هل بدأت رؤية إدارة ترامب لتشكيل الشرق الأوسط بالقوة تتصدّع؟
وبحسب الموقع، "رغم تراجع الأهمية الاستراتيجية لموارد الطاقة في الشرق الأوسط بالنسبة للولايات المتحدة، إلا أن المنطقة لا تزال بالغة الأهمية، وربما أكثر في ظل الإدارة الحالية. وكما ذكرت مجلة "Med This Week"، هناك ثلاثة عوامل رئيسية تُشكل الإجراءات الأميركية الأخيرة. العامل الأول هو التحالف الأيديولوجي بين الحكومات اليمينية المتطرفة في الولايات المتحدة وإسرائيل، والذي يتجاوز "العلاقة الخاصة" التقليدية ويعكس تحالفاً سياسياً واستراتيجياً أعمق. الثاني، تنظر الإدارة أيضًا إلى الهيمنة الإسرائيلية باعتبارها أداة للاستقرار الإقليمي، وتتصور "إسرائيل الكبرى" المهيمنة، المدعومة بدعم أميركي ساحق، والقادرة على فرض السلام بشكل أحادي الجانب وتهميش إيران. وأخيرا، كانت المصالح المالية الشخصية بارزة بشكل واضح خلال زيارته الأخيرة للخليج".
وتابع الموقع، "كان الهدف المباشر للحرب التي استمرت 12 يوما هو تفكيك البنية التحتية النووية لإيران ومنعها من الحصول على الأسلحة النووية. وأعلن ترامب أن مواقع رئيسية "دُمّرت" أو "أُغلقت"، مُشيدًا بالحملة باعتبارها ضربةً حاسمةً لتهديدٍ وجوديٍّ مُتصوَّر. لقد أدت هذه العمليات العسكرية إلى إعادة تشكيل ديناميكيات القوة الإقليمية بشكل كبير، ودفعت استراتيجية إدارة ترامب الإقليمية إلى الأمام: تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، وخاصة المملكة العربية السعودية، وربما تمتد إلى عُمان وإندونيسيا وقطر وحتى سوريا. ومع ذلك، لا يزال هذا السعي لإعادة ترتيب أوراق العلاقات مقيدًا بالحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة. ويُعتبر وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين شرطين أساسيين لتعزيز التطبيع وتوسيع نطاقه".
بحسب الموقع، "أبدت الولايات المتحدة استعدادها للتصرف بشكل أحادي وبقوة ساحقة، لا سيما من خلال استخدام القنابل "الخارقة للتحصينات" على المواقع النووية الإيرانية. وصُوِّر هذا على أنه استعراض للقوة الأميركية التي لا مثيل لها، ليس فقط ضد إيران، بل أيضًا كرادع لمنافسين مثل الصين وروسيا. وفي الوقت عينه، سعت إسرائيل إلى تقديم نفسها كقوة عسكرية هائلة ذات قدرة استخباراتية عميقة على الوصول إلى البنية التحتية النووية والأمنية الإيرانية. وقد زعم بعض المسؤولين الإسرائيليين أن البلاد انضمت إلى صفوف القوى العالمية، على الرغم من أن الضربات التي أسفرت عن مقتل أعداد كبيرة من المدنيين أثارت انتقادات واسعة النطاق وتساؤلات حول شرعية مثل هذه الادعاءات. لكن يبقى السؤال: هل تستطيع إسرائيل أن تصبح حقا قوة مهيمنة في المنطقة؟"
وتابع الموقع، "رغم عملياتها الأخيرة ومكاسبها التكتيكية القصيرة الأجل، تواجه إسرائيل حواجز هيكلية وسياسية تحول دون استمرار هيمنتها. فهي لا تزال تعتمد اعتمادًا كبيرًا على الدعم العسكري والدبلوماسي والاقتصادي الأميركي، ولا تزال الصراعات الإقليمية المتجذرة قائمة، ولا سيما القضية الفلسطينية التي لم تُحل، والتي لا تزال تُلهب الرأي العام وتُعيق أي تفاعل دبلوماسي هادف. من غير المرجح أن تقبل القوى الإقليمية الرئيسية، مثل المملكة العربية السعودية وتركيا ومصر، التوسع
