كتاب في مقال 11 .. المعرفة والسلطة في التجربة الإسلامية
ويطرح المؤلف في ذلك سؤالاً إشكالياً: كيف يجوز تقويم العلم في الإسلام دون أن نضع في الاعتبار دور السلطة السياسية كإطار اجتماعي؟ وإذا أمكن لرجل السياسة الاستحواذ على "أجساد المحكومين" فكيف تسلم "عقولهم" وينجو إنتاجهم المعرفي من تأثيره وتوجيهه؟ وفي ذلك يجب الاعتراف بأنّ إشكالية العلاقة بين السلطة والمعرفة أثبتت حضورها القوي في تاريخ الإسلام سيما في الفترات الحرجة المتسمة بـ "الفتنة" و"انحلال السلطة".
يملك العالم أو الفيلسوف أو المفكّر، بوجه عام، القدرة على النقد والتأثير والتوجيه، وبرغم أنّه لا يملك السلطة فإنّ معرفته سلطة، وبالتالي فهو ينافس رجل السياسة، أو يكون هدفاً له لأجل امتلاك السلطة الشرعية. واعتباراً لهذا التداخل بين المعرفي السياسي وجب عند منظّري السياسة في الإسلام ضرورة الفصل بين مفهوم السياسة ذاته ومفهوم القوة. فـ "السياسة" هي القيام على الشيء بما يصلحه؛ فهي تدبير، يقضي ضرورة القيام على الشيء وإتقانه بهدف ترشيده وإصلاحه قبل كل شيء، كما أنّ من شأن ذلك التعريف أن يوسع مفهوم السياسة بحيث يجعل منها مآلا متداخل الاختصاصات؛ فسواء تعلق الأمر برجل السلطة الفعلية أو بصاحب المعرفة العلمية فكل منهما رجل سياسة يملك سلطة وقدرة على التأثير. يقول الفخر الرازي: السياسة رياسة، وعلم السياسة هو علم الرياسة.
أسست نصوص إسلامية عديدة إضافة إلى النص الأصلي (الكتاب) تقليداً فكرياً لدى "العلماء" في الإسلام، جعلهم يفتخرون بكونهم "الموقعين عن رب العالمين" كما جعلهم يقفون غالباً موقف الحذر من السلطة السياسية الفعلية، وتنعدم لديهم الثقة باختياراتها وبنواياها، مما يعني على مستوى آخر مشكلة العلاقة بين رجل السياسة ورجل العلم في الإسلام، وقد عكست إشكالية اتخذت دوماً صيغة التوتر بين منطق الواقع ومنطق الواجب، وبين الكائن والذي ينبغي أن يكون، بين السياسة الفعلية و"السياسة الشرعية"؛ والمشكلة في آخر التحليل مشكلة العلاقة بين من يتخذ سيطرته على الواقع حجة للتمسك بسلطته العليا ومبرراً لإضفاء "الشرعية" عليها، وبين من يرفض الاحتكام إلى القوة ومنطق الواقع ويسوّد الصفحات، ويسهر الليالي في التقويم والاعتبار وتحليل المعاناة اليومية في صلب ذلك الواقع الكائن، ليفكر فيما ينبغي أن يكون.
ولا ريب أنّ المشكلة اتخذت صوراً مختلفة عبر حقب وعصور تاريخ الإسلام حتى وقتنا الحاضر، لكنها تظل في سائر الأحوال محتفظة بسمتها الأساسية، سمة الجدال والصراع والحذر! هكذا تتقاطع السلطتان في تاريخ الإسلام: سلطة المعرفة التي تطمح أن تكون "سياسية" وسلطة السياسة التي ترغب في امتلاك المعرفة وتوظيفها.
يرى المستشرق المجري جولد زيهر (1850 – 1921) في كتابه "العقيدة والشريعة في الإسلام"؛ أن التآخي بين الدين والدولة تراث فارسي اقتبسه العباسيون، وهو ما يفسر لديه تلك المنزلة التي احتلها الفقهاء في بلاط العباسيين والحظوة التي كانت لهم عند خلفائهم، لكن ربما يكون، كما يؤكد زيهر نفسه، أنّ المسألة مرتبطة بتطور الفقه الإسلامي، فقد احتاج المسلمون إلى فترة زمنية لبناء المعرفة والتنظيم السياسي والفقهي، إلى أن جاء الوقت الذي صار رجال القضاء والفقه يحتلون مكانة عظيمة في الدولة والحضارة.
