
الإعلام الفرنسي والازدواجية "عيني عينك"
لا تكترث وسائل الإعلام في فرنسا في اظهار ازدواجيتها بلا خجل، فأقامت الدنيا لأيام طويلة منذ حوالي أسبوعين بعد أن قام مراهق بشتم حاخام في مدينة ستراسبوع، لكنها غضت الطرف عن مقتل شاب مسلم داخل مسجد بـ 50 طعنة سكين من قبل متطرف معاد للإسلام.
هذا التعامل يدخل في منطق الأشياء، فوسائل الإعلام الفرنسية ساهمت بقسط وفير خلال السنوات الأخيرة في تغذية "الإسلاوفوبيا"، بتخصيص ساعات وساعات من برامجها اليومية لكل ما يمكن أن يسهم في "شيطنة" الإسلام والمسلمين، بمساعدة طبقة سياسية مجندة لذلك باستثناء اليسار وفي مقدمته حزب "فرنسا الأبية". فيحسب لها (وسائل الإعلام) أنها لم تمش في جنازة من قتلت.
ويمكن اعتبار الشاب أبو بكر الذي قضى نحبه على يد عنصري في منطقة "لوغار"، أحد ضحايا حملة بروباغاندا ممنهجة، قادتها قناة "سي.نيوز" لمالكها الملياردير فانسان بولوري وأيضا "بي.أف.أم.تي.في". فقناة الملياردير، ظلت تمنح حيزا واسعا للعنصري ايريك زمور، قبل أن يتفرغ للسياسة عبر تأسيس حزب، رغم ادانته من قبل القضاء الفرنسي بتهم العنصرية والتحريض على الكراهية بسبب تصريحات أغلبها ضد المسلمين والمهاجرين.
كما أن وسائل الإعلام بفرنسا لم تكتف بصب الزيت على نار الكراهية ضد الإسلام، بل وجهت أيضا سهامها ضد كل من يدافع عن المسلمين والمعاملة التي يتعرضون لها في فرنسا. فأصبح حزب جون لوك ميلونشون، "فرنسا الأبية"، محل حملة شعواء يتهم خلالها بالدفاع عن المسلمين لاستقطاب أصواتهم في الاستحقاقات الانتخابية.
والخوف كل الخوف، أن تفتح هذه الجريمة العنصرية والسكوت الذي رافقها من قبل الإعلام والطبقة السياسية الفرنسية، شهية متطرفين يتخلصون يوما بعد يوم في فرنسا عن كل العقد وصاروا يجهرون بكراهيتهم للمسلمين والأجانب، ويومها ستكون أيادي من يعتبرون أنفسهم في طليعة الإنسانية والدفاع عن حرية التعبير ملطخة بالدماء.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشروق
منذ يوم واحد
- الشروق
روتايو وراء تسريب تقرير سريّ.. ومسجد باريس يحذّر!
انتقد مسجد باريس الكبير التقرير المسرّب المتعلق بجماعة الإخوان المسلمين ومسمى الإسلام السياسي في فرنسا، وهو التقرير الذي وضع على طاولة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، خلال اجتماع مجلس الدفاع والأمن، ولاحظ المسجد بأن الوثيقة من شأنها أن تزيد من 'التمييز ضد المسلمين وتجعلهم عرضة لأجندات سياسية معينة'. وكشفت الستار عن هذا التقرير في وقت تعيش العلاقات الجزائرية – الفرنسية أزمة غير مسبوقة، كما أن التقرير وضع على طاولة اجتماع ترأسه ماكرون وحضره وزراء السيادة في حكومته، الوزير الأول فرانسوا بايرو، ووزير الداخلية برونو روتايو، ووزير الخارجية، جون نويل بارو، ووزير العدل، جيرالد موسى دارمانان. وعمّم مسجد باريس الكبير، الذي يقوده شمس الدين حفيز، بيانا حمل انتقادات للسلطات الفرنسية على خلفية التقرير المذكور، وجاء فيه: 'يذكّر المسجد الكبير في باريس بأنه دافع دائما عن رؤية للإسلام تتوافق مع نص وروح مبادئ الجمهورية. وندّد بالتطرف الإسلامي والإرهاب