logo
كيف أدخل الموساد المسيرات إلى إيران؟

كيف أدخل الموساد المسيرات إلى إيران؟

المركزيةمنذ 12 ساعات

لا شك أن الطائرات المسيّرة أضحت خلال السنوات القليلة الماضية سلاحاً فتاكاً في الحروب، لاسيما لصغر حجمها وصعوبة رصدها واكتشافها، فضلا عن قدرتها على توجيه ضربات قوية.
إلا أن 'إطلاقها من قلب أراضي العدو' يحمل تأثيراً مضاعفاً عسكرياً ومعنوياً أيضاً، تماماً كما فعل الأوكرانيون قبل أسابيع حين استهدفوا 4 مطارات روسية بعدما أدخلوا شاحنات محملة بالمسيرات.
الأمر عينه شهدته إيران، بعدما نشر الجيش الإسرائيلي مشاهد لعناصر من الموساد يطلقون المسيرات من قلب إيران، يوم الجمعة الماضي.
ففي خطوة مفاجئة، هاجمت المسيرات الإسرائيلية التي انطلقت من داخل الأراضي الإيرانية عدة مواقع عسكرية، ما عد تكتيكًا جديدًا في فن الحروب المتطور باستمرار، وفق ما أوضح مسؤولون وخبراء أسلحة.
فبعدما كانت أعمال التجسس والعمليات السرية جزءا من الصراعات والحروب، شكل تصنيع أو نشر الطائرات المسيرة خلف خطوط العدو خطوة مفاجئة وتكتيكاً جديداً.
فيوم الجمعة تكرر السيناريو الأوكراني الروسي في إيران، إذ قام عملاء استخبارات إسرائيليون بتهريب مسيرات إلى الداخل الإيراني، ما أعطى إسرائيل تفوقاً مهماً.
ثمرة سنوات طويلة
فيما كشف مسؤولون إسرائيليون أن هذه العملية السرية جاءت ثمرة سنوات طويلة من العمل، شملت عمليات كوماندوز داخل طهران، التي تعرضت لضربات قوية يوم الجمعة، وانفجارات طالت مباني سكنية واغتيالات.
وأوضح مسؤولون إسرائيليون مطلعون على العملية أن إسرائيل أمضت أشهرًا في تهريب قطع غيار لمئات الطائرات الرباعية والمروحيات المُفخخة – في حقائب وشاحنات وحاويات شحن – بالإضافة إلى ذخائر يمكن إطلاقها من منصات مسيّرة.
كما أضافوا أن فرقًا صغيرة مُجهزة بالمعدات نُصبت بالقرب من مواقع الدفاع الجوي الإيرانية ومواقع إطلاق الصواريخ. وقال أحد الأشخاص إنه عندما بدأ الهجوم الإسرائيلي، قامت بعض الفرق بتدمير الدفاعات الجوية، بينما أصابت فرق أخرى منصات إطلاق الصواريخ أثناء خروجها من ملاجئها واستعدادها للانطلاق، حسب ما نقلت صحيفة 'وول ستريت جورنال'.
إلى ذلك، أشاروا إلى أن الموساد بدأت التحضير للعملية منذ سنوات، ورصد أماكن تخزين الصواريخ الإيرانية.
شركاء أعمال دون علمهم
وكشفوا أن الموساد أدخل الطائرات عبر قنوات تجارية، مستخدمًا شركاء أعمال دون علمهم، في مشهد يذكر بما حصل مع حزب الله في لبنان خلال عملية البيجر.
كما أوضحوا أن عملاء على الأرض جمعوا الذخائر ووزعوها على الفرق، بعدما دربت إسرائيل قادة تلك الفرق في دول ثالثة.
