
سر جمال بشرتك في مكعب الثلج… اكتشفي النتيجة بنفسك
ما سر وراء مكعبات الثلج
سر مكعبات الثلج يكمن في التأثير الفوري والعميق للبرودة على البشرة، وهو مزيج بين علم الجلدية وفكرة التحفيز الطبيعي للجسم. إليك التفاصيل الدقيقة:
الانقباض الفوري للأوعية الدموية
عندما تلامس البرودة سطح الجلد، تنقبض الأوعية الدموية مباشرة، مما يقلل من تدفق الدم مؤقتاً ويجعل البشرة تبدو أكثر شدّاً وصفاءً. بعد إزالة مصدر البرودة، تتمدد الأوعية مجدداً فيحدث تدفق دم غني بالأكسجين والمغذيات، مما يعزز نضارة البشرة.
تحفيز إنتاج الكولاجين
التعرض المعتدل للبرودة يرسل إشارة للجسم بضرورة تعزيز دفاعاته، وهذا يشمل زيادة إنتاج الكولاجين في الأدمة للحفاظ على مرونة الجلد ومقاومة الترهل والخطوط الدقيقة.
تهدئة الأعصاب وتقليل الالتهاب
البرودة تخدر الأعصاب السطحية، مما يقلل من الإحساس بالألم ويخفف الاحمرار والالتهاب، خصوصاً في حالات حب الشباب أو بعد التعرض للشمس.
مكعبات الثلج تعمل على تهدئة الأعصاب وتقليل الالتهاب
تقليص المسام ومنع تراكم الأوساخ
عند انقباض المسام بفعل البرودة، تقل فرصة دخول الشوائب والبكتيريا إليها، مما يحافظ على صفاء البشرة ويمنع انسدادها.
تحفيز البشرة لامتصاص المغذيات
عند تبريد البشرة ثم وضع المنتجات الغنية بالمغذيات، تكون الخلايا أكثر استعداداً لامتصاص المكونات الفعّالة بعمق، ما يزيد من فاعلية العلاجات التجميلية.
فوائد مكعبات الثلج
تحفيز الدورة الدموية لإشراقة فورية
البرودة تعمل على تنشيط تدفق الدم في الأوعية الدقيقة، ما يزيد من إمداد خلايا البشرة بالأكسجين والمغذيات. النتيجة؟ لون وردي طبيعي، مظهر منتعش، وبشرة تبدو أكثر شباباً. هذه العملية تشبه "جلسة إنعاش" للبشرة، حيث تمنحها الحيوية وتزيل علامات التعب والإرهاق، خصوصاً في الصباح.
تهدئة الالتهابات والحبوب الملتهبة
إذا كنت تعانين من احمرار أو تورم بسبب حب الشباب أو الحساسية، فإن مكعب الثلج يعمل كمضاد طبيعي للالتهاب. تطبيقه على البثور يقلل من الانتفاخ ويخفف من الإحمرار، كما يساعد على تقليل إنتاج الزيت في المنطقة المصابة، مما يسرّع من عملية الشفاء. يمكن أيضاً استخدامه بعد جلسات إزالة الشعر أو الليزر لتخفيف الاحمرار والحرارة في البشرة.
شد المسام وتصغيرها
المسام الواسعة من أكثر المشاكل التي تؤثر على نعومة البشرة ومظهرها الصحي. عند تمرير مكعب الثلج على الوجه، تنقبض الأوعية الدموية تحت الجلد، ما يؤدي إلى تقلص المسام مؤقتاً. ومع التكرار المنتظم، يقل إفراز الزهم الزائد الذي يسبب لمعان البشرة والمظهر الدهني. هذه التقنية تمنحك سطح بشرة أكثر تماسكاً وانسيابية، وتساعد على تثبيت المكياج لفترة أطول دون تكتل أو ذوبان.
المسام الواسعة من أكثر المشاكل التي تؤثر على نعومة البشرة ومظهرها الصحي
تقليل الهالات السوداء وانتفاخ العينين
البرودة تقلص الأوعية الدموية حول العينين، ما يقلل من تراكم السوائل المسببة للانتفاخ. أما الهالات السوداء، فيساعد الثلج على تفتيحها تدريجياً عن طريق تحسين تدفق الدم في المنطقة وتقليل الاحتقان. للحصول على أفضل نتيجة، يُنصح باستخدام مكعبات ثلج مصنوعة من ماء الورد أو الشاي الأخضر لزيادة الفعالية.
