
فيتنام تحطم الأرقام القياسية بالسياحة الإقليمية وتصعد كعملاق السفر الأبرز في آسيا
من المتوقع أن تشهد صناعة السياحة في فيتنام ازدهارًا في عام 2025 وسط نمو اقتصادي قوي وسياسات حكومية استراتيجية
يشهد قطاع السياحة في فيتنام طفرةً استثنائيةً بحلول عام 2025، مدعومًا بزخم اقتصادي قوي واستراتيجيات وطنية شاملة تهدف إلى تعزيز جاذبية البلاد العالمية. ووفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاء العام في يوليو، حقق الاقتصاد الفيتنامي نموًا ملحوظًا في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 7.52% خلال النصف الأول من العام، وهو أعلى معدل يُسجل منذ أكثر من عقد. وقد ساهم هذا الأداء القوي بشكل مباشر في نمو قطاع الخدمات بنسبة 8.14%، حيث برزت السياحة كمحرك رئيسي، حيث ساهمت بأكثر من 52% من إجمالي قيمة الاقتصاد.
ارتفاع أعداد السياح الدوليين يشير إلى زخم عالمي
تستمر جاذبية فيتنام على الساحة الدولية في التزايد، حيث دخل البلاد ما يقرب من 10.7 مليون مسافر أجنبي بين يناير ويونيو 2025. ويمثل هذا الرقم زيادة بنسبة 26% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019، قبل أن تُعطل الجائحة حركة السفر العالمية. وفي يونيو وحده، استقبلت فيتنام 1.46 مليون زائر أجنبي، مما يعكس استمرار الطلب.
تؤكد الأرقام الأخيرة الصادرة عن مؤشر السياحة العالمية، الصادر عن وكالة السياحة التابعة للأمم المتحدة، تصدّر فيتنام منطقة آسيا والمحيط الهادئ. فقد حققت البلاد نموًا بنسبة 30% في عدد الوافدين الدوليين خلال الربع الأول من عام 1، متفوقةً على نظيراتها في المنطقة مثل اليابان وبالاو، واحتلت المرتبة السادسة عالميًا من حيث عدد الزوار. وبالمقارنة مع عام 2025 – وهو آخر عام مرجعي قبل جائحة كوفيد-2019 – سجلت فيتنام زيادة بنسبة 19% في عدد الوافدين الأجانب، مما وضعها في المرتبة الثانية عالميًا من حيث نمو السياحة.
الصين وكوريا الجنوبية تهيمنان على السياحة الوافدة
لا تزال الصين وكوريا الجنوبية تُعدّان من أبرز أسواق السياحة الوافدة إلى فيتنام. تصدّر المسافرون الصينيون القائمة بنحو 2.7 مليون وافد، ما يُشكّل 25.6% من إجمالي عدد الزوار الدوليين. تلتها كوريا الجنوبية بنحو 2.2 مليون مسافر، ما يُشكّل 20.7%. وساهمت هاتان الدولتان مجتمعتين بما يقارب نصف إجمالي الزيارات الدولية إلى فيتنام في النصف الأول من عام 2025.
ومن الدول الرئيسية الأخرى التي ساهمت في هذا النمو الولايات المتحدة الأمريكية (449,000 زائر)، واليابان (393,000)، وكمبوديا (360,000 زائر). كما شهدت تدفقات سياحية قوية من الهند وماليزيا وأستراليا وروسيا، حيث لعبت كلٌّ منها دورًا هامًا في هذا النمو الإجمالي.
آسيا تقود الطريق في معدلات النمو
شهدت المنطقة الآسيوية، على وجه الخصوص، أداءً متميزًا. فقد ارتفع عدد الوافدين من الصين بنسبة 44.2%، بينما قفز عدد السياح الهنود بنسبة 41%، وسجلت اليابان زيادة ملحوظة بنسبة 17.2%. وشهدت أعداد السياح الوافدين من جنوب شرق آسيا ارتفاعًا ملحوظًا، حيث سجلت الفلبين زيادة ملحوظة بنسبة 105%، تلتها كمبوديا بنسبة 55.6%، ثم لاوس بنسبة 35.8%. وكانت كوريا الجنوبية السوق الرئيسية الوحيدة التي شهدت انخفاضًا طفيفًا، حيث انخفضت بنسبة 3.2%.
