logo
مسؤول إسرائيلي لأكسيوس: تجويع غزة كان قرارًا سياسيًا خاطئًا ستضطر تل أبيب للتراجع عنه

مسؤول إسرائيلي لأكسيوس: تجويع غزة كان قرارًا سياسيًا خاطئًا ستضطر تل أبيب للتراجع عنه

قدس نتمنذ 2 ساعات

كشفت مصادر إسرائيلية رفيعة، نقلًا عن تقرير لموقع "أكسيوس" الأميركي، عن أزمة داخلية تتصاعد في أروقة حكومة الاحتلال الإسرائيلي، في ظل تزايد التحذيرات من التداعيات السياسية والإنسانية لسياسة الحصار والتجويع المفروضة على قطاع غزة منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
وبحسب التقرير، فإن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر وجّه تحذيرات متكررة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، مؤكدًا أن منع دخول المساعدات الإنسانية لا يضعف حماس، بل يُفقد إسرائيل دعم حلفائها الدوليين ويزيد من عزلتها.
وفي السياق ذاته، أكد مسؤول إسرائيلي بارز للموقع أن ما جرى كان "خطأً استراتيجيًا فادحًا"، مشيرًا إلى أن القرار جاء "بدافع اعتبارات سياسية داخلية"، وأن إسرائيل ستضطر في نهاية المطاف إلى الرضوخ للضغوط الدولية واستئناف إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.
المخاوف القادمة: تهجير جماعي تحت مسمى "الهجرة الطوعية"
ورصد التقرير تطورًا خطيرًا في خطاب حكومة الاحتلال، حيث أعلن نتنياهو للمرة الأولى أن الحرب لن تتوقف حتى يُنفذ ما يسمى بـ"خطة إعادة توطين سكان غزة"، وهي الصيغة الملتفّة التي وصفها التقرير بأنها "الاسم الحركي للتهجير القسري الجماعي".
ويقوم هذا المخطط، بحسب التقرير، على نقل السكان قسرًا إلى ما يُعرف بـ"منطقة إنسانية" داخل غزة، تمهيدًا لطردهم خارج الحدود، وهو ما وصفه التقرير بأنه سيُعرض إسرائيل لـ"عزلة دبلوماسية خانقة"، وربما عقوبات دولية ومقاطعة من دول كبرى.
حكومة الاحتلال تفقد دعم حلفائها الدوليين
أكد تقرير لموقع "أكسيوس" الأميركي أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو تفقد بشكل متسارع دعم حلفائها التقليديين، في ظل تصعيد عدوانها العسكري وتضييقها الممنهج على دخول المساعدات إلى قطاع غزة، ما يضعها في عزلة دبلوماسية متفاقمة على الساحة الدولية.
وذكر التقرير أن نتنياهو، الذي كان يتمتع بعد هجوم السابع من أكتوبر بدعم دولي غير مسبوق، يواجه اليوم "تسونامي دبلوماسيًا"، بعد أن أوقف تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في مارس الماضي، ومنع إدخال الغذاء والماء والدواء إلى غزة، واختار توسيع العدوان وإعادة احتلال القطاع بدلاً من السعي نحو إنهاء الحرب وإطلاق سراح الأسرى.
مواقف دولية غاضبة: تهديد باتخاذ إجراءات عقابية
وفي بيان مشترك صدر في 19 مايو الجاري، لوّح قادة كل من فرنسا وكندا وبريطانيا باتخاذ إجراءات ملموسة ضد الحكومة الإسرائيلية في حال استمرار هجومها ومنعها المساعدات. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني، ونظيره البريطاني كير ستارمر:
"لن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذه الانتهاكات الجسيمة. على إسرائيل وقف هجومها العسكري ورفع قيودها عن المساعدات فورًا."
رد نتنياهو جاء غاضبًا، متهمًا الزعماء الثلاثة بأنهم "ينفذون أجندة حماس"، زاعمًا أن مطالباتهم بوقف القتال تهدف إلى "السماح لحماس بإعادة بناء قوتها العسكرية وتنفيذ مجازر جديدة"، بحسب تعبيره.
تصاعد العزلة الدولية: مقاطعة واتفاقيات مهددة
أوضح التقرير أن العزلة الإسرائيلية لم تعد مجرد مواقف إعلامية، بل بدأت تتحول إلى قرارات تنفيذية:
بريطانيا أعلنت تجميد مفاوضات التجارة مع إسرائيل، وفرضت عقوبات على مستوطنين تورطوا في اعتداءات عنيفة ضد الفلسطينيين.
فرنسا تخطط للاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، وتستعد لعقد مؤتمر دولي مع السعودية لدفع حل الدولتين.
إسبانيا، إلى جانب النرويج وإيرلندا، اعترفت بالفعل بالدولة الفلسطينية، ووصف رئيس وزرائها بيدرو سانشيز إسرائيل بأنها "دولة ترتكب إبادة جماعية"، مطالبًا بمنعها من المشاركة في مسابقة يوروفيجن.
الاتحاد الأوروبي يدرس حاليًا إعادة النظر في اتفاقيات الشراكة والتعاون مع إسرائيل، بناء على مبادرة هولندية حظيت بدعم 17 وزير خارجية أوروبي.
ويأتي هذا في ظل مواصلة إسرائيل سياسة التجويع الجماعي لأكثر من 2.4 مليون فلسطيني، ورفضها السماح بدخول مساعدات إنسانية كافية منذ 2 مارس/ آذار، ما تسبب في وفاة عشرات الأطفال وكبار السن نتيجة سوء التغذية، وتفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة.
المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - القدس المحتلة