تعزيز مرونة الجلد وتحفيز الكولاجين
التعرض المعتدل للبرودة يحفّز البشرة على إنتاج الكولاجين، وهو البروتين المسؤول عن شد الجلد ومنع ترهله. مع الوقت، يمكن أن يساعد هذا الروتين البسيط في الحفاظ على مرونة البشرة وتقليل ظهور الخطوط الدقيقة، خصوصاً حول الفم والعينين.
تحسين امتصاص منتجات العناية بالبشرة
عند استخدام الثلج قبل وضع السيروم أو الكريم، يتم تحفيز الأوعية الدموية، ما يجعل البشرة أكثر قدرة على امتصاص المكونات النشطة. هذا يعني أن منتجاتك ستعمل بفاعلية أكبر، سواء كانت مخصصة للترطيب، مكافحة التجاعيد، أو التفتيح.
منح تأثير شد فوري قبل المناسبات
إذا كان لديك مناسبة طارئة وتريدين مظهراً مشدوداً، يكفي تمرير مكعب الثلج لمدة 3 دقائق على الوجه لتحصلي على تأثير "شد مؤقت" يبرز ملامحك ويمنحك إشراقة واضحة أمام الكاميرا أو في الإضاءة القوية.
تهدئة البشرة بعد التعرض للشمس
بعد يوم طويل تحت أشعة الشمس، يمكن أن تصاب البشرة بالاحمرار أو الجفاف. الثلج يخفف من الحرارة الداخلية للجلد ويهدئ الالتهابات الناتجة عن أشعة UV، مما يمنع تفاقم الضرر ويحافظ على رطوبة البشرة.
التحكم في لمعان البشرة الدهنية
البشرة الدهنية تميل لإفراز الزيوت بشكل مفرط، خاصة في منطقة الـ T-zone الجبهة، الأنف، الذقن. الثلج يقلل إفراز الدهون بشكل مؤقت ويمنح البشرة مظهراً مطفياً (Matte) لفترة أطول، مما يجعله خطوة مثالية قبل وضع المكياج.
طريقة استخدام مكعب الثلج في روتينك اليومي
لإدخال مكعب الثلج إلى روتينك اليومي بطريقة صحيحة، ابدئي أولاً بتنظيف وجهك جيداً باستخدام غسول لطيف يزيل الشوائب وبقايا المكياج، فالبشرة النظيفة تمتص الفوائد بشكل أفضل. بعد ذلك، لفي مكعب الثلج بقطعة قماش نظيفة أو شاش قطني رقيق، لأن ملامسة الثلج المباشرة للبشرة لفترة طويلة قد تسبب تهيجاً خاصة إذا كانت بشرتك حساسة. ابدئي بتمرير المكعب على وجهك بحركات دائرية ناعمة، انطلقي من الجبين نزولاً إلى الخدين ثم الذقن، مع إيلاء اهتمام خاص للمناطق التي ترغبين في شدها أو تقليل الانتفاخ فيها. يكفي أن تواصلي هذه العملية لمدة تتراوح بين دقيقتين وخمس دقائق فقط، ويفضل القيام بها صباحاً لمنح وجهك جرعة من الانتعاش والحيوية
تدوم طوال النهار.إكمال الروتين بترطيب مناسب:
بعد الانتهاء، ضعي كريم ترطيب أو سيروم يحتوي على مضادات أكسدة للحفاظ على النضارة وحبس الرطوبة داخل الجلد.
يمكنك تحضير مكعبات الثلج المناسبة
يمكنكِ تجميد مكونات طبيعية في مكعبات ثلج لاستخدامها لتعزيز الفوائد وتهدئة البشرة بشكل أكبر مثل: ماء الوردلتهدئة البشرة وإعطائها إشراقة. امزجي ماء الورد مع الماء النقي، ثم جمديه في قوالب الثلج. يساعد هذا النوع على تفتيح البشرة ومنحها إشراقة طبيعية.
