
رسائل أميركية ليبية متبادلة في زيارة بولس مسعد: النفط وتوحيد السلطة
مسعد بولس
، الأربعاء والخميس الماضيين، أول مهمة لمسؤول رفيع من إدارة ترامب إلى ليبيا بعد أن أمضى يومين مكثفين في طرابلس وبنغازي، حاملاً فيهما رسائل أميركية واضحة حول أولويات واشنطن في وضع التعاون الاقتصادي والنفطي في صدارة أدواتها لدفع الاستقرار السياسي في ليبيا. واستهل بولس زيارته طرابلس بلقاء مع رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي غلب عليه الطابع الروتيني من خلال مناقشة العلاقات الثنائية، لكن اللقاء الذي تلاه حمل أهمية أكبر، إذ ناقش مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية،
عبد الحميد الدبيبة
، أوجه التعاون الاقتصادي.
وقدم الأخير خلال اللقاء عرضاً لشراكة استراتيجية في قطاع الطاقة والمعادن تقدر قيمتها بــ 70 مليار دولار. وفي إشارة للتوجه الأميركي الاقتصادي في ليبيا، أشرف بولس في اليوم نفسه على توقيع عقد بقيمة 235 مليون دولار بين المؤسسة الوطنية للنفط وشركة "هيل إنترناشيونال" الأميركية للاستثمار في مجال الطاقة. وعقب ذلك، التقى بولس رئيسة البعثة الأممية هانا تيتيه، لمناقشة الخطة الأممية لمسار الحل السياسي الجديد.
وفي بنغازي، التقى بولس اللواء المتقاعد خليفة حفتر، قائد ما يُعرف بــ"القيادة العامة"، حيث تناول اللقاء "آخر المستجدات المحلية والإقليمية" بحسب بيان مكتب حفتر، الذي نقل تأكيد بولس على "جهود القيادة العامة في تحقيق الأمن". لكن الأخير كشف على حسابه على منصة إكس عقب اللقاء عن رسالة أميركية أعمق، قائلاً إنّه ناقش مع حفتر "دعم الولايات المتحدة للجهود الليبية الرامية إلى توحيد المؤسسات وتعزيز السيادة" عبر الحوار السياسي.
أخبار
التحديثات الحية
مسعد بولس يلتقي المنفي والدبيبة بطرابلس ويتجه لملاقاة حفتر في بنغازي
خلال اليوم ذاته، التقى بولس رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، بحضور نجلي حفتر بلقاسم وصدام، من دون أن يصدر أي بيان عن اللقاء من جانب مجلس النواب. وعقب الزيارة أعلنت السفارة الأميركية، أمس الجمعة، أن زيارة بولس توجت بالاتفاق مع المؤسسة الوطنية للنفط على توقيع اتفاقيتين وشيكتين مع شركتي "إكسون موبيل" و"كونوكو فيليبس" لاستكشاف الغاز البحري وتطوير حقول الواحة النفطية باستثمارات بملايين الدولارات.
وفي تحليله لهذه المحطات، يرى الباحث السياسي عبد الحكيم السعداوي أن "الزيارة رسمت رسائل متعددة، فلقاء بولس بالمنفي في طرابلس، رغم طابعه الروتيني إلا أنه يؤكد سعي واشنطن لتعزيز الاعتراف بالشرعية الدولية لحكومة الوحدة كمدخل رئيسي للملف الليبي، بينما يعكس لقائه
بحفتر
في بنغازي اعترافاً بنفوذه كسلطة أمر واقع". وأشار السعداوي، خلال حديثه لـ"العربي الجديد" إلى أن "التركيز الأميركي على توقيع العقود النفطية والإعلان عن أخرى، يؤشر على رغبة جادة في خلق بيئة استقرار تدعم استثمارات طويلة الأمد".
إلا أن السعداوي استدرك بالقول إن "بولس أراد توصيل رسالة مفادها أن هذه الاستثمارات مشروطة بتحقيق الوحدة السياسية والأمنية التي لن تنجح أي مشاريع في غيابها، وهو ما قصده من خلال حرصه على مناقشة مستجدات الخطة الأممية مع تيتيه". من زاوية أخرى، لفت السعداوي إلى أن "قبول بولس حضور نجلي حفتر في لقاءات بنغازي كان يحمل رسالة أيضا، فبلقاسم يمثل ذراع الاقتصاد والاستثمار في هيكل سلطة والده، وصدام يمثل الذراع العسكري، ما يعكس فهم واشنطن المتزايد لطبيعة توزيع القوى داخل قيادة حفتر نفسه".