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حماس تحذِّر من تداعيات اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى
حماس تحذِّر من تداعيات اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى

فلسطين أون لاين

timeمنذ 34 دقائق

  • فلسطين أون لاين

حماس تحذِّر من تداعيات اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى

متابعة/ فلسطين أون لاين حذّرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" من تصاعد اقتحامات المستوطنين وجماعات "الهيكل" المزعوم للمسجد الأقصى المبارك، واعتبرت أن أداءهم طقوس "السجود الملحمي" بشكل علني وجماعي داخل ساحاته يُمثّل تصعيدًا خطيرًا في العدوان المتواصل، ومحاولة لفرض واقع تهويدي ضمن حرب دينية تستهدف مدينة القدس والمسجد الأقصى. وأكدت الحركة، في بيان صحفي، أن هذه الانتهاكات لن تغيّر من الهوية الإسلامية الخالصة للمسجد الأقصى، ولن تُضفي شرعية على وجود الاحتلال وقطعان مستوطنيه فيه، "مهما بلغت غطرستهم". وأضافت حماس أن ما يجري يُشكّل استفزازًا صارخًا لمشاعر المسلمين حول العالم، ودليلًا على استهتار الاحتلال بحساسية الموقع والمكانة، في ظل ما وصفته بـ"مواقف الأمة الإسلامية التي لا تزال دون المستوى المطلوب لحماية القدس والدفاع عن مقدساتها". ودعت الحركة جماهير الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، والقدس، والداخل المحتل، بالإضافة إلى الأمة العربية والإسلامية، إلى التحرك العاجل لنصرة الأقصى، والتصدي لمخططات التهويد والعدوان بكل الوسائل الممكنة. يأتي ذلك، بعد نشر ما يسمى "اتحاد منظمات الهيكل" مقطعاً تحريضياً يضم 13 حاخاماً من أبرز قادة الصهيونية الدينية، وهم يدعون إلى اقتحام المسجد الأقصى، غدًا الإثنين، في إطار حرب الاحتلال الدينية المستمرة لتهويد مدينة القدس. وتنظم جماعات الهيكل في ذكرى احتلال القدس كل عام، مسيرة الأعلام كل عام، بمشاركة آلاف المستوطنين المتطرفين، حيث تجوب شوارع القدس والبلدة القديمة، وسط اعتداءات وممارسات استفزازية بحق المقدسيين، وتحت حراسة قوات الاحتلال الإسرائيلي. وأكد رئيس مكتب شؤون القدس في حركة حماس هارون ناصر الدين، أن الدعم اللامحدود الذي توفره حكومة الاحتلال المتطرفة وحمايتها للمستوطنين، هو ما يحفزهم على تصعيد هجماتهم على المسجد الأقصى المبارك، في ظل حالة العجز واللامبالاة التي تحياها أمتنا العربية والإسلامية. وشدد هارون، على أن هذه المخططات التهويدية الخبيثة يجب أن تواجه بكل الوسائل وعلى كافة المستويات، فهذا هو التحدي الحقيقي والمسؤولية الدينية والتاريخية والأخلاقية لكل مسلم حر في هذا العالم. المصدر / فلسطين أون لاين

