logo
أسماك تتقلَّص لتنجو... «المهرّج» يُواجه حرارة المحيط بالتكيُّف العجيب

أسماك تتقلَّص لتنجو... «المهرّج» يُواجه حرارة المحيط بالتكيُّف العجيب

الشرق الأوسطمنذ 18 ساعات

وجدت دراسة جديدة أنّ أسماك «المهرّج» (Clownfish) تلجأ إلى تقليص حجم أجسامها لتعزيز فرص بقائها في المحيطات التي تشهد ارتفاعاً متزايداً في درجات الحرارة بسبب تغيُّر المناخ.
ولاحظ العلماء أنّ بعض هذه الأسماك ذات الخطوط البرتقالية قلَّصت أجسامها خلال موجة حرّ قبالة سواحل بابوا غينيا الجديدة، وتبيّن أنّ الأسماك التي أصبح حجمها أصغر كانت أكثر احتمالاً للبقاء حيّة.
وباتت موجات الحرارة أكثر شيوعاً وحِدَّة تحت سطح الماء بفعل التغيُّر المناخي، إذ يمكن لدرجات الحرارة المرتفعة أن تؤدّي إلى تبييض شقائق النعمان البحرية التي تؤوي أسماك «المهرّج»، مما يدفعها إلى التكيّف من أجل البقاء.
وعام 2023، تابع الباحثون وقيّموا 134 سمكة مهرّج ملوّنة في خليج كيمبي خلال موجة حرّ شديدة لا تزال تؤثّر في الشِّعاب المرجانية حول العالم، ووجدوا أنّ 101 منها تقلّص طولها مرّة واحدة على الأقل نتيجة للإجهاد الحراري.
ويقول مورغان بينيت سميث، من جامعة بوسطن في الولايات المتحدة، وهو أحد مؤلِّفي الدراسة التي نشرت نتائجها مجلة «ساينس أدفانسيس» ونقلتها «الإندبندنت»: «صُدمنا فعلاً في البداية عندما رأينا أنها بدأت في التقلُّص».
ورغم أنّ العلماء لا يعرفون بعد الآلية الدقيقة التي تُمكّن هذه الأسماك من تقليص أجسامها، فإنّ أحد التفسيرات المُحتملة هو أنها قد تعيد امتصاص أنسجة عظامها. ومن المُحتمل أن يساعد الحجم الأصغر السمكة على توفير الطاقة خلال فترات الإجهاد الحراري، إذ تحتاج الأسماك الأصغر إلى طعام أقل.
كما تبيّن أن بعض أزواج أسماك «المهرّج» المتكاثرة تقلَّصت بشكل متزامن لتعزيز فرص بقائها، إذ عدَّلت الإناث حجمها لتظلّ أكبر من الذكور، مما يحافظ على التسلسل الاجتماعي الذي تهيمن فيه الإناث، وفق الباحثين.
وتعتمد كائنات أخرى أيضاً استراتيجية تقليص الحجم لمواجهة موجات الحرّ، مثل «الإغوانا» البحرية التي تُصغِّر حجمها خلال ظاهرة «النينو» التي تجلب المياه الدافئة إلى جُزر غالاباغوس، وإنما هذه الظاهرة لم تُرصد من قبل لدى أسماك الشعاب المرجانية.
وقال عالِم البيئة البحرية في معهد «وودز هول» لعلوم المحيطات (لم يشارك في الدراسة)، سايمون ثورولد: «هذه أداة جديدة في صندوق الأدوات الذي تستخدمه الأسماك للتكيُّف مع عالم متغيِّر».
وأوضح ثورولد أنّ هذه الاستراتيجية تساعد أسماك «المهرّج» على تجاوز موجات الحرّ على المدى القصير، لكن ليس من الواضح ما إذا كانت ستظلّ فعّالة على المدى الطويل.
ووجد الباحثون أنّ هذا الانكماش كان مؤقتاً، إذ أظهرت أسماك «المهرّج» قدرة على التعافي والنمو واستعادة حجمها مجدّداً عندما تصبح بيئتها أقل حرارة، مما يشير إلى أنّ الكائنات الحيّة تتمتّع بمرونة ملحوظة للبقاء في عالم يزداد حرارة، وفق ما قالته ميليسا فيرستيغ، من جامعة نيوكاسل، وهي مؤلّفة مُشاركة في الدراسة. وأضافت: «هذه الأنظمة الطبيعية تتعرّض لضغط كبير بالفعل، لكن لديها قدرة مذهلة على التكيُّف».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أسماك تتقلَّص لتنجو... «المهرّج» يُواجه حرارة المحيط بالتكيُّف العجيب
أسماك تتقلَّص لتنجو... «المهرّج» يُواجه حرارة المحيط بالتكيُّف العجيب