الإسرائيلي أو هيمنته. وفي الوقت عينه، يبدو أن الإرادة السياسية الإيرانية لمواصلة طموحاتها النووية لم تتضاءل، حيث يشير بعض المحللين إلى أن الضربات الأخيرة قد تُسرّع في نهاية المطاف تطويرها النووي، بدلاً من ردعه. ومن غير المرجح أن تتفاوض القيادة الإيرانية، وخاصة المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، من موقف ضعف واضح. ويأتي التصعيد العسكري الأخير في أعقاب حملة "الضغط الأقصى" التي شنتها الولايات المتحدة وموقفها العدائي تجاه إيران بعد الانسحاب من خطة العمل الشاملة المشتركة في عام 2018. وقد عززت هذه التطورات مجتمعة انعدام الثقة لدى الإيرانيين وضيّقت بشكل أكبر مساحة الدبلوماسية. علاوة على ذلك، لا يوجد تقييم موثوق يفيد بأن الضربات الأخيرة قد شلّت البرنامج النووي الإيراني بشكل دائم. ويعتقد العديد من المحللين أن أي انتكاسات ستستمر لأشهر فقط، لا سنوات، وأن إيران ستنقل عملياتها ببساطة إلى مناطق أكثر سرية".
وبحسب الموقع، "تظل القضية الفلسطينية العالقة العقبة الأكبر أمام توسيع اتفاقيات إبراهيم وتحقيق السلام الإقليمي. وأوضحت المملكة العربية السعودية موقفها بوضوح: فهي تطالب بالتزام لا لبس فيه بإقامة دولة فلسطينية. ومع ذلك، تُعطي حكومة نتنياهو الأولوية للهيمنة العسكرية على المفاوضات الجادة، لا سيما في غزة والضفة الغربية. لقد أثار الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة الرأي العام العربي، مما جعل التطبيع مكلفًا سياسيًا لقادة الخليج. فمن دون رؤية واضحة لما بعد الحرب في غزة ووقف شامل لإطلاق النار، لن تدوم الهيمنة الإسرائيلية. تخشى الجهات الفاعلة الإقليمية، وخاصة في الخليج، أن تبدو متواطئة مع دولة يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها تنتهك الحقوق العربية. فقد أدت حرب إسرائيل المطولة في غزة، وافتقارها إلى خارطة طريق سياسية، إلى تشويه صورتها العالمية، مما أدى إلى إدانة دولية متزايدة، بل وتراجع دعم حلفائها التقليديين مثل الاتحاد الأوروبي".
وتابع الموقع، "إن تآكل الدعم الدبلوماسي لإسرائيل لم يفعل سوى زيادة عزلتها، وتقويض أي محاولة للقيادة الإقليمية الحقيقية. في غضون ذلك، تعتمد عقيدة الأمن القومي الإسرائيلي في عهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على التفوق العسكري كضمانة وحيدة للسلام، لكن حتى "الانتصارات" العسكرية المزعومة تأتي بتكاليف بشرية واقتصادية باهظة، للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء. حتى لو عززت العمليات العسكرية الخارجية الدعم الداخلي مؤقتًا، فإنها غالبًا ما تفشل في إحداث تغيير في النظام أو تحقيق استقرار طويل الأمد. وقد أظهرت عقود من التدخلات الأجنبية أن التحولات السياسية المفروضة خارجيًا أكثر عرضة لإحداث فوضى من السلام الدائم. ولقد فاقمت الضغوط الإقليمية والداخلية التحديات التي تواجه طموحات إسرائيل الهيمنية، وتخشى دول الخليج من الفوضى والأزمة الإنسانية وتدفق اللاجئين وانتشار الأسلحة النووية".