وكل مظاهر الكراهية التي تظهر باسم الإسلام'. وسجلت المؤسسة الدينية الأولى للمسلمين في فرنسا: 'منذ تأسيسه عام 1926، عمل المسجد الكبير في باريس على نشر الإسلام المتجذر في قيم السلام والإخاء والتضامن، والتي تمتزج بانسجام مع المبادئ الجمهورية وتنوع مجتمعنا. وهو رمز لمساهمة المسلمين في تاريخ فرنسا، ويدعّم مواطنتهم الكاملة'، غير أنه، بالمقابل، 'يرفض أيضا السماح بأن يصبح القتال المشروع ضد الإسلاموية ذريعة لوصم المسلمين وخدمة أجندات سياسية معينة'. ويؤكد البيان على أن 'المسجد الكبير في باريس يريد أن يحمل صوت أغلب المسلمين الفرنسيين الذين يعتزمون أن يعيشوا إيمانهم بطريقة كريمة وسلمية، غير أنهم يقفون على فبركة مشكلة تستهدف الجالية المسلمة يرافقها تطوّر خبيث لخطاب تمييزي متنام ضدهم'. وخلّفت التسريبات المتعلقة بجماعة الإخوان المسلمين والإسلام السياسي في فرنسا، حالة من الاستنكار الواسع بين أفراد الجالية المسلمة، واعتبروها فضلا ثانيا من الحملة التي تحالف فيها اليمين واليمين المتطرف، ويقودها وزير الداخلية برونو روتايو، وتجلّت بشكل واضح في تعاطي هذا الوزير مع الجريمة البشعة التي راح ضحيتها الشاب المالي، أبو بكر سيسي، وقبلها رفض تلبيته دعوة الإفطار التي تلقاها من عميد مسجد باريس الكبير. وربط مراقبون بين فوز برونو روتايو برئاسة حزب 'الجمهوريون' اليميني، وعملية التسريب التي تخص قطاع الأديان الذي يقع تحت وصايته، والتي لا تخدم سوى طموحات وزير الداخلية الفرنسية، الذي يستعد لتقديم ترشّحه للانتخابات الرئاسية على بعد سنتين من الآن، لاسيما وأنه بات على يقين بأن استهدافه للجزائر بتصريحاته العدائية والمتكررة، قد لعبت دورا بارزا في فوزه على منافسه لوران فوكيي. ومنذ تكليفه بحقيبة وزارة الداخلية، بلوّر برونو روتايو سياسة معادية للمهاجرين، وهي الباب التي نفد من خلالها لمهاجمة الجزائر عبر استهداف جاليتها، فهو الذي ابتكر ما أسماه 'الرد التدريجي'، والذي وصل مداه الخميس قبل الماضي، عندما خرجت الناطق باسم الحكومة الفرنسية، صوفي بريما، قبل أزيد من أسبوع، لتقول بأن الخطوة المقبلة في التصعيد ضد الجزائر، ستستهدف جاليتها. ولا يستبعد أن يكون اجتماع ماكرون بوزراء سيادته، الأربعاء المنصرم، قد تناول استهداف الجالية الجزائرية وفق تأكيدات المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، وفي غياب أي تفاصيل عمّا دار في هذا الاجتماع، يعتقد مراقبون أن برونو روتايو، هو من سرّب التقرير الذي يستهدف الجالية المسلمة، ليكون بذلك إيذانا ببداية توظيف هذه الورقة في أجندته السياسية. ووفق ما أكد النائب بالمجلس الشعبي الوطني، سعد لعناني، عن منطقة جنوب فرنسا في تصريح سابق لـ'الشروق'، فإن أي قرار يستهدف المهاجرين، فهو يستهدف بالدرجة الأولى الجالية الجزائرية التي تعتبر الأكبر في فرنسا، ومن ثمّ، فإن التقرير المسرّب، وإن كان يستهدف ما أسماها 'جماعة الإخوان المسلمين'، إلا أنه في الواقع يستهدف ضرب الجالية الجزائرية، وقد أكدتها المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، صوفي بريما يوم 15 ماي الجاري.