الشرق الأوسط

timeمنذ 18 ساعات

  • الشرق الأوسط

أسماك تتقلَّص لتنجو... «المهرّج» يُواجه حرارة المحيط بالتكيُّف العجيب

وجدت دراسة جديدة أنّ أسماك «المهرّج» (Clownfish) تلجأ إلى تقليص حجم أجسامها لتعزيز فرص بقائها في المحيطات التي تشهد ارتفاعاً متزايداً في درجات الحرارة بسبب تغيُّر المناخ. ولاحظ العلماء أنّ بعض هذه الأسماك ذات الخطوط البرتقالية قلَّصت أجسامها خلال موجة حرّ قبالة سواحل بابوا غينيا الجديدة، وتبيّن أنّ الأسماك التي أصبح حجمها أصغر كانت أكثر احتمالاً للبقاء حيّة. وباتت موجات الحرارة أكثر شيوعاً وحِدَّة تحت سطح الماء بفعل التغيُّر المناخي، إذ يمكن لدرجات الحرارة المرتفعة أن تؤدّي إلى تبييض شقائق النعمان البحرية التي تؤوي أسماك «المهرّج»، مما يدفعها إلى التكيّف من أجل البقاء. وعام 2023، تابع الباحثون وقيّموا 134 سمكة مهرّج ملوّنة في خليج كيمبي خلال موجة حرّ شديدة لا تزال تؤثّر في الشِّعاب المرجانية حول العالم، ووجدوا أنّ 101 منها تقلّص طولها مرّة واحدة على الأقل نتيجة للإجهاد الحراري. ويقول مورغان بينيت سميث، من جامعة بوسطن في الولايات المتحدة، وهو أحد مؤلِّفي الدراسة التي نشرت نتائجها مجلة «ساينس أدفانسيس» ونقلتها «الإندبندنت»: «صُدمنا فعلاً في البداية عندما رأينا أنها بدأت في التقلُّص». ورغم أنّ العلماء لا يعرفون بعد الآلية الدقيقة التي تُمكّن هذه الأسماك من تقليص أجسامها، فإنّ أحد التفسيرات المُحتملة هو أنها قد تعيد امتصاص أنسجة عظامها. ومن المُحتمل أن يساعد الحجم الأصغر السمكة على توفير الطاقة خلال فترات الإجهاد الحراري، إذ تحتاج الأسماك الأصغر إلى طعام أقل. كما تبيّن أن بعض أزواج أسماك «المهرّج» المتكاثرة تقلَّصت بشكل متزامن لتعزيز فرص بقائها، إذ عدَّلت الإناث حجمها لتظلّ أكبر من الذكور، مما يحافظ على التسلسل الاجتماعي الذي تهيمن فيه الإناث، وفق الباحثين. وتعتمد كائنات أخرى أيضاً استراتيجية تقليص الحجم لمواجهة موجات الحرّ، مثل «الإغوانا» البحرية التي تُصغِّر حجمها خلال ظاهرة «النينو» التي تجلب المياه الدافئة إلى جُزر غالاباغوس، وإنما هذه الظاهرة لم تُرصد من قبل لدى أسماك الشعاب المرجانية. وقال عالِم البيئة البحرية في معهد «وودز هول» لعلوم المحيطات (لم يشارك في الدراسة)، سايمون ثورولد: «هذه أداة جديدة في صندوق الأدوات الذي تستخدمه الأسماك للتكيُّف مع عالم متغيِّر». وأوضح ثورولد أنّ هذه الاستراتيجية تساعد أسماك «المهرّج» على تجاوز موجات الحرّ على المدى القصير، لكن ليس من الواضح ما إذا كانت ستظلّ فعّالة على المدى الطويل. ووجد الباحثون أنّ هذا الانكماش كان مؤقتاً، إذ أظهرت أسماك «المهرّج» قدرة على التعافي والنمو واستعادة حجمها مجدّداً عندما تصبح بيئتها أقل حرارة، مما يشير إلى أنّ الكائنات الحيّة تتمتّع بمرونة ملحوظة للبقاء في عالم يزداد حرارة، وفق ما قالته ميليسا فيرستيغ، من جامعة نيوكاسل، وهي مؤلّفة مُشاركة في الدراسة. وأضافت: «هذه الأنظمة الطبيعية تتعرّض لضغط كبير بالفعل، لكن لديها قدرة مذهلة على التكيُّف».

دراسة: الذكاء الاصطناعي يمكنه تطوير أساليب تواصل شبيهة بالبشر بشكل عفوي
دراسة: الذكاء الاصطناعي يمكنه تطوير أساليب تواصل شبيهة بالبشر بشكل عفوي