يمكنك وضع مكونات بمكعبات الثلج وتدليكها على وجهك
الشاي الأخضرالغني بمضادات الأكسدة، يساعد في تقليل الهالات السوداء. قومي بغلي الشاي الأخضر، صبيه في قوالب الثلج، ثم استخدميه تحت عينيك.
استخدمي مكعبات الشاي الأخضر تحت عينيك
الحليب البارد يرطب البشرة ويقلل الجفاف. فجربي تجميد الحليب النقي واستخدامه لتفتيح وتنعيم البشرة.
جل الألوفيرايهدئ البشرة ويرطبها.
نذكرك دائماً بضرورة تجربة هذه الوصفات على جزء من جلد يدك الداخلي عند المعصم قبل إستخدامها على كافة وجهك مباشرة، تجنباً لتحسس البشرة عند البعض على المكونات المذكورة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 3 ساعات
- الرياض
فلسفة العيش بخفة
في كثير من الأحيان، لا تُرهقنا المواقف التي تحدث لنا، بل عدد الطبقات الثقيلة من الأهمية التي نُراكمها فوق انتباهنا حين نُفرط في تقدير المواقف. نمنح كلمات الآخرين وزنًا أكبر من اللازم، نُضخّم الأخطاء الصغيرة حتى نختنق؛ ونخنق من حولنا، ونؤسس لكراهية الآخر من أبسط خلاف بكل استغراق، وكأن كل حدث هو تهديد وجودي لنا. وليس هذا مجرد خلل عابر في التفكير، بل سلوك تطوّري مرتبط بآليات بقاء الإنسان، فالدماغ مبرمج على التركيز التلقائي على التهديدات والمواقف السلبية أكثر من الإيجابية، وهو ما يعرف بالتحيز السلبي، وهو نمط ساعد أجدادنا على البقاء في بيئات خطرة -لأن تجاهل خطر محتمل قد يكون قاتلًا-، ومع أن بيئاتنا اليوم قد تغيّرت جذريًا، فإننا ما زلنا متمسكين بنفس آليات البقاء القديمة. من هنا، لا بد من استصحاب منظور علم الأعصاب لفهم ما يحدث داخلنا، فالجهاز الحوفي في الدماغ يتفاعل سريعًا مع الانفعالات، ويُطلق إشارات استجابة قبل أن تتدخل مراكز التفكير الواعي، وتحديدًا، تعمل اللوزة الدماغية فيه على تضخيم الإشارة الانفعالية تلقائيًا كآلية حماية، مما قد يؤدي إلى استجابات مبالغ فيها تُعرف باستجابة الكرّ أو الفرّ (Fight or Flight). في المقابل، تحتاج القشرة الجبهية –المسؤولة عن التفكير العقلاني– إلى وقت أطول لتقييم الأحداث بموضوعية، وإن لم ننتبه لهذه الآليات الداخلية، ونتوقف عمدًا لنتأمل قبل أن نستجيب، فإننا سنقع في فخ التضخيم النفسي والانفعالي، والحقيقة أن أغلب مواقفنا ليست بحجم انفعالاتنا، وهنا تتجلى أهمية الوعي بمفهوم تخفيض الأهمية، لا بمعنى إنكار المواقف أو تجاهلها -أحداثًا أم أشخاصًا- بل في منح مراكز التفكير الواعي المساحة الكافية لتعمل، بحيث لا تبتلعنا ردود الفعل الفورية، ومن المهم أيضًا أن نستحضر منظور المدخل التفاعلي الرمزي في علم الاجتماع، والذي يرى أن الإنسان لا يعيش في عالم من الأحداث فقط، بل في عالم من المعاني والرموز التي يصنعها عبر تفاعلاته اليومية، فكلمة جارحة من زميل عمل، أو موقف ما؛ من شريك حياة، قد تتحول إلى رمز متضخم يبتلع انتباهنا إذا أوليناه أكثر مما يستحق من المعنى، والحقيقة أن كثيرًا من هذه المواقف ليست إلا إشارات عابرة واحتكاكات متوقعة يمكن تقبّلها دون أن نسمح لها باستلاب انتباهنا، متى اخترنا أن نرى الحدث كما هو، لا كما تضخّمه تفسيراتنا. وهذا يقودنا إلى حقيقة أن الوعي بالمعاني والرموز، مهما كان عميقًا، لا يكفي وحده؛ فقد نبّه فلاسفة فن العيش -من الرواقيين القدماء إلى المفكرين المعاصرين- إلى ضرورة التخفف من الطبقات النفسية الزائفة التي نصنعها بتأويلاتنا، ومن الانفعالات التي تُعطّل حضورنا، فمسار الوعي متدرج: ينطلق من ملاحظة الانفعال الغريزي الذي يشتعل في لحظة، ثم يمرّ عبر الفهم العصبي لآلية استجابتنا، ويتوسع إلى التفسير الاجتماعي الرمزي الذي يمنح الحدث شكله في أذهاننا، قبل أن ينتهي إلى قرار واعٍ يخفف الحمل النفسي ويعيدنا إلى الحضور، ولئلا نغرق في التنظير، فلننتقل إلى الرباعية العملية لاكتساب مهارة تخفيض الأهمية والعيش بخفة: أولًا: سطوة التهويل: أن ندرك أن ما يُثقل أرواحنا ليس دائمًا ما يحدث في الخارج، بل كثيرًا ما تُثقلنا تصوّرات داخلية مضخَّمة صنعناها بأنفسنا، في واحدةٍ من رسائله الأخلاقية إلى صديقه لوسيليوس، كتب الفيلسوف الرواقي سينيكا جملةً تلخّص مأزق الإنسان المعاصر، حين قال: نحن نعاني أكثر في خيالنا مما نعانيه في الواقع، فالأحداث كثيرًا ما تمرّ وتمضي، أما صورها في عقولنا فتظل تعيد تشكيل الألم وتكراره. وهنا تحديدًا تبرز الحاجة إلى اكتساب مهارة تخفيض الأهمية؛ لا باعتبارها جمودًا أو لا مبالاة، بل تمرينًا على التحرّر من سطوة التهويل الذي يصنعه الخيال حين لا يضبطه الانتباه. ثانياً: دع جسدك يُفرغ ما لا يجب أن يحتفظ به عقلك: حين يقع ما يزعجك، يتسلّل الانفعال إلى داخلك كوميضٍ سريع، لكنه لا يغادر بسهولة، بل يترسّب كتوتّرٍ صامت يتضخّم دون انتباه، العقل لا يبدأ بالتحليل كما نأمل، بل يدخل في دوامة التأويل والتهويل، فيُعيد تشغيل الموقف كمشهدٍ داخليّ لا ينتهي. وهنا، تبرز أهمية الحركة الجسدية، مارس الرياضة لا بوصفها حلًّا للمشكلة، بل كاستجابةٍ واعية لتفريغ التوتر بدل احتجازه في قلب التجربة الشعورية. امشِ، اركض، تمدّد، أو مارس أي نشاطٍ بدني يعيد توزيع الطاقة المختزنة، فالكثير مما نسمّيه تفكيرًا زائدًا هو توتّرٌ يبحث عن مخرج عبر الأسئلة والافتراضات، والقلق، والخوف، والحزن، وهنا ثمة تنبيه بسيط وعميق، فقبل أن تبدأ ممارسة الرياضة ابدأ بنيةٍ واضحة: (أنا أنوي تخفيض أهمية ما يزعجني). ثالثاً: أعد تشكيل الرموز: غالبًا، لا يكون الحدث ذاته هو ما يؤلمنا، بل المعنى الذي نخلعه عليه حين نُذيب فيه انتباهنا بالكامل، كما قال الرواقي إبكتيتوس: (ليست الأشياء هي ما يُزعجنا، بل أفكارنا عنها). لهذا، اسأل نفسك: ما المعنى الذي منحته لهذا الموقف؟ وهل يمكن أن أراه بمنظور مختلف؟ في الغالب، لا تحتاج إلى تغيير ما جرى، بل إلى تحرير نفسك من المعاني التي تُقيدك. القوة ليست في مقاومة الحدث، بل في إعادة تشكيل رموزه. تأمل مثلًا شابًا أو فتاة انفصل بعد الزواج، وفسّر التجربة كفشل شخصي. فكرة واحدة ولّدت طيفًا من المشاعر المنخفضة: قلق، شعور بالنقص، خوف من المستقبل، لكن حين يعيد تشكيل المعنى، يبدأ برؤية الحقيقة كما هي: لم يكن فاشلًا، بل ناجيًا من علاقة لم تكن تحمل ملامح نموّه، وعليه فالقاعدة ببساطة: حين تعيد تشكيل المعاني والرموز، تتغير المشاعر، فتتنفّس الروح، وتتسع الحياة، وتمتلئ بالخفة. رابعاً: درّب نفسك على التجاهل الذكي: ليس كل تعليق يستحق أن يقتطع انتباهك، خاصةً إن كان جارحًا أو غير منصف، فالاحتفاظ بانتباهك هو أول أشكال الحماية الذاتية. أحيانًا، لا يكون الاستفزاز انعكاسًا لك، بل لاضطرابٍ في الطرف الآخر، ومع ذلك، فالتجاهل لا يعني إنكار الألم، بل اختيارًا واعيًا: متى تردّ، ومتى تمضي. حين يسخر الشريك من شريكه، أو يستخفّ زميلٌ بجهد زميله، توقّف لحظة واسأل نفسك: هل ما قيل يُعبّر عني حقًا؟ هل يستحق أن أستهلك طاقتي عليه، أم أضع له حدًا وأمضي؟ في بعض المواقف، يكون الردّ احترامًا للذات، وفي أخرى، يكون الصمت حكمة. الكلمات لا تؤذي إلا إذا منحتها هذا الحق، لذا التجاهل ليس ضعفًا، بل وعيٌ بمن تختار أن تمنحه سلطة التأثير عليك، القوة ليست في المواجهة الدائمة، بل في التمييز: متى يكون السكوت قوة، ومتى يكون الكلام ضرورة. وأخيراً؛ في عالم لا يتوقّف عن دفعنا إلى الرد والانفعال والتضخيم، تصبح القدرة على تخفيض الأهمية تمرينًا يوميًا على العيش بخفة وعمق معًا؛ فالخفة لا تُنال إلا بتخفيض الأهمية. *أخصائي الاجتماعي


الشرق السعودية
منذ 4 ساعات
- الشرق السعودية
تحت حصار إسرائيل.. حرارة الصيف والعطش يدفعان سكان غزة لشرب مياه ملوثة
في ظل موجة حر خانقة وندرة حادّة في المياه، يجد سكان قطاع غزة أنفسهم مضطرين إلى شرب مياه ملوّثة، رغم معرفتهم المسبقة بخطورتها الصحية، في محاولة يائسة لتلبية احتياجاتهم الأساسية وسط انهيار شبه كامل للبنية التحتية جراء الحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع المحاصر. ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية في تقرير السبت، شهادات من داخل القطاع الفلسطيني الذي تعرضت معظم بنيته التحتية للتدمير جراء الضربات الإسرائيلية التي بدأت منذ السابع من أكتوبر 2023 ولا تزال مستمرة. وقالت رنا عودة، وهي نازحة من خان يونس تقيم في خيمة بمخيم المواصي وسط غزة، إنها تستيقظ باكراً لتقف في طابور تحت شمس أغسطس الحارقة لمدة ساعة تقريباً، فقط للحصول على جالون (3.78 لتر) من الماء العكر. وبمجرد عودتها إلى خيمتها، تبدأ بتوزيع المياه على طفليها الصغيرين بحذر، مدركة من لونه وحده أنه على الأرجح ملوّث، لكنها تضطر إلى استخدامه بسبب شدة العطش. وأضافت عودة: "نُجبر على إعطائه لأطفالنا لأنه لا يوجد بديل. إنه يُسبّب لنا ولأطفالنا الأمراض". وبحسب الوكالة، أصبحت مثل هذه المشاهد جزءاً من الروتين القاسي في مخيم المواصي، أحد أكبر تجمعات النازحين في غزة، حيث يعيش مئات الآلاف في ظروف صيفية قاسية، إذ يركض الأهالي والأطفال خلف شاحنات المياه التي تصل كل يومين أو 3، حاملين زجاجات وأسطوانات، وغالباً ما يستخدمون عربات تجرّها الحمير لنقلها إلى خيامهم. كما يجري تقنين كل قطرة مياه للشرب، أو الطهي، أو التنظيف، أو الغسيل، فيما تعيد بعض العائلات استخدام المياه قدر المستطاع، وتحتفظ بما تبقى منها في عبوات لجفاف اليوم التالي. وفي حال تأخرت شاحنات المياه، تقول عودة إنها تضطر مع ابنها إلى تعبئة الزجاجات من مياه البحر. ومنذ قرابة 22 شهراً، ومع بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، بات الوصول إلى المياه أكثر صعوبة. فقد أعاقت القيود المفروضة على دخول الوقود، وانقطاع الكهرباء، تشغيل محطات تحلية المياه، فيما دمّرت الضربات الإسرائيلية أجزاء من البنية التحتية وخطوط