
د. ماجد الخواجا : المشكلة اليهودية ليست شرقية (2)
الصهيونية في معناها اللغوي والعملي تعني «الحصن» أصبحت سمة لصيقة بكل تعريف لليهودي.
مفهوم «العداء للسامية» يهودي صهيوني معناه «ضد السامية»، و»المعاداة للسامية»، و»اللاسامية»، و»كراهية السامية». العداء للسامية يحتوي ضمنا على العديد من المغالطات التاريخية والإثنية، إذ إن اليهود الأوروبيين الذين اخترعوا هذا المصطلح لا ينتمون إلى الساميين، بل هم أوروبيون يعيشون في أوروبا منذ عام 70م بعد أن طرد الرومان اليهود من فلسطين وشتتوهم في كل بلاد العالم فيما يعرف بالشتات اليهودي العام
أما «الساميون» فالمقصود بهم حرفيا سلالة سام بن نوح عليه السلام، وهو أيضا مصطلح توراتي حيث تقسم الأجناس البشرية إلى ثلاثة أقسام هي: الساميون، وينسبون إلى سام بن نوح عليه السلام، وعادة ما يشار بهم إلى الشعوب الساكنة في شبه الجزيرة العربية، وفي بلاد النهرين (العراق القديم)، وفي المنطقة السورية (سكان سوريا ولبنان وفلسطين)، وإن كانت التوراة قد أخرجت الكنعانيين من أسرة الساميين وضمتهم إلى الحاميين كنوع من الانتقام منهم ولعنتهم. الحاميون، وينسبون إلى حام بن نوح عليه السلام، ويقصد بهم الشعوب الساكنة في القارة الأفريقية بلونهم وملامحهم المعروفة. اليافثيون، وينسبون إلى يافث بن نوح عليه السلام وهم أصل الشعوب الهندو أوروبية الساكنة في منطقتي الشرق الأقصى وأجزاء من الشرق الأدنى القديم (بلاد فارس) والشعوب الأوروبية. وهو تقسيم عرقي يقوم على أساس من اللون.
مفهوم كراهية اليهود مفهوم غربي ويشير إلى ظاهرة غربية وليس له وجود في الشرق وبخاصة في الشرق السامي (العربي القديم) ولا في الشرق الإسلامي، وذلك لأن كراهية اليهود في الغرب نتيجة لمشكلة طورها الغرب وسماها بالمشكلة اليهودية. ولم يمثل اليهود مشكلة بالنسبة للشعوب الشرقية. وبالعودة إلى المصادر التاريخية اليهودية نجد أن مصطلحي «المشكلة اليهودية» و»العداء للسامية» لا يوجدان في قاموس العلاقات بين اليهود والشعوب الشرقية، ولكنهما سائدان في قاموس العلاقات بين اليهود والشعوب الغربية.
في كتاب لأستاذ التاريخ اليهودي شلومو ساند في جامعة تل أبيب بعنوان « متى وكيف اخترع الشعب اليهودي»، تحدث أنه لا يوجد مطلقا شعب يهودي، لكن توجد ديانة يهودية، وأنه لم يحدث نفي وبالتالي لم يكن هناك عودة، وأنه تم اختراع شعب وتلفيق تاريخ، وأن الرومان لم يطردوا اليهود من القدس، والشتات أسطورة لتشييد ذاكرة مزيفة، وأن الصهيونية لفقت أسطورة الأصل الواحد لليهود خدمة لأجندتها السياسية، وأنهم دعموا رواياتهم المزورة بنصوص توراتية محرّفة، وخدمتهم البروتستانتية الصهيونية التي حولت الأسطورة إلى عقيدة تضطهد الآخرين وخاصة الإسلام. إن مفهوم الدياسبورا الصهيوني مغالطة تاريخية كبرى، فاليهود هاجر بعضهم بمحض إرادتهم والكثير منهم من المتحولين إلى اليهودية عندما اضطرت في فترة من الفترات لأن تصبح ديانة تبشيرية لأتباع جدد.