وأضاف الموقع، "على الصعيد المحلي، يواجه نتنياهو ضغوطًا متزايدة وسط إحباط شعبي من فشله في تأمين وقف إطلاق نار شامل في غزة أو إطلاق سراح جميع الرهائن، مما يكشف عن انقسامات داخلية تُشكِّل تحديًا لأي استراتيجية متماسكة طويلة المدى. والأهم من ذلك، أن إسرائيل لم تُنشئ سلطة حكم فلسطينية شرعية لتتولى السيطرة على غزة، ولم تنجح في فرض قيادة خارجية أو مُستَولَى عليها. والنتيجة هي الفوضى وظهور حركات مقاومة جديدة، تُحاكي إخفاقات الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان".
وبحسب الموقع، "ربما أضعفت حملة ترامب العسكرية طموحات إيران النووية وحلفائها الإقليميين، لكن الاستقرار الإقليمي على المدى الطويل لا يزال بعيد المنال، ومن الأفضل وصف "السلام" الحالي بأنه هدنة هشة وليس تحولاً دائماً. في جوهره، فشل التفوق العسكري الإسرائيلي في تحقيق حلول سياسية، فمن دون معالجة القضية الفلسطينية، وتحقيق الاستقرار في غزة، والتعامل مع التنافسات الإقليمية المعقدة، يستحيل تحقيق سلام دائم. وحتى لو تم إخضاع فصائل المقاومة المسلحة مثل حزب الله أو حماس مؤقتا، فإن قدرة المنطقة على توليد أشكال جديدة من المقاومة لا تزال قائمة. قد تحافظ إسرائيل على تفوقها العسكري، لكنها ستواصل كفاحها من أجل الشرعية والقيادة في الشرق الأوسط. ومع تزايد انتهاكات الولايات المتحدة وإسرائيل للقانون الدولي، تبدو الرسالة واضحة: "الضعفاء فقط هم من يتبعون القواعد". هذه السابقة تُقوّض الأمن الجماعي وتُقوّض أي إجماع إقليمي ذي معنى".
وختم الموقع، "إن السلام الحقيقي والدائم لن يأتي من خلال الهيمنة وحدها، بل يتطلب الدبلوماسية والعدالة والشجاعة لمواجهة الأسباب الجذرية للصراع".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون ديبايت
منذ 36 دقائق
- ليبانون ديبايت
بملايين الدولارات... ماسك يشتري طريق العودة إلى قلب ترامب
كشفت تقارير صحافية أن الملياردير الأميركي إيلون ماسك تبرع بـ15 مليون دولار لثلاث لجان سياسية داعمة للرئيس الأميركي دونالد ترامب والحزب الجمهوري، في خطوة اعتبرتها وسائل الإعلام محاولة لإعادة ترميم علاقته مع ترامب بعد فترة من الخلاف. ووفق مجلة نيوزويك، قدم ماسك خمسة ملايين دولار لكل من لجنة "ماغا إنك"، وصندوق قيادة مجلس الشيوخ، وصندوق قيادة مجلس النواب، في 27 حزيران الماضي، قبل أيام من إعلانه نيته تأسيس حزب سياسي جديد باسم "حزب أميركا". كما تبرع في 30 حزيران بمبلغ 27 مليون دولار لصالح لجنة العمل السياسي "أميركا باك"، بحسب وثائق لجنة الانتخابات الفيدرالية التي اطلعت عليها المجلة. وشملت تبرعات ماسك أيضاً دعم حملات إعادة انتخاب نائبين جمهوريين، هما مارغوري تايلور غرين من ولاية جورجيا، وباري مور من ولاية ألاباما. وجاءت هذه المساهمات في وقت كان الصراع بين ماسك وترامب محتدماً حول مشروع الإنفاق والضرائب، وسط محاولات ماسك لاستعادة ود صديقه السابق. وبعد نحو أسبوع من هذه التبرعات، أعلن ماسك تأسيس "حزب أميركا"، عقب استطلاع أجراه على منصته "إكس" في 4 تموز الماضي. وكان ماسك من كبار الممولين لحملة ترامب الرئاسية السابقة، إذ تبرع بأكثر من 250 مليون دولار. وعلى الرغم من وصفه نفسه سابقاً بـ"الصديق الأول" لترامب، فإن العلاقة بينهما توترت بعد دخول ماسك البيت الأبيض وتوليه مهام حكومية، حيث نشب خلاف حاد حول سياسات الضرائب والإنفاق. وفي 24 تموز، كتب ترامب على منصته "تروث سوشيال" أنه لا يسعى إلى الإضرار بشركات ماسك أو سحب الدعم المالي الذي تحصل عليه، مؤكداً رغبته في أن تزدهر جميع الشركات الأميركية، بما فيها شركات ماسك، لتحقيق أرقام قياسية.


