
«ستاندرد آند بورز»: الكويت ودول الخليج مستعدة لسدّ فجوة الديزل بأوروبا
- توقعات بأن يزيد تحالف «أوبك بلس» حصصه الإنتاجية 548 ألف برميل يومياً في أغسطس
تلوح في الأفق فرص واعدة لمنتجي النفط الخام في الشرق الأوسط، وذلك مع استعداد الاتحاد الأوروبي لفرض حظر شامل على واردات الوقود المصنع من الخام الروسي، وفقاً لتحليل أجرته وكالة ستاندرد آند بورز غلوبل كوموديتي إنسايتس «S&P».
وذكر التحليل أن المصافي الأوروبية تتسابق حالياً لتأمين مصادر بديلة للمواد الخام، في خطوة حاسمة لضمان استمرارية وصول منتجاتها إلى الأسواق الأوروبية الحيوية.
ومن المقرر أن تدخل العقوبات الأوروبية المشددة حيّز التنفيذ في 21 يناير 2026، لتشكل حاجزاً أمام استيراد المنتجات المكررة المصنعة من الخام الروسي. يأتي هذا التحول الإستراتيجي في الوقت الذي يخفف فيه تحالف «أوبك بلس» من تخفيضات إنتاجه، ما يضع منتجي النفط الخليجيين الرئيسيين في موقع فريد للاستحواذ على حصة سوقية أكبر. وهذا يشمل بشكل خاص دولاً مثل تركيا والهند، اللتين اعتمدتا بشكل كبير على الخام الروسي الرخيص لمصافيها منذ عام 2022.
ويُشير الرئيس التنفيذي لشركة الاستشارات «قمر إنرجي»، روبن ميلز، إلى أهمية هذه التطورات، قائلاً: «إذا نجح هذا في خفض الصادرات الروسية، فسيفتح فرصاً أوسع لبقية دول تحالف أوبك بلس».
ومن المتوقع أن يقوم تحالف أوبك بلس، الذي يضم 22 دولة، بزيادة حصصه الإنتاجية بمقدار 548 ألف برميل يومياً في أغسطس. ويتوقع المحللون أن تضخ المجموعة المزيد من البراميل إلى السوق، في وقت لاحق من هذا العام.
ويؤكد ميلز أن السعودية والإمارات والعراق والكويت، في وضع مثالي لسد أي فجوة محتملة في الإمدادات. ويعود الفضل في ذلك إلى طاقتها الاحتياطية الكبيرة، إضافة إلى جودة خاماتها التي تتطابق بشكل وثيق مع جودة خام الأورال الروسي القياسي، ما يجعلها بديلاً جذاباً وفعالاً.
4.8 مليون برميل يومياً
ووفقاً لتحليل «S&P»، من المتوقع أن تصل الطاقة الإنتاجية الفائضة لتحالف «أوبك بلس» إلى 4.8 مليون برميل يومياً في أوائل 2026، وذلك بالتزامن مع دخول العقوبات حيز التنفيذ. وتتركز هذه الطاقة الفائضة بشكل رئيسي في السعودية والإمارات.
ويُشير ميلز إلى أن أي اضطراب في تدفقات النفط الروسية، قد يدفع تحالف «أوبك بلس» إلى التغاضي عن انتهاك كازاخستان لحصتها الإنتاجية، وهي نقطة كانت مصدر توتر داخل المجموعة.
ومع ذلك، تُعد روسيا عضواً رئيسياً في تحالف «أوبك بلس»، بصفتها ثاني أكبر منتج فيه، وقد أقامت علاقات جيوسياسية قوية مع الدول الأعضاء الأخرى.
وإذا اختار تحالف أوبك بلس عدم تقليص حصة روسيا في السوق، وأبقى زيادات الإنتاج محدودة، فإن قدرة المنتجين الآخرين للنفط الخام الثقيل والمتوسط، على سد أي فجوة في العرض، ستكون محدودة. هذا ما يؤكده عبدالعزيز المقبل، المختص في شؤون الطاقة.
ويُضيف المقبل: «مع عمل معظم منتجي النفط الخام الرئيسيين بالقرب من طاقتهم القصوى، تبدو القدرة على زيادة الإنتاج بشكل ملموس محدودة». ويُشير إلى أن هذا الوضع قد ينقل العبء إلى المصافي، ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار المنتجات المكررة، خصوصاً الديزل.
وأظهرت بيانات «S&P Global Commodities at Sea»، أن أوروبا استوردت 124 ألف برميل يومياً من زيت الغاز/الديزل من الهند و94 ألف برميل يومياً من تركيا في يونيو، وهو ما يمثل 7 في المئة و5 في المئة من إجمالي وارداتها على التوالي.