مسؤول إسرائيلي لأكسيوس: تجويع غزة كان قرارًا سياسيًا خاطئًا ستضطر تل أبيب للتراجع عنه
مسؤول إسرائيلي لأكسيوس: تجويع غزة كان قرارًا سياسيًا خاطئًا ستضطر تل أبيب للتراجع عنه

قدس نت

timeمنذ 2 ساعات

  • قدس نت

مسؤول إسرائيلي لأكسيوس: تجويع غزة كان قرارًا سياسيًا خاطئًا ستضطر تل أبيب للتراجع عنه

كشفت مصادر إسرائيلية رفيعة، نقلًا عن تقرير لموقع "أكسيوس" الأميركي، عن أزمة داخلية تتصاعد في أروقة حكومة الاحتلال الإسرائيلي، في ظل تزايد التحذيرات من التداعيات السياسية والإنسانية لسياسة الحصار والتجويع المفروضة على قطاع غزة منذ أكثر من ثلاثة أشهر. وبحسب التقرير، فإن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر وجّه تحذيرات متكررة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، مؤكدًا أن منع دخول المساعدات الإنسانية لا يضعف حماس، بل يُفقد إسرائيل دعم حلفائها الدوليين ويزيد من عزلتها. وفي السياق ذاته، أكد مسؤول إسرائيلي بارز للموقع أن ما جرى كان "خطأً استراتيجيًا فادحًا"، مشيرًا إلى أن القرار جاء "بدافع اعتبارات سياسية داخلية"، وأن إسرائيل ستضطر في نهاية المطاف إلى الرضوخ للضغوط الدولية واستئناف إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر. المخاوف القادمة: تهجير جماعي تحت مسمى "الهجرة الطوعية" ورصد التقرير تطورًا خطيرًا في خطاب حكومة الاحتلال، حيث أعلن نتنياهو للمرة الأولى أن الحرب لن تتوقف حتى يُنفذ ما يسمى بـ"خطة إعادة توطين سكان غزة"، وهي الصيغة الملتفّة التي وصفها التقرير بأنها "الاسم الحركي للتهجير القسري الجماعي". ويقوم هذا المخطط، بحسب التقرير، على نقل السكان قسرًا إلى ما يُعرف بـ"منطقة إنسانية" داخل غزة، تمهيدًا لطردهم خارج الحدود، وهو ما وصفه التقرير بأنه سيُعرض إسرائيل لـ"عزلة دبلوماسية خانقة"، وربما عقوبات دولية ومقاطعة من دول كبرى. حكومة الاحتلال تفقد دعم حلفائها الدوليين أكد تقرير لموقع "أكسيوس" الأميركي أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو تفقد بشكل متسارع دعم حلفائها التقليديين، في ظل تصعيد عدوانها العسكري وتضييقها الممنهج على دخول المساعدات إلى قطاع غزة، ما يضعها في عزلة دبلوماسية متفاقمة على الساحة الدولية. وذكر التقرير أن نتنياهو، الذي كان يتمتع بعد هجوم السابع من أكتوبر بدعم دولي غير مسبوق، يواجه اليوم "تسونامي دبلوماسيًا"، بعد أن أوقف تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في مارس الماضي، ومنع إدخال الغذاء والماء والدواء إلى غزة، واختار توسيع العدوان وإعادة احتلال القطاع بدلاً من السعي نحو إنهاء الحرب وإطلاق سراح الأسرى. مواقف دولية غاضبة: تهديد باتخاذ إجراءات عقابية وفي بيان مشترك صدر في 19 مايو الجاري، لوّح قادة كل من فرنسا وكندا وبريطانيا باتخاذ إجراءات ملموسة ضد الحكومة الإسرائيلية في حال استمرار هجومها ومنعها المساعدات. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني، ونظيره البريطاني كير ستارمر: "لن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذه الانتهاكات الجسيمة. على إسرائيل وقف هجومها العسكري ورفع قيودها عن المساعدات فورًا." رد نتنياهو جاء غاضبًا، متهمًا الزعماء الثلاثة بأنهم "ينفذون أجندة حماس"، زاعمًا أن مطالباتهم بوقف القتال تهدف إلى "السماح لحماس بإعادة بناء قوتها العسكرية وتنفيذ مجازر جديدة"، بحسب تعبيره. تصاعد العزلة الدولية: مقاطعة واتفاقيات مهددة أوضح التقرير أن العزلة الإسرائيلية لم تعد مجرد مواقف إعلامية، بل بدأت تتحول إلى قرارات تنفيذية: بريطانيا أعلنت تجميد مفاوضات التجارة مع إسرائيل، وفرضت عقوبات على مستوطنين تورطوا في اعتداءات عنيفة ضد الفلسطينيين. فرنسا تخطط للاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، وتستعد لعقد مؤتمر دولي مع السعودية لدفع حل الدولتين. إسبانيا، إلى جانب النرويج وإيرلندا، اعترفت بالفعل بالدولة الفلسطينية، ووصف رئيس وزرائها بيدرو سانشيز إسرائيل بأنها "دولة ترتكب إبادة جماعية"، مطالبًا بمنعها من المشاركة في مسابقة يوروفيجن. الاتحاد الأوروبي يدرس حاليًا إعادة النظر في اتفاقيات الشراكة والتعاون مع إسرائيل، بناء على مبادرة هولندية حظيت بدعم 17 وزير خارجية أوروبي. ويأتي هذا في ظل مواصلة إسرائيل سياسة التجويع الجماعي لأكثر من 2.4 مليون فلسطيني، ورفضها السماح بدخول مساعدات إنسانية كافية منذ 2 مارس/ آذار، ما تسبب في وفاة عشرات الأطفال وكبار السن نتيجة سوء التغذية، وتفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة. المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - القدس المحتلة