OTV
منذ 36 دقائق
- OTV
لبنانية في أرفع منصب قضائي في واشنطن.. من هي جانين بيرو؟
حظيَ تعيين مذيعة شبكة 'فوكس نيوز' الأميركية اللبنانية الأصل جانين فارس بيرو من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب في منصب المدعي العام الفيدرالي الأرفع في العاصمة واشنطن بمصادقة مجلس الشيوخ الأميركي. وتم تأكيد تعيين بيرو في منصب المدعية العامة لمنطقة كولومبيا بغالبية 50 صوتاً مقابل 45، حيث كان ترامب قد حضّ مجلس الشيوخ الذي يهيمن عليه الجمهوريون على الانتهاء من الموافقة على ترشيحاته خلال عطلة نهاية الأسبوع. وعُينت بيرو في هذا المنصب بشكل مؤقت في أيار/مايو من قبل ترامب الذي منح العديد من المناصب الحكومية المؤثرة لمذيعين في شبكات تلفزيونية. من هي جانين بيرو؟ جانين فارس بيرو، مقدمة برامج تلفزيونية أميركية ولدت في نيويورك عام 1951 لوالدين من أصول لبنانية. درست الآداب والقانون وبدأت حياتها المهنية عام 1975 في سلك القضاء بنيويورك. في عام 2006 دخلت مجال الإعلام ضيفة ومحللة في عدة برامج تلفزيونية، قبل أن تصبح مقدمة لبرامج ذات طبيعة قانونية وقضائية، آخرها 'الخمسة' على قناة 'فوكس نيوز'. وفي أيار 2025 عيّنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في منصب المدعي العام الفيدرالي بالعاصمة واشنطن. المولد والنشأة ولدت جانين فارس بيرو في 2 حزيران 1951 بمدينة إلميرا في ولاية نيويورك لوالدين أميركيين من أصل لبناني، تعود جذورهما إلى بلدة بصاليم في جبل لبنان. كان والدها ناصر فارس بائعاً للمنازل المتنقلة، أما والدتها إشتر عوض فارس – التي قضت جزءا من طفولتها في بيروت – فكانت عارضة أزياء في أحد المتاجر الكبرى في نيويورك. نشأت جانين فارس بيرو في مسقط رأسها بمدينة إلميرا، وبدأت مسارها الدراسي هناك، ومنذ طفولتها كانت تحلم بأن تصبح مدعية عامة. الدراسة العلمية حصلت بيرو على شهادة الثانوية العامة في إحدى مدارس مدينة إلميرا، وتدربت في مكتب المدعي العام لمقاطعة تشيمونغ بولاية نيويورك في فترة دراستها الثانوية، ثم حصلت على البكالوريوس في الآداب من جامعة بافالو. نالت الدكتوراه في القانون من كلية الحقوق في جامعة ألباني بولاية نيويورك عام 1975، وفي هذه المرحلة الأكاديمية تولت منصب رئيسة تحرير مجلة القانون الصادرة عن الجامعة. في عام 1975، تم تعيين بيرو في منصب مساعد المدعي العام لمقاطعة ويستتشستر في ولاية نيويورك. وفي السنة نفسها تزوجت من ألبرت بيرو، ذي الأصول الإيطالية، وأنجبت منه طفلين (ولد وبنت أصبحت محامية) قبل أن ينفصلا عام 2013 بعد حياة زوجية اتسمت في معظم مراحلها بالاضطراب. وفي عام 1978، أصبحت بيرو أول من يرأس مكتب العنف المنزلي وإساءة معاملة الأطفال، الذي