هذا ولفت عدد من الخبراء إلى أن بعض الطائرات المسيّرة التي استُخدمت من نوع الكوادكوبتر (أربع مروحيات)، وبعضها صغير نسبيًا لكنه قادر على حمل قنابل أو أسلحة أخرى.
فيما حذرت، السبت، وسائل إعلام إسرائيلية رسمية، بعضها مرتبط بالحرس الثوري، من استخدام إسرائيل لشاحنات نقل من أجل إطلاق طائرات مُسيّرة.
من جهته، رأى فرزان ثابت، المحلل المختص في الشؤون الإيرانية وأنظمة الأسلحة في معهد الدراسات العليا في جنيف: 'أن المسيّرات ما هي إلا أدوات في نهاية المطاف، وطريقة استخدامها تعتمد على مستوى الحنكة والإبداع. لذا فهذا تطوّر طبيعي ومجرد لمحة عما هو قادم'، حسب نيويورك تايمز.
كما اعتبر أن الطائرات المسيّرة قد تصبح سلاحاً مهماً بشكل خاص في العمليات السرية إذا أمكن تهريبها إلى أراضي العدو على مراحل، كقطع مفككة، مما يجعل اكتشافها أكثر صعوبة.
'تطوير وسائل التصدي لها'
لكنه أوضح أنه 'مع تطور حروب الطائرات المسيّرة، ستتطور أيضًا وسائل التصدي لها، سواء من خلال حلول بسيطة، مثل تغطية المعدات العسكرية والدفاعية بأغطية محصنة، أو عبر أنظمة متطورة تُسقِط الطائرات المسيّرة بالأسلحة أو التشويش عليها'.
وأضاف ثابت أن إيران تعمل على تطوير منظومة دفاع جوي متعددة الطبقات بقدرة 'رؤية بزاوية 360 درجة للتهديدات القادمة'، والتي إذا كانت تعمل فعليًا لكان يفترض أن تكتشف الهجمات القادمة من السماء مثل الصواريخ الباليستية، أو من طائرات مسيّرة تُطلَق من بضع كيلومترات فقط'.
يبقى الأكيد أن أوجه التشابه بين عمليات تهريب الطائرات المسيّرة التي نفذتها إسرائيل وأوكرانيا توحي بأن هذه التكتيكات ستُستخدم في نزاعات أخرى، على الأقل حتى تظهر استراتيجيات حربية أحدث وأكثر تخفيًا أو قوة، وفق ثابت.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن في خطاب، مساء الجمعة، أن عنصر المفاجأة كان أساسياً في الهجوم الذي نفذ ضد إيران، معتبرا أنه جوهر النجاح.
كما قارن نتنياهو هذا الهجوم السري بآخر نفذته إسرائيل في سبتمبر الماضي في لبنان، عندما استُخدمت أجهزة بيجر وأجهزة اتصال محمولة مليئة بالمتفجرات لاستهداف عناصر حزب الله، وقد استشهد خبراء استخبارات بذلك الهجوم أيضا في أوائل الشهر الحالي بعد ضربة أوكرانيا المفاجئة في روسيا، كمثال على مدى تغيّر أساليب الحرب بسبب التكنولوجيا.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حبس أنفاس وتخوّف من وصول "إشعاعات" الحرب إلى لبنان
حبس أنفاس وتخوّف من وصول "إشعاعات" الحرب إلى لبنان