أوروبا تنتعش مع نمو قوي مزدوج الرقم
شهدت الأسواق الأوروبية أيضًا انتعاشًا قويًا واهتمامًا متزايدًا بفيتنام. وبرزت روسيا بزيادة ملحوظة في عدد الوافدين بلغت 139.3% مقارنةً بعام 2019. كما سجلت دول أوروبية أخرى، بما في ذلك المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا والدنمارك والنرويج والسويد وبولندا وسويسرا، معدلات نمو ثنائية الرقم، ويعود ذلك بشكل كبير إلى سياسات التأشيرات الميسرة والحملات الترويجية التي استهدفت هذه الدول.
إصلاحات التأشيرات والحملات تُسرّع نجاح السياحة
لم يكن انتعاش السياحة في فيتنام محض صدفة. فالصعود السريع للبلاد كوجهة سفر عالمية مفضلة يُعزى بشكل كبير إلى مبادراتها الحكومية الطموحة. وتشمل هذه المبادرات برامج موسعة للإعفاء من التأشيرات، وتبسيط إجراءات الحصول على التأشيرات الإلكترونية، وجهودًا ترويجية مكثفة تهدف إلى تعزيز حضور فيتنام في الأسواق التنافسية.
نفذت هيئة السياحة حملات ثقافية وترويجًا رقميًا متعددة في أوروبا وآسيا، إلى جانب تعاونها مع شركات الطيران وشركات السفر والمؤثرين. صُممت هذه المبادرات لتقديم فيتنام كوجهة سياحية ذات ثراء ثقافي وجمال طبيعي وتكلفة معقولة.
ويتجلى التأثير الإيجابي لهذه الحملات الآن في زيادة أعداد الوافدين وزيادة الطلب من المسافرين الجدد والعائدين.
التطلع إلى المستقبل: أهداف طموحة لنهاية العام
في ظل النمو القوي، حددت فيتنام هدفًا جريئًا لجذب ما بين 22 و23 مليون سائح أجنبي قبل نهاية عام 2025. ومن المتوقع أن يلعب موسم الذروة القادم – من أكتوبر إلى ديسمبر – دورًا محوريًا في تحقيق هذا الهدف.
ويعرب أصحاب المصلحة في الصناعة عن تفاؤلهم بأن النصف الثاني من العام سيشهد زيادة أخرى في أعداد الزوار، خاصة مع إطلاق المزيد من خطوط الطيران المباشرة وتكثيف الحملات التسويقية.
جدول نظرة عامة: أعداد السياح الوافدين إلى فيتنام من يناير إلى يونيو 2025
الدولة الزوار (بالملايين) % حصة من الإجمالي النمو مقارنة بعام 2019 الصين 2.7 25.6% + 44.2٪ كوريا الجنوبية 2.2 20.7% -3.2٪ الولايات المتحدة 0.449 4.2% لم يتم تحديد اليابان 0.393 3.7% + 17.2٪ كمبوديا 0.360 3.4% + 55.6٪ الهند – – + 41٪ الفلبين – – + 105٪ لاوس – – + 35.8٪ روسيا – – + 139.3٪
يُمثل أداء السياحة في فيتنام في عام ٢٠٢٥ انتعاشًا استثنائيًا بعد تحديات سنوات الجائحة، مما يُرسّخ مكانة البلاد كواحدة من أكثر وجهات السفر حيويةً وتوسعًا في العالم. وبفضل الدعم السياسي القوي، وازدياد الربط الجوي، والأصول الثقافية النابضة بالحياة، فإن قطاع السياحة في فيتنام مهيأ لمواصلة النجاح.