ان اليهودية دين وليست أمّة، ولم يكن اليهود شعباً وأمّة، وليس لليهود هوية وطنية أو قومية واحدة.
إن تجريد عملية «طوفان الأقصى» من سياقها التاريخي في إطار الصراع الفلسطيني الصهيوني العسكري والسياسي، لتصبح مجرد عملية اعتداء غير مبررة وغير أخلاقية.
تحمل هذه المواقف والتأويلات، التي تلغي تاريخية الصراع وتشابكاته، أيضا عملية فصل متعمد بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وبين ما يحصل في كل منهما، كأن الضفة تنعم بحياة ورفاه وليس عيشاً عبر سلسلة من الإهانات اليومية بحق مواطنيها، مع الإيحاء بأن قطاع غزة كيان مفصول عن الصراع، بما يعزز تأثيم عملية طوفان الأقصى ومن نفذها، وفق الرواية الصهيونية. ــ الدستور

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العرب اليوم
منذ 4 ساعات
- العرب اليوم
العنوان الخطأ في شأن «حزب الله» و«الحوثيين»
يقول المَثَل الشعبي المصري: «يموت الزمَّار ولكن إصبعه تظل تلعب»، وأظن أن هذا المثل ينطبق على إيران هذه الأيام أكثر مما ينطبق على غيرها من الدول في الإقليم. فليس الزمَّار هنا إلا إشارة إلى حكومة طهران، وليست الإصبع التي لا تزال تلعب إلا بعض أذرع هذه الحكومة في المنطقة، وفي المقدمة منها «حزب الله» في لبنان. أما فعل «يموت» فيشير إلى حصيلة المعركة التي خاضتها إيران منذ إطلاق «طوفان الأقصى» من قطاع غزة، وقد خاضت معركتها مرتين: مرة بشكل غير مباشر بواسطة أذرعها في أرجاء المنطقة، ومرة ثانية بشكل مباشر عندما تبادلت الضربات مع إسرائيل لمدة 12 يوماً. لست ضد حركات المقاومة، وأعتقد دائماً أن أي حركة مقاومة هي قرين الاحتلال، وأن العلاقة بينهما علاقة طردية، وأن وجود المحتل يقتضي وجود المقاومة بالضرورة، وأن زوالها يرتبط بزواله ارتباط النتيجة بالمقدمة. هذه قاعدة مستقرة منذ أن كان في الدنيا احتلال، ومنذ أن كانت فيها مقاومة، ولا فرق بين أن تكون حركة المقاومة هي «حزب الله» وأن تكون أي حركة مقاومة سواه، ولا فرق بين أن يكون المحتل هو إسرائيل وأن يكون أي دولة سواها. ولكن الإقرار بحق المقاومة للحزب مشروط في تقديري بشيئين: أولهما أن تكون المقاومة لحساب لبنان لا إيران، وألا يتم الخلط بين دور الحزب بوصفه مقاوماً، وبين دوره بوصفه حزباً سياسياً مشاركاً في الحياة السياسية اللبنانية، مع سائر القوى السياسية في البلد. إنني ضد أن يتحول الحزب إلى أداة لتعطيل لبنان من داخله، وضد أن يعمل طول الوقت في اتجاه تعكير صفو الحياة السياسية هناك، أو في تجميد هذه الحياة في مكانها كلما أراد لبنان الذهاب إلى المستقبل، وليس أدل على ذلك إلا موقفه في قضية انتخاب الرئيس اللبناني قبل مجيء الرئيس جوزيف عون. فلقد بقي البلد بلا رئيس مدة تزيد على عامين، ولم يكن هناك سبب لذلك إلا موقف «حزب الله» الذي كان يعطل أي اختيار لا يأتي بالرئيس الذي يريده! ولولا الضربات التي تلقاها الحزب في مرحلة ما بعد «طوفان الأقصى»، لكان لبنان بلا