ويردّ مستشرقون مثل؛ المستشرق الألماني جوزيف شاخت (1902 – 1969) إلى أنّ التأصيل الفقهي للسياسة والتشريع بدأ بالشافعي في كتابه "الرسالة" والمؤسس لأصول الفقه، وقد سبقه بقليل ابن المقفع في "رسالة الصحابة" لكن شاخت ومستشرقين آخرين مثل؛ برانشفيك ويتابعهما محمد أركون ونصر حامد أبو زيد يعتقدون أنّ الشافعي قد ثبت علم الأصول ما تسبب في عقمه، لكن برأي أركون فإنّ الشاطبي بكتابه "الموافقات" خفف كثيراً من حدة النظرية الصارمة لأصول الفقه.
في المقابل فهناك باحثون ومفكرون حاولوا أن ينشئوا رؤية مستقلة لعلم الأصول، مثل حسن حنفي (من النص إلى الواقع) ومحمد خالد مسعود في دراسته للفكر الأصولي عند الشاطبي، وعبدالمجيد التركي في كتابه مناظرات ابن حزم والباجي حول أصول الفقه الإسلامي. وهناك بالطبع ابن رشد والغزالي والجويني وغيرهم من العلماء والفلاسفة الذين طوروا الفكر العربي الإسلامي في الأصول والشريعة والسياسة.
أما عبدالمجيد الصغير، فهو يحاول، حسب قوله، أن يعالج مصادر أصول الفقه على نحو مختلف عما نهجه المستشرقون والباحثون العرب، وذلك بإجراء دراسة شاملة ومقارنة للمصادر لتشمل أطيافاً وأجيالاً ممتدة في الفكر الأصولي، ورصد جدلية العلاقة بين الواقع والإنتاج الفكري لعلماء الأصول، والاهتمام أيضاً بكتب الآداب السلطانية وأدب الكتاب والدواوين والقضاة والوزراء، وكذلك المصادر غير المباشرة مثل كتاب المحن لأبي العرب التميمي في القرن الرابع الهجري والذي يمكن اعتباره، كما يقول عبدالمجيد الصغير، من أقدم النصوص التي تحرص على أن توثق للعلاقة بين رجل العلم ورجل السياسة في الإسلام في شكل محن متلاحقة، وكذلك أعمال ابن خلدون وابن الخطيب والمقري الحفيد والمقريزي وكتب الطبقات والرحلات، هذا بالطبع إلى المصادر الحديثة التي اعتنت بالفكر الأصولي والسياسي الإسلامي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أخبارنا
منذ 14 ساعات
- أخبارنا
وزير الأوقاف يلتقي أعضاء مؤسسة محافظتي التطوعية
أخبارنا : بحث وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، الدكتور محمد الخلايلة، أوجه التعاون مع مؤسسة محافظتي للعمل التطوعي والتدريب، بحضور أمين عام الوزارة الدكتور عبدالله العقيل. وثمن الخلايلة لدى استقباله الثلاثاء أعضاء المؤسسة، الجهود التطوعية التي تقوم بها محافظتي، مؤكدا دعم الوزارة وحرصها على التعاون لتعزيز ثقافة العمل الخيري لدى الشباب الأردني. وأشار إلى مجالات عمل الوزارة في الدعوة إلى الله، ونشر رسالة الإسلام السمحة وترسيخ القيم وتأهيل الأئمة والخطباء، وتنمية أموال الوقف، والحد من الفقر عبر الرواتب الشهرية والمساعدات المادية والعينية، وترميم وصيانة وبناء مساكن وإنشاء مشاريع تأهيلية للأسر الفقيرة والمحتاجة عبر برامج صندوق الزكاة، وتقديم الخدمات الطبية من خلال مستشفى المقاصد الخيرية، فضلاً عن برامج الوعظ والإرشاد وتعليم وتحفيظ القرآن وطباعة المصاحف، وتحسين واقع المساجد، والنقلة النوعية في الحج من خلال تحسين ظروف إقامة الحاج. بدوره أكد أمين عام الوزارة الدكتور عبدالله العقيل، أهمية المبادرات التطوعية كأداة فاعلة في دعم الجهود الوطنية وتعزيز التماسك المجتمعي، وترسيخ قيم العمل التطوعي. من جانبه، عرض مدير مؤسسة محافظتي المهندس عبدالله بن هاني، لبرامج وأنشطة "محافظتي" التطوعية وأوجه التعاون مع وزارة الأوقاف. وتعمل "محافظتي" كمؤسسة أردنية غير ربحية منذ عام 2014 على تفعيل دور الشباب في الخدمات العامة وبناء المجتمع، وغرس ثقافة العمل التطوعي، وتنمية القدرات. --(بترا)


أخبارنا
منذ 14 ساعات
- أخبارنا
د. ماجد الخواجا : المشكلة اليهودية ليست شرقية (2)