أخبار
التحديثات الحية
مسعد بولس يلتقي حفتر في بنغازي: رغبة أميركية بتوسيع آفاق التعاون
أما من الجانب الليبي، فيرى السعداوي أن "عرض الدبيبة الضخم بقيمة 70 مليار دولار في مجال الطاقة، يحمل رسالة واضحة لخطب ود واشنطن من أجل دعم وتعزيز سلطته، وهي الرسالة التي ألمح إليها حفتر كذلك من خلال مشاركة نجله بلقاسم لعرض فرص الاستثمار في شرق ليبيا"، معتبرا أن "كل من الدبيبة وحفتر يقدمان خطاباً بلغة المال والاستثمار التي تفضلها إدارة ترامب". كما يرى السعداوي أن "حفتر، بفصل لقاء نجليه مع بولس عن لقائه الشخصي وإدراجهما في اللقاء مع عقيلة صالح، يحمل رسالة تلمح الى سعيه لترسيخ شرعيتهما البرلمانية، والإيحاء بأن سلطته العائلية أصبحت واقعاً لا مناص عن التعامل معه".
من جانبه، يرى الأكاديمي رمضان النفاتي أن التعاطي الأميركي مع الرسائل الليبية كان في منتهى الدقة والحذر، موضحاً في حديثه لـ"العربي الجديد" أن "تعاطي بولس مع عرض الدبيبة الاستثماري الضخم كان محسوباً، فقد حرص على حضور توقيع العقود مع المؤسسة الوطنية للنفط، لكن دون حضور الدبيبة، ما يعني أن واشنطن ترغب في التعامل مع المؤسسات تحت إشراف حكومي بغض النظر عمن يقود الحكومات".
ويرى النفاتي أن "اللقاءات في
بنغازي
لم يترتب عليها التزامات ملموسة، فمشاركة بلقاسم لم يسفر عنها أي إعلان حول عقود أميركية في مشاريع الإعمار التي يشرف عليها". وأكثر من ذلك اعتبر النفاتي "طريقة تقديم حفتر لنجليه رفقة عقيلة صالح دون حضور أي نواب آخرين، قد تكون أعطت انطباعاً سلبياً لدى بولس عن هيمنة حفتر على مجلس النواب، ما يتعارض مع الموقف الأميركي الساعي لدعم الخطة الأممية التي تقوم على ضرورة توافق كل الأطراف على تسوية شاملة".
أخبار
التحديثات الحية
السفارة الأميركية تنفي صحة الأنباء بشأن نقل سكان غزة إلى ليبيا
لكن الأكثر لفتا للانتباه، وفق النفاتي، هو أن "الجانب الأميركي كان حريصاً على تجنب إثارة ملفات شائكة أثارت قلقاً ليبياً واسعاً، مثل نقل مهاجرين من ذوي السجلات الجنائية إلى ليبيا أو نقل سكان غزة، وكذلك ملف العلاقات العسكرية بين حفتر وروسيا، وهو ما يعكس حرصاً أميركياً على تركيز الزيارة على أهدافها المباشرة دون تشويش".