صيدا أون لاين

timeمنذ 23 دقائق

  • صيدا أون لاين

حبس أنفاس وتخوّف من وصول "إشعاعات" الحرب إلى لبنان

قاتَل "لبنان السيادي" منذ أكثر من عقدَيْن، للنأي بالنفس عن صراعات المنطقة، أو للحياد كحدّ أقصى، فجاءت هذه الحرب لتحقق، بالمصادفة، هذه "الأمنية". ثلاثة أيام على هذه الحرب الإسرائيلية - الإيرانية، ولم ينخرط لبنان فيها، وهي المرة الأولى التي يتخذ فيها هذا الموقف منذ اتفاق القاهرة، حين زجَّه الفلسطينيون عنوة في مواجهة مع إسرائيل، وصولاً إلى حرب "الإسناد والمشاغلة" التي زج فيها "حزب الله" لبنان عنوة في الحرب مع إسرائيل تحت عنوان "الإسناد والمشاغلة" لدعم حرب "طوفان الأقصى". الاحتساب الدقيق لموازين القوى أو بسبب الضغوط". اتصالات وتحذيرات التحييد والنأي بالنفس، لم يأتيا صدفةً بل نتيجة ضغوطات، وتؤكد مصادر رسمية لـ "نداء الوطن" أن كل الاتصالات سواء في الداخل أو مع واشنطن والدول الأجنبية تركزت على النأي بالنفس عن الحرب، وقاد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون سلسلة الاتصالات مع الدول، وحصل لبنان على ما يشبه الوعد بأنه إذا لم يدخل أي فصيل الحرب سيبقى في منأى عنها. و"حزب الله" ينأى بنفسه أيضاً ووفق معلومات "نداء الوطن" فإن "حزب الله" أبلغ الدولة أنه لن يقوم بأي تحرك عسكري، وسينأى بنفسه عن الصراع الإسرائيلي - الإيراني، وجاء هذا الموقف بعدما تواصلت معه جهات عدة في الدولة اللبنانية طالبة منه عدم توريط لبنان في الحرب. ومن جهة ثانية، وزعت الدولة مهامها وكثفت إجراءاتها الوقائية، وحتى لو كانت هناك طمأنة من "الحزب"، إلا أن المخاوف تبقى من قيام حركة "حماس" بأي تحرك عسكري يؤدي إلى إشعال الوضع. إرجاء الملفات وأبرزها السلاح الفلسطيني اليوم، السادس عشر من حزيران، يفترض أن يكون قد بدأ تسليم السلاح الفلسطيني من بعض المخيمات في بيروت، وهذا لا يتوقع أن يحصل لأن لا مؤشرات إليه، فهذا الملف كان أقر إثر زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى لبنان، وصدور بيان مشترك لبناني - فلسطيني حول هذا الأمر. ماذا جرى؟ وما هي خلفيات التأجيل؟مصادر سياسية مطلعة كشفت أنّ الجدول الزمني لجمع السلاح من المخيمات الفلسطينية، والذي كان يفترض أن ينطلق اليوم الإثنين من مخيمات بيروت، تأجل إلى أجل غير مسمّى، وذلك بسبب خلافات فلسطينية – فلسطينية، حيث ترفض بعض الفصائل التزام وعد تسليم السلاح وفقاً للخطة التي وضعتها اللجنة الفلسطينية – اللبنانية المشتركة، بحجة الحرب المتصاعدة بين إسرائيل وإيران. من جهة أخرى، أشارت المصادر نفسها إلى أنّ الأجهزة الأمنية اللبنانية، وعلى غرار ما فعلته مع "حزب الله"، تواصلت مع مختلف الفصائل الفلسطينية وأبلغتهم ضرورة الامتناع عن استغلال الحرب الراهنة، لاستخدام الأراضي اللبنانية منصّة لإطلاق الصواريخ، بحجة مساندة إيران، وذلك منعاً لتعرض لبنان لخطر الاستهداف ردّاً على أي هجمات صاروخية. زيارة توم براك مؤجلة ويبدو أن التأجيل ينسحب أيضاً على المواعيد المرتقبة، وفي هذا السياق، تشير معلومات"نداء الوطن" إلى عدم وجود موعد رسمي حتى الساعة لزيارة الموفد الأميركي توم براك فما حصل بين