logo
"أمريكا لا تستطيع أن تفعل بكوريا الشمالية ما فعلته بإيران"- نيويورك تايمز

"أمريكا لا تستطيع أن تفعل بكوريا الشمالية ما فعلته بإيران"- نيويورك تايمز

BBC عربيةمنذ 14 ساعات

نتناول في عناوين الصحف التي نعرضها لكم اليوم، مقالات رأي تناقش التبعات المتوقعة للتدخل الأمريكي في الصراع الأخير بين إيران وإسرائيل، على العلاقة مع كوريا الشمالية، وشكل العالم الذي يحكمه جيل من القادة "كبار السن"، لن يعيشوا ليروا نتائج سياساتهم، وما تمثله دمية "لابوبو" من ازدهار "غريب" للمنتجات الصينية في ظل تباطؤ النمو الاقتصادي.
نبدأ من صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية التي كتب فيها ويليام هينغان مقالاً بعنوان: "أمريكا لا تستطيع أن تفعل بكوريا الشمالية ما فعلته بإيران".
ويعتبر هينغان أنَّ الضربات الأمريكية على إيران -رغم عدم امتلاكها سلاحاً نوويا بعد-، تؤكد لزعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، ما كان يعتقده منذ زمن، بأنَّ امتلاك الأسلحة النووية أمر حاسم لبقائه وبقاء بلاده.
ويتساءل الكاتب فيما لو كانت الولايات المتحدة ستقوم بمثل هذه العملية الوقائية الجريئة ضد إيران لو كانت تملك القدرة على الرد بقنبلة نووية.
وتشير التقديرات وفقاً للمقال إلى أنَّ هذه الدولة الصغيرة المعزولة أنتجت نحو 50 رأساً نووياً، إلى جانب مواد انشطارية تكفي لإنتاج ما يصل إلى 40 رأساً إضافياً.
فيما تستطيع ترسانتها من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، على الأرجح، استهداف كل مدينة أمريكية رئيسية، فيما تُعد آلاف الصواريخ الأخرى ضمن مدى القواعد العسكرية الأميركية المنتشرة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وفقا لهنيغان.
لقد عبّر كيم مراراً أنه لا ينوي التخلي عن برنامجه النووي، إذ يرى فيه وسيلة أساسية لضمان بقاء حكم عائلته.
ويضيف الكاتب أنه على العكس مما حدث مع إيران، فترامب لا يهدد بشنّ حرب لنزع سلاح كوريا الشمالية النووي. في الواقع، وبعد مرور خمسة أشهر على ولايته الثانية، لا يبدو أنه يُولي الكثير من الاهتمام لهذا الملف، حتى في الوقت الذي يزداد فيه الزعيم الكوري كيم جونغ أون، قوة بفضل أسلحة نووية جديدة وصواريخ وتحالفات.
وإذا كانت الولايات المتحدة قد عجزت عن توجيه ضرر لا يمكن إصلاحه لبرنامج إيران النووي من خلال الضربات الجوية -كما تشير بعض المعلومات الاستخباراتية الأولية- فمن الصعب تخيّل نوع الحملة المستدامة التي ستكون مطلوبة للنجاح في كوريا الشمالية، وفقا للصحيفة.
والآن، بعد أن خمدت موجة النشاط العسكري الهادفة إلى تحييد الطموحات النووية لإيران، يلوح في الأفق مجدداً التحدي المستعصي الذي يمثله برنامج كوريا الشمالية. و"لا توجد مؤشرات واضحة على أن مهمة مماثلة قيد الدراسة، ولا ينبغي أن تكون كذلك... فلنفكر بدلاً من ذلك في مسار أكثر جدوى للمضي قدماً".
ورغم أن واشنطن لا تعترف رسمياً بكوريا الشمالية كدولة نووية، فإن الجيش الأميركي يخطط ويجري تدريبات انطلاقاً من واقع أنها تملك بالفعل ترسانة نووية، وترامب نفسه صرّح في ثلاث مناسبات على الأقل بأن كوريا الشمالية قوة نووية.
إن الاعتراف بهذا الواقع كحقيقة دبلوماسية هو قرار صعب بلا شك، لكنه ضروري لتحقيق اختراق من شأنه تقليل التوترات، وتجنّب حرب غير مرغوب فيها، ومنع مئات الأسلحة الإضافية من الدخول إلى ترسانة كوريا الشمالية المتنامية باستمرار، وفقا للكاتب.