الأهمية الاقتصادية والتأثير العالمي
تُؤكد مساهمة السياحة البالغة 7.52% في الناتج المحلي الإجمالي لفيتنام دورها المحوري في تشكيل المشهد الاقتصادي للبلاد. ويعود هذا الأداء المتميز إلى تنوع العروض السياحية في فيتنام – من المعالم الثقافية التاريخية إلى المناظر الطبيعية الخلابة – التي تجذب مجموعة واسعة من الزوار العالميين. ويعزز الصعود السريع للبلاد كأفضل أداء سياحي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وتصنيفها كثاني أسرع اقتصاد عالمي من حيث التعافي بعد الجائحة، نفوذ فيتنام المتنامي وريادتها في مجال السياحة الدولية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

أخبار السياحة
منذ 8 ساعات
- أخبار السياحة
فتح متاحف الإسكندرية والمواقع الأثرية مجانا يوم 24 يوليو احتفالا بالعيد القومي للمحافظة
في إطار احتفالات محافظة الإسكندرية بعيدها القومي، قرر شريف فتحي وزير السياحة والآثار، فتح جميع المواقع الأثرية ومتاحف الإسكندرية وتشمل اليوناني الروماني، والمجوهرات الملكية، والإسكندرية القومي، بالإسكندرية مجانا أمام جمهور الزائرين، وذلك يوم الخميس 24 يوليو 2025. ويأتي هذا القرار في ضوء حرص وزارة السياحة والآثار على المشاركة في الفعاليات الوطنية والثقافية والمحلية، وتسليط الضوء على المناسبات التي تعكس البعد الحضاري والتاريخي للمجتمع المصري، وفي الوقت ذاته تعزيز الوعي الأثري والسياحي لدى المواطنين، وخاصة الأجيال الشابة. كما تهدف المبادرة إلى تشجيع السياحة الداخلية ودعم الحركة السياحية بمحافظة الإسكندرية خلال موسم الصيف، من خلال تعريف الزائرين بالمقومات السياحية والأثرية والثقافية الفريدة التي تتميز بها المدينة، كواحدة من أهم المدن السياحية الساحلية والتاريخية في مصر، واكتشاف تاريخها العريق وزيارة متاحفها ومواقعها الأثرية التي تجسد عمقها الحضاري الممتد عبر العصور.

أخبار السياحة
منذ 8 ساعات
- أخبار السياحة
تكليف هشام الدميري قائمًا بأعمال العضو المنتدب التنفيذي لشركة إيجوث
قررت الشركة القابضة للسياحة والفنادق، تكليف هشام الدميري للقيام بأعمال العضو المنتدب التنفيذي للشركة المصرية العامة للسياحة والفنادق (إيجوث)، بدلا من المحاسب شريف بنداري، الذي تم توجيه الشكر له على جهوده خلال فترة توليه قيادة الشركة، متمنين له التوفيق في مسيرته المقبلة. يأتي هذا القرار في إطار الحرص على تعظيم الاستفادة من الكفاءات القيادية ذات الخبرات الواسعة والمتنوعة، ودعم خطط الشركة لمواصلة التطوير وتعزيز تنافسيتها في السوق السياحي والفندقي وتعظيم الاستفادة من أصولها وتنمية الاستثمارات. ويمتلك 'الدميري' خبرة تمتد لأكثر من 30 عامًا في قطاعي السياحة والفنادق، شملت العمل في شركات متعددة الجنسيات ومؤسسات حكومية. وشغل سابقا عدة مناصب قيادية بارزة، من بينها رئيس هيئة تنشيط السياحة ومساعد وزير السياحة، وعضوية عدد من المجالس واللجان العليا ذات الصلة بالقطاع. كما تولى منصب مدير عام في عدد من كبرى السلاسل الفندقية العالمية.

أخبار السياحة
منذ يوم واحد
- أخبار السياحة
رئيس إنفيديا: الذكاء الاصطناعي الصيني المفتوح المصدر 'محفّز للتقدّم العالمي'
وصف الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، جينسن هوانغ، اليوم الأربعاء، الذكاء الاصطناعي الصيني المفتوح المصدر بأنّه 'محفّز للتقدّم العالمي'، غداة إعلان شركته العملاقة في مجال التكنولوجيا استئناف مبيعاتها لنموذج من رقائق الذكاء الاصطناعي المتطورة إلى الصين. وأضاف هوانغ في كلمة ألقاها خلال افتتاح معرض تجاري صناعي في بكين أن 'الذكاء الاصطناعي يُحدث تحولا في كل القطاعات، من البحث العلمي والرعاية الصحية إلى الطاقة والنقل والخدمات اللوجستية'. وقال متحدثا عن شركة الذكاء الاصطناعي ديب سيك 'إن الذكاء الاصطناعي المفتوح المصدر في الصين هو محفز للتقدم العالمي، ما يمنح كل الدول والقطاعات فرصة الانضمام إلى ثورة الذكاء الاصطناعي'. وأشاد هوانغ بالابتكار 'الفائق السرعة' في الصين، المدعوم من 'باحثيها ومطوريها ورجال أعمالها'. وأعلنت شركة إنفيديا الأميركية العملاقة الثلاثاء أنها ستستأنف بيع رقائق 'اتش 20' (H20) للذكاء الاصطناعي الى الصين، بعدما تعهدت الولايات المتحدة رفع قيود الترخيص التي أدت الى تعليق الصادرات.