أخبارنا : الصهيونية في معناها اللغوي والعملي تعني «الحصن» أصبحت سمة لصيقة بكل تعريف لليهودي. مفهوم «العداء للسامية» يهودي صهيوني معناه «ضد السامية»، و»المعاداة للسامية»، و»اللاسامية»، و»كراهية السامية». العداء للسامية يحتوي ضمنا على العديد من المغالطات التاريخية والإثنية، إذ إن اليهود الأوروبيين الذين اخترعوا هذا المصطلح لا ينتمون إلى الساميين، بل هم أوروبيون يعيشون في أوروبا منذ عام 70م بعد أن طرد الرومان اليهود من فلسطين وشتتوهم في كل بلاد العالم فيما يعرف بالشتات اليهودي العام أما «الساميون» فالمقصود بهم حرفيا سلالة سام بن نوح عليه السلام، وهو أيضا مصطلح توراتي حيث تقسم الأجناس البشرية إلى ثلاثة أقسام هي: الساميون، وينسبون إلى سام بن نوح عليه السلام، وعادة ما يشار بهم إلى الشعوب الساكنة في شبه الجزيرة العربية، وفي بلاد النهرين (العراق القديم)، وفي المنطقة السورية (سكان سوريا ولبنان وفلسطين)، وإن كانت التوراة قد أخرجت الكنعانيين من أسرة الساميين وضمتهم إلى الحاميين كنوع من الانتقام منهم ولعنتهم. الحاميون، وينسبون إلى حام بن نوح عليه السلام، ويقصد بهم الشعوب الساكنة في القارة الأفريقية بلونهم وملامحهم المعروفة. اليافثيون، وينسبون إلى يافث بن نوح عليه السلام وهم أصل الشعوب الهندو أوروبية الساكنة في منطقتي الشرق الأقصى وأجزاء من الشرق الأدنى القديم (بلاد فارس) والشعوب الأوروبية. وهو تقسيم عرقي يقوم على أساس من اللون. مفهوم كراهية اليهود مفهوم غربي ويشير إلى ظاهرة غربية وليس له وجود في الشرق وبخاصة في الشرق السامي (العربي القديم) ولا في الشرق الإسلامي، وذلك لأن كراهية اليهود في الغرب نتيجة لمشكلة طورها الغرب وسماها بالمشكلة اليهودية. ولم يمثل اليهود مشكلة بالنسبة للشعوب الشرقية. وبالعودة إلى المصادر التاريخية اليهودية نجد أن مصطلحي «المشكلة اليهودية» و»العداء للسامية» لا يوجدان في قاموس العلاقات بين اليهود والشعوب الشرقية، ولكنهما سائدان في قاموس العلاقات بين اليهود والشعوب الغربية. في كتاب لأستاذ التاريخ اليهودي شلومو ساند في جامعة تل أبيب بعنوان « متى وكيف اخترع الشعب اليهودي»، تحدث أنه لا يوجد مطلقا شعب يهودي، لكن توجد ديانة يهودية، وأنه لم يحدث نفي وبالتالي لم يكن هناك عودة، وأنه تم اختراع شعب وتلفيق تاريخ، وأن الرومان لم يطردوا اليهود من القدس، والشتات أسطورة لتشييد ذاكرة مزيفة، وأن الصهيونية لفقت أسطورة الأصل الواحد لليهود خدمة لأجندتها السياسية، وأنهم دعموا رواياتهم المزورة بنصوص توراتية محرّفة، وخدمتهم البروتستانتية الصهيونية التي حولت الأسطورة إلى عقيدة تضطهد الآخرين وخاصة الإسلام. إن مفهوم الدياسبورا الصهيوني مغالطة تاريخية كبرى، فاليهود هاجر بعضهم بمحض إرادتهم والكثير منهم من المتحولين إلى اليهودية عندما اضطرت في فترة من الفترات لأن تصبح ديانة تبشيرية لأتباع جدد. ان اليهودية دين وليست أمّة، ولم يكن اليهود شعباً وأمّة، وليس لليهود هوية وطنية أو قومية واحدة. إن تجريد عملية «طوفان الأقصى» من سياقها التاريخي في إطار الصراع الفلسطيني الصهيوني العسكري والسياسي، لتصبح مجرد عملية اعتداء غير مبررة وغير أخلاقية. تحمل هذه المواقف والتأويلات، التي تلغي تاريخية الصراع وتشابكاته، أيضا عملية فصل متعمد بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وبين ما يحصل في كل منهما، كأن الضفة تنعم بحياة ورفاه وليس عيشاً عبر سلسلة من الإهانات اليومية بحق مواطنيها، مع الإيحاء بأن قطاع غزة كيان مفصول عن الصراع، بما يعزز تأثيم عملية طوفان الأقصى ومن نفذها، وفق الرواية الصهيونية. ــ الدستور

الدستور
منذ 16 ساعات