جيل من القادة "لن يعيش ليرى الحطام الذي يتركه خلفه"
"في الوقت الذي يحتاج فيه العالم بشدة إلى الشيوخ الحكماء، يقع مصيره في أيدي رجال طاعنين في السن لا يرحمون، من طينة الآباء المستبدين"، يقول عنوان مقال الكاتب ديفيد فان ريبروك، في صحيفة الغارديان .
يسترسل المقال معتبراً أن هناك "جيلاً من القادة يعمل على تفكيك النظام العالمي، وأن هذا الجيل لن يعيش ليرى الحطام الذي يتركه خلفه".
يقول الكاتب إنه يحاول الحديث عن مسألة حساسة عبر خوضه في عمر من يتولون زمام الأمور في العالم، لكن "دون الوقوع في فخ التمييز العمري".
ويعتبر الكاتب أنه لم يحدث من قبل في التاريخ الحديث أن كان مصير العالم بيد أشخاص بهذا العمر المتقدم؛ فلاديمير بوتين وشي جين بينغ يبلغان من العمر 72 عاماً، ناريندرا مودي 74 عاماً، بنيامين نتنياهو 75 عاماً، دونالد ترامب 79 عاماً، وعلي خامنئي 86 عاماً.
كما يرى ديفيد فان ريبروك أن "التقدّم الطبي أتاح للناس أعماراً أطول وحياة أكثر نشاطاً، لكننا نشهد في الوقت ذاته نمطاً مقلقاً من الزعماء السياسيين الذين يشتدّ تمسّكهم بالسلطة كلما تقدموا في السن، وغالباً على حساب الأجيال الشابة من حولهم".
ويذكر مثال القمة السنوية، التي اضطر فيها قادة الناتو، ومن بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسة وزراء الدنمارك مته فريدريكسن (كلاهما 47 عاماً)، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني (48 عاماً)، ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز (53 عاماً)، للرضوخ لمطلب ترامب بزيادة الإنفاق العسكري دون مبرر عسكري واضح أو نقاش عقلاني جاد، فضلاً عن غياب النقاش الديمقراطي الحقيقي داخل بلدانهم، حتى وصل الأمر بالأمين العام للناتو، مارك روته (58 عاماً)، إلى مناداة ترامب بـ "بابا"، فهذا ليس دبلوماسية، بل استسلام، وفقاً للكاتب.
ويضيف: "فولوديمير زيلينسكي، البالغ من العمر 47 عاماً، يقاوم طموحات بوتين الإمبريالية، وهو في السبعين من عمره. شي جينبينغ، السبعيني، يطمع في تايوان التي تقودها رئيسة تصغره بسبع سنوات. نتنياهو، الذي يبلغ ثلاثة أرباع القرن، يشرف على تدمير غزة، حيث نصف الغزيين تقريباً دون سن الثامنة عشرة، وفي إيران، يحكم رجل في السادسة والثمانين شعباً يبلغ متوسط أعمار أفراده 32 عاماً. أما بول بيا، رئيس الكاميرون البالغ 92 عاماً، فهو في السلطة منذ 1982 في بلد يبلغ متوسط العمر فيه 18 سنة، ومتوسط العمر المتوقع لا يتجاوز 62 سنة".
ويخلص المقال إلى أن " المقارنة ليست مؤامرة حول الشيخوخة... بل كان هناك إطار أخلاقي مشترك هش، لكن صادق يقوم على قناعة بأن على البشرية ألّا تكرر فظائع النصف الأول من القرن العشرين، وأن الحوار والدبلوماسية أفضل من العنف، أمّا اليوم، فقد تبخّرت تلك القناعة".
ويعتبر الكاتب أنَّ "هؤلاء الرجال هم أبناء عالم ما بعد الحرب، ومع اقترابهم من نهاية حياتهم، يبدو أنهم مصممون على هدمه، يكاد الأمر أن يكون انتقاماً".
لا ينكر المقال الدور الإيجابي لقادة كبار في السن مثل نيلسون مانديلا الذي أسس بعد ترك منصبه "مجلس الحكماء"، وهي شبكة من قادة العالم السابقين تعمل على تعزيز السلام والعدالة وحقوق الإنسان.
ويختم بالقول "المشكلة ليست في الشيخوخة، بل في الطريقة التي اختار البعض أن يستخدم بها هذه المرحلة من العمر، العالم لا يحتاج إلى المزيد من الزعماء الأقوياء المُتشبثين بالسلطة. إنه يحتاج إلى شيوخ مستعدين للتنحي والتوجيه... نحن لا نحتاج إلى هيمنة، بل إلى حكمة، وهذا في النهاية، هو ما يفرّق بين الحاكم والقائد".