الأنابيب، ما أدى إلى تراجع كبير في كميات المياه الموزعة. وأشارت منظمات الإغاثة وشركة المرافق المحلية، إلى أن المياه الجوفية تلوّثت بمياه الصرف الصحي وركام المباني التي تعرّضت للقصف، فيما أصبحت معظم الآبار إما مدمّرة أو غير قابلة للوصول. آلاف المرضى أسبوعياً وفي خضم ذلك، ساهمت أزمة المياه في تفشي الأمراض، بالتوازي مع تصاعد المجاعة في القطاع، وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، الخميس، إن مراكزها الصحية تستقبل حالياً نحو 10 آلاف و300 مريض أسبوعياً، معظمهم مصابون بأمراض معدية ناتجة عن تلوّث المياه، وفي مقدمتها الإسهال. وقالت بشرى الخالدي، مسؤولة في منظمة Oxfam غير الحكومية، التي تعمل في غزة، إن قلّة من السكان لا تزال تمتلك خزانات مياه على الأسطح، لكنهم عاجزون عن تنظيفها، ما يجعل المياه الخارجة من الصنابير صفراء اللون وغير آمنة. وأشارت "أسوشيتد برس" إلى أن سكان غزة، البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة، كانوا يعتمدون قبل الحرب على مصادر متنوعة للمياه، منها محطات التحلية، وآبار مالحة نسبياً، إلى جانب المياه المعبأة، إلا أن جميع هذه المصادر باتت اليوم مهددة. وبات السكان يعتمدون بشكل أساسي على المياه الجوفية، التي أصبحت تشكّل أكثر من نصف إمدادات غزة، رغم أنها كانت تستخدم سابقاً فقط للتنظيف والاستحمام والزراعة، وفقاً لمسؤولي المياه الفلسطينيين ومنظمات الإغاثة. أما اليوم، فقد أصبح السكان مضطرين إلى شربها. وقال مارك زيتون، المدير العام لمركز جنيف للمياه (Geneva Water Hub)، إن تأثير شرب المياه غير النظيفة لا يظهر دائماً فوراً، لكنه قد يخلّف أمراضاً خطيرة. وأضاف زيتون: "عندما تختلط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي غير المُعالجة وتُستخدَم في الشرب أو غسل الطعام، فأنت تتناول الميكروبات وقد تُصاب بالدوسنتاريا (التهاب معوي يصيب القولون بشكل أساسي نتيجة عدوى بكتيرية أو طفيلية). وإذا اضطررت إلى شرب مياه مالحة أو مائلة للملوحة، فإنها تدمّر الكلى وقد تقودك إلى غسيل الكلى لعقود". وبحسب منظمات الإغاثة، فإن حصة الفرد اليومية من المياه لا تتجاوز حالياً 3 لترات، أي أقل بكثير من الحد الأدنى الإنساني الموصى به وهو 15 لتراً للشرب والطهي والنظافة الأساسية. وذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن حالات الإسهال الحاد شكّلت أقل من 20% من الأمراض المسجّلة في القطاع خلال فبراير الماضي، لكنها ارتفعت إلى 44% بحلول يوليو، ما يرفع خطر الإصابة بالجفاف الحاد. وأكدت المنظمة أن جودة المياه تدهورت بسبب اختلاطها بالصرف الصحي، وركام المباني، وبقايا الذخائر، كما أدى نقص الوقود إلى إبطاء عمل المضخات وشاحنات نقل المياه، أما محطتا التحلية المتبقيتان، فتعملان بطاقة متدنية جداً، أو تتوقفان عن العمل في بعض الأحيان، حسب ما أكدته منظمات الإغاثة ومسؤولون. وفي مخيم المواصي، لا تزال طوابير المياه مشهداً متكرراً مع كل زيارة لشاحنات الإغاثة. وقال حسني شاهين، وهو نازح من خان يونس: "الماء الذي نشربه أصبح خيارنا الأخير، لكنه يسبّب آلاماً في المعدة للكبار والأطفال بلا استثناء… لا نشعر بالأمان حين يشربه أطفالنا".