إسرائيل وإيران بدّل الأولويات، لذلك لا يمكن القيام بأي شيء في لبنان والمنطقة من دون معرفة اتجاه الأمور في إيران. ولكن من جهة أخرى هناك من يعتقد في واشنطن بضرورة فصل المسارات، بمعنى أن مواصلة برّاك مهمته في لبنان وسوريا مفيدة في الضغط على إيران دبلوماسياً في موازاة الحملة الإسرائيلية العسكرية. مجلس الوزراء ... جلسة تعيينات دبلوماسية جلسة مجلس الوزراء اليوم يُتوقَّع أن تقر التشكيلات الدبلوماسية على الرغم من الاعتراضات التي قد تسجل على عملية الترفيع من فئة إلى أخرى لا سيما بالأسماء الشيعية،، ومن الأسماء التي حُسِمَت: فرح بري في لندن، وربيع الشاعر في باريس، وندى حماده معوض في واشنطن، وأمين عام الخارجية الحالي هاني شميطلي إلى إسبانيا، وأحمد عرفة (من داخل الملاك) من الكويت إلى رئيس بعثة لبنان في الأمم المتحدة في نيويورك، وهند درويش إلى الأونيسكو، وعلي قرانوح، من داخل الملاك، إلى السعودية، وطارق منيمنة، من خارج الملاك، إلى دولة الإمارات، علي الحلبي باق في القاهرة والجامعة العربية، زياد طعان إلى أبيدجان، جان مراد إلى قبرص، مدير المراسم أسامة خشاب إلى السويد ، هادي هاشم من رئيس بعثة لبنان بالوكالة في الأمم المتحدة إلى سفارة لبنان في سلطنة عمان، وحسين حيدر ، من داخل الملاك إلى سويسرا ، وليد حيدر، من داخل الملاك إلى بروكسيل، عبير طه من داخل الملاك إلى طوكيو، هادي جابر إلى موسكو والسفير غادي خوري من الفاتيكان إلى فيينا، ومصطفى أديب من سفارة لبنان في ألمانيا إلى الإدارة المركزية في بيروت وكذلك السفيرة كلود الحجل من قبرص إلى الإدارة المركزية في بيروت. وتقول المعلومات إنه في السابق كانت القاعدة أن يتم تعيين سفراء من خارج الملاك والاستثناء من داخل الملاك، لكن هذه المرة القاعدة من داخل الملاك والاستثناء من خارجه. وسيكون هناك سفيران من السُنة من خارج الملاك لتعذر وجود بقية مرشحين سُنة داخل الملاك. وتختم المصادر "يُسجَّل لوزير الخارجية يوسف رجي أنه استطاع في أقل من شهرين إنجاز تشكيلات شاملة وأعاد الانتظام الى الجسم الدبلوماسي اللبناني، بعد تعثر عمره نحو ثماني سنوات، ومن خلال التشكيلات الشاملة يكون الوزير رجي قد أكد أن الكفاءات موجودة داخل السلك الدبلوماسي بمقدار كبير، وهو العليم بهذا الواقع كونه ابن هذه الوزارة". تعثّر في التعيينات المالية والقضائية في مقابل "تسيير" التشكيلات الدبلوماسية، يبدو أن التعثر هو عنوان التعيينات القضائية والمالية، وعنوانه الرئيس نبيه بري الذي يرفض أن يُناقش في الأسماء التي يقترحها، سواء لجهة المدعي العام المالي، أو لجهة نائب حاكم مصرف لبنان، فالرئيس بري يتمسك بالقاضي زاهر حمادة كمدعٍ عام مالي، وبوسيم منصوري كنائب للحاكم، وهذا التمسك قوبل بالرفض، ما ارجأ البت في الملف. هل موسم السياحة في خطر؟ في هذه الأثناء بدأت المخاوف في القطاع السياحي من تطيير موسم الصيف، من خلال المؤشرات التالية: إلغاء حجوزات في القطاع الفندقي والشقق المفروشة. إلغاء حجوزات الطيران وفي هذا الإطار، بدأ عدد من القطاعات المرتبطة بالسياحة كقطاع تأجير السيارات وقطاع المطاعم يدق ناقوس الخطر في حال استمرت الحرب.