حوار هادئ مع حركة حماس ...!
حوار هادئ مع حركة حماس ...!

قدس نت

timeمنذ 6 ساعات

  • قدس نت

حوار هادئ مع حركة حماس ...!

بقلم: أكرم عطا الله أكرم عطا الله:- تأخر هذا المقال كثيراً، لا أعرف لماذا نتردد كثيراً في مخاطبة حركة حماس، هل لأننا ندرك أن «حماس» لا تستمع إلا من مقربيها ومواليها ولا فائدة من الحوار؟ أم لأنها تشتبه بمن هو خارجها، معتبرة أن الجميع يتربص بها وأن الجميع يتآمر عليها ويريد تجريدها من سلطتها؟ أم إدراكاً بأن الواقع السياسي ترسمه جنازير الدبابات وليس أقلام الكتاب كما قال محمود درويش، «لا تكتب التاريخ شعراً ... فالسلاح هو المؤرخ» وبالتالي لا فائدة حتى من حوار معلن قد يساء فهمه في ظل التشكيك بالنوايا والحالة النفسية التي تمر بها الحركة كما يقول علم النفس، «الناجح أكثر ثقة بنفسه لقبول الرأي الآخر أما الفاشل فهو أكثر عصبية في تلقي الانتقادات». و»حماس» لم تنجح هذه المرة. ما قمتم به في السابع من أكتوبر هو عمل كبير جداً أطاح لساعات بدولة تبجحت بالأمن والتكنولوجيا والجدران، ولكن تقتضي الصراحة أن نقول، إنه كان عملاً انتحارياً أقدمت عليه الحركة كلها. صحيح أن اسرائيل ترنحت لساعات لكن عملا بهذا المستوى لا يستطيع شعبنا ولا أي شعب يقف معه تحمل تبعاته وقد كان، ليس فقط على صعيد غزة التي تحولت إلى كومة من الركام وحالة نزوح ومجاعة وانهيار مجتمع بل أيضاً لبنان و»حزب الله». بتلك العملية الكبيرة، كنتم قد حكمتم على أنفسكم بالإعدام، ودون تضليل لكم بما تحبون سماعه فلن يقبل الإسرائيلي وخلفه الأميركي والأوروبي وجودكم كقوة في غزة أو بقاء حكمكم أو بقاء السلاح بيدكم لأسباب تاريخية ونفسية طويلة. فالإسرائيلي يعتبر نفسه طريد التاريخ ومطلوبا للقتل وقد وافق على حكمكم لغزة ووفر لكم ما يكفي من ممكنات البقاء من أموال قطرية لإجهاض مشروع التفاوض والدولة الفلسطينية، أي درء الخطر السياسي، ولكن ما قمتم به من تهديد أمني فاق قدرته على احتمالية بقائكم. لذا فإن قدرنا وقدركم السيئ يقول، إنه لن تتوقف الحرب ما دمتم موجودين في غزة ولديكم السلاح، وتلك معضلة الحرب التي تطالبون بوقفها وتلك أيضاً تعكس عدم إدراككم لمأزق اللحظة وقراءة السياسة، يظهر ذلك من اعتقادكم بأن هناك أي إسرائيلي مستعد لوقف الحرب وعودة حكمكم كما قبل السابع من أكتوبر وكأن الأمر لم يكن، وهو ما ظهر في إحدى اللافتات الكبيرة في غزة منذ أشهر قليلة التي تقول على لسانكم، «نحن اليوم التالي» وهذا ما أطال زمن الحرب وما زاد أرقام الخسارات هو عدم إدراككم لواقعكم وواقع السياسة. أزمتنا في العقل الإسرائيلي المهووس الذي