"لابوبو" هل تؤشر على اقتصاد صيني مزدهر؟
دمى لابوبو نادرة. حتى في المتجر الرئيسي العملاق لصانعها، بوب مارت، في شنغهاي، يُطلب من حشود من العملاء الانتظار أسبوعاً أو أكثر، تقول صحيفة الإيكونومست البريطانية في مقال نشرته الأسبوع الماضي حمل عنوان "لا يقتصر الأمر على دمى لابوبو فقط، بل تشهد العلامات التجارية الصينية ازدهاراً كبيراً".
تصف الدمية بـ "المخلوقات القزمة"، وتشير إلى بيعها في "صناديق عمياء" تُبقي المشترين في حيرة بشأن أي واحدة قد يحصلون عليها، مقابل 20 دولاراً فقط.
إلا أن نوعاً نادراً منها بيع مقابل 150 ألف دولار في مزاد بتاريخ 10 يونيو/حزيران.
"ليس الأطفال الصينيون وحدهم من يحاولون الحصول عليها: إذ أعلن مشاهير، بمن فيهم ديفيد بيكهام، لاعب كرة القدم السابق، وريهانا، نجمة البوب، عن تقديرهما لها... أدى جنون لابوبو إلى ارتفاع أسهم بوب مارت بنسبة 180% منذ بداية العام. إنها واحدة من مجموعة متنامية من العلامات التجارية الاستهلاكية الصينية التي تزداد شعبيتها بشكل كبير"، تضيف الصحيفة.
لكن يشير مقال الصحيفة إلى أن دمى لابوبو تؤشر على ازدهار في العلامات التجارية في الصين، في ظل تباطؤ النمو الاقتصادي وضعف إنفاق الأسر، ما تعتبره "وقتاً غريباً لازدهار المنتجات الاستهلاكية الصينية".
ومع ذلك، فإن هذا الضغط على المستهلكين الصينيين هو "أحد العوامل التي تدفع العلامات التجارية المحلية إلى الأمام. فمع تزايد حساسية المستهلكين تجاه الأسعار، تزدهر العلامات التجارية المحلية التي تجمع بين الأسعار المنخفضة والجودة المقبولة".
ويعلل المقال ما يجري بعوامل عدة من بينها: تزايد حساسية المستهلكين تجاه الأسعار، ما يؤدي لازدهار العلامات التجارية المحلية التي تجمع بين الأسعار المنخفضة والجودة المقبولة، إضافة لتراجع شغف المستهلكين الصينيين بالسلع الأجنبية لمجرد أنها أجنبية، كما أنَّ هناك تحولاً في عادات الإنفاق في الصين؛ إذ أصبح المتسوقون اليوم أكثر اطلاعاً على المنتجات مقارنةً بالماضي، ويعود الفضل في ذلك أساساً إلى وسائل التواصل الاجتماعي، إذ يشعر الكثيرون بأنهم تعرضوا للاحتيال من قبل الشركات الأجنبية التي كانت قادرة على البيع بأسعار مبالغ فيها لمجرد أنها ليست صينية، وفقا للمقال.
يضرب المقال أمثلة على ذلك منها "سلاسل محلية للقهوة مثل كوتي أو لوكين التي لا تقل جودة عن ستاربكس، وهي شركة أمريكية... لكنها غالباً ما تكون أقل تكلفة بنصف السعر".
ويلفت المقال إلى أن العلامات التجارية الصينية آخذة بالازدهار خارج الصين أيضاً، فـ "بوب مارت تمتلك الآن متاجر في أكثر من 20 دولة، منها 37 متجراً على الأقل في أمريكا. وتنتشر ميكسيو في جميع أنحاء جنوب شرق آسيا، وتخطط تشاجي لافتتاح أكثر من 1,300 متجر خارج الصين بحلول نهاية عام 2027، بزيادة عن عدد متاجرها الذي لم يكن يُذكر قبل أربع سنوات".
ووفقا للصحيفة فإنَّه "على مدى عقود، كانت اتجاهات البيع بالتجزئة تأتي إلى الصين من الخارج، لكن يبدو أن تلك الأيام قد شارفت على نهايتها".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نائب وزير الخارجية الإيراني لبي بي سي: يجب أن تستبعد واشنطن فكرة مهاجمتنا قبل المفاوضات
نائب وزير الخارجية الإيراني لبي بي سي: يجب أن تستبعد واشنطن فكرة مهاجمتنا قبل المفاوضات

