logo
أمين كنائس الشرق الأوسط: نتمنى أن تزدهر حياة شعوبنا مثلما عادت الحياة للمسيح

أمين كنائس الشرق الأوسط: نتمنى أن تزدهر حياة شعوبنا مثلما عادت الحياة للمسيح

الدستور١٦-٠٤-٢٠٢٥

قال الدكتور ميشال عبس، الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط، إن المجلس يرفض بشكل قاطع كل الدعوات التى تنادى بتهجير الشعب الفلسطينى، مضيفًا أنه لا يمكن القبول بمنطق «الهندسة الديموغرافية» وفق الأهواء والمصالح، وكأن مصائر الشعوب قابلة لإعادة التشكيل كما يروق للبعض.
وخلال حواره مع «الدستور»، أضاف «عبس» أننا قد نحتفل بالأعياد فى مواعيد مختلفة، بحسب ما تعتمده الكنائس الشرقية أو الغربية، الكنائس تحتفل بالأعياد وفقًا للتقويم الخاص بكل منها، معتبرًا أن الاختلاف فى التوقيت لا يمثل إشكالية حقيقية، لأن جوهر الأمر يكمن فى رمزية العيد وما يحمله من معانٍ روحية ووجدانية لكل مسيحى، سواء فى الشرق الأوسط أو فى أنحاء العالم كافة.
■ ما رسالتك بمناسبة عيد القيامة فى ظل الظروف التى يمر بها الشرق الأوسط؟
- يأتى عيد القيامة هذا العام ليُذكّرنا بمعنى الأمل والانبعاث، فى وقت يمر فيه الشرق الأوسط بأصعب مراحل تاريخه الحديث، حيث تعصف الحروب والدمار بالعديد من دول المنطقة.
ورغم الأوضاع المأساوية التى تعيشها شعوبنا، فإن رسالة العيد تبقى نورًا فى نهاية النفق، فكما انتقل السيد المسيح من الموت إلى الحياة، نتمنى أن تنتقل منطقتنا من مرحلة الدمار والخراب إلى مستقبل أكثر استقرارًا وسلامًا.
والشرق الأوسط، مهد الحضارات والثقافات، شهد سقوط إمبراطوريات عظيمة واندثار حضارات، لكنه أيضًا شهد ميلادًا جديدًا لها لاحقًا.
فمن بين ركام الماضى، انطلقت الفنون والحرف التراثية، وبرزت الاختراعات والإبداعات التى أثرت العالم، واليوم، ونحن نحتفل بذكرى القيامة، نتضرع إلى الله أن يمنح شعوب المنطقة حياة جديدة، تليق بإرثها العريق وطاقاتها الكامنة.
فهذه الشعوب التى أنجبت عباقرة وفنانين ومبدعين، تستحق أن تنعم بالاستقرار والسلام، لتستعيد دورها الحضارى وتُسهم فى صنع مستقبل أفضل للأجيال القادمة، فكما أعادت القيامة الحياة، نتمنى أن تعود الحياة لشعوبنا، قويةً ومزدهرةً، خالية من ويلات الحروب، عامرة بالإنجازات والآمال.
■ ما الدور الأساسى لمجلس كنائس الشرق الأوسط فى تعزيز الوحدة المسيحية؟
- يمثل المجلس نموذجًا فريدًا للعمل المسكونى، حيث يجمع تحت مظلته مختلف الطوائف والمذاهب المسيحية فى المنطقة، وهذا التجمع الذى يضم تنوعًا لاهوتيًا وكنسيًا، أصبح فضاءً حيويًا للحوار والتقارب بين المسيحيين، ليس فقط على المستوى الدينى، بل أيضًا على المستوى الوطنى والإقليمى.
ومن خلال أنشطته المتنوعة، يعمل المجلس على تقريب المسيحيين من بعضهم البعض، كما يعمل على تعزيز الحوار بين الكنائس والإيبارشيات المختلفة.
وهذا التقارب لا يقتصر على الجانب الروحى، بل يمتد ليشمل الجوانب الرعوية والخدمية، ما يسهم فى تعزيز الوحدة المسيحية وفقًا للسياقات التى تختارها الكنائس نفسها.