يعتقد أن بقاءكم يعني أن هناك طوفان أقصى قادم، وهو الخط الأحمر الذي بسببه لن يوقف الحرب قبل ما أعلنه نتنياهو من أهداف أولها ملاحقة الحركة وسيلاحقونكم أفراداً وجماعات وهم يفعلون ذلك ومعكم يُقتل ويجوع عشرات آلاف من المدنيين. وها هو يبدأ عمليته باجتياح القطاع وتنفيذ مشروعه بترحيل سكان الشمال، والاعتقاد بأن اسرائيل ستعقد صفقة مقابل وقف الحرب هو اعتقاد ينم عن جهل سياسي ولكنه شديد الكلفة، وآن الأوان للتفكير بشكل أكثر واقعية. لم يحشد نتنياهو ستين ألف جندي ليقوم بتسريحهم بعد أن وجد صعوبة في تجنيدهم لدرجة أن اضطر وزيريّ المالية والدفاع إلى الاتفاق على جملة إغراءات تشجيعية للاحتياط كي يستكمل التجنيد، فالتهدئة تعني تسريحهم مع فرصة قليلة بإعادة التجنيد مرة أخرى، لذا كان واضحاً أن الأمر أقرب للذهاب لعمليته التي أطلق عليها «عربات جدعون» منها لأي تهدئة أو وقف للحرب وفرصة التجنيد التي لاقت صعوبة في الكنيست لن تتكرر بالنسبة لنتنياهو. منذ بداية الحرب، قدم العارفون قراءات شديدة الوضوح كانت خلاصتها أن بقاءكم بعد الانتحار ووقف الحرب ضدان لن يلتقيا وإذا لم تفهموا ذلك سيكون الثمن أكبر من قدرتكم وقدرة شعبكم على دفعه، وطالبوكم بسرعة الإعلان عن نهاية حكمكم لغزة لكنكم اعتبرتم أن تلك أصوات هدفها التآمر عليكم وتجريدكم السلطة وهي أصوات «مرجفين ومعادين ومن يقفون في الجانب الآخر من المقاومة» ومن تلك اللازمة التي اعتادها كل من ينصحكم أو يقول كلاماً واقعياً لا ينسجم مع رغبات الحركة غير الواقعية أو مع جزء من روايتها. الخيارات تضيق على شعبنا وعليكم ولو أخذتم بالنصائح قبل عام قبل احتلال رفح والمعبر ووجود أهم قائدين كان النزول عن الشجرة يحمل من الكرامة ما يغطي هذا النزول، وأن التأخر في فهم سياقات الحرب سيجعل الأمر أكثر صعوبة. نحن أمام خيارين لا أرى ثالثا لهما: إما بقاء الحرب تحت تبرير ملاحقتكم والقضاء عليكم أو تبدؤون التفاوض على اليوم التالي بدونكم مدركين واقع الميدان والنتائج ومآلات الاستمرار إذا ما تمكن الإسرائيلي من اجتياح القطاع وحشر الناس في معازل وتحديداً رفح يقول سموتريتش، إن تلك مقدمة لإخراجهم من غزة. الخلاصة أن حدث السابع من أكتوبر حدث كبير جدا وتبعاته أكبر، وضع غزة أمام خيارين: إما أن تتم «التضحية بـ(حماس)» أو التضحية «بالشعب ومستقبله». الخيار يعود لكم ومن الصعب أن يعتقد الناس أن الحركة يمكن أن تضحي بشعبها من أجل نفسها ... إلا إذا كان هناك خيار ثالث لا يبدو أنه قائم حسب فهم الأحداث وحركة التاريخ وتعقيداته. جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store