تم إنشاؤه في ذلك العام. غادرت بيرو مكتب المدعي العام بعد انتخابها في تشرين الثاني/ نوفمبر 1990 قاضية في محكمة مقاطعة ويستتشستر، وكانت بذلك أول امرأة تعمل قاضية في تلك المحكمة. في تشرين الثاني 1993 انتُخبت بيرو مدعية عامة لمقاطعة ويستتشستر، وهي أول امرأة تشغل ذلك المنصب، وأعيد انتخابها في عامي 1997 و2001. وفي 23 أيار 2005، قرّرت بيرو عدم الترشح لولاية رابعة مدعية عامة لمقاطعة ويستتشستر. في 10 آب 2005، سعت بيرو للترشح باسم الحزب الجمهوري لتحدي السيناتور الديمقراطية هيلاري كلينتون في انتخابات عام 2006 لمنصب عضو مجلس الشيوخ الأميركي عن نيويورك، لكنها تراجعت في آخر لحظة بعد عدة إخفاقات في الحملة الانتخابية، وبسبب محدودية الموارد المالية، كما أن استطلاعات الرأي أظهرت أنها كانت تتجه نحو هزيمة بفارق كبير أمام هيلاري. ألّفت بيرو 6 كتب، اثنان منها روايات جريمة، ورواية مستوحاة من تجاربها الخاصة عندما تولت وهي في سن الـ25 منصب مساعدة المدعي العام في مقاطعة ويستتشستر في ولاية نيويورك. مسيرة إعلامية في عام 2006 دخلت بيرو مجال الإعلام وظهرت ضيفة ومحللة في عدة قنوات تلفزيونية وشاركت في برامج مختلفة على قناتي 'فوكس نيوز' و'سي إن إن' وغيرهما. في عام 2008 أعلنت شبكة تلفزيون 'سي دبليو' أن جانين بيرو ستقدم برنامجا تلفزيونيا طيلة أيام الأسبوع يُطلق عليه اسم 'القاضية جانين بيرو'، وظلت بيرو تقدم ذلك البرنامج إلى أن ألغته الشبكة عام 2011 بسبب تراجع نسبة المشاهدة. بعد ذلك مباشرة بدأت بيرو تقديم برنامج 'العدالة مع القاضية جانين'، الذي كان يبث على قناة 'فوكس نيوز' في عطلة نهاية الأسبوع، ويركز على القضايا القانونية الكبرى التي تفرض نفسها أثناء الأسبوع. وأثارت بيرو الجدل عام 2019 في برنامجها التلفزيوني عندما انتقدت عضو مجلس النواب الأميركي النائبة عن الحزب الديمقراطي إلهان عمر بشأن ارتداء الحجاب، وحول مدى ولائها للدستور الأميركي، وهو ما تسبب في توقيف بث البرنامج مدة أسبوع. بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2020، التي انهزم فيها ترامب، كانت بيرو من الأصوات التي تروج لفكرة أن 'الانتخابات سرقت منه'. وفي 12 كانون الثاني 2022، أصبحت بيرو تقدم برنامج 'The Five' (الخمسة) على قناة 'فوكس نيوز'، وفي أيار/مايو 2025 غادرت تلك المحطة بعد أن عاد ترامب للرئاسة مرة أخرى واختارها لتولي منصب المدعية العامة الفدرالية في واشنطن العاصمة. في مسيرتها التلفزيونية الطويلة كانت بيرو من الوجوه الجمهورية البارزة إعلاميا، وفي عام 2016 كانت من أبرز داعمي ترامب في الانتخابات الرئاسية، وبعد فوزه أصبحت من المتحمسين لسياساته واستخدمت حضورها التلفزيوني لمهاجمة منتقديه.