المصير واحد لإيران وأذرعها
المصير واحد لإيران وأذرعها

صوت لبنان

timeمنذ ساعة واحدة

  • صوت لبنان

المصير واحد لإيران وأذرعها

كتب شارل جبور في 'نداء الوطن': أصبح معروفاً أن إسرائيل لن توقف حربها العسكرية التي أطلقها السنوار مع 'طوفان الأقصى' قبل إنهاء القدرات العسكرية لمحور الممانعة من أجل أن تضمن استمرارية وجودها وتطوي، مبدئياً، آخر حروبها. وكان معروفاً أن تل أبيب لن تكتفي بأذرع إيران، إنما ستستهدف رأس الأخطبوط الذي لولاه لا وجود لهذه الأذرع، ولا يكفي بنظرها التخلُّص من الفروع وترك الأصل يسرح ويمرح، لأنه سيعيد، عندما يلتقط أنفاسه، إحياء هذه الفروع أو تأسيس غيرها. ومعلوم أن إحدى وظائف الأذرع أنها منصات دفاعية عن إيران، وقد نجحت إسرائيل في إخراجها من الخدمة العسكرية لدى هجومها على طهران، وحتى لو قرّرت الدخول أصبحت بلا تأثير بعد أن دمِّرت عسكرياً ولم يبق منها سوى الجيوب، ودخول 'حزب الله' عندما كان في أوّج قوته لمساندة 'حماس' لم يساندها بشيء باستثناء تدمير نفسه، وكيف بالحري بعدما أصبح محاصراً من الجهات كلها وخسر قدراته ويخشى من تهجير من تبقى من بيئته غير مهجّر؟ ومع انطلاق الحرب الإسرائيلية على إيران، يمكن القول إن حرب الطوفان شارفت على الانتهاء، والمنطقة على موعد قريب مع شرق أوسط جديد من دون الدور الإيراني المزعزع للاستقرار، وقد كشفت حرب السنوار ثلاث حقائق أساسية: الحقيقة الأولى أن إيران فاشلة في الحروب الكلاسيكية، وأنها حالة دعائية أكثر منها فعلية، فلا قدرات استخباراتية، وسلاحها الجوي ضعيف، وقوتها الأساسية تكمن في صواريخها الباليستية التدميرية، فيما التفوُّق الإسرائيلي الكبير عليها مرده إلى بنك المعلومات الذي لديها وسلاحها الجوي، وكما هزمها صدام سابقاً سيهزمها نتنياهو راهناً، ولكن في وقت قياسي طبعاً. الحقيقة الثانية أن إيران ضعيفة جداً أمام أميركا وإسرائيل، وقوية بواسطة ميليشياتها في الدول المفتتة والمنقسمة وغير المستقرة، وأولويتها الفعلية السيطرة على الساحات التي تتواجد فيها بهدف إلحاقها بإيران، فيما أولويتها الشكلية تصوير أن مواجهتها هي مع واشنطن وتل أبيب، وعندما دخلت جدياً في هذه المواجهة كان سقوطها مريعاً. الحقيقة الثالثة أن إيران استفادت من غض النظر حيالها والحسابات الدولية الخاطئة التي سمحت لها بأن تتحوّل إلى إمبراطورية تخريبية، والخطيئة الكبرى بدأت مع إسقاط الحاجز العراقي وصولاً إلى توقيع الرئيس باراك أوباما الاتفاق النووي معها، ما سمح لها باستخدام أموالها في نشر الإرهاب، ولكن عندما تقرّرت إزالة خطرها دمِّر ما بنته كله منذ تأسيسها في العام 1979. وعلى الرغم من الدعم الذي