- الدستور
المشكلة اليهودية ليست شرقية (2)
الصهيونية في معناها اللغوي والعملي تعني «الحصن» أصبحت سمة لصيقة بكل تعريف لليهودي.مفهوم «العداء للسامية» يهودي صهيوني معناه «ضد السامية»، و»المعاداة للسامية»، و»اللاسامية»، و»كراهية السامية». العداء للسامية يحتوي ضمنا على العديد من المغالطات التاريخية والإثنية، إذ إن اليهود الأوروبيين الذين اخترعوا هذا المصطلح لا ينتمون إلى الساميين، بل هم أوروبيون يعيشون في أوروبا منذ عام 70م بعد أن طرد الرومان اليهود من فلسطين وشتتوهم في كل بلاد العالم فيما يعرف بالشتات اليهودي العامأما «الساميون» فالمقصود بهم حرفيا سلالة سام بن نوح عليه السلام، وهو أيضا مصطلح توراتي حيث تقسم الأجناس البشرية إلى ثلاثة أقسام هي: الساميون، وينسبون إلى سام بن نوح عليه السلام، وعادة ما يشار بهم إلى الشعوب الساكنة في شبه الجزيرة العربية، وفي بلاد النهرين (العراق القديم)، وفي المنطقة السورية (سكان سوريا ولبنان وفلسطين)، وإن كانت التوراة قد أخرجت الكنعانيين من أسرة الساميين وضمتهم إلى الحاميين كنوع من الانتقام منهم ولعنتهم. الحاميون، وينسبون إلى حام بن نوح عليه السلام، ويقصد بهم الشعوب الساكنة في القارة الأفريقية بلونهم وملامحهم المعروفة. اليافثيون، وينسبون إلى يافث بن نوح عليه السلام وهم أصل الشعوب الهندو أوروبية الساكنة في منطقتي الشرق الأقصى وأجزاء من الشرق الأدنى القديم (بلاد فارس) والشعوب الأوروبية. وهو تقسيم عرقي يقوم على أساس من اللون.مفهوم كراهية اليهود مفهوم غربي ويشير إلى ظاهرة غربية وليس له وجود في الشرق وبخاصة في الشرق السامي (العربي القديم) ولا في الشرق الإسلامي، وذلك لأن كراهية اليهود في الغرب نتيجة لمشكلة طورها الغرب وسماها بالمشكلة اليهودية. ولم يمثل اليهود مشكلة بالنسبة للشعوب الشرقية. وبالعودة إلى المصادر التاريخية اليهودية نجد أن مصطلحي «المشكلة اليهودية» و»العداء للسامية» لا يوجدان في قاموس العلاقات بين اليهود والشعوب الشرقية، ولكنهما سائدان في قاموس العلاقات بين اليهود والشعوب الغربية.في كتاب لأستاذ التاريخ اليهودي شلومو ساند في جامعة تل أبيب بعنوان « متى وكيف اخترع الشعب اليهودي»، تحدث أنه لا يوجد مطلقا شعب يهودي، لكن توجد ديانة يهودية، وأنه لم يحدث نفي وبالتالي لم يكن هناك عودة، وأنه تم اختراع شعب وتلفيق تاريخ، وأن الرومان لم يطردوا اليهود من القدس، والشتات أسطورة لتشييد ذاكرة مزيفة، وأن الصهيونية لفقت أسطورة الأصل الواحد لليهود خدمة لأجندتها السياسية، وأنهم دعموا رواياتهم المزورة بنصوص توراتية محرّفة، وخدمتهم البروتستانتية الصهيونية التي حولت الأسطورة إلى عقيدة تضطهد الآخرين وخاصة الإسلام. إن مفهوم الدياسبورا الصهيوني مغالطة تاريخية كبرى، فاليهود هاجر بعضهم بمحض إرادتهم والكثير منهم من المتحولين إلى اليهودية عندما اضطرت في فترة من الفترات لأن تصبح ديانة تبشيرية لأتباع جدد.ان اليهودية دين وليست أمّة، ولم يكن اليهود شعباً وأمّة، وليس لليهود هوية وطنية أو قومية واحدة.إن تجريد عملية «طوفان الأقصى» من سياقها التاريخي في إطار الصراع الفلسطيني الصهيوني العسكري والسياسي، لتصبح مجرد عملية اعتداء غير مبررة وغير أخلاقية.تحمل هذه المواقف والتأويلات، التي تلغي تاريخية الصراع وتشابكاته، أيضا عملية فصل متعمد بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وبين ما يحصل في كل منهما، كأن الضفة تنعم بحياة ورفاه وليس عيشاً عبر سلسلة من الإهانات اليومية بحق مواطنيها، مع الإيحاء بأن قطاع غزة كيان مفصول عن الصراع، بما يعزز تأثيم عملية طوفان الأقصى ومن نفذها، وفق الرواية الصهيونية.