمان يُعد موريتز غودمان (1835-1918) من أبرز المفكرين اليهود الألمان أواخر القرن الـ19، ومن الشخصيات التي لعبت دورا مهما في النقاش الفكري حول هوية اليهود ومكانتهم في المجتمعات الغربية، وتولى منصب كبير حاخامات فيينا منذ عام 1894. وقد أسهم بعمق في دراسة تاريخ التربية والثقافة اليهودية في الغرب خلال العصور الوسطى، مركزا في أبحاثه على تفاعل الجماعات اليهودية مع البيئات غير اليهودية وتأثرها بها ثقافيا وحضاريا. وكما يرصد والتر لاكير في كتابه "تاريخ الصهيونية" فقد برز غودمان بوصفه أحد المدافعين عن مبدأ اندماج اليهود في المجتمعات التي يعيشون فيها، مع الحفاظ على خصوصيتهم الدينية، دون أن يتحول هذا الاندماج إلى انصهار ثقافي أو ذوبان في الأغلبية. ومن هذا المنطلق وقف موقفا ناقدا بشدة من المشروع الصهيوني الذي طرحه ثيودور هرتزل في كراسته الشهيرة "دولة اليهود" عام 1896. وكان هرتزل قد أرسل أول خطاب إلى غودمان سنة 1895، مُعتبرا إياه أحد الشخصيات الثلاث التي يمكن أن تنقل حلم الدولة اليهودية إلى حيز التنفيذ، إلى جانب البارون دي هيرش واللورد روتشيلد، إلا أن غودمان خيّب ظنه حين رفض الفكرة برمتها. تفكيك فكرة الشعب اليهودي وفي ردّه على أطروحة هرتزل، نشر غودمان كُتيبا بعنوان "اليهودية القومية" سنة 1897، هاجم فيه الأسس التي تقوم عليها الصهيونية، وسعى لتفكيك فكرة "الشعب اليهودي" بوصفها غير تاريخية ولا واقعية. وطرح سؤالا جوهريا على أنصار الصهيونية: من هو اليهودي الأكثر وفاء لهويته؟ أهو الذي يتمسك بشعائر دينه ويندمج في محيطه الوطني والحضاري؟ أم ذلك الذي يتخلى عن الدين لكنه يتشبث بانتماء عرقي لا سند له سوى الرغبة في التمايز؟ وكان غودمان يرى أن الصهيونية تعكس عقلية الغيتو بشكل مقلوب، وأنها تسعى إلى عزل اليهود مجددًا لا عن طريق الاضطهاد، بل عبر خيار قومي لا يقل قسوة، وهو ما أغضب رموز الحركة الصهيونية مثل هرتزل وماكس نورداو اللذين هاجماه بضراوة، إذ كانا ينظران إلى اليهودية كهوية ثقافية أو قومية لا كديانة، وسعيا من خلال الصهيونية إلى إقامة كيان قومي يُخرج اليهود من أوروبا لا بالدمج والقبول، بل بالهجرة والانفصال. ولهذا السبب -وكما يذكر المسيري في موسوعته- فإن غودمان يمثل بذلك تيارا عقلانيا داخل الفكر اليهودي الأوروبي، حيث رأى أن مستقبل اليهود يكمن في تعميق انتمائهم الوطني داخل أوطانهم، وليس في الهروب من التحديات الاجتماعية والسياسية عبر مشروع قومي انفصالي. هيرمان كوهين برز هيرمان كوهين (1842-1918) في المشهد الفكري الألماني أواخر القرن الـ19 كواحد من أهم أعلام الفلسفة الكانطية الحديثة، ومن أبرز المفكرين اليهود الذين تبنوا مشروع الاندماج داخل المجتمعات الأوروبية الحديثة. ونشأ في بيئة دينية، وبدأ تعليمه بهدف أن يصبح حاخاما، لكنه تراجع عن هذا المسار وانصرف إلى دراسة الفلسفة، ليحصل على درجة الدكتوراه ويتولى التدريس في جامعات ألمانية مرموقة، حيث أسهم في تأسيس مدرسة ماربورغ الفلسفية الشهيرة. وفي إطار دفاعه عن اندماج اليهودية في المجتمعات التي عاشت فيها، وبغية الدفاع عنها ضد بعض الهجمات الغربية التي طالتها، والتي نتبين منها نقمته من الصهيونية التي ترسخ للعرقية والانعزالية، رده على المؤرخ الألماني هاينريش ترياتشكه عام 1879 ضد اليهود الذي وصف اليهودية بأنها "ديانة عرقية تعادي القيم الغربية وتتنكر لها" واعتبر اليهود بأنهم "أمة داخل أمة". وكما يرصد بول منديز-فلور، في كتابه "اليهود الألمان: هوية مزدوجة"، فقد كان رد كوهين في العام التالي عبر كتابه "اليهودية: اعتراف" مؤكدا أن يهود ألمانيا مواطنون ألمان متكاملون، لا يعانون من أي ازدواج في الانتماء، بل يجمعون بين إيمانهم الديني والولاء المدني للدولة، وأوضح أن الدولة الحديثة بما تحمله من قيم عقلانية وإنسانية ليست نقيضا لليهودية، بل تمثل امتدادا لها في سعيها نحو العدالة والمساواة. وفي عام 1888 تصدى كوهين أيضا لادعاءات أكاديمية طالت التلمود واتهمته بالسماح لليهود بخداع غير اليهود، فألف كتيبا بعنوان "الحب الأخوي في التلمود" دحض فيه هذه المزاعم، وربط بين مفهوم "الشعب المختار" وفكرة الإصلاح الأخلاقي العالمي، مستشهدا بأن جوهر الرسالة التلمودية يتجلى في تقديم الله بوصفه نصيرا للغريب، وليس حاميا لامتياز عرقي. ومن