تتلقاه إسرائيل من أميركا، إلا أن قرار ليَ ذراع الخامنئي اتخذه نتنياهو، ولو لم يتخِّذ هذا القرار لما أقدمت واشنطن على تنفيذ هذه المهمة، إنما كانت واصلت عقوباتها التي لم تحدّ من الدور الإيراني، ولو كان مثلاً على رأس الحكومة في إسرائيل عندما نفّذ السنوار عمليته إيهود أولمرت، الذي خاض حرب تموز 2006 رداً على خطف 'حزب الله' للجنود الإسرائيليين، لما كان أعلنها، ربما، حرباً مفتوحة على المحور برمته، فيما نتنياهو تمكّن من هزيمة الخامنئي وإنهاء الثورة الإيرانية. ومعلوم أن نتنياهو كان ينتظر هذه اللحظة، ودخل في خلاف مع الرئيس الأميركي بسبب سعيه إلى صفقة مع طهران، وانتظاره هذه اللحظة يعني أنه كان مستعداً للحرب على غرار استعداده للحرب مع 'حزب الله'، ولو لم يكن متأكداً من النصر لما جازف بدخول الحرب، وهذا ما لم يدركه الخامنئي الذي أوقعه غروره في خطأ مثلّث: الخطأ الأول اعتقاده أن نتنياهو لن يجرؤ على الدخول في حرب مباشرة معه، وأن كلامه عن الحرب يندرج في إطار التهويل فحسب، وأقصى ما يمكن أن يفعله ضربات موضعية على غرار ما حصل في مرات سابقة، فأخطأ التقدير والحساب. الخطأ الثاني أنه لم يتنبّه إلى أن الهدف من الهجومين اللذين شنّتهما إسرائيل ضدّه إبان حربها على 'حماس' و'حزب الله' استكشاف دفاعاته وهجومه ومدى استعداده للدخول في الحرب، وبالتالي كانا في سياق 'البروفا' استعداداً للمنازلة الكبرى، ولم يقرأ دلالاتهما ولا خلفيتهما الاستكشافية لقدراته وردود فعله. الخطأ الثالث والفادح أنه لم يفهم بأن إسرائيل لن تكتفي بالتخلُّص من الأذرع، وأن حربها الوجودية لن تتوقّف قبل تعطيل المحرِّك لهذه الأذرع، وهذا ينم عن غرور أعمى بصيرته، لأن أي متابع كان متأكداً بأن حرب 'الطوفان' لن تنتهي إلا بعد تخلُّص إسرائيل من الخطر الإيراني المزدوج: النووي والدور الميليشياوي. وقد قدّم له ترامب فعلاً حبل نجاة ولو التقطه لكان أنقذ نفسه من حرب ستدمِّر قدراته العسكرية والنووية، وتفرض عليه في الوقت نفسه تجرُّع السمّ (نوشيدن جام زهر) بتوقيعه الاتفاق النووي بالشروط الأميركية، ولكنه اعتقد أن بإمكانه مواصلة السياسة القديمة القائمة على التذاكي وشراء الوقت وحافة الهاوية التي سقط فيها. تخوض إسرائيل الفصل الأخير من حرب 'الطوفان'، ولن ينتهي هذا الفصل سوى باستسلام إيران وقطع أذرعها النووية والعسكرية، وهذا لا يعني أن أزمات المنطقة ستنتهي مع انتهاء الدور الإيراني التخريبي، ولكن مقاربة هذه الأزمات ستختلف، وستكون المنطقة أمام تحديات جديدة في ظل توازنات مختلفة، والمستفيد الأكبر من هذا الواقع الجديد هو لبنان كونه كان المتضرِّر الأكبر من المحور الإيراني.