لكن رسالة المجلس لا تنحصر فى الشأن الكنسى فحسب، إذ يولى اهتمامًا خاصًا بقضايا الوحدة الوطنية فى دول الشرق الأوسط، فالمجلس يدرك أن تحقيق الوحدة المسيحية لا يمكن أن يتم بمعزل عن قضايا الوحدة الوطنية، خاصة فى منطقة تشهد تحديات سياسية واجتماعية كبيرة، ومن هذا المنطلق، يتبنى المجلس رؤية شاملة تعزز التعايش بين جميع مكونات المجتمع، مساهمًا بذلك فى بناء جسور التفاهم والحوار بين مختلف الأديان والطوائف.
وبهذه الرؤية المتكاملة، يظل المجلس منارة للوحدة فى منطقة تتنوع فيها الثقافات والتقاليد، مؤكدًا أن الإيمان بالله يمكن أن يكون عاملًا للتقارب والسلام، وليس للانقسام والفرقة.
■ كيف تسهم الكنائس الأعضاء بالمجلس فى نشر رسالة المحبة والسلام فى المنطقة؟
- مجلس كنائس الشرق الأوسط يلعب دورًا أساسيًا فى دعم رسالة المحبة والسلام، من خلال خدمات عديدة تخدم المجتمع، من خلال دعم خدمات طبية بمختلف مجتمعات الشرق الأوسط ودعم خدمات التعليم، والأهم هو نشر الكلمات الطيبة ومواجهة خطابات الكراهية التى تحاول الوقيعة بين شعوب الشرق الأوسط.
■ ما التحديات الروحية والإيمانية التى تواجه الكنائس فى الشرق الأوسط اليوم؟
- التحديات الروحية لا تقتصر فقط على الشرق الأوسط ودوله، ولكن هى تحديات تخص المسيحية فى كل العالم وهى نزعة «الحداثة»، وكذلك النزاعات المادية والنزاعات الإلحادية حول العالم، وجميعها تحديات تواجه المجلس والمسيحية بكل دول العالم، وهناك تحد تمثل فى أن تعيد شخصًا لإيمانه، ومواجهة الأفكار الإلحادية تحد أمام جميع الكنائس.
■ كيف يرى المجلس الحوار المسكونى بين الكنائس المختلفة؟
- نعمل على تسهيل الحوار والتقارب بين الكنائس، وهذا هو الدور الأساسى الذى يقوم به المجلس فى مختلف الدول، فعندما تلتقى الكنائس بعضها البعض، يمكننا القول إننا حققنا جزءًا كبيرًا من أهدافنا فى تعزيز التقارب من خلال الأنشطة المشتركة بين كنائس المجلس.
■ ما رسالتك عن البابا تواضروس؟
- البابا تواضروس رجل محبة، وأنا أطلقت عليه لقب «المؤتمن على كرسى مرقس» خلال مؤتمر الجمعية العام منذ عامين، وهو إنسان رائع ويقدم المحبة للجميع ولم يترك مجالًا إلا ومد له جسور المحبة، والله اختاره ليكون الرجل المناسب بالوقت المناسب ليقدم رسالة محبة للجميع.
■ كيف يرى المجلس وضع المسيحيين فى الدول التى تشهد اضطرابات أو نزاعات مثل سوريا وفلسطين؟
- كباحث اجتماعى، أؤكد أن التمييز بين البشر على أساس الدين هو خطأ جوهرى فى الرؤية الإعلامية، ففى كل بؤر الصراع حول العالم، سواء فى سوريا أو فلسطين أو غيرهما، يعانى الجميع سواسية تحت وطأة الحرب، بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية، المسيحيون فى هذه المناطق ليسوا سوى جزء من النسيج الاجتماعى الذى تتساوى خيوطه فى المعاناة.
نعم، قد يختلف بعض التفاصيل بسبب وضع الأقليات، ولكن الجوهر واحد: بشر يعانون من ويلات الصراعات، لهم ما لجميع المواطنين من حقوق، وعليهم ما على الجميع من واجبات، والمسيحى هنا ليس سوى مواطن كغيره، يعيش نفس الظروف، ويتقاسَم نفس المصير.