الخبر
منذ 5 أيام
- الخبر
الناطقة باسم الحكومة الفرنسية تهين ماكرون
يعيش الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، نهاية عهدة ثانية صعبة، بعد أن فقد الأغلبية في البرلمان عقب قراره بحله (البرلمان) العام الماضي. وبعد أن أطيح بحكومة ميشال بارنيي، يوم 4 ديسمبر الماضي، استطاع أن يضمن استقرارا حكوميا نسبيا بتعيين فرنسوا بايرو، غير أنه سياسيا فقد الكثير من هيبته بعد أن صار محل انتقاد وزرائه القادمين من أحزاب أخرى مثل حزب "الجمهوريين". وكانت البداية مع برونو روتايو، وزير الداخلية، الذي انفرد بتسيير ملف الأزمة مع الجزائر، وذهب إلى حد التهديد بالاستقالة، إن لم يتم تطبيق خطته "الرد التدريجي"، ما وصفه متابعون بـ "إهانة" للرئيس ماكرون. وآخر ضربة، جاءت اليوم الثلاثاء، من الناطقة باسم الحكومة وعضوة مجلس الشيوخ الفرنسي عن حزب "الجمهوريين، سوفي بريما، فخلال استضافتها في قناة "سي نيوز" الاخبارية، ردت على سؤال حول وضع وزير الداخلية برونو رتايو، بعد فوزه برئاسة الحزب الذي تنتمي إليه، قالت "المسألة المطروحة ليست أن تكون معارضا للماكرونية، الماكرونية ستعرف نهايتها خلال الأشهر المقبلة مع نهاية العهدة الثانية، المسألة هي كيف نعيد البناء بعد ذلك". "Le macronisme trouvera probablement une fin dans les mois qui viennent" déclare @sophieprimas #LaGrandeITW #Europe1 — Europe 1 (@Europe1) May 20, 2025 ويفهم من كلام الناطقة الرسمية للحكومة، أن "الماكرونية" التي تحيل لمن اختاروا مساندة إيمانويل ماكرون، منذ اعتلائه سدة الحكم سنة 2017، ما هي إلا "فقاعة سياسية" ستختفي برحيل من تحمل اسمه، عن الحكم سنة 2027 . وأيضا لما تقول "نعيد البناء.." فيعني هذا أن ماكرون سيترك فرنسا في حالة يرثى لها تستوجب إعادة البناء. التصريحات أثارت سخط وجوه بارزة من "الماكرونية" مثل وزيرة المساواة بين الرجل والمرأة، أورور برجي، التي قالت عبر منشور في منصة "إكس"، إن "الماكرونية" باقية حتى بعد سنتين أي بعد الرئاسيات المقبلة التي لا يستطيع ماكرون المشاركة فيها بسبب منع الدستور الترشح أكثر من عهدتين متتاليتين. ويرى متابعون أن فوز روتايو برئاسة حزب "الجمهوريين" سيدفعه للابتعاد أكثر عن الرئيس إيمانويل ماكرون، ليبني لنفسه صورة معارض لحكم الرئيس الفرنسي تحسبا لرئاسيات 2027. ما يؤكد أن الصدام بين وزراء روتايو و"الماكرونية" وحتى ماكرون نفسه سيعرف انتعاشا خلال الأشهر المقبلة، ما يجعل نزيل قصر الإليزيه يتلقى ضربات مهينة بعد الأخرى.

جزايرس
١٤-٠٥-٢٠٢٥
- جزايرس
رئيس المجلس الشعبي الوطني يجري محادثات مع نظيره الماليزي بجاكرتا
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص. وأوضح المصدر ذاته أن اللقاء جرى قبيل انطلاق أشغال الدورة ال 19 لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي, حيث أشاد السيد بوغالي في المستهل بكون ماليزيا "نموذجا يحتذى به في مجالات التطور والتقدم". وتوقف السيد بوغالي عند عمق العلاقات الثنائية التي وصفها ب"التاريخية المتميزة, سواء على المستوى الثنائي أو متعدد الأطراف", ليؤكد في هذا السياق رغبة الجزائر في "إعطاء دفعة جديدة لعلاقات التعاون البرلماني مع ماليزيا", مشيرا إلى تنصيب مجموعة برلمانية للصداقة تهدف إلى "تعزيز التواصل والتقارب بين المؤسستين التشريعيتين". كما أعرب عن "ارتياحه لتقارب وجهات النظر بين البلدين حول عديد القضايا", وعلى وجه أخص الموقف الداعم للقضية الفلسطينية ولحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. على صعيد آخر --يضيف البيان-- تطرق رئيس المجلس الشعبي الوطني للتعاون القائم بين البلدين في مجال التكوين العالي والمنح التي يستفيد منها الطلبة الماليزيون بالجزائر, حيث دعا إلى تطويره. وبعدما نوه بتقاسم البلدين لنفس المنهج في مكافحة الإرهاب, ثمن السيد بوغالي قبول انضمام الجزائر إلى معاهدة الصداقة والتعاون مع جنوب شرق آسيا, مبرزا الدور المحوري الذي تضطلع به الدبلوماسية البرلمانية في تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي.وبالمناسبة, شدد على ضرورة "مواصلة العمل لنشر القيم الحقيقية للإسلام لمواجهة محاولات التشويه وتقديم صورة مثالية عن ديننا الحنيف القائم على التسامح والسلام", يضيف البيان. من جانبه, أشاد رئيس مجلس النواب الماليزي بالإمكانيات الكبيرة التي يحوزها البلدان, حيث أكد أهمية "استثمارها لتعزيز التعاون في مختلف المجالات", ليستعرض بعدها المجالات التي تتيح فرصا للتعاون الثنائي, على غرار الاقتصاد الأخضر والذكاء الاصطناعي, معربا عن استعداد بلاده لاستقبال طلبة وأساتذة جزائريين في إطار تطوير الشراكة في مجال التعليم العالي, يتابع نفس المصدر.