BBC عربية

timeمنذ 4 ساعات

  • BBC عربية

نائب وزير الخارجية الإيراني لبي بي سي: يجب أن تستبعد واشنطن فكرة مهاجمتنا قبل المفاوضات

أكد نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي لبي بي سي، على ضرورة أن تستبعد الولايات المتحدة فكرة تنفيذ أي ضربات أخرى على إيران، إذا ما كانت تريد استئناف المحادثات الدبلوماسية. وقال تخت روانجي إن إدارة ترامب أبلغت إيران عبر وسطاء أنها تريد العودة إلى المفاوضات، لكنها "لم توضح موقفها" بشأن "المسألة المهمة للغاية" المتعلقة بتنفيذ هجمات أخرى أثناء إجراء المحادثات. وأخفت المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران بعد ان وصلت إلى جولتها السادسة، إذ أدت العملية العسكرية الإسرائيلية، التي بدأت في الساعات الأولى من صباح 13 يونيو/حزيران، إلى وقف الجولة التي كان من يُفترض أن تُعقد في العاصمة العُمانية مسقط، بعد يومين من تلك العملية. بينما أصبحت الولايات المتحدة متورطة بشكل مباشر في التصعيد بين إسرائيل وإيران، عندما استهدفت ثلاثة مواقع نووية إيرانية بغارة جوية نهاية الأسبوع الماضي. وقال تخت روانجي إن إيران "ستُصر" على موقفها حول تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية كما تقول، رافضاً الاتهامات بتحرك إيران سراً لصناعة قنبلة نووية. وأضاف نائب وزير الخارجية الإيرانية أن طهران "حُرمت من الوصول إلى المواد النووية" اللازمة لبرنامجها البحثي، وبالتالي فهي بحاجة إلى "الاعتماد على نفسها"، موضحاً أنه "يمكن مناقشة مستوى ذلك، ويمكن مناقشة قدرات طهران، ولكن قول إنه لا ينبغي أن هناك تخصيب، ويجب أن يكون معدّل التخصيب صفراً وإذا لم توافقوا فسوف نهاجمكم - يعتبر هذا قانون الغاب". وبدأت إسرائيل هجماتها على إيران، باستهداف مواقع نووية وعسكرية، بالإضافة إلى اغتيال قادة وعلماء في إيران، في 13 يونيو/حزيران، مدعية أن طهران تقترب من انتاج سلاح نووي. وردّت إيران بمهاجمة إسرائيل بالصواريخ، إذ استمرت الأعمال العدائية بين الطرفين اثني عشر يوماً، أسقطت خلالها الولايات المتحدة قنابل على ثلاثة مواقع نووية إيرانية: فوردو، ونطنز، وأصفهان. ولم يتضح بعد مدى الضرر الذي لحق بالبرنامج النووي الإيراني بسبب الضربات الأمريكية، وقال تخت روانجي إنه لا يستطيع إعطاء تقييم دقيق لتلك الضربات. من جانبه، قال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، إن الضربات تسببت في أضرار جسيمة لكنها "ليست كاملة"، في حين أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن المنشآت النووية الإيرانية "دمرت بالكامل". وقال غروسي إن إيران قادرة على استئناف تخصيب اليورانيوم في غضون "أشهر"، بينما ردّ تخت روانجي على ذلك قائلاً: إنه لا يعلم إن كان ذلك سيحدث. في غضون ذلك، ازداد التوتر في العلاقة ما بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، إذ قرر البرلمان الإيراني يوم الأربعاء، تعليق التعاون مع الوكالة، متهماً إياها بالانحياز إلى إسرائيل والولايات المتحدة. في المقابل، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه "سيفكر بالتأكيد" في قصف إيران مرة أخرى إذا ما تبيّن أنها قادرة على تخصيب اليورانيوم إلى مستويات مثيرة للقلق. وقال نائب وزير الخارجية الإيرانية، إنه لم يتم الاتفاق على موعد محتمل للعودة إلى المحادثات، وإنه لا يعرف ما سيكون على جدول الأعمال، تعليقاً على إشارة ترامب إلى أن المناقشات قد تجري هذا الأسبوع، مشيراً إلى أن طهران "تبحث الآن عن إجابة عماّ إذا سنرى تكراراً لعمل عدواني بينما ننخرط في الحوار؟". وقال تخت روانجي إن الولايات المتحدة يجب أن تكون "واضحة تماماً بشأن هذه المسألة المهمة للغاية"، بالإضافة إلى "ما الذي ستقدمه لنا من أجل توفير الثقة اللازمة لمثل هذا الحوار". وعندما سُئل عما إذا كانت إيران قد تفكر في إعادة النظر في برنامجها النووي كجزء من أي اتفاق، ربما في مقابل تخفيف العقوبات والاستثمار في البلاد، قال تخت روانجي: "لماذا يجب أن نوافق على مثل هذا الاقتراح؟"