الاقتصادية
منذ 7 ساعات
- الاقتصادية
أدوية السمنة .. فعالية تصل إلى 70% و 3 من 4 مرضى يحققون نتائج آمنة وفعّالة
أكد الدكتور نويد الزمان، استشاري الباطنية والغدد الصماء والأستاذ المشارك بكلية الطب جامعة طيبة، أن أدوية السمنة الحديثة تُعد خيارًا علاجيًا فعّالًا ومفيدًا، متى ما استُخدمت تحت إشراف طبي ومتابعة منتظمة من أخصائيي التغذية، مشددًا على أن الاستخدام السليم يحقق نتائج مبهرة وآمنة على المدى الطويل. وسرد الزمان قصة إحدى المريضات، وهي شابة في الثلاثين من عمرها، دفعتها قصص النجاح التي شاهدتها على وسائل التواصل الاجتماعي لأشخاص فقدوا عشرات الكيلوغرامات في زمن قياسي إلى تجربة الدواء من مصدر غير رسمي. وفي الأيام الأولى، بدأ وزنها بالانخفاض بسرعة، غير أن هذا التحسن المؤقت سرعان ما انقلب إلى معاناة؛ إذ ظهرت عليها أعراض مزعجة تمثلت في غثيان حاد، وإرهاق شديد، وضعف ملحوظ في العضلات. وبعد أشهر قليلة من التوقف عن الدواء، عاد وزنها وزاد أكثر مما كان، نتيجة غياب الإشراف الطبي وخطة التغذية العلاجية. وأوضح أن أدوية السمنة تعمل على مراكز الشبع في الدماغ والجهاز الهضمي، بهدف تقليل كميات الطعام المتناولة والمساهمة في إنقاص الوزن. لكن الاستخدام العشوائي قد يؤدي إلى مشكلات صحية، من أبرزها نوبات غثيان وقيء حادة، وهبوط في مستوى سكر الدم في حال وجود أدوية أخرى تخفض السكر لدى مرضى السكري، وفقدان الكتلة العضلية مع فقدان الدهون، إضافة إلى نقص الفيتامينات والمعادن على المدى الطويل. وشدد الزمان على أن الإشراف الطبي ليس رفاهية أو خيارًا تكميليًا، بل ضرورة لضمان سلامة المريض وتحقيق أفضل النتائج. حيث يشمل دور الفريق الطبي تقييم الحالة بدقة، وتحديد الجرعة المناسبة، ومتابعة المؤشرات الصحية، وتعديل خطة العلاج عند الحاجة. في المقابل، يضطلع اختصاصيو التغذية بدور محوري في تصميم أنظمة غذائية تحافظ على الكتلة العضلية، وتزوّد الجسم بالعناصر الغذائية اللازمة، وترسّخ عادات صحية تمنع زيادة الوزن مجددًا، فضلًا عن التعامل مع الأعراض الجانبية بطريقة آمنة. واختتم الزمان تصريحه بالتأكيد على أن التوقف عن استخدام علاج السمنة هو قرار مشترك بين مقدمي الرعاية الصحية متمثلًا في الطبيب واختصاصي التغذية والدعم النفسي مع الالتزام بخطة رياضية مناسبة قبل اتخاذ قرار الإيقاف، مبينًا أن إيقاف العلاج دون خطة واضحة يؤدي غالبًا إلى استرجاع الوزن بالكامل، ما يجعل المتابعة والإشراف الطبي حجر الأساس منذ بداية العلاج وحتى نهايته.