
«فوردو» أخطر منشأة تحت الأرض.. هل دمّرت أمريكا «قلعة النووي الإيراني»؟
شنّت الولايات المتحدة فجر اليوم قصفًا جويًا استهدف منشأة فوردو النووية، وهي واحدة من أخطر وأعمق المواقع النووية في إيران، تقع تحت جبل بالقرب من مدينة قم، وتُعد رمزًا استراتيجيًا في مشروع طهران النووي.
القصف، الذي نُفذ باستخدام قاذفات الشبح الأميركية من طراز B2، استهدف المنشأة التي يُعتقد أنها تضم أجهزة طرد مركزي متقدمة وتنتج يورانيوم عالي التخصيب بنسب تقارب العتبة العسكرية.
ويُنظر إلى فوردو بوصفها "القلعة النووية الإيرانية" بسبب موقعها الجغرافي المحصن بعمق يصل إلى نحو 90 مترًا تحت الأرض.
وتُعد فوردو، وفق تقارير استخباراتية غربية، منشأة محورية في تجاوز إيران للخطوط الحمراء النووية، خاصة مع شروعها منذ سنوات في رفع مستوى التخصيب إلى ما يزيد عن 60%، وهو ما دفع الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى التحذير أكثر من مرة من اقتراب طهران من مستوى "الاختراق النووي".
وتظل منشأة فوردو الإيرانية لتخصيب الوقود النووي واحدة من أعقد المنشآت وأكثرها تحصينًا في العالم، حيث تقع المنشأة، التي تُعد ثاني أكبر موقع نووي في إيران بعد نطنز، على بُعد نحو 95 كيلومترًا جنوب غرب طهران، داخل قاعدة عسكرية للحرس الثوري، وقد شُيّدت على عمق نصف ميل داخل الجبل بالقرب من مدينة قُم.
تخصص "فوردو" لإنتاج اليورانيوم عالي التخصيب، بنسبة نقاء تقترب من المستويات العسكرية (60%-83.7%)، ما يجعلها محورًا رئيسيًا في الجدل الدولي حول الطبيعة السلمية أو العسكرية للبرنامج النووي الإيراني.
وتحتوي المنشأة على قاعتين رئيسيتين لتخصيب اليورانيوم مزوّدتين بما يقرب من 3 آلاف جهاز طرد مركزي من طراز "IR-1"، تم توزيعها في 16 سلسلة. كما تم مؤخرًا تركيب أجهزة طرد أكثر تطورًا من نوع "IR-6"، وفق تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
المنشأة والتاريخ السري
بدأت أعمال البناء في فوردو سرًا بين عامي 2002 و2004، واحتفظت إيران بسرية الموقع حتى سبتمبر 2009، حين كشفت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا عن وجوده للعالم، وأكدوا أن مواصفاته تتجاوز الاستخدام السلمي.
رغم توقيع إيران على "خطة العمل الشاملة المشتركة" (الاتفاق النووي) في 2015، التي قضت بوقف التخصيب في فوردو، إلا أن انسحاب واشنطن من الاتفاق في 2018 دفع طهران إلى استئناف نشاطاتها، وصولًا إلى مستويات تخصيب مقلقة.
التحصين الفريد والتحدي العسكري
تقارير استخباراتية أمريكية، أبرزها من شبكة CNN، تصف "فوردو" بأنها منشأة شبه منيعة أمام القصف التقليدي، نظرًا لوجودها في عمق صخري كبير يصل إلى 90 مترًا، ما يجعل اختراقها ممكنًا فقط باستخدام قنابل خارقة مثل "GBU-57"، التي لا تمتلكها إسرائيل.
ولهذا، وجّهت تل أبيب ضغوطًا على واشنطن لتبنّي خيار عسكري يشمل تلك القاذفات وقنابلها الفريدة، أو ضرب المرافق المساندة مثل مداخل الأنفاق وأنظمة التهوية.
نقطة تحوّل استراتيجية
في يونيو 2025، تعرّضت "فوردو" لهجوم جوي ضمن عمليات عسكرية واسعة، في خطوة تصعيدية ضمن محاولات تقويض القدرات النووية الإيرانية.
