logo
محرر البشرية من العبودية

محرر البشرية من العبودية

بقلم : طاهر باقر
لقد سقطت الحضارات وانهارت الايدلوجيات، مع سقوط القيم الانسانية وانزلاق المجتمعات التي تدعي التحضر الى منحدرات التوحش وابادة النسل البشري كما حدث ويحدث اليوم في غزة، وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي وانهيار الشيوعية توجهت الانظار نحو المعسكر الغربي عسى ان يكون المساعد في معالجة الاوضاع على مستوى البشرية ، لكن الغرب لم يقدم شيئا للعالم وبخلاف ذلك دخلت البشرية في ضياع جديد هو اكبر من الضياع الذي كانت عليه في فترة القطبية الثنائية للنظام الدولي.
واصبحت غزة المثال البارز للهاوية التي سقطت اليها المدنية الغربية، والشاهد على انهيار القيم والمبادئ الانسانية، لقد كشف الغرب في مجزرة غزة وجهه الحقيقي الذي كان مخفيا وراء كلمات معسولة يطلقها زعماءه حول الديمقراطية والمبادئ الانسانية وحق الشعوب في تقرير المصير.
لقد كشف الرئيس ترامب بصراحته المعهودة عن الوجه القبيح والبشع للمدنية الغربية، فهو لايتقن الكلام الدبلوماسي مثل الفرنسيين والبريطانيين بل يتكلم بصراحة وبلهجة مليئة بالعنصرية والتقليل من قيمة الآخر واستحقار الشعوب وفرض الاملاءات عليها من دون ان تملك الحق في ابداء رأي او موقف فالمصريون يجب عليهم ان يذعنوا لفكرة استقبال اللاجئين الفلسطينيين رغما عن انوفهم بحسب عقيدة ترامب وكذلك نفس الشيئ يجب ان يفعله الاردنيون واما الغزيون فليس امامهم غير طريقيين اما الموت في ارضهم او الرحيل الى بلدان اللجوء.
منطق كان سائدا في عهد الامبراطورية الرومانية التي كانت تفرض على البلدان التي تستعمرها القرارات الجائرة وتسلبها ارادتها وتستعبد ابنائها وتسترق نسائها واليوم يريد رئيس وزراء الكيان الصهيوني بينيامين نتنياهو وبمساعدة الرئيس دونالد ترامب القيام بنفس الدور من خلال مقولة تغيير خارطة المنطقة رغما عن انف شعوبها.
للاسف هناك من العرب من باعوا انفسهم للعدو هم يروجون لهذه الافكار وساهموا بقدر كبير بدعم الكيان لفرض سطوته على الفلسطينيين المظلومين الذين قل ناصرهم بسبب تجييش الجيوش الاعلامية والعسكرية ضدهم وضد قضيتهم العادلة كما انساقت بعض الفضائيات العراقية مع هذه الموجة وبدأت تروج لحتمية التغيير في العراق انسجاما مع المخطط الاسرائيلي لتغيير خارطة الشرق الاوسط .
وبدأت تظهر على صفحات تلك الفضائيات احزاب معارضة للتظام السياسي في العراق موجوة في امريكا، والاستفهام الكبير هو لماذا يجب على حزب يدعي انه عراقي معارض يعمل في واشنطن والساحة العراقية مفتوحة لجميع احزاب اليمين واليسار بكل مشاربها ومآربها؟
مخطط تغيير جغرافية المنطقة وتهجير سكانها ربما يحصل على نصيب وافر من النجاح لو جرى تنفيذه في افريقيا او آسيا او امريكا اللاتينية لكنهم في غزة لاامل لهم سوى الفشل والهزيمة لان الذي يقف بوجه هذا المخطط شعب لايعرف معنى الهزيمة فنتنياهو وعرابه ترامب يواجهون اليوم قوما جبارين لاتزلهم الزلازل ولاترعبهم الاهوال والمجازر، الفلسطينيون الذين ارخصوا الارواح والنفوس في سبيل الوطن والدين والعرض لن يسمحوا لنتنياهو او ترامب بتحقيق نصرهما الموهوم.
نخسر الكثير من خياراتنا لصالح قوى غاشمة تتدخل في كل صغيرة وكبيرة في حياتنا ولاتدعنا نعيش الحياة كما نريد ونحب، قوى ظلامية تروج لافكار وانظمة واساليب للحياة مختلفة عما نراها ونعتقد بها فهي تروج للشذوذ والتحول والانخلاع من المبادئ والقيم، وشيئا فشيئا تتخذنا عبيدا وتفرض علينا مالاينسجم مع عقلنا وعاداتنا وديننا.
نحن اليوم امام عبودية جديدة واسترقاق كبير لشعوب الارض، ولو قرأنا تاريخ الانبياء من ابراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم جميعا لوجدنا ان اول مهمة قاموا بها هؤلاء الانبياء هي تحرير البشرية من عبادة الانسان والاوثان، ولعل قصة موسى عليه السلام مع شعبه هي من ابرز تلك الامثلة الشاهدة على تخليص الشعوب المستعبدة وتحريرها من يد الطغاة كفرعون.
واليوم نواجه فرعون وهامان بثياب جديدة وافكار معاصرة ونحن بحاجة الى المخلص الذي سيعمل في المرتبة الاولى يتوحيد العرب والمسلمين لان الانقسام هو الانكسار والوحدة هي الانتصار فالمهمة العظمى التي سيقوم بها المنقذ هي انقاذ البشرية وتحريرها من سلطان القوى الغاشمة التي تعمل على نشر الفساد والظلام على طول مغرب الكرة الارضية ومشرقها، وعندها ستنعم البشرية بالعدل والصلاح، "انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا"!!