رئيس إلى اليوم. فالضربات نالت منه كما لم يحدث له منذ نشأته، وكانت نتيجتها أنها أضعفت موقفه، فانحنى للعاصفة، ومرر اسم الرئيس جوزيف عون في البرلمان. وقد بَدَت موافقته على تمرير عملية انتخاب الرئيس تحت وطأة ما تلقاه من ضربات، وكأنها إشارة منه إلى أنه تغيَّر، وأن «حزب الله» الذي عشنا نعرفه قبل «طوفان الأقصى»، ليس هو الذي نعرفه في مرحلة ما بعد «الطوفان»، فلما جاءت معركة نزع سلاحه تبين أنه لم يتغير وأنه لم يتبدل، وأنه هو هو كما كان من قبل، وكانت النتيجة أن معركة نزع السلاح التي تخوضها معه حكومة نواف سلام في بيروت وصلت إلى طريق مسدود! فلقد قال الحزب على لسان أحد نواب كتلته في البرلمان، إنه لن يُسلِّم ولا حتى إبرة من سلاحه، وقال مستشار المرشد في طهران، إن حكومة المرشد ضد تسليم سلاح «حزب الله» في لبنان، وضد تسليم سلاح ميليشيات «الحشد الشعبي» في العراق! ولأن عناصر الحزب لبنانيون في الأساس، ولأن عناصر ميليشيات «الحشد» عراقيون في الأصل، فالمفترض أن الجهة التي توافق على نزع السلاح أو عدم نزعه هي حكومة محمد شياع السوداني في بغداد، وحكومة نواف سلام في بيروت؛ لا الحكومة في طهران. هذا هو منطق طبائع الأمور، وما سواه يظل وضعاً معوجاً لا يمكن أن يبقى إلى ما لا نهاية، ولو دام واستمر فترة، ومهما طال دوامه واستمراره. ولا بد من أن الكلام مع الحزب في قضية نزع سلاحه حديث لا يجدي في شيء؛ لأن الكلام في القضية يتعين أن يتم مع إيران لا مع الحزب، فهي أصل والحزب فرع، وفي وجود الأصل يصبح التوجه بالكلام إلى الفرع نوعاً من طرق الباب في العنوان الخطأ. قلت هذا من قبل عن جماعة «الحوثي» في اليمن، وأقوله الآن عن «حزب الله» في لبنان؛ لأنه لا الجماعة تُخفي علاقتها بطهران، ولا الحزب يخفي علاقته بها، وفي الحالتين لا جدوى من الحديث مع الجماعة في صنعاء، ولا مع الحزب في لبنان، وإلا لكانت قضية نزع سلاحه قد وصلت إلى نتيجة، أو كان عبث الجماعة في اليمن وفي البحر الأحمر قد توقف منذ وقت مبكر.


رؤيا
منذ 12 ساعات
- رؤيا
نتنياهو: يمكننا قصف غزة كما قصف الحلفاء مدينة درسدن بألمانيا بالحرب العالمية الثانية
نتنياهو: حدثت يوم 7 أكتوبر إخفاقات واضحة وأخطاء استخبارية وغيرها نتنياهو: تغيير النظام الإيراني قد يكون نتيجة الحرب وقصف غزة ممكن كدرسدن قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في تصريحات لقناة نيوز ماكس الأمريكية، إن تغيير النظام في إيران لم يكن أحد أهداف الحرب لكنه قد يكون من نتائجها. وأضاف نتنياهو تعليقًا على أحداث يوم 7 أكتوبر: "حدثت إخفاقات واضحة وأخطاء استخبارية وغيرها"، في إشارة إلى عملية طوفان الأقصى التي نفذتها كتائب القسام. كما أثارت تصريحاته جدلاً واسعًا حين قال: "يمكننا قصف غزة كما قصف الحلفاء مدينة درسدن في ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية"، في موقف أثار ردود فعل دولية وإنسانية بسبب موازنة الحديث عن قصف مدني.