وخلص النفاتي إلى أن زيارة بولس تعكس معالم النهج أميركي في الملف الليبي، مشيرا إلى أنه يقوم على ثلاثة أمور رئيسية: "الأول الاعتراف العملي بموازين القوى القائمة في شرق ليبيا وغربها، ما يعني رغبة أميركية في المحافظة على التوازنات في طرفي البلاد". أما ثانيها فهو "الربط الواضح بين تعزيز الاستثمارات في الطاقة وبين تحقيق استقرار سياسي عبر دعم خارطة طريق أممية توحد المؤسسات السياسية والأمنية، والثالث انخراط متدرج في الملف الليبي من بوابة الاقتصاد لكن بأسبقية الدفع نحو تسوية سياسية".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 24 دقائق
- العربي الجديد
استجواب مؤسّس "تيليغرام" في فرنسا بتهمة المحتوى غير القانوني
واجه مؤسِّس تطبيق التراسل "تيليغرام" بافيل دوروف استجواباً من قضاة التحقيق في باريس، اليوم الاثنين، بشأن تورط محتمل للتطبيق في أنشطة إجرامية، وفقاً لما نقلته وكالة فرانس برس للأنباء عن مصادر قريبة من القضية. وكان دوروف، البالغ من العمر 40 عاماً، قد اعتُقل في باريس في عام 2024 في قضية أثارت ضجة كبيرة، ويخضع لتحقيق رسمي من السلطات الفرنسية بشأن محتوى غير قانوني على خدمة المراسلة الشهيرة التي أسّسها. وعند وصوله إلى محكمة باريس صباح الاثنين برفقة أربعة من محاميه، واجه رجل الأعمال روسيّ المولد جولة استجواب ثالثة منذ اتهامه بارتكاب مخالفات متعدّدة مرتبطة بتسهيل الجريمة المنظمة. واتُهم دوروف، الذي يحمل جوازات سفر فرنسية وروسية، بالتواطؤ في إدارة منصة على الإنترنت سمحت بصفقات غير مشروعة ونشر صور اعتداء جنسي على أطفال ومحتويات غير قانونية أخرى. ونفى دوروف هذه الاتهامات، وقال محاموه في بيان إن جلسة يوم الاثنين التي استمرت طوال اليوم سمحت لدوروف "بتقديم تفسيرات إضافية تثبت عدم صحة الوقائع موضوع التحقيق". وفي استجوابه الأول في ديسمبر/كانون الأول 2024، نفى دوروف إنشاء "تيليغرام" لأغراض غير مشروعة، لكنه أقر بوجود نشاط إجرامي متزايد على المنصة، وتعهد بتعزيز الرقابة. تكنولوجيا التحديثات الحية ألمانيا تفرض غرامة قدرها 5 ملايين دولار على تطبيق "تيليغرام" تحسّن في تعاون "تيليغرام" نقلت "فرانس برس" عن مصادر مطلعة على قضايا الجريمة المنظمة أن السلطات القضائية الفرنسية لاحظت تحسناً في تعاون "تيليغرام" منذ اعتقال دوروف. وقد خُففت الرقابة القضائية على دورو، الذي مُنع في البداية من مغادرة فرنسا ، منذ أوائل يوليو/تموز، ما سمح له بالإقامة في الإمارات لمدة أقصاها أسبوعان في كل مرة. وبحسب الوكالة، قال مصدر مقرب من القضية إنّ محامِي دوروف قدّموا طلبات إلى محكمة الاستئناف في باريس لرفض التهم الموجهة إليه. وقال محاموه في بيانهم يوم الاثنين: "نحن نطعن بشدة في شرعية توجيه الاتهام إلى موكلنا وفي إجراءات عدة من التحقيق أجريت في انتهاك للقانون المحلي والأوروبي"، كما قدّم المحامون طعناً قانونياً في فرنسا لفحص دستورية القضية، إلى جانب طلب للحصول على حكم أولي من المحكمة العليا للاتحاد الأوروبي.