الجمهورية
منذ 36 دقائق
- الجمهورية
ترامب يعين لبنانية في أرفع منصب قضائي.. من هي جانين بيرو؟
حظيَ تعيين مذيعة شبكة "فوكس نيوز" الأميركية اللبنانية الأصل جانين فارس بيرو من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب في منصب المدعي العام الفيدرالي الأرفع في العاصمة واشنطن بمصادقة مجلس الشيوخ الأميركي. وتم تأكيد تعيين بيرو في منصب المدعية العامة لمنطقة كولومبيا بغالبية 50 صوتاً مقابل 45، حيث كان ترامب قد حضّ مجلس الشيوخ الذي يهيمن عليه الجمهوريون على الانتهاء من الموافقة على ترشيحاته خلال عطلة نهاية الأسبوع. وعُينت بيرو في هذا المنصب بشكل مؤقت في أيار من قبل ترامب الذي منح العديد من المناصب الحكومية المؤثرة لمذيعين في شبكات تلفزيونية. جانين فارس بيرو، مقدمة برامج تلفزيونية أميركية ولدت في نيويورك عام 1951 لوالدين من أصول لبنانية. درست الآداب والقانون وبدأت حياتها المهنية عام 1975 في سلك القضاء بنيويورك. في عام 2006 دخلت مجال الإعلام ضيفة ومحللة في عدة برامج تلفزيونية، قبل أن تصبح مقدمة لبرامج ذات طبيعة قانونية وقضائية، آخرها "الخمسة" على قناة "فوكس نيوز". وفي أيار 2025 عيّنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في منصب المدعي العام الفيدرالي بالعاصمة واشنطن. ولدت جانين فارس بيرو في 2 حزيران 1951 بمدينة إلميرا في ولاية نيويورك لوالدين أميركيين من أصل لبناني، تعود جذورهما إلى بلدة بصاليم في جبل لبنان. كان والدها ناصر فارس بائعاً للمنازل المتنقلة، أما والدتها إشتر عوض فارس - التي قضت جزءا من طفولتها في بيروت – فكانت عارضة أزياء في أحد المتاجر الكبرى في نيويورك. نشأت جانين فارس بيرو في مسقط رأسها بمدينة إلميرا، وبدأت مسارها الدراسي هناك، ومنذ طفولتها كانت تحلم بأن تصبح مدعية عامة. حصلت بيرو على شهادة الثانوية العامة في إحدى مدارس مدينة إلميرا، وتدربت في مكتب المدعي العام لمقاطعة تشيمونغ بولاية نيويورك في فترة دراستها الثانوية، ثم حصلت على البكالوريوس في الآداب من جامعة بافالو. نالت الدكتوراه في القانون من كلية الحقوق في جامعة ألباني بولاية نيويورك عام 1975، وفي هذه المرحلة الأكاديمية تولت منصب رئيسة تحرير مجلة القانون الصادرة عن الجامعة. في عام 1975، تم تعيين بيرو في منصب مساعد المدعي العام لمقاطعة ويستتشستر في ولاية نيويورك. وفي السنة نفسها تزوجت من ألبرت بيرو، ذي الأصول الإيطالية، وأنجبت منه طفلين (ولد وبنت أصبحت محامية) قبل أن ينفصلا عام 2013 بعد حياة زوجية اتسمت في معظم مراحلها بالاضطراب. وفي عام 1978، أصبحت بيرو أول من يرأس مكتب العنف المنزلي وإساءة معاملة الأطفال، الذي تم