الشرق السعودية

time١٦-٠٥-٢٠٢٥

  • الشرق السعودية

دراسة: الذكاء الاصطناعي يمكنه تطوير أساليب تواصل شبيهة بالبشر بشكل عفوي

ذكرت دراسة جديدة أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يطور بشكل عفوي تقاليد اجتماعية مشابهة لتلك التي يتبعها البشر، حسبما ذكرت صحيفة "الجارديان". وأظهرت الدراسة المنشورة في مجلة "ساينس أدفانسيس" (Science Advances) أنه عندما يتواصل وكلاء الذكاء الاصطناعي الذين يعتمدون على النماذج اللغوية الكبيرة (LLM) مثل ChatGPT في مجموعات دون تدخل خارجي، يمكنهم البدء في تبنّي أشكال لغوية ومعايير اجتماعية بالطريقة نفسها التي يفعلها البشر أثناء تفاعلهم الاجتماعي. وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، أرييل فلينت أشيري: "يختلف عملنا عن معظم الأبحاث السابقة التي تناولت الذكاء الاصطناعي، حيث كانت تلك الأبحاث تعتبر الذكاء الاصطناعي ككيان منفرد، بينما نحن نظرنا إليه ككائن اجتماعي". وأضاف أشيري: "معظم الأبحاث حتى الآن كانت تتعامل مع النماذج اللغوية الكبيرة بشكل منفصل، لكن أنظمة الذكاء الاصطناعي في العالم الحقيقي ستتضمن في المستقبل العديد من الوكلاء المتفاعلين معاً". وتابع: "أردنا أن نعرف: هل يمكن لهذه النماذج تنسيق سلوكها من خلال تشكيل تقاليد، وهي اللبنات الأساسية للمجتمع؟ الجواب هو نعم، وما يفعلونه معاً لا يمكن تقليصه إلى ما يفعلونه بمفردهم". وتراوحت مجموعات الوكلاء الفرديين للنماذج اللغوية الكبيرة المستخدمة في الدراسة من 24 إلى 100 وكيل، وفي كل تجربة، تم إقران وكيلين عشوائياً، وطُلب منهما اختيار "اسم" من مجموعة من الخيارات، سواء كان حرفاً أو سلسلة من الرموز. عندما اختار الوكيلان الاسم نفسه، تم مكافأتهما، ولكن عندما اختارا خيارات مختلفة، تم معاقبتهما وعُرضت عليهما اختيارات بعضهما البعض. ورغم أن الوكلاء لم يكونوا على دراية بأنهم جزء من مجموعة أكبر، وأن ذاكرتهم كانت محدودة بتفاعلاتهم الأخيرة فقط، فإن تقليداً مشتركاً في التسمية نشأ بشكل عفوي عبر المجموعة دون وجود حل مُسبق، ما يحاكي المعايير التواصلية في الثقافة البشرية. التشابه مع البشر من جانبه، قال المؤلف المشارك في الدراسة، أندريا بارونشيلي، إن انتشار السلوك يشبه عملية خلق كلمات ومصطلحات جديدة في مجتمعنا. وأضاف بارونشيلي: "الوكلاء لا يقلدون قائداً. كلهم يحاولون التنسيق بنشاط، ودائماً في أزواج. كل تفاعل هو محاولة فردية للاتفاق على تسمية، دون أي رؤية شاملة". وتابع: "إنه يشبه مصطلح (Spam). لم يتم تعريفه رسمياً، ولكن من خلال جهود التنسيق المتكررة، أصبحت التسمية العالمية للبريد الإلكتروني غير المرغوب فيه". كما لاحظ الفريق تكوّن تحيزات جماعية بشكل طبيعي لا يمكن تتبعها إلى وكلاء فرديين. وفي تجربة أخيرة، تمكنت مجموعات صغيرة من وكلاء الذكاء الاصطناعي من توجيه المجموعة الأكبر نحو تقليد تسمية جديد. وتم الإشارة إلى ذلك على أنه دليل على ديناميكيات الكتلة الحرجة، حيث يمكن للأقلية الصغيرة، ولكن المصممة أن تؤدي إلى تغيير سريع في سلوك المجموعة بمجرد أن تصل إلى حجم معين، كما يحدث في المجتمع البشري. ورأى بارونشيلي أن الدراسة "تفتح أفقاً جديداً في أبحاث أمان الذكاء الاصطناعي. إنها تُظهر عمق تداعيات هذه الفئة الجديدة من الوكلاء الذين بدأوا في التفاعل معنا، وسيسهمون في تشكيل مستقبلنا". وأردف بالقول: "فهم كيفية عملهم هو المفتاح لقيادة تعايشنا مع الذكاء الاصطناعي، بدلاً من أن نكون خاضعين له. نحن ندخل إلى عالم حيث لا يقتصر الأمر على أن الذكاء الاصطناعي يتحدث فقط، بل يتفاوض، ويتناغم، وأحياناً يختلف بشأن السلوكيات المشتركة، تماماً كما نفعل نحن".

زلزال بقوة 5.3 درجات يضرب بابوا غينيا الجديدة
زلزال بقوة 5.3 درجات يضرب بابوا غينيا الجديدة

المدينة

time٠٦-٠٥-٢٠٢٥

  • المدينة

زلزال بقوة 5.3 درجات يضرب بابوا غينيا الجديدة

ضرب زلزال بقوة 5.3 درجات على مقياس ريختر اليوم، بابوا غينيا الجديدة.وأفادت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، أن مركز الزلزال وقع على بعد 53 كلم من مدينة "أنغورام"، وعلى عمق 135.1 كلم.ولم ترد أنباء عن وقوع خسائر بشرية أو مادية جراء الزلزال.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store