، مؤكداً أن برنامج إيران، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم إلى 60 في المئة، هو "لأغراض سلمية". وبموجب الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع القوى العالمية عام 2015، لا يُسمح لطهران بتخصيب اليورانيوم لحد يتجاوز نسبة نقاء 3.67 في المئة - وهو المستوى المطلوب للوقود لمحطات الطاقة النووية التجارية - بالإضافة إلى منعها من إجراء أي تخصيب في محطة فوردو لمدة 15 عاماً. لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تراجع عن الاتفاق في عام 2018 خلال ولايته الأولى، قائلاً إنه لم يفعل الكثير لمنع الطريق إلى القنبلة، وأعاد فرض العقوبات الأمريكية على طهران. ورداً على ذلك، انتهكت إيران القيود المفروضة عليها، لا سيما المتعلقة بالتخصيب، واستأنفت التخصيب في منشأة فوردو عام 2021، وخزّنت ما يكفي من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة لصنع تسع قنابل نووية، وفقاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية. واتهم تخت روانجي بعض الزعماء الأوروبيين والغربيين بـ"التأييد السخيف" للضربات الأمريكية والإسرائيلية، وذلك في سياق ردّه على سؤال حول عدم ثقة الزعماء الأوروبيين والغربيين في إيران. وقال تخت روانجي، إن أولئك الذين ينتقدون إيران بسبب برنامجها النووي "يجب أن ينتقدوا الطريقة التي تم التعامل بها معنا"، ويجب أن ينتقدوا الولايات المتحدة وإسرائيل، مضيفاً أنه "إذا لم تكن لديهم الشجاعة لانتقاد أمريكا، فعليهم الصمت، وعدم محاولة تبرير العدوان". وأوضح تخت روانجي أن إيران تلقت رسائل عبر وسطاء مفادها أن الولايات المتحدة "لا تريد الانخراط في تغيير النظام في إيران" من خلال استهداف المرشد الأعلى للبلاد آية الله علي خامنئي. وفي وقت سابق، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الإيرانيين إلى "الثورة من أجل حريتهم" لإسقاط الحكم في إيران، ولكن بعد التوصل إلى وقف إطلاق النار الأسبوع الماضي، قال الرئيس الأمريكي إنه لا يريد الإطاحة بالنظام الإيراني. وفي ذات السياق، أصرّ تخت روانجي على أن إسقاط النظام في إيران لن يحدث أبداً، مشيراً إلى أن هذه الفكرة "تعادل سلوكاً عقيماً". وأوضح المسؤول الإيراني أنه على الرغم من أن بعض الإيرانيين "قد يكون لديهم انتقادات لبعض تصرفات الحكومة، فإنهم عندما يتعلق الأمر بالعدوان الأجنبي سوف يتحدون لمواجهته". وحول اتفاق وقف إطلاق النار، قال تخت روانجي، إنه "ليس من الواضح تماماً" ما إذا كان وقف إطلاق النار مع إسرائيل سيستمر، لكن إيران ستواصل الالتزام به "طالما لم يكن هناك هجوم عسكري ضدنا". وأوضح المسؤول الإيراني أن حلفاء إيران العرب في الخليج "يبذلون قصارى جهدهم لتهيئة الأجواء اللازمة للحوار"، إذ أن قطر لعبت دوراً رئيسياً في التوسط لوقف إطلاق النار الحالي. وأضاف تخت روانجي: "لا نريد حرباً، بل نريد الحوار والدبلوماسية. لكن علينا أن نكون مستعدين، وعلينا أن نكون حذرين، حتى لا نُفاجأ مرة أخرى". وسُمح لمراسلة بي بي سي ليز دوسيه بإنتاج تقارير من داخل إيران، بشرط ألا تستخدم خدمة بي بي سي الفارسية أياً منها، وهذه القيود الصادرة عن السلطات الإيرانية، تُطبّق على جميع وكالات الإعلام الدولية العاملة في إيران.