القدس العربي
منذ 2 ساعات
- القدس العربي
نتنياهو يجتمع بالكابينيت وسط تصاعد الخلافات داخل الحكومة
القدس: أفادت وسائل إعلام عبرية، الاثنين، بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيعقد مساء الاثنين، اجتماعًا للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية 'الكابينيت'، وسط تهديدات بالاستقالة داخل الحكومة. وقالت القناة 12 العبرية إن جدول أعمال الاجتماع يتضمن ملفات رئيسة أبرزها الحرب على غزة، والمفاوضات، والمساعدات الإنسانية. فيما أكدت هيئة البث الإسرائيلية أن نتنياهو دعا وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير لحضور الاجتماع، بعد استبعادهما سابقًا من قرار إدخال المساعدات للقطاع المحاصر. ولم توضح وسائل الإعلام مزيد من التفاصيل حول الاجتماع. يأتي ذلك بعد أن لوّح سموتريتش، الأحد، بالاستقالة من الحكومة، وسط تصاعد الخلافات داخل الائتلاف الحاكم، إثر تصريحات لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو زعم فيها إدخال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، رغم تنفيذ سياسة تجويع ممنهجة أدّت إلى مجاعة غير مسبوقة في القطاع المحاصر. تلك التطورات تأتي بعد إعلان جيش إسرائيل 'سماحه' بإسقاط جوي لكميات محدودة من المساعدات على غزة، وبدء ما أسماه 'تعليق تكتيكي محلي للأنشطة العسكرية' في مناطق محددة بالقطاع للسماح بمرور المساعدات. الخطوة الإسرائيلية، عدتها هيئات ومنظمات دولية تروّج لوهم الإغاثة، بينما تواصل الآلة الإسرائيلية استخدام الجوع سلاحا ضد المدنيين. وكان سموتريتش قد هدد سابقًا بالانسحاب من الحكومة إذا دخلت 'حبّة أرز واحدة لحماس'، بحسب تعبيره، و يرى الآن أن الأمر تعدّى بكثير هذا الحد، حيث يتم إدخال كميات كبيرة من المساعدات إلى غزة، دون الرجوع إليه، وهو إهانة سياسية (له)'. ووفق هيئة البث الرسمية التي نقلت عن مصادر سياسية، فإن 'أكثر ما يثير غضب سموتريتش هو أن نتنياهو اتخذ هذا القرار من دون التنسيق معه، رغم كونه شريكًا مركزيًا في الحكومة، وعضوًا في الدائرة الضيقة التي كانت مطلعة على الهجوم الإسرائيلي في إيران مؤخرًا، وكان مشاركًا في كل مشاورات الأمن القومي حوله'. وأكدت المصادر أن سموتريتش 'غاضب جدًا من هذه الخطوة، ويرى فيها تجاوزًا خطيرًا' لصلاحياته. وقالت إنه 'إذا لم يتم احتواء الأزمة خلال الساعات أو الأيام القليلة القادمة، فإن خيار استقالته من الحكومة أصبح مطروحًا وبقوة'. ويملك حزب 'الصهيونية الدينية' الذي يتزعمه سموتريتش 7 مقاعد في الكنيست، لكنه جزء من تحالف سياسي مع أحزاب أخرى، لها 14 مقعدًا في الكنيست الذي يضم 120 مقعدا. ورغم أنّ انسحاب سموتريتش وحده من الحكومة قد لا يسقط الحكومة مباشرة، إلا أن الحكومة ستصبح غير مستقرة وقد تسقط في حال تم تصويت داخل الكنيست على حجب الثقة عنها. والأحد، انتقدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'أونروا' الإنزال الجوي الإسرائيلي للمساعدات في غزة، مؤكدة أنه 'لن ينهي' المجاعة المتفاقمة، وفق ما صرحت به جولييت توما، مديرة الإعلام والتواصل في الوكالة لصحيفة نيويورك تايمز، ونشرتها صفحة الأونروا على 'إكس'. فيما قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الأحد، إن استئناف عمليات إنزال المساعدات جوا، بعد أشهر من التجويع الشامل، يروّج لوهم الإغاثة بينما تواصل الآلة الإسرائيلية استخدام الجوع سلاحا ضد المدنيين. ومطلع مارس/آذار الماضي، تنصلت إسرائيل من اتفاق وقف إطلاق نار وتبادل أسرى مع حماس، بدأ في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، واستأنفت الإبادة، ومنذ ذلك الحين ترفض جميع المبادرات والمطالبات الدولية والأممية لوقف إطلاق النار. وتعيش غزة أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخها، إذ تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل، بدعم أمريكي، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. ورغم التحذيرات الدولية والأممية والفلسطينية من تداعيات المجاعة بغزة، تواصل إسرائيل إغلاق معابر القطاع بشكل كامل أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية منذ 2 مارس/ آذار الماضي، في تصعيد لسياسة التجويع التي ترتكبها منذ بدء الحرب. ومنذ 7 أكتوبر 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 205 آلاف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال. (الأناضول)