العرب اليوم
منذ يوم واحد
- العرب اليوم
لبنان في مواجهة الأوهام الإيرانيّة…
ليس في استطاعة 'الحزب' الخروج من تحت العباءة الإيرانيّة، بغضّ النظر عن كلفة ذلك عليه وعلى لبنان وعلى أبناء الطائفة الشيعيّة، في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبيّة تحديداً. هذا ما أكّده وزير الخارجية الإيراني عبّاس عراقجي الذي وصلت به الوقاحة حدّ القول إنّ خطّة الحكومة اللبنانية الهادفة إلى نزع سلاح 'الحزب' 'ستفشل'. شدّد على أنّ 'الحزب أثبت فعّاليّته في ساحة المعركة'، وأنّه 'أعاد تنظيم صفوفه، وقوّاته عادت إلى الميدان'. يبدو أنّ إيران مصرّة على خوض حروبها خارج أراضيها رافضة أخذ العلم بخسارتها هذه الحروب التي شنّتها على هامش حرب غزّة. لا يزال لبنان بالنسبة إلى 'الجمهوريّة الإسلاميّة' 'ساحة' على الرغم من اضطرار النظام الإيراني إلى الدفاع عن نفسه داخل 'الجمهوريّة الإسلاميّة' نفسها. أظهرت الحرب التي شنّتها إسرائيل على إيران، ثمّ الضربات الأميركية التي استهدفت ثلاثة مواقع مرتبطة بالبرنامج النووي لـ'الجمهوريّة الإسلاميّة'، مدى ضعف النظام القائم وترهّله. ربّما يمثّل ذلك الموقف الإيراني من لبنان التفسير المنطقي الوحيد لإصرار 'الحزب' على الاحتفاظ بسلاحه. إنّه إصرار يبرّر، من وجهة النظر الأميركيّة والإسرائيلية، استمرار الاحتلال الإسرائيلي لخمسة مواقع داخل الأراضي اللبنانيّة. أكثر من ذلك، لا يزال سلاح 'الحزب' يبرّر استمرار الغارات الإسرائيلية على مواقع عسكرية وغير عسكرية لـ'الحزب' في الداخل اللبناني من دون أن يؤدّي ذلك إلى أيّ ردّ فعل من مجموعة أخذت على عاتقها شنّ 'حرب إسناد غزّة' على إسرائيل انطلاقاً من جنوب لبنان… كأنّ مثل هذه الحرب نزهة. صار الاحتلال الإسرائيلي المستجدّ مبرّراً لاحتفاظ 'الحزب'، الذي ليس سوى لواء في 'الحرس الثوري' الإيراني، بسلاحه إيران خسرت كلّ الحروب ليس السلاح الإيراني في لبنان سوى مدخل لاستمرار الاحتلال الإسرائيلي. في الواقع، صار الاحتلال الإسرائيلي المستجدّ مبرّراً لاحتفاظ 'الحزب'، الذي ليس سوى لواء في 'الحرس الثوري' الإيراني، بسلاحه. وهو سلاح ذو وجهة استخدام واحدة هي السيطرة على لبنان. لم يكن هذا السلاح يوماً سوى امتداد للمشروع التوسّعي الإيراني في المنطقة، وهو المشروع الذي يرفض 'الحزب' أخذ العلم بأنّه انتهى إلى غير رجعة. انتهى المشروع التوسّعي الإيراني بعدما خسرت 'الجمهوريّة الإسلاميّة' كلّ الحروب التي خاضتها على هامش حرب غزّة وهجوم 'طوفان الأقصى' الذي شنّته 'حماس' في السابع من أكتوبر/تشرين الأوّل 2023. كان في اعتقاد إيران أنّ مفتاح توسيع حرب غزّة في جيبها، وأنّ في استطاعتها الدخول في مفاوضات مع 'الشيطان الأكبر' الأميركي بغية الوصول إلى صفقة تكرّس دورها الإقليمي. لم تكن خسارة إيران، عبر 'الحزب'، لـ'حرب إسناد غزّة' انطلاقاً من جنوب لبنان سوى دليل على تغيير كبير على الصعيد