فى مجلس كنائس الشرق الأوسط، رسالتنا إنسانية شاملة، برامج الإغاثة التى نقدمها لا تنظر إلى هوية المتضررين الدينية، بل إلى احتياجاتهم الإنسانية الملحة، ونحن نستهدف كل إنسان يعانى، لأن معاناته- لا دينه- هى ما يحدد أولويتنا فى العون والمساعدة.
■ هل هناك خطط أو استراتيجيات لوقف نزيف الهجرة المسيحية من الشرق الأوسط؟
- ندعم الوجود المسيحى من خلال الحوار مع غير المسيحيين، ويُعد التقارب مع الآخر أحد الأهداف الأساسية لمركزنا.
ونؤمن بأن التواصل مع العالم الخارجى، سواء مع الكنائس أو الهيئات الدولية، يمثل وسيلة مهمة للتعريف بالمسيحيين وأوضاعهم، وفى الوقت ذاته نولى اهتمامًا كبيرًا بالقضايا الوطنية التى تخص غير المسيحيين أيضًا.
ففى أحداث غزة، على سبيل المثال، كنا من أوائل المتضامنين مع الشعب الفلسطينى بكل مكوناته، مسيحيين ومسلمين على حد سواء، انطلاقًا من إيماننا بأن كل إنسان له الحق فى السلام والاستقرار والأمان.
أما على صعيد مواجهة ظاهرة الهجرة، فنرى أن العمل لوقف هذا النزيف لا يكون إلا من خلال الانخراط مع المجموعات الدولية الفاعلة والمؤثرة فى دوائر اتخاذ القرار على مستوى العالم.
ومن هذا المنطلق، فإن انخراطنا فى هذا الملف يعكس بالضرورة اهتمامنا بالمسيحيين كمواطنين متساوين، لا بوصفهم فئة منفصلة، بل باعتبارهم جزءًا لا يتجزأ من النسيج الوطنى.
إن أهم ما نسعى إليه هو ترسيخ الشعور لدى المواطنين، مسيحيين وغير مسيحيين، بأنهم أبناء وطن واحد، ومصير واحد، دون أى تمييز أو تفرقة.
لذلك، فإن تناولنا لقضايا الهجرة أو غيرها من القضايا الوطنية يتم من منظور إنسانى شامل، لا يفرق بين دين أو طائفة، بل يتعامل مع الإنسان كإنسان، مهما كانت ثقافته أو ديانته.
هذا هو الدور الذى نؤمن به كمسيحيين، أن نخدم الإنسان أينما كان، وخاصة فى مناطق النزاع، حيث يعيش الجميع المعاناة نفسها، ويستحقون الدعم والرعاية نفسها.
■ ما رأى المجلس فى دعوات تهجير الفلسطينيين؟
- نرفض بشكل قاطع كل الدعوات التى تنادى بتهجير الشعب الفلسطينى، ولا يمكن القبول بمنطق «الهندسة الديموغرافية» وفق الأهواء والمصالح، وكأن مصائر الشعوب قابلة لإعادة التشكيل كما يروق للبعض. إن الشعب الفلسطينى له الحق الكامل فى البقاء على أرضه، الأرض التى تعبّر عن هويته وتاريخه وجذوره الضاربة فى العمق. ولا يمكن أن نقبل بتشريد الفلسطينيين من وطنهم، فذلك انتهاك صارخ للكرامة الإنسانية، وخرق لحقوق الإنسان، وكل ما يزعم الغرب التمسك به من قيم العدالة والحرية والحق فى تقرير المصير.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وزير الشؤون النيابية يهنئ وزيرة البيئة بأمانة اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر
وزير الشؤون النيابية يهنئ وزيرة البيئة بأمانة اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر

مصرس

timeمنذ 25 دقائق

  • مصرس

وزير الشؤون النيابية يهنئ وزيرة البيئة بأمانة اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر

تقدم المستشار محمود فوزي، وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، إلى الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، بخالص التهنئة وعظيم التقدير، بمناسبة اختيارها من قبل الأمين العام للأمم المتحدة لتولي منصب الأمينة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، وهو منصب دولي رفيع يعكس المكانة التي باتت تحتلها الكفاءات المصرية على الساحة الدولية. ويأتي هذا الاختيار تتويجًا لمسيرة متميزة حافلة بالعطاء والخبرة في التصدي للتحديات البيئية العالمية، ودعم الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة. كما يُعد شهادة تقدير للدور الريادي الذي اضطلعت به مصر في السنوات الأخيرة بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في مجال الدبلوماسية البيئية والتنمية الدولية.ودعا الله عز وجل أن يوفقها ويسدد خطاها في مهمتها الدولية الجديدة.

وزير الأوقاف يعزي المستشار عدلي منصور في وفاة شقيقه
وزير الأوقاف يعزي المستشار عدلي منصور في وفاة شقيقه

بوابة الفجر

timeمنذ 35 دقائق

  • بوابة الفجر

وزير الأوقاف يعزي المستشار عدلي منصور في وفاة شقيقه

بكامل التسليم لحكمة الله والرضا بقضائه سبحانه ينعى الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، السيد عادل منصور، شقيق المستشار عدلي منصور، رئيس الجمهورية السابق. وإذ يتقدم الدكتور أسامة الأزهري بخالص العزاء والمواساة إلى أسرة الفقيد وأهله ومحبيه، فإنه يدعو الله الرحمن الرحيم أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويرزقه الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ.

وكيل وزارة الأوقاف بالبحر الأحمر يُفاجئ المساجد بجولة تفقدية ويُصدر تعليمات حازمة لضبط الأداء
وكيل وزارة الأوقاف بالبحر الأحمر يُفاجئ المساجد بجولة تفقدية ويُصدر تعليمات حازمة لضبط الأداء

الكنانة

timeمنذ 40 دقائق

  • الكنانة

وكيل وزارة الأوقاف بالبحر الأحمر يُفاجئ المساجد بجولة تفقدية ويُصدر تعليمات حازمة لضبط الأداء

حنان عبدالله هشي حرصًا على انتظام العمل داخل المساجد في إطار المتابعة الميدانية المستمرة وتنفيذ تعليمات معالي الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، قام فضيلة الشيخ رمضان يوسف، وكيل وزارة الأوقاف بالبحر الأحمر، بجولة تفقدية مفاجئة على عددٍ من مساجد المديرية. وقد رافقه خلال الجولة الشيخ عبدالباسط عثمان أحمد، مدير شؤون الإدارات بالمديرية، بينما قام السادة مديرو الإدارات والمفتشون، كلٌّ في نطاق إدارته، بجولات مماثلة لرصد الأداء ميدانيًا، والتأكد من تنفيذ التوجيهات بدقة. وخلال جولته، أصدر فضيلة الشيخ رمضان يوسف عددًا من التوجيهات المهمة، أبرزها: ضرورة ترشيد استهلاك الكهرباء والمياه داخل المساجد. الاهتمام المستمر بالنظافة والصيانة لتكون المساجد لائقة لاستقبال المصلين. حُسن معاملة رواد بيوت الله والحرص على خدمتهم. منع صعود المنابر لغير الحاصلين على تصريح رسمي من المديرية. الالتزام التام بتعليمات خطبة الجمعة من حيث: الموضوع المحدد من الوزارة. الوقت المخصص للخُطبة. الالتزام بالزي الأزهري تسجيل الخطب في الدفاتر الخاصة بذلك. منع جمع التبرعات أو وضع صناديق داخل المساجد. عدم ترك المساجد دون حراسة أو إشراف مسؤول. وشدد فضيلته على أن أي مخالفة لهذه التعليمات ستُقابل بإجراءات حازمة وفق لوائح الوزارة، مع تحويل المخالفين للتحقيق واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store