العربي الجديد
منذ 2 ساعات
- العربي الجديد
ترامب يحدّد مهلة جديدة لروسيا لإنهاء حرب أوكرانيا: 10 أو 12 يوماً أو مواجهة عواقب
حدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الاثنين، مهلة جديدة مدتها 10 أو 12 يوماً لروسيا لإحراز تقدم نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا أو مواجهة عواقب، ما يؤكد الإحباط الأميركي من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إزاء الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات ونصف السنة. وهدّد ترامب بفرض عقوبات على روسيا وعلى مشتريي صادراتها ما لم يُحرَز أيّ تقدم، ويشير الموعد النهائي الجديد إلى استعداد الرئيس الأميركي للمضي قدماً في تلك التهديدات بعد تردد سابق في القيام بذلك. وخلال حديثه في اسكتلندا، حيث يعقد اجتماعات مع قادة أوروبيين، قال ترامب إنه يشعر بخيبة أمل من بوتين، مشيراً إلى أنه سيقلص مهلة 50 يوماً التي حدّدها بشأن هذه القضية في وقت سابق من هذا الشهر، وقال ترامب للصحافيين خلال اجتماع مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر "سأحدد مهلة جديدة مدتها حوالى... 10 أو 12 يوماً من اليوم... لا داعي للانتظار... نحن ببساطة لا نرى أي تقدم يُحرز". ولم يصدر الكرملين تعليقاً بعد. ورحبت أوكرانيا بهذا البيان. وشكر أندريه يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني ترامب في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي على "صموده وإيصاله رسالة سلام واضحة من خلال القوة". ولم يُتبع ترامب، الذي أبدى انزعاجه أيضاً من زيلينسكي، دائماً كلامه الحاد عن بوتين بالأفعال، مشيراً إلى ما يعتبره علاقة جيّدة جمعت الزعيمين سابقاً. أخبار التحديثات الحية الكرملين لا يستبعد لقاء بين بوتين وترامب في سبتمبر بالصين وأشار ترامب، اليوم الاثنين، إلى عدم رغبته في إجراء المزيد من المحادثات مع بوتين، وقال إن العقوبات والرسوم الجمركية ستستخدم كعقوبات على موسكو إذا لم تلبِّ مطالبه. وقال ترامب "لا داعي للانتظار. إذا كنتم تعلمون كيف سيكون الرد، فلماذا الانتظار؟ وسيكون ذلك (من خلال) عقوبات، وربما برسوم جمركية، رسوم جمركية ثانوية. لا أريد أن أفعل ذلك بروسيا. أنا أحب الشعب الروسي". واقترحت أوكرانيا عقد قمة بين بوتين وزيلينسكي قبل نهاية أغسطس/ آب المقبل، لكن الكرملين قال إن هذا الجدول الزمني غير مرجح، وإن الاجتماع لا يمكن أن يعقد إلا كخطوة أخيرة نحو تحقيق السلام. وقالت وزارة الخارجية الروسية يوم السبت إنه إذا أراد الغرب سلاماً حقيقياً في أوكرانيا، فسيتوقف عن إمداد كييف بالأسلحة. وعبر ترامب مراراً عن استيائه من بوتين لمواصلته شنّ هجمات على أوكرانيا رغم الجهود الأمريكية لإنهاء الحرب. وأشاد ترامب بنجاحاته في مناطق أخرى من العالم حيث ساهمت الولايات المتحدة في التوسط في اتفاقيات سلام، وحظي بإطراء بعض القادة الذين اقترحوا منحه جائزة نوبل للسلام. وقال ترامب اليوم "أشعر بخيبة أمل من الرئيس بوتين. سأقلص مدة الخمسين يوماً التي منحته إياها إلى عدد أقل لأنني أعتقد أنني أعرف بالفعل ما سيحدث". وروج ترامب، الذي يكافح أيضاً للتوصل إلى اتفاق سلام في غزة، لدوره في إنهاء النزاعات بين الهند وباكستان وكذلك بين رواندا والكونغو. وقبل عودته إلى البيت الأبيض في يناير/ كانون الثاني الفائت، تعهد ترامب خلال حملته الانتخابية بإنهاء الصراع بين روسيا وأوكرانيا في يوم واحد. وقال ترامب "اعتقدنا أننا حسمنا الأمر مرات عديدة، ثم يخرج الرئيس بوتين ويطلق الصواريخ على مدينة مثل كييف، ويقتل الكثير من الناس في دار رعاية أو ما شابه. وأقول إنّ هذه ليست الطريقة الصحيحة لسير الأمر". (رويترز)