الإقليمي من جهة، ونهاية دور 'الحزب' من جهة أخرى. لم تخسر إيران حرب جنوب لبنان فحسب، بل خسرت لبنان أيضاً. لو كان 'الحزب' لا يزال في السلطة، لما كان جوزف عون في قصر بعبدا ولما كان نوّاف سلام في موقع رئيس مجلس الوزراء، مقيماً بالتالي في السراي الحكومي. ترفض 'الجمهوريّة الإسلاميّة' الاعتراف بأنّها خسرت لبنان مثلما خسرت سوريا، حيث لا مجال لعودة حكم الأقلّيّة العلويّة بعدما فرّ بشّار الأسد إلى موسكو في الثامن من كانون الأوّل 2024. إضافة إلى ذلك، ترفض 'الجمهوريّة الإسلاميّة' الاعتراف بأنّ العراق لم يعد تحت سيطرتها كما كانت عليه الحال في الماضي القريب على الرغم من وجود محمّد شيّاع السوداني في موقع رئيس الوزراء. لا تجرؤ حكومة السوداني، بسبب خشيتها من ردّ الفعل الأميركي، على تمرير قانون متعلّق بـ'الحشد الشعبي' في مجلس النواب. ليس 'الحشد الشعبي' أكثر من مجموعة ميليشيات مذهبيّة عراقية تابعة لـ'الحرس الثوري'. المطلوب إيرانيّاً تكريس شرعية 'الحشد' كي يلعب الدور الذي يلعبه 'الحرس الثوري' في إيران كقوّة معترف بها رسميّاً مثلها مثل الجيش العراقي. انتهى المشروع التوسّعي الإيراني بعدما خسرت 'الجمهوريّة الإسلاميّة' كلّ الحروب التي خاضتها على هامش حرب غزّة وهجوم 'طوفان الأقصى' رفض الرّضوخ للابتزاز لبنانيّاً، هذا ليس وقت التذاكي بمقدار ما هو وقت تسمية الأشياء بأسمائها، مع ما يعنيه ذلك من اعتراف بأنّه ما كان لإسرائيل أن تحتلّ أرضاً لبنانيّة لولا حماقة 'الحزب' المتمثّلة بفتح جبهة جنوب لبنان يوم الثامن من تشرين الأوّل 2023. ليس بقاء سلاح 'الحزب' سوى حجّة لاستمرار الاحتلال الإسرائيلي المطلوب التخلّص منه من أجل تحقيق عودة النازحين اللبنانيين إلى قراهم ومباشرة إعادة إعمار هذه القرى الحدودية. لا بدّ، في نهاية المطاف، من العودة إلى بديهيّتَين. البديهيّة الأولى أنّ 'الحزب' خسر الحرب التي شنّها على إسرائيل. لم تكن تلك الحرب سوى مغامرة يرفض دفع ثمنها غير آبه بالنتيجة المترتّبة على تلك الهزيمة المدوّية. يفضّل 'الحزب' خلق أزمة سياسيّة داخلية، ذات طابع مذهبي، على الدخول في عمليّة تستهدف تحقيق الانسحاب الإسرائيلي من لبنان. أمّا البديهية الأخرى فتتمثّل في رفض إيران الاعتراف بخسارة لبنان بعدما خسرت سوريا. يؤكّد كلام وزير الخارجية الإيراني أنّ همّ 'الجمهورية الإسلاميّة' بات محصوراً في الرغبة بالاحتفاظ في لبنان وكأنّ شيئاً لم يتغيّر في المنطقة وفي سوريا بالذات. من يستطيع إقناع وزير الخارجية الإيراني، الذي يمتلك خبرة طويلة في مجال التعاطي مع دول المنطقة ومع الدول الأوروبيّة ومع الولايات المتّحدة، بأن لا عودة إيرانيّة إلى لبنان. يعود ذلك، بكلّ بساطة، إلى التغيير الكبير الذي حصل في سوريا التي كانت، منذ صيف عام 1982 يوم دخلت مجموعة من 'الحرس الثوري' إلى مدينة بعلبك في البقاع اللبناني، جسراً بين 'الجمهورية الإسلاميّة' ولبنان.