ولا يزال الغموض يكتنف آثار الضربة، إلا أن المصادر تشير إلى وقوع دمار جزئي محتمل في المرافق الخارجية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مصراوي
منذ 23 دقائق
- مصراوي
مسؤول أمريكي: أسقطنا 12 قنبلة خارقة للتحصينات على فوردو الإيرانية
وكالات قالت شبكة "سي إن إن" نقلا عن مسؤول أمريكي، إن الولايات المتحدة أسقطت خلال هجومها الليلي على إيران، 12 قنبلة خارقة للتحصينات على منشأة فوردو باستخدام قاذفات شبحية طراز "بي 2 سبيريت". وأشار المسؤول الأمريكي، إلى أن الغواصات التابعة للبحرية الأمريكية أطلقت 30 صاروخ كروز من طراز "توماهوك"، فيما أسقطت قاذفة شبحية قنبلتين خارقتين للتحصينات على منشأة نطنز. ووفقا للتقارير فإن الولايات المتحدة استخدمت قنبلة خارقة للتحصينات من طراز "جي بي يو 57"، التي تزن 30 ألف رطل وتحتوي على 6 آلاف رطل من المتفجرات. كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن عبر منشور على حسابه بمنصة "تروث سوشيال"، عن تنفيذ هجوم "ناجح للغاية" استهدف ثلاثة مواقع نووية داخل إيران، وهي فوردو، نطنز، وأصفهان. وقال ترامب إن "جميع الطائرات المشاركة في العملية أصبحت الآن خارج المجال الجوي الإيراني"، مشيرًا إلى أن حمولة كاملة من القنابل أُسقطت على الموقع الرئيسي في فوردو، مؤكدًا عودة جميع الطائرات بسلام. وأشاد ترامب بالقوة العسكرية الأمريكية، مضيفًا: "نُهنئ محاربينا الأمريكيين العظام على هذا الإنجاز. لا توجد قوة عسكرية أخرى في العالم كانت قادرة على تنفيذ هذا الأمر".


بوابة الأهرام
منذ 26 دقائق
- بوابة الأهرام
بعد قصف مواقع إيران النووية.. هل تشن طهران هجمات جديدة على إسرائيل خلال ساعات؟
آثار القصف الصاروخي الإيراني على تل أبيب - أرشيفية كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصير الهجمات الإيرانية على إسرائيل، بعد قصف مواقع إيران النووية. موضوعات مقترحة ورجحت تقديرات أمنية تجدد الهجمات الإيرانية على إسرائيل خلال الساعات المقبلة، بحسب ما أفادت به قناة «القاهرة الإخبارية». وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الجيش الأمريكي نفذ "هجومًا ناجحًا جدًا" على ثلاثة مواقع نووية إيرانية، بينها منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض. وقال ترامب في منشور على منصته "تروث سوشال" "أتممنا هجومنا الناجح جدًا على المواقع النووية الثلاثة في إيران، بما في ذلك فوردو ونطنز وأصفهان". وأضاف "أُسقطت حمولة كاملة من القنابل على موقع فوردو الرئيسي"، لافتا إلى أن الطائرات التي نفذت الهجوم غادرت المجال الجوي الإيراني بسلام.


بوابة الأهرام
منذ 26 دقائق
- بوابة الأهرام
أول رد رسمي من إيران بعد ضرب مواقعها النووية: جميع الخيارات متاحة
في أول رد رسمي على الهجوم الجوي الأمريكي على المنشآت النووية، وصف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ما حدث بأنه "مشين"، مؤكدًا أن إيران سترد عبر خيارات متعددة للدفاع عن سيادتها ومصالحها. موضوعات مقترحة وقال إن الولايات المتحدة ارتكبت انتهاكًا جسيمًا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، حسبما أفادت قناة «القاهرة الإخبارية»، في خبر عاجل. ووصف عراقجي ما حدث بأنه «أمر مشين»، مؤكدًا أنه سيخلّف تبعات دائمة. وأضاف: «إيران تحتفظ بجميع الخيارات المتاحة للدفاع عن سيادتها ومصالحها وشعبها». وحذّر عراقجي من أن «على جميع دول الأمم المتحدة أن تقلق من السلوك الأمريكي الخطير». وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الجيش الأمريكي نفذ "هجومًا ناجحًا جدًا" على ثلاثة مواقع نووية إيرانية، بينها منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض. وقال ترامب في منشور على منصته "تروث سوشال" "أتممنا هجومنا الناجح جدًا على المواقع النووية الثلاثة في إيران، بما في ذلك فوردو ونطنز وأصفهان". وأضاف "أُسقطت حمولة كاملة من القنابل على موقع فوردو الرئيسي"، لافتا إلى أن الطائرات التي نفذت الهجوم غادرت المجال الجوي الإيراني بسلام.