تحديات تواجه أوروبا
وبينما يُعد منتجو «أوبك بلس» في الشرق الأوسط بديلاً منطقياً للنفط الخام الروسي، سيتعين على المصافي الأوروبية أخذ الاضطرابات الأخيرة في المنطقة بعين الاعتبار. ويجب عليها أيضاً تقييم تأثير أي تجدد للأعمال العدائية على أمن الإمدادات.
وتُوضح مديرة الأبحاث والتحليل في «ستاندرد آند بورز غلوبل كوموديتي إنسايتس»، إليانور بادز: «تأثرت الإمدادات من الشرق الأوسط في الآونة الأخيرة بالصراع الجيوسياسي، لذا فحتى لو كانت إمدادات الديزل وفيرة، فإن الاعتماد بشكل كبير على مصدر واحد، قد يجعل أوروبا عرضة لتقلبات الأسعار أو نقص الإمدادات».
وتشمل إجراءات الاتحاد الأوروبي أيضاً سقفاً سعرياً جديداً مخفّضاً يبلغ 47.6 دولار للبرميل للخام الروسي، منخفضاً من 60 دولاراً للبرميل، بهدف الحد من احتياطيات موسكو.
وإذا بِيعَ الخام الروسي عند مستوى سقف السعر الجديد، فقد تختار المصافي شراء خام الأورال، إذ من المرجح أن يكون أرخص من الدرجات المماثلة غير المرخصة، مثل خام البصرة المتوسط العراقي وخام العربي الخفيف السعودي.
وحدد العراق سعر البيع الرسمي لخام البصرة المتوسط، المتجه إلى آسيا للتحميل في أغسطس، بخفض مقداره 1.35 دولار للبرميل، مقارنةً بمتوسط تقييم بلاتس لخامي عُمان ودبي، والذي بلغ 70.40 دولاراً للبرميل في 23 يوليو. وبالمثل، حددت «أرامكو» سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف الرئيسي بخفض مقداره 4.70 دولار للبرميل، مقارنةً بخام برنت المُقَيَّم من قِبل بلاتس عند 68.51 دولار للبرميل في اليوم نفسه.
وقال ميلز: «من الصعب تجاهل الخام الروسي المُخفَّض، لذا ربما نشهد فصلاً في الإمدادات». والمقصود بالفصل هنا، تقسيم أو فصل مصادر أو أنواع مختلفة من إمدادات النفط الخام.
ولكي تتمكن المصافي من الاستمرار في خدمة السوق الأوروبية، بالوقود المصنوع من براميل غير روسية، فسوف تحتاج إلى فصل تيارات المعالجة (processing streams)، وهو ما سيكون معقداً من الناحية التشغيلية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المدى
منذ 5 ساعات
- المدى
'بلومبرغ': أوكرانيا تخطط لإجراء إصلاحات اقتصادية بعد خفض الدعم المالي الأوروبي
قال وزير الاقتصاد الأوكراني أوليكسي سوبوليف، إن أوكرانيا تخطط لإعادة برنامج الإصلاح الأوروبي إلى مساره الصحيح، بعد أن دفع عدم الالتزام بالمواعيد النهائية، الاتحاد الأوروبي، إلى خفض صرف المساعدات المالية المقررة من التكتل، حسبما ذكرت 'بلومبرغ'. وقال سوبوليف للصحافيين، السبت، خلال مؤتمر صحافي عبر الإنترنت: 'نخطط لاستيفاء كل شيء من أجل الحصول على الأموال بالكامل'. وتابع: 'نُجري مراجعة بالتعاون الوثيق مع المفوضية الأوروبية، وقد بدأ العمل على التغييرات خلال الأشهر الثلاثة الماضية، ونأمل أن تُوافق المفوضية الأوروبية عليها بنهاية اأيلول'. وتعتمد أوكرانيا بشكل كبير على الدعم المالي من شركائها الغربيين الذين اشترطوا تلك المساعدات، بتنفيذ كييف للإصلاحات الاقتصادية، بما في ذلك حملة مكافحة الفساد. وتسعى أوكرانيا التي مزقتها الحرب، إلى الحصول على 12.5 مليار يورو (14.5 مليار دولار) من الاتحاد الأوروبي، بموجب 'مرفق أوكرانيا'، وهي آلية الدعم المالي التي تهدف إلى المساعدة في إبقاء الاقتصاد الأوكراني منتعشاً في ظل الحرب مع روسيا التي دخلت عامها الرابع. ويعتزم الاتحاد الأوروبي خفض الشريحة التالية، بمقدار 1.5 مليار يورو، بعد أن فشلت كييف في الربع الأول من العام في تحقيق ثلاثة من الأهداف الستة عشر اللازمة لسداد كامل مبلغ 4.5 مليار يورو. وذكر متحدث باسم المفوضية الأوروبية، أن 'أوكرانيا طلبت في حزيران الماضي، صرفاً جزئياً بقيمة 3 مليارات يورو'، ومنذ ذلك الحين، نجحت الحكومة في تحقيق اثنين من الأهداف الثلاثة التي لم تتمكن من تحقيقها. ومن المتوقع أن تحصل كييف على دفعة قدرها 1.1 مليار يورو، بعد أن تقدم تقريراً إلى المفوضية حول تحقيق ذلك إلى جانب تقديم تقارير عن تقدم الإصلاحات للربع الثاني.