مشروع قانون الضرائب في مجلس الشيوخ سيضيف 3.3 تريليونات دولار إلى العجز الأمريكي
مشروع قانون الضرائب في مجلس الشيوخ سيضيف 3.3 تريليونات دولار إلى العجز الأمريكي

العربي الجديد

timeمنذ 7 ساعات

  • العربي الجديد

مشروع قانون الضرائب في مجلس الشيوخ سيضيف 3.3 تريليونات دولار إلى العجز الأمريكي

أفاد مكتب الميزانية في الكونغرس، اليوم الأحد، أن نسخة مجلس الشيوخ من مشروع قانون الضرائب والإنفاق الذي اقترحه الرئيس دونالد ترامب ستضيف ما يقارب 3.3 تريليونات دولار إلى العجز الأميركي خلال العقد القادم. وتعكس التقديرات أن مشروع القانون، المسمّى "مشروع القانون الكبير والجميل"، سيؤدي إلى انخفاض في الإيرادات بقيمة 4.5 تريليونات دولار، مقابل انخفاض في الإنفاق بقيمة 1.2 تريليون دولار حتى عام 2034، وذلك مقارنة بالخط الأساسي الحالي للقوانين، وفقاً لـ"بلومبيرغ". وبناءً على طلب من الجمهوريين، جرى أيضاً احتساب كلفة مشروع القانون مقارنةً بخط أساس آخر يسمى خط السياسة الحالية، إذ قُدرت الكلفة بـ507.6 مليارات دولار فقط خلال نفس الفترة. ويهدف الجمهوريون من هذا الأسلوب المحاسبي إلى تمديد تخفيضات ضريبة الدخل التي أقرها ترامب في 2017 على نحوٍ دائم، واحتسابها على أنها لا تكلّف شيئاً. وتشمل الحزمة تخفيضات ضريبية بقيمة 4.5 تريليونات دولار، بحسب تقديرات صدرت، يوم السبت، من اللجنة المشتركة للضرائب. وبحسب "بلومبيرغ"، قد شكلت كلفة مشروع القانون نقطة خلاف كبيرة مع المحافظين مالياً، كما واجهت عراقيل عدّة في مجلس الشيوخ، إذ طالب المشرّعون بتعديلات متضاربة. وجرى تعديل عدد من تخفيضات الإنفاق المدرجة في الحزمة بعد أن تبين أنها لا تتوافق مع قواعد المصالحة في المجلس. ترامب يسرّع موعد مشروع القانون وقد جادل الديمقراطيون وبعض الاقتصاديين بأن استخدام "خط السياسة الحالية" يسمح للجمهوريين بالتحايل على القواعد التي تقيّد عادة الآثار المالية لمشاريع القوانين، الأمر الذي يهدّد المسار المالي للبلاد. وتفوق كلفة نسخة مجلس الشيوخ التقديرات السابقة لنسخة مجلس النواب، التي قدّرها CBO بـ2.8 تريليون دولار، آخذاً في الاعتبار الآثار الاقتصادية وارتفاع معدلات الفائدة الناتجة عن تضخم الديون. ويجسّد التشريع الكثير من أجندة ترامب الاقتصادية، فإلى جانب تمديد تخفيضات الضرائب لعام 2017، يتضمن المشروع تخفيضات في الإنفاق على برامج شبكة الأمان الاجتماعي، بما