خلال أعماله الفلسفية والدينية بحسب المسيري، قدّم كوهين رؤية عقلانية ليهودية منفتحة ترفض الانغلاق القومي وتؤمن بوحدة الإنسانية، وقد شكل هذا التصور أساسا لرفضه الحاسم للمشروع الصهيوني، الذي رآه ضربا من القومية الانفصالية التي تهدد بفصل اليهود عن مجتمعاتهم الأوروبية. وبالنسبة لكوهين، فإنه لا يمكن الحديث عن خلاص لليهود خارج أطر الدولة الحديثة، ولا عن هوية يهودية حقيقية خارج الالتزام بالقيم الأخلاقية الكونية. هانز كون يُعد هانز كون واحدا من أبرز المفكرين اليهود الذين تناولوا فكرة القومية بمنظور نقدي، وطرحوا رؤية مغايرة للرؤية الصهيونية التي حولت الهوية اليهودية إلى مشروع قومي ضيق. وقد وُلد كون في براغ ودرس فيها، ثم استقر في فلسطين عام 1925، لكنه غادرها عام 1934 بعد أقل من عقد، ليستقر في الولايات المتحدة حيث عمل أستاذا للتاريخ. وتركز اهتمامه البحثي على دراسة القومية بوصفها ظاهرة تاريخية متعددة الأبعاد، وارتبط اسمه بعدد من المؤلفات المرجعية في هذا المجال، مثل: فكرة القومية (1944)، عصر القومية (1962)، ومقدمة للدول القومية (1967). كما ألّف كون دراسة عن 3 شخصيات يهودية بارزة هي آحاد هاعام وهايني وكارل بوبر، ويعكس اختياره لهذه الأسماء توجها نقديا واضحا للفكر القومي الصهيوني الذي خضع في نظره لمفاهيم أحادية لا تنسجم مع الروح العالمية لليهودية. وفي دراسته "صهيون وفكرة اليهودية القومية" انتقد كون المفهوم الصهيوني القائم على العودة إلى "الأصل" معتبرا أن التفاعل مع الحضارات الأخرى هو ما يصنع التميز الثقافي والإبداع، لا الانعزال القومي. ويقول إن أعظم الأسماء في التاريخ اليهودي الحديث، مثل هايني وماركس وبرغسون، لم يظهروا إلا بعد انفتاح اليهود على العالم وانخراطهم في حضارات أخرى. ويرى أن العودة إلى الجذور ليست بالضرورة فضيلة، وضرب مثالا بفرنسا التي لم تتضرر من تبنيها لغة الغزاة الرومان، بل كانت القاعدة القانونية الأوروبية كلها قائمة على القانون الروماني الذي فُرض من الخارج لا من داخل البنية الثقافية الأوروبية. ويركز كون في قراءته للتاريخ اليهودي على التوتر القديم بين تيارين داخل الفكر الديني: تيار ديني عالمي يؤمن برسالة أخلاقية مفتوحة على الجميع، وآخر قومي يسعى إلى إقامة كيان سياسي خاص، ويستشهد بقصة طلب بني إسرائيل تنصيب ملك عليهم في عهد النبي صمويل، إذ كان المقصود من القصة أن يكونوا عبادا لله لا خدما للدولة. وبعد تأسيس الدولة لم يتردد الأنبياء في مهاجمتها كما فعل عاموس وإرميا اللذان أعادا تفسير مفاهيم مثل "الشعب المختار" و"أرض الميعاد" مؤكدين أن الاختيار لا يمنح امتيازا، بل يحمّل مسؤولية أخلاقية صارمة، وأن العقاب الإلهي سيكون أشد على بني إسرائيل إذا انحرفوا، لأنهم الطرف الذي "عُرف" من بين جميع الشعوب. وفي تحليله لظاهرة معاداة اليهود، أشار كون إلى التباين بين النظرة الصهيونية والنظرة الاندماجية، فبينما تعتبر الصهيونية معاداة اليهود ظاهرة أبدية ملازمة لكل الأغيار، ورأى أن هذه الظاهرة اجتماعية وليست قدرية، وأنها قابلة للانحسار كلما زادت المجتمعات البشرية عقلانية واستنارة. وهذا الموقف، كما يرى المسيري، يعكس إيمان كون العميق بأن التقدم الاجتماعي والسياسي كفيل بتفكيك العنصرية، بعكس النظرة الصهيونية التي تكرس الانفصال كحل دائم. كما انتقد كون الطرح الصهيوني لحقوق اليهود، مؤكدا أن مطالبة الصهيونية بالاستقلال الجماعي تتناقض مع التقاليد الليبرالية التي تركز على حقوق الفرد داخل وطنه، لا على تشكيل كيانات جماعية منفصلة، وأن هذا الطرح -حسب رأيه- يسيء لليهود الذين يطمحون للعيش مواطنين كاملي الحقوق في بلدانهم الأصلية، ويعزز الشك في ولائهم. ورغم غزارة إنتاجه الأكاديمي، تجاهلت معظم الموسوعات اليهودية موقف كون من الصهيونية، وركّزت فقط على أبحاثه العامة حول القومية، ولم يبرز هذا الجانب إلا في سيرته الذاتية التي نشرها عام 1964 تحت عنوان "الحياة في ثورة عالمية" حيث عبّر بوضوح عن موقفه الرافض لتحويل الدين إلى مشروع سياسي. وبلغت الرؤية العالمية لدى كون ذروتها في تأكيده على أن المساعدة الإلهية ليست حكرا على جماعة يسرائيل، وأن الإله في المفهوم التوراتي النبوي يساعد كل الشعوب بما فيها مصر وآشور.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store