إنشاؤه في ذلك العام. غادرت بيرو مكتب المدعي العام بعد انتخابها في تشرين الثاني 1990 قاضية في محكمة مقاطعة ويستتشستر، وكانت بذلك أول امرأة تعمل قاضية في تلك المحكمة. في تشرين الثاني 1993 انتُخبت بيرو مدعية عامة لمقاطعة ويستتشستر، وهي أول امرأة تشغل ذلك المنصب، وأعيد انتخابها في عامي 1997 و2001. وفي 23 أيار 2005، قرّرت بيرو عدم الترشح لولاية رابعة مدعية عامة لمقاطعة ويستتشستر. في 10 آب 2005، سعت بيرو للترشح باسم الحزب الجمهوري لتحدي السيناتور الديمقراطية هيلاري كلينتون في انتخابات عام 2006 لمنصب عضو مجلس الشيوخ الأميركي عن نيويورك، لكنها تراجعت في آخر لحظة بعد عدة إخفاقات في الحملة الانتخابية، وبسبب محدودية الموارد المالية، كما أن استطلاعات الرأي أظهرت أنها كانت تتجه نحو هزيمة بفارق كبير أمام هيلاري. ألّفت بيرو 6 كتب، اثنان منها روايات جريمة، ورواية مستوحاة من تجاربها الخاصة عندما تولت وهي في سن الـ25 منصب مساعدة المدعي العام في مقاطعة ويستتشستر في ولاية نيويورك. في عام 2006 دخلت بيرو مجال الإعلام وظهرت ضيفة ومحللة في عدة قنوات تلفزيونية وشاركت في برامج مختلفة على قناتي "فوكس نيوز" و"سي إن إن" وغيرهما. في عام 2008 أعلنت شبكة تلفزيون "سي دبليو" أن جانين بيرو ستقدم برنامجا تلفزيونيا طيلة أيام الأسبوع يُطلق عليه اسم "القاضية جانين بيرو"، وظلت بيرو تقدم ذلك البرنامج إلى أن ألغته الشبكة عام 2011 بسبب تراجع نسبة المشاهدة. بعد ذلك مباشرة بدأت بيرو تقديم برنامج "العدالة مع القاضية جانين"، الذي كان يبث على قناة "فوكس نيوز" في عطلة نهاية الأسبوع، ويركز على القضايا القانونية الكبرى التي تفرض نفسها أثناء الأسبوع. وأثارت بيرو الجدل عام 2019 في برنامجها التلفزيوني عندما انتقدت عضو مجلس النواب الأميركي النائبة عن الحزب الديمقراطي إلهان عمر بشأن ارتداء الحجاب، وحول مدى ولائها للدستور الأميركي، وهو ما تسبب في توقيف بث البرنامج مدة أسبوع. بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2020، التي انهزم فيها ترامب، كانت بيرو من الأصوات التي تروج لفكرة أن "الانتخابات سرقت منه". وفي 12 كانون الثاني 2022، أصبحت بيرو تقدم برنامج "The Five" (الخمسة) على قناة "فوكس نيوز"، وفي أيار/مايو 2025 غادرت تلك المحطة بعد أن عاد ترامب للرئاسة مرة أخرى واختارها لتولي منصب المدعية العامة الفدرالية في واشنطن العاصمة. في مسيرتها التلفزيونية الطويلة كانت بيرو من الوجوه الجمهورية البارزة إعلاميا، وفي عام 2016 كانت من أبرز داعمي ترامب في الانتخابات الرئاسية، وبعد فوزه أصبحت من المتحمسين لسياساته واستخدمت حضورها التلفزيوني لمهاجمة منتقديه.