فيها برنامج "ميديكيد" وبرنامج المساعدات الغذائية "سناب" أو "فود ستامبس". وتتضمن نسخة مجلس الشيوخ أيضاً جعل 3 إعفاءات ضريبية على الأعمال دائمة، وتقييد خصومات على الإكراميات والعمل الإضافي للموظفين، وإجراء تغييرات على بعض بنود ميديكيد. اقتصاد دولي التحديثات الحية تحذير من الكونغرس الأميركي: قد نفلس في هذا التوقيت كما توصل الجمهوريون في مجلسَي النواب والشيوخ إلى اتفاق لتعديل الحد الأقصى للخصومات الفيدرالية على الضرائب المحلية وحكومات الولايات. فسيبقى الحد الأقصى 40 ألف دولار كما جاء في نسخة مجلس النواب، لكنه سيكون محدوداً بفترة 5 سنوات بدلاً من 10. ويعكس مشروع القانون نموذجاً اقتصادياً يعتمد على تحفيز النمو من خلال تخفيض الضرائب، خاصّة على الشركات والأثرياء، مع افتراض أن النمو الناتج سيعوض النقص في الإيرادات الضريبية. لكن التجارب التاريخية تشير إلى أن هذا النهج قد يؤدي إلى توسّع كبير في العجز المالي والدين العام، ما يزيد من تكاليف الاقتراض ويضعف قدرة الحكومة على مواجهة الأزمات المستقبلية. إلى جانب ذلك، يثير استخدام الجمهوريين لأسلوب "خط السياسة الحالية" جدلاً سياسياً حول الشفافية والمساءلة في إدارة الشؤون المالية، ويعمق الانقسامات الحزبية ويؤثر على ثقة الجمهور في المؤسّسات التشريعية. من الناحية الاجتماعية، فإن التخفيضات في الإنفاق على برامج مثل ميديكيد والمساعدات الغذائية قد تزيد من معاناة الفئات الضعيفة، وتفاقم الفجوات الاقتصادية والاجتماعية، ما قد ينعكس على الاستقرار الاجتماعي ويزيد من الضغوط على السياسات المحلية لمواجهة هذه التحديات، كما أن توسع العجز والدين الوطني قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الفائدة على السندات الحكومية، ما يرفع كلفة خدمة الدين ويقلل من الموارد المتاحة للاستثمارات الحيوية في البنية التحتية والتعليم والبحث العلمي، الأمر الذي قد يؤثر سلباً على تنافسية الولايات المتحدة الاقتصادية على المدى الطويل. في النهاية، يعكس المشروع توجهاً نحو تقليص دور الحكومة في الاقتصاد وتقليل الإنفاق على البرامج الاجتماعية، وهو توجه سياسي واقتصادي محافظ يركز على السوق الحرة. لكن هذا التوجه قد يواجه تحديات مع تصاعد الضغوط الاجتماعية وزيادة الطلب على الخدمات الحكومية، خاصة في أوقات الأزمات، مما قد يدفع لإعادة النظر في موازنة الأدوار بين القطاعَين العام والخاص في المستقبل.