لبنان في مواجهة 3 سيناريوات للحرب
لبنان في مواجهة 3 سيناريوات للحرب

صوت لبنان

timeمنذ ساعة واحدة

  • صوت لبنان

لبنان في مواجهة 3 سيناريوات للحرب

كتب أنطوان فرح في 'نداء الوطن': يصعب تقدير حجم ونوعية الخسائر التي قد يتعرّض لها لبنان جراء تداعيات وشظايا الحرب الإسرائيلية الإيرانية المفتوحة. ومن البديهي، أن الرؤية الواضحة للانعكاسات، ترتبط بعوامل متنوعة، أهمها العناصر التالية: أولاً- الفترة التي قد تستغرقها المواجهات. ثانياً- نوعية الأهداف التي سيتم ضربها في الجانبين الإيراني والإسرائيلي. ثالثاً- الخطوات التي قد يتخذها طرفا النزاع (إغلاق مضيق هرمز على سبيل المثال). رابعاً- احتمال دخول دول وجهات أخرى في المواجهات، مثل الولايات المتحدة، أو حتى لبنان عبر تدخّل «حزب الله». لكن ما هو مؤكّد حتى هذه اللحظة، وقبل استشراف المراحل المقبلة من النزاع، أن لبنان فقد قسماً من إيرادات سياحية كان يأمل الحصول عليها هذا الصيف. ولكن الجزم بأن الموسم ضُرب بالكامل، فيه الكثير من التسرّع في قراءة النتائج. لأن الحديث عن هذه النتيجة يتطلب أن تمتد المواجهات العسكرية إلى ما بعد نهاية حزيران الجاري. وهذا الأمر ليس مؤكداً، ولو أن التحليلات القائمة حالياً ترجّح هذه الفرضية. في كل الأحوال، هناك ثلاثة سيناريوات يمكن أخذها في الاعتبار لرسم مشهدية مُبكرة للانعكاسات الاقتصادية على لبنان. أولاً- سيناريو (A)، أن تنجح الوساطات الدولية في وقف سريع للمواجهات العسكرية، وتعود إيران إلى طاولة المفاوضات النووية، وترتفع الآمال بالوصول إلى اتفاق نووي سريع يسحب فتيل التوترات في المنطقة، ويساهم في الداخل في حسم ملف حصرية السلاح في يد الدولة اللبنانية. ثانياً- سيناريو (B) أن يطول أمد الحرب، (إلى ما بعد حزيران) ويرتفع منسوب التدمير المتبادل، بهدف مواصلة الضغط على إيران لإجبارها على العودة إلى طاولة المفاوضات، والانصياع للشروط الأميركية. ثالثاً- سيناريو (C) تمتد نيران الحرب إلى دول أخرى، وتعمد ايران إلى ضرب أهداف نفطية في دول عربية تتواجد فيها قواعد عسكرية اميركية، أو تعمد إلى اغلاق مضيق هرمز، وتقطع إمدادات النفط الخليجي عن العالم. في السيناريو المتفائل (A)، لن تكون الخسائر الاقتصادية في لبنان ذات شأن. وحتى الموسم السياحي الصيفي يمكن إنقاذه جزئياً، لا سيما في القسم المتعلق بقدوم اللبنانيين المقيمين في الخارج، على الأقل، وبعض من السياح. وسيكون الأمل بالغد أفضل مما هو عليه اليوم. وبالتالي، لن يكون البلد خاسراً، في هذه الحالة. في السيناريو «المتشائل» (B)، سيخسر لبنان الموسم السياحي بأكمله، وسيفقد حوالى 4 إلى 5 مليارات دولار كان مقدّراً أن تدخل إلى البلد وتساهم في سد عجز ميزان المدفوعات. وسيكون هناك تأخير في مشاريع المفاوضات مع صندوق النقد، وتأخير مسار إقرار القوانين، وفي مقدمها قانون الفجوة المالية الذي يُفترض أن يكون العمل عليه قطع شوطاً كبيراً اليوم، من قبل مصرف لبنان، قبيل تقديمه إلى الحكومة، لصوغ مشروع قانون تناقشه وتحوله إلى المجلس النيابي. في السيناريو الأسود المتشائم، (C)، ستمتد نيران الحرب إلى دول أخرى. وسيتم إغلاق مضيق هرمز، ويتعرّض أمن الطاقة العالمي إلى أزمة، وسيكون لبنان في وضع معقّد، لجهة تأمين المواد الاستراتيجية لأمنه القومي والاجتماعي (نفط، قمح، أغذية، دواء…) إما بسبب انقطاع بعض السلع بسبب ضرب سلسلة الإمداد، أو بسبب ارتفاع أسعار تلك السلع، بحيث ستصبح عصيّة على قدرات اللبنانيين الشرائية. وفي مثل هذا الوضع، لا يمكن ضمان أي وضعٍ ثابت، بما فيه سعر صرف الدولار… أما في حال تدخّل «حزب الله» في مساندة إيران، عندها سنكون أمام مشهد أشدّ قساوة. بانتظار، أي من هذه السناريوات سيتحقق، لا بد للحكومة أن تبحث في اجتماعها اليوم، سلسلة إجراءات طارئة، تحضيراً لأسوأ السيناريوات. وبعد ذلك، لن يكون أمامنا سوى الصلاة والتمنيات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store