الرأي
منذ 5 أيام
- الرأي
مسيرة صعود النفط تهدأ مع تركيز الأسواق على مهلة ترامب لروسيا
هدأت وتيرة ارتفاع أسعار النفط في التعاملات الآسيوية اليوم الأربعاء بعد ارتفاعها في الجلسة السابقة بأكثر من ثلاثة في المئة، إذ يترقب المستثمرون التطورات في شأن الموعد النهائي الأكثر صرامة الذي حدده الرئيس الأميركي دونالد ترامب لروسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وارتفعت العقود الآجلة الأكثر نشاطا لخام برنت ثمانية سنتات بما يعادل 0.12 في المئة إلى 71.81 دولار للبرميل بحلول الساعة 04.19 بتوقيت غرينتش، فيما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي ثمانية سنتات أو 0.12 في المئة إلى 69.29 دولار للبرميل. وارتفع عقد خام برنت لشهر سبتمبر الذي يحل أجله اليوم 18 سنتا إلى 72.69 دولار للبرميل. وكان كلا العقدين قد أغلقا جلسة أمس الثلاثاء عند أعلى مستوياتهما منذ 20 يونيو. وأمس الثلاثاء، قال ترامب إنه سيبدأ في فرض إجراءات على روسيا، مثل فرض رسوم جمركية ثانوية بنسبة 100 في المئة على الشركاء التجاريين، إذا لم تحرز تقدما في إنهاء الحرب في غضون 10 إلى 12 يوما، متجاوزا بذلك مهلة الخمسين يوما التي حددها سابقا. وقالت فاندانا هاري، مؤسسة «فاندا إنسايتس» المتخصصة في تحليل أسواق النفط «من المتوقع أن تستمر علاوة مخاطر العرض التي تتراوح بين أربعة وخمسة دولارات للبرميل التي ظهرت في الأيام القليلة الماضية ما لم يتخذ بوتين خطوة تصالحية». كانت الولايات المتحدة قد حذرت الصين، أكبر مشترٍ للنفط الروسي، من أنها قد تواجه رسوما جمركية ضخمة إذا استمرت في الشراء، حسبما ذكر وزير الخزانة سكوت بيسنت في مؤتمر صحافي بستوكهولم، حيث تجري الولايات المتحدة محادثات تجارية مع الاتحاد الأوروبي. وقال محللون من «جيه.بي مورغان» في مذكرة إنه رغم استبعاد أن تمتثل الصين للعقوبات الأميركية، أشارت الهند إلى أنها ستفعل ذلك، مما يعرض 2.3 مليون برميل يوميا من صادرات النفط الروسية للخطر.


كويت نيوز
منذ 5 أيام
- كويت نيوز
الذهب يتراجع بفعل انحسار المخاوف بشأن الرسوم الجمركية
4 رويترز – انخفضت أسعار الذهب في التعاملات المبكرة، اليوم الثلاثاء، متأثرة بانحسار المخاوف بشأن حرب الرسوم الجمركية العالمية وارتفاع الدولار، بينما يركز المستثمرون على اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي للسياسة النقدية بحثاً عن مؤشرات على أسعار الفائدة. وانخفض سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.2% إلى 3308.39 دولار للأونصة، وكان قد سجل أدنى مستوى له منذ 9 يوليو الجاري في الجلسة السابقة. وانخفضت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.1% إلى 3306.20 دولار. واجتمع كبار المسؤولين الاقتصاديين الأمريكيين والصينيين في ستوكهولم، أمس الإثنين، لإجراء محادثات استمرت لأكثر من 5 ساعات بهدف حل النزاعات الاقتصادية طويلة الأمد التي تشكل محور حرب تجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، سعياً لتمديد الهدنة 3 أشهر. وأبرمت الولايات المتحدة اتفاقية تجارية إطارية مع الاتحاد الأوروبي، يوم الأحد الماضي، وفرضت رسوماً جمركية 15% على معظم سلع الاتحاد الأوروبي، مما من شأنه تجنب حرب تجارية أوسع نطاقاً بين الحليفين المسؤولين عما يقرب من ثلث التجارة العالمية. وانخفضت الفضة في المعاملات الفورية 0.1% إلى 38.12 دولار للأونصة، وارتفع البلاتين 0.4% إلى 1395.75 دولار، وتراجع البلاديوم 0.7% إلى 1237.88 دولار.