سياسات ترامب التجارية تثير القلق في الأسواق رغم بلوغ مؤشرات بورصة نيويورك ذرىً قياسية
سياسات ترامب التجارية تثير القلق في الأسواق رغم بلوغ مؤشرات بورصة نيويورك ذرىً قياسية

القدس العربي

timeمنذ 7 ساعات

  • القدس العربي

سياسات ترامب التجارية تثير القلق في الأسواق رغم بلوغ مؤشرات بورصة نيويورك ذرىً قياسية

نيويورك – رويترز: بعدما وضعت مؤشرات بورصة وول ستريت هزة رسوم ترامب الجمركية في أبريل/نيسان وراء ظهرها لتسجل مستويات قياسية مرتفعة، لا يزال المستثمرون حذرين من عملية صنع السياسات السريعة والفوضوية أحياناً التي يتبعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ويرون أن هذا الصعود هش وغير مُستدام. وصعد مؤشر «ستاندرد أند بورز500» ومؤشر «ناسداك المُجَمَّع» إلى ذرىً جديدة في ختام معاملات الأسبوع الماضي يوم الجمعة. ومع ذلك، لا يزال المتعاملون والمستثمرون حذرين مما قد ينتظرهم في المستقبل. وأدت الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب في الثاني من أبريل/نيسان على الشركاء التجاريين الرئيسيين إلى اضطراب الأسواق المالية العالمية، ووضعت مؤشر «ستاندرد أند بورز500» على عتبة تصنيف السوق الهابطة عندما هوى المؤشر بنسبة 19 في المئة عند الإغلاق من أعلى مستوى إغلاق له على الإطلاق في 19 فبراير/شباط. وجاء الصعود الأحدث بعد أن أدى وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة بين إسرائيل وإيران إلى وقف ضربات جوية متبادلة استمرت 12 يوماً، وأحدث قفزة في أسعار النفط الخام وأثار مخاوف من نمو التضخم. وقال بنك «جيه.بي مورغان تشيس» الاستثماري الأمريكي في توقعات منتصف العام التي نشرها فريق الأبحاث العالمي التابع له يوم الأربعاء الماضي إن الوضع يتسم «بالضبابية الشديدة فيما يتعلق بالسياسات». وقال خبير الأسواق لدى «بي. رايلي ويلث» لإدارة الثروات، آرت هوغان «لا أحد يرغب في ختام تعاملات الأسبوع بأن تميل محفظته الاستثمارية نحو مخاطرة…الجميع يدرك أنه في الوقت الذي تشعر فيه السوق بمزيد من اليقين والثقة، فإن إعلاناً واحداً عن سياسة واحدة غير متوقعة ربما يغير كل شيء»، حتى إذا لم يشعل عاصفة نارية من النوع الذي شهدناه في أبريل/نيسان. وقال جوزيف كوينلان، خبير الأسواق في «بنك أوف أمِريكا»، إن جزءاً من هذا الحذر من مؤسسات الاستثمار ربما يعود إلى مدى الصعود الذي بلغ ستة في المئة في مؤشر «ستاندرد أند بورز500» بعد إعادة انتخاب ترامب في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ووصوله لذروته في فبراير/شباط. وقال إن التركيز على إلغاء الضوابط التنظيمية والتخفيضات الضريبية وصفقات الشركات عزز الثقة والتفاؤل ثم اندلعت معارك الرسوم الجمركية. ولا يزال كوينلان متفائلاً بشأن التوقعات للأسهم الأمريكية وبأن النظام التجاري العالمي الجديد ربما يؤدي إلى فتح الشركات الأمريكية لأسواق جديدة وتحقيق إيرادات وأرباح أعلى. لكنه قال إنه لا يزال حذرا إذ «ستظل هناك طفرات من التقلبات بسبب المجهول من السياسات». وبشكل عام تراجع مؤشر «في.آي.إكس»، الذي يقيس تقلبات السوق في بورصة شيكاغو، كثيراً عما كان عليه في ذروة الاضطرابات التي أحدثها إعلان الرسوم الجمركية في أبريل/نيسان. ونزل المؤشر إلى 16.3 منخفضاً من ذروة بلغت 52.3 في الثامن من أبريل/نيسان.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store