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن السنين الخداعة عشية الظهور الشريف… أغنام تثور على الرعاة نصرة لأنياب الذئاب وأضراس الضباع
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن السنين الخداعة عشية الظهور الشريف… أغنام تثور على الرعاة نصرة لأنياب الذئاب وأضراس الضباع

وكالة أنباء براثا

timeمنذ 6 ساعات

  • وكالة أنباء براثا

الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن السنين الخداعة عشية الظهور الشريف… أغنام تثور على الرعاة نصرة لأنياب الذئاب وأضراس الضباع

التعليقات علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ... الموضوع : وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي ----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ... الموضوع : تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41) منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ... الموضوع : النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ... الموضوع : الحسين في قلب المسيح ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ... الموضوع : محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ... الموضوع : مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !! ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ... الموضوع : المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ... الموضوع : كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!! م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ... الموضوع : كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!

مستقبل حزب الله
مستقبل حزب الله

موقع كتابات

timeمنذ 7 ساعات

  • موقع كتابات

مستقبل حزب الله

في قلب العاصفة اللبنانية، ومع تصاعد رياح التحولات الإقليمية، يقف حزب الله أمام مفترق طرق تاريخي. لم تعد المسألة متعلقةً فقط بخطاب المقاومة، بل باتت مسألة بقاءٍ، وهويةٍ، وشرعيةٍ داخل بيتٍ يتصدّع من الداخل وتحيط به الشكوك من الخارج. في سبتمبر 2024، سقطت قامة الحزب الكبرى، حسن نصر الله، ثم تبعه اغتيال هاشم صفي الدين، الرجل الذي وُصف بالظلّ الثقيل لخليفة الأمين العام. ومع هذا الغياب القيادي المفاجئ، تفجّرت الخلافات، وبرزت الانقسامات التي كانت تختبئ طويلاً خلف خطاب الوحدة والانضباط. تَشظّى الحزب إلى جناحين متصارعين: الجناح الأول تمثّله شخصيات متجذّرة في العقل العسكري والأمني للحزب، وعلى رأسها 'الشبح' طلال حميّة، رجل الظلّ الذي قاد 'الوحدة 910' المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني. هذا الجناح يتمسّك بصلب العلاقة مع إيران، يرى في طهران ليست فقط الداعمة، بل المرجعية، والمصدر العقائدي والمالي والاستراتيجي. الجناح الثاني يقوده الشيخ نعيم قاسم، الرجل الذي ارتدى عباءة القيادة بعد نصر الله، لكنه لم يرث كاريزماه ولا صلابته. قاسم يدفع نحو براغماتيةٍ سياسية، ينادي بتقليص التورط الإقليمي، ويدعو لتقاربٍ محسوبٍ مع بعض الدول العربية، علّه يخفف عزلة الحزب ويُنعش بيئته المنهكة. بين هذين الجناحين، يقف وفيق صفا، رجل العلاقات المعقّدة، الذي يعرف كيف يدير الأمن والسياسة في آن. يحاول أن يوازن بين التوجهين، لكنه لا يملك بعدُ قوة الحسم. أما البيئة الحاضنة، فلم تعد كما كانت. فالدخان المتصاعد من حرب 2024 لم يُخمده وعدٌ بالمقاومة. الضاحية الجنوبية، صور، النبطية، والهرمل بدأت تُعبّر عن ضجرها. النسبة المتدنية في الانتخابات، الاحتجاجات التي خرجت من داخل المعاقل، والتذمّر من الخدمات والفساد… كلها رسائل واضحة: الصمت لم يعد ولاءً، والتذمّر لم يعد خيانةً. فأيّ مستقبلٍ ينتظر حزب الله؟ هل يعود إلى الداخل اللبناني، حزباً سياسياً له جمهور، ومكانٌ في البرلمان لا في الجبهات؟ أم يُعيد الاصطفاف مع محوره الإقليمي، ويُغلق أذنيه عن أصوات أهله؟ هل تتغلب لغة البندقية، أم لغة البراغماتية؟ وهل الحزب الذي اعتاد القيادة من فوق، قادرٌ على قبول صوتٍ من القاعدة؟ الجواب، كما هو الحال في لبنان، ليس قراراً استراتيجياً فقط… بل معركةُ بقاءٍ.

إجازات وفصل واستجواب.. واشنطن تعيد هيكلة مجلس الأمن القومي
إجازات وفصل واستجواب.. واشنطن تعيد هيكلة مجلس الأمن القومي

وكالة أنباء براثا

timeمنذ 8 ساعات

  • وكالة أنباء براثا

إجازات وفصل واستجواب.. واشنطن تعيد هيكلة مجلس الأمن القومي

منحت الإدارة الأمريكية أكثر من مسؤول في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض إجازة إدارية ضمن إعادة هيكلة يقودها مستشار الأمن القومي المؤقت ووزير الخارجية ماركو روبيو. وذكرت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، أن "رسالة إلكترونية أُرسلت من رئيس موظفي مجلس الأمن القومي، برايان ماكورماك، حوالي الساعة 4:20 مساءً، تُبلغ فيها الموظفين الذين سيتم فصلهم بأن لديهم 30 دقيقة لإخلاء مكاتبهم، وإذا لم يكونوا متواجدين في مقار عملهم، كما ورد في البريد الإلكتروني، يُمكنهم إرسال عنوان بريد إلكتروني وترتيب موعد لاستلام أغراضهم وتسليم أجهزتهم لاحقًا". وجاء في الرسالة: "ستعودوا إلى وكالتكم الأساسية"، مما يُشير إلى أن معظم المتأثرين كانوا مُكلفين من قِبل مجلس الأمن القومي من إدارات ووكالات أخرى. مع تزامن ذلك مع نهاية يوم الجمعة قبل عطلة نهاية أسبوع طويلة، وصفه المسؤول بأنه "غير مهني ومتهور للغاية"، على ما نقلت سي ان ان. وشملت قائمة الموقوفين عن العمل مسؤولين محترفين، بالإضافة إلى موظفين سياسيين تم تعيينهم خلال إدارة ترامب. وأفادت مصادر أن مكتب شؤون الموظفين الرئاسيين أعاد في الأسابيع الأخيرة استجواب الموظفين بالتزامن مع إعادة هيكلة المكتب. وقال أحد المصادر إن أحد الأسئلة المطروحة كان حول رأي المسؤولين في الحجم المناسب لمجلس الأمن القومي. ويضم مجلس الأمن القومي خبراء في السياسة الخارجية من مختلف أنحاء الحكومة الأميركية، وعادةً ما يكون هيئةً أساسيةً لتنسيق أجندة الرئيس في السياسة الخارجية. وفي وقت سابق من هذا الشهر، أُقيلمايك والتز - الذي كان يرأس مجلس الأمن القومي سابقًا - من منصبه في أول تعديل كبير في الكادر الإداري للإدارة الجديدة. وأعلن ترامب أنه سيرشح والتز لمنصب سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، وأن روبيو سيحل محله بالوكالة في مجلس الأمن القومي. وكان وضع والتز متذبذبًا داخل الإدارة - بعد أن فقد معظم نفوذه في الجناح الغربي للبيت الأبيض - بعد أن أضاف، عن غير قصد، صحفيًا إلى دردشة جماعية على تطبيق مراسلة